المجموع : 38
شربنا في بعاذينِ
شربنا في بعاذينِ / على تلك الميادينِ
على ضحك الهزاراتِ / على نَوْحِ الشَّفافين
على ضربِ الرواشينِ / وترجيع الوَرَاشين
لدى أنوارِ زهرٍ لُ / وِّنَتْ ألطفَ تَلْوين
كأذنابِ الطواويس / كأطواقِ الخرامين
كأعناقِ الدراريج / وأحداقِ الكراوين
شربنا فتعالَ انظرْ / إلى شُرْبِ التفانين
إلى شرب العفاريت / إلى شرب الشياطين
فطوراً بالأهاوينِ / وطوراً بالأجاجين
فلما أن مشى السكرُ / بنا مَشْيَ الفرازين
وَمِلْنَا فتلوّينا / تلوٍّ كالثَّعابين
نَهَضْنَا فتطرَّبْنَا / بإطراب وتلحين
بتصفيقٍ وإِيقاعٍ / كإيقاعِ الدَّساتين
ورقصٍ يخطفُ اللحظَ / بتحريكٍ وتسكين
كأنّا نوطئُ الأقدا / مَ أطرافَ السكاكين
كأنا إذ تحلقنا / أناس بزرافين
فنحيي حين قضينا / حقوقَ ذلك الحين
تدافعنا إِلى البرك / ةِ من فوقِ الدكاكين
وَعُمْنا وتخبَّطنا / كَتخبيطِ المجانين
وَرُحْنا في خَلُوقَين / من الخلوقِ والطين
فقلْ في وَقْعَةٍ تُرْبي / على وَقْعَةِ صفين
فيا يُمْنَ فتىً ما بي / ن فتيانٍ ميامين
على ذا تاجُ وردٍ و / على ذا تاجُ نسرين
تفرَّغنا لتفريغ ال / خوابي والهمايين
وساقينا إذا استسقي / كَدِهْقانِ الدهاقين
فتىً لا بل فتاةٌ تخ / لطُ الشدَّةَ باللين
لها عزُّ السلاطينٍ / ولي ذلُّ المساكين
فيا مَنْ هو بستاني / وبستانُ البساتين
ويا مَنْ هُوَ رَيحاني / وريحانُ الرياحين
ويا عنبرةَ الهندِ / ويا مسكةَ دارين
ويا بهجةَ نيسانٍ / ويا رقَّةَ تَشْرين
ويا بلبلُ يا طاوو / سُ بل يا بَطَّةَ الصين
ويا فِطْرُ ويا أضحى / ويا عيدَ الشعانين
تُحَيِّيني فتحييني / تُغَنِّيني فَتُغنيني
وأبدو فتقريني / وأدعو فتلبيني
فيا سَحَّار كم تسح / رني طرفاً وترقيني
ويا قَتَّالُ كم تقتُ / لني عشقاً وتحييني
تسمِّينيَ بالغوَّا / وألحاظُكَ تغويني
وما أحسنَ أسمائ / يَ إِلا ما تسميني
تفننتَ من الأخلا / قِ في كلِّ الأفانين
فأما في البلاغاتِ / فديوانُ الدواوين
وأما في العباداتِ / فمعيارِ الموازين
وأما في الشطارات / فشيطانُ الشياطين
فبالديرِ وبالأركا / نِ منه والأساطين
وبالهيكلِ والمذب / حِ لا بلْ بالقرابين
وبالصُّلبان والقرم / وإِيقادِ الكوانين
وبالفصحِ وما يُزْبَ / ن فيه من تَرابين
ومن يحْضُرُ من هِيْفٍ / ومن غيدٍ ومن عِين
فبعضٌ في الدراريع / وبعض في الخَفاتين
وقد شدوا الزنانيرَ / على كُثبانِ يبرين
وبالسِّفر الذي يُقْرا / بتطريبٍ وتلحين
وأصنافِ النواميسِ / وأصنافِ القوانين
وبالبتركِ والأسق / فِ منهم والرهابين
وَمَنْ في طور ثابورَ / ومن في طورِ سينين
وأصحابِ العكاكيزِ / وأصحابِ العثابين
ذوي البرانس السود / على سودِ الكنانين
أأنت حافظٌ عهد ال / هوى لي حِفْظَ سعنين
فأزدادَ هوىَ أم غا / درٌ بي غَدْرَ شاهين
وما أهوى حراماً لا / معاذَ الله في الدين
وما الملعونُ إِلاّ مَنْ / رأى رأيَ الملاعين
مالي وللحمل للسكاكينِ
مالي وللحمل للسكاكينِ / ذكرى إذا ما ذكرتُ تغنيني
بأيّ ضربٍ من الفتوةٍ لا / أخلعُ روحَ الذي الذي يفاتيني
ويك يدي خنجري فتعرف لي / خلقاً أو أخيه أو يواخيني
ما أنا إِلا من الحديد فمن / أين تقولُ الحديدُ يؤذيني
أما الشياطين فهي ترهبني / لأنني آفةُ الشياطين
قم هات لي شاطراً يقاومني / أو أدنِ لي شاطراً يدانيني
إليك عني فلو نفختُ فتىً / بمصرَ طيَّرته إِلى الصين
أنا الفتى الزانكيّ يعرفني / عند المناواة من يناويني
لو رام إبليسُ أن يبارزني / بالرمح والسيف والطبرزين
ما قلت قول العَجول من هلعٍ / هات سناني وهات سكيني
لو صُوِّر الموتُ مات من فرقي / وكنت آتيه قبلَ يأتيني
فخذ معي في المجونِ واللعب يا / مَنْ ليس في حاله يساويني
وكلّ ضرب ن العياره لا / يلحقني فيه من يجاريني
ما ليَ لا أخلعُ العذارَ وأج / ري مع اللهو في الميادين
إِن غلامي الذي كلفتُ به / أطيعه في الهوى فيعصيني
يميل تحت الرداءِ من قَضَفٍ / كالغصن في رقة وفي لين
ذو نخوة بَرَّحَتْ بعاشقه / أَشدَّ م نخوة السلاطين
فما انتظاري بقطع تكته / إِن لم يكنْ حلُّها يواتيني
ويليَ من كَسْرِ حاجبيه ومن / تفتير عينيه كلّما حين
ما الموت إِلا في وردتين على / خَدّيه قد حُفَّتا بنسرين
كم لائمٍ لامني فقلتُ له / حسبك إِن الملام يغريني
تحسبني قد جُننْتُ وحديَ لا / كم لي شيبه من المجانين
أَراق سِجالَهُ بالرَّقتين
أَراق سِجالَهُ بالرَّقتين / جنوبيٌّ صَخوبُ الجانبينِ
ولا اعتزلت عزاليه المصلى / بلى خرَّتْ على الخرّارتين
وأهدى للرصيفِ رصيفَ مُزن / يُعاودوه طرير الطُّرتين
معاهدُ بل مآلفُ باقياتٌ / بأكرمِ معهدين ومألفين
يُضاحكها الفراتُ بكلِّ فَجٍ / فيضحكُ عن نَضارٍ أو لُجين
كأن الأرضَ م صُفْرِ وحُمْرٍ / عروسٌ تُجتلى في حُلّتين
كأن عناق نهري ديرِ زكَّى / إذا اعتنقا عِناقُ مُتيَّمين
وَقَتْ ذاك البليخَ يدُ الليالي / وذاك النيلَ من متجاورين
أقاما كالسوارين استدارا / على كتفيه أو كالدُّملجين
أبا متنزَّهِي في ديرِ زكَّى / ألم تكُ نزهتي بك نزهتين
أردَد بين وردِ نداكَ طَرْفاً / يُردَّد بين وردِ الوجنتين
ومبتسم كنظمي أُقحُوانٍ / جلاه الطلُّ بين شقيقتين
ويا سفنَ الفراتِ بحيث تَهوي / هُوِيَّ الطير بين الجلهتين
تَطارَدُ مُقبلاتٍ مدبراتٍ / على عَجَلٍ تَطارُدَ عسكرين
تُرانا واصليكِ كما عَهدنا / وصالاً لا ننغّصُهُ ببَين
ألا يا صاحبيَّ خُذا عنانَيْ / هوايَ سَلمتُما من صاحبين
لقد غصبتنيَ الخمسون فتكي / وقامتْ بين لذاتي وبيني
وكان اللهوُ عندي كابنِ أُمي / فصرنا بعد ذاك لِعَلَّتين
أنَّ شوقاً وللمحبِّ أنينُ
أنَّ شوقاً وللمحبِّ أنينُ / حين فاضتْ على الخدودِ الجفونُ
أهِ من زفرةٍ يُنشَئها الشَّو / ق وداءٌ بين الضلوعِ دفين
كيف يسلو الشجيُّ أم كيف ينسى ال / صبُّ أم كيف يذهلُ المحزون
لا تَلمني بالرقتين ودعني / إِنَّ قلبي بالرقتين رَهين
يا نديمي أما تحنُّ إلى القص / فِ فهذا أوانُ يبدو الحنين
ما ترى جانبَ المصَلَّى وقد أَشر / قَ منه ظهورُهُ والبطون
أُقحوانٌ وسُوسَنٌ وشقيقٌ / وبهارٌ يُجْنَى وآذَريون
أُسرجتْ في رياضه سُرجُ القطْ / رِ وطابتْ سهولُهُ والحزون
إِن آذار لم يذرْ تحتَ بطنِ ال / أرضِ شيئاً أكنَّه كانون
وبدا النرجسُ البديعُ كأمثا / لِ عيونٍ ترنو إليها عيون
ما ترى جانبَ الهنيِّ وقد أش / رقَ فيه الخِيريّ والنِسرين
صاح فيه الهزَار ناح به القُم / ريُّ غنَّى في جوِّه الشفنين
فلهذا قيصومُه وخُزاما / هُ وذا الوردُ فيه والياسمين
وكأنَّ الفراتَ بينهما عي / نُ لُجينٍ يعومُ فيها السَّفين
كبطونِ الحيّاتِ أو كظهورِ ال / مشرفياتِ أخْلَصَتْها القيون
ما أتى الناسَ مثلُ ذا العامِ عامٌ / لا ولا جاء مثلُ ذا الحينِ حين
بلدٌ مُشرقُ الأزاهرِ مُوعٍ / وسحابٌ جمُّ العَزالي هَتون
تتلاقى المياهُ ماءٌ من المزْ / نِ وماءٌ يجري وماء معين
كم غدا نحو دير زكَّاءَ من قَل / بٍ صحيحٍ فراح وهو حزين
لو على الديرِ عجتَ يوماً الألَهت / كَ فُنونٌ وأَطربتْكَ فُنون
لائمي في صبابتي قَدْكَ مَهلاً / لا تَلمني إِن الملامَ جنون
كم غزالٍ في كفِّه الوردُ مَبذو / لٌ وفي الخدِّ منه وردٌ مَصون
فإذا ما أجلتُ طرفيَ في خدَّ / يهِ جالتْ في القلب مني الظنون
لا سعيدٌ من ليس يُسعدهُ ج / دٌّ سعيدٌ وطائرٌ مَيمون
ولسانٌ مثل الحُسامِ وقلبٌ / صادقٌ عزمهُ ورأيٌ رَصين
لا تبكينَّ على الأطلالِ والدمنِ / ولا على منزلٍ أقوى من الزمنِ
وقمْ بنا نصطبحْ صهباءَ صافيةً / تنفي الهمومَ ولا تُبْقي من الحزن
بكراً معتقةً عذراءَ واضحةً / تبدو فتخبرنا عن سالف الزمن
خمراً مروّقةً صفراَ فاقعةً / كأنما مزجت من طرفك الوسن
يسعى بها غنجٌ في خده ضَرَجٌ / في ثغره فَلَجٌ يُنْمَى إلى اليمن
في ريقهِ عسلٌ قلبي به ثملٌ / في مشيه ميل أربى على الغصن
كأنه قمرٌ ما مثله بشرٌ / في طرفه حورٌ يرنو فيجرحني
سبحان خالِقِه يا ويحَ عاشقه / يُهدي لرامقه ضعفاً من الشجن
في روضة زهرت بالنبت مذ حسنت / كأنها فرشت من وجهه الحسن
يا طيبَ مجلسنا والطير يطربنا / والعودُ يُسْعِدُنا مع منشدٍ حسن
ربّ يومٍ قطعتُهُ بسرورٍ
ربّ يومٍ قطعتُهُ بسرورٍ / شَرْطُهُ السكر وانعقادُ اللسان
وحبيبٍ مساعدٍ فيه أحيا / ني ببعضِ الريحان إِذ حياني
وعروسٍ حجابها بطنُ دنٍّ / عمرت في دساكرِ الرهبان
لبسها من عناكب بغزولٍ / خلتها قد تجسَّمَتْ من دخان
دوحةٌ للفرات من زعفرانٍ / تلد الدرَّ في رؤوس القيان
وعليها غلائلٌ من زجاجٍ / واضحاتٌ قليلةُ الكتمان
ظلتُ يومي أَنفي بها الحزنَ عني / فهي ترياقُ لاعج الأحزان
مع فتيانِ لذةٍ صحبوها / كلهم مُسْعِدٌ مطيع العنان
وعلى هامهم أكاكليلُ آسٍ / في مكان اللجين والعقيان
وإِلى الرقَّتين أطوي قُرى البي
وإِلى الرقَّتين أطوي قُرى البي / دِ بمطوية القَرا مِذعان
فأزور الهنيَّ في خفض عيش / وأمانٍ من حادثات الزمان
حبذا الكرخُ حبذا العُمْرُ لا بل / حبذا الديرُ حبذا السَّروتان
قد تجلَّى الربيعُ في حُلَلِ الزهْ / رِ وصاغ الحَمامُ حَلْيَ الأغاني
زُيْنَتْ أوْجُهُ الرياضِ فأضحتْ / وهي تُزْهَى على الوجوهِ الحسان
ألبستها يدُ الربيعِ من الأل / وانِ بُرداً كالأتحميِّ اليماني
يا خليليَّ هاكما علّلاني / عاطياني الصهباءَ لا تَدرءاني
أَبْعِدا الماءَ أبعدا الماءَ قُوما / أَدنيا وأَدنيا بنات الدنان
سقّياني من كل لونٍ من الرا / ح على كلِّ هذه الألوان
أخضر اللون كالزمُردِ في أَح / مَرَ صافي الأديم كالأرجوان
وأَقَاحٍ كاللؤلؤ الرَّطبِ قد فُصِّ / لَ بين العقيقِ بالمرجان
وبهارٍ مثلِ الدنانير محفو / فٍ بزهرِ الخيري والحوذان
وكأن النعمانَ حَلَّ عليها / حُللاً من شقائقِ النعمان
أَنا في نُزْهَتَيْنِ من بستاني
أَنا في نُزْهَتَيْنِ من بستاني / حين أَخلو به ومنْ وَرَشاني
طائرٌ قَلْبُ مَنْ يُغَنِّيهِ أولى / منه عند الغناءِ بالطيران
مسمعٌ يودع المسامع ما / شاءتْ وما لم تشأ من الألحان
في رداءٍ من سوسنٍ وقميصٍ / زررته عليه تشرينان
قد تغشى لونُ السماء قَراهُ / وتراءى في جيده الفرقدان
زعم الوردُ إنه هو أَبهى
زعم الوردُ إنه هو أَبهى / من جميعِ الأنوار والريحانِ
فأجابته أعينُ النرجسِ الغضِّ / بذلٍّ من قولها وهوان
أيما أحسنُ التوردُ أم مقلةُ / ريمٍ مريضةُ الأجفان
أم فماذا يرجو بحمرته الخدُّ / إذا لم يكنْ له عينان
فزهي الوردُ ثم قال مجيباً / بقياسٍ مستحسنٍ وبيان
إن وردَ الخدودِ أحسنُ من / عينٍ بها صُفْرَةٌ من اليرقان
ترك الظاعنون قلبي بلا قلبٍ
ترك الظاعنون قلبي بلا قلبٍ / وعيني عيناً من الهملان
وإذا لم تَفِضْ دماً سحائبُ أجفاني / على إِثرهمْ فما أَجفاني
ووراء الخدور أحسنُ خلقِ / الله خلقاً عارٍ من الإحسان
حلَّ في ناظري فإن فتشوه / كان ذاك الإنسانُ في إِنساني
مَن حاكمٌ بينَ الزمانِ وبيني
مَن حاكمٌ بينَ الزمانِ وبيني / ما زال حتى راضني بالبينِ
فأمَا وربعيَّ اللذين تأبَّدا / لا عُجْتُ بعدهما على ربعين
مالي نأيْتُ عن الهنيِّ وكنتُ لا / أسطيع أَنأى عنه طُرْفَةَ عين
يا ديرَ زكّى كنتَ أحسنَ مألفٍ / منَّ الزمانُ به على إلفين
وبنفسيَ المرجُ الذي ابتسمتْ لنا / جَنَباتهُ عن عسجد ولُجين
لو حُمّل الثقلانِ ما حُمِّلْتُ من / شوقٍ لأثْقَلَ حَمْلُهُ الثقلين
أَما الرياضُ فقد بَدت ألوانها
أَما الرياضُ فقد بَدت ألوانها / صاغت فنون حُليّها أفنانُها
دقَّت معانيها ورقَّ نسيمها / وَبَدت محاسنُها وطابَ زمانها
نُظمت قلائدُ زهرها كجواهرٍ / نُظمت زمردها إلى عقيانها
هذا خُزَاماها وذا قيصومُها / هذي شقائقها وذا حوذانها
لو أن غدرانَ السحابِ تواصلتْ / سَحْاً إذاً لتواصلتْ غدرانها
تبكي عليها عينُ كلِّ سحابةٍ / ما إِنْ تملُّ من البكا أجفانها
منقادةٌ طوعَ الجنوب إذا بدت / فكأنها بِيَدِ الجنوب عنانها
واهاً لرافقةِ الجنوب مَحَلَّةً / حَسُنَتْ بها أنهارها وجنانها
يا بلدةً ما زال يعظمُ قدرُهَا / في كلِّ ناحية ويعظمُ شانها
أما الفراتُ فإنه ضحضاحها / أما الهنيّ فإنه بستانها
وكأن أيامَ الصِّبا أيامُها / وكأنَّ أزمانَ الهوى أزمانها
مهما نصدْ غزلانها يوماً فقد / ظلت تصيدُ قلوبَنا غزلانُها
حُثَّ الكؤوسَ فإن هذا وقتها / وَصِلِ الرياضِ فإنّ ذا إِبّانها
يا صاحبيّ اسقياني لا عدمتكما
يا صاحبيّ اسقياني لا عدمتكما / جزاكما الله بالإحسانِ إِحسانا
هُبّا فقد هبّتِ الأطيارُ تخبرنا / من الغصونِ بأنَّ الصبح قد حانا
وعاطياني كُمَيْتَ الراحِ صافيةً / مما تخيَّره كسرى بن ساسانا
بكفِّ ساقٍ رخيمِ الدلّ تحسبه / لِمّا حوى من فتورِ الطرف وسنانا
إذا رأتْ مقلتي بستانَ وجنته / فحسبها أن ترى ما عشت بستانا
لا تسكراني من الصهباءِ ها أنا ذا / من لوعةِ الحبِّ قد أَصبحتُ سكرانا
كأنَّ أَشجارَهُ قد أُلبستْ حُللاً
كأنَّ أَشجارَهُ قد أُلبستْ حُللاً / خضراً وقد كُلِّلَتْ دراً ومرجانا
أيهذا العزيز قد مسَّنا الضرُّ
أيهذا العزيز قد مسَّنا الضرُّ / وعانيتُ مذ هجرتَ المنونا
جُدْ بنزرِ من الرقادِ لطرفٍ / أنت فجَّرتَ فيه ماءً معينا
طاف في قرطقٍ وقد عقد الزن / ارَ من فوق خصره تسعينا
بعقارٍ تنفي الهمومَ وتستخ / رجُ شوقاً من الفؤاد دفينا
غاص فيها ماءُ المزاج فأبدتْ / لؤلؤاً من عيونها مكنونا
ثم جالتْ فيها فصارتْ حداقاً / غير أن لا ترى لهن جفونا
قام يسعى بها فخلْتُ طلوعَ الش / مس ليلاً والبدرَ مما يلينا
ولقد راع ذاك قوماً على بع / دٍ فصاحوا الصلاة يا غافلينا
قد توخيناك بالفص
قد توخيناك بالفص / الذي كان لدينا
فيه للحسن مياهٌ / لو تصوَّبْنَ جرينا
فهو لو يكرع ذودٌ / فيه يوماً لارتوينا
أو جرى إِنبجست منه / اثنتا عشرة عينا
زينة تهدى إلى كفِّ / فتى زادته زينا
أيا ساقيَ الخمرِ لا تُنْسنَا
أيا ساقيَ الخمرِ لا تُنْسنَا / ويا ربةَ العودِ حُثِّي الغنا
فقد نشر الدَّجْنُ بين السماءِ / والأرضِ مطرفَهُ الأدْكَنا
بهما بالسرير والإيوان
بهما بالسرير والإيوان / وبحق النيروز والمهرجانِ
والذي تأملون في نار كوشي / د ونار الخبراء بالكاريان
لم تأبى إن تستشف يدُ الأل / حاظ ديباجَ خدكَ الخسرواني
في قضايا كسرى أبرويزٍ هذا / أم وصايا كسرى أنو شروان
ما أرى الموبذان يرضى بهذا / ان رجعنا فيه إلى الموبذان
وبيتٍ ظلتُ فيه ضجيجَ وكفٍ
وبيتٍ ظلتُ فيه ضجيجَ وكفٍ / مُبنٍّ ليس يؤذِنُني ببينِ
إذا بكتِ السماءُ له بعين / بكى هو للسماءِ بألفِ عين
فكأنما المزمارُ في أَشداقها
فكأنما المزمارُ في أَشداقها / غرمولُ عَيْرٍ في حياءِ أتانِ
وترى أنامِلَها على مزمارها / كخنافسٍ دَبَّتْ على ثعبان
بسطتْ أناملَ لؤلؤٍ أطرافها
بسطتْ أناملَ لؤلؤٍ أطرافها / فيها تطاريفٌ من المرجانِ
وتقنَّعتْ لك بالدجى فوق الضحى / وتنقبتْ بشقائقِ النعمان