المجموع : 35
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان / فانشقَ قلبُ شَقائق النُّعمان
وَتَبَسَمَ الروضُ الأريضُ عن الرُّبى / بالأقحوان تبسُّمَ الجذلان
وأبانَت العجمُ الفصاحُ عن الجوى / والشّوق صَدْحاً في غصون البان
يا حبّذا وادي السّدير فإنْهُ / مأوى المها ومراتِعُ الغزلان
وادٍ يزورُ الطيرُ ناضرَ روضه / زمناً فَيُلهيه عن الأوطان
يا سَعدُ قد جاء الربيعُ وأَصَبَحتْ / تلكَ الجنانُ مواطِنَ الولدان
وغدا جليلُ الطير يهتُفُ بالضحى / بغرائب الأنغام والألحان
فاتَبعُه بالأوتار حساً مُطرباً / قلباً يَهُمُّ إليه بالطيران
من كُلِّ كرْكيّ تسامى صاعداً / كالمبتغي ذكراً لَدى كيوان
لَطَم السّحابَ جَنَاحهُ بمثاله / وأجابَ صَوْتَ الرّعد منه بثان
وإوَزُّهُ مِثلُ الخريدَة صَدْرُها / فَعْم وَجؤجُؤها بديعُ معانِ
خنساءُ واضحةُ الجبين صَباحَة / جيداءُ تنظرُ نَظْرَةَ النّشوانِ
تَمشي فَتَسُبرُ كلَّ روضٍ ناضِرٍ / رَعْياً بِمنقارِ مِنَ العُقيانِ
أو لَغْلَغ حَسَنُ الشّياة مُدَبّج / مثلَ العروس تُزَف ذا ألوانِ
وأنيسةٍ وشّى نَهارَ أديمِها / ليل نجومُ ظَلامه العينانِ
وألتّم ذو الحُسن الأتّم كيانُهُ / در ومن شيحٍ لَهُ رجلانِ
وتخالُ خالاً لاحَ في منقاره / من عَنْبَرٍ مُلِهي فؤاد العاني
وَِشُبَيْطرٍ ألِفَ الجبالَ تَرَفُّعاً / وَسَطَا بقوته على الثعبانِ
أو مثل كي للوَقار كأنّه / قاضٍ يُدينُ بُحكمه الخصمانِ
أو مثل غُرنوقٍ شريفٍ لم يَزَل / بِذؤابتيه مُشَرفَ الأقرانِ
والصّوغُ صِيغَ مِنَ الملاحَة كُلّها / فَلِذاكَ يُسبي ناظِرَ الإنسانِ
أو مثلُ عَنّازٍ يُريك مدارعاً / سواداً كمثل مدارع الرُّهبان
كالليل إلا أنَّ أبيضَ صَدره / صُبح تَشَعْشَعَ واضِحاً لِعيانِ
أو حُبْرُجٍ متَدرْعٍ نورَ الضُّحى / مصَفَرَّ لون مثل ذي اليَرَقانِ
أو مُرزمٍ قَدْ قَدَّ من شَفَق الدجى / ثوباً لَهُ كالورد أحمرَ قانِ
أو مثل نَسْرٍ قد تَسَرْبَلَ حُلةً / دكناءَ دونَ سُمُوَه النسرانِ
أو كالعُقاب أخي العقاب بمنسرٍ / وبمخلبٍ يُفري بِحَدِّ سِنانِ
طيرٌ غدا ملِك الطيور لأنه / زَنكُ المليك الصَالِح السُلطانِ
أعني فتى المنصور ذا النصر الذي / أردى الطغاة بذلة وَهَوانِ
قولوا لمولاي السّنيِّ
قولوا لمولاي السّنيِّ / المُحسِنِ المستحسن
مَنْ قالَ إنّكَ ماتني / أو أَنَّ عَبْدَكَ ما يَني
يَقولونَ الطّبيبُ أبو عَليٍّ
يَقولونَ الطّبيبُ أبو عَليٍّ / ببَذْل الجود مبسوطُ اليَدَين
فقلتُ علمتُ ذلكَ وهوَ سَمْح / يُضَيِّعُ كُلَّ يوم ألفَ عَين
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا / ن شَفَيتُ قَلْبيَ من زَماني
وَلَقُلْتُ قَولاً ليسَ يُنْ / كرُهُ فُلان في فُلان
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً / ولكنّهُ في علْمه فاسدُ الذِّهن
استره بالكفِّ خوفَ انطفائه / وآفتُه منْ طَفْئه كثرَةُ الدُّهن
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً
أرى لَي وَجهاً أنْ لَعَنْتُكَ جائزاً / وأَنتَ بتحقيق الكلام قمينُ
إذا كانَ معنى اللام والميم واحداً / برأي تميمٍ فالمعينُ لعينُ
لنا صَديقٌ كيِّسٌ عاقلٌ
لنا صَديقٌ كيِّسٌ عاقلٌ / وإنّما في السُّكرِ يُبدي الجنونْ
أَقرَضَني سَكّاً ورام الوفا / فزاد ذاك السّكِّ ياءً ونونْ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ / ولا لكسرى كذا الإيوانُ إيوانُ
ذاتُ العمادِ تبدَّت في جَوانبهِ / بَلْ جَنّةُ الخُلْد والبّوابُ رضوانُ
إنْ غبتَ عنهُ فشخصٌ منكَ يملأُهُ / مهابةً يتّقيها الإنسُ والجانُ
صوَّرتَ جَيْشَكَ فيهِ مثلَ عادَتهِ / كأنّهم في ظهورِ الخيلِ سكانُ
لا يسأمونَ ركوبَ الخيلِ في طَلَبِ ال / أعداءِ يوماً ولا يُلهيهمُ شانُ
قد حَدَّقَتْ لامتثالِ الأمرِ أعيُنُهم / فَلَيْسَ تُطبِقُ مِنْهُمْ قَطُّ أَجفانُ
سُيوفهُم بدِماءِ الكفر قد رُوِيَتْ / سَفْكاً وَكُلٌّ إلى الهيجاءِ عَطْشانُ
كأَنّهُم في غِياضٍ من رِماحِهمُ / تحتَ البنودِ وَهُم حورٌ وولدانُ
صوَّرتُهم فإذا رُسْلُ الملوكِ رأوا / جَمالَهم فُتنوا والحسنُ فتّانُ
وأَطرقوا ثمَّ قالوا خفِّضوا وَقفوا / منها هُنا اليومَ للحيطانِ آذانُ
مثالُ ذا صَعدوا تلكَ المعاقلَ من / حيطانها وَهُمُ رَجلٌ وفُرسانُ
لولا الأمانُ لَداسَتْنا خُيولُهُمُ / واستَخطَفتنا منَ الحيطان عُقبانُ
وَقُبّةٌ هي للأَفلاكِ عاشرةٌ / وَدونَها في عُلُوِّ الشأنِ كَيْوانُ
كأنّها العالَمُ العُلويُّ تحرُسُها ال / أَملاكُ لَم يدنُ منها ثمَّ شَيْطانُ
عَلَتْ فأَفلاكُها الأفلاك في شَرَفٍ / وتبرُها الشُّهبُ والأرَكانُ أَركانُ
وأنتَ يا أَشرفَ الأَملاك شمسُ عُلا / شهابهُا وعلى ظَنّي سُلَيْمانُ
وَتَحْتَ دِهليزِكَ الزَاهي بزركشةٍ / من كلِّ ماتَتَمنى النّفسُ أَلوان
والجيشُ بالقَبقِ المنصورِ قد وَلعوا / بكُلِّ طائشة والقَوسُ مرنانُ
كأَنَهّا العَرضُ يومَ العرض إذ عُرضوا / عله صفّاً وللإعطاء ميزانُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ / وَجَمالُكُمْ فَهُوَ الجَمالُ الأحسَنُ
يا سادةً غَابوا فَماتَ تَصَبُّري / وبكيتُهمْ حتّى بكاني المسْكَنُ
لي فيكُمُ ظَبْيٌ ذَكَرتُ لِحُسْنهِ / عينَ الجِنانَ أحمُّ أحوى أعَينُ
بادٍ وَلكنْ في الضّميرِ مُحَجّبٌ / سَهْلٌ ولكنْ بالرِّماحِ مُحَصّنُ
حَلَفوا بأنَّ الوردَ زهرةُ خَدِّهِ / صَدَقَ الوشاةُ وَعارضاهُ سَوْسَنُ
متلون الميثاق لكن وجهه / بِسوى الحياءِ الطّلْقِ لا يتلوّنُ
في خَطِّ عارِضهِ وَنُقْطَةِ خالهِ / شَكلٌ يُصَادِرُ في الهوى وَيُبَرهنُ
رأَيتُ سراراً على رأسه
رأَيتُ سراراً على رأسه / عمامة دارَتْ على قَرنهِ
كأنّها مِنْ صُفْرَةٍ خَرْيةٌ / وَرُبّما سالَتْ على ذَقنهِ
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا / بِهِم إذَا جارَ الزَّمانُ أمانُ
لا تجَحدُ الأعداءُ ذاكَ أمانةً / فَلَنا على ما نَدَّعي البُرهانُ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ / ن ِوَما هَجَوْتُ أبا الحُسيْن
إنْ كُنتُ رُمتُ هِجاءَهُ / يوماً أراهُ بِفردِ عَيْنِ
أَفدي طبيباً فاقَ البرايا
أَفدي طبيباً فاقَ البرايا / إذْ كُحلُهُ في العيونِ حُسْنُ
أسيافُ لحظِ الحبيبِ كَلّتْ / فَهْيَ بأسيافهِ تُسَنُّ
لأَجلهِ إذْ غَدَتْ سُيوفاً / كُلُّ طَبيبٍ لهُ مِسَنُّ
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون / متَيّمٌ في الهوى العُذري مَحزونُ
وما كَلِفْتُ بِحُبي عزَّة سَفَعاً / إلاَّ وعِزِّيَ في أمر الهوى هونُ
بيضاءُ مصقولةُ الخدَّينِ ناعِمةٌ / كأنّها لؤلؤٌ في الخدر مَكنونُ
حُسنٌ جرى قَلَمُ الباري فابَدَعهُ / خَطّاً تَحارُ لَمِرآهُ الدَّواوينُ
وَقَدُّها ألفٌ حُسناً وَمَبْسِمُها / ميمٌ وحاجِبُها في شَكْله نونُ
وَصَدْغُها عِطفُه واوٌ وَمُقْلَتُها / صادٌ وَطُرَِّتُها من شَعِرها سين
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها / فَحُسْنُها لم يَحزهُ قطُّ تَحسين
فالخدُّ والصّدغُ إذ تبدو وَمَبْسمُها / وردٌ وآس وريحانٌ وَنَسرينُ
الغُصنُ يُعْهَدُ في البُستان مَغْرِسُه / وهذه غُصُنٌ فيه بَساتينُ
راشت لواحِظُها نَبلاً فَحاجِبُها / قوسٌ على أنّهُ بالموت مَقرونُ
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً / بينَ الخلائقِ عَدْلاً وهو مأمونُ
قد طالَ جامعُ طولونَ بذلكَ أو / نَسى به إذ نشا للِحُسْنِ طولونُ
أينَ المناظِرُ منْ تلكَ المنائر إذْ / للدِّينِ تِلكَ وللهْوِ المَيادينُ
صَعِدتُها فَغَدت أصدافَ جوْهرةٍ / وكانَ أشباهَها قبلُ الحلازينُ
فانظُرْ إليَّ بِعيْنٍ منكَ مُغنية / فَلَيْسَى عِندِيَ لاأقجاولا الطونُ
لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي
لِيَ اللهُ مِن شَيخٍ جَفاني أحبّتي / وَقَدْ بَهرَجَ النّقد المماحِك ضيعَني
أُحَمُل شّيبي صِبغةً بعدَ صبُغَةٍ / وَصُبغَة ربُ العَرْش أَحسن صُبغَةِ
وإذْ شَابَ رأسي شاب عَيشي شآيبٌ / رَمى بفُؤادي مُنيَتي بِمنيّتي
وحاوَلت أنْ يَخفَى مَشيبي فَما اختَفَى / ويكفيكَ أنّي كاذِبٌ وَسطَ لِحيتيْ
وَسُمِّتُ طاووسَ الملائِكِ إذْ بَدَتْ / مطوَّسَةً كالرّيش ريشي بِكَونتي
وَما شِبتُ حتّى شابَ قلبي منَ الهوى / وَقَد نَفّرَتْ عنِّي الخرائدَ شَيبتي
بَيَاضٌ بهِ تجري دموعي كأنَه / لِذاكَ دموعُ العَين صاحبُ دَمعَةِ
وَتشمِلُه بالنّيلِ منّي أصابِعٌ / مُخَلّفَةٌ عنَدَ الوفاءِ بِزُرقَةِ
فواعَجباً منهُ بَياضاً تَوَسّخَتْ / بهِ عندَ مَنْ أهوى مطارفْ صَبوتي
وَهَبني لها بالغشِّ والنّيل سائراً / فأينَ نُهوضي للنّكاح وَهِمّتي
ولي صاحِبٌ طلقُ المحيّا بِصُبغَةٍ / بَهِيُّ المحيّا نَحوهُ النّفسُ حنّت
تَقَمّصَ منْ قُمصِ الخلاعة حلّةً / عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ
وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ / عَليها طرازٌ مِن وقارٍ وَحِشمَةٍ
وإنْ كانَ موسوماً بِشَيبٍ فإنّهُ / تَعَرّى شباباً كانَ أحسنَ حلّة
أراني غراباً في الكهولةِ أبقعاً / على رأسهِ ينعاهُ في كُلِّ صَيْحَة
وقالَ لَئنْ أصبحتُ من آلِ شيبةٍ / فَلا أنا من طَيءْ ولا القومُ عِترتَي
وما تابَ لمّا شابَ من كُلِّ رِيبةٍ / وأقلَعَ إلاَ باللّتيا وبالّتي
إذا قام في الحمام مثلي محرّساً / مُسَخمّ وجه ثمَّ نامَ كَمَيِّتِ
فيا قُبحَهُ إذ سالَ منهُ صَديدُه / وَقَد مُدَّ مثلَ المركَب المَتَزفِّتِ
وَقَد ضاقَ بالحمّامِ ذَرْعاً وَضيقتْ / مَنافِسُه منْ كَربة بعدَ كَربةِ
وَكَم مَصَّ منْ صفّارةٍ حالةَ الظّما / منَ الماءِ ما روَّى به بعضَ غُلّةِ
وساخٌ كأمواهِ المبلاّةِ ماؤهاه / فَصادَتْ أنوفَ الحاضرينَ بِعَطسةِ
فأصبَحَ للمِقراضِ في جَنَباتِها / فِعالَ المدى في صوف فرو مُسَلّت
على قَلَحِ في فيهِ منْ بَخَرٍ به / إذا فاحَ أردى المسكَ في أرضِ تبّتِ
فَتَبّتْ يدا مِنْ يَصْبغُ الذَّقنَ حائلاً / صِباغَ خَرىً لا يَرْتَضيه وَتَبّتِ
وليلةَ زارَتني على غيرِ مَوعدٍ / سُعادٌ لِوَصلٍ كانَ غيرَ مُؤقَتِ
فَقُمْتُ إليها ناشطاً وكأنّني / فتى حَدُثٌ لولا دَيالي ورعشتي
فقالَتْ هَهَا أَمّا التصابي فظاهرٌ / وأَحسَبُه لولا أرتعاشٌ به فَتي
فَقُلتُ لها بي هِزَّهُ الوجد والهوى / ولم أرتَعشْ إلاَّ لِفَرطِ مَحبّتي
ولمّا أعتَنَقْنا لم تَجدْ أيَ نَهْضَةً / وأينَ على هجر الثمانينَ نَهْضتي
وَمَدَّتْ إلى تريد / فما وَجَدَتْ شيئاً سوى صُفرِ خِصيَتي
بَلَى ناحِلاً قد غيّرتهُ يدُ البِلى / يُعانِدني في صورة المُتَعَنِّتِ
تقلّصَ لمّا رمتُ منهُ قِيامَه / كَقُنفُذِ شَوكٍ في مَغابن
فقامَتْ إلى عُنقي بأدهمَ أعوج / صقيلٍ فقلتُ النّصرُ لِلْمُتَثبِّتِ
وَقُدِّمتُ نحوَ النّطعِ فارتعتُ قائلاً / ملكتِ قيادِي فاحسني اليومَ قِتلتي
تُرى ما الذي أَذنبتُ قالَتْ غرورُنا / بِصُبغَةِ ذَقنٍ كالهشيم المفتّتِ
حلى عنكِ باديِّ النّصولِ كَقلّةٍ / مِنَ الماءِ حُفّت بالشّعير المُنَبْتِ
إذا هي حلّتْ في يَدَي مُتَعَتّبٍ / أسُائِلُها أيَّ المواطنِ حَلّتِ
فآهاً لأَيّامِ الشّبابِ وطيبِها / وواهاً على أَيّام لهوي وَلَذَّتي
وَحُسنِ ليالٍ كنتُ فيها مُقَلِّداً / لِكُلِّ فتاةٍ كاعب الحسن غضّةِ
خَلَعْتُ عَذاري بعدَ لَبْسهِ في الصّبا / جَديداً ولا لِبسي لأَجملِ حُلُّهِ
إذا عَذَلتني فيهِ عاذِلةُ الصِّبا / يقل عندَها وقد أنعظَ اسكتي
وإذْ كنت دَبَاباً على كُلِّ أمردٍ / ثقيلٍ خفيف النّومِ بادي التّعفرُتِ
فكم بعد إيلاجٍ تشاهد نائماً / على ظهرِهِ كمَلتُهْ بِعُمْيرتي
ويا طيبَ أيامي بِجلد عميرةٍ / فكم حَفِظَتْ عِرضي لَدَيها وفِضّتي
وأيّامِ لهوٍ كنتُ من بها / أُعوِّجُ في الفراشِ
وما شاقني إلاَّ البدالُ وطيبُه / وحسنُ وفائي في صِحابي وَرِفقَتي
فهل بعدَ شيبِ العارِضَيْنِ لِذاذَةٌ / وقد أخلقَتْ تلكَ الثمانينُ جدَّتي
فإنْ أَلبسَ الشّيبُ السوادَ فإنّني / حزينٌ على أيامِ شرخ شبيبتي
ولستُ أُبالي باللواتي قَلينني / إذا رَضِيَتْ عنّي كرامُ عشيرتي
ما أنا مَنْ يموتُ في ذا الأَوان
ما أنا مَنْ يموتُ في ذا الأَوان / فَهَناءً يا معشرَ الإخوان
لَستُ مِمّنْ يموتُ في زَمَن الور / دِ ولو أنّني أخو رِضوانِ
زمن الوردِ عندَ كُلِّ أديبٍ / مُغْرَمٍ بالخيول والعيدانِ
في قِيانٍ يَضْرِبنَ بالدَّفِّ والعو / دِ على الرَّاحِ تُجْتَلى في الفناني
يا خدود الدُّفوفِ لا خَدَّدَ اللّ / ه خدوداً لكنَّ ما أبقاني
وَدموعُ الرَّاووقِ لا تَجر إلاّ / في سرورٍ كَدَمعَة الجَذلانِ
وَزَمانُ المصيفِ أهوى بهِ العَيْ / شَ لما فيه من لطيف المعاني
في البساتينِ والحدائقِ قد أص / بحنَ في حِلية منّ الألوانِ
من غُصونٍ مثلِ القُدودِ انعطافاً / وَقدودَ تَمِيس كالأغصانِ
وزَمانُ الخريفِ مَن ماتَ فيه / بِسوى السُّكر فَهْوَ ذو خُسرانِ
فيه لهو السُّرور والقصف في الني / لِ وَصَفْعِ الجيران للجيرانِ
وزمان الشّتاءِ تلبسُ فيه / الأرضُ بُسطاً بالقرط والكتان
يا إلهي طوِّلْ حياتي زَماناً / فعسى أنْ يكون في رمضان
مع نّي لو مت لاحَظني الشَمسُ / أنْ حالومة وأحيي حناني
ليسَ يخفى ضياءُ وَجهِكَ يا شَم / سَ المعالي إلا على العميان
قُل لعين الأماثلِ الأعيان
قُل لعين الأماثلِ الأعيان / وَمَحلِّ الإنسانِ من إنساني
يا سِراجاً أسنى منَ الشّمس والشّمْ / سُ سِراجٌ قد جاءَ في القرآنِ
خُذْهُ كحلاً مثلَ السيوفِ صِقالاً / وفِرنداً يروقُ في الأجفانِ
حجرٌ كَسْرُهُ يَفوقُ سَنا الأكسي / رِ فعلاً في العينِ أو في العيانِ
ألفُ عَينٍ تقيمُها حبّةُ من / هُ قياماً قد صحَّ بالبرهانِ
إنْ تُعظِّمْ مثالَهُ في حِجاز / كانَ هذا مُعَظّماً في أصبهانِ
إيّاكَ طبَّ ابنِ أبي صادقٍ
إيّاكَ طبَّ ابنِ أبي صادقٍ / فإنّهُ في الطِّبِّ زورٌ وَمَيْن
وانظُرْ تَجِدْهُ في تَصانيفه / قَد صَفَعَ الطُبَّ بِخُفّيْ حُنَيْن