القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : رِفاعَة الطَّهْطاوِي الكل
المجموع : 12
ناحّ الحمامُ على غصونٍ البانِ
ناحّ الحمامُ على غصونٍ البانِ / فأباحَ شيمةَ مُغرمٍ ولهانِ
ما خلته مذُ صاح إلا أنه / أضحَى فقيدَ أليفه ومعاني
وكأنه يُلقى إليّ إشارةً / كيف اصطباري مُذ نأي خِلاني
مع أنني والله مذ فارقتهم / ما طابَ عيشي وصفُو زَماني
لكنني صبٌّ أصونُ تلهفي / حتى كأني لستُ باللهفانِ
وبباطنٍ الأحشاءِ نارٌ لو بَدَتْ / جمراتُها ما طاقها الثَّقلانِ
أبكى دماً من مهجتي لفراقهم / وأودُّ أنْ لا تشعرَ العينان
لي مذهبٌ في عشقهم ورايتُه / ومذاهب العشاق في إعلان
ماذا عليّ إذا كتمت صبابتي / حتى لو أن الموتَ في الكتمان
ما أحسنَ القتلى بأغصان النقى / ما أطيبَ الأحزان بالغزلان
قالوا أتهوى والهوى يكسو الفتى / أبداً ثيابَ مذلةٍ وهوان
فأجبتهم لو صحَّ هذا إنني / أختارُ ذلي فيه طولَ زماني
والذلُّ للعشاقِ غيرُ مَعرة / بل عينُ كل مَعزّةٍ للعاني
أصبو إلى من حاز قداً أهيفا / يزرى ترنحهُ بغصن البان
وأحن نحون شقيق تمٍ خدِّه / قد نمَّ فيه شقايقُ النعمان
ويروقني أبداً نزاهةُ مقلتي / في حُسنِ طلعةِ فاتكٍ فتّان
أمسى وأصبحُ بين شَعْرٍ حالكٍ / ومُنيرِ وجهٍ هكذا الملوان
ولطالما قضَّيتُ معه حِقبة / ونسيمُ مصرَ معطّرُ الأردان
زمنٌ عليّ به لمصر فديتُهات / حقٌّ وثيقٌ عاطلُ النكران
لو شابهتْ عيناي فائضَ نيلها / لم توفِ بعض شفائه أحزاني
أو لو حكى قلبي بحارَ علومها / طرباً لما أخلو من الخفقان
ولكم بأزهرها شموسٌ أشرقتْ / وأنارتْ الأكوانَ بالعرفان
فشذا عبير علومهم عمَّ الورى / وسرتْ مآثرهم لكل مكان
وحوتهمو مصرُ فصارت روضةً / وهمو جناها المبتغى للجاني
قد شبهوها بالعروس وقد بدا / منها العروسي بهجةَ الأكوان
قالوا تعطَّر روضُها فأجبتهم / عطارُها حسنٌ شذاه معاني
حَبرٌ له شهدت أكابرُ عصره / بكمال فضلٍ لاحَ بالبرهان
لو قلتَ لو يُوجد بِمصرَ نظيرُه / لأجبتُ بالتصديق والإذعان
هذا لعمري اليومَ فيها سادةٌ / قد زُينوا بالحسنِ والإحسان
يا أيها الخافي عليك فخارُها / فإليكَ إن الشاهدَ الحسنان
ولئن حلفتُ بأن مصرَ لجنَّةٌ / وقطوفها للفائزين دواني
والنيلُ كوثرها الشهيُّ شرابه / لأبرُّ كل البر في أيمانِي
دار يحق لها التفاخرُ سيما / بغريزها جَدوى بني عثمان
حاز المحامدَ إذ دُعي بمحمدٍ / ورقي العُلا فعلى على الأقران
من كل مثل أميرنا فقرينه / اسكندرٌ أو كسرى أنوشروان
في وجهه النصرُ المبين على العدا / لاحتْ بشائرهُ لكل معاني
في كفه سيفانِ سيفُ عناية / والشهمُ إبراهيم سيفٌ ثاني
سلْ عنهُ يُنبيك الحجاز مشافهاً / بدمار أهلِ الزيْغ والبهتان
من قبل كانت سُبْله مذعورةً / والآن صارت في كمال أمان
لا غروَ إن نجْداً أدامتْ شكرَه / فلقد كساها حُلةَ الإيمان
وسعتْ إلى زنجٍ طلائعُ جيشه / فأطاعها العَاتي من السودان
وتقلبُ الأروام عدلٌ شاهدٌ / كم منه قد نالُوا شديدَ طعان
حتى لقد باءوا بوافرٍ خزيهم / وتقاسموا حظاً من الخسران
لم تُخْطِ قامةُ رُمحِه أغراضَها / وإصابةُ الأغراضِ نيلُ أماني
أحيا بدولته علوماً قد غدتْ / لوضوحِها تُجلى على الأذهان
بطلٌ مكارمه الجليلةُ قلَّدت / هامَ الزمانِ مكللِ التيجان
يهنيك يا مصرُ لقد خرت البها / بمحمدٍ باشا على الشان
فأخطى بغاخر حكمِه وتمتعي / وبذلك افتخري على البلدان
مُدّي أكفّ الشكر وابتهِلي بأن / يُبقيه مولاه طويلَ زمانِ
يا صاحِ حبُّ الوطنْ
يا صاحِ حبُّ الوطنْ / حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ / من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان / آية كل مؤمن
يا صاح حبُّ الوطن / حلية كل فطن
مساقطُ الرُءوسِ / تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ / عنّا وكلَّ حرنَ
ومصرُ ابهى مولدِ / لنا وأزهى محتدِ
ومربعٍ ومعهدِ / للروح أو للبدنْ
شُدتْ لها العزائمُ / نِيطتْ بها التمائمُ
لطبعنا تُلائمُ / في السر أو في العَلنْ
مصرُ لها أيادِي / عُليا على البلادِ
وفخرهُا يُنادي / ما المجدُ إلا ديْدني
الكونُ من مصرَ اقتبسْ / نوراً وما عنه احتبسْ
وما فخارها التبس / إلا على وغدٍ دَنيِ
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ / عن سادةٍ ويُنْشَر
زهورُ مجد تنثر / منها العقول تَجْتنِي
دارُ نعيم زاهيَهْ / ومعدان الرفاهيَهْ
آمرةٌ وناهيهْ / قِدماً لكل المدنْ
تحنو على القريبِ / تحلو لدى الغريبِ
ترنو إلى الرقيبِ / شرراً بسهم الأعينْ
طُول المدا وَلودُ / وللهُدى ودودُ
ما أمَّها جَحودُ / إلا انثنى بالوهنْ
قوةُ مصرَ القاهره / على سِواها ظاهره
وبالعمارِ زاهِره / خُصّتْ بذكرٍ حَسنْ
منازلٌ رَحيبه / وبالمنى خَصِيبه
وللهَنا مُجيبه / وهي أعزُّ موطن
علومها حقائقُ / فهومها رقائقُ
رموزها دقائق / تحلو لأهل الفِطن
أما ترى الأهالي / ترقَى ذُرى المعالي
هم سادةٌ موالي / جمال وجه الزمن
أبناؤها رجالُ / لم يثنهم مجالُ
ولا بهم أوجال / في ليل وقعٍ دَجُن
وذوقهم مطبوعُ / وقدرهم مرفوعُ
وصيتهم مسموع / بشرف التمدن
وجندهم صنديدُ / وقلبه حديدُ
وخصمه طريد / بل مُدرجٌ في كفن
كل فتىً جليلْ / يعشق وادي النيلْ
كم فيه من نزيلْ / يقول مصر وطني
فإن تَرُمْ إسعادا / يا سعدُ دعْ سعادا
ولذْ بمنْ أعادا / لمصرَ فخرها السَّني
صادقُ وعدٍ محسنُ / وذكرُهُ يُسحتسنُ
ولا تزال الألسنُ / تشدو بذكرِ المحسن
ربُّ عُلاً وحسبِ / عن جده وعن أبِ
فقلْ لمصر انتسبي / إلى جريلِ المننْ
أدامُه ربُّ العلا / أميرَ عِزٍ وولا
بجاه طه مَن علا / بالعدلِ جورَ الفتنْ
هيا نتحالفْ يا إخوانْ
هيا نتحالفْ يا إخوانْ /
بأكيدِ العهد وبالأيمانْ /
أن نبذلَ صِدْقاً للأوطانْ /
وبيمْن سعيدٍ نحن نصانْ /
والفضل يجل عن النكران /
للحربِ هلمُّوا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمانْ
هيا اجتهدوا هيا اجتهدوا /
والحر ينجزُ ما يَعِد /
وجميعُ الناسِ لكم شهدُوا /
بشجاعتكم عند الميدان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا اتحدوا هيا اتحدوا /
للملَّةِ سيفُكم عضدُ /
وبيُمن سَعيدٍ نحنُ نُصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
فلكم قِدمٌ ولكم قَدمُ /
في الفضل وضدكم عدمُ /
ومعالمكم لا تنهدم /
بالتقوى تأسيسُ البنيان /
لحرب هلمُّوا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
أنتم كُرما أنتم نُبلا /
تحمُون الجيرةَ والنُّزُلا /
ولكم شرفٌ في الكونِ علا /
قدْراً لا يمحوه الملوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
فنزالِ نزالِ على الأعْدا /
لا ترعوْا في الأعْدا عَهدا /
فالوقتُ أتاح لكم سعدا /
وأذاقهم طعمَ الخسران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا انتظموا وارْقوْا أوْجا /
هيا اقتحمُوا فوجاً فوْجا /
هيا التحموا عند الهيجا /
هيّا هيا سُونكِي دوران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
لا تعطوا الأعْدا مِقْوَدكم /
لا ترضوْا أن تستبعدكم /
واللهُ تعالى أسعدكم /
بقتالٍ وهزم ذوي الطغيان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
بصوارمكم وعواليكم /
ومفاخركم ومعاليكم /
وبيُمن سعيد نحن نصان /
خوضوا بدما أهل العدوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
هولُ الأعداء طلائعكم /
وبنادقكم ولوامعكم /
وعذابُ الهون مدافعكم /
وصواعقكم رمُى الأهوان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قصباتُ السبقِ بها فُزتم /
وسهامُ المغنمِ قد حُزتم /
وحظوظُ الشهرةِ أحرزتم /
وبها امتزتم بين الأقران /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قسماً بجميل شروعكم /
في حفظِ وصون ربوعكم /
والنصرَ حليفُ دروعِكم /
وبيمن سعيد نحن نصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
هيا اشتبكوا هيا اشتبكوا /
وغبارُ المعْرك محتبكُ /
والعسجدُ هلا ينسبك /
إلا بمقاومة النيران /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
وطولُ الحرب لها طربُ /
وإليها الناجبُ ينجذب /
والضد لديهما مضطرب /
وحشاه يصير بها ولهان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
رؤساؤكم هم أُسْد شَرى /
كل منهم للمجد شَرى /
بمزاياهم فاقوا البشرا /
فهم الأمَرا وهم الأعيان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
فبنو مصر طُراً نُجبا /
ونجيب القوم الضيمَ أبى /
يُبدون لدى الهيجا العجبا /
أتُرى بين الأنجاب جبان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في السوْم ثمنٌ غالِ /
في تاريخ الزمن الخالي /
ونظام الملك لهم عالِ /
وله ذكرٌ بعد الطوفان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
وألوفُ قرونٍ بعدُ خلتْ /
في حكم سواها ما دخلت /
وبأسْر الغير لها بخلتْ /
فمن الأبنا كان السلطان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في ماضي الدهر قدْ بقيت /
تختاً لملوكٍ قد وُقيتْ /
شَرَّة الأغراب وقد سُقيت /
أكوابَ طِلاحبِّ العمران /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
قد حازت منزلةً عُليا /
وبذا دُعيتْ أمَّ الدنيا /
وبصيتٍ الموتى والأحيا /
فاقتْ مجداً كل البلدان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
في ذروتها العليا صعدت /
مصر وعوادي الدهر عدت /
فاحتلت قهراً وابتعدت /
دهراً عن ميزان الرجحان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
وتولى إمرتها الغُرَبا /
أعجاماً كانوا أو عَربا /
والحالُ ينادي واحربا /
والفرصةُ تدرك بالأزمان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
ربُّ الخيراتِ أراد لها /
خيراً من ذلك بدّلها /
بأكيد العهد وبالإيمان /
وبيمن سعيد نحن نصان /
للحرب هلموا يا شجعان / حب الأوطان من الإيمان
وبنوكِ الآن قد افتخروا /
بوقائعَ عُظمى وانتصروا /
ربحوا في الغرْوِ وما خسروا /
والأعداء عادوا بالخذلان /
للحرب هلموا يا شجعان / حبُّ الأوطان من الإيمان
لقد عزتْ منازُلنا
لقد عزتْ منازُلنا / علينا من ينازلُنا
منارُ عزيزنا عال / له خضعتْ عواذلنا
ألا ياع مصرُ قد وافَى / عزيزُك والهنا صافَى
حبانا منه إنصافا / وعدلا من يعادلنا
ألا يا مصرُ فابتهجي / بحكم عزيزك البهجِ
به تَرقَىْ ذُرَى الدرجِ / وبالحسنى يعاملنا
فهذا مثلُ والده / رشيدٌ في مقاصده
بطارفِه وتالدِه / تعود لنا فضائلنا
ممالك مصر معمورة / وبالخيرات مغمورة
ممالكُ مصرَ مشهوره / بها التاريخُ واصلنا
شدَتْ بعجائب الزمنِ / بدتْ بغرائب المدنِ
وَفتْ بمناقبِ الوطن / معالمنا تدوالنا
فمَن للمجد أن يشهدْ / نجازَ مقاصدٍ تُحمد
بهمة نجله الأوحد / بها راقتْ مناهلنا
فوادي النيل بالطبعِ / غدا متمكنَ الوضعِ
وقطبُ دوائر النفعِ / ومركزها أساكلنا
ولما مستْ الحاجه / كسوْنا نيلها تاجه
فهل صورٌ وقرطاجه / عن العليا تُسائلنا
لفتح الترعةِ الكبرى / بغرب النيل في مصرا
تجددُ للغنَى عصراً / به تسمو منازلنا
غروسُ صعيدنا تسمو / صنوفُ نباته تنمو
وحان لمجده يومُ / تمنّاه أوائِلُنا
مدارسُ مصر قد عادتْ / وعدةُ أهلها ازدادتْ
وفي الآفاقِ قد سادتْ / بجدٍ من يهازلنا
لنا في سابقٍ المجد / سباقٌ باءَ بالرشدِ
وكم في حوزة الحدِّ / سعاداتٌ تُقابلنا
ننظمُ جندَنا نظما / عجيباً يُعجز الفهما
بأسدٍ تُرعب الخِصْما / فمن يَقوى يناضلنا
رجالٌ ما لها عَددُ / كمالُ نظامها العُدَدُ
حلاها الدرعُ والزردُ / سنانُ الرمح عَاملنا
وهل لخيولنا شبهُ / كرائمُ ما بها شُبَهُ
إليها الكل منتبهُ / وهل تَخفى أصائِلنا
لنا في الجيش فرسانُ / لهم عند اللِّقا شانُ
وفي الهيجاءِ عنوانُ / تهيمُ به صَواهِلنا
فها الميدانُ والشُّقرا / سقتْ أُذن العِدا وقْرا
كأنا نرسلُ الصقرا / فمنْ يبغي يراسلنا
مدافعُنا القضا فيها / وحكمُ الحتْف في فِيها
وأهونُها وجافيها / تجودُ به معاملنا
لنا الرؤساءُ أبطالُ / رجالٌ أينما جالوا
بصولة عيلمٍ صالوا / يفوقُ الحدَّ صائلنا
لنا في المدنِ تحصينُ / وتنظيمٌ وتحسينُ
وتأييدٌ وتمكينُ / منيعاتٌ معاقلنا
زمانٌ بالهنا أقبلْ / وماضي العزمِ مستقبلْ
عزيزٌ نال ما أمّلْ / به نطقتْ دلائِلنا
ويرقى صَهوة المجدِ / ويصعد مدرجَ السعْد
بإقبالٍ بلا حدِّ / به تشدو بلابلنا
يُداوي الحربَ بالسلم / ويُعطى الطبَّ للكلم
ويشفى الصدرَ بالحِلْمِ / بهذا عمَّ طائِلنا
من أصل الفطرةِ للفطِنْ
من أصل الفطرةِ للفطِنْ / بعد المولى حبُّ الوطنْ
هبة من الوهاب بها / فالحمد الوهاب المنن
هبةٌ منَّ الوهّابُ بها / فالحمدُ لوهَّاب المنن
للموطن كلٌ ينتسبُ / ومعاهدُه أمٌ وأبُ
فصحيحُ العزِّ له سبب / يستملكُ صباً ذا شَجنْ
من أصل الفطرة للفَطن / بعد المولى حب الوطن
لما وجدوه دارَ حمَى / وصلوه وما قطعوا رَحِما
تخذوه لمأمنهم حَرَما / يُفدى بالروح وبالبدن
من أصل الفطرة للفَطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
في الدنيا مصر أجلُّ وطنْ / يدُها عُليا في كل زمنْ
فلكَم قهرتْ شاماً ويمنْ / فانقادَ الشامي واليمنى
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهابُ بها / فالحمد لوهاب المنن
والآن تسامتْ دولتها / وبإسماعيلٍ صولتُها
لو جالت عَظُمَتْ جولَها / من أرضِ الروم إلى عدنْ
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
للمصريين الوقتُ صفا / إذا موطنهم نال الشرفا
كلٌ بالمجد قد اعترفا / لعزيزِ العصر المؤتمن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
وعزيزُ الموْطن نخْدمهُ / برضاً في النفس نُحكِّمه
مالُ المضريِّ كذا دمهُ / مَبذولٌ في شرفِا الوطن
من أصلِ الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
تفديه العينُ بناظِرها / والنفسُ بخير ذخائرها
تُهدى في نيْلٍ مظاهرها / لشِرا العليا أغْلَى ثمن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
فرعيته الغُرَّا سعِدتْ / إذ عنها الآصارُ ابتعدت
ومفاصِل من عادى ارتعدت / للصادقِ صفوُ العيشِ هنى
من أصل الفطرة للفَطن / بعدَ المولى حبُّ الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
قَرِّي عيناً ثم ابتهجي / يا مصرُ بمولاكِ البَهج
ملكٌ في عشقِ المجد شجى / والمجدُ طراز للحَسن
من أصل الفطرة للفطن / بعد المولى حب الوطن
هبة منَّ الوهاب بها / فالحمد لوهاب المنن
فالمجد له قد مدّ يدا / وتخير توفيقاً عضُدا
من جدَّ ورامَ عُلاً وجدا / والحمدُ لوهاب المنن
خلِّ برلينَ ولندنْ
خلِّ برلينَ ولندنْ / يَصعدا أوْجَ التَّمدُنْ
واعتصمْ بالنيل تَسعدْ / واسلُ جَيحونَ والأردنْ
واطَّرح أنسَ دمشق / وانسَ بغداد والأرزن
مدْحُ مصر اليوم يَحسُن / أفصحتْ بالمدح ألْسُنْ
روضُ واديها خصيبٌ / فيه للنيلِ التَّسلطن
إن نقلْ جنةَ عدن / منك لا تُطلبُ أيمْن
تحتها الأنهارُ تجري / وبها التنعيم يقطن
مركزُ الدنيا جميعاً / منذُ أدوارٍ وأزمن
وأريبٌ حلَّ فيها / يصطفيها للتوطن
منزهٌ زاهٍ بهيّ / بالتزيِّن والتزيُّن
لا تزنْها بسواها / فهي عند الوزن ترْزُن
ذِكْرها في الذّكْرِ يَقضي / لعُلاها بالتمكّن
كيف لا تنمو وفيها / روحُ جثمانٍ التَّيَمُّن
إن إسماعيل أصلٌ / حولَه الأنجالُ أغصُن
قد حذوْا حذوَ أبيهم / صوبَ عطفٍ وتحنُّن
سرُّ تَوفيقِ إلهٍ / أمرُه في قول كُن
أسكنَ المُلْكَ ببيتٍ / لم يكنْ لولاه يُسكن
وارتقتْ مصر مقاماً / عنده الأقيالُ تجبن
أشرقتْ فيها شموسٌ / نوّرتْ أفقُ التفطُّنْ
كم فنون مبدعات / زانها حسن التفتن
وتعاديك أصولٌ / طبقَ مِنهاج التديُّن
وقوانينُ تجار / قصدُ ترويح التدهقن
جندُها براً وبحراً / لا يُبارَى في التمرُّن
فهُمو أسدُ عرينٍ / سيفُهم للفتكِ برثن
كم جَوارٍ منشآتٍ / بلغاتِ البحر تَرطن
سفنُ إسماعيل قالت / افترضْ ما شئتَ واسْنُن
حَوَّلَ البرزخَ بحراً / ونسيمُ السعدِ يَسفن
ومنيعاتُ بروجٍ / محكماتٍ في التحصّن
كم طريقٍ من حديدٍ / تسبقُ الطَّير فيمكن
وبريدٌ كهربائي / وحْيه لمحةُ أعين
ووبوراتُ مياه / كجبالٍ النار تُدْخِن
ومبانيها العوالي / كمعالي الملكِ تَرصُن
كم بها من سلسبيل / كوثريً ليس يَأسن
عينه العذبةُ منها / عينُ أهل الحقدِ تَسْخن
وشموسُ الغازِ يجلو / نورَها ما كان يَدجن
منظرُ الألعاب يسمو / بأعاجيبِ التلوُّن
وجيادُ الخيل قالت / قد رَبحنا السبقَ فامنن
مصرُ إسماعيل نالت / صِفوَ عيشٍ ليس يأجن
سل قُراها كي تراها / ألفتْ وصفَ التحسن
وبَوادي كل وادي / أنفتْ طبعَ التَّخشُّنْ
فلنهنئْهُ بعامٍ / ذي سُعودٍ عن تَيقُّنُّ
كسنينٍ تتوالى / بدلالاتِ التضمن
فاحظَ بالبُشرى وأرِّخْ / دَوْرَ تقديمِ التمدُن
نحنُ أبناء مصر لولا ظفرُنا
نحنُ أبناء مصر لولا ظفرُنا / بمعالي مجْدِه ما ظهرنا
إن سرّ العزيز سرٌّ عجيبٌ / قد هدانا سُبلِ الرشادِ فسرْنا
سهرَ الليالي لاكتساب المعالي / فاقتفينا طريقَه وسهرنا
صادقُ الوعد سابقُ السعد مولى / صحَّ إسعادُنا به فافتخرنا
وإذا قيل من به أهلُ مصرٍ / سابقوا للعلا إليه أشرنا
وجرْينا في حومةِ السبق ركضاً / وسبقنا إلى مدىً وانتصرنا
كم بسطنا بساطَ عزٍ ومجد / كان قبلاً قد انطوى فنشرنا
عمرك الله إنْ أردتَ اختبارا / في ميادين سبْقِنا فاخْتَبرْنا
قد جانا الخديو تشويقَ مجد / بجميل الثنا عليه ابتدرنا
خصَّنا ودُّه بأبهى امتيازٍ / فنظمنا لآلئاً ونثرنا
وطلبنا لدولةِ العز حفظاً / وبقاءً وبالدعاء جهرنا
كلنا شاكرٌ فيا سعدُ أرّخْ / بجميلٍ كافأتنا فشكرنا
قد أنعمَ اللهُ على مصرَ ومنّ
قد أنعمَ اللهُ على مصرَ ومنّ / بنعمةٍ تعدُّ من أسْنى المِننْ
وفق إسماعيل وهو المؤتمنْ / فمن يُسامى صادقَ الوعدِ فمنْ
كم ظهرتْ في عهده مفاخرْ / فاقتْ به الأوائلُ الأواخرْ
برُّ الندى كالنيل وهو زاخرْ / يجودُ فيضُه بإسعاد الوطن
في مصره كل المزايا حازها / والعدلُ في أيامه الغرِّ زها
وقد أجادَ للعلا إعزازها / وخَاطِبُ الحَسْنا يغالي في الثمنْ
أيامه جميعُها مواسمُ / نواسمُ الأنس بها بواسمُ
وكم له حول الحمى مراسمُ / تجري بعدله إلى أهدى سنن
في دولة الأمانِ والأماني / عزُّ الحمى لديه في ضمانِ
فالذهبُ الأكسيرُ كالجمانِ / عن جابرٍ يروى غِنى هذا الزمنْ
لا غروَ أن توالت الأفراحُ / وقد زها الأنسُ والانشراحُ
ودار في روح التهاني راحُ / وغردَ القمريُّ على أعلى فَننْ
عرسُ المشير ثالثِ الأنجالِ / في غاية التبجيلِ والجمالِ
وصف سَناه واسعُ المجالِ / يَكِلُّ عن بيانه أولو اللُّسنْ
فراحُه في أقفَنا كواكبُ / أنوارُها تزهو بها مواكبُ
وأنعمٌ من جوده سواكبُ / في السر درُّها وفي العلنْ
يتيه عجباً حَسنٌ بعُرسِه / كعجبهِ قدماً بعالى دَرْسِه
فليقتطفْ داني الجنى من غرسه / كما اجتنى من العلوم كلَّ فنْ
نسيمُ أنس عرسِه هبَّتْ رخا / ومن غَوالي طيبه شَممْنا الرخا
من حاسدِ عوَّذه من أرخا / بالحسنين عوذوا صفواً حسن
روضةٌ بالحسن غِنَا
روضةٌ بالحسن غِنَا / في رباها الطيرُ غَنَّى
تخطبُ الظبى الأغنا / وسواه لم يَحزه
وبها أبهجُ قصرِ / شِيد للعليا بمصر
حُسنه مفردٌ عصري / قلْ لإبراهيم جُزْه
يا فتى من نسلِ أحمد / كم خصالٍ فيك تُحمدْ
لك درُّ العقد مفرد / كنزُ درٍ فاكتنزه
لك بالأفراح عرسُ / كله حظٌ وأنسُ
كم به صنفٌ وجنسُ / بالتهاني فاعتززه
فنديمُ الأنس صَافي / لك بالراح سُلافا
زمنُ الاسعادِ وافى / فانتهبه وانتهزه
قَدمٌ في المجد أرْسَخ / علمٌ في السعد أشْمخ
ومقامُ العزّ أرخ / بختُ إبراهيمَ يَزهو
سيدٌ عزمُهُ أحدُّ من السي
سيدٌ عزمُهُ أحدُّ من السي / ف وأمضى من عامل المُرّانِ
أشرقتْ مصرنا بشمس علاه / وتباهَتْ مجداً على البلدان
ورث المجدَ عن أبيه وقد زا / د على سابقيه بالإحسان
واستنارت بفكره مدلهمّا / تُ أمورٍ أعيتْ لكلّ معاني
وفّى العلى حقّها زمانٌ
وفّى العلى حقّها زمانٌ / رضا حسينٍ عليه دَينُ
روضُ الأماني به نضيرٌ / وصفْوُ سلساله لُجين
منافع القطر منه ضاءت / لها بنور النجاح عين
تزوه دواوينه ابتهاجا / إذْ أرّخَتْ ناظري حسين
سعادتنا بإحرازِ المعالي
سعادتنا بإحرازِ المعالي / بها عصر الهنا أضحى ضمينا
نحوز المجد بالهمم العوالي / وصاحب مصر إسماعيل فينا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025