القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 35
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان / فانشقَ قلبُ شَقائق النُّعمان
وَتَبَسَمَ الروضُ الأريضُ عن الرُّبى / بالأقحوان تبسُّمَ الجذلان
وأبانَت العجمُ الفصاحُ عن الجوى / والشّوق صَدْحاً في غصون البان
يا حبّذا وادي السّدير فإنْهُ / مأوى المها ومراتِعُ الغزلان
وادٍ يزورُ الطيرُ ناضرَ روضه / زمناً فَيُلهيه عن الأوطان
يا سَعدُ قد جاء الربيعُ وأَصَبَحتْ / تلكَ الجنانُ مواطِنَ الولدان
وغدا جليلُ الطير يهتُفُ بالضحى / بغرائب الأنغام والألحان
فاتَبعُه بالأوتار حساً مُطرباً / قلباً يَهُمُّ إليه بالطيران
من كُلِّ كرْكيّ تسامى صاعداً / كالمبتغي ذكراً لَدى كيوان
لَطَم السّحابَ جَنَاحهُ بمثاله / وأجابَ صَوْتَ الرّعد منه بثان
وإوَزُّهُ مِثلُ الخريدَة صَدْرُها / فَعْم وَجؤجُؤها بديعُ معانِ
خنساءُ واضحةُ الجبين صَباحَة / جيداءُ تنظرُ نَظْرَةَ النّشوانِ
تَمشي فَتَسُبرُ كلَّ روضٍ ناضِرٍ / رَعْياً بِمنقارِ مِنَ العُقيانِ
أو لَغْلَغ حَسَنُ الشّياة مُدَبّج / مثلَ العروس تُزَف ذا ألوانِ
وأنيسةٍ وشّى نَهارَ أديمِها / ليل نجومُ ظَلامه العينانِ
وألتّم ذو الحُسن الأتّم كيانُهُ / در ومن شيحٍ لَهُ رجلانِ
وتخالُ خالاً لاحَ في منقاره / من عَنْبَرٍ مُلِهي فؤاد العاني
وَِشُبَيْطرٍ ألِفَ الجبالَ تَرَفُّعاً / وَسَطَا بقوته على الثعبانِ
أو مثل كي للوَقار كأنّه / قاضٍ يُدينُ بُحكمه الخصمانِ
أو مثل غُرنوقٍ شريفٍ لم يَزَل / بِذؤابتيه مُشَرفَ الأقرانِ
والصّوغُ صِيغَ مِنَ الملاحَة كُلّها / فَلِذاكَ يُسبي ناظِرَ الإنسانِ
أو مثلُ عَنّازٍ يُريك مدارعاً / سواداً كمثل مدارع الرُّهبان
كالليل إلا أنَّ أبيضَ صَدره / صُبح تَشَعْشَعَ واضِحاً لِعيانِ
أو حُبْرُجٍ متَدرْعٍ نورَ الضُّحى / مصَفَرَّ لون مثل ذي اليَرَقانِ
أو مُرزمٍ قَدْ قَدَّ من شَفَق الدجى / ثوباً لَهُ كالورد أحمرَ قانِ
أو مثل نَسْرٍ قد تَسَرْبَلَ حُلةً / دكناءَ دونَ سُمُوَه النسرانِ
أو كالعُقاب أخي العقاب بمنسرٍ / وبمخلبٍ يُفري بِحَدِّ سِنانِ
طيرٌ غدا ملِك الطيور لأنه / زَنكُ المليك الصَالِح السُلطانِ
أعني فتى المنصور ذا النصر الذي / أردى الطغاة بذلة وَهَوانِ
قولوا لمولاي السّنيِّ
قولوا لمولاي السّنيِّ / المُحسِنِ المستحسن
مَنْ قالَ إنّكَ ماتني / أو أَنَّ عَبْدَكَ ما يَني
يَقولونَ الطّبيبُ أبو عَليٍّ
يَقولونَ الطّبيبُ أبو عَليٍّ / ببَذْل الجود مبسوطُ اليَدَين
فقلتُ علمتُ ذلكَ وهوَ سَمْح / يُضَيِّعُ كُلَّ يوم ألفَ عَين
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا / ن شَفَيتُ قَلْبيَ من زَماني
وَلَقُلْتُ قَولاً ليسَ يُنْ / كرُهُ فُلان في فُلان
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً / ولكنّهُ في علْمه فاسدُ الذِّهن
استره بالكفِّ خوفَ انطفائه / وآفتُه منْ طَفْئه كثرَةُ الدُّهن
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً / وأَنتَ بتحقيق الكلام قمينُ
إذا كانَ معنى اللام والميم واحداً / برأي تميمٍ فالمعينُ لعينُ
لنا صَديقٌ كيِّسٌ عاقلٌ
لنا صَديقٌ كيِّسٌ عاقلٌ / وإنّما في السُّكرِ يُبدي الجنونْ
أَقرَضَني سَكّاً ورام الوفا / فزاد ذاك السّكِّ ياءً ونونْ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ / ولا لكسرى كذا الإيوانُ إيوانُ
ذاتُ العمادِ تبدَّت في جَوانبهِ / بَلْ جَنّةُ الخُلْد والبّوابُ رضوانُ
إنْ غبتَ عنهُ فشخصٌ منكَ يملأُهُ / مهابةً يتّقيها الإنسُ والجانُ
صوَّرتَ جَيْشَكَ فيهِ مثلَ عادَتهِ / كأنّهم في ظهورِ الخيلِ سكانُ
لا يسأمونَ ركوبَ الخيلِ في طَلَبِ ال / أعداءِ يوماً ولا يُلهيهمُ شانُ
قد حَدَّقَتْ لامتثالِ الأمرِ أعيُنُهم / فَلَيْسَ تُطبِقُ مِنْهُمْ قَطُّ أَجفانُ
سُيوفهُم بدِماءِ الكفر قد رُوِيَتْ / سَفْكاً وَكُلٌّ إلى الهيجاءِ عَطْشانُ
كأَنّهُم في غِياضٍ من رِماحِهمُ / تحتَ البنودِ وَهُم حورٌ وولدانُ
صوَّرتُهم فإذا رُسْلُ الملوكِ رأوا / جَمالَهم فُتنوا والحسنُ فتّانُ
وأَطرقوا ثمَّ قالوا خفِّضوا وَقفوا / منها هُنا اليومَ للحيطانِ آذانُ
مثالُ ذا صَعدوا تلكَ المعاقلَ من / حيطانها وَهُمُ رَجلٌ وفُرسانُ
لولا الأمانُ لَداسَتْنا خُيولُهُمُ / واستَخطَفتنا منَ الحيطان عُقبانُ
وَقُبّةٌ هي للأَفلاكِ عاشرةٌ / وَدونَها في عُلُوِّ الشأنِ كَيْوانُ
كأنّها العالَمُ العُلويُّ تحرُسُها ال / أَملاكُ لَم يدنُ منها ثمَّ شَيْطانُ
عَلَتْ فأَفلاكُها الأفلاك في شَرَفٍ / وتبرُها الشُّهبُ والأرَكانُ أَركانُ
وأنتَ يا أَشرفَ الأَملاك شمسُ عُلا / شهابهُا وعلى ظَنّي سُلَيْمانُ
وَتَحْتَ دِهليزِكَ الزَاهي بزركشةٍ / من كلِّ ماتَتَمنى النّفسُ أَلوان
والجيشُ بالقَبقِ المنصورِ قد وَلعوا / بكُلِّ طائشة والقَوسُ مرنانُ
كأَنَهّا العَرضُ يومَ العرض إذ عُرضوا / عله صفّاً وللإعطاء ميزانُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ / وَجَمالُكُمْ فَهُوَ الجَمالُ الأحسَنُ
يا سادةً غَابوا فَماتَ تَصَبُّري / وبكيتُهمْ حتّى بكاني المسْكَنُ
لي فيكُمُ ظَبْيٌ ذَكَرتُ لِحُسْنهِ / عينَ الجِنانَ أحمُّ أحوى أعَينُ
بادٍ وَلكنْ في الضّميرِ مُحَجّبٌ / سَهْلٌ ولكنْ بالرِّماحِ مُحَصّنُ
حَلَفوا بأنَّ الوردَ زهرةُ خَدِّهِ / صَدَقَ الوشاةُ وَعارضاهُ سَوْسَنُ
متلون الميثاق لكن وجهه / بِسوى الحياءِ الطّلْقِ لا يتلوّنُ
في خَطِّ عارِضهِ وَنُقْطَةِ خالهِ / شَكلٌ يُصَادِرُ في الهوى وَيُبَرهنُ
رأَيتُ سراراً على رأسه
رأَيتُ سراراً على رأسه / عمامة دارَتْ على قَرنهِ
كأنّها مِنْ صُفْرَةٍ خَرْيةٌ / وَرُبّما سالَتْ على ذَقنهِ
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا / بِهِم إذَا جارَ الزَّمانُ أمانُ
لا تجَحدُ الأعداءُ ذاكَ أمانةً / فَلَنا على ما نَدَّعي البُرهانُ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ / ن ِوَما هَجَوْتُ أبا الحُسيْن
إنْ كُنتُ رُمتُ هِجاءَهُ / يوماً أراهُ بِفردِ عَيْنِ
أَفدي طبيباً فاقَ البرايا
أَفدي طبيباً فاقَ البرايا / إذْ كُحلُهُ في العيونِ حُسْنُ
أسيافُ لحظِ الحبيبِ كَلّتْ / فَهْيَ بأسيافهِ تُسَنُّ
لأَجلهِ إذْ غَدَتْ سُيوفاً / كُلُّ طَبيبٍ لهُ مِسَنُّ
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون / متَيّمٌ في الهوى العُذري مَحزونُ
وما كَلِفْتُ بِحُبي عزَّة سَفَعاً / إلاَّ وعِزِّيَ في أمر الهوى هونُ
بيضاءُ مصقولةُ الخدَّينِ ناعِمةٌ / كأنّها لؤلؤٌ في الخدر مَكنونُ
حُسنٌ جرى قَلَمُ الباري فابَدَعهُ / خَطّاً تَحارُ لَمِرآهُ الدَّواوينُ
وَقَدُّها ألفٌ حُسناً وَمَبْسِمُها / ميمٌ وحاجِبُها في شَكْله نونُ
وَصَدْغُها عِطفُه واوٌ وَمُقْلَتُها / صادٌ وَطُرَِّتُها من شَعِرها سين
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها / فَحُسْنُها لم يَحزهُ قطُّ تَحسين
فالخدُّ والصّدغُ إذ تبدو وَمَبْسمُها / وردٌ وآس وريحانٌ وَنَسرينُ
الغُصنُ يُعْهَدُ في البُستان مَغْرِسُه / وهذه غُصُنٌ فيه بَساتينُ
راشت لواحِظُها نَبلاً فَحاجِبُها / قوسٌ على أنّهُ بالموت مَقرونُ
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً / بينَ الخلائقِ عَدْلاً وهو مأمونُ
قد طالَ جامعُ طولونَ بذلكَ أو / نَسى به إذ نشا للِحُسْنِ طولونُ
أينَ المناظِرُ منْ تلكَ المنائر إذْ / للدِّينِ تِلكَ وللهْوِ المَيادينُ
صَعِدتُها فَغَدت أصدافَ جوْهرةٍ / وكانَ أشباهَها قبلُ الحلازينُ
فانظُرْ إليَّ بِعيْنٍ منكَ مُغنية / فَلَيْسَى عِندِيَ لاأقجاولا الطونُ
لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي
لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي / وَقَدْ بَهرَجَ النّقد المماحِك ضيعَني
أُحَمُل شّيبي صِبغةً بعدَ صبُغَةٍ / وَصُبغَة ربُ العَرْش أَحسن صُبغَةِ
وإذْ شَابَ رأسي شاب عَيشي شآيبٌ / رَمى بفُؤادي مُنيَتي بِمنيّتي
وحاوَلت أنْ يَخفَى مَشيبي فَما اختَفَى / ويكفيكَ أنّي كاذِبٌ وَسطَ لِحيتيْ
وَسُمِّتُ طاووسَ الملائِكِ إذْ بَدَتْ / مطوَّسَةً كالرّيش ريشي بِكَونتي
وَما شِبتُ حتّى شابَ قلبي منَ الهوى / وَقَد نَفّرَتْ عنِّي الخرائدَ شَيبتي
بَيَاضٌ بهِ تجري دموعي كأنَه / لِذاكَ دموعُ العَين صاحبُ دَمعَةِ
وَتشمِلُه بالنّيلِ منّي أصابِعٌ / مُخَلّفَةٌ عنَدَ الوفاءِ بِزُرقَةِ
فواعَجباً منهُ بَياضاً تَوَسّخَتْ / بهِ عندَ مَنْ أهوى مطارفْ صَبوتي
وَهَبني لها بالغشِّ والنّيل سائراً / فأينَ نُهوضي للنّكاح وَهِمّتي
ولي صاحِبٌ طلقُ المحيّا بِصُبغَةٍ / بَهِيُّ المحيّا نَحوهُ النّفسُ حنّت
تَقَمّصَ منْ قُمصِ الخلاعة حلّةً / عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ
وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ / عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ
وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ / تَعَرّى شباباً كانَ أحسنَ حلّة
أراني غراباً في الكهولةِ أبقعاً / على رأسهِ ينعاهُ في كُلِّ صَيْحَة
وقالَ لَئنْ أصبحتُ من آلِ شيبةٍ / فَلا أنا من طَيءْ ولا القومُ عِترتَي
وما تابَ لمّا شابَ من كُلِّ رِيبةٍ / وأقلَعَ إلاَ باللّتيا وبالّتي
إذا قام في الحمام مثلي محرّساً / مُسَخمّ وجه ثمَّ نامَ كَمَيِّتِ
فيا قُبحَهُ إذ سالَ منهُ صَديدُه / وَقَد مُدَّ مثلَ المركَب المَتَزفِّتِ
وَقَد ضاقَ بالحمّامِ ذَرْعاً وَضيقتْ / مَنافِسُه منْ كَربة بعدَ كَربةِ
وَكَم مَصَّ منْ صفّارةٍ حالةَ الظّما / منَ الماءِ ما روَّى به بعضَ غُلّةِ
وساخٌ كأمواهِ المبلاّةِ ماؤهاه / فَصادَتْ أنوفَ الحاضرينَ بِعَطسةِ
فأصبَحَ للمِقراضِ في جَنَباتِها / فِعالَ المدى في صوف فرو مُسَلّت
على قَلَحِ في فيهِ منْ بَخَرٍ به / إذا فاحَ أردى المسكَ في أرضِ تبّتِ
فَتَبّتْ يدا مِنْ يَصْبغُ الذَّقنَ حائلاً / صِباغَ خَرىً لا يَرْتَضيه وَتَبّتِ
وليلةَ زارَتني على غيرِ مَوعدٍ / سُعادٌ لِوَصلٍ كانَ غيرَ مُؤقَتِ
فَقُمْتُ إليها ناشطاً وكأنّني / فتى حَدُثٌ لولا دَيالي ورعشتي
فقالَتْ هَهَا أَمّا التصابي فظاهرٌ / وأَحسَبُه لولا أرتعاشٌ به فَتي
فَقُلتُ لها بي هِزَّهُ الوجد والهوى / ولم أرتَعشْ إلاَّ لِفَرطِ مَحبّتي
ولمّا أعتَنَقْنا لم تَجدْ أيَ نَهْضَةً / وأينَ على هجر الثمانينَ نَهْضتي
وَمَدَّتْ إلى تريد / فما وَجَدَتْ شيئاً سوى صُفرِ خِصيَتي
بَلَى ناحِلاً قد غيّرتهُ يدُ البِلى / يُعانِدني في صورة المُتَعَنِّتِ
تقلّصَ لمّا رمتُ منهُ قِيامَه / كَقُنفُذِ شَوكٍ في مَغابن
فقامَتْ إلى عُنقي بأدهمَ أعوج / صقيلٍ فقلتُ النّصرُ لِلْمُتَثبِّتِ
وَقُدِّمتُ نحوَ النّطعِ فارتعتُ قائلاً / ملكتِ قيادِي فاحسني اليومَ قِتلتي
تُرى ما الذي أَذنبتُ قالَتْ غرورُنا / بِصُبغَةِ ذَقنٍ كالهشيم المفتّتِ
حلى عنكِ باديِّ النّصولِ كَقلّةٍ / مِنَ الماءِ حُفّت بالشّعير المُنَبْتِ
إذا هي حلّتْ في يَدَي مُتَعَتّبٍ / أسُائِلُها أيَّ المواطنِ حَلّتِ
فآهاً لأَيّامِ الشّبابِ وطيبِها / وواهاً على أَيّام لهوي وَلَذَّتي
وَحُسنِ ليالٍ كنتُ فيها مُقَلِّداً / لِكُلِّ فتاةٍ كاعب الحسن غضّةِ
خَلَعْتُ عَذاري بعدَ لَبْسهِ في الصّبا / جَديداً ولا لِبسي لأَجملِ حُلُّهِ
إذا عَذَلتني فيهِ عاذِلةُ الصِّبا / يقل عندَها وقد أنعظَ اسكتي
وإذْ كنت دَبَاباً على كُلِّ أمردٍ / ثقيلٍ خفيف النّومِ بادي التّعفرُتِ
فكم بعد إيلاجٍ تشاهد نائماً / على ظهرِهِ كمَلتُهْ بِعُمْيرتي
ويا طيبَ أيامي بِجلد عميرةٍ / فكم حَفِظَتْ عِرضي لَدَيها وفِضّتي
وأيّامِ لهوٍ كنتُ من بها / أُعوِّجُ في الفراشِ
وما شاقني إلاَّ البدالُ وطيبُه / وحسنُ وفائي في صِحابي وَرِفقَتي
فهل بعدَ شيبِ العارِضَيْنِ لِذاذَةٌ / وقد أخلقَتْ تلكَ الثمانينُ جدَّتي
فإنْ أَلبسَ الشّيبُ السوادَ فإنّني / حزينٌ على أيامِ شرخ شبيبتي
ولستُ أُبالي باللواتي قَلينني / إذا رَضِيَتْ عنّي كرامُ عشيرتي
ما أنا مَنْ يموتُ في ذا الأَوان
ما أنا مَنْ يموتُ في ذا الأَوان / فَهَناءً يا معشرَ الإخوان
لَستُ مِمّنْ يموتُ في زَمَن الور / دِ ولو أنّني أخو رِضوانِ
زمن الوردِ عندَ كُلِّ أديبٍ / مُغْرَمٍ بالخيول والعيدانِ
في قِيانٍ يَضْرِبنَ بالدَّفِّ والعو / دِ على الرَّاحِ تُجْتَلى في الفناني
يا خدود الدُّفوفِ لا خَدَّدَ اللّ / ه خدوداً لكنَّ ما أبقاني
وَدموعُ الرَّاووقِ لا تَجر إلاّ / في سرورٍ كَدَمعَة الجَذلانِ
وَزَمانُ المصيفِ أهوى بهِ العَيْ / شَ لما فيه من لطيف المعاني
في البساتينِ والحدائقِ قد أص / بحنَ في حِلية منّ الألوانِ
من غُصونٍ مثلِ القُدودِ انعطافاً / وَقدودَ تَمِيس كالأغصانِ
وزَمانُ الخريفِ مَن ماتَ فيه / بِسوى السُّكر فَهْوَ ذو خُسرانِ
فيه لهو السُّرور والقصف في الني / لِ وَصَفْعِ الجيران للجيرانِ
وزمان الشّتاءِ تلبسُ فيه / الأرضُ بُسطاً بالقرط والكتان
يا إلهي طوِّلْ حياتي زَماناً / فعسى أنْ يكون في رمضان
مع نّي لو مت لاحَظني الشَمسُ / أنْ حالومة وأحيي حناني
ليسَ يخفى ضياءُ وَجهِكَ يا شَم / سَ المعالي إلا على العميان
قُل لعين الأماثلِ الأعيان
قُل لعين الأماثلِ الأعيان / وَمَحلِّ الإنسانِ من إنساني
يا سِراجاً أسنى منَ الشّمس والشّمْ / سُ سِراجٌ قد جاءَ في القرآنِ
خُذْهُ كحلاً مثلَ السيوفِ صِقالاً / وفِرنداً يروقُ في الأجفانِ
حجرٌ كَسْرُهُ يَفوقُ سَنا الأكسي / رِ فعلاً في العينِ أو في العيانِ
ألفُ عَينٍ تقيمُها حبّةُ من / هُ قياماً قد صحَّ بالبرهانِ
إنْ تُعظِّمْ مثالَهُ في حِجاز / كانَ هذا مُعَظّماً في أصبهانِ
إيّاكَ طبَّ ابنِ أبي صادقٍ
إيّاكَ طبَّ ابنِ أبي صادقٍ / فإنّهُ في الطِّبِّ زورٌ وَمَيْن
وانظُرْ تَجِدْهُ في تَصانيفه / قَد صَفَعَ الطُبَّ بِخُفّيْ حُنَيْن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025