المجموع : 25
أمسى بعزّةَ هذا القلبُ مَحزونا
أمسى بعزّةَ هذا القلبُ مَحزونا / مُستودَعاً سَقَماً في اللُّبِّ مَكنونا
يا عزُّ إن تُعرِضي عنّا وتَنتصحي / قولَ الوشاةِ ومن يَلحاكمُ فِينا
وتَصرِمي الحبلَ من صبٍّ بكُمّ كَلفٌ / والصرمُ يُخلق أهواءَ المُحبينا
نَتركْ زيارَتَكُمْ من غير مَقلِيَةٍ / إن كان في تركِها ما عنكِ يُسلينا
أقول لما رأيتُ الناس قد ذَهبوا
أقول لما رأيتُ الناس قد ذَهبوا / في كلِّ فنٍّ بلا علمٍ يَتيهونا
من ناكِثين ومُرَّاق وقاسطةٍ / دانوا بدينِ أبي موسى ومُرْجِينا
إنّي أدينُ بما دان الوصيُّ به / يوم الخُريْبةَ من قَتلِ المُحلِّينا
وما به دانَ يوم النهرِ دِنتُ به / وشاركتْ كفَّه كفِّي بصِفّينا
في سفكِ ما سَفكتْ يوماً إذا حضَرت / وأبرزَ اللهُ للقسطِ الموازينا
تلك الدماءُ معاً يا ربُّ في عُنقي / ثم استقِني بعدَها آمينَ آمينا
آمينَ من مِثلهم في مثلِ حالهمِ / في فتيةٍ هاجَروا للهِ شارينا
ليسوا يُريدون غيرَ الله ربِّهمُ / نعمَ المرادُ تَوخّاه المُريدونا
وطبتمُ في قديمِ الدهر إذ سطرت / فيه البريَّةُ مَرحوماً ومَلعونا
ولن تَزالوا بعينِ الله يَنْسَخُكُم / في مستكنّاتِ أصلابِ الأبرينا
بختارُ من كلِّ قَرنَ خيرَهم لكمُ / لا النذلَ يُلزمُكمْ منهم ولا الدّونا
حتى تناهت بكم في أمّةٍ جُعلتْ / من أجلِ فَضلكم خير المصلِّينا
فأنتم نعمةٌ لله سابغةٌ / منه علينا وكان الخيرُ مَخزونا
لا يقبلُ اللهُ من عبدٍ له عملاً / ولا عدوَّكم العميَ المضلِّينا
أنت الوصيّ وصيّ المصطفى نَزلتْ / من ذي العلى فيك من فرقان آيونا
وأنت من أحمدِ الهادي بمنزلةٍ / قد كان أثبتها مُوسى لهارونا
آتاك من عندِه عِلماً حَباك به / فكنتَ فيه أميناً فيه مأمونا
هل مثلُ فعلكَ عند النَّعلِ تَخصِفُها / لو لم يكنْ جاحدو التفضيلِ لاهينا
لا درَّ درُ المُراديِّ الذي سَفَكَتْ
لا درَّ درُ المُراديِّ الذي سَفَكَتْ / كفّاه مهجةَ خيرِ الخلقِ إنسانا
قد صارَ مّما تعاطاهُ بِضَربتِهِ / ممّا عليه من الإسلام عُريانا
أبكى السماءَ لبابٍ كان يَعمره / منها وحنَّت عليه الأرضُ تَحنانا
طوراً أقولُ ابنُ ملعونين مُلْتَقَطٌ / من نَسلِ إبليسَ بلْ قد كانَ شَيطانا
وَيْلُ أمِّه أيَّماذا لعنةٌ ولدت / لا إن كما قالَ عمرانُ بنُ حِطَّانا
عبد تحمَّلَ إثماً لو تحمَّله / ثَهلان طرفةَ عينٍ هُدَّ ثَهلانا
أضحى ببرهوتَ من بَلهوت مُحْتَبساً / يَلقى بها من عذابِ اللهِ ألوانا
ما دب في الأرض مذ ذلت مناكبها / خلق من الخير أخلى منه ميزانا
لا عاقرُ الناقةِ المّردي ثمودَ لها / ربٌ أتوا سُخْطَه فِسقاً وكُفرانا
ولا ابن آدَم قابيلُ اللعينُ أخو / هابيلَ إذ قرّبا للهِ قُربانا
بل المُراديُّ عند الله أعظَمُهُم / خِزياً وأشقاهم نَفساً وجثُمانا
نَفسي فداءُ رسولِ الله يومَ أتى
نَفسي فداءُ رسولِ الله يومَ أتى / جبريلُ يأمرُ بالتبليغِ إعلانا
إن لم تبلِّغ فما بلغتَ فانتصب ال / نبيُّ ممتثلاً أمراً لمن دانا
وقال للناسِ من مَولاكُم قبلا / يومَ الغدير فقالوا أنت مولانا
أنت الرسولُ ونحن الشاهدونَ على / أن قد نصحتَ وقد بَيَّنتَ تِبيانا
هذا وليُّكم بعدي أمرتُ به / حَتماً فكونوا له حِزباً وأعوانا
هذا أبرُّكم بِرّاً وأكثرُكُم / عِلماً وأوُّلُكم باللهِ إيمانا
هذا له قُربةٌ منّي ومنزلةٌ / كانت لهارونَ من موسى بن عمرانا
وإنّكَ آيةٌ للناسِ بعدي
وإنّكَ آيةٌ للناسِ بعدي / تخبَّرُ أنّهم لا يُوقِنونا
وأنتَ صراطُه الهادي إليهِ / وغيرُك ما يُنجِّي الماسِكينا
أعائشُ ما دعاكِ إلى قتال ال / وصيِّ وما عليه تَنقُمينا
ألم يعهَدْ إليكِ اللهُ أن لا / تُرَي أبداً من المُتَبرِّجينا
وأن تُرخي الحِجابَ وأن تَقَرِّي / ولا تَتَبَرَّجي للناظرِينا
وقال لك النبيُّ يا حُمَيْراً / سيبُدي منكِ فِعلُ الحاسِدينا
وقال سَتُنبحين كلابَ قومٍ / من الأعرابِ والمتعرَّبينا
وقالَ سَتركبين على خِدبٍّ / يُسمى عَسكراً فَتُقاتلينا
فخنتِ محمداً في أقرَبيهِ / ولم تَرعَيْ له القولَ الرَّصينا
وأنزل فيه ربُّ الناس آياً / أقرّتْ من مواليهِ العُيونا
بأني والنبيُّ لكمْ وليٌّ / ومؤتونَ الزكاةَ وراكِعونا
ومن يتولَّ ربُّ الناسِ يوماً / فإنّهم لَعمري فائِزونا
وقال اللهُ في القرآنِ قولاً / يَرُدُّ عليكمُ ما تَدَّعونا
أطيعوا الله ربَّ الناس رَبّاً / وأحمدَ والأولى المتأَمَّرينا
فذلّكمُ أبو حسنٍ عليٌّ / وسِبطاهُ الولاةُ الفاضِلونا
فقلت أخذتُ عهدَكم على ذا / فكانوا للوَصيِّ مُساعدينا
لقد أصبحت مولانا جميعاً / ولسنا عن وَلائك رَاغبينا
ويَسمعُ حسَّ جبريلٍ إذا ما / أتى بالوحيِ خير الواطِننا
وصلّى القبلتينِ وآلُ تيمٍ / وإخوتُها عَدِيٌّ جاحِدونا
وباتَ على فراش أخيه فَرْداً / يَقيه من العُتاةِ الظالمينا
وقد كَمنَتْ رجالٌ من قريشٍ / بأسيافٍ يَلُحْنَ إذا انتُضينا
فلمّا أن أضاءَ الصبحُ جاءت / عُداتُهم جميعاً مُخلفينا
فلمّأ أبصروهُ تجنَّبوهُ / وما زالوا له مُتَجنِّبينا
وأنفقَ ماله ليلاً وصبحاً / وإسراراً وجهرَ الجاهِرينا
وصدّق ما له لما أتاه ال / فقيرُ بخاتَم المُتختَّمينا
وآثر ضيفه لما أتاهُ / فظل وأهله يتلمظونا
فسماه الإله بما أتاه / من الإيثار باسم المُفْلِحينا
ومن ذا كان للفقراء كِنَّا / إذا نزلَ الشتاءُ بهم كَنينا
أليسَ المؤثرَ المِقدادَ لمّا / أتاه مُقوياً فقي المُقويينا
بدينارٍ وما يَحوي سواهُ / وما كلُّ الأفاضلِ مُؤثِرينا
وكان طعامُهُ خبزاً وزيتاً / ويؤثر باللُّحومِ الطارِقينا
وأنك قد ذُكرتَ لدى مليكٍ / يَذِلُّ لِعزّهِ المتجبِّرونا
فخرَّ لوجهِه صَعقاً وأبدى / لربِّ الناسِ رهبةَ راهبينا
وقال لقد ذُكِرتُ لدى إلهي / فأبدى ذِلَّةَ المتواضِعينا
وأعتق من يديه ألفَ نفسٍ / فاضحَوا بعدَ رِقِّ مُعتَقينا
براءةُ حين رَدّ بها عَتيقاً / وكان بأن يبلِّغها ضَنينا
وقال رسول الله أنّى / يُؤدّي الوحْيَ إلاّ الأقربونا
وأنّك آمنٌ كلٍِّ خوفٍ / إذا كان الخلائقُ خائِفينا
وأنّك حِزبُكَ الأدنَون حِزبي / وحِزبي حزبُ ربِّ العالَمينا
وحزبُ الله لا خوفٌ عليهم / ولا نَصَبٌ ولا هم يَحزنونا
وأنّك في جنانِ الخلدِ جاري / منازِلُنا بها متواجِهونا
وأنّك في جِوارِ الله كاسٍ / وجيرانُ المهيمنِ آمِنونا
وأنّك خيرُ أهل الأرض طُرّاً / وأفضَلُهم معاً حَسَباً ودِينا
وأوّلُ من يُصافحني بكفٍّ / إذا برز الخلائقُ ناشِرينا
وقد قال النبيّ لكم وأنتم / حضورٌ للمقالةِ شاهِدونا
عبادَ الله إنا أهْلُ بيتٍ / بَرانا الله كلاًَّ طاهِرينا
وسالتْ نفسُ أحمدَ في يديهِ / فألزمها المحيَّا والجَبينا
تَعالوا ندعُ أنفسنا فندعو / جَميعاً والأهلي والبَنونا
وأنفسَكم فنبتهلَ ابتهالا / إليه لِيلعنَ المتكذِّبينا
فقد قال النبيُّ وكان طَبّاً / بما يأتي وأَزكى القائِلينا
إذا جحدوا الولاءَ فباهِلوهم / إلى الرحمن تأتوا غالِبينا
وألقى بابَ حصنِهمُ بَعيداً / ولم يكُ يَستقلُّ بِأَرْبعينا
وجاءَ عن ابن عبد الله أنا
وجاءَ عن ابن عبد الله أنا / بهِ كنّا نَمِيزُ المؤمنينا
فنعرفُهم بحبِّهمِ عَليّاً / وإن ذوي النفاقِ لَيَعرِفونا
بِبغضِهمِ الوصيَّ ألا فبُعداً / لهم ماذا عليه يَنقَمونا
وممّا قالتِ الأنصارُ كانت / مقالةَ عارفين مُجرِّبينا
بِبِغْضهمِ إلى الهادي عَرفنا / وحقّقنا نِفاقَ منافقينا
ومن ذا دارُه في أصل طُوبى / وتَلقاهُ الكرامُ مصافِحينا
وأنهارٌ تَفجَّرُ جارياتٍ / تُفيض الخمرَ والماءَ المَعينا
وأنهارٌ من العسل المصفَّى / ومحضُ غير محضِ الحاقِنينا
ألم يك خيرَهم أهلاً ووِلْداً / وأفضلَهم معاً لا يُنكرونا
ألم يكُ أهلُه خيرَ الأنامِ / وسِبطاه رئيسَ الفائزينا
ومن أَكملتمْ الإيمانَ فارضُوا / عبادَ الله في الإسلام دينا
وقال فلا وربِّك لا يَفيئوا / إليكَ ولا يَكونوا مؤمِنينا
برئتُ إلى الإلهِ من ابن أروَى
برئتُ إلى الإلهِ من ابن أروَى / ومن دينِ الخوارجِ أجمعينا
ومن فُعَلٍ برئتُ ومن فَعْيلٍ / غداةَ دُعِي أميرَ المؤمنينا
ظنّنا أنّه المهديُّ حقّاً
ظنّنا أنّه المهديُّ حقّاً / ولا تقعُ الأمور كما ظننّا
ولا والله ما المهديُّ إلاّ / إمامٌ فضلُه أعلى وأسْنى
بأبي أنتَ وأمّي
بأبي أنتَ وأمّي / يا أميرَ المؤمِنينا
بأبي أنت وأمّي / وبِرهطِ أجمعينا
وبأهلي وبمالي / وبَناتي والبَنينا
وفدتكَ النفسُ منّي / يا إمامَ المُتَّقينا
وأمينَ اللهِ والوا / رثَ علمَ الأوّلينا
ووصيَّ المصطفى أح / مدَ خيرِ المُرسَلينا
ووليُّ الحوضِ والذا / ئدَ عنهُ المحدِثينا
أنت أولى الناسِ بالنا / س وخيرُ الناس دينا
كنتَ في الدنيا أخاه / يومَ يَدعو الأقربينا
لِيجيبوه إلى الل / هِ فكانوا أربَعينا
بين عمٍّ وابنِ عمٍّ / حولَه كانوا عَرينا
فورثتَ العلم منهُ / والكتابَ المُستَبينا
طبتَ كَهلاً وغُلاماً / ورَضيعاً وجَنينا
ولدى الميثاقِ طيناً / يومَ كان الخلقُ طِينا
كنتَ مأموناً وجيهاً / عند ذي العرشِ مَكينا
في حجابِ النّور حيّاً / طَيِّباً للطاهِرينا
أقولُ لأهلِ العمى الحائرينا
أقولُ لأهلِ العمى الحائرينا / من السامريينَ والناصِبينا
وجيرانِنا الطاعنينَ الذين / على خير من دَبّ نَفساً ودِينا
سوى الأنبياءِ مع الأوصياء / من الأوّلين مع الآخرينا
لعمري لئن كان للسابقي / نَ وسيلةُ فضلٍ على التابِعينا
لقد كان للسابقِ السابقينَ / عليهمْ من الفضلِ ما تَدَّعونا
فقد جُرتمُ وتكذّبتمُ / على ربِّنا كَذِبَ المُفترينا
كذاك وربِ مني والذي / بكعبتِه طوّفَ الطائِفونا
لقد فضّل الله آل الرسولِ / كفضلِ الرسولِ على العالمينا
أتى جِبْرَئيلٌ والنبيُّ بِضَحوةِ
أتى جِبْرَئيلٌ والنبيُّ بِضَحوةِ / فقال أقِمْ والناسُ في الوَخْدِ تُمحَنُ
وبلِّغْ وإلاّ لم تبلِّغْ رسالةً / فحطَّ وحطَّ الناسُ ثمَّ وطَّنوا
على شجراتٍ في الغديرِ تقادَمَتْ / فقامَ على رحلٍ يُنادي ويُعلِنُ
وقال ألا مَنْ كنتُ مولاه منكمُ / فمولاه من بَعدي عليٍّ فأذعِنوا
فقال شقيُّ منهم لِقرينهِ / وكم من شقيٍّ يَستذلُ ويَفتنُ
يَمدُّ بضبعيهِ علِيّاً وإنّه / لما بالذي لم يؤتَه لَمُزيَّنُ
كأن لم يكنْ في قلبِه ثقةٌ بهِ / فيا عجباً أتّى ومن أينَ يؤْمَنُ
وإنّ لساني مِقْوَلٌ لا يَخونُني
وإنّ لساني مِقْوَلٌ لا يَخونُني / وإنّي لما آتي من الأَمرِ مُتْقِنُ
أَحوكُ ولا أُقوي ولستُ بلاحنٍ / وكم قائلٍ للشعر يُقوي ويَلْحَنُ
شجاكَ الحيُّ إذ بانوا
شجاكَ الحيُّ إذ بانوا / فدمعُ العينِ تهتانُ
كأنّي يومَ رَدّوا العي / سَ للرحلةِ نَشوانُ
وفوقَ العيس إذ ولُّوْا / مَهىً حُورٌ وغَزلانُ
إذا ما قمنَ فالأعجا / زُ في التشبيهِ كُثْبانُ
وما جاوزَ للأعلى / فأقمارٌ وأغْصانُ
عليٌّ وأبو ذرٍّ
عليٌّ وأبو ذرٍّ / ومقدادٌ وسَلمانُ
وعبّاسٌ وعمّارٌ / وعبدُ الله إخوانُ
دُعوا فاستودِعوا عِلماً / فأدَّوهُ وما خانوا
فصلّى ربُّ جبريلٍ / عليهم معشرٌ بانوا
أَدين اللهَ بالدّين ال / ذي كانوا به دانوا
وعندي فيه إيضاح / عن الحقِّ وبُرهانُ
وما يَجحد ما قد قل / تُ في السِّبطَيْنِ إنسانُ
وإنْ أنكر ذو النَّصْبِ / عندي فيهِ عِرْفانُ
وإن عدوّه لي ذَنباً / وحالُ الوصلِ هِجرانُ
فلا كان لهذا الذن / بِ عند القومِ غُفرانُ
وكمْ عُدَّتْ إساءاتٌ / لقومٍ وهي إحسانُ
وسّرى فيه يا راعيَ / دينِ اللهِ إعلانُ
فحُبّي لك إيمانٌ / ومَيْلي عنكَ كُفرانُ
فعدَّ القومُ ذا رفضاً / فلا عَدُّوا ولا كانوا
وقولُه الميزانُ بالقسطِ وما
وقولُه الميزانُ بالقسطِ وما / غيرُ عليٍّ في غدٍ ميزانُهُ
ويلٌ لمن خفّ لديه وَزنه / وفوزُ من أسعده رُجحانُهُ
هلاّ وقفتَ على الأجراعِ من بتنٍ
هلاّ وقفتَ على الأجراعِ من بتنٍ / وما وقوف كبيرِ السنِّ في الدِّمَنِ
إنْ تَسأليني بقومي تَسألي رجلاً / في ذِروة العزِّ من أحياءِ ذي يمنِ
حَولي بها ذو كَلاع في منازِلها / وذو رُعَينٍ وهَمْدانٌ وذو يَزَنِ
والأَزْدُ أُزد عُمانَ الأكرمون إذا / عُدَّت مآثِرُهُم في سالفِ الزمنِ
بانت كَريمَتُهم عنّي فدارُهُمُ / داري وفي الرِّحبِ من أوطانهم وَطني
لي منزلانِ بلحجٍ منزلٌ وسطٌ / منها ولي منزلٌ للعزّ في عَدَنِ
ثمَّ الولاءُ الذي أرجو النجاةَ به / من كَبّةِ النار للهادي أبي حسنِ
إنّ الإِلهَ الذي لا شيءَ يُشبهه
إنّ الإِلهَ الذي لا شيءَ يُشبهه / أعطاكم المُلكَ للدنيا وللدينِ
أعطاكم اللهُ ملكاً لا زوالَ له / حتى يُقادَ إليكم صاحبُ الصينِ
وصاحبُ الهند مأخوذاً بِرُمَّته / وصاحبُ التركِ محبوساً على هُونِ
شَفَيتَ من نَعْثَلٍ في نحتِ أثلَتِهِ
شَفَيتَ من نَعْثَلٍ في نحتِ أثلَتِهِ / فاعْمِد هُديتَ إلى نحت الغَوِيَّيْنِ
اعمدَ هُديتَ إلى نحت اللذين هما / كانا عن الشرِّ لو شاءا غنيَّيْنِ
يا صاحبيَّ تَروَّحا وذَراني
يا صاحبيَّ تَروَّحا وذَراني / ليس الخليُّ كمُسْعَرِ الأحزانِ
أهمّ الذين غداة بدرٍ بارزوا / عند احتدامِ تبارزِ الأقرانِ
أم كان غيرُهُمُ الذي وَلوهُمُ / وهم بأبعدِ موقفِ ومَكانِ
إذ جاء عتبةُ الوليدُ وعمُّه / يَمشون في حَلَقٍ من الأَبدانِ
حتى إذا انقضتِ الأمورُ وصُرِّفَت / ومضى المباركُ صاحبُ العِرفانِ
أخذوا الخلافةَ بعد ذلك فَلتةً / واستبصرَوا من ليس ذا الإيمانِ
هل في وصيّةِ أحمدٍ أن يظفروا / إن جالت الأنصارُ بالسُّلطانِ
شهدت بالصلاة بنيه / لم تأت فيه بواضح البرهانِ
أما أبو ذرّ وسلمانٌ ومق / دادٌ وعمَّارٌ أبو اليَقْظانِ
لم يُحدثوا نسيانَ عهدِ محمدٍ / عَمْداً وما آلوا إلى كتمانِ
بل بيّنوا ما استودعوهُ وأحسنوا / فاللهُ يَجزِيهِم على الإحسانِ
أترى صَهاكاً وابنَها وابنَ ابنِها
أترى صَهاكاً وابنَها وابنَ ابنِها / وأبا قُحافةَ آكلَ الذُّبَّانِ
كانوا يَرون وفي الأمور عجائبٌ / يأتي بهنَّ تصرُّفُ الأَزمانِ
إنّ الخلافة في ذؤابة هاشمٍ / فيهم تَصيرُ وهيبةُ السلطانِ