المجموع : 9
مَنْ مُبْلغُ الأَنصارَ عَنِّي آيَةً
مَنْ مُبْلغُ الأَنصارَ عَنِّي آيَةً / رُسُلاً تَقُصُّ عَلَيْهِمُ التّبْيَانَا
رُسُلاً تُخبّركُمْ بما أَوْلَيْتُمُ / أنَّ البَلاءَ يُكَشِّفُ الإنْسَانَا
أَنْ قَدْ فَعَلْتُمْ فِعْلَةً مُذْكُورَةً / كَسَتِ الفُضُوحَ وأبْدَتِ الشّنآنا
بقُعُودِكُمْ في دَارِكُمْ وأَمِيرُكُمْ / تُحْشَى ضَوَاحِي دارِهِ النّيرانَا
بَيْنَا يُرَجِّي دَفْعَكُمْ عَنْ دَارِهِ / مُلِئَتْ حَرِيقاً كَابِياً ودُخَانَا
حَتَّى إذَا خَلَصُوا إلى أبْوَابِهِ / دَخَلُوا عَلَيْهِ صَائماًعَطْشَانَا
يُعْلُونَ قُلَّتَهَ السّيُوفَ وأنتُمُ / مُتَلَبّثُونَ مَكَانَكُمْ رِضْوَانَا
اللهُ يَعْلَمُ أنّني لَمْ أرْضَهُ / لَكُمُ صَنِيعاً يومَ ذاكَ وَشَانَا
يَا لَهْفَ نَفْسِي إذْ يَقُولُ أَلا أَرَى / نَفَراً من الأَنْصَارِ لِي أعْوانَا
واللهِ لو شَهِدَ ابنُ قَيْسٍ ثَابِتٌ / وَمَعَاشِرٌ كَانُوا لَهُ إخْوانَا
وأَبُو دُجَانَةَ وابنُ أرقَمَ ثَابِتٌ / وأخُو المشَاهِدِ من بني عجلانَا
ورفَاعَةُ العمريُّ وابنُ معاذِهِمْ / وأَخُو مُعَاويَ لم يَخَفْ خذلانَا
قَوْمٌ يَرَوْنَ الحقَّ نَصْرَ أَمِيرِهِمْ / وَيَرُونَ طَاعَةَ أمْرِهِ إِيْمانَا
وَقِوَامُ أَمْرِ المُسْلِمينَ إِمَامُهُمْ / يَزَعُ السّفِيهَ ويَقْمَعُ العُدْوَانَا
فوَدَدْتُ لو كُنْتُمْ بَذَلتُمْ عَهْدَكُم / لَبَقِي أَمِيرُكُمُ عَلَى مَا كَانَا
وَكَرْرْتُمُ كَرَّ المُحَافِظِ إِنَّما / يَسْعَى الحَلِيمُ لِمِثْلِهِ أَحْيَانَا
فَمَنَعْتُمُوهُ أَو قُتِلْتُمْ حَوْلَهُ / مُتَلَبّبينَ البِيضَ والأبْدَانَا
وَلَقَدْ عَتبتُ على مَعَاشِرَ فِيكُمُ / يَوْمَ الوَقِيعَةِ أسْلَمُوا عُثْمَانَا
إنْ يُتْركُوا فَوْضَى يَكُنْ في دِينِهِمْ / أمراً يُضَيّقُ عنهُمُ البُلْدَانَا
فلْيُعْلِيَنَّ اللهُ كَعْبَ وَلِيِّهِ / وَلْيَجْعَلَنَّ عَدُوَّهُ الذّلاّنَا
إنّي رَأَيْتُ محمّداً إِختَارَهُ / صِهراً وَكَانَ يَعُدُّهُ خلصَانَا
مَحْضَ الضّرائبِ ماجداً أَعْرَاقَهُ / من خَيْرِ خِنْدِفَ مَنْصِباً وَمَكانَا
عَرِفَتْ لَهُ عُلْيَا مَعَدٍّ كُلُّهَا / بَعْدَ النّبيِّ المُلْكَ والسُّلْطَانَا
مِنْ مَعْشَرٍ لا يغدُرُونَ بِجَارِهِمْ / كَانُوا بمكَّةَ يَرْتَعُونَ زَمَانَا
يُعطونَ سَائِلَهُمْ وَيَأْمَنُ جارُهُمْ / فيهِمْ ويُرْدُونَ الكُماةَ طِعانَا
فَلَوَ أنَّكُمْ مَعَ نَصْرِكُمْ لنبيِّكُمْ / يَوْمَ اللّقاءِ نَصَرْتُمُ عُثْمَانَا
أَنْسِيتُمُ عَهْدَ النّبيّ إليكُمُ / وَلَقَدْ ألَظَّ وَوَكَّدَ الأَيْمانَا
بمنًى غَدَاةَ تَلا الصّحيفَةَ فِيكُمُ / فَأَهْجْتُمُ وَقَبِلْتُمُ الأدْيَانَا
ألاّ تُوَلُوا مَا تَغُوَّرَ رَاكِبٌ / أَخْزَى المَنُونَ مُوَالِياً إِخوانَا
فَكَفَى بِنَا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرِنَا
فَكَفَى بِنَا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرِنَا / حُبُّ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ إِيَّانَا
إِنَّكِ عَمْرُ أَبيكِ الكَرِي
إِنَّكِ عَمْرُ أَبيكِ الكَرِي / مِ إنْ تَسْأَلِي عَنْكِ مَنْ يَجْتدِينا
فإنْ تَسْألي ثُمّ لا تُكذَبِي / يخبِّرْكِ مَنْ سَألتِ اليَقِينَا
بِأَنّا لَيالِيَ ذاتِ العِظَا / مِ كُنّا ثِمَالاً لِمَنْ يَعْتَرِينَا
تَلُوذُ النَّجُودُ بأَذْرَائِنا / مِنَ الضُّرِّ في أزَمَاتِ السّنِينَا
بِجَدْوَى فضولِ أَولى وُجِدْنَا / وبالصّبْرِ والبّذْلِ في المُعْدِمينا
وأبْقَتْ لَنَا جَلَمَاتُ الحُرُو / بِ مِمّنْ نُوازِي لَدُنْ أن بُرِينَا
مَعَاطِنَ تَهْوِي إلَيْهَا الحُقُو / قُ يَحْسَبُها مَنْ رَآهَا الفَتِينَا
تُخَيَّسُ فيها عِتَاقُ الجِمَا / لِ صُحْماً دَوَاجنَ حُمْراً وَجُونا
وَدَفَّاعُ رَجلٍ كموجِ الفُرا / تِ يَقْدُمُ جَأْوَاءَ جُولاً طَحونَا
تَرَى لَوْنَها مِثْلَ لَوْنِ النّجُو / مِ رَجراجةً تُبْرِقُ النّاظِرِينا
فإنْ كُنْتَ عَنْ شَأْنِنَا جَاهِلاً / فَسَلْ عَنْهُ ذَا العلمِ مِمّنْ يَلِينَا
بِنَا كَيْفَ نَفْعَلُ إنْ قَلَّصَتْ / عَوَاناً ضَرُوساً عَضُوضاً حَجُونَا
أَلَسْنَا نَشُدُّ عَلَيْهَا العِصَا / بَ حتّى تَدُرَّ وحتَّى تَلِينَا
وَيَوْمٌ لَهُ وَهَجٌ دَائِمٌ / شَدِيدُ التّهاوُلِ حَامِي الأَرِينَا
طَوِيلٌ شَدِيدُ أَوارِ القِتَا / لِ تَنْقي قَوَاجِزُهُ المُقْرِفِينا
تَخَالُ الكُمَاةَ بأَعْراضِهِ / ثِمَالاً على لذّة مُنْزَفِينَا
تَعَاوَرَ أيمانُهُمْ بَيْنَهُمْ / كُؤُوسَ المَنَايَا بِحَدِّ الظُّبِينَا
شَهِدْنَا فَكُنَّا أُولِي بَأْسِهِ / وَتَحْتَ العَمَايَةِ والمُعْلَمِينَا
بِخُرْسِ الحَسِيسِ حِسَانٍ رِواءٍ / وَبَصْريّةٍ قَدْ أجمنَ الجُفُونَا
فَمَا يَنْفَلِلْنَ وما يَنْحَنِينَ / وما يَنْتَهِينَ إِذَا ما نُهِينَا
كَبَرْقِ الحَرِيقِ بأيدي الكُمَاةِ / يُفَجِّعْنَ بالطَّلِّ هَاماً سُكُونَا
وَعَلَّمَنَا الضَّرَبَ آبَاؤُنَا / وَسَوْفَ نُعَلِّمُ أيضاً بَنِينَا
جِلاَدَ الكُمَاةِ وَبَذْلَ التّلاَ / دِ عن جُلِّ أَحْسَابنا ما بَقِينَا
إذَا مرَّ قِرْنٌ كفى نَسْلُهُ / وأورَثَه بَعْدَهُ آخَرِينَا
نَشِبُّ وَتَهْلَكُ آباؤُنَا / وَبيْنَا نُرَبِّي بَنِينَا فَنِينَا
سَأَلْتُ بكَ ابنَ الزّبَعرَى فَلَمْ / أُنْبَأْكَ في القَوْمِ إلاّ هَجِينا
خَبيثاً تُطِيفُ بِكَ المُنْدَياتُ / مقيماً على اللّؤْمِ حيناً فَحينا
تبجَّسْتَ تَهْجُو رَسُولَ المَلِي / كِ قَاتَلَكَ اللهُ جلفاً لَعِينَا
تَقُولُ الخَنَا ثُمَّ تَرْمِي بِهِ / نقيَّ الثّيَابِ تقيّاً أَمينا
تَرَكْتُمْ جَارَكُمْ لِبَنِي سُلَيْمٍ
تَرَكْتُمْ جَارَكُمْ لِبَنِي سُلَيْمٍ / مَخَافَةَ حَرْبِهِمْ عَجْزاً وَهُونَا
فَلَوْ حَبْلاً تَنَاوَلَ من عُقيلٍ / لَمَدَّ بِحَبْلِهَا حَبْلاً مَتِينَا
أوِ القُرَطاءِ ما إِنْ أَسْلَمُوهُ / وقِدْماً ما وَفَوْا إذْ لا تَفُونَا
وَسَائِلةٍ تُسائِلُ ما لَقِينَا
وَسَائِلةٍ تُسائِلُ ما لَقِينَا / ولو شَهِدَةْ رَأَتْنَا صَابِرِينا
صَبَرْنَا لا نَرى للهِ عِدْلاً / عَلَى مَا نَابَنَا متوكِّلينا
وَكَانَ لَنَا النّبيُّ وَزِيرَ صِدْقٍ / بِهِ نَعْلُو البَرِيَّة أجْمَعِينَا
نُقَاتِلُ مَعْشَراً ظَلَمُوا وَعَقُّوا / وَكَانُوا بالعَدَاوة مُرصِدِينا
نُعَاجِلُهُمْ إذَا نَهَضُوا إِلَيْنَا / بِضَرْبٍ يُعْجِلُ المتَسرِّعِينا
تَرانَا في فَضَافضَ سَابِغَاتٍ / كغُدْرَانِ المَلاَ مُتَسَرْبِلِينَا
وَفِي أَيْمَانِنَا بِيضٌ خِفَافٌ / بِهَا نَشْفِي مِرَاحَ الشّاغِبِينا
بِبَابِ الخندَقَينِ كأنَّ أُسْداً / شَوَابِكُهُنَّ يَحْمِينَ العَرِينَا
فوارِسُنَا إذا بَكَرُوا وَرَاحثوا / على الأَعدَاءِ شُوساً مُخْلِصِينا
وَيَعْلَمَ أهلُ مكَّةَ حينَ سَارُوا / وأحزابٌ أَتَوْا مُتحَزِّبِينَا
بأنَّ اللهَ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ / وأنَّ اللهَ مَوْلَى المُؤْمِنِينَا
فإمَّا تَقْتُلُوا سَعْداً سَفَاهاً / فإنَّ اللهَ خَيْرُ القَادِرينا
سَيُدْخِلُهُ جِناناً طيّبَاتٍ / تكونُ مُقَامَةً للصَّالِحِينا
كما قَدْ رَدَّكُمْ فَلاًّ شَرِيداً / بغيظِكُمُ خَزَايَا خَائِبِينا
خَزَايَا لَمْ تَنَالُوا ثَمَّ خَيْراً / وَكِدْتُمْ أَنْ تَكُونُوا دَامِرِينا
بِرِيحٍ عَاصِبٍ هَبَّتْ عَلَيْكُمْ / فَكُنْتُمْ تَحْتَهَا مُتَكَمِّهِينَا
ألا انْعِي النّبيَّ إلى العَالَمِينَا
ألا انْعِي النّبيَّ إلى العَالَمِينَا / جَمِيعاً ولاَسِيَّما المُسْلِمينا
ألا أنعِي النّبيَّ لأَصْحابِهِ / وأصْحَابِ أصْحَابِهِ التَّابعينا
ألا أنعِي النّبيَّ إلى من هَدَى / مِنَ الجِنِّ ليلةَ إذْ تَسْمَعُونا
لِفَقْدِ النّبيِّ إِمَامِ الهُدَى / وَفَقْدِ المَلاَئِكَةِ المُنزَلِينا
يا لَلرِّجَالِ لأمرٍ هَاجَ لِي حَزنٍ
يا لَلرِّجَالِ لأمرٍ هَاجَ لِي حَزنٍ / لَقَدْ عِجِبْتُ لِمَنْ يبكي عَلَى الدِّمنِ
إنِّي رَأَيْتُ قَتِيلَ الدَّارِ مُضْطَهَداً / عُثْمَانَ يُهدَى إلى الأجْدَاثِ في كَفَنِ
يَا قَاتَلَ اللهُ قَوْماً كانَ أمْرُهُمُ / قَتْلَ الإِمَامِ الزكيِّ الطيّبِ الرُّدَنِ
ما قَاتَلُوه على ذَنْبٍ ألمَّ بِهِ / إلاّ الذي نَطَقُوا زُوراً وَلضمْ يَكُنِ
قَدْ قَتَلْوهُ وأَصْحابَ النّبيِّ مَعاً / لَولاَ الذي فَعَلُوا لَمْ نُبْلَ بالفِتَنِ
قَدْ قَتَلُوهُ نَقِيّاً غيرَ ذي أُبَنٍ / صَلَّى الإلهُ عَلَى وجهٍ لَهُ حَسَنِ
قَدْ جَمَّع الحِلْمَ والتَّقْوَى لمِعصمَةٍ / مع الخلافَةِ أمراً كانْ لَمْ يَشُنِ
هذا بِهِ كَانَ رأيٌ في قَرَابَتِهِ / لَمْ يَحْظَ شيئاً مِنَ الدّنْيَا وَلَمْ يَخُنِ
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَاتِ اللهُ يَشْكُرُهَا
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَاتِ اللهُ يَشْكُرُهَا / والشَّرُّ بالشَّرِّ عِنْدَ اللهِ سِيَّانِ
وإِنَّما قُوَّةُ الإنْسانِ ما عَمُرَتْ / عَارِيّةٌ كارتِدَادِ الثَّوب لِلسَّانِ
إِنْ يَسْلَمِ المرءُ من قَتْلٍ ومِنْ مَرَضٍ / في لَذَّةِ العَيْشِ أبلاَهُ الجَدِيدانِ
فإِنَّما هذهِ الدّنيا وَزِينَتُهَا / كالزّادِ لا بُدَّ يَوْماً أنَّهُ فَانِ
أَنفِقْ وأَخْلِفْ ولا تكْسَبْ بِمَأثمةٍ
أَنفِقْ وأَخْلِفْ ولا تكْسَبْ بِمَأثمةٍ / مَالاً ولا تَكْتَسِبْ مَالاً بقِنْيَانِ