المجموع : 41
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ / أَبْدَيْتَ يا دَهْرُ ما تُخْفِي مِنَ الضَّعَن
هَبْهُمْ طوَوْا بينَ أَثناءِ الدُّنُوِّ نَوىً / أَلَمْ يَبِنْ لَكَ أَنَّ الودَّ لم يَبِنِ
وما يَضُرُّ ولِلأَرواحِ مُجْتَمَعٌ / تفريقُهُمْ بَدَناً في الحُبِّ عن بَدَنِ
أَشكو إِلى اللهِ شكوى تقتضي فَرَجاً / نَوًى تَرَدَّدُ بين العَيْن والأُذُنِ
سَكَّنْتُ فيه حِراكِي إِذ عَدِمْتُ قُوًى / وما سَكَنْتُ لأَنِّي فُزْتُ بالسَّكَنِ
في كلّ يومٍ يُرِيني صاحِبٌ مِحَناً / الحَمْدُ للِه لا أَخْلُو من المِحَنِ
هل عادَ قلبِيَ بِرْجاساً تُقَارِضُه / نَبْلُ النَّوائبِ عن إِنْبَاضَةِ الزَّمَنِ
أَمْ غَرَّ مِنَّي الليالِي أَنَّها جَذَبَتْ / بِمِقْوَدِي فَرَأَتْنِي طَيَّعَ الرَّسَنِ
هيهاتَ يمنعها عزمٌ تَعَوَّدَ أَنْ / يُمْطِي إِلى اللينِ ظهْرَ المَرْكَبِ الخَشِنِ
يهيمُ بالنَّجمِ لا السَّارِي على قَدَحٍ / ويَعْشَقُ البَدْرَ لا السَّارِي على غُصنِ
ويَجْتَنِي ثمراتِ العِزِّ يانِعَةً / في مَغْرِسِ الحَرْبِ من مُنْآدةِ اللُّدُنِ
طوراً تراهُ على هَوْجَاءَ ضارمَةٍ / طوراً وَيَعْدُو بأَعلَى سابِقٍ أَرِنِ
تحاولُ الحالُ منهُ ذُلُّ جانِبِهِ / والعِزُّ شَىْءٌ تَغَذَّاهُ مع اللَّبَنِ
إِنْ كانَ كالَّنبْعِ عُرْيَاناً بلا ثَمَرٍ / فمثلُهُ هُوَ طَلاَّعٌ عَلَى القُنَنِ
وقد أَساءَ إِلَيْهِ الدهرُ مجتهداً / حتى دَعَا فأَجِبْهُ يا أَبا الحَسَنِ
أَوْرِدْهُ عندَكَ عّذْبَ الماءِ سَلْسَلَهُ / واحْرُسْهُ بالوُدِّ عن تكديرِهِ الأَسنِ
وقد أَقامَكَ رَبًّا لا شريكَ لَهُ / وما أَظُنُّكَ تثنيهِ إِلى الوَثَنِ
يخونُه اللُّه في سَمْع وفي بَصَرٍ / إِنْ كانَ خانَكَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ
يهواكَ للدِّينِ والدنيا فأَنْتَ له / نعم المُقَرِّبُ من عَدْنٍ ومن عَدَنِ
ملكْتَهُ بأَيادِيكَ التي سَلَفَتْ / فأَضْعَفَتْهُ بما أَضْعَفْتَ في الثَّمَنِ
فاجْذِبْ بكفِّكَ منه غير مُطَّرَحٍ / وانظُرْ بعينيكَ فيه غَيْرَ مُمْتَهَنِ
ولا تَظُنَّ به ما لَيْسَ يعرِفُه / فَظَنُّ رَبِّكَ مرفوعٌ عَنِ الظَّنَنِ
الناسُ في العَيْنِ أَشخاصٌ لها شَبَهٌ / والعَقْلُ يَفْرِقُ بين النَّفْخِ والسِّمَنِ
عُذْرِي لمجدِكَ أَني غَيْرُ مُتَّهَمٍ / فإِنْ شَكَكْتَ على الإِيمانِ فامْتَحِنِ
عاهَدْتُ فيكَ ضَمِيرِي عَهْدَ ذِي ثِقَةٍ / لو نازَعَتْهُ المَنَايَا فيهِ لم يَخُنِ
رَفَعْتُ كفِّيَ أَستجديكَ مغفرةً / فاسمَحْ بها يا شقيقَ العارِضِ الهَتنِ
وما هززتُكَ إلا بعد مخبرةٍ / بأَنَّ كفِّيَ هَزَّتْ نَبْعَةَ اليَمَنِ
وما أَظُنُّكَ تَنْسَى كّلَّ سائِرَةٍ / مُقِيمَةٍ غَرَّبَتْ لِلْحُسْنِ في الوطَنِ
حَبَّرْتُهَا فيكَ والأَلفَاظُ هاجِعَةٌ / فَنَابَ ذِكْرُكِ لِي فيها عن الْوَسَنِ
أَوْضَحْتَ مَنْهَجَها إِذْ كُنْتَ غايَتَهُ / فّضَلَّ مَنْ ضَلَّ واسْتَوْلَتْ عَلَى السُّنَنِ
وقارَنَتْ مِنْكَ معروفًا بمَعْرِفَةٍ / ولم تَزَلْ تقرِنُ الإِحْسانَ بالْحَسَنِ
من ماهر فاضلٍ علاَّمَةٍ لَسِنٍ / في ماهرٍ فاضلٍ علامةٍ لَسِنِ
يقولُ سامِعُهَا مِمَّا يُدَاخِلُهُ / مَنْ ذَا الَّذِي قالَها أَو حُبِّرَتْ لِمَنِ
كانَ لَكَ اللُّه يا أَبا الحَسَنِ
كانَ لَكَ اللُّه يا أَبا الحَسَنِ / مُنَجِّياً من طوارِقِ الفِتنِ
أَنتَ بآلائِكَ التي شَرُفَتْ / أَصْبَحْتَ عن سائر المديح غَنِي
أَبوكَ قد حازَ كّلَّ مَكْرُمَةٍ / وأَنتَ من بعدِهِ على السَّنَنِ
يا ابْنَ خُلَيْفٍ ويا أَجَلَّ فَتًى / مثالُه في الزمانِ لم يَكُنِ
إِني بصرفِ الزَّمانِ مُمْتَحَنٌ / كذلك الحُرُّ مَعْدِنُ المِحَنِ
وقد أَتاني الرسولُ يُخْبِرُنِي / أَنْكَ تبغِي الكتابَ غَيْرَ وَنِي
ولي أَمورٌ تعوقُنِي فإذا / أَنصفْتَ فاصْبِرْ فالوَقْتُ لم يَحِنِ
من وَرَقٍ راشِحٍ يلوحُ به / أَحْلَكْ حِبْرٍ يكونُ كَالقُطُنِ
وكُلَّ يَوْمٍ أَقُولُ أُنْجِزُهُ / ونائباتُ الزَّمانِ تَصْرِفُني
فاقْبَلْ معاذِيرَ خادِمٍ كَلِفٍ / في سِرِّه مادحٍ وفي العَلَنِ
واحكُمْ بما ترتضِيهِ فَهْوَ إِذا / رضيتَ عنه رِضاً عن الزمنِ
بَحْرُ القريضِ تلاطَمَتْ أَمْواجُهُ
بَحْرُ القريضِ تلاطَمَتْ أَمْواجُهُ / وطَمَتْ فَمَا لِخِضَمِّها عِبْران
وأَرى الفصاحَةَ جانَبَتْ أَعْرَابَنَا / حَدًّا فكيفَ تصِحُّ من عِبْراني
بقيتَ في الَّعْدِ موصولاً مدى الزَّمَنِ
بقيتَ في الَّعْدِ موصولاً مدى الزَّمَنِ / ودُمْتَ للمجدِ أَهلاً يا أَبا الحَسَنِ
ولا بَرِحْتَ سعيد الجَدِّ مُتَّصلاًّ / بما يَسُرُّ من الأَوطارِ في الوَطَنِ
ولْيَهْنِكَ الشمسُ يا بَدْرَ الكمالِ فَقَدْ / تَأَلَّقَ المجدُ من نُوَرَيْكُما الحَسَنِ
للّه يَوْمُ سرورٍ قد جَلَوْتَ بِهِ / على الورى غُرَّةً في أَوْجُهِ الزَّمَنِ
يومٌ تأَرَّجَ جَنْبَ الرْيحِ من طَرَبٍ / بِنَشْرِهِ وتَغَنَّى الطيرُ في الغُصُنِ
هل مثلُ خلقِكَ زَهْرُ الروضِ مبتسماً / أَو مثلُ جودِكَ جُودُ العارِضِ الهَتِنِ
أَصبَحْتَ يا بْنَ خُلَيْفٍ خَيْرَ من قَصَدَتْ / نوالَهُ الناسُ من قَيْسٍ ومن يَمَنِ
وَقَفْتُ منكَ على عَدْنٍ فزِدْتُ على / من راحَ يطلبُ فضلَ الطِّيبِ في عَدَنِ
وشمتُ منك نُجُومَ اليُمْنِ طالعةً / فلم أُعرَّجْ على ما قيل في اليَمَنِ
يا بْنَ الأَكارِمِ تَنْمِيهِمْ إِلى يَمَنٍ / فضائلٌ قُرِنَتْ بالعِزِّ واليُمُنِ
وعَزْمَةٍ قد جَرَتْ في أَصلِ مجدِهِمُ / على التعاقُبِ مَجْرَى الرّوحِ في البَدَنِ
وما جُذامٌ سوى أُسْدٍ براثِنُها / يفنى بهنَّ أَديمُ الهمِّ والحَزَنِ
هُمُ حماةُ عَدِيٍّ في شدائِدِها / وهم أُولُو الحِلْمِ وقتَ الحِلْمِ والضَّغَنِ
وحسبُهُمْ أَنَّ منهمْ حين تنسبُهُمْ / بني خُلَيْفٍ سَرَاةَ الأَمْنِ والمِنَنِ
قومٌ هُمُ البيتُ بيتُ الفضلِ مشتهراً / فطُفْ بِهِ واستَجِرْ إِنْ طُفْتَ بالرُّكُنِ
ومِنْ أَبِيهِمْ أَفادُوا كُلَّ مَكْرُمَةٍ / فهُمْ إِلى المجدِ قد ساروا على السَّنَنِ
يُرِيكَ من وَجْهِهِ الأَسْنَى ومنطِقِهِ / محاسِناً هي مِلْءُ العَيْنِ والأُذُنِ
ولابسٍ ثَوْبَ عِرْضٍ قد ضَفَا وَصَفَا / فليسَ تبصُر فيه العينُ من دَرَنِ
إِنْ لم يكُنْ هو أَهْلَ الفضلِ أَجْمَعِهِ / والمكرماتِ على أَجناسِها فَمَنِ
لا زالَ في عِيشةٍ خضراءَ ناضرةٍ / ما رجَّعَ الطيرُ تغريداً على فَنَنِ
أَحلى على الفمِ من شُهْدِ المُنَى وعلى / إِنسانِ عينِ أَخِي السَّلْوَى منَ الوًَسَنِ
حتى كأَنَّ الدَّهْرَ حَيَّرني به
حتى كأَنَّ الدَّهْرَ حَيَّرني به / في مثلِ ما أَهواهُ أَو منَّاني
فطلبتُ فوق مُنايَ لا ستعجازِهِ / فأَتى بمعجِزَةٍ مِنَ المَنَّانِ
أَنا مُمْتَطى بَدْرٍ وليث صَوَّرا
أَنا مُمْتَطى بَدْرٍ وليث صَوَّرا / شخصاً زَهَا الدُّنيا بِهِ وَالدِّينِ
فأجِلْ لِحَاظَكَ فيَّ تَنْظُرْ آلَةً / جَمَعَتْ محاسِنَ هالَةٍ وعَرِينِ
غِناءُ حَمَامٍ في معاطِفِ بانِ
غِناءُ حَمَامٍ في معاطِفِ بانِ / إِلى مَذْهَبِ الحُبِّ القديمِ ثَنَانِي
تَغنَّى فأَعطافُ الغصونِ رَوَاقِصٌ / وأَحداقُ أَزهارِ الرِّياضِ رواني
فَذَكَّرَنِي شَرْخَ الشَّبابِ فمَدْمعِي / سَفوحٌ وقَلْبِي دائِمُ الخَفَقَانِ
ولمَّا دعَا داعِي النَّوى حَمِّلُوا غَدًا / رفعتُ بصَوْتِي لاتَ حينَ أَوانِ
وقلتُ لحادِيهِمْ ودَمْعِي كَاَنَّهُ / على صَفْحَتَيْ خَدِّي نَثيرُ جُمَانِ
أَمِلْ أَيُّها الحادِي عِنانَ مَطِيِّهمْ / فقد مَيَّلوا نحوَ الغرامِ عِناني
وقُلْ قد سقاهُ البَيْنُ كَأْساً مَريرةً / فَقَدْ والذي يُدْنِي المَزَارَ سَقَانِي
وسَلْ ظَبْيةَ الخِدْرِ المُمَنَّعِ عَلَّها / تَطَلَّعُ من أَحْدَاجِها فَتَرانِي
فوا حزَنا حتَّى متى أَنا ذاكِرٌ / لِفَرْطِ غَرَامِي مَنْ نَأَى وَجَفَاني
أَلا ليت شِعري هل شجا من أُحِبُّهُ / من البينِ ما قد شَفَّنِي وشجاني
وهل ذاكِرِي من لا تزالُ لذكرِهِ / عَلوقٌ بقلبي دائماً ولِساني
ومن عجَب أَنْ عِشْتُ بَعْدَ فِراقِهِ / وما كنتُ جَلْدَ القَلْبِ لِلْحَدَثانِ
يُمَثِّلُهُ فَرْطُ الغرامِ لناظِرِي / وإِنْ نَزَحَتْ دارٌ بكُلِّ مكانِ
قِفِي يا أُمَيْمَ اليومَ أَشْكُو لكِ الذي / بُلِيتُ به من دونِ أَهْلِ زماني
تَحَمَّلَتِ الأَيامُ فَيَّ فآهُ مِنْ / تَسَهُّدِ طَرْفي واخْتِفَاقِ جَنَاني
فما وَجْدُُ ذِي أَسْرٍ بأَرْضٍ قَصِيَّةٍ / يُبَدَّلُها من أَرْبُعِ ومَغَانِ
تُصَعِّدُ أَنْفاساً حِراراً وتنثَنِي / فتُرْسِلُ دَمْعاً دائِمَ الهَمَلانِ
ولا حائماتٍ طالَ بالماءِ عَهْدُها / إِلى خَصِرٍ عَذْبِ البَرُودِ رَوَاني
أَقامَتْ عليه ليلةً بَعْدَ ليلةٍ / مُحَلاَّةً والطَّيْرُ منه دَوَاني
بأَعْظَمَ مني فَرْطَ وَجْدٍ وعِلَّةٍ / لَمَا شَفَّنِي من طارِقِ الحَدَثانِ
لَبَدَّلَ خَوْفِي الحافِظُ بْنُ مُحَمَّدٍ / بِرَغْمِ الأَعادِي مُسْرِعاً بِأَمانِ
تغطيْتُ عن دَهْرِي بِظِلِّ جَنَاحِهِ / فَعَيْنِي تَرَى دَهْرِي ولَيْسَ يرَاني
إِمامٌ براهُ اللُّه من طِينَةِ العُلاَ / فَنَافَسَنِي في مَدْحِهِ الثَّقَلانِ
له قَلَمٌ أَمْضَى من السَّيْفِ مَضْرِبًا / به لَمْ يَعِشْ في العِزِّ غَيْرَ مُهانِ
هوَ الرُّمْحُ إِلا أَنَّه مُتَقَسَّمٌ / ليومِ نَدًى يُرْجى ويَوْمِ طِعانِ
فسَلْ عَنْهُ أَنَّى شِئْتَ شرْقًا ومَغْرِبًا / فلا رَجُلانِ الآنَ يَخْتلِفانِ
أَبُثُكَ أَني في يَدِ الحب مُوثَقٌ
أَبُثُكَ أَني في يَدِ الحب مُوثَقٌ / فهل مُنْقِذٌ من ضاربٍ أَو مُطاعِنِ
وقد أَظهَرَتْ سِرِّي محاسِنُ أَغْيَدٍ / يديرُ على لحظِ الشَّجَى لَحْظَ كاهِنِ
وما جالَ جيشُ الحُبِّ إِلا استباحَنِي / فؤادي ولو أَصْبَحْتُ من آل مازِنِ
ومن أَعجَبِ الأَشياءِ أَحورُ فاتنٌ / ثناهُ الهوى مُغْرًى بأَحْوَرَ فاتِنِ
غَريرٌ إذا يَهْوَى غريرًا وشادِنٌ / من الإِنس مَتْبولُ الفؤادِ بشادنِ
أُدِيرَ عليه للهوى ما أَدارَهُ / وقِيدَ كما ينقاد طَوْعَ المُحاسِنِ
ولو كانَ للعُشَّاقِ في الحُبِّ مُنْصِفٌ / لَما مَلَكَتْهُ فيه راحَةُ غابِنِ
ناظِرُ الديوانِ يحتا
ناظِرُ الديوانِ يحتا / جُ لِنُورَيْ ناظرَيْنِ
نَهَب العَيْنَ وإِنْ كا / نَ بلا إِنْسانِ عَيْنِ
ودَعَوْنَاهُ أَشَلاً / فأَرانَا ذا اليَدَيْنِ
وطَلَبْنَاهُ من الجا / رِي على الرَّسْمِ بِدَيْنِ
فغَدا الأَرْعَنُ يختا / لُ ببُرْدَيْ ذِي رُعَيْنِ
ويَهُزُّ الرَّأْسَ حُمْقاً / هزَّ أَعطافِ الرُّدْينِي
فانْصَرَفْنَا عنهُ إِذْ هُزَّ / بِلاَ خَفَّيْ حُنَيْنِ
ما تَلَقَّيْتَ بالمضيرَةِ إِلا
ما تَلَقَّيْتَ بالمضيرَةِ إِلا / لِمَعَانٍ تَعافُهَا الأَلْوانُ
مخَضَتْ في العبيد / فَجَرَى من أَلْبَانُ
غيرَ أَنِّي وقَدْ نَصَحْتُكَ جُهْدِي / آنِفٌ أَنْ السُّودَانُ
العبيد سُودٌ غِلاظٌ / وَهْيَ لونٌ ما فيهِ باذِنْجَانُ
نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ
نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ / لما نَأَتْ بفؤادِهِ الأَظْعَانُ
ما زَال يُخْفِيه ويُظْهرُهُ البكا / حتى استوى الإِسرارُ والإِعلانُ
ولقد طوى صُحُفَ الصبابَةِ كاتِمًا / فَبَدَا لها من دمعِهِ عُنْوانُ
لا تعذُلِيه إِن جَرَتْ عَبَرَاتُه / فالبَيْنُ جارَ عليه والهِجْرانُ
سارُوا فَهَلاَّ زَوَّدُوهُ بنظرةٍ / منهمْ وقد تَتَلَفَّتُ الغِزلانُ
إِنْ كان يحْسُنُ عند سُكَّانِ الحِمى / قتلى فأَين الحُسْنُ والإِحسانُ
ما كنتُ أَعلَمُ قبل تشتيتِ النَّوى / أَنَّ الهوى يا صاحِبَيَّ هَوانُ
بانوا فأَشرَقَتِ البدورُ طوالِعاً / وسرى النسيمُ ومادَتِ الأَغصانُ
وعلى الرّكائِب غادةٌ سَمَحَتْ بها / عَدَنٌ ولم يشعًرْ بها رضْوانُ
لما ادَّعَتْ يبرينُ منها رِدْفَها / دانَتْ لِلِينِ قِوَامِها نَعْمَانُ
عَزَّتْ فهُنْتُ ومن بَلِيَّاتِ الهوى / أَنِّي أُعِزُّكِ دائماً وأَهانُ
وعَدَت شمائِلُها الشَّمالَ فكما / هَبَّتْ هَفَوْتُ كأَنني نَشْوانُ
وعَهِدْتُها طَوْعَ الهوى إِذْ منظري / نَضْرٌ وغصنُ شَبِيبَتِي ريَّانُ
أَيامَ أَسحبُ فضلَ ذَيْلِ صَبَابتي / تيهاً كما سُحِبَتْ لها أَردانُ
يا عَيْشُ إِنْ تُفْقَدْ فَحَشْوُ جوانِحي / نارٌ وفيضُ مدامِعي طُوفانُ
ولَّى الصِّبا ولأَحمدِ بنِ محمدٍ / مجدٌ تقاصَرَ دونَهُ كِيوانُ
حَبْرٌ لنا من راحتَيْهِ وعِلْمِهِ / غيثانِ كلٌّ منهما هتَّانُ
لَبسَتْ به الإِسكندريَّةُ بهجةً / فَعنَتْ لعزِّ جلالها بَغْدانُ
وتفاخَرَتْ رُتَبُ العلا شرفًا به / قُلْ كيف لا تتفاخَرُ البُلْدَانُ
ورَنَتْ إِليه عينُ كل رئاسةٍ / حُبًّا فكلٌّ مغرَمٌ هَيْمَانُ
ونضَا مُحَيَّاهُ الدياجيَ فازْدَهَتْ / تِيهًا بُغرَّةِ وجهه الأَزِمانُ
أَوَ ما ترى رَمَضَانَ أَقبلَ ضاحكاً / ومضَى قَرينَ تأَسُّفٍ شعبانُ
وإِذا أَحبَّ الله عبداً لم يَزَلْ / لِهَواهُ في كُلِّ القلوبِ مَكانُ
في كَفِّه ولسانِهِ وجنانِهِ / مَنٌّ وإِيمانٌ لنا وأَمانُ
وعلى رياضِ بَنَانِه وبيانِه / تتغايَرُ الأَبصارُ والآذانُ
ماذا أَقولُ وقد أَبانَ فضائلاً / جَلَّتْ فلم يَفْخَرْ بها إِنسانُ
إِن قلتُ مثلُ البدر بهجَةَ منظرٍ / فالبدرُ قد يُودِي به النُّقْصانُ
لو قلتُ تحكيه الغَمامُ سماحةً / فنوالُه طولَ المدى عِقْيانُ
يا حافِظَ الدينِ استمِعْ مَدْحاً بِهِ / شَدَتِ القِيانُ وسارَتِ الرُّكْبانُ
فَلأَنْتَ في وجهِ المكارِمِ مَبْسِمٌ / خَصِرٌ وفي عين العلا إِنسانُ
عوضتني من بعدِ هَوْنٍ عِزَّةً / والمرءُ يُكرم تارةً ويُهانُ
ولقد ينوِّلِنَي سواكَ وإِنما / ما كُلُّ مرعًى مُخْصِب سَعْدانُ
أَقْرَرْتُ أَنِّي عاجِزٌ عن شكر ما / أَوْليتَني ولوانَّني سَحْبانُ
لا أَشْرَبُ الرَّاحَ إِلاَّ
لا أَشْرَبُ الرَّاحَ إِلاَّ / ما بَيْنَ شادٍ وشادِنْ
وإِن فَنِيتُ فعندي / إِلى مَعَادٍ معادِنُ
قُمْ يا نديمِي فأَنْصِتْ / والليلُ داجٍ لِداجنْ
غَنَّى وناحَ فَنَزَّعْ / تُ ثوبَ خاشٍ مُخَاشِنْ
طاوِعْ على القَصْفِ والعَزْ / ف كُلَّ حاسٍ وحاسِنْ
وانهَضْ بطيشِكَ عن سِمْ / تِ ذي وَقَارٍ وقارِنْ
هاتِ الكُمَيْتَ وأَهلاً / منها بصَافٍ وصافِنْ
أَثُورُ من ذِي ومن ذا / بكُلِّ غابٍ بغابِنْ
وإَن رَمَتْني الليالي / يوماً بدَاهٍ أُدَاهِنْ
لِي في المَصِيفِ طَرِيقٌ
لِي في المَصِيفِ طَرِيقٌ / مأْمونَةُ الطرفَيْنِ
إِذا ارْتَمَى بِشرارِ السَّ / مومِ في الخافِقَيْنِ
أَطفأَته بَعتادٍ / من الأَميرِ حُسَيْنِ
وإِنْ تزايَدَ شيئاً / فماءُ رأْسِ العَيْنِ
بَعَثْتَ به حَنَانًا أَمْ جِنانا
بَعَثْتَ به حَنَانًا أَمْ جِنانا / وصُلْتَ بهِ لِسانًا أَم سِنانا
وقلَّدْتَ الطُّروسَ به كلاماً / يُفَصَّلُ في التَّرائِبِ أَم جُمَانا
قريضٌ زارَ بل روضٌ أَرِيضٌ / فآتانا المحاسِنَ إِذ أَتانا
نُعانِي أَو نعايِنُ منه لفظاً / مُعاناً بالبلاغة لا مُعانَى
يَروعُ وقد يروقُ فأَيُّ بِيضٍ / تَذَكِّرُنا القيونَ أَوِ القِيانا
قرأْنا من محاسِنِها فنوناً / وكِدْنا أَن نُسَمِّيهَا قُرَانا
شرائِعُ مُوجِباتٌ أَن تُدَانَا / بدائِعُ مانِعاتٌ أَنْ تُدانَى
فلو حَسَّانُ فازَ بها لَحلَّى / بجوهَرِها قلائِدَهُ الحِسانا
ولو رامَ ابْنُ هانِىٍءٍ اتِّصالاً / بصعب مَرَامِها يوماً لهانا
ولو أَنِّي أَطَقْتُ أَطَلْتُ قولي / فلم أَتْرُكْ فلاناً أَو فلانا
أَبا حَسَنٍ ملَكْتَ الحُسْنَ طُرًّا / فأَسْقِطْ شانِياً أَوْ فَاعْلُ شَانا
نَصَبْتَ على صِقِلِّيَةٍ لواءً / هَدَانا في دُجَى خطبٍ دَهانا
بدا عَلَمًا فكنتَ عليه نارًا / ولولا الحِلْمُ سَمَّيْتُ الدُّخانا
وكم رُزِقَ المكانَةَ من أُناسٍ / لَوِ اختيروا لما وَجَدوا مكانا
فديتُكَ من خليلِ لي خليلٍ / كُفيتُ به الزَّمانَةَ والزَّمانا
وقد شاهَدْتُ إِخوانًا ولكِنْ / هُمُ الإِخوانُ إِن نظروا الخِوانا
وكم من تَسْكُنُ الأَجفانُ منه / إِذا أَسكنته منك الجِفانا
أَبْلَيْتُ بَعْدَكَ في الأَنامِ ظُنوني
أَبْلَيْتُ بَعْدَكَ في الأَنامِ ظُنوني / فَظَفِرْتُ عندَهُمُ بكُلِّ ضنِين
وشدا لأَهلٍ دونَ أَهلِك راجِعاً / لولا يَقِيني في عُلاكَ يَقِيني
وخَرَجْتُ أَطوِي عن بَلَرْمَ صحيفةً / ما نُشِّرَتْ إِلا لكَيْ تطوِيني
فحَلَلْتُ ثِرْمَةَ وهي تصحيفُ اسْمِها / لولا حُسَيْنُ النَّدْبُ ذُو التحسينِ
في جحيثُ شبَّ الحَرُّ حَجْرَةَ قَيْظِهِ / وبقيت في مِقْلاَهُ كالمُقْلِينِ
وشربتُ ماءَ المُهْلِ قبلَ جَهَنَّمٍ / وشفَعْتُهُ بمطاعِمِ الغِسْلِينِ
حتى إِذا اسْتَفْرَغْتُ فيها طاقَتِي / ومَلأْتُ من أَسَفِي ضُلوعَ سفيني
أَجفَلْتُ عن جُلْفُوذَ إِجفالَ امْرِئٍ / بالدََيْنِ يُطْلَبُ ثَمَّ أَوْ بالدِّين
مَعَ أَنَّها بَلَدٌ أَشَمُّ يَحُفُّهُ / رَوضٌ يُشَمُّ فمن مُنىً وَمَنونِ
يُجري بأَعْيُنِنا عيونَ مياهِهِ / محفوفةً أَبداً بحُورٍ عِينِ
وتَرَكْتُها والنَّؤْءُ يُنْزِلُ رَاحِتي / عَنْ مالِ قارونٍ على قارونِ
وَجَعَلْتُ بَقْطِشَ عن لَبِيرِي جانباً / وركِبْتُ جُونَا كالدِّياجي الجونِ
كَيفَ الخلاصُ على مِلاصَ وسُورُها / من حيثُ دُرْتُ به يدور قريني
وجعلتُ أُنْشِدُ حيث أَنْشَد صاحبي / من ذا يُمَسِّينِي على مَسِّيني
فحلَلْتُها وَحَلَلْتُ عَقْدَ عزائمي / بَيدَيْ أَبِي السِّيدِ المبادرِ دوني
فأَقامَني تِسْعِينَ يوماً لم تَزَلْ / نفسي بها في عُقْدَةِ التسعينِ
بتخلُّفٍ لا يستَقِلُّ جناحُه / ولوِ اسْتَطارَ بريشَتَيْ جِبْرينِ
بَرْدٌ جَرَى في مَعْطِفَيْه وكَفِّهِ / وَكَلامِهِ وَعِجَانِهِ الَمْعجونِ
ثُم استقَلَّتْ بي على عِلاَّتِها / مجنونَةٌ سُحِبَتْ على مجنونِ
هَوْجَاءُ تُقْسِمُ والرياحُ تقودُها / بالنُّونِ أَنَّا من طعامِ النّونِ
حَتى إذا ما البحرُ أَبْدَتْهُ الصَّبا / ذا وجنَة بالموجِ ذاتِ غُصونِ
أَلقَتْ به النكباءُ راحةَ عابثٍ / قَلَبَتْ ظُهورَ مياهِهِ لِبطُونِ
وتكفلت سُرْقوسَةٌ بأَمانِنا / في ملجإٍ للخائفينَ أمِين
وَأَعادنا والبَرُّ أَوْطَأُ مَرْكِباً / بَحْرٌ صحِبْنَا ماءَهُ بالطِّينِ
وَأَتى كتابُكَ بِالمُثولِ فقادَني / بجميلِ رأْيٍ لم يَزَلْ يَحْدُوني
ولوِ اغْتَدَى بالصِّين رَبْعُكَ شاقَنِي / شوقي وفَرْطُ صبابَتي للصِّبن
من بعدِ ما أَغْضَتْ جفونُكَ مرة / عني وكِدْتَ لِقَوْلِهِ تَجْفُوني
وسعَى به الواشِي إليك فكادَ أَنْ / يَثْنِيك بالبُهْتانِ أَو يَثْنِيني
فركِبْتُ فوق مَطَا أَقبَّ مُضَمَّرٍ / في مُهْرَقِ البَيْداءِ مِثْلَ النُّونِ
لو لم يكُنْ هادِيهِ جِذْعاً مُشْرِقَّاً / ما كانَ من عِطْفَيْهِ كالعُرْجُونِ
وسَمَتْ حوافِرُهُ الفَلاَ بِأَهِلَّةٍ / هي من مَجَرِّ السُّمْرِ فوقَ غُصونِ
حَتى رَمَى رَحْلَ الربيبِ بعَزْمِةٍ / مَا قلتُ لِنْتِي لِي على لِنْتِينِ
وَعَلاَ عِقَابَّا لو عَلاَ بحَراكِه / فيها عُقابٌ باتَ رَهْنَ سُكونِ
وَسَما أَبُو ثَوْرٍ إِليه بقَلْعَةٍ / فِي رأْسِ أَشْمَطَ شامِخِ العِرْنينِ
خِلْتُ الصُّقورَ به الصُّفُونَ وهكذا / خَطَا صقورٍ سُطِّرَتْ وصُفُونِ
وانصاعَ فِي ذاتِ اليمينِ تَفَاؤُلاً / يَقْضِي له بالطَّائِرِ الميمونِ
ورمى بثَرْمَةَ دونه مُتَسَامِياً / لَبَلَرْمَ والأَعلَى خلافُ الدُّونِ
وأَقامَني أَرعى جبينَك ثانياً / فَسَجَدْتُ أُلْصِقُ بالترابِ جبيني
وَبَسَطْتُ كفِّي في خزائِنِكِ التي / ما باتَ فيها المالُ بالمخزونِ
وكذاكَ قيلَ المالُ ليس بِصَيِّنٍ / إلا لِعِرْضٍ لم يَكُنْ بمصونِ
وقضاءُ دَيْنِ الجُودِ أَنت إِمامُهُ / قالَ الصَّلاةُ هِي اقتضاءُ دُيوني
فلذا ترى شُكْرَ الغَنِيِّ مُؤَبَّداً / في راحَتَيْكَ بدعوةِ المسكينِ
يا مَالِئَ الدَّسْتِ الذي مُذْ حازَهُ / حَلَّوْهُ باسمَيْ هالَةٍ وعَرينِ
ومُقَلِّدَ الديوانِ والإِيوانِ من / أَوصافِهِ بالجوهرِ المكنونِ
حاشي خلالَكَ أَن تعودَ مطالِبي / عنه إِلَيَّ بصَفْقَةِ المغبونِ
وبذاكَ قد ضُمِنَ النجاحُ وإِنَّهُ / لَنَدَى يَدٍ وافَى بأَلْفِ ضمينِ
ولديكَ آمالي تَجُرُّ ذيولَها / في أَرضِ نُجْح أَو ثَرَى تمكينِ
فاشحَذْ لسانِي في صفاتِكَ إِنه / يُزْري بِحَدِّ المُرْهَفِ المسنونِ
فَمعِينُ فضلِكَ كلَّما أَورَدْتَني / يوماً مناهِلَه أَجلُّ مَعِينِ
ما لقلبي على فراقك صبرٌ
ما لقلبي على فراقك صبرٌ / لا ولو كان في حِمى رضوانِ
ملكٌ شاعرُ السماح تراه / وهو يُبدي لنا دقيقَ المعاني
خليليّ اتركا ما تعدُلاني
خليليّ اتركا ما تعدُلاني / عليه وانظُرا ظبياً سَباني
فإني مستهامٌ ذو اكتئاب / حليفُ الحزنِ مسلوب الأماني
برى جسمي ومالي منه روحٌ / به ربي تعالى قد حَباني
فرحي من شقائي في مكانٍ / وجسمي مثل روحي في مكانِ
ولما زادَ ما بي من هواهُ / وألبسَ مهجتي ثوبَ الهوانِ
وكدتُ أذوبُ من وجدي عليه / ويرحمُني لذلك من رآني
ويرثي لي العدوّ بظهر غيبٍ / رجعتُ الى الذي قِدْماً بَراني
وأكثرتُ الدعاءَ عسى بفضلٍ / ومنّ منه يصلحُ كلُّ شان
ويلهمُني رشادي فهو ربُّ / رؤوفٌ بالبريّة ذو امتنانِ
وقلتُ لرفقتي هل لي سلوٌّ / عن الحاظٍ عمْراً دهاني
فقالوا بالأجلّ الحبرِ تسلو / وصدرٍ ما له في العصر ثاني
إمامٌ حافظٌ علمٌ فقيهٌ / نبيهٌ ساد في كلِّ المعاني
له ذِكْرٌ علا فوق الثريا / وجاهٌ من ذوي الحاجاتِ داني
وجودٌ بالذي ملكَتْ يداهُ / لعافٍ قد أتاه وفكّ عانِ
وفي الآدابِ قد أضحى وحيداً / وفي علمِ الحديثِ فلا يُداني
وإن ألقى الدروس فلا يجارَى / فدعْ ذكرى فلانٍ أو فلانِ
يفسّرُ ما يقولُ بلا اكتراثٍ / بأفصح ما يكون من البيان
فمَنْ قسّ ومن سحبانُ أيضاً / متى ذكروه في نُطْقِ اللسانِ
ومن عَمرو بن بحرٍ أو سواهُ / لديه في التصانيفِ الحِسان
وفي نظمِ القريضِ فمَنْ حبيبٌ / وبشارُ بنُ بردٍ وابنُ هاني
ومَن قرأ العلوم عليه أضحى / كنتَسِبٍ الى عبدِ المَدانِ
لفضلٍ قد حكاهُ وصار فيه / سريع الردّ عند الامتحان
ومن والاه أُلْبسَ ثوبَ عز / وصار من الحوادث في أمان
ومن عاداهُ ذلّ بلا ارتيابٍ / وصار حليفَ خوفٍ وامتهانِ
فلا زال العلاءُ له قريناً / قريباً منه في كل الأوانِ
ويبقى ملجأً للناس طرّاً / وكهفاً للأقاصي والأداني
وعاش مهنّأً في كل عيدٍ / على رغم العدى طول الزمانِ
إن ابْنَ عَدْلانَ حاز بفطنته
إن ابْنَ عَدْلانَ حاز بفطنته / وِرِّثها عن دماغِ عَدْلانِهْ
فإنْ تشكَّكْتَ في الحديث إذاً / فانظُر إلى ليّها بأسنانِه
يا أيها الملِكُ الذي
يا أيها الملِكُ الذي / أضحَتْ ملوكُ الأرض دونَهْ
والمُعتَلى شرفاً يودّ / النجمُ جَهداً أن يكونَهْ
ولَياسرَ بن بلالٍ ال / مُختصُّ بالمِدَح المصونَه
حُزْتَ الكمالَ فردّ عن / كَ الله مقتدراً عُيونَهْ
مملوكُ خِدمتك الذي / أبكارَه أهدى وعونَه
قد جاءَه حفْصانِ من / مِصرٍ وآخرُ للمؤونَهْ
فامْنُنْ بأمرك لا عدم / نا كافَه أبداً ونونَهْ
أيها اللائم لُمْ غي
أيها اللائم لُمْ غي / ريَ فيما قد أتَينا
وأْمُرِ الطائعَ بالهَجْ / رِ فإنا قد أبَيْنا
هل تراني أقتضي من / قمَرٍ يُزهِرُ دَيْنا
أهيفِ القدّ غريرٍ / يُشبِهُ الغُصْنَ اللُجَيْنا
ذي عذارٍ قد مشى من / فوق خدّيْه الهُوينى
وجفونٍ ساحراتٍ / مذ رأيناها تَوينا
ما اقتضيْنا منه دَيناً / غيرَ أنّا قد قضَيْنا
وبلادٍ موحشاتٍ / مثلَها ما إن رأينا
قد شقَقْناها بعَوْجا / ءَ تَعدُّ الصّعْبَ هيْنا
والى الحافظِ تلك ال / أرضَ من شرقٍ طَوَينا
مَنْ له الفضلُ علينا / وله الحُسْنى لدَينا
من هو الثوري في النا / سِ إذا قال رَوَيْنا
والبخاريّ مع الصّد / قِ متى أمليَ علَيْنا
وابنُ إدريسَ لدى التد / ريسِ ما قال وعَيْنا
وإذا حدّ لنا أم / راً الى الأمرِ جرَيْنا
ومتى ما قد نَهى عن / هُ انتهَيْنا وارعَوَيْنا
أيها الصاحبُ قل لي / مثلُه في الأرض أيْنا
كفُّه بالمالِ حقاً / لا تقُلْ زوراً ومَيْنا
للبرايا انْبجسَتْ من / ه اثنَتا عشرةَ عَينا
حاطهُ الله تعالى / للورى كهفاً وزَيْنا
كي يرى في كل من يحْ / سُدُه عيباً وشَيْنا