القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو فِراس الحمَداني الكل
المجموع : 23
إِذا مَرَرتَ بِوادٍ جاشَ غارِبُهُ
إِذا مَرَرتَ بِوادٍ جاشَ غارِبُهُ / فَاِعقِل قُلوصُكَ وَاِنزِل ذاكَ وادينا
وَإِن عَبَرتَ بِنادٍ لاتُطيفُ بِهِ / أَهلُ السَفاهَةِ فَاِجلِس ذاكَ نادينا
نُغيرُ في الهَجمَةِ الغَرّاءِ نَنحَرُها / حَتّى لَيَعطَشُ في الأَحيانِ راعينا
وَتَجفَلُ الشَولُ بَعدَ الخَمسِ صادِيَةً / إِذا سَمِعنَ عَلى الأَمواهِ حادينا
وَتَغتَدي الكومُ أَشتاتاً مُرَوَّعَةً / لا تَأمَنُ الدَهرَ إِلّا مِن أَعادينا
وَيُصبِحُ الضَيفُ أَولانا بِمَنزِلِنا / نَرضى بِذاكَ وَيَمضي حُكمُهُ فينا
أَيا راكِباً نَحوَ الجَزيرَةِ جَسرَةً
أَيا راكِباً نَحوَ الجَزيرَةِ جَسرَةً / عُذافِرَةً إِنَّ الحَديثَ شُجونُ
مِنَ الموخِداتِ الضُمَّرِ اللاءِ وَخدُها / كَفيلٌ بِحاجاتِ الرِجالِ ضَمينُ
تَحَمَّل إِلى القاضي سَلامي وَقُل لَهُ / أَلا إِنَّ قَلبي مُذ حَزِنتَ حَزينُ
وَإِنَّ فُؤادي لِاِفتِقادِ أَسيرِهِ / أَسيرٌ بِأَيدي الحادِثاتِ رَهينُ
أُحاوِلُ كِتمانَ الَّذي بي مِنَ الأَسى / وَتَأبى غُروبٌ ثَرَّةٌ وَشُؤونُ
بِمَن أَنا في الدُنيا عَلى السِرِّ واثِقٌ / وَطَرفي نَمومٌ وَالدُموعُ تَخونُ
يَضِنُّ زَماني بِالثِقاتِ وَإِنَّني / بِسِرّي عَلى غَيرِ الثُقاتِ ضَنينُ
لَعَلَّ زَماناً بِالمَسَرَّةِ يَنثَني / وَعَطفَةَ دَهرٍ بِاللِقاءِ تَكونُ
أَلا لايَرى الأَعداءُ فيكَ غَضاضَةً / فَلِلدَهرِ بُؤسٌ قَد عَلِمتَ وَلينُ
وَأَعظَمُ ماكانَت هُمومُكَ تَنجَلي / وَأَصعَبُ ماكانَ الزَمانُ يَهونُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَنا الدَهرَ واحِدٌ / قَريناً لَهُ حُسنُ الوَفاءِ قَرينُ
فَأَشكو وَيَشكو مابِقَلبي وَقَلبِهِ / كِلانا عَلى نَجوى أَخيهِ أَمينُ
وَفي بَعضِ مَن يُلقي إِلَيكَ مَوَدَّةً / عَدُوٌّ إِذا كَشَّفتَ عَنهُ مُبينُ
إِذا غَيَّرَ البُعدُ الهَوى فَهَوى أَبي / حُصَينٍ مَنيعٌ في الفُؤادِ حَصينُ
فَلا بَرِحَت بِالحاسِدينَ كَآبَةٌ / وَلا هَجَعَت لِلشامِتينَ عُيونُ
سَلي فَتَياتِ هَذا الحَيِّ عَنّي
سَلي فَتَياتِ هَذا الحَيِّ عَنّي / يَقُلنَ بِما رَأَينَ وَما سَمِعنَه
أَلَستُ أَمَدَّهُم لِذَوِيَّ ظِلّاً / أَلَستُ أَعَدَّهُم لِلقَومِ جَفنَه
أَلَستُ أَقَرَّهُم بِالضَيفِ عَيناً / أَلَستُ أَمَرَّهُم في الحَربِ لُهنَه
رَضيتُ العاذِلاتِ وَما يَقُلنَه / وَإِن أَصبَحتُ عَصّاءً لَهُنَّه
بَكَرنَ يَلُمنَني وَرَأَينَ جودي / عَلى الأَرماحِ بِالنَفسِ المَضَنَّه
فَقُلتُ لَهُنَّ هَل فيكُنَّ باقٍ / عَلى نُوَبِ الزَمانِ إِذا طَرَقنَه
وَكَم فَجرٍ سَبَقنَ إِلى مَلامي / فَعُدتُ ضُحىً وَلَم أَحفِل بِهِنَّه
وَإِن يَكُنِ الحِذارُ مِنَ المَنايا / سَبيلاً لِلحَياةِ فَلِم تَمُتنَه
سَأُشهِدُها عَلى ماكانَ مِنّي / بِبَسطي في النَدى بِكَلامِكُنَّه
فَإِن أَهلَك فَعَن أَجَلٍ مُسَمّى / سَيَأتيني وَلَو ما بَينَكُنَّه
وَإِن أَسلَم فَقَرضٌ سَوفَ يوفى / وَأَتبَعَكُنَّ إِن قَدَّمتُكُنَّه
فَلا يَأمُرنَني بِمَقامِ ذُلٍّ / فَما أَنا بِالمُطيعِ إِذا أَمَرنَه
وَراجِعَةٍ إِلَيَّ تَقولُ سِرّاً / أَعودُ إِلى نَصيحَتِهِ لَعَنَّه
فَلَمّا لَم تَجِد طَمَعاً تَوَلَّت / وَقالَت فِيَّ عاتِبَةً وَقُلنَه
أَرَيتَكَ ماتَقولُ بَناتُ عَمّي / إِذا وَصَفَ النِساءُ رِجالُهُنَّه
أَما وَاللَهِ لايُمسينَ حَسرى / يُلَفِّقنَ الكَلامَ وَيَعتَذِرنَه
وَلَكِن سَوفَ أوجِدُهُنَّ وَصفاً / وَأَبسُطُ في المَديحِ كَلامُهُنَّه
مَتى مايَدنُ مِن أَجَلٍ كِتابي / أَمُت بَينَ الأَعِنَّةِ وَالأَسِنَّه
وَمَوتٌ في مَقامِ العِزِّ أَشهى / إِلى الفُرسانِ مِن عَيشٍ بِمَهنَه
بَني زُرارَةَ لَو صَحَّت طَرائِقُكُم
بَني زُرارَةَ لَو صَحَّت طَرائِقُكُم / لَكُنتُمُ عِندَنا في المَنزِلِ الداني
لَكِن جَهِلتُم لَدَينا حَقَّ أَنفُسَكُم / وَباعَ بائِعُكُم رِبحاً بِخُسرانِ
فَإِن تَكونوا بَراءً مِن جِنايَتِهِ / فَإِنَّ مَن رَفَدَ الجاني هُوَ الجاني
مابالُكُم يا أَقَلَّ اللَهِ خَيرَكُمُ / لاتَغضَبونَ لِهَذا الموثَقِ العاني
جارٌ نَزَعناهُ قَسراً في بُيوتُكُمُ / وَالخَيلُ تَعصِبُ فُرساناً بِفُرسانِ
إِذ لاتَرُدّونَ عَن أَكنافِ أَهلِكُمُ / شَوازِبَ الخَيلِ مِن مَثنىً وَوِحدانِ
بِالمَرجِ إِذ أُمُّ بَسّامٍ تُناشِدُني / بَناتُ عَمِّكَ يا حارِ بنَ حَمدانِ
فَبِتُّ أَثني صُدورَ الخَيلِ ساهِمَةً / بِكُلِّ مُضطَغِنٍ بِالحِقدِ مَلآنِ
وَنَحنُ قَومٌ إِذا عُدنا بِسَيِّئَةٍ / عَلى العَشيرَةِ أَعقَبنا بِإِحسانِ
أَبلِغ بَني حَمدانَ في بُلدانِها
أَبلِغ بَني حَمدانَ في بُلدانِها / كُهولَها وَالغُرَّ مِن شُبّانِها
يَومَ طَرَدتُ الخَيلَ عَن فُرسانِها / وَسُقتُ مِن قَيسٍ وَمِن جيرانِها
ذَوي عُلاها وَذَوي طُعّانِها / وَمُهرَةٌ تَمرَحُ في أَشطانِها
عاثِرَةً تَعثُرُ في عِنانِها / تَرَكتُ ماصَبَّحتُ مِن فُرسانِها
وَإِبلاً تُنزَعُ مِن رُعيانِها / حَتّى إِذا قَلَّ غَنا شُجعانِها
طارَدَني عَنها وَعَن إِتيانِها / حَرائِرٌ أَرغَبُ في صِيانِها
أَستَعمِلُ الشِدَّةَ في أَوانِها / وَأَغفِرُ الزَلَّةَ في إِبّانِها
يالَكِ أَحياءً عَلى عُدوانِها / نِسوانُها أَمنَعُ مِن فُرسانِها
اِطرَحوا الأَمرَ إِلَينا
اِطرَحوا الأَمرَ إِلَينا / وَاِحمِلوا الكُلَّ عَلَينا
إِنَّنا قَومٌ إِذا ما / صَعُبَ الأَمرُ كَفَينا
وَإِذا ما ريمَ مِنّا / مَوطِنُ الذُلِّ أَبَينا
وَإِذا ما هَدَمَ العِز / زَ بَنو العِزِّ بَنَينا
بَخِلتُ بِنَفسي أَن يُقالَ مُبَخِّلٌ
بَخِلتُ بِنَفسي أَن يُقالَ مُبَخِّلٌ / وَأَقدَمتُ جُبناً أَن يُقالَ جَبانُ
وَمُلكي بَقايا ما وَهَبتُ مُفاضَةٌ / وَرُمحٌ وَسَيفٌ قاطِعٌ وَحِصانُ
وَيَغتابُني مَن لَو كَفانِيَ غَيبَهُ
وَيَغتابُني مَن لَو كَفانِيَ غَيبَهُ / لَكُنتُ لَهُ العَينَ البَصيرَةَ وَالأُذنا
وَعِندي مِنَ الأَخبارِ مالَو ذَكَرتُهُ / إِذاً قَرَعَ المُغتابُ مِن نَدَمٍ سِنّا
حَلَلتُ مِنَ المَجدِ أَعلى مَكانِ
حَلَلتُ مِنَ المَجدِ أَعلى مَكانِ / وَبَلَّغَكَ اللَهُ أَقصى الأَماني
فَإِنَّكَ لا عَدِمَتكَ العُلا / أَخٌ لا كَإِخوَةِ هَذا الزَمانِ
صَفاؤُكَ في البُعدِ مِثلُ الدُنُوِّ / وَوُدُّكَ في القَلبِ مِثلُ اللِسانِ
كَسَونا أُخُوَّتَنا بِالصَفاءِ / كَما كُسِيَت بِالكَلامِ المَعاني
أُنافِسُ فيكَ بِعِلقٍ ثَمينِ
أُنافِسُ فيكَ بِعِلقٍ ثَمينِ / وَيَغلِبُني فيكَ ظَنُّ الظَنينِ
وَكُنتُ حَلَفتُ عَلى غَضبَةٍ / فَعُدتُ وَكَفَّرتُ عَنها يَميني
وَكَنى الرَسولُ عَنِ الجَوابِ تَظَرُّفاً
وَكَنى الرَسولُ عَنِ الجَوابِ تَظَرُّفاً / وَلَئِن كَنى فَلَقَد عَلِمنا ماعَنى
قُل يا رَسولُ وَلا تُحاشِ فَإِنَّهُ / لا بُدَّ مِنهُ أَساءَ بي أَم أَحسَنا
الذَنبُ لي فيما جَناهُ لِأَنَّني / مَكَّنتُهُ مِن مُهجَتي فَتَمَكَّنا
لاغَروَ إِن فَتَنَتكَ بِال
لاغَروَ إِن فَتَنَتكَ بِال / لَحَظاتِ فاتِرَةُ الجُفونِ
فَمَصارِعُ العُشّاقِ ما / بَينَ الفُتورِ إِلى الفُتونِ
اِصبِر فَمِن سُنَنِ الهَوى / صَبرُ الضَنينِ عَلى الظَنينِ
الحُرُّ يَصبِرُ ما أَطاقَ تَصَبُّراً
الحُرُّ يَصبِرُ ما أَطاقَ تَصَبُّراً / في كُلِّ آوِنَةٍ وَكُلِّ زَمانِ
وَيَرى مُساعَدَةَ الكِرامِ مُروءَةً / ماسالَمَتهُ نَوائِبُ الحَدَثانِ
وَيَذوبُ بِالكِتمانِ إِلّا أَنَّهُ / أَحوالُهُ تُنبي عَنِ الكِتمانِ
فَإِذا تَكَشَّفَ وَاِضمَحَلَّت حالُهُ / أَلفَيتَهُ يَشكو بِكُلِّ لِسانِ
وَإِذا نَبا بي مَنزِلٌ فارَقتُهُ / وَاللَهُ يَلطُفُ بي بِكُلِّ مَكانِ
عَلَيَّ مِن عَينَيَّ عَينانِ
عَلَيَّ مِن عَينَيَّ عَينانِ / تَبوحُ لِلناسِ بِكِتمانِ
يا ظالِمي لِلشَربِ سُكرٌ وَلي / مِن غُنجِ أَلحاظِكَ سُكرانِ
وَجهُكَ وَالبَدرُ إِذا أُبرِزا / لِأَعيُنِ العالَمِ بَدرانِ
ماكُنتُ مُذ كُنتُ إِلّا طَوعَ خُلّاني
ماكُنتُ مُذ كُنتُ إِلّا طَوعَ خُلّاني / لَيسَت مُؤاخَذَةُ الإِخوانِ مِن شاني
يَجني الخَليلُ فَأَستَحلي جِنايَتَهُ / حَتّى أَدُلُّ عَلى عَفوي وَإِحساني
وَيُتبِعُ الذَنبَ ذَنباً حينَ يَعرِفُني / عَمداً وَأُتبِعُ غُفراناً بِغُفرانِ
يَجني عَلَيَّ وَأَحنو صافِحاً أَبَداً / لاشَيءَ أَحسَنُ مِن حانٍ عَلى جانِ
قَد أَعانَتني الحَمِيَّةُ لَمّا
قَد أَعانَتني الحَمِيَّةُ لَمّا / لَم أَجِد مِن عَشيرَتي أَعوانا
لا أُحِبُّ الجَميلَ مِن سِرِّ مَولىً / لَم يَدَع ماكَرِهتُهُ إِعلانا
إِن يَكُن صادِقَ الوِدادِ فَهَلّا / تَرَكَ الهَجرُ لِلوِصالِ مَكانا
يَعيبُ عَلَيَّ أَن سُمّيتُ نَفسي
يَعيبُ عَلَيَّ أَن سُمّيتُ نَفسي / وَقَد أَخَذَ القَنا مِنهُم وَمِنّا
فَقُل لِلعِلجِ لَو لَم أُسمِ نَفسي / لَسَمّاني السِنانُ لَهُم وَكَنّى
أَتَعُزُّ أَنتَ عَلى رُسومِ مَغانِ
أَتَعُزُّ أَنتَ عَلى رُسومِ مَغانِ / فَأُقيمُ لِلعَبَراتِ سوقَ هَوانِ
فَرضٌ عَليَّ لِكُلِّ دارٍ وَقفَةٌ / تَقضي حُقوقَ الدارِ وَالأَجفانِ
لَولا تَذَكُّرُ مَن هَويتُ بِحاجِرٌ / لَم أَبكِ فيهِ مَواقِدَ النيرانِ
وَلَقَد أَراهُ قُبَيلَ طارِقَةِ النَوى / مَأوى الحِسانِ وَمَنزِلِ الضَيفانِ
وَمَكانَ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَمَجَرَّ كُل / لِ مُثَقَّفٍ وَمَجالَ كُلِّ حِصانِ
نَشَرَ الزَمانُ عَلَيهِ بَعدَ أَنيسِهِ / حُلَلَ الفَناءِ وَكُلُّ شَيءٍ فانِ
وَلَقَد وَقَفتُ فَسَرَّني ماساءَني / فيهِ وَأَضحَكَني الَّذي أَبكاني
وَرَأَيتُ في عَرَصاتِهِ مَجموعَةً / أُسدَ الشَرى وَرَبائِبَ الغِزلانِ
ياواقِفانِ مَعي عَلى الدارِ اِطلُبا / غَيري لَها إِن كُنتُما تَقِفانِ
مَنَعَ الوُقوفَ عَلى المَنازِلِ طارِقٌ / أَمَرَ الدُموعَ بِمُقلَتي وَنَهاني
فَلَهُ إِذا وَنَتِ المَدامِعُ أَوهَمَت / عِصيانُ دَمعي فيهِ أَو عِصياني
إِنّا لَيَجمَعُنا البُكاءُ وَكُلُّنا / يَبكي عَلى شَجَنٍ مِنَ الأَشجانِ
وَلقَد جَعَلتُ الحُبَّ سِترَ مَدامِعي / وَلِغَيرِهِ عَينايَ تَنهَمِلانِ
أَبكي الأَحِبَّةَ بِالشَآمِ وَبَينَنا / قُلَلُ الدُروبِ وَشاطِئا جيحانِ
وَتُحِبُّ نَفسي العاشِقينَ لِأَنَّهُم / مِثلي عَلى كَنَفٍ مِنَ الأَحزانِ
فَضَلَت لَدَيَّ مَدامِعٌ فَبَكيتُ لِل / باكي بِها وَوَلِهتُ لِلوَلهانِ
ما لي جَزِعتُ مِنَ الخُطوبِ وَإِنَّما / أَخَذَ المُهَيمِنُ بَعضَ ما أَعطاني
وَلَقَد سُرِرتُ كَما غَمَمتُ عَشائِري / زَمَناً وَهَنّاني الَّذي عَنّاني
وَأُسِرتُ في مَجرى خُيولي غازِياً / وَحُبِستُ فيما أَشعَلَت نيراني
يَرمي بِنا شَطرَ البِلادِ مُشَيَّعٌ / صَدقُ الكَريهَةِ فائِضُ الإِحسانِ
بَلَدٌ لَعَمرُكَ لَم أَزَل زُوّارَهُ / مَعَ سَيِّدٍ قَرمٍ أَغَرَّ هِجانِ
إِنّا لَنَلقى الخَطبَ فيكَ وَغَيرَهُ / بِمُوَفَّقٍ عِندَ الخُطوبِ مُعانِ
وَلَطالَما حَطَّمتُ صَدرَ مُثَقَّفٍ / وَلَطالَما أَرعَفتُ أَنفَ سِنانِ
وَلَطالَما قُدتُ الجِيادَ إِلى الوَغى / قُبَّ البُطونِ طَويلَةَ الأَرسانِ
وَأَنا الَّذي مَلَأَ البَسيطَةَ كُلَّها / ناري وَطَنَّبَ في السَماءِ دُخاني
إِن لَم تَكُن طالَت سِنِيَّ فَإِنَّ لي / رَأيَ الكُهولِ وَنَجدَةَ الشُبّانِ
قِمنٌ بِما ساءَ الأَعادي مَوقِفي / وَالدَهرُ يَبرُزُ لي مَعَ الأَقرانِ
يَمضي الزَمانُ وَما ظَفِرتُ بِصاحِبٍ / إِلّا ظَفِرتُ بِصاحِبٍ خَوّانِ
يا دَهرُ خُنتَ مَعَ الأَصادِقِ خُلَّتي / وَغَدَرتَ بي في جُملَةِ الإِخوانِ
لَكِنَّ سَيفَ الدَولَةِ المَولى الَّذي / لَم أَنسَهُ وَأَراهُ لايَنساني
أَيُضيعُني مَن لَم يَزَل لِيَ حافِظاً / كَرَماً وَيَخفِضُني الَّذي أَعلاني
خِدنُ الوَفاءِ وَلا وَفِيٌّ غَيرَهُ / يَرضى أُعاني ضيقَ حالَةِ عانِ
إِنّي أَغارُ عَلى مَكانِيَ أَن أَرى / فيهِ رِجالاً لا تَسُدُّ مَكاني
أَو أَن تَكونَ وَقيعَةٌ أَو غارَةٌ / مالي بِها أَثَرٌ مَعَ الفِتيانِ
سَيفَ الهُدى مِن حَدِّ سَيفِكَ يُرتَجى / يَومٌ يُذِلُّ الكُفرَ لِلإيمانِ
هَذي الجُيوشُ تَجيشُ نَحوَ بِلادِكُم / مَحفوفَةً بِالكُفرِ وَالصُلبانِ
البَغيُ أَكثَرُ ماتُقِلُّ خُيولُهُم / وَالبَغيُ شَرُّ مُصاحِبِ الإِنسانِ
لَيسوا يَنونَ فَلا تَنوا في أَمرِكُم / لا يَنهَضُ الواني لِغَيرِ الواني
غَضَباً لِدينِ اللَهِ أَن لاتَغضَبوا / لَم يَشتَهِر في نَصرِهِ سَيفانِ
حَتّى كَأَنَّ الوَحيَ فيكُم مَنزِلٌ / وَلَكُم تُخَصُّ فَضائِلُ القُرآنِ
قَد أَغضَبوكُم فَاِغضَبوا وَتَأَهَّبوا / لِلحَربِ أُهبَةَ ثائِرٍ غَضبانِ
فَبَنو كِلابٍ وَهيَ قُلٌّ أُغضِبَت / فَدَهَت قَبائِلُ مُسهِرِ بنِ قَنانِ
وَبَنو عُبادٍ حينَ أُحرِجَ حارِثٌ / جَرّوا التَخالُفَ في بَني شَيبانِ
خَلّوا عَدِيّاً وَهوَ صاحِبُ ثَأرِهِم / كَرَماً وَنالوا الثَأرَ بِاِبنِ أَبانِ
وَالمُسلِمونَ بِشاطِئِ اليَرموكِ لَم / ما أُحرِجوا عَطَفوا عَلى هامانِ
وَحُماةُ هاشِمَ حينَ أُحرِجَ صَدرُها / جَرّوا البَلاءَ عَلى بَني مَروانِ
وَالتَغلِبِيّونَ اِحتَمَوا عَن مِثلِها / فَعَدَوا عَلى العادينَ بِالسُلّانِ
وَبَغى عَلى عَبسٍ حُذَيفَةَ فَاِشتَفَت / مِنهُ صَوارِمُهُم وَمِن ذُبيانِ
وَسَراةُ بَكرٍ بَعدَ ضيقٍ فَرَّقوا / جَمعَ الأَعاجِمِ عَن أَنو شِروانِ
أَبقَت لِبَكرٍ مَفخَراً وَسَمالَها / مِن دونِ قَومِهِما يَزيدُ وَهاني
المانِعينَ العَنقَفيرَ بِطَعنِهِم / وَالثائِرينَ بِمَقتَلِ النُعمانِ
وَإِنّي لَأَنوي هَجرُهُ فَيَرُدُّني
وَإِنّي لَأَنوي هَجرُهُ فَيَرُدُّني / هَوىً بَينَ أَثناءِ الضُلوعِ دَفينُ
فَيَغلُظُ قَلبي ساعَةً ثُمَّ أَنثَني / وَأَقسو عَلَيهِ تارَةً وَأَلينُ
وَقَد كانَ لي عَن وِدِّهِ كُلُّ مَذهَبٍ / وَلَكِنَّ مِثلي بِالإِخاءِ ضَنينُ
وَلا غَروَ أَن أَعنو لَهُ بَعدَ عِزَّةٍ / فَقَدرِيَ في عِزِّ الحَبيبِ يَهونُ
ماصاحِبي إِلّا الَّذي مِن بِشرِهِ
ماصاحِبي إِلّا الَّذي مِن بِشرِهِ / عُنوانُهُ في وَجهِهِ وَلِسانِهِ
كَم صاحِبٍ لَم أَغنَ عَن إِنصافِهِ / في عُسرِهِ وَغَنيتُ عَن إِحسانِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025