المجموع : 40
تودُّ الجحاجيحُ من خِندِفٍ
تودُّ الجحاجيحُ من خِندِفٍ / وإنْ طالَ في المجد بُنيانُها
مقامكَ والخيلُ فرَّارةٌ / تَخيمُ وتَجْبنُ فُرسانُها
وجودكَ والعامُ يَبْسُ الثَّرى / إذا المُزْنُ أخلفَ دَجَّانهُا
وصبرَك في الإزِم الفادحا / تِ تستنفدُ الصَّبرَ أحْزانُها
ورأيكَ في المُعْضلاتِ الصعاب / يَودُّ المنيَّةَ يَقظانُها
فإنك يومَ التِفاتِ الكماةِ / هُمامُ الكَتيبة طعَّانُها
وإنك يومَ التماسِ النَّدى / سَحابُ العُفاةِ وتَهْتانُها
وإنكَ يومَ يكلُّ الصَّبورُ / هِضابُ شَروْرى وأركانُها
وإنكَ يومَ يضيقُ الرِّوى / كَشوفُ الخَفِيَّةِ مِبيْانُها
وخيلٍ تَمطَّرُ تحت العجاجِ / تَمارَحُ لِلطَّعْن خِرْصانُها
إذا ضمئتْ من هجير الضَّحاء / عَلَّ دَمَ الهام ظَمْآنُها
تَباشرُ منها إذا ما غَزَتْ / ذئابُ الفَلاة وعِقْبانُها
كأنَّ القَنا ونحورَ الرجالِ / بِئارُ الحجيج وأشْطانُها
عَطَفْتَ فغاردتها بالطِّرا / فيها تَقصَّفُ مُرانُها
نَماكَ إلى المجد شُمُّ الأنو / فِ يُحْمى من الضَّيْم جيرانُها
إذا المَحْلُ شَدَّ باجحافهِ / حَوتْ رغدَ العيشِ ضِيفانُها
تَدرُّ جِراحُ الصَّفايا لهمْ / ولم تُمْرَ بالعَصْبِ ألبانُها
يُضيءُ الدُّجى ويُباري الصَّباح / ضِياءُ الوجوهِ وتيجانُها
تحوزُ مفاخرها شيْبُها / وتسمو إلى المجد شُبَّانُها
وأنكَ قد علمتْ عَوْفُها / غَداةَ الفَخارِ ودودانُها
أَبَرَّهُمُ بِضيوفٍ الشِّتاءِ / وأقْرى إذا هَبَّ شَفَّانُها
وما نَشْرُ غَنَّاءَ مَطْلولَةٍ / جواثِمُ تَرْغدُ غِرْبانُها
أقامَ بها شَرْبُها والسماءُ / ترشُّ وتهطلُ أدْجانُها
على مُزَّةٍ الطَّعْم عانيَّةٍ / يتيهُ على الدهر نشْوانُها
بأطيبَ من عِرْض تاج المُلوكِ / إذا نكَّبَ الدار رُكبانُها
وأرضٍ حمتها كماةُ الوغى / يُخافُ ويُرهبُ سُكانُها
كأنَّ مَسالكَها والرِّجالَ / تِلاعُ الصَّريم وجِنَّانُها
إذا أمَّها مَلكٌ ذادَهُ / حُماةُ الثُّغورِ وفِتيانُها
تملَّكها بصدورِ السِّها / مِ دونَ البريَّة سُكْمانُها
فلما ثَوى ولكل امْرئٍ / مَنونٌ إذا حُمَّ إبَّانُها
تناولها مِن عِظام النساء / مُمنَّعةٌ شأنُها شانُها
صَهيلُ السَّوابقِ نَدْمانُها / وبيضُ القَواضِب أخْدانُها
وأعجبها شامخٌ مُشْرِفٌ / ودارٌ تمنَّعُ أركانُها
ومُلْكٌ عَقيمٌ له سَوْرةٌ / يُحاميهِ بالصَّبْر أعوانُها
فإنْ تَكُ بلقيسُ في عرشها / فإنَّ دُبيْساً سُليمانُها
حببتُك حُبي شَهيَّ الحياةِ / صَفَتْ وتباعدَ أدْرانُها
وأسخطتُ فيكَ نفوسَ المُلوكِ / وما راعَ قلبيَ غَضْبانُها
وفارقتُ أوطانيَ المونسات / وعيشُ البريَّةِ أوطانُها
أنا المَرأ أنْ كنت لي مُنْصفاً / دليلُ المَعالي وبُرْهانُها
وإن تَدْعُني لمقالٍ الرجالِ / فَقُسُّ البلادِ وسُحْبانُها
فَسِرْ وصحيفةُ ما تبتغيهِ / ينطقُ بالنُّجْحِ عُنْوانُها
إلى الدارِ من بابلٍ أنَّها / لَعَيْنٌ وشخصُكَ إِنْسانُها
فما نازحُ الدارِ قاصٍ عليكَ / وإنْ بعُدتْ عنك بُلْدانها
وكنْ ناصري في بلوغٍ العُلى / فقد أنْفدَ الصَّبر لَيَّانُها
ضربٌ من الشعر قسَّ الأولون إلى
ضربٌ من الشعر قسَّ الأولون إلى / تجويدهِ فغدا كالعيِّ ذو اللَّسنِ
حبستُه حيث لا كفوءٌ فيسمعهُ / كيلا أذيلَ عُلاهُ محبسَ البُدنِ
وجئتُ منهُ بغُرَّانٍ مُحبَّرةٍ / تمشي محاسنها زهواً إلى الحسَنِ
إلى أغرَّ غضيضِ الطرف يحسدُه / ماضي الحسام وسحُّ العارضِ الهتن
إذا سطا فسيوفُ الهند نابيةٌ / ويخجل الغيث من نُعماهُ والمِنَنِ
هو الكميُّ إذا ضاقَ الجدالُ ولم / يستبرقِ الحبرُ من عيٍّ ومن لَكن
يشفي النفوسَ جواباً غير مُلتبسٍ / إذا الفصيحُ من الإشكال لم يُبنِ
مُستشعرٌ من تُقى الرحمن تُلبسه / في السر والجهر فضفاضاً من الجُنن
أمات بالجود فقْر المُرْملينَ كما / أحيا بدائع علمٍ ميتِ السُّننِ
إنْ كان بالريِّ مَثْواهُ فمفخرهُ / حَلْيُ القبائل من قيس ومن يمن
ربَعيٌّ من بني جُشَمٍ
ربَعيٌّ من بني جُشَمٍ / كل بيتٍ منه خفَّانُ
حولهُ جُرْدٌ مُسومةٌ / وظُبىً بيضٌ وخرْصانُ
ترجفُ البَيداءُ إن ركبوا / فكأَنَّ القاعَ نَشْوانُ
غَدَروا ظُلماً بلا سببٍ / فَوَفيُّ القوم خَوَّانُ
فصبحْنا هم على نُذُرٍ / وبَشيرُ الصُّبْح عَجْلانُ
غارةً يَرْوي الحُسامُ بها / وكميُّ الجيشِ ظَمْآنُ
رَعَتِ الأرماحَ خَيْلُهم / فكأنَّ السُّمْرَ حَوْذانُ
وأذلَّتْهم بسالتُنا / فالأبيُّ القَيْلُ مِذْعانُ
نحنُ قومٌ من بني مُضرٍ / جَدُّنا في الفخر عَدنانُ
خُشُنٌ والضَّيمُ مُعْتَرضٌ / ذُلُلٌ والنَّاسُ إِخوان
نارُنا فوقَ الجبالِ بها / يهتدي سَفْرٌ ورُكبانُ
كلُّ مِطْعامٍ على سَغبٍ / وهو يومَ الرَّوع مِطعانُ
وعلى النَّادي تُضيءُ لنا / أوجهٌ غُرٌّ وتيجانُ
مَعْشري لا مَعْشرٌ كُهُمٌ / زانَهم حُسْنٌ وإِحْسانُ
خُطباءٌ لا يَفوتُهُم / في أداءِ القولِ تِبْيانُ
ومُلوكٌ والملوكُ لَهُمْ / في امتِثالِ الأمر عُبْدانُ
يَحسدُ الدَّأمأءُ أيْديَهم / ونسيمُ الليلِ شفَّانُ
كرضيِّ الدينِ يَحْسدُهُ / في نَداهُ الغَمْرِ تَهْتانُ
واهبُ الدُّنيا بمُعْذرةٍ / حيثُ مُعْطى النَّزْرِ مَنَّانُ
نائمٌ عن كل مُخْزيةٍ / وهو في العلياء يَقظان
غَيثُ جَدْبٍ وهو جَذْلانُ / ليثُ حربٍ وهو غَضبانُ
كرمٌ ما شابَ رَيِّقَهُ / لأولي الحاجاتِ ليَّانُ
يا لقومي من تيميٍ دعْوةً
يا لقومي من تيميٍ دعْوةً / لكثير الوتْرِ موفور الأحَنْ
جَرِّدوها شُزَّباً سابِقةً / تمْلأ الأرضَ سِلاحاً وجُننْ
لمغارٍ تَحسَبُ الصُّبْحَ به / جُنْحَ ليلٍ من مُثارِ النَّقْعِ جَنْ
كلَّما عَفِّرَ طِرْفٌ فارساً / عكفَ الطِّرْفُ عليه وصَفَنْ
وَلج الضَّيْمُ إلى مَنْ عِزُّكمْ / بين فَتْكٍ من يديه ولَسَنْ
فكلامي نَهبُ مَنْ يَجْهلُهُ / مِدَحٌ تُزْجى ومنْزورٌ يُمْنْ
مُطْمعي في مدْحهمْ زينتُهم / تلْكُمُ الزينةُ خضراءُ الدِّمَنْ
كلُّ حِلِّ العِرْضِ محمي الثَّرا / لا ينالُ المجدَ ما عاشَ ولَنْ
طيَّبَ الذمَّ لهُ حُبُّ الغِنى / فاستمرَّ العِرْضُ منهُ ومَرَنْ
صبِّحوا المُدْنَ بها مَبْثوثةً / فتكةً تبقى حديثاً في الزمنْ
وخُراسان فَصَوْناً ضافياً / أنها أرضُ علي بن الحسن
أرضُ خِرْقٍ مُتْلفٍ ما يحتوي / جعلَ الأموالَ للحمدِ ثَمَنْ
ساكبُ الجودِ إذا عَزَّ الحَيا / ببنانٍ كلما سيلَ هَتَنْ
أبْلَجُ الوجه نقيٌّ عِرْضُهُ / طاهِرُ البُرْدةِ عن مسِّ الدَّرنْ
عاقِرُ الكُومِ على ضِيفانهِ / عامَ لا يُنْقَعُ عَيْمانُ اللبنْ
مُستريح الرِفْدِ ما في جُودهِ / كدَرُ المَطْلِ ولا شَوْبُ المِنن
في ابتذال المال بحرٌ زاخرٌ / يقتلُ الجدبَ وفي النادي حَضَنْ
شرفُ الدين الذي إحسانُه / في الورى أحيا كريماتِ السُّننْ
همَّة مالكةٌ أوقاتهُ / منعت مُقْلتهُ طيبَ الوسَنْ
لوذعيُّ القلبِ لا تخدعهُ / رِيبُ الشك ولا رجْمُ الظنن
ينطقُ الغيبُ على مقْولهِ / بالذي كان من السرِّ كَمَنْ
قاطنٌ ما سَدِكَ العزُّ به / فإذا ما آنسَ الضَّيْمَ ضَعنْ
نعمَ مُعلي النارِ في ديمومةٍ / وأخو الجودِ إذا شحَّ الزمن
أبداً يفديكَ من كل رَدىً / ألْكَنُ المِقْوَلِ إنْ قال لَحنْ
باخلُ الخاطِرِ والكفِّ معاً / يحسبُ البذل عن العِرض غَبنْ
شرفتْ نفسكَ حتى عظمتْ / عن حلول الجسم أو سكنى البدن
واحْتواكَ الوجدُ بالمجد فما / قادكَ الشوقُ إلى الظَبي الأغَنْ
أيها النَّدْبُ الذي إحسانُه / طَيَّبَ الغُربة لي بعد الوطن
كل عامٍ للورى عيدٌ به / يُقْتلُ الهَمُّ ويُغْتالُ الحَزَنْ
ولنا من كل يومٍ ينقضي / بك أعْيادٌ من الفِعْل الحسن
فهناكَ الصَّومُ والإفطارُ ما / قرْقرَ القُمْرُ على رأسِ فَنَنْ
طرب الزمان وأنجمت أشجانه
طرب الزمان وأنجمت أشجانه / وغياثُ دين محمدٍ سلطانهُ
طرب المُعاقر بالرياض جرى له / نشْر تأرَّجَ موْهِناً حَوْذانُه
فالبأس يُردي المرهفات مضاؤهُ / والجودُ يسخرُ بالحيا تهْتانه
لمقام أبلجَ في العَلاء مُحلّقٍ / فوق النجوم مقامه ومكانهُ
آراؤهُ قبل الرماحِ رماحهُ / والخوفُ قبل الطعن منه طِعانه
شهمٌ كميٌّ في المقالِ وفي الوغى / يُردي الخصومَ سِنانه ولسانهُ
ذو حالتين فللنزال من العِدى / بينُ النفوسِ وللمقال بيانهُ
وإذا تحلَّى منبرٌ بشعارهِ / طربْتْ لفرط فخاره عيدانهُ
خرقٌ إذا حبس السماء قُطارهُ / أغنى بني الإزَمِ الشداد بنانهُ
تشكو الخُلوَّ من الظُّبى أجفانُه / وتملُّ طولَ الامتلاء جِفانه
يجلو ظلمَ الليل نورُ جبينهِ / وتدل طُرّاقَ الدجى نيرانهُ
تُزجي نواصفه مدعدعة القِرى / عجْلى وتمشي بالقرى عُبدانه
وتفي لحامُ المُنقياتِ لضيفهِ / والعامُ تعذرُ بالطَّوى ألْبانهُ
ثبتٌ لعادية الخطوب موقَّرٌ / وسرعْرعٌ لمِرادِهِ عَجْلانُهُ
فإذا ذكاءُ اليوم أضمر ضوءها / نقْعُ الطراد كثيفةٌ أدْجانهُ
وتمطَّرتْ بالدارعين سوابقٌ / فوق العراء كأنها سيدانهُ
أو عادياتٌ بالصَّريم نوافرٌ / وكأنهم من فوقها جنَانهُ
ينسفن من دمثِ الخبارِ بنازحٍ / تنهالُ من تَعْدائها كُثبانهُ
وإذا مررْنَ على الغزير جِمامُه / نضبتْ لفرط ورودها غُدرانهُ
وإذا ركضن بآهلٍ من وحشة / جم النوال سكونه ميطانه
ألَّفْنَ شارده فليس ظِباؤُه / بسليمةٍ منه ولا خِزَّانهُ
جيشٌ كغاباتِ الفرات أسُودها / أبطالهُ ونباتُها خِرْصانهُ
أغنى غياث الدين عنه بحملةٍ / منْ أنْ تصام عندهُ فرسانهُ
وقضى عليه بالتَّوى فتصعَّدت / أرواحهُ وتحدَّرْتْ أبدانهُ
وتخاذلت نُجدُ الرجالِ لخوفه / فشجاعُه عند اللقاء جَبانهُ
ذو صبوةٍ بالمجد لا إعراضهُ / عن حُبِّه يُرجى ولا سُلوانُه
قَيْلٌ يماطل بالوعيد ونازحٌ / عن وعْدِه بنوالهِ لَيَّانه
تبدو على لحظاته صِفةُ العُلى / وعلى أسرَّةِ وجهه بُرهانُهُ
عمتْ مهابتهُ القلوبَ العُلى / وعلى أسرَّةِ وجهه بُرهانُه
إن كان لي يوماً من الدنيا غنىً / باقٍ فهذا حينهُ وأوانهُ
قُلْ للمجاهد لا زالتْ عوارفهُ
قُلْ للمجاهد لا زالتْ عوارفهُ / مُقلداتٍ رقاب الناسِ بالمِنَنِ
ما ضاق قولي عن شيءٍ أحاولُهُ / إلا بشكر الذي أوليت من حَسَنِ
فإنْ حَصرتُ فقلبي أفوهٌ ذربٌ / وفي الضمائر ما يغني عن اللَّسنِ
حيِّ الوزير كريمةً أعطافُهُ
حيِّ الوزير كريمةً أعطافُهُ / جَمَّ المكارم فائضَ الإحسانِ
يقظانَ أبْلجَ بأسهُ ونوالهُ / ذهباً بفخر السيف والتَّهْتانِ
هامي البَنانِ بسيفهِ ونوالهِ / من أبيضٍ عَذْبٍ وأحمرَ قانِ
لا يختشي غضبَ العساكرِ بعدما / صرفَ الزمان إلى رضا الرحْمنِ
فالمجد عن أبي شُجاعٍ وافرٌ / في صونه كعقيلةِ الغَيْرانِ
يا منْ أفاضَ العدل حتى كاد أنْ / يستجمعَ الأمْواهَ بالنيرانِ
سُرَّ التِّجارُ وللتُنَّاءِ مواقفٌ / يُجْرونَ فيها عبْرةَ الأحْزانِ
فالمُستغاثُ إليكَ مما قد عَرى / زرْع القرى في فتكَةِ الجِشْرانِ
اذا لم أجدْ مُصغياً للحدي
اذا لم أجدْ مُصغياً للحدي / ثِ حريصاً على فَسْرِهِ والبيانِ
صمتُّ وصمتي اِذاً حكْمةٌ / وكم حكمةٍ تحت صمتِ اللِّسانِ
فأطوي البَليدَ إِلى اللَوْذَ / عيِّ وأجزْي المُهينَ بمثل الهَوانِ
صيغت دواتك من يوميك فاشتبهت
صيغت دواتك من يوميك فاشتبهت / على العيون ببلُّورٍ ومَرْجانِ
فيوم سلمك مُبيضٌّ بصفو نَدىً / ويوم حربك قانٍ بالدَّمِ القاني
ضاقت بلاغة أشعاري بما رحُبتْ
ضاقت بلاغة أشعاري بما رحُبتْ / عن كنه وصفك حتى رحت ذا لكن
فجئتُ أسألُ مَنْ نُعماه تغمرني / رحيبَ حلمٍ على التقصير يشملُني
يا محرز الفخر عن سعي وعن نسب / وفاعل الخير في سِرٍّ وفي عَلَنِ
ومُنشر الهامدَ العافي وقد كتمتْ / عُلاهُ عاديةُ الأيامِ والزَّمنِ
من دارمٍ حيث يربوعٌ واِن قربت / معدودةٌ لتنافي الوصف في اليمنِ
باهى جَريرٌ بيربوعٍ وما ثبتتْ / بالقول دعواهُ لولا شِرَّةُ اللَّسن
وأثبت الحق والدهماءُ شاهدةٌ / قولُ الفرزدق عند البدو والمُدنِ
فأُيِّدتْ بالوزير الصدر حُجَّته / اِذا مثلهُ في عصورِ الدهر لم يكن
هل فيهم مَنْ ملوكُ الأرض لاثمةٌ / بساطهُ من حديث القوم واليفَنِ
أم فيهمُ من لواءُ الحمدِ رايتهُ / ومجلسُ السلمِ للتشريع والسنن
هيْهاتَ فاز بها أبناءُ حنْظَلةٍ / والمالِكانِ بلا خُسْرٍ ولا غَبَنِ
بأبيض الوجه مجبولٍ على كَرمٍ / يودُّ جدواه صوب العارض الهتنِ
تُناطُ حبْوته في يوم ندوتهِ / إِلى غواربِ بحر أو ذُرى حضن
فلا عدا شرف الدين الثناءُ اذا / طابَ النَّديُّ بذكر المحسن الحسن
صدرٌ اذا سهرتْ عيني لمدحتهِ / كان السُّهادُ لها أحلى من الوسنِ
يا فارس الخيل تَردي في أعِنَّتها
يا فارس الخيل تَردي في أعِنَّتها / والشَّاهدان بها حربٌ وميدانُ
اِنْ لَقَّبوكَ لدين المصطفى أسداً / فانَّ فعلك للتَّلقيبِ بُرهانُ
تُغادر البطل الجحجاح في رهجٍ / شِلْواً تناهبهُ طيرٌ وسيدانُ
وتفضلُ الغيث والأيامُ مُجدبَةٌ / بأنَّ جودكَ في العافينَ تَهْتانُ
حُبِّي ذوي الهمم العلياءِ أنْطقني / بمدح ذي همَّةٍ فيها له شأنُ
نسجتُها كالرَّوض غِبَّ الحَيا
نسجتُها كالرَّوض غِبَّ الحَيا / ديباجةً مُخْمَلةً ذات شانْ
فأصبحتْ اِذ سكَنتْ أرضكمْ / معدودةً في العبقريِّ الحِسانْ
ومن غَدا الهادي فلا تعجبوا / تبديله الأرض نعيمَ الجِنانْ
هذا الغَديرُ وحولهُ من عِزِّهِ
هذا الغَديرُ وحولهُ من عِزِّهِ / عِوض الرياض ملاعبُ الفُرسانِ
والخيلُ تعْدو بالكُماةِ كأنها / مُعطُ الفَلا وكواسرُ العِقْبانِ
ما بين ذي كُرةٍ يجولُ بطرفهِ / ومُحاربٍ بمهنَّدٍ وسِنانِ
ومُثير وحشٍ تَدَّريهِ سِهامُهُ / قد غادر الغِزلانَ كالأقْرانِ
مُلَحٌ يتمُّ بها النشاطُ ومجلسٌ / جَلَّتْ مسرَّتُه دُجى الأحْزانِ
فاغْنم مُساعدةَ الليالي وابْتدر / لذّاتِها وعليكَ بالاِحسانِ
أضاءَ الليلَ من زمنٍ وحَظٍّ
أضاءَ الليلَ من زمنٍ وحَظٍّ / لساريهِ الوزيرُ المَرْزُبانُ
طليقُ الوجه سهلُ البابِ سمْحٌ / على الدُّنيا برأفتهِ أمانُ
شُجاعٌ في اكتسابِ الحمد ذِمرٌ / وعند العارِ هَيَّابٌ جَبانُ
يودُّ الماءُ شيمتَهُ ويخشى / حفيظتَهُ المُهَنَّدُ والسِّنانُ
فتىً كالروَّض في نَضَرٍ وطيبٍ / دَليلُهما عَرارٌ واقْحوان
أطْعتُ النُّهى في نجْدتي وبياني
أطْعتُ النُّهى في نجْدتي وبياني / فأصبح سيفي مُغمداً ولساني
وداريْتُ حتى قيلَ جُبْناً وربما / غَدا حازمٌ في أمره كجبانِ
سجية مُنهي النفس عُذراً وناهض / بأعباءِ صرْفِ الدهر والحَدَثان
يُبيحُ الليالي والرجال تَهامُمي / وفاءً ومنْ لي عندهم بأمانِ
إِذا أصبحت مني سجايا مُهَذَّبٍ / غَدا أملي ذا وقفةٍ وحِرانِ
ويأربَّ عهدٍ حالَ من دون حِفْظه / أذىً ورَدىً في المُلتقي خصمان
أبانَ نِفاقَ الحيِّ بعد انْتصارهِ / فلم تُلْفِ منهم صادقاً بمكانِ
جشمتُ خِطار الموت دون وفائهِ / أو الفَقْرَ والحالانِ مُستَويانِ
وصبرٍ تكادُ الشمُّ من حمل بعضه / تكونُ وهاداً وهي ذاتُ قِنانِ
نصبت له من رغبة الحمد كاهلاً / نَهوضاً بِعِبءِ المجد ليس بوانِ
واني وأبناء العراق أولي الغِنى / لمُجتمعا معنىً ومُفتَرقانِ
أسايرهُمْ ابهى حُليّاً وزيْنةً / ونرْجِعُ والحالانِ مُختلفانِ
إِلى صَفِراتٍ من نعيمٍ خماصُها / تُكاثِرُ منْ نَعْمائهم بِبطانِ
تُطاردُ حاجاتي اليهم أُبِيَّتي / وتعلو غِناهم همَّتي بِتَغانِ
إِذا عَطفتْني نحوهُمْ ألمَعيَّةٌ / وفَهْمٌ لَواني جَوْرهم وثَناني
يودُّون فَضْلي ما كتمتُ مآربي / فانْ بُحْتُ ماتَ الودُّ بالشَّنآنِ
ويُصغى له ما لم يكن ذا لُبانَةٍ / فانْ كان لم تُنْصتْ له أذُنانِ
و لولا الوزيرُ الزَّينبيُّ رحلْتُها / تناهبُ تُرْبَ البيدِ بالوخَدانِ
تُباري نعامَ القفر بُعداً عن الأذى / وتطوي عُقابَ الجوِّ بالطَّيرانِ
إِذا ظمئت والوِردُ دانٍ تنكَّبتْ / حِذارَ الثفاتٍ نحوهُم بجِرانِ
تَمارحُ اِبَّانَ الفِراقِ مِراحَها / بنشْقِ نسيم الشِّيحِ والعَلَجانِ
ولكنها شُدَّت من البأس والنَّدى / بأروعَ صفوِ العُنصرين هِجانِ
بأبيضَ من عُليا قريشٍ مُؤمَّلٍ / بيومِ نوال أو بيومِ طِعانِ
بمُشركِ نفسي بالذي هو واجِدٌ / ولو ساعدتهُ حالةٌ لكَفاني
كريمُ السَّجايا لا بغُمْرٍ مُضيعٍ / لحزمٍ ولا بالعاجز المُتَواني
يُباري مجنَّ الشمس نورٌ بوجهه / ويفْضلُ مُنْهَلَّ الحَيا ببَنانِ
يبيح الدجى والمحْل جوداً ونضرة / وقد سَدِكا وهْناً فَينبلِجانِ
جريءٌ إِذا الهوْجاءُ غيرُ جريئةٍ / رزينٌ إِذا الأحْكامُ غيرُ رزانِ
يُناطُ قميصاهُ ويٌلْوى رداؤهُ / على عاصفٍ من زعزعٍ وأبانَ
يرى بتظنِّيه عواقبَ أمْرهِ / فأبْعدُها للألمعيَّةِ دانِ
إِذا ما استجال الرأي في حل مشكلٍ / فاخبارهُ من صحَّةٍ كَعيانِ
يُعلِّم سُمْر الطعن والبيض بأسه / إِذا ما التقى في المأزق الفئتانِ
فيمضي ويجري في النحور وفي الطلى / شَبا غيرِ خَطِّيٍّ وغيرِ يمانِ
وجونٍ من النَّقع المُثارِ دِلاصُه / ولمعُ الظُّبي بًرقانِ يأتلقانِ
كثيفٍ يُعيد الجوَّ أرضاً صليبةً / لها الجيشُ داحٍ بالطِّرادِ وبانِ
تشابه فيه وحْشُه وجيادُه / فسِيانِ فرطُ الركض والعَسلان
وزاحمتِ الجُرْد المَذاكي ركابه / فكلُّ زمامٍ عاثرٍ بِعنانٍ
يُظلُّ كُماةً في الدروعِ كأنما / تخُبُّ السَّعالي تحتهم برعانِ
مساعيرُ لا يستكرهونَ منيَّةً / إِذا صرَّحتْ في المأزقِ المتَداني
أوانسُ بالحرب العَوان نفوسهمْ / كأنَّ رضاعاً بينهم بلِبانِ
أعاروا نسيم اليوم حَرَّ ذُحولهم / فأخْصَرهُ الرمْضاءُ في الجولانِ
وطارت بهم نحو اللقاء عزيمةٌ / تعلّم منها السَّبق كلُّ حِصانِ
كشفت برأيٍ ذي صوابٍ ونجدةٍ / اليك بحمل المجدِ يصطحبانِ
وهْبت دماء القوم للتَّرب والثَّرى / لأوجُههم عن سابقٍ وسِنانِ
فأبلجُ من عَفْر المصارع أغْبرٌ / وأحْمَرُ من ماء الحناجر قانِ
حوى شرف الدين المعالي وحلَّقت / به همَّةٌ لم تُفْتَرعْ لِمُدانِ
فأصبح مأوى المُسْتجير وثروةَ ال / فقيرِ بِامْحالٍ وجَوْرِ زَمانِ
من المالئي اُفْقِ السماء عشيَّةً / وصُبحاً بنقْعٍ ساطعٍ ودُخانِ
مُوكَّلةٌ في سعيهمْ عَز مَاتُهمْ / بتفريغِ أجْفانٍ ومِلءِ جِفانِ
قلوبُ أعاديهمْ تباري بنودهُمْ / إِذا نُهدوا للغزو في الخَفَقانِ
مصابيحُ ظلماء الدُّجى وأئمَّةُ ال / هُدى ودُعاةٌ قادةٌ لجِنانِ
أتوا بك مُلفى آملٍ يبتغي الغنى / وعِصْمَةَ مذْعورٍ ومنشطَ عانِ
فهُنِّيتَ بالعيدِ الّذي أنت أوَّلٌ / لنا من سرورٍ وهو بعدك ثانِ
يُجلِّي العظيمةَ من غير فَخْرٍ
يُجلِّي العظيمةَ من غير فَخْرٍ / ويُعْطي الجزيلةَ من غير مِنَّهْ
ويغلظُ في المُلْتقى للكَماةِ / وفيه لدى السَّلم لُطفٌ وحِنَّهْ
ويَتَّخِذُ الحمدَ فرْضاً عليه / اذا ما رآهُ بنو المجْدِ وضنَّه
إذا ما المحامد رام الرجال / كرائمها كان أولى بهن
اذا ما المَحامدُ رامَ الرجالُ / كرائمها كان أوْلى بِهِنَّ
من المُطْعمينَ ضيوفَ الشِّتاءِ / بِسودِ اللَّبالي غَراببهُنَّ
يحوزونَ فخر الوغي والنَّدى / اذا أطلقوا مالهم والأعِنَّهْ
تَودُّ عزائمَ هذا الوزيرِ / ومعروفَه سُحْبُنا والأسنَّهْ
ويغْدو لنا بأسُه والنَّدى / من الجَوْر والفقر حِصْناً وجُنَّه
اذا هبط القومُ المباغي سمتْ به / مآربُ شتَّى ما يسفُّ رفيعُها
واِنْ ضاق بالأحداث صدرٌ فعنده / خواطر حلمٍ ما يضيقُ وسيعُها
واِن نَبَتِ الآراءُ دونَ عظيمةٍ / فمُرهفها من فكره وقَطوعُها
وماضي عُصور الناس قيْظٌ وانما / زمانُ الوزير الزَّيْنبي ربيعُها
سوائرُ عَزْمٍ ما يكلُّ حَثيثُها / وأنواعُ عُرفٍ ما يغِبُّ صنيعُها
ومُبتْاعُ حمدٍ من قريشٍ كأنما / مُحيَّاه شمس الصبح عالٍ طلوعها
خطيب مقام الضيف سامٍ ضِرامهُ / اذا اغبرَّ من أرض الملوك مريعُها
مقامك الأشرف المحسودُ من مُضرٍ
مقامك الأشرف المحسودُ من مُضرٍ / اذا تنارعتِ العلْياء عدنانُ
حيث الأكفُّ سِباطٌ في عوارِفها / والعِزُّ أقْعسُ والأحساب غُرَّان
عمائمُ القوم بيضْ يومَ حرْبِهُم / من الحَديد ويوم السَّلْم تيجانُ
الضَّاربين وحَرُّ اليومِ ذو لَهبٍ / والمُطْعِمينَ وريحُ الجو شفَّانُ
وما عليَّ الذي شادوهُ من شرفٍ / مرعىً خصيبٌ ولكن أنت سعْدان
وجهٌ وكفٌّ مضيءٌ عند مُنْدفقٍ / يبدو لرائِيهما حُسْنٌ واِحْسانُ
لا تذكُرنَّ عُكاظاً وابن ساعِدَةٍ / ويطَّبيكَ مقالُ القَرْمِ سحْبانُ
وانظر إِلى ساحةِ العلياءِ آهلةً / بسيفِ دجلةَ فيها منكَ ثهْلانُ
وما أصوغُ بها من كلِّ قافيةٍ / غرَّاء فيها لمن يبغي العُلى شانُ
وبين جنْبيَّ قْولٌ لو أرحْتُ له / من الهموم تمنَّى القولَ غَيْلانُ
اذا الجيادُ مَدَّتِ الأعِنهْ
اذا الجيادُ مَدَّتِ الأعِنهْ /
وبَذَّتِ الخيلَ لسَبْقِهنَّ /
غَدا عليٌّ العُلى بِهِنَّ /
صاحبَ كلِّ مِنْحَةٍ ومِنَّهْ /
الزَّيْنبيُّ ذو النُّهى والفِطْنَهْ /
قَرى في حياض المجد عِدُّ فخارهِ
قَرى في حياض المجد عِدُّ فخارهِ / فروَّى قُلوباً بالثَّناءِ وألْسُنا
وفاخرهُ أهل العُلى فغدا له / أجَلُّهمُ يومَ التَّفاخرِ مُذْعِنا
وعاد زمانُ الفضل صُبْحاً بجوده / وقد كان لولا جودُه العُمرَ موْهنا
ولو أنَّ للعلياءِ فيالناس معْدِناً / لكانَ لها دون العشائرِ مَعْدِنا
يفوقُ نميرَ الماء ليناً ورِقَّةً / ويفضلُ في البأس الصَّوارم والقنا
يهونُ عليه في العُلى بذلُ مالِهِ / ويعلمُ أنَّ الحمد لا النَّشب الغِنى
بنى للوزير الزَّينبيِّ جدُودُه / ولم يكْفهِ حتى أنافَ على البِنا
بين الاِباءِ وبين الصَّبْرِ ملحمةٌ
بين الاِباءِ وبين الصَّبْرِ ملحمةٌ / قد باعدت بين جفن العين والوسَنِ
لولا الوزيرُ ونُعماهُ لماتَ بها / أَخو النُّهى بين بأس الهمِّ والحزنِ
وقد يكونُ مقالُ المرءِ آونةً / عِيّاً ويُحسبُ بين الصُّمت من لسن
فلا عدا ابْن طِرادٍ قولُ مَحْمدةٍ / ما وحِّدَ اللهُ في سِرٍّ وفي عَلَنِ
جَمُّ العوارفِ لا يرنو إِلى عُنُقٍ / اِلا له فيه أطْواقٌ منَ المِنَنِ
يُنكِّب الخفض اِنْ ذُمَّت مواقفه / ويطلبُ الحمد عند المنزلِ الخشنِ
يحارُ طرْفي وقلبي حين أنْظُرهُ / ما بين اِحسانهِ والمنظرِ الحَسَنِ