المجموع : 34
لِمَنِ الرُّسُومُ بِرَامَتَيْنِ بلِينا
لِمَنِ الرُّسُومُ بِرَامَتَيْنِ بلِينا / كسيت مَعَالِمُهَا الهَوى وَعَرِينا
دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ / حَرَكاتُهُنَّ مِنَ الغَرامِ سُكُونا
أَيْقَظْتُ فِيها كُلَّ وَجْدٍ هَاجِعٍ / بِيَدِ السُّهادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا
وَجَرَتْ رِكابُ البَيْنِ فيها بِالجَوى / فَتَخالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا
لَوْ كُنْتُ أَعِرفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ / مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا
لاَ طلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلالِها / مَا لَمْ يَكُنْ بِفنائِها يُغْنِينا
وَاهاً لأَيَّامِ الرَّبِيباتِ الَّتي / فِيها نَحُلُّ نَوىً وَنَعْقِدُ لِينا
أَفَلَت كواكِبُ صَوتي بِأُفولِها / فَلَو أَنَّ أَيّاماً بَقينَ بَقِينا
سَهَّلْنَ وَعْرَ الوَجْدِ في طُرُقِ الهَوى / وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزاءِ مَصُونا
دِمَنٌ كَأَنَّ البَيْنَ فِيها آخِذٌ / بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا
كَتَبَتْ بِأَقْلامِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً / تُقْرَا بِأَفْواهِ الجُفُونِ خَفِينا
فَكَأَنَّني وَحَبِيبُ قَلْبي مُنْشِدٌ / يا رَبْعَ خَوْلَةَ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا
تَاللَهِ لَوْ أُنْسِيتُ في سِنَةِ الكَرى / شَوْقي إِلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا
وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسنَانِ الحَشى / عَمَّا يُبِينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا
أَضْحى يَقِينُ الصَّبْرِ بَيْنَ ضُلوُعِهِ / شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا
حَتَّى تَطَلَّعَ قَلْبُهُ مِنْ صَدْرِهِ / جَزَعاً وَأَظْهَرَ سِرَّهُ المَكْنُونَا
لَعِبَتْ بِهِ أَيْدي البِلى فِي مَلْعَبٍ / لَوْ أَنَّنَا مُتْنا بِهِ لَحَيينا
عَلِقَ الهَوى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعايَةٍ / مَازَالَ في وَلَعِ السُّلُوِّ رَكِينا
صَالَ الزَّمانُ بِهِ عَلى أَحْدَاثِهِ / حَتَّى كَأَنَّ لَهُ عَلَيْهِ دُيُونا
تَفْنى مَدَامِعُنا وَمَا نَفْنى بِها / فَكَأنَّها سَخِطَتْ لِما يُرْضِينا
مُتَرَسِّماتٍ بِالرُّسُومِ تَخَالُ في / أَلْوَانِها مِمَّا بِنا تَلْوِينا
حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ لأَحْمَدَ عنْوَةً / أَنْ لا يَزَالَ عَلَى الخُطُوبِ مُعِينا
حَرَمٌ لِغَاشِيَةِ النَّدى لَوْ لَمْ يَكُنْ / تُغْشى يَدَاهُ بِالسُّؤَالِ غُشِينا
كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ / أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا
قَدْ أَوْرَقَتْ مِنْهُ الظُّنُونُ وَأَثْمَرَتْ / نَيْلاً يَظَلُّ الشَّكُّ فيهِ يَقِينا
طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنى طُلابِها / فَوَقَفْنَ مِمَّا قَدْ وَقَفْنَ وَجِينا
يَهْتَزُّ لِلْجَدْوى اهْتِزَازَ مُهَنَّدٍ / أَبْلَتْ مَضَارِبُهُ الغَدَاةَ جُفُونا
تُثْنَى إِلَيْهِ أَعِنَّةُ الرَّوْعِ الَّذي / يَدَعُ الجَوادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينا
خَطَبَ السُّيوفَ مِنَ الحُتُوفِ وَلَمْ يَكُنْ / بِمُهُورِهِنَّ عَلَى البَقاءِ ضَنِينا
وَكَذَاكَ أَطْرَافُ القَنا مِنْ طَعْنِهِ / تَرَكَتْ لأَوْراقِ الصُّخُورِ غُصُونا
كَالشَّمْسِ حُسْناً وَالحُسَامِ خُشُونَةً / وَالمُزْنِ جُوداً وَالأَرَاكَةِ لِينا
يا مُسْقِماً بِالْبَذْلِ صِحَّةَ مَالِهِ / فِينا وَهادِمَهُ بِما يَبْنِينا
أَسْرَجْتَ في دَاجِي الوَغى لِبَني العِدَا / سُرُجاً بِكَفِّكَ في النُّحُورِ طَعِينا
وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ / جَعَلَ الثُّرَيَّا فِي ثَرَاهُ كَمِينا
لا بَاتَ بَأْسُكَ تَحْتَ أَشْراكِ الوَغى / أَبَداً لِحُزْنِ الحادِثاتِ حَزِينا
أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرقَ الغِنى / وَدَفَعْتَ عَنِّي بِاليَقِينِ ظُنُونا
وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزائِمي / وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزاءِ فِيكَ قَرِينا
وَكَسَوْتَنِي وَالْمَكْرُمَاتُ تَقُولُ لِي / اِفْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا
مِنْ كُلِّ سَافِرَةِ الطِّرازِ كأنَّها / تَصِفُ المَكارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا
لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَواكِباً / أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا
وَكأَنَّما الآمَالُ عَنْكَ تَفَرَّعَتْ / فِينا فَما يَطْلُبْنَ غَيْرَكَ فِينا
فَاسْلَمْ فَإِنَّكَ مَا سَلِمْتَ مِنَ الرَّدى / وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَياةِ سُقِينا
صَوْلَجُ لامَيْنِ في عِذَارَيْنِ
صَوْلَجُ لامَيْنِ في عِذَارَيْنِ / في ذَهَبِيَّيْنِ جَوْهَرِيَّيْنِ
يَا بِأَبِي كَيْفَ شَفَّنِي سَقَماً / سَوَادُ هَذَيْنِ في سَنَا ذَيْنِ
قَدْ زَهَتِ الرَّاءُ مِنْ مُقَبَّلِهِ / فَوْقَ نِظَامَيْنِ لُؤْلُؤِيَّيْنِ
وَاخْتَرَطَ الغُنْجُ مِنْ لَواحِظِهِ / سَيْفَيْنِ لِلْسِّحْرِ بَابِلِيَّيْنِ
يَا مُرْهَفَيْ مُقْلَتَيْهِ دُونَكُما / قَلْبِي فَقُدَّاهُ نِصْفَيْنِ
وَيا عِذَارَيْهِ هَاكُما كَبِدِي / فَابْتَدِرَا نَحْوَها بِسَيْفَيْنِ
أَقْبَلَ الوَرْدُ فَوْقَ وَجْنَتِهِ / مِنْ غَرْسِ لَحْظِ العُيونِ لَوْنَيْنِ
وَرَاحَ لِلْتِّيهِ في مُعَصْفَرَةٍ / وَهْوَ مِنَ الزَّهْوِ في وِشَاحَيْنِ
بادَرَ عَيْني فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً / يَجْعَلُهُ بَيْنَها وَمَا بَيْنِي
تُجْرَحُ خَدَّاهُ مِنْ مُلاحَظَتِي / يا رَبِّ فَاحْكُمْ لَهُ عَلَى عَيْني
لا وَاخَذَ اللَهُ مَنْ هَوِيتُ وَلَوْ / قَدَّ فُؤَادي هَوَاهُ شَطْرَيْنِ
يَمْطُلُ كُلَّ العِبادِ دَيْنَهُمُ / وَهْوَ مُلَبّىً بِذَلكَ الدَّيْنِ
مِنْ أَيْنَ لِلْبَدْرِ حُسْنُ صُورَتِهِ / وَقَدُّهُ لِلْقَضِيبِ مِنْ أَيْنِ
قُلْ لِسَمِيِّ الوَصِيِّ يا ثانِيَ القَطْ / رِ وَيَا ثالِثَ الرَّبِيعَينِ
وَيا هِلالاً بَدَتْ مَطَالِعُهُ / فِي أُفْقِ بَدْرَيْنِ تَغْلِبِيَّيْنِ
مَا أَرْطَبَ العَيْشَ في ذَرَاكَ وَمَا / أَهْنَا النَّدى في جَنَابِكَ الْلَّيْنِ
عَلَوْتَ في المَجْدِ كلَّ مَكْرُمَةٍ / كُنْتَ بِها ثالِثَ السِّماكَيْنِ
مَنْ قَاسَ جَدْوَاكَ بِالغَمامِ فَما / أَنْصَفَ في الحُكْمِ بَيْنَ شَكْلَيْنِ
أَنْتَ إِذا جُدْتَ ضَاحِكٌ أَبَداً / وَهْوَ إِذا جَادَ دَامِعُ العَيْنِ
يَوْمَاكَ يَوْمَانِ في سِجَالِهِما / ضِدَّانِ قَدْ وُكِّلا بِضِدَّيْنِ
يَوْمَانِ يَمْشي الأَنامُ بَيْنَهُما / قِسْمَيْنِ بَيْنَ الفَلاحِ والحَيْنِ
حَلْفاً لَقَدْ حُزْتَ كلَّ مَكْرُمَةٍ / وَالحَلْفُ بِالْمَيْنِ لَيْسَ بِالْمَيْنِ
يَنْظُرُ مِنْكَ الأَنَامُ بَدْرَ دُجىً / وَصارِماً فَاتِكَ الغِرَارَيْنِ
والشَّمسُ لمَّا بَرَزت بارِزَةً / والأَسدَ الباسطَ الذِّراعَينِ
زِينَ بِكَ الشِّعْرُ فَهْوَ يَرْفُلُ مِنْ / مَدْحِكَ في حُلَّتَيْنِ مِنْ زَيْنِ
زَادَ جَمَالُ القَرِيضِ يَا ابْنَ أَبي الهَيْ / جَاءِ لَمَّا أَتَاكَ ضِعْفَيْنِ
طَافَ بِشَمْسَيْنِ مِنْ عُقارَيْنِ
طَافَ بِشَمْسَيْنِ مِنْ عُقارَيْنِ / في ذَهَبِيَّيْنِ جُوْهَرِيَّينِ
قَضِيبُ بَانٍ مِنْ فَوْقِهِ قَمَرٌ / يُدِيرُ كَأْسَيْنِ مِنْ مُدَامَيْنِ
يَكادُ عِنْدَ القِيامِ يَقْسِمُهُ الر / رِدْفُ إِذا ما انْثَنى بِقِسْمَيْنِ
كأَنَّما وَرْدُ وَجْنَتَيْهِ عَلَى / خَدَّيهِ نارَانِ فَوْقَ ماءَيْنِ
لا النَّارُ تُطْفى بِالمَاءِ فِيهِ وَلا ال / ماءُ بِجارٍ مِنْ تَحْتِ هَذَيْنِ
فَانْظُرْ إِلَيْهِ كأَنَّما انْقَطَعَتْ / أَصْداغُ صُدْغَيْهِ خَوْفَ نارَيْنِ
في لَيْلَةٍ طَرَزَتْ غِلالَةَ خَدَّيْ / هِ لَدى فَجْرِهِ طِرازَيْنِ
فَكُلَّما مَثَّلَ الصَّباحَ لَنا / تَمَثَّلَ الليْلُ فِيهِ مِثْلَيْنِ
تَبْكي لِوَجْدٍ فيهِ كَواكِبُهُ / كَما بَكى ناظِرٌ بِدَمْعَيْنِ
كَأَنَّما أَسْلَفَتْ سَوَالِفُ خَدَّيْ / هِ لِضَوْءِ الصَّباحِ صُبْحَيْنِ
عَانَقْتُ بَدْراً فيهِ وَعَانَقَنَي / فَصَارَ حَظِّي مِنْ ذَيْنِ حَظَّيْنِ
وَالبَدْرُ قَدْ وَشَّحَتْ يَداهُ مِنْ ال / وَجْدِ لأَعْناقِنا وِشَاحَيْنِ
كأَنَّما كَانَ عَاشِقاً ظَفِرَتْ / يَداهُ مِنْ هَجْرِنا بِوَصْلَيْنِ
كأَنَّنا وَالظَّلامُ يَجْمَعُنا / صُبْحانِ لاحَا مِنْ تَحْتِ لَيْلَيْنِ
قَالوا جَفَاكَ الَّذي تَهْوى فَقُلْتُ لَهُمْ
قَالوا جَفَاكَ الَّذي تَهْوى فَقُلْتُ لَهُمْ / نَوْمِي تَعَلَّمَ مِنْهُ فَهْوَ يَجْفُوني
لَوْ قَاسَ مَنْ قَدْ مَضى حُبِّي بِحُبِّهِمُ / كانُوا إِذا وُصِفَتْ أَشْجَانُهُمْ دُوني
كأَنَّ دَمْعِي عَلَى خَدَّي وَصُفْرَتَهُ / حَبَابُ دَمْعِ النَّدى مِنْ حَوْلِ نِسْرِيْنِ
يا مُلْبِسِي مِنْ ثِيابِ صَبْري
يا مُلْبِسِي مِنْ ثِيابِ صَبْري / عَلَيْهِ مُذْ غَابَ حُلَّتَيْنِ
لَمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لِي دُمُوعاً / أَبْكي بِها خِيفَةً لِبَيْنِ
لأنَّ دَمْعِي أَصابَ عَيْنِي / عَلَيْكَ لَمَّا بَكَتْ بِعَيْنِ
لِي هَوىً فِيكَ مَصُونُ
لِي هَوىً فِيكَ مَصُونُ / لَيْسَ لِي فيهِ مُعِينُ
يَا حَبِيباً خَانَ عَهْدي / أَنا مِمَّنْ لا يَخُونُ
عُدْ إِلى تَجْدِيدِ وَصْلِي / قَالَ خُذْ فِيما يَكُونُ
وَصْلِيَ اليَوْمَ ظُنُونٌ / لَكَ وَالهَجْرُ يَقِينُ
فَدَيْتُ مَنْ قَالَ وَقَدْ زُرْتُهُ
فَدَيْتُ مَنْ قَالَ وَقَدْ زُرْتُهُ / هَوَاكَ عَنْ غَيْرِكَ يَنْهاني
لا وَاصَلَتْ رُوحي لِجِسْمِي إِذا / فَارَقْتَني إِلا بِهِجْرانِ
وَلا تَهَنَّيْتُ لَذيذَ الكَرى / إِذا تَجافَتْ عَنْكَ أَجْفانِي
تَبارَكَ مَنْ كَسَا خَدَّيْكَ وَرْداً
تَبارَكَ مَنْ كَسَا خَدَّيْكَ وَرْداً / تَطَلَّعَ مِنْ فُرُوعِ اليَاسَمِينِ
وِصَالُكَ جَنَّتِي وَجَفَاكَ نارِي / وَوَجْهُكَ قِبْلَتِي وَهَوَاكَ دِيني
أَكُلُّ النَّاسِ تَمْطُلُهُمْ بِدَيْنٍ / لَقَدْ أَوْثَقْتَ نَفْسَكَ بِالدُّيُونِ
وَنَارَنْجٍ تَميلُ بِهِ غُصُونٌ
وَنَارَنْجٍ تَميلُ بِهِ غُصُونٌ / فَيَغْدُو مَيْلُها كَالصَّوْلَجانِ
أُشَبِّهُهُ ثَدَايا ناهِداتٍ / غَلائِلُها صُبِغْنَ بِزَعْفَرانِ
لِكَرامَتي أَعْرَضْتَ لا لِهَواني
لِكَرامَتي أَعْرَضْتَ لا لِهَواني / لَمْ تَجْفُني حَتَّى اهْتَمَمْتَ بِشَاني
أَصْلُ التَّغَضُّبِ في هَواكَ مَحَبَّةٌ / تَدَعُ المُحِبَّ بِصُورَةِ الغَضْبانِ
فَاشْغَلْ فُؤادَكَ بِي فَلَسْتُ مُبَالِياً / أَشَغَلْتَهُ بِهَوايَ أَمْ هِجْراني
وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً
وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً / يُحَيِّرُ مِنْ حُسْنِهِ العَالَمِينا
لِصُدْغَيْهِ ظِلٌّ عَلَى وَجْنَتَيْهِ / كَظِلِّ غُصُونٍ تَثَنَّيْنَ لِينا
إِذا اشْتَدَّ حَرُّ اشْتِياقِ القُلوبِ / أَقَالَتْ بِها أَنْفُسَ العَاشِقِينا
سَلَّتْ لَوَاحِظُهُ سُيُوفاً في الوَرى
سَلَّتْ لَوَاحِظُهُ سُيُوفاً في الوَرى / جَعَلَتْ لَهُنَّ قُلُوبَنا أَجْفانا
فَكأَنَّما حَدَقُ الحِسَانِ تَبَدَّلَتْ / مِنْ خُفْرَةٍ بِمَكانِهِنَّ مَكانا
فِي كلِّ قَلْبٍ مِنْ هَوَاهُ سَرِيرَةٌ / أَخَذَتْ لَهُ مِمَّا يَخافُ أَمانا
لَوْ أَنَّ دَمْعِي نَظيرُ وَجْدي
لَوْ أَنَّ دَمْعِي نَظيرُ وَجْدي / لابْيَضَّ مِنْهُ سَوادُ عَيْنِي
أَعَادَ لَيْلِي عَلَيَّ فِيها / لَيْلَ صُدُودٍ وَلَيْلَ بَيْنِ
هَجْرُكَ لِي شاهِدٌ بِأَنِّي / أَحِنُّ لَيْلي بِغَيْرِ أَيْنِ
كأنَّما الفَرْقَدانِ كَانا / علَى الثُّرَيَّا مُراقِبَيْنِ
كَأَنَّها كَفُّ لازَوَرْدٍ / بِها تَطارِيفُ مِنْ لُجَيْنِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ / عَمْداً وَفَارَقْتُ خُلاناً بِخُلانِ
فَلْيَبْلُغِ الشَّوْقُ بِي أَقْصى مَرَاتِبِهِ / فَكَمْ بُدُورٍ عَلَى قُضْبانِ كُثْبانِ
فَإِنَّني باذِلٌ بِالصَّبْرِ عِنْدَ فَتىً / تَقْبِيلُ وَجْنَتِهِ وَالرُّكْنِ سِيَّانِ
إِذا نَظَرَتْ نَحْوَنا جَرَّدَتْ
إِذا نَظَرَتْ نَحْوَنا جَرَّدَتْ / سُيُوفَ الهَوى بِأَكُفِّ المَنْونِ
وَتُظْهِرُ لِلْحُسْنِ إِنْ أَسْفَرَتْ / هِلالَ المُنى في سَحابِ الظُّنُونِ
كأَنَّ دُجى الشَّكِّ في سُخْطِها / وَضَوْءَ الرِّضَا فِي بَياضِ اليَقِينِ
وَإِنْ عَرَّسَ الوَجْدُ بي عَرَّسَتْ / رِكابُ الدُّمُوعِ بِرَبْعِ الجُفُونِ
أَلِفَ السُّقْمُ جِسْمَهُ وَالحَنِينُ
أَلِفَ السُّقْمُ جِسْمَهُ وَالحَنِينُ / وَبَرَاهُ الهَوى فَلَيْسَ يَبِينُ
قَدْ سَمِعنا أَنِينَهُ مِنْ قَرِيبٍ / فَاطْلُبوا الجِسْمَ حَيْثُ كَانَ الأَنِينُ
لَمْ يَعِشْ أَنَّهُ جَلِيدٌ وَلَكِنْ / طَلَبَتْهُ فَلَمْ تَجِدْهُ المَنُونُ
لا تَراهُ العُيُونُ إِلا ظُنُوناً / وَهْوَ أَخْفى مِنْ أَنْ تَراهُ العُيُونُ
فَهْوَ حَيٌّ لَمْ يَحْوِهِ طَرْفُ حَيٍّ / وَهْوَ مَيْتٌ في جِسْمِهِ مَدْفُونُ
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ / لِجَميعِ آرامِ الفُتُونِ
قَدْ جَرَّعَتْ بِفُتُونِها / عُشَّاقَها غُصَصَ المَنُونِ
أُسْدُ الحِمام إِذا عَدَتْ / مِنْ بَيْنِ غَاباتِ الجُفُونِ
بِلِحاظِهِ سَيْفُ المَنُو
بِلِحاظِهِ سَيْفُ المَنُو / نِ مُجَرَّداً بِيَدِ الفُتُونِ
وَإِذا تَثَنَّى قَدُّهُ / أَزرى بِتَحْرِيكِ الغُصُونِ
فَدُمُوعُ عَيْني إِذْ رَأَت / هُ تَجودُ بِالدَّمْعِ المَصُونِ
مَا تَطْعَمُ الإِغْماضَ مِنْ / قِصَرِ الجُفُونِ عَنِ الجُفُونِ
كَلَفِي بِمَنْ لَمْ يَقْضِ دَيْنِي
كَلَفِي بِمَنْ لَمْ يَقْضِ دَيْنِي / سَبَبٌ إِلى تَلَفِي وَحَيْنِي
عَشِقَ السَّقَامُ جُفُونَهُ / عِشْقَ السُّهَادِ جُفُونَ عَيْنِي
لَمْ يَكْفِني هجْرانُهُ / حَتَّى تَعَقَّبَني بِبَيْنِ
قَرَّتْ بِقُرْبِ المُلْتَقى عَيْني
قَرَّتْ بِقُرْبِ المُلْتَقى عَيْني / مِنْ بَعْدِ مَا بَرَّحَ بي حَيْنِي
وَقَرَّبَ التَّقْرِيبُ لِي لَذَّتِي / وَزَالَ عَنِّي البَيْنُ بِالْبَيْنِ