القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 11
الجيشُ يُملي نَصْرَهُ المَلَوانِ
الجيشُ يُملي نَصْرَهُ المَلَوانِ / فافتكْ بكلِّ مهنَّدٍ وسِنانِ
واجنبْ إلى الهيجاءِ كلَّ كتيبةٍ / واخفضْ إلى الهيجاءِ كلَّ عنان
وارجمْ شياطينَ الوغى بكواكبٍ / تمحو الضلالَ إذا التقى الجمعان
إن عسعستْ ظُلَمُ القَتام فما لها / إلاَّ طُلى الأعداءِ من قُربان
دلفوا كما دلفتْ أسودُ خفيّةٍ / والتفَّتِ الأقرانُ بالأقران
حتى إذا ما النقعُ أظلمَ أجفلوا / خوفَ انتقامكَ فيه كالظُّلمان
فرقوا لطيفك في المنام ففرَّقوا / بين الكرى المعهودِ والأجفان
ولقد تروعهمُ الكواكبُ هَبَّةً / لما حكين أَسِنَّةَ المرَّان
ولربَّما عطشوا فحلأَّهمْ عن ال / غُدُر اشتباهُ البيضِ بالغدران
أيّ الغوائلِ آمنوها بعدما / عركتْ كماتَهمُ رحى الميدان
خاضت دماءَهمُ السوابحُ فاستوتْ / منها عتاقُ الخيلِ في الألوان
والجوُّ يرفلُ في مُلاءِ قَساطلٍ / رفعتْ بها ظلا على الفرسان
والسيفُ دامى المضربين كجدولٍ / في ضفَّتيه شقائقُ النعمان
يقضي بيمنك دائماً منه على / يمناك ماضي الشفرتين يماني
أَلْبَسْتَ أعطاف الجيادِ لدى الوغى / حُلَلَ الدماءِ بمرهفٍ عريان
والمُلك محميُّ الذمارِ محجَّبٌ / فالمُنْتَضى ومن انتضى سيفان
وعجاجةٍ كالليلِ إلاَّ أنها / ينقضُّ فيها نجمُ كلِّ سنان
نشأتْ كما نشأتْ سحابةُ عارضٍ / يتلوه غيمٌ وَدْقُهُ مُتَدان
وبدتْ صواديها فقلتُ بوارقٌ / لمَّا اختطفنَ الهامَ باللمعان
زاحمتَها والشهبُ دهمٌ والقنا / متقصفٌ والموت أحمر قاني
في جحفلٍ ملء الملا شَرِقَتْ به / شُمُّ الربى وسباسبُ الغيطان
آجامُ أَشْبُلِهِ القضابُ من القنا / ويروجُ أنجمِهِ من الخرصان
ما أن تني الخضراءُ في رَهَجٍ به / يسمو ولا الغبراءُ في رَجَفَان
راياتُهُ والنصرُ معقود بها / كقلوب أهلِ الشركِ في الخفقان
وجنوده كالأُسدِ مألفُها الشرى / والصافناتُ الجردُ كالعقبان
تمشي الونى تحت الفوارس في الوغى / متبختراتٍ مِشْيَةَ النَّشْوان
تطأُ الجماجمَ تحتهمْ فكأنما / قد أَنعلوا بالهامِ كلَّ حصان
بيضٌ يرونَ البيضَ أو سُمْرَ القنا / أَوْلَى من الأرواح والأبدان
لا تَثْبُتُ الأقدامُ عند لقائهمْ / ولو أنَّهم حُملوا على ثهلان
وإذا المنايا استحوذتْ فمناهمُ / بيعُ النفوسِ بكلِّ سوق طعان
يا أيها الملكُ الذي هنديُّهُ / يومَ الطِّعان كشعلة النيران
كم جبتَ فيه بعزمةٍ أرضَ العدا / فتركتها قفراً بلا عمران
وهدمتَ من بِيَعٍ لهم وكنائسٍ / وكسرتَ من صُلُبٍ ومن أوثان
وجررتَ أذيال الكتائبِ رافلاً / بين الصوارمِ والقنا الريَّان
فالدينُ موقوفٌ عليكَ رجاؤُهُ / أَنْ يُسْتباحَ الشركُ بالإيمانن
ما لاحَ في الهيجاءِ نجمُ مُثَقَّفٍ / وهلالُ كلِّ حنيَّةٍ مِرْنان
خليليَّ ما لي كلما هبَّ بارقٌ
خليليَّ ما لي كلما هبَّ بارقٌ / جَرَتْ عَبَرَاتُ العينِ سَحَّاً وتَهْتانا
فمن مقلةٍ عبرى تصوبُ صبابةً / ومن كبدٍ حرَّى تُكابِدُ أَحزانا
وما ذاك إلا أنني جدُّ هائمٍ / أَروحُ وأغدو دون صهباءَ نشوانا
تذكرتُ مملوكاً على شَحَطِ النَّوى / فهاجَ شجىً بالمستهامِ وأَشجانا
وما أنا إلا مِلْكُ مملوكي الذي / جَفا النومُ عني مذ تباعد أجفانا
أساءَ ولكنِّي أقولُ علاقةً / جزى اللهُ ذاك الظَبي عنِّيَ إحسانا
لي سَكَنٌ شَطَّتْ به غُرْبَةٌ
لي سَكَنٌ شَطَّتْ به غُرْبَةٌ / جادتْ لها عينايَ بالمُزْنِ
ما حَسُنَ الصبحُ ولا راقني / بياضُهُ مذ بانَ في الظَّعن
كأنما الصُّبْحُ لنا بعدَهُ / عينٌ قد ابْيَضَّتْ من الحزن
طُرَّةُ ليلٍ فوقَ صُبْحٍ مُبينْ
طُرَّةُ ليلٍ فوقَ صُبْحٍ مُبينْ / أم حَلَكُ اللَّمةِ فوقَ الجبينْ
وابِأبي مَنْ أرتضي حُكْمَهُ / في مُهْجَتي وهو من الظالمين
أَغْيَدُ في وَجْنَتِهِ رَوْضَةٌ / يجري بها ماءُ الشباب المعين
قلتُ وقد أقبل يختالُ في / بُرْدَتِهِ يَسْبِي نُهى الناظرين
هذا هو البدرُ وغصنُ النَّقا / فلا تكنْ فيه من الممترين
عُلِّقْتُهُ أحوى حَوى بهجةً / تَمَثَّلَ السحرُ بها في العيون
مطرَّزُ الخدِّ بماءِ الصِّبا / ناهيكَ مِنْ وردٍ ومن ياسمين
أطعتُ فيه نَزَعَات الهوى / ولم أزلْ أعصي به العاذلين
وصنتُ نفسي عن هوى غيرِهِ / من روضِ خَدَّيْهِ بوشيٍ مَصون
ولو سِوَى مَنْظَرِهِ راقني / لألاؤُهُ كنتُ من الخاسرين
يا غُصُناً أزرى بِسُمْرِ القنا / وشادناً أودى بأُسْدِ العرين
طلعتَ منْ قَوْمِكَ في أنجمٍ / أَوْضَحَتِ الظلماءَ للمدلجين
أمسيتَ فيهم قمراً زاهراً / يُعشي سناهُ أعينَ الناظرين
يا لَهَنا المجدِ الذي حُزْتهُ / إنَّكَ منهُ في أي مكانٍ مكين
وليهنأ النبلُ سماتٍ بدت / عليك من فهمك للسامعين
ما لمحيَّاك يروقُ الضحى / وما لأعطافكَ تَسْبي الغصون
هل أنتَ إلا قِبْلَةٌ للورى / قد وقعوا طُرَّاً لها ساجدين
أبا الوليد انتضِ سيفَ الهوى / واخضبْ ظُباه بدما العاشقين
قد نمَّق الحسادُ في وصلنا / زخارفَ الخالين والحاسدين
راموا انقلابَ الودِّ فلْترْمِهِمْ / بردهم ينقلبوا صاغرين
تَطَلَّعَ مثلَ البدرِ في غَسَقِ الدجى
تَطَلَّعَ مثلَ البدرِ في غَسَقِ الدجى / فحنَّتْ قلوبٌ حائماتٌ وأجفان
تودُّ سويدا الوالهين لو انها / إذا ما بدا في صحنِ خَدَّيْهِ خيلان
وأغرَّ مصقولِ الأديمِ تخالُهُ
وأغرَّ مصقولِ الأديمِ تخالُهُ / بَرْقَاً إذا جَمَعَ العتاقَ رهانُ
يطأ الثرى متبختراً فكأنَّه / من لحظِهِ في متنه نشوان
فكأنَّ بدرَ التِّمِّ فوقَ سَراته / حُسْناً وبين جفونِهِ كيوان
يا عالمَ السِّرِّ منِّي
يا عالمَ السِّرِّ منِّي / اصْفَحْ بفضلكَ عنِّي
مَنَّيْتُ نفسي بعفوٍ / مولايَ منكَ ومني
وكان ظنِّي جميلاً / فكنْ إذاً عندَ ظني
وساق يحثُّ الكاسَ وَهْيَ كأنما
وساق يحثُّ الكاسَ وَهْيَ كأنما / تلألأ منها مثلُ ضوءِ جبينهِ
سقاني بها صِرْفَ الحميَّا عشيَّةً / وثنَّى بأُخْرى من رحيقِ جفونه
هضيم الحشا ذو وجنةٍ عَنْدَمِيَّةٍ / تريكَ قِطافَ الوردِ في غير حينه
فأشْرَبُ منْ يُمناهُ ما فوقَ خدِّهِ / وألثُمُ من خَدَّيْهِ ما في يمينه
وغزالين دنا وَصْلُهُما
وغزالين دنا وَصْلُهُما / بعد ما كانَ قصيَّاً غيرَ دانِ
وَصَلا حَبْلَ ودادي فهما / عنْ يميني وشمالي ختلان
يا طائرَ البانِ إنْ آنَسْتَ مُؤْتَمناً
يا طائرَ البانِ إنْ آنَسْتَ مُؤْتَمناً / سرَّ الغرام فلا يعلمْ به البانُ
إنَّ الأوانسَ أغصانٌ مهيمنةٌ / وقد أغارَ على الأغصانِ أغصان
شجوي وشجوُكَ مقرونان في قَرَنٍ / إلا جفوني لها سحٌّ وتهتان
أبكي العقيقَ وأياماً به سَلَفَتْ / سَقَى العقيقَ مُلِثُّ الودقِ حَنَّان
فكلما زادَ دمعي زادني عطشاً / فالقلبُ ظام وجفنُ العين ريَّان
ألا عظةٌ إنَّ الزمانَ خؤونُ
ألا عظةٌ إنَّ الزمانَ خؤونُ / وإنَّ ملمَّاتِ الزمانِ فنونُ
لقد آن أن تُجلى الخطوبُ عن العمى / وتُلْفى شكوكٌ للمنى وظنون
فكم قد مَضَتْ من أُمَّةٍ إثْرَ أُمَّةٍ / وقَرْنٌ يليه بعد ذاك قرون
وقد أبصرَتْ عيني وأَصغتْ مسامعي / لو انَّ صفاةً للفؤادِ تلين
فلم أرَ إلاَّ وافداً قد تحللت / عُرى رَحْلِهِ حتَّى يُقالَ ظعين
ولا غابراً إلا على إثْرِ سالفٍ / أَوائِلُهُمْ للآخرينَ رُهون
ولا فرحاً إلا وأَعقبَ يَوْمَهُ / من الدهر نَوْحٌ دائمٌ وشجون
فَبُؤْسَى لصرفِ الدهر كم مرَّ عنده / تراثٌ لنا لا ينقضي وديون
وقد كان يُنْبي عن نصيحةِ مُشْفقٍ / علينا ولكنَّ النصيحَ ظنين
وبالأمسِ قد رُوِّعتُ ملءَ جوانحي / بنعيٍ يَسُدُّ الأفْقَ منه طنين
أتاني فلم يُمْهِلْ لأفزعَ عنده / إلى كذبٍ حتى استفاضَ يقين
ووافى كمثلِ الصبحِ عُرْيان كلَّما / تُكذِّبه عينُ البصيرِ يَبين
فيا حسرتا أن مالَ للبين والنوى / وأقفرَ من ليثِ المجالِ عرين
وصوَّحَ غصنٌ من ذرى المجدِ ناضرٌ / وأَقوى من القصرِ الرفيع مكين
فما للرُّبى لا جادها بارقُ الحيا / ترفُّ أزاهيرٌ لها وغصون
وما للجبالِ الصمِّ لم تنصدعْ أَسىً / وللزهرِ خَفْقٌ بَعْدَهُ وسكون
وما للظُّبا لم تنبُ منها مضاربٌ / وللسمرِ لم تُقْصَفْ لهنَّ متون
كذا يُكْسَفُ البدرُ المنيرُ متمماً / كذا يَعْقُبُ الصبحَ المنيرَ دُجون
كذا يُسْتَضامُ المجدُ وهو مؤثَّلٌ / كذا يُسْتَخَفُّ الطَّوْدُ وهو رصين
كذا يذهبُ الجود الحَلالُ وترتمي / نوىً بالسجايا العاطراتِ شَطونُ
كأن لم تكنْ تلك الصوارمُ والقنا / بطاعتِهِ يومَ الهياجِ تدين
كأنْ لم يكنْ للدهرِ عِلْقَ مَضِنَّةٍ / تَحَلَّى به أيامُهُ فيَزين
كأنْ لك يكنْ في رمحِهِ وسنانِهِ / منايا العدا تدنو به وتحين
أما خجلتْ من كرِّهِ وجِلادِه / فوارسُ كَفَّتْ عنه وهي صُفُون
ألم تكترثْ للمجدِ والجودِ والعلا / صوارمُ ما اهتزَّتْ بهنَّ يمين
وقد كان بالسمر الذوابلِ في الوغى / مصوناً كما صانَ العيون جفونُ
فهلاَّ وقد خاضَ المكارةَ لُجَّةً / وقاهُ من الجُرْدِ العِتاقِ صَفين
وإذ كان لا يهوى الفرار من الردى / حماهُ من المجدِ الأثيلِ مكين
وهلاَّ به ضنَّ الزمانُ فإنَّه / على أنْ يرينا مثلَهُ لضنيني
فإن يكُ قد ولَّى حميداً فإنما / له اللهُ بالذخرِ الجسيمِ ضمين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025