القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 14
يبكي بنوك ويضحك الزمن
يبكي بنوك ويضحك الزمن / ماذا أصابك أيها الوطنُ
ما أوشكت أن تنتهي محنٌ / إلا وجاءت بعدها محنُ
أما الرسوم فإنها درست / أما الرجال فإنهم دفنوا
لو لا بقايا معشر سلفوا / لتنبهت من نومها الفتنُ
العصر راجت سوق باطله / فالحق فيه ماله ثمنُ
فطن البرايا للذي وقعوا / فيه وبعض الناس ما فطنوا
يا قوم هبوا من مضاجعكم / طال المدى حتى م ذا الوسنُ
يريد الناس في الدنيا هناء
يريد الناس في الدنيا هناء / ويأبى أن يجود به الزمانُ
حياة حاربتهم منذ كانت / وجد حاربوهُ منذ كانوا
وآمال تغرهم عجاف / وأحداث تكذبها سمانُ
وكم من مستنيل ليس يُعطى / وكم من مستعين لا يعانُ
تكاثرت الهموم فلا يراع / يوفيها الشكاة ولا لسانُ
أماناً أيها الخصم المعادي / إذا دان العدى وجب الأمانُ
إن رغبوا إليك رغبت عنهم / لقد هانت رغائبهم وهانوا
يمني الناس بعضهم بخير / ألا كذبوا على بعض ومانوا
فما للخير في الدنيا أوان / ولا للخير في الأخرى أوان
ولكن الشباب لهُ جماح / ليليَ ثم يعقبهُ الحرانُ
يشد عنانهُ رأي جميع / زماناً ثم يسترخي العنان
وداعٍ جاء يدعوني لنصح / وقد وهت النهى ووهى البنان
تعبت من الكلام فليس يجدي / لبث النصح نظم أو بيانُ
وكانت ضلة ونزعت عنها / فها أنا لا أدين ولا أدانُ
وما أسفي على عهد تقضي / ولكن صنت عهداً لا يصان
ظلمت أمينه دهراً طويلاً / وكنت أظن أني لا أخان
ودار لا يزول القتل عنها / كان الحرب فيها مهرجان
أهاب بها اليراع فلم تجبهُ / وناداها فجاوبت السنانُ
تظل بها السواعد عاملات / يصرفها ضراب أو طعانُ
بكت عيني الشباب وحين جفت / مدامعها غدا يبكي الجنانُ
لعمرك مالذي نُصح مكان / ولا للنصح في الدنيا مكان
فدعني إن آمالي استكفّت / فلي شأن وأهل النصح شان
لو يعلم المهد ما يكون
لو يعلم المهد ما يكون / من بعده ذخره الثمين
لبات حرصاً به ضنيناً / وذو الغوالي بها ضنين
يظل يهفو به حنين / إذا شجا ربه حنين
يصر في ميله صريراً / كأنه تحته أنين
يا حبذا الوجه حين يبدو / من فوقه ذلك الجبين
حسن تشك العقول فيه / وينتهي عنده اليقين
لما تجلى بها صباها / وجاولت عينها العيون
وأقبلت تنثني دلالاً / كما انثنت قبلها الغصون
أطاعها الحب في البرايا / فكيف كانت لهم يكون
تحاجزت دونها الأماني / وأوقفت عندها الظنون
امست وعشاقها ملوك / أضحت وأخوانها قيون
فوجهها للعلا وفي / وقلبها للهوى خؤون
وجسمها في الورى عزيز / وقدرها عندهم مهين
وكم قصور بها حسان / أحب منها لها السجون
ملت سهول الحياة رغماً / وأعجبتها بها الحزون
في أوج تلك السماء شمس / تغضي لاشراقها الجفون
لم يستقر الفؤاد منها / بينا خفوق إذا سكون
وما خلا من جوى فاءما / مضت شجون أتت شجون
أستسلمت للزمان طوعاً / إذا قسا صرفه تلين
تشتاق في عزها ذويها / وحصنها دونهم حصين
حتى م هذي القيود تبقى / يا رب قد كلت المتون
هل عند لحظيك شيء
هل عند لحظيك شيء / من باقيات المعاني
فليلهماني قليلاً / إني ضعيف البيان
ما في فؤادي باق / وقل ما في لساني
يا نعمة الله عندي / وجل من أولاني
لأنت أحسن شيء / أعطاه للإنسان
تنأى فديتك آمال مكذبة
تنأى فديتك آمال مكذبة / لم تبق ذكراً ولا هيأت سلوانا
قد كان ما كان من قلبي ومن نظري / يا ليت ما كان قبل اليوم ما كانا
بين صدق النهى وكذب الأماني
بين صدق النهى وكذب الأماني / وقف الرأي والهوى ينظران
للهوى جرأة وللرأي حكم / والبرايا لديهما شيعتان
يا نفوساً جنى الشباب عليها / قضي الأمر لديهما واستراح الجاثي
لست الحاك في زمان غرور / فلقد مر في الغرور زماني
والخيال الذي صبوت إليه / منذ عشرين حجة أصباني
خبر الناس أيها النيل عني / وأشهدا معه أيها الهرمان
المغاني التي بكيت عليها / باقيات تكلمي يا مغان
غازلتني عيون زهرك حيناً / وقماريك رددت ألحاني
وإذا أنت حال عهدك بعدي / فكما شئت مهجتي ولساني
يا ربوع الهوى بأية كأس / قد سقاني فيك الهوى من سقاني
بلبل مشتك وورد مصيخ / أنظروا كيف يهنأ العاشقان
أضحك الدهر معشراً جهلوه / وأنا مذ عرفته أبكاني
كلما قلت للمنى أدناني / جد حتى عن المنى أقصاني
ايها الشرف كيف حالك فينا / ينجلي نازل فيغشاك ثان
هدمتك الخطوب صرحاً فصرحاً / قوضت من علاك شم المباني
يظلم الناس بعضهم منذ كانوا / طال ظلم الأنسان للأنسان
وإذا كان في الحياة قليل / من نعيم فذاك للتيجان
والعقول التي نخال انارت / استسرت في ظلمة الأديان
أنت يا أيها الكتاب أميني
أنت يا أيها الكتاب أميني / غير أني أخاف حتى الأمينا
صنت سري في الحب عنك وعني / فاسترحنا وبات سري مصونا
كلما ضاقت القلوب بسر / فجرت منه في العيون عيونا
وصدور الأوراق أهون كشفاً / لمريد أن يستبين شؤونا
ليس في دولة المحاسن قلب / عالم بي إلا يظن الظنونا
ومحال في سنة الدهر أن يم / نع أمراً قد كان من أن يكونا
رب سر أودعته في قلوب / كزجاج الأقداح منها استبينا
قد طويت الكتاب عن أعين الخل / ق وأبقيت لي أنا المضمونا
وما شغل الغواني مثل دمعي
وما شغل الغواني مثل دمعي / فيا شغلي بدمعي والغواني
فواحدة تقول لقد بكى لي / وواحدة تقول لقد بكاني
وواحدة إذا سمعت أنيني / تقول لمن حضرن لقد عناني
أفاهمة الأنين فدتك روحي / لقد أغنيت عن شرح لساني
إياك أن تلج الظنو / ن إلى فؤادك في وفائي
فيبيت يعرض عن أني / ني في البعاد وعن ندائي
ويزيد دائي في الفؤا / د فلا يزيل الوصل دائي
يل ليت حظي في غرا / مك مثل حظي في بكائي
بالله يا مصباح بيت الدجى
بالله يا مصباح بيت الدجى / ويا أنيس المعشر الساهدين
حدث بوجدي كل أهل الهوى / وأقرأ تحياتي على العاشقين
وباب كثير العيون يرى
وباب كثير العيون يرى / عجائب ما يصنع العاشقان
أقام لسد سبيل الهوى / كأن بمصراعه ديدبان
رُبّ فجر كالكأس قد أكفأوها
رُبّ فجر كالكأس قد أكفأوها / بعد ما طوّفت على الندمانِ
شُربت خمرها فلم يبق من آ / ثارها في الزجاج غير الدخان
تتراءى في جوفها قطرات / من بقايا النبيذ كالأرجوان
أتسقم ميّ وأبقى صحيحاً
أتسقم ميّ وأبقى صحيحاً / ألا أنني الصاحب الخائن
فيا ويح قلبي من غادر / لقد غر بالمسكن الساكن
إذا لم يكن مان في وده / فها هو في عهده مائن
فيا رب هب لي مواجع مي / بأضعاف ما يزن الوازن
وهب من حياتي حياة لها / وإني لأمثالها ضامن
لها من أمانك ركن منيع / ومن أنت أمنته آمن
ملك شعر ومعه ملك بيان
ملك شعر ومعه ملك بيان / هكذا المجد أيها الهرمان
نتغنى ومصر تطرب سكراً / عجباً منكما ألا تطربان
ولقد زادها دلالاً علينا / أن ذا الحسن هاج تلك الأغاني
والغواني تهزهن القوافي / والقوافي تفيضهن المعاني
كم معان تضمنتها دموع / ودموع تضمنتها معان
تتهادى الأرواح منها غراماً / تجتلي سره لحاظ الحسان
سن في الشرق للقريض رهان / لم ينل سبقه سوى مطران
شاعر مفرد تسامت به الشا / م ومصر فليفخر الوطنان
قد كفى الأرض نير واحد وال / أفق لم يكف بعضه نيران
إن مطران ساحراً بيراع / مثل مطران ساحراً بلسان
فهو في سحره بكل زمان / وهو في سحره بكل مكان
قد دعاه عصر البخار فلبى / وصبا غيره لعصر الهجان
يتحرى الصدور الهامه يك / شف منها كوامن الأشجان
كنسيم الصباح في الروض لا يه / مل حتى خفية الأفنان
كلنا شاعر ولكن ما في ال / طير شاد بنغمة القيروان
ولمطران خاطر مستقل / قد علا عن خواطر الأنسان
جنة الشام لا جفاك ربيع / أستزيدي من هذه الأغصان
رضي الله عن شيوخ كرام / خلفوا فيك أكرم الفتيان
درة أنت زينت تاج عثما / ن كما زان سائر التيجان
استعيدي لا بد أن تستعيدي / نضرة قد ذوت بغير أوان
بين مصر وبينك الدهر قربى / أنتما منذ كنتما أختان
فأقما على أئتلاف صحيح / واذكرا اليوم حين تختلفان
لك يا شام في فؤادي حب / ما أدعى مثله محب ثان
همت شوقاً ببعلبك وماسا / ءلت أطلال بعلبك زماني
غير أن الخليل كان بكاها / وبكاء الخليل قد أبكاني
يا وسام الأمير زينت صدراً / زانه ربه بصدق الجنان
إن تكن أنت للرضاء ضماناً / فخليل منه ضمان الضمان
يا رياضاً جنيت منها فنوني
يا رياضاً جنيت منها فنوني / صدق الله فيك كل ظنوني
قد تزودت منك خيراً كثيراً / وهو ذخر إن صنته يغنيني
لست أدري غدي ولكن سيأتي / وغدي إن جهلته يدريني
تتراءى في أفقه آمال / ساطعات ضياؤها يعشيني
حسنت منظراً وزادت عديداً / وقليل من بينها يكفيني
حين أضحى في البيت أول يوم / ليس عندي من واجب يسليني
وتمر الساعات بي مسرعات / ولقدج كان جريها يلهيني
ويطل الصباح والناس غرقى / في كراها والكون تحت السكون
فسلام على غدي في سناه / قد تبينت فيه وجه الأمين
إن تكن جئت بالتجارب إني / في أنتظار لها بعزم متين
هذه همتي وهذا يراعي / فافتح اليوم يا كتاب شؤوني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025