المجموع : 26
وعِصَابَةٍ قَطَفَتْ رُؤُوسَهُمُ الظُّبى
وعِصَابَةٍ قَطَفَتْ رُؤُوسَهُمُ الظُّبى / قَطْفَ البَنَانِ أزَاهِر البُسْتَانِ
غَدَرُوا ومَا شَعروا بأَنَّ وَرَاءَهم / لِلْحَقِّ أَنْصَاراً عَلَى البُهْتَانِ
فَانْظُرْ إِلى هَامَاتِهِمْ مُسْوَدَّةً / كَالليْلِ غَيْرَ بَوَارِقِ الأَسْنَانِ
لاحَتْ مِنَ السُّورِ المُنِيفِ بِصَفْحَة / بَيْضَاءَ كَالشَّامَاتِ والخِيلانِ
كَرَّتْ سَوافِحُ عَبْرَتِي أَشْجَانِي
كَرَّتْ سَوافِحُ عَبْرَتِي أَشْجَانِي / فنُضُوبُ طَرْفِي لامْتِلاء جَنَانِي
وَمِن العَجائِبِ أن يَدُلَّ علَى الهَوى / مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى السُّلْوَانِ
عَكْسَ الحَقائِق في الهَوى مُتَعَارَفٌ / فَتَرَى الأُسُودَ قَنَائِصَ الغِزْلانِ
ولَقَدْ نَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ أقْوَى عَلَى / غَصْبِ النُّهَى مِنْ فَاتِرِ الأجْفَانِ
يا مَنْ لَها خُلْفُ المَوَاعِدِ عَادَةٌ / أمِنَ الوَفاءِ سُطاكَ بِالهَيْمَانِ
أَرْدَفْتِ في هَجْرِي كَرِدْفِكِ غِلْظَةً / وشَبِيهُ خِصْرِكَ رِقَّةً جُثْمَانِي
باللَّهِ قُولِي يَا ابْنَةَ الأَقْيال مَا / هَذَا العِقابُ وَمَا أنَا بِالجَانِي
هَلا أَبَحْتِ مِنَ الرِّضَى مَمْنُوعَه / إنَّ الحِسَانَ مظنَّةُ الإحْسَانِ
أمّا هَوَاكِ فَعَنْ سِوَاك مُكَتَّمٌ / والسِّرُّ عِنْدَ الحُرِّ فِي كِتْمَانِ
لا تَحْسَبِي أنِّي جَنَحْتُ لِسَلْوَةٍ / أنَّي وَما بِي جَلَّ عَنْ حُسْبَانِ
هَذا عِنانِي في يدَيْكِ وإنَّما / فازَتْ يَدَايَ بأَنْ مَلَكْتِ عنَانِي
بِأبِي التِي قَرَنَتْ مَحاسِنُ خدِّهَا / باليَاسَمِينِ شَقَائِقَ النُّعْمَانِ
وَتَبَسَّمَتْ عَن وَاِضحاتِ لآلِئٍ / مَغْرُوزَةٍ في فَائِقِ المَرْجانِ
ولَئِنْ رَنَتْ بِلَوَاحِظٍ من نَرْجسٍ / فَلَقَدْ عَطَتْ بأَنَامِلِ السُّوسانِ
ما عابَها إِلا قَسَاوَةُ قَلْبهَا / مَعَ أَنَّهَا لِيناً كغُصْنِ البَانِ
لَوْ أنَّ سُودَ جُفونِها بِيضٌ إذَنْ / زَحَفَتْ بِهَا الفُرْسَانُ لِلْفُرْسانِ
عَمِدَتْ إِلى أَخْذِي ويا عَجَباً لها / أَيُؤَاخَذُ المَفْتُونُ بالفَتَّانِ
لَجَّتْ فَتُعْرِضُ عن يَقينِ صَبابَتي / لِلعاذِلاتِ يَجِئْنَ بالبُهْتَانِ
ولَرُبَّما حَظِيَ الرَّسولُ بِوَصْلِها / ولِقائِها وحَظِيتُ بالحِرْمانِ
أنَا في هَواها مِثلُها في حُسنِها / تاللَّهِ ما لي فِي العلاقَةِ ثانِي
فَإِذا تُعَدِّد عذْرَةٌ عُشَّاقَها / كُنْتُ المُقَدَّمَ في أخيرِ زَمَانِ
لا تَشْمَتُوا بِيَ إنْ ذَلَلْتُ لِعِزِّها / فَهَوى الغَواني أَصْلُ كُلِّ هَوانِ
ولَقَد أتِيهُ عَلى المُلوكِ بأَنَّنِي / لِلْمُرْتَضَى يَحْيَى مِنَ العِبْدانِ
رقَّ مَولانا لِعَبْدٍ زَمِنِ
رقَّ مَولانا لِعَبْدٍ زَمِنِ / دَنِفِ الجِسْمِ لِشَكْوٍ مُدْمِنِ
لم يَكُنْ يَبْعُدُ عَهْداً بالصِّبى / وهْوَ في ضَعْفِ الكَبيرِ اليَفَنِ
قَدْ وَنَى خَطْواً كَما شاءَ الضَّنَى / ولهُ نَهْضَةُ شُكْرٍ لا تَنِي
فَشَفَى شَكْواهُ مِن عُسْرَتِهِ / وضَناهُ بالسَّماحِ الهَتِنِ
وَرَأَى إِبقاءهُ في خِدْمَةٍ / وهْوَ أهْلٌ لِجَسيمِ المِنَنِ
لَم يَزَلْ عَطْفُ الأَميرِ المُرْتَضَى / ونَداهُ أبداً يُنْعِشُنِي
لا أَخَافُ الهونَ في دَوْلَتِهِ / مَنْ يكُن عَبْداً لَهُ لا يَهُنِ
متُّ وَجْداً لِثَوَائِي بَعْدَه / وَكَريمُ القَصْدِ بي أنْشَأَنِي
خَصَّنِي مِن خِدْمَةِ النَّجْلِ الرِّضَى / بِحَنَانٍ وامْتِنَانٍ عَمَّنِي
قَمَرُ السَّعْدِ الذي يُسْعِدُني / وَحَيا الجُودِ الذي يُوجِدُنِي
دامَ للدِّينِ وللدُّنيا حِمىً / خَالِدَ المُلْكِ خُلُودَ الزَّمَنِ
رَأى اللَّه مَا أرْضاهُ من سَعْيهِ الأَسْنَى
رَأى اللَّه مَا أرْضاهُ من سَعْيهِ الأَسْنَى / فَجَدَّدَ بالعَامِ الجَدِيدِ لهُ الحُسْنَى
وشَيَّد بالتأييدِ أرْكانَ أمْرِهِ / فلَم تُبْقِ لِلأَعداءِ صَوْلَتُهُ رُكْنا
غَزَتْهُمْ جُيوشُ الرُّعْبِ قَبْلَ جُيُوشِهِ / فإِن أُخِذُوا هَوْناً فقَد وُقِذُوا وَهْنا
وعَيَّدَتِ الأَضْحَى خِلالَ دِيارِهِمْ / فَلا غَرْوَ أنْ قِيدُوا لِنَحْرِهم بُدْنا
ألا تِلْكَ أعْنَاقُ البِلادِ بِأسْرِها / خَواضِع لَمَّا دَوَّخَ السَّهْلَ والحَزْنا
أَبَى النَّصْرُ أَنْ يَلْوِي بِدَيْنٍ لِواؤُه / فَمَنْشُورُهُ يَطْوِي المَعَاقِلَ والمُدْنا
إذَا المَغْرِبُ الأَقْصَى رَمَى بِقِيَادِه / إلَيْهِ فَماذا يَصْنَعُ المَشْرِقُ الأَدْنَى
كأَنِّيَ بالزَّوْراءِ تَخْطُبُ أمْنَهُ / وقَد بَثَّ فِي مَرَّاكشَ العَدْلَ والأمْنا
وَزَحْزَحَ بالتَّوْحيدِ عَنْ جَنَبَاتِها / عَصائِبَ للتَّثْليثِ جَارُوا بِها سُكْنَى
كَأَنْ لم تكُنْ للمُؤْمِنينَ مَغانِياً / فَها هِيَ للكُفَّارِ وَا أَسَفَا مَغْنَى
يَعِزُّ علَى اللُّسْنِ المَصاقِع أنَّها / تُراطِنُ في أفْدانِها عُجُماً لُكْنا
هُمُ اتَّخَذُوا فيها الكَنَائِس ضِلَّةً / وَهُمْ جَعَلوا للَّهِ فيما افْتَرَوْهُ ابْنا
وكَمْ سَيِّدٍ منْهُم يُطاعُ احْتكامُه / عَهدناهُ عَبْداً لِلْعَبِيدِ بِها قِنَّا
ضَمانٌ عَلى سَيْفِ الإمارَةِ بَرْيُهُمْ / وإبْراءُ قَوْمٍ بَيْنَ أظْهُرِهِمْ ضمْنا
وأَمَّا تِلمسانٌ وفاسٌ وَسَبْتَةٌ / فَتِلْكَ لِيُمناه أَعِنَّتُها تُثْنَى
حُقوقٌ لَهُ لَمْ يَرْتَضِ العَضْبُ عَضْبَها / فَهَبَّ لَها مُسْتَرْجِعاً شَدَّ ما أَغْنَى
ألانَتْ لَهُ الصَّعْبَ الأَبِيَّ كَتَائِبٌ / مِنَ العَزْمِ تَسْتَشْلِي كَتائِبَه الخُشْنا
وأسْعَدَتِ البِيضُ الصَّوارِمُ بَأسَهُ / فمِنْ فالِقٍ رَأساً ومِنْ قَاصِمٍ مَتْنا
ويَا لِرضَى أرْضِ الجَزِيرَةِ بالذِي / تَيَمّمها يُنْهِي لَها الفَوْزَ بالأَهْنا
فأَنْدَلُسٌ قَدْ بُشِّرَتْ بِلِقائِهِ / تَرَقّبُ منْ تلْقائِه الفُلْكَ والسُّفْنا
لِنُصْرَتِهِ ما أشْرَفَتْ راسِياتُها / وَما صَيَّرَتْ عِلْماً يَقيناً بِها الظَّنّا
لَعَلَّ بِلاداً حَالَ بالرّومِ حُسْنُها / يُعيدُ عَلَيهَا غَزوُهُ الظَّافِرُ الحُسْنا
فَيَرْتَشِفُ الصَّادِي بِها الماءَ سَلْسَلاً / ويَغْتَبِقُ الضَّاحِي النَّسيمَ بِهَا لَدْنا
وعَانٍ عَلى الحَرْبِ العَوَانِ دِيارُها / بِما مُنِيَتْ مِنْهُمْ قَديماً وَما تُمْنى
تُؤَمِّلُ يَحْيَى المُرْتَضَى لِحَياتِها / وَتَرْجو بِلُقْياه الإقالَةَ والمَنَّا
إِمامُ هُدىً أعْيا الأَئِمَّةَ هَدْيُه / فَأَرْبى عَلَيْهِم زينَةً ونَمَا وَزْنا
فَيَفْضُلُ جهْدَ المُحْسِنينَ بِعَفْوِهِ / ويَغْلُبُ شَدَّ السَّابِقينَ إِذا اسْتَأنى
تَبَحْبَحَ في السُّلْطانِ والمَجْدِ والعُلَى / فَمَظْهَرُهُ الأَسْمَى وعُنْصُره الأَسْنَى
جَبابِرَة الأمْلاكِ خاضِعَةٌ له / فَمِن لاثِمٍ ذَيْلاً وَمن لاثِمٍ رُدْنا
لئِن عُنِيَ الدّينُ الحَنيف بِحُبِّهِ / فَما زالَ بالنَّصْرِ العَزيزِ لَهُ يُعْنى
مُجيبٌ إِذا يُدعَى مُجابٌ إِذا دَعَا / كَريمٌ إِذا يُسمَى عَظيمٌ إِذا يُكنَى
لهُ العِلْمُ سِيما والسّمُوُّ عَلامةً / فيُوْتِيكَ مُفْتَراً ويُفْتيكَ مُفْتَنَّا
وَما هوَ إِلا الطَّوْدُ فَضْلَ رَجَاحَةٍ / وَإنْ هَزَّهُ إنْشادُ مادِحِهِ غُصنا
وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّ الجَوَادَ يُقلّه / وفِي بُرْدِهِ رَضْوَى وفِي صَدْرِهِ الدّهْنا
عَلى ثِقَةٍ مِن فَيْضِ راحَتِهِ الوَرى / إِذا صَدَقَ الإمْحَالُ فاتَّهَموا المُزْنا
يَبيعُ بأَعْلاقِ المَحَامِدِ وَفْرَهُ / ولا غَبَناً يَخْشى هُناكَ وَلا غَبْنا
حَبانا بِتَأمِيرِ الأَميرِ مُحَمَّد / فَيَا لكَ مِنْ حَابٍ ومَوْقِعه مِنَّا
وأتْبَعَ حُسْناه بِإحْسَانِهِ لَنَا / وأنْعُمُه تَنْثال مَثْنَى عَلى مَثْنى
وخَلفَهُ فِينا يَقُومُ بِمُلْكِهِ / ويَدْرَأُ عَنَّا فادِحَ الخَطْبِ إِنْ عَنَّا
نَراهُ بِهِ خَلْقاً وخُلْقاً وسِيرَةً / تَقَيّله فيها كَأنْ لم يَسِرْ عَنَّا
مشَابِهُ فيهِ مِنْ أبيهِ كَرِيمَةٌ / ومِنْ كَرَمِ الآبَاءِ أنْ يَنْجُبَ الأَبْنَا
لَئِنْ غَرُبَتْ شَمْسُ العُلى فَهِلالُنَا / يُنيرُ لَنَا اللَّيْلَ البَهِيمَ إِذَا جَنَّا
بإِمْرَتِهِ تَخْتالُ عِزّةُ أنْفُسٍ / وَلَولا أواقِيها العِظَامُ هُنَا هُنَّا
جَبُنْتُ لِيومِ البَيْنِ فانْهَلَّ مَدْمَعِي / وكُنْتُ قُبَيْلَ البَيْنِ لا أعرِفُ الجُبنَا
وجُنَّ جنَانِي لَوْعَةً وصَبَابَةً / إلَى الحَضْرَةِ العَلْياءِ والعَقْلِ إذْ جُنَّا
عَسَى رُؤْيَةُ المَوْلَى تَؤُولُ بِضِلَّتِي / إلَى الرّأيِ في تَقْبيلِ راحَتِهِ اليُمْنَى
فَلَهْفِي لِعَبْدٍ في الأَصِحَّاءِ قاعِدٍ / أعَادَتْهُ أحْكَامُ الزَّمَانِ مِن الزَّمنَى
يَقولونَ مَا أضناهُ قلتُ أحُجّهُم / هَوَى الغُرّةِ الغَرَّاء صيَّرَني مُضْنَى
وَما ضَرَّني أَنِّي مَرِيضٌ وَمُدْنَفٌ / إِذا أَنا لَمْ أمْرَضْ فُؤاداً وَلا ذِهْنا
ولَمْ يُبْلِني إلا تَوَقّدَ خَاطِري / ولا عَجَبٌ أن يأكُل الصَّارِمُ الجَفْنا
بِحَسْبي رِضَى المَوْلَى وحُسْنُ اصْطِنَاعِهِ / عِلاجاً بِهِ أبْقَى إِذا خِفْتُ أَنْ أَفْنَى
سَأُرْضِي نَدَاه مُثْنِياً وَمُثَنِّياً / وَمِثْلي إِذا أثنَى عَلى جُودِه ثَنَّى
وَأَسْتَنُّ في شَأْوِ المدائِحِ سابِقاً / وَهَيهات لا تُحصِي المَدائِحُ ما سَنَّا
ثَلاثَةٌ حَيَّتْكَ في الأَرْبَعِينْ
ثَلاثَةٌ حَيَّتْكَ في الأَرْبَعِينْ / نَصْرٌ وَتَمكِينٌ وفَتْحٌ مُبِينْ
أَنتَ أميرُ المُؤمِنينَ الذِي / دَوْلَتُهُ يُمْنٌ عَلَى المُؤْمِنينْ
لَمْ يَبْقَ في أمْرِكَ مِنْ مِرْيَة / مَحَا ظَلامَ الشِّركِ نورُ اليَقينْ
يَحيَى بنُ عبدِ الواحِدِ المُرْتَضَى / ابْن أبي حَفْصٍ لِدُنيا وَدِينْ
فَإِنْ يَكُنْ خَيْرَ مُلُوكِ الوَرَى / فَإنَّ هَذا العامَ أسْنَى السِّنِينْ
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي / فَبِكْرُ الفَتْحِ للْحَرْبِ العَوانِ
وَإِن عَرَضَ العِدى لَيْلاً مَحاهُم / بِصُبْحٍ مِنْ صَقيلٍ هِنْدوانِي
للَّهِ سُوسانٌ تَرَاكَبَ نَوْرُهُ
للَّهِ سُوسانٌ تَرَاكَبَ نَوْرُهُ / فَأَتَى بِما أعْيَا علَى الحُسْبَانِ
يَحْكِي ثُرَيا أُسْرِجَتْ كَاسَاتُها / في جَمْعِهِ وَرِقاً إِلَى عِقْيانِ
لا تَعْجَبوا لِمُؤَلَّقٍ مِنهُ بَدا / كَسَوالِفٍ رُكِّبْنَ في جُثْمانِ
سَعِدَتْ لِمَوْلانا البَسيطَةُ فاقتَدَى / فيها النَّباتُ بِإِلفةِ الحَيَوانِ
لُبَانَةُ المُسْتَهامِ لُبْنَى
لُبَانَةُ المُسْتَهامِ لُبْنَى / لَوْ فازَ قِدْماً بِما تَمَنَّى
أَنَّى ومِنْ دُونِها كُمَاةٌ / تَسْتَعجِلُ الحَتْفَ إنْ تَأَنَّى
قَيْسِيَّةٌ صَبّها يَمانِي / تَجْزِيه بالحُبِّ مِنهُ ضِغْنا
زُخْرُفَةُ العَذْلِ في هَوَاها / جَعْجَعَةٌ لا تُفيدُ طِحْنا
لَمْ أذكِرْها علَى سُلُوّ / إِلا وَجَدتُ الجَنانَ جُنَّا
لَمْ أَفْنَ فِيمَا أرَى ولَكِن / بِما أَرانِي الجَمَالَ أفنَى
يا فِتْيَةَ الحَيِّ مِنْ سُلَيْمٍ / فَتَاتُكُم فِتْنَةُ المُعَنَّى
تُطْلِعُ مِنْهَا الخُدُورُ شَمْساً / كَمَا تُكِنُّ البُرُودَ غُصْنا
عَنَّ بِبَدْرِ السّماءِ تِماً / إن وَجْهُها للْعُيونِ عَنَّا
لِمْ حِلْتُمُ بَيْنَنا وَجِسْمي / كَطَرْفِهَا ذِي الفُتُورِ مُضنَى
قَطَعتُمونا عَلَى اتِّصال / وَطالَما كُنتُمُ وكُنَّا
إنَّا نَقَمْنَا الجَفاءَ مِنْكُمْ / باللَّهِ ما تَنْقِمون مِنَّا
كَمْ أرْهَبُ المَشْرفِيَّ عَضْباً / وأحْذَرُ السَّمْهَرِيَّ لَدْنا
جَريحُكُم أجْهَزوا عَليهِ / فَلَفظُ محيَّاه دُونَ مَعنَى
أَو اقْتَدوا بالأَميرِ يَحْيَى / في العَطْفِ أبْداه أَوْ أَكَنَّا
مَلْكٌ بأَقْصَى الكَمَالِ يُعْنَى / فَعَالَمُ القُدْسِ مِنهُ أَدْنَى
لا حِلْمَ إِلا اجْتَباه خِلْصاً / لا عِلْمَ إِلا اصْطَفاه خِدْنا
إِذا استَخَفَّ النُّهى ارْتِفاع / يَرْجَحُ شُمّ الجِبالِ وَزْنا
خِلافَةُ اللَّهِ فيهِ قَرَّتْ / وأَمْرُهُ عِندَهُ اطْمَأَنَّا
أُسِرُّ قِدْماً لَهُ رُكُوناً / وقَد رَسا جَانِباً وَرُكْنا
هَلْ مَعْدِلٌ عَن إِمَامِ عَدْلٍ / آخَى الهُدى وَالتُّقَى تَبَنَّى
مَنْ رَوعَتْ سِرْبَهُ اللَّيالي / أوْسَعَهُ مِنَّةً فأَمْنا
لا يَجِدُ العَالِمونَ خَوْفاً / بِهِ ولا يَشْتَكُونَ حُزْنا
كَأنَّهُم بالجُسُودِ حَلوا / مِن قَبْلِ عَدْنٍ لدَيهِ عَدْنا
كُلٌّ بِنُعْماه فِي رِياضٍ / يَشْدُو بِها طائِرٌ مُرِنَّا
مُؤَيَّدٌ أسْلَمَتْ عِداه / سَهْلاً إلى أيْدِهِ وحَزْنا
مَا وَجَدَتْ مِنْ ظُباه كَهْفاً / يَقِي ولا مِن قَنَاهُ حَصْنا
يَعُدّ يَوْمَ الهَياجِ عِيداً / بِنَحْرِهِ الدَّارِعِينَ بُدْنَا
فيهِ الْتَقَى نَائِلٌ وبَأْسٌ / لا مِنْهُ كَعْبٌ وَلا المُثَنَّى
إِنْ صَالَ وَسْطَ الزّحوفِ لَيْثاً / صابَ خِلالَ المُحولِ مُزْنا
قَد أجْهَدَ السَّابِحاتِ خَيْلاً / تَهْوِي إلَى بابِهِ وسُفْنا
لِلْيُسْرِ واليُمْنِ مِن يَدَيْهِ / يُسْرَى تَسُرُّ العُلَى ويُمْنَى
فَارِعَةٌ ذِرْوَةَ الأَمانِي / بَذلاً ضَمِين الغِنَى وَظُعْنا
أكْسب حَتَّى الغُيوثَ بُخْلاً / يَشِينُها واللّيوث جُبْنا
وافْتَنَّ في المَكْرُماتِ وِتْراً / يُسْدِي جِسامَ الهِبَاتِ مَثْنَى
أَيّ سَنِيٍّ مِن المَسَاعِي / لَيْسَتْ مَساعيهِ مِنْهُ أَسْنَى
ما بِكَمالاتِهِ ارْتِيابٌ / هَلْ يَسْتَحيل اليَقِين ظَنَّا
للَّهِ مَنْ نَجْلُهُ المُفَدَّى / نَجْمٌ يَزينُ الزَّمان حُسْنا
قَد بَهَرَ البَدْر في سَنَاه / وَما تَعَدَّى الهِلال سنَّا
سَمَّاهُ عُثْمَانَ إذْ نَمَاه / يَسْلُبُ نَعْتَ السَّماحِ مَعْنَى
مَنْ عَدَّ مِنْهُ أباً كَريما / لَمْ تَعْدُ عَنْهُ المَكَارِمُ ابْنا
جَادَ بِهِ خَامِسَ الذَّرارِي / دَهْرٌ لَوَى بُرْهَةً وضَنَّا
فاهتَزَّتِ العُلْوَياتُ عِطْفاً / وافْتَرَّتِ المَكْرُمات سِنَّا
مَولايَ هُنِّئْتَ عِيدَ أَضْحَى / أَضْحَى بِميلادِهِ يُهَنَّا
طَلَعْتَ كَالشَّمْسِ في ضُحاهُ / بِكُلِّ حُسْنٍ وَكُلِّ حُسْنَى
وَسِرْتَ تَمْشِي إِلى المُصَلَّى / هَوناً يُغَشِّي العُدَاةَ وَهْنَا
ثمَّ أبَحْتَ المُلوكَ كَفّاً / هامُوا بِتَقْبيلِها وَرِدْنَا
وَقَد مَلأتَ البِلادَ أمْناً / وَقَد غَمَرْتَ العِبَادَ مَنَّا
فَلْيَهْنئ الدّينُ أنْ حَمَاهُ / مِنْكَ إِمامٌ حَبَاهُ يُمْنا
مُنْتَصِراً دونَهُ حُساماً / مُنْتَصِباً دونَهُ مِجَنَّا
لا زِلْتَ يَقْظَانَ لِلْمَعَالِي / وَمُقْلَةُ الدَّهْرِ عَنْكَ وَسْنَى
حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا
حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا / فَتْحٌ أعَزَّ من التَّوحِيدِ ما هانا
إنْ حَجَّبَ الكُفْرَ جَهْمَ الوَجْهِ عابِسَه / فَإِنَّهُ أطْلَعَ الإيمانَ جَذْلانا
وكَم تَمَلْمَلَ مِنْ حَيْفٍ ومَنْ جَنَفٍ / لِجَاعِلٍ نَصْرهُ المَشْرُوعَ خذْلانا
ألَمْ يَسُمْه غُرابُ الغَرْبِ يا أَسَفا / ما عادَ فيهِ جُمانُ الدَّمْعِ مرْجانا
مُسْتَبْصِراً في عَمىً أَبْلَى الأَذَانَ أذىً / مِمَّا استَجَدَّ نَواقيساً وصُلبانَا
ومُسْخِطاً باضْطِهادِ النَّاسِ رَاحمَهُم / فَكيفَ يأمُلُ عِنْدَ اللَّهِ رِضْوَانَا
لا وِزْرَ أثْقَلُ مِنْ وِزرٍ تَحَمَّلَهُ / إذ خَفَّ لو خَفَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيزانا
لَم يَثْنِ غَيّاً إلى رُشْدٍ أَعِنَّتَهُ / لا بَلْ تَعَلَّقَ أَصْناماً وأَوْثانا
أَدالَ مِنْ عُلَماءِ الوَحْي يُجْزِؤُهُمْ / بِحَبْرَةِ الشِّرْك أحْبَاراً ورُهْبانا
إِذا هُمُ هَيْنَمُوا أَصْغَى لَهُم طَرَباً / يَخالُ ذلِكَ أَوْتاراً وَأَلْحَانَا
وَالحالُ شاهِدَةٌ أنْ لَيْسَ مُعتَقِداً / حُكْمَ الكِتَابَيْنِ إِنْجيلاً وَقُرْآنَا
بَيْنَ الخَنا وَالخَنازِير اسْتَقَرَّ إِلى / أَنْ زُلْزِلَ الدِّين أساساً وأَرْكانا
يَقْضِي التَّحَرُّجُ في تَشْبيهِ سُحْمَتِهِ / تَنْزِيه أصْحَمَةٍ عَنْهَا ولُقْمَانَا
يَكْسُومُ والأَشْرَم المَأثومُ أبْرَهَةٌ / أَحرَى لِمَنْ يَتَحَرَّى فيهِ عِرْفانَا
والوَغْدُ لَن تَقْفُوَ الحُبْشانُ رايتَهُ / فَلِمْ تَباهى بِهَا أبناءُ باهانا
وهَبهُمُ ردءه فَما الذي دَرَؤوا / عَنه غَداة تَردى الخِزي إِدمانا
قَدْ أبْطَلَ الحَقُّ ما قالوهُ بُهْتانا / وَهَدَّمَ العَدْلُ ما شادُوهُ بُنْيانا
كَفَّارَةُ الدّهْرِ فيهِ ما انْتَحاهُ بِهِ / أَيَّانَ لَمْ يُرَ في الكُفَّارِ لَيَّانا
لَو أَنَّ طائِفةَ التوحيدِ إخْوَتُه / لم يَرْضَ شِرْذِمَةَ التثليث إخْوَانا
نَعَمْ وإنْ عُدَّ مِنْها في ذُؤابَتِها / فإنَّ دودانَ تَعْيير لِعَدْنانا
بُعْداً لَهُ مِنْ غُرابٍ قائدٍ رَخَماً / مِلْءَ المَلا تَعِدُ الديَّانَ عُدْوانا
أَضْرَى بَنِيه عَلى ضُرِّ العِباد فَقُلْ / في زُمْرَةٍ هَدَجَتْ لِلظُّلْمِ ظِلْمَانا
وَما دَرَى أَنَّ سَيْفَ اللَّهِ آكِلُهُمْ / إذَا هُمُ اسْتَلَمُوا عُرْيانَ غُرْثَانا
فَإِنْ يَكُنْ قَطَعَ الإدْبَارُ دَابِرَهُمْ / فَعَنْ مُوَاصَلَةٍ للطَّوْلِ طُغْيانا
كَذَلِكَ الظّلْمُ مَذْمُومٌ عَوَاقِبُهُ / يَكْفِيكَ مَا أعْقَبَ العُدْوَانُ عُدْوانا
وكُلّ مَنْ حَسِبَ الأقْدَارَ في سِنَةٍ / فَاحسِبْه وهْوَ مِنَ الأَيْقَاظِ وَسْنانا
حَتَّى إذَا العَطَبُ اسْتَحيَا سَلامَتَه / أفَاءهُ يَبْتَغِي بَغْياً تِلِمْسانا
وكانَ مِنْ قِيلِهِ هِيَ التُّرَاثُ لَهُ / ما بالَهُ جَهِلَ التَّصحِيف لا كانا
ظَمْآنُ رَاحَ لأُفْقِ الشَّرْق مُلْتَهِما / لَكِنْ غَدَا بِنَجِيع الجَوْفِ رَيَّانا
فَانْظُرْ إلَيْهِ أخِيذَ اللَّهِ عَنْ أسَفٍ / أرْدَاه واسْمَعْ بِهِ قَدْ خَانَ خَزْيانا
بوَجْدَةٍ أظْهَرَ الوَجْدُ الحِمَامَ عَلى / حَيَاتِه فَنَضاها عَنْه غَضْبانا
واسْتَقْبَلَ القَلْعَةَ الشَّمَّاءَ فَاقْتَلَعَتْ / رُوحاً لهُ خَبُثَتْ رُوحاً وَجُثْمَانا
لمَّا رَأَتْهُ المَنايا مَعْدَماً شيَماً / كَسَتْهُ مِنْ دَمِهِ المَطْلُولِ عِقْيَانا
حَتَّى الجَوَادُ الذِي قَدْ كانَ يَعْصِمُهُ / أرْداهُ يَقْصِمُهُ بُغضاً وإِهْوانا
سَقْياً لِعَوْدٍ أعادَتْهُ المَنُونُ له / عَصَا الكَليم فَلَم يُمْهِلْهُ ثُعْبانا
وَلا تَعُدَّ صَعيداً خَانَهُ زَلَقاً / وافٍ مِنَ المُزْنِ مَهْمَا خانَ أَو مانَا
ما بَيْنَ مُنَتَقِمٍ مِنْهُ وَمُلْتَقِم / لَهُ أُصيبَ حَسيرَ الطَّرْفِ حَسْرانا
ثُمَّ اسْتَباحَتْهُ وَاسْتَاقَتْ كَرَائِمَه / أعْوَانُ صِدْقٍ تَرَى الأَقْدَارَ أَعْوَانا
لاقَى الرَّدَى بِأبي يَحْيَاهُم فَغَدا / لَقىً وعَهْدِي بِهِ كالليْثِ شَيْحانا
والْفلُّ مِن بَيْتِهِ أَوْدى البَيَاتُ بِهِمْ / عَلى يَدَيْ أيِّدٍ كالعَضْبِ يَقْظَانا
سَمَا لَهُ وابْنُهُ فِيهِمْ يَحُضّهُمُ / سُمُوَّ مُغْرىً بِنَيْلِ الثَّأرِ هَيْمَانا
فاحْتَزَّ هَامَهُمُ وابْتَزَّ حَامَهُمُ / مُلْكاً أبَى اللَّهُ أَنْ يُحْمَى وَسُلْطَانا
أَصْلاً وفَرْعاً طَوَاهُمْ دَهْرُهُم حَنقاً / كالرِّيحِ تَقْصِفُ أدْواحاً وأَغْصانا
كَأَنَّني بِهِمُ سُفْعاً وجُوهُهُم / تَبْدُو عَلى صَفَحاتِ السُّورِ خِيلانا
تُخُرِّمُوا بِابْنِ عَبْدِ الحَقِّ واصْطُلِمُوا / وَقَبْلَها ما اسْتُبِيحُوا بِابْنِ زَيَّانا
أعَاجِمٌ أَلسُناً لَكِنْ مَنَاسِبُهُم / تُنْمَى إِلى العَرَبِ العَرْباءِ قَحْطَانا
مُتُونُ خَيْلِهِمُ أوْطَانُهُم وَكَفَى / عِزّاً بِثاوِي مُتُونِ الخَيْلِ أَوْطَانا
نَادَوْا بِطَاعَةِ يَحْيَى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ / نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ إِسْرَاراً وإِعْلانا
سَافَتْ رِيَاحُ المَنَايَا مِنْ سُيُوفِهِمُ / سُفْيانَ فَانْهَزَمَتْ يَا وَيْحَ سُفْيانا
والمَعْقِلِيُّونَ لَولا أنَّهُمْ عَقَلُوا / نَجَاءهم مَا نَجَوْا شِيباً وشُبَّانا
للَّهِ صيدٌ زنَاتِيُّونَ تَحْسَبُهُم / أُسْداً إِذا افْتَرَسُوا الأَقْرَان سِيدَانا
أَحلَّهُمْ رُتَبَ الأَمْلاكِ جَدُّهُمُ / في خِدْمةِ القائِمِ الحَفْصِيِّ عُبْدانا
صالُوا صُقوراً بِخِزَّازٍ جَثَتْ فرقاً / وَطَالَما صَرْصَرَتْ في الحَرْبِ عِقْبانا
سُرْعانَ مَا أَسْلَمَ الكُفَّارُ فَاقْتُسِمَتْ / حُمُولُ حامِلِهِمْ لِلْحَيْنِ سُمَّانا
عَلى الأَقاصِي مُغِيراً عَمَّ مَصْرَعُهُ / هَلا علَى الحرَمِ الأَدْنَيْنَ غَيْرانا
هَذِي بَنَاتُ أَبِيهِ فِي ظَعائِنِهِ / يُبْدِينَ لِلسَّبي إجْهاشاً وإِذْعَانا
وَذاكَ ما أُودِعَتْ غَصْباً خَزَائِنُهُ / يَحُوزُهُ وارِث الدَّولاتِ قُنْيَانا
إنَّ الإمَامَ ابْنَ فَاروقِ الهُدى عُمَرٍ / أولى بِمُصْحَفِ ذِي النُّورَيْنِ عُثْمانا
يَا قَاصِلاً فَاصِلاً بِالْحَقِّ لا رِيباً / أبْقَيْتَ فيها وَلا رَيبْاً لِمَنْ دَانا
ورُبَّمَا أُشْبِهَ الأَمْرانِ عِنْدَهُمُ / فَلاحَ وَضَّاحُ هَذَا الفَتْحِ فُرْقانا
طارَتْ حَماماً بِهِ الرُّكْبانُ ناعِيَةً / مِنَ المَغَارِبَةِ البَاغِينَ غِرْبانا
وَكَمْ حَرَصْتَ بِهِمْ أنْ يُصْلِحوا فَأَبَوْا / وَأنْ يُطِيعُوا فَلَجُّوا فيكَ عِصْيانا
أرْبِحْ بِهِمْ صَفْقَةً لَم يَعْدُ مُؤْثِرُها / بِمَا اسْتَثَارَ مِنَ الهَيْجَاءِ خُسْرَانا
خَلِيفَةَ اللَّهِ دُمْ للدِّين تَنْصُرُهُ / ما أطْلَعَ الأُفْقُ أَقْماراً وَشُهْبانا
واعْطِفْ عَلى فِئَةٍ فاءَتْ مُؤَبِّلَةً / أَمْناً بِما رَجَعَتْ رُشْداً وَإِيمانا
وَاصْرِفْ عِنانَكَ عَن مَرَّاكش ثِقَةً / بِالنُّجْحِ فيها إِلى مِصْرٍ وبَغْدانا
ما آلُ أيُّوبَ والآثارُ ناطِقَةٌ / مِنْ آلِ يَعْقوبَ إقْدَاماً وَإِمْكانا
لهَؤُلاءِ عَلَيْهِم فَضْلُ بَأسِهِمُ / وَقَد قَرَضْتَهُمْ قَتْلاً وخِلْعانا
بالأَيْدِ والكَيْدِ تَضْطَرُّ العِدى أَبَداً / إلَى إبادَتِهِمْ سُحْماً وغُزَّانا
واللَّهُ حَسْبُكَ لا الأَفْرَاسُ عادِيَةً / بالرِّيحِ ضَبْحاً ولا الفُرْسَانُ شُجْعانا
وَصرْتَ جَوْرَ الليالِي غَيْرَ مُتَّئِدٍ / تَمْحُو إساءَتَهَا عَدْلاً وإِحْسَانا
وَسرْتَ بالحَقِّ فِينا سالِكاً سنَناً / لَم يَعْدُهُ مِنْ عَدِيّ منْ تَوَلانا
عِلْمِي بِآلِ أبِي حَفْصٍ يُعَلِّمُنِي / مَدائِحَ ابْن حُسَيْنٍ آلِ حَمْدَانا
وَصِدْقُ حُبِّيَ لا سُلْوانَ يُكْذِبُهُ / فِيهِمْ وَإِنْ أَتْبَعَ الهِجْرانُ هِجْرَانا
عَسَى وعَلَّ وَلِيَّ العَهْدِ يَشْفَعُ لِي / فَأَسْتَعِيدَ مِن التَّقْريبِ ما بَانا
هُمْ دَوْحَةُ الشَّرَفِ العِدِّ التِي جَعَلَت / تَطُولُ عَن طُولِهَا المُفْتَنِّ أَفْنَانا
وَهْوَ المُبَارَكُ مِنْهُمُ غُرَّةً وَسَنىً / وَسِيرَةً فِي رعايَاهُ وآسَانا
لَهُمْ أواصِلُ بالتَّعْبيرِ مِن كَلِمِي / ما لا يُقَاطِعُ أَسْمَاراً وَرُكْبانا
بِدْعاً يَراها وَلا فَخْرَ البَدِيع كَما / يَرودُ مُهْرَقَها البُسْتِيُّ بُسْتَانا
أَبَى لِيَ الشِّعْرُ إِلا ما أُنَمِّقُهُ / فَهاكَ في آب مِنها زَهْرَ نِيسَانا
تِسعونَ بَيْتاً قِراها في قِرَاءَتِها / لَمَّا أَلَمَّتْ بِبَابِ الجُودِ ضِيفَانا
أقْسَمْتُ أُنْشِدُها ما ظِلْتُ أُنْشِئُها / إِن لَم يُحَنِّثْن فيها الحِنْثُ أيْمَانا
لا أرْتَضِي القَصْدَ في التَّقْصيدِ مُمْتَدِحاً / بَلْ أقْتَضِي القَصَّ إسْرَافاً وَإِمْعَانا
فَإِنْ أُجَوِّدْ فَمَا زَالَتْ سَعَادَتُهُم / تَهْدِي وَتُهْدِي إِلى ذِي العِيِّ تِبْيانَا
وَإنْ أُقَصِّرْ فَلا ذَنْبٌ لِمُجْتَهدٍ / يَكْبُو الجَوَادُ إِذا مَا طَالَ مَيْدَانا
بُشْرَاكَ بُشْرَاكَ يا مَلْكَ المُلُوكِ بِهِ / فَتْح الفُتُوحِ وَبُشرَانَا وبُشْرَانَا
تاللَّهِ يَرْتَابُ أرْبَابُ البَصَائِرِ فِي / سُفُورِهِ لكتَابِ النُّجْحِ عُنْوانَا
تَأَنَّقَ السَّعْدُ في إِهْدائِهِ فَبَدَتْ / حُلاهُ تبْهرُ أَلْبَاباً وأَذهانَا
واخْتَارَهُ الدَّهْرُ بِشْراً في أسِرَّتِهِ / فَاخْتَالَ في حُلَلِ السَّرّاءِ مُزْدَانا
مَوْلاكَ ناصِرُ سُلْطَانٍ حَمَاكَ بِهِ / وَأَنْتَ نَاصِرُنا حَقّاً وَمَوْلانا
زَارَ الْحَيَا بِمَزِارِهِ الْبُسْتَانَا
زَارَ الْحَيَا بِمَزِارِهِ الْبُسْتَانَا / وأَثَارَ منْ أزْهَارِهِ ألْوَانا
فَغَدَا بهِ وبِصِنْوِهِ يَخْتَالُ في / حُلَلِ النَّضَارَةِ مُونِقاً رَيَّانا
وَيَمِيسُ أفْنَاناً فَتُبْصِرُ خُرَّداً / تَثْنِي القُدودَ لَطَافَةً وَلِبَانا
وكَأَنَّمَا الأدْوَاحُ فِيهِ مَفَارِقٌ / بِلِبَاسِهَا قَطْرُ النَّدَى تِيجَانا
وَكَأَنَّمَا رَام الثَّنَاءُ فَلَمْ يُطِقْ / فَشَدَتْ بِهِ أطْيَارُهُ أَلْحَانا
مِنْ كُلِّ مُفْتَنِّ الصَّفِيرِ قَدِ ارْتَقَى / فَنَناً فأَفْحَمَ خَاطِباً سُحْبَانا
هِيَ عَادَةٌ لِلْمُزنِ يَحْفَظُ رَسْمَهَا / حِفْظَ الأَميرِ العَدْل والإِحْسَانا
أَسْرَى إِلى النِّسْرينِ يُرْضِعُهُ النَّدى / وَيُهِبُّ طَرْفَ النَّرْجسِ الوَسْنانا
وَحَبَا العَرَارَ بِصُفْرَةٍ ذَهَبِيَّةٍ / رَاعَتْ فَتَاه بكمِّهَا فَتَّانا
وَدْقٌ تَوَلَّدَ عَنهُ وَقْدٌ في الرُّبَى / لأَزَاهِرٍ طَلَعَتْ بِهَا شُهْبَانا
تِلْكَ الأَهَاضِيبُ اسْتَهَلَّتْ دِيمَةً / فَكَسَى الهِضَابَ النَّوْرُ وَالغِيطَانا
شَرِقَتْ بِعارِضِها المُلِثِّ وأشْرَقَتْ / للَّهِ أَمْوَاهٌ غَدَتْ نِيرَانا
يَا حَبَّذا خَضِل البَهَار مُنَافِحاً / بِأرِيجِهِ الخَيْرِيِّ وَالرّيْحَانا
وَالآسُ يَلْتَثِمُ البَنَفْسَجَ عارِضاً / واليَاسَمِينُ يُغازِلُ السَّوسَانا
والرِّيحُ تُرْكِضُ سُبَّقاً منْ خَيْلِها / في رَوْضَةٍ رَحُبَتْ لَها مَيْدانَا
هَوْجَاءُ تَسْتَشْرِي فَيُلْقِحُ مَدُّها / هَيْجَاءَ تُنْتِجُ حَبْرَةً وأَمانا
حَرْباً عَهِدْتُ أزَاهِراً وَمَزَاهِراً / أوْزَارَها لا صَارِماً وَسِنانا
يَغْدُو الحَليمُ يُجَرِّرُ الأذْيالَ مِنْ / طَرَبٍ هُناكَ ويُسْبِلُ الأرْدانا
وكَأنَّما هابَ الغَدِيرُ هُبُوبَهَا / فَاهْتاجَ مِقْداماً وَكَعَّ جَبَانا
يُبْدِي مُعَنَّاها الثَّباتَ وإنَّما / يُخْفِي جَناناً يَصْحَبُ الرَّجْفَانا
وَاهاً لَهُ لَبِسَ الدِّلاصَ كَأَنَّما / يَخشَى مِنَ القَصَبِ اللِّدانِ طِعانا
واسْتَلّ مِنْ زُرْقِ المَذانِبِ حَوْلَهُ / قُضُباً تَرَقْرَقُ كالظُّبَى لَمَعَانا
سالَتْ تَفُذّ الهَمَّ لَيْسَتْ كالتِي / صَالَتْ تَقُدُّ الهامَ والأَبْدَانا
وَكأَنَّما كانُونُ مِمَّا صَفَّ مِنْ / نُورٍ ونَوْرٍ واصِفٌ نِيسانا
قَد حلَّتِ الحَمَلَ الْغَزَالَةُ عَادَةً / خُرِقَتْ وإنْ لم تَبْرَحِ المِيزانا
فِي دَوْلَة أَتَّتْ وفَتَّتْ مِنْ جَنَى / مَعْرُوفها ما نَاسَبَ العِرْفانا
غَرَّاءُ تُطْلِعُ لِلْبَسالَةِ والنَّدَى / وَجْهَيْنِ ذا جَهْماً وَذا جَذْلانا
لا غَرْوَ أنْ حَسُنَ الوُجودُ فإنَّهُ / لَمَّا أَطاعَ لَها وَخَفَّ ازْدَانا
يا مَصْنَعاً بَهَرَتْ مَحاسِنُهُ النُّهى / فَسَمَا ذَوَائِبَ إذْ رَسَا أَرْكانا
لَمَّا بَنَوْا شُرُفاتِهِ مِنْ فِضَّة / جَعَلُوا أَدِيمَ قِبابِهِ عِقْيانا
سَدِرَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ لِحُسنِهِ / وَأَنَّى لَهُ أَنْ يُنسِيَ الإيوَانا
إِنِّي لأَحْسبُهُ مِنَ الفِرْدَوْسِ مُذْ / أبْصَرْتُهُ لِلْمُتَّقِينَ مَكانا
وَكَأَنَّ سَيِّدَنا الإمَامَ أَتَى بِها / عَمْداً لِيُرغِب في الجِنانِ جَنانا
فَمَقالُهُ أَرْشِدْ بِهِ وَفِعالُهُ / مِمَّا يَزيدُ قُلوبَنا إِيمانا
ولَطالَما اعْتَمَدَ الْمَراضِيَ دائِباً / فاشْتَدَّ في ذاتِ الإلَهِ وَلانا
إِنَّ الإمامَةَ صورَة أَضْحَى لَها / يَحْيَى لِساناً صَادِقاً وَجَنانا
مَلِكٌ بِيُمْناه الخَلاصُ عَلى الوَرَى / أنْ يُخْلِصُوا الإسْرارَ والإعْلانا
آلاؤُهُ كَالرَّوْضِ حَيَّتْهُ الصَّبا / لا يَسْتَطيعُ لِنَشْرِهِ كِتْمانا
وَإِذا يَلوذُ بظِلِّهِ الجَبَّارُ لَمْ / تُحْرِقْهُ شُهْبُ رِماحِهِ شَيْطانا
مَيْمُونَةٌ أَيَّامُهُ مِنْ شَأنِها / أنْ تُذْهِبَ البَغْضَاءَ والشَّنَآنا
عَمَّ الصَّباحُ العالَمِينَ فَأَصْبَحُوا / طُرّاً بِنِعْمَةِ رَبِّهِم إِخْوانا
لَمَّا اسْتَعانَ بِهِ الهُدَى فَأَعانَه / لانَتْ لَهُ أزْمانُهُ أَعْوانا
خَضَعَتْ لَهُ صِيدُ الْمُلوكِ وَشُوسُها / وتَعَوَّضَتْ مِنْ بَأْوِها الإذْعَانا
هَذِي الطُّغاةُ لأَمْرِهِ مُنقَادَةٌ / فَكَأَنَّها لَمْ تَعْرِفِ الطُّغْيَانا
عَرَبٌ وعُجْمٌ يَلْثِمُونَ بِساطَهُ / وكَفَى عَلى تَمْكِينِهِ بُرْهانا
يَهْنِي الإمَامَ المُرْتَضَى سُلْطانُهُ / أَنْ فَاتَ أمْلاكَ الدُّنَى سُلْطانا
أَمَا إنَّه الأقْصَى ومَنْزِلُهُ الأَدْنى
أَمَا إنَّه الأقْصَى ومَنْزِلُهُ الأَدْنى / فَأَنَّى وقَدْ وَلَّى بأوْبَتِهِ أَنَّى
نَطوفُ بِمَثْواهُ المُقَدَّس كَعْبَةً / وَنَنْدُبُ في أفْيائِهِ عَيْشَنَا اللدْنا
ونَرْقُبُ رُجْعاهُ وكَيْفَ بِها لَنَا / ورَدُّ شَبابِ الكَهْلِ مِنْ رَدِّهِ أدْنَى
هُوَ الدَّهْرُ خِفْنا مَوْتَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ / مُنَافَسَةً فِيهِ فَقَدْ كانَ مَا خِفْنا
وَهِيلَ عَلى بَدْرِ المَعَالِي تُرَابُهُ / وغُيِّبَ في أثْناءِ هالَتِهِ عَنَّا
وَمِنْ عَجَبٍ أنْ حَلَّ أضْيَق ساحَةٍ / وكانَ جَلالاً يَمْلأُ السَّهْلَ والحَزْنا
فَكَيْفَ أقَلّ الحامِلُونَ أنَاتَهُ / وكَيفَ أطَاقَ الدّافِنونَ لَهُ دَفْنا
سَرَى هاذِمُ اللذَّاتِ يُفْسِدُ كَوْنَهُ / فَسَيَّرَهُ طَوْداً وهَدَّمَهُ رُكْنا
رُزِئْناهُ بَدْراً للْغَزَالَةِ باهِراً / يَقول لَنَا حُسْنَى ويَفْضُلُها حُسْنا
وَغَيْثَ سَماحٍ لا يُغادِرُ خِلَّةً / مَتَى ضَنَّتِ الجَوْزاءُ نَوْءاً فَما ضَنَّا
ولَيْثَ كِفاح كُلَّما اسْتَشْرَفَ الوَغَى / وَما أغْنَتِ الأَبْطَالُ عَنْهُ ولا عَنَّا
جَرَى القَدَرُ المَحْتُومُ فيهِ بِما جَرى / وَعَنَّ لَنا الدَّهْرُ الظَّلومُ بِما عَنَّا
وَكُنَّا نُرَجِّيهِ كَبيراً لِكِبْرَةٍ / فَأخْنَى عَلَيهِ في الشَّبيبَةِ ما أخْنَى
وفِيهِ وفي عَلْياه ظَلَّ مُضايقاً / لَقَدْ ضَلَّ مَنْ يُعْنَى بإتْلافِ ما يُقْنَى
تَخَرَّمَهُ مَوْلىً يُجيرُ وَمَوْئِلاً / فَمَنْ نَرْتَجِي كَهْفاً ومَنْ نَرتَجي حِصْنا
وَلَسْنا علَى أمْنٍ مِنَ الرَّوْعِ بَعْدَهُ / وَكانَ لَنَا مِنْ كُلِّ رَائِعَةٍ أَمْنا
حَوَى مِنْهُ سِرَّ المَجْدِ صَدْرُ ضَريحِهِ / فأَمْسَى إِلى يَوْمِ الجَزاءِ بِهِ رَهْنا
ضَلالاً لأَيَّامٍ تَهَدَّتْ لِهَدِّهِ / وَرامَتْ لَهُ مِنْ فَقْدِهِ غَيْرَ ما رُمْنا
هُوَ الرُّزْءُ ما أَبْكَى العُيونَ لِيَوْمِهِ / وَما أدْنَفَ الأجْسامَ فِيهِ وَمَا أَضْنَى
تَحَيَّفَنا لمَّا تَحَيَّفَهُ الرَّدَى / وَنالَ الضَّنَى مِنْهُ كَنَيْلِ الأَسَى مِنَّا
وَما راعَنِي إِلا سِرارُ نُعاتِهِ / بِأفْجَع ما لاقى بِهِ مِقْوَلٌ أُذْنا
فَلَمْ أمْلِكِ الدَّمْعَ المُوَرَّد أنْ جَرَى / ولَمْ أمَلِكِ القَلْبَ المُعَذَّبَ أنْ حَنَّا
خَلِيلَيَّ أمَّا العامِرِيُّ فَقَدْ مَضَى / علَى واضِحِ المِنْهَاجِ مُسْتَقْبِلاً عَدْنا
وقَدْ قَدَّرَ الدُّنْيا الدَّنِيَّةَ قَدْرَها / فَوَاصَلَ ما يَبْقَى وقَاطَعَ ما يَفْنَى
فَذَمّاً لِدُنْيا سارَ عَنْهَا مُحَمَّدٌ / ولَمْ يَعْتَلِقْ مِنْهَا بِيُسْرَى وَلا يُمْنَى
خَلِيلَيَّ هَيَّا نَبْكِ آثارَ هاجعٍ / تَبَوَّأَ مِنْ بَعْدِ الثُّرَيَّا الثَرَى مَغْنى
وصُبَّا دَماً للْمُعْصِراتِ مُكاثِراً / فَلَيْسَ لَه مَعْنىً إذا لَمْ يَصِبْ مَعْنا
أَلَمْ يَأن أَنْ تَبْكِي أَناةَ ابْن عامِرٍ / وَتَذْكُرَ ما سَرى وتَشْكُرَ مَا سَنَّا
وَمَا لِيَ لا أُثْني عَلَيْهِ بِصُنْعِهِ / وَكانَ إِذا ما بَثَّ عارِفَةً ثَنَّى
أحِنُّ اشْتِياقاً للْمُحَبَّبِ في الثَّرى / ولَيْسَ علَى المُشتاقِ لَوْمٌ إِذا جُنَّا
وَلا أهْجُر التَّبْريحَ خِدْناً مُلاطِفاً / عَلَى سيِّدٍ أَضْحَى الكَمالُ لَهُ خِدْنا
ولَيْسَ الكَرَى مِمَّا يُلِمُّ بِمُقْلَتِي / وَقَدْ غمضُوا في التُّربِ مُقْلَتَهُ الوَسْنى
وَلا أرْتَضِي صُنْعَ الجَوَى بِجَوانِحِي / علَى أنَّ لي حالَ الجَريحِ إذا أنَّا
وَيَعْجَبُ مِنْ سِنِّي أُناسٌ وَقَرْعِهَا / وَمِنْ نَدَمٍ أَنْ لَمْ أَمُتْ أَقْرَعُ السّنَّا
أما وَالذِي نَلْقَى مِنَ الوَجْدِ إنَّنا / نَدِمنا عَلى أَنْ بانَ عَنَّا وَما بنَّا
سَنُرْضِي العُلَى في نَدْبِ نَدْبٍ حُلاحِلٍ / أَتاه الرَّدى وَهْنا فَأَوْسَعَهُ وَهْنَا
نُسَمِّي وَنَكْنِيهِ وَفَاءً لِذِكْرِهِ / فَنَبْكِي إِذَا يُسْمَى ونَبْكِي إِذا يُكْنَى
ألا نَحْنُ أبْناءُ الوَفاءِ فَمَنْ يَخُنْ / عُهودَ قَرِيعِ المَعْلُواتِ فَمَا خُنَّا
وَفَدْنا عَلى البابِ الكَريمِ وَسَلَّمْنا / فلَم تَمْلِكِ الحُجَّابُ رَدّاً ولا إِذْنا
وَقُلْنَا مَتَى عَهْدُ الرِّياسَة بِالنَّوى / فَقالُوا استَقَلَّتْ مُنْذُ سَبْعٍ إِلى الجَنَّا
فَعُجْنَا فَصَافَحْنا صَفَائِحَ رَسْمِهَا / وَجُدْنا عَلَيها بالنُّفوسِ وَما جُرْنا
وَقَفْنا إلَيْهَا حَائِزين بِهِ الأسَى / فلا حُزْنَ إلا وهْوَ دُونَ الذِي حُزْنا
وَلا طَرْفَ إِلا مُسْتَهِلٌّ غَمَامَةً / إِذا هُوَ بَلَّ الذَّيْلَ أتْبَعَهُ الرُّدْنا
أَمَعْنى العُلَى خَلَّفْتَ مِنْ بَعْدِكَ العُلى / عَلَى الرَّغمِ مِنَّا وهيَ لَفْظٌ بِلا مَعْنَى
نُهَنِّئُ عَدْناً أنْ حَلَلْتَ مُؤَمَّنا / سَرَارَتَها يَهْنِيكَ رَبّكَ بِالأَهْنا
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا / هَوِيتُ سِوَاكَ بُسْتَانا
تَخَالُ الدّوْحَ مُخْتَلِفاً / بِهِ شِيباً وَشُبَّانا
وَقَدْ لَبِسَت مَفَارِقُها / مِن الأنْداءِ تِيجانا
تَجُولُ بهِ جَدَاوِلُهُ / وَتَغْشَى النَّهْرَ أزْمانا
فَتَحْسَبُها إِذَا انْسَابَتْ / أَراقِمَ زُرْن ثُعْبَانا
لمَّا بَكَتْ مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ جَرَى
لمَّا بَكَتْ مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ جَرَى / أَعَارَها أدْمُعَهُ المُزْنُ
فَكُلَّما اهْتَزَّ جَنَاحٌ لَهَا / نَظَّمَ مَا يَنْثُرهُ الغُصْنُ
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ / يَا نادِبَ الذّاهِبَيْنِ الأَهْلِ والوَطَنِ
واسْكُنْ إلَى الصَّبْرِ في إلْمَامِها نُوَبا / أَوْدَتْ عَلَى عَقِبِ المَسْكُونِ بِالسَّكَنِ
كَزَعْزَعِ الرّيحِ صَك الدَّوْحَ عَاصِفُها / فَلَمْ يَدَعْ مِنْ جَنىً فِيهِ وَلا غُصُنِ
وَمُكْرَهٌ أَنا فِيمَا قُلْتُ لا بَطَلٌ / فَلا تَخَلْنِي خَلِيّاً مِن جَوَى الحَزَنِ
هَذا فُؤادِيَ كَالبَرْقِ الخَفُوقِ أَسىً / وَهذِهِ أَدْمعِي كَالعَارِضِ الهَتِنِ
بِرَاحَتِي رَايَةُ الأشْجانِ أَحْمِلُها / وَإِنْ غَدَا الجِسْمُ وَهْناً لَيْسَ يَحْمِلُنِي
وعَبْرَتِي في تَقاضِي حَبْرَتِي أبَداً / كَمَا قَضَتْهُ سَجَايا الجَوْرِ في الزَّمَنِ
يا قاتلَ اللَّهُ أَقْتالاً سَوَاسِيَةً / أنَّى لَهُم دَرَكُ الأَوتارِ والإحَنِ
حَامُوا عَلَى شِرْعَةٍ عَزَّتْ حِمَايَتُها / مِنْ شِرْعَةٍ طَالَما عَزَّت فَلَم تَهُنِ
زُرْقاً أسِنَّتُهُمْ مِنْ جِنسِ أعْيُنِهِم / مُشْتَقَّةً مِنْ قِتَالِ الفَرْضِ والسُّنَنِ
قَدْ أَلْبَسوا خَيْلَهُم أَمثالَ ما ادَّرَعُوا / وَاسْتَقْبَلُونا حُصُونا في ذرَى حُصُنِ
هُمْ أخْرَجُونا مِنَ الأَوْطانِ عَنْ حَنَقٍ / وزَحْزَحُونا عن الجِيرانِ مِن ضَغَنِ
فَكَمْ لَقِينَا علَى الأَمْصَارِ مِن فَنَدٍ / وَكَمْ تَرَكْنا لَدَى الكُفَّارِ مِنْ فَدَنِ
وَاهاً وآهاً يَموتُ الصَّبْرُ بَيْنَهُما / مَوْتَ المَحَامِدِ بَينَ البُخْلِ وَالجُبُنِ
لِجِيرَةٍ أَصْبَحُوا أيْدِي سَبَا شِيَعاً / هَذَا وَمَا عَرَّسُوا فِي عَرْصَةِ اليَمَنِ
وَجَنَّةٍ حَلَّ أَهْلُ النَّارِ سَاحَتَها / لَمْ يُغْنِ حَمْلُ القَنَا عَنْهَا ولا الجُنَنِ
أتِيحَ للرُّومِ مَا وفَّى مَرامِيَهُمْ / فِيها وَبُؤْنَا بِطُولِ الغَبْنِ والغَبَنِ
وَجْدِي بِها وبِعَيْشٍ في حَدَائِقِها / وجْدَ الذي أرِقَتْ عَيْناهُ بِالْوَسَنِ
أيَّامَ نَسْحَبُ أبْرَاداً وَأرْدِيَةً / مِن العَفافِ مَصُونَاتٍ عَنِ الدَّرَنِ
نَصْبُو إلَى دَيْدَنٍ في البِرِّ نُؤْثِره / مِن الدِّراسة لا نَصْبو إلَى دَدنِ
تَحْتَ المُجِيرَيْنِ مِنْ صَوْنٍ وَمِن أَنَفٍ / مَعَ المُجِيبَيْنِ مِنْ فَهْمٍ وَمِن زَكَنِ
كأَنَّ ما كانَ فيها مِنْ مُجَالَسَةٍ / ومِنْ مُؤَانَسَةٍ في الصَّحْبِ لَمْ يَكُنِ
كأنَّنا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأصَائِلِ فِي / شَحْذِ القَرائِحِ بِالآدابِ والفِطَنِ
وَساحِرِ الدَّلِّ والتَّثَنِّي
وَساحِرِ الدَّلِّ والتَّثَنِّي / لَيْسَ لَهُ في المِلاحِ ثَانِي
مَا دَبَّتِ الرّاحُ فيهِ إِلا / غَنَّى فَأَغْنَى عَنِ المَثَانِي
حَيْثُ المَغَاني حَبِيبٌ زَادَني شَجَنَا
حَيْثُ المَغَاني حَبِيبٌ زَادَني شَجَنَا / إِنْ حَلَّ دارَ الهَوَى دَارَى وإنْ سَكَنَا
واللَّه ما قَرَّ قَلْبِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ / شَوْقاً لِرُؤْيَتهِ حِيناً ولا سَكَنَا
وَاهاً لَهُ سَكَناً لَوْ أذْهَبَت أَرَقِي / أوْ سَكَّنَتْ قَلَقِي وَاهاً لَهُ سَكَنا
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي / وإنْ صَدَعَتْ بِرِحْلَتِهَا جَناني
وَطَرْفِي لَيْسَ يَعْنيهِ سِوَاها / وَلَوْ عَنَّتْ لَهُ حُورُ الجَنانِ
رَأَى مِنْها قَضِيباً مِنْ لُجَيْنٍ / يَجُرُّ الوَشْي لا مِنْ خَيْزُرَانِ
وَشَمْساً مَا تَوَارَت في حِجَابٍ / بِغَيْرِ الصَّوْنِ قَطُّ وَلا صِوانِ
عَلَيْهَا مِثْلُ ما تَفْتَرُّ عَنْهُ / مِنَ الدُّرِّ المُنَظَّمِ والجُمانِ
وَغَازَلَهَا مَهَاةً وَسْطَ قَصْرٍ / وَعَهْدِي بِالمَهَا وَسْطَ الرِّعانِ
فَأَغْنَتْهُ مَحَاسِنُهَا اللوَاتِي / سَلَبْنَ كَراهُ عَنْ حُسْنِ الغَوانِي
وَقادَ إلَى هَوَاها القَلْبَ قَهْراً / فَأَصْبَحَ في يَدَيْهَا القَلْبُ عَانِ
تَعَالَى اللَّه طَرْفِي جَرَّ حَتْفِي / لأَحْصُلَ مِنْ هَوَايَ علَى هَوَانِ
وأَيَّامي هَدَمْنَ مُنِيفَ سِنِّي / وهُنَّ لِعُمْرِها كُنَّ البَوَانِي
دَجَا ما بَيْنَنا فَمَتَى وحَتَّى / يُنِيرُ وفِي إِجَابَتِها تَوانِ
وقُلْتُ أُخِيفُها لِتَكُفَّ عَنِّي / فقالَت لِي يُقَعْقَعُ بالشِّنانِ
فَكَيْفَ تَرَى وَقَد شَبَّتْ وغَاها / أَأُقْدِمُ أم أفِرُّ مَعَ الهَوَانِ
أَمَا إنَّ اللَّيالِيَ غَالِبَاتٌ / ولَوْ يُغْرَى بِنَصرِي الفَرْقَدانِ
إِذا لَمْ ألْقَها بِعُلَى ابْنِ عيسَى / وحَسْبِيَ مِنْ حُسَامٍ أَو سِنَانِ
فَلَسْتُ مِنَ الإيَابِ عَلَى يَقينٍ / وَلَسْتُ مِنَ الذَّهابِ عَلَى أمَانِ
فَإنَّ أَبا الحُسَيْنِ يَنَالُ مِنْهَا / مَنَالَ الذُّعْرِ في قَلْبِ الجَبانِ
يُنَهْنِهُهَا مَتَى نَهَدَتْ لِحَرْبِي / ويَأْخُذُ لِي الأَمَانَ مِنَ الزَّمانِ
علمت أبا الحُسَينِ عَنَاه أَمْرِي / فَإِنِّي أمْرُ خِدْمَتِهِ عَنَانِي
هُمَامٌ لا يُفَارِقُهُ اهْتِمَامٌ / بِشَاني رَاغِبٍ فِيهِ وَشَانِي
يُفيضُ عَلَى الوَلِيِّ غَمَامَ رُحمَى / وَيُغْضِي عِزَّةً عَن كُلِّ جَانِ
سَعِيدٌ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ / مَكِينُ الحَمْدِ مَحْمُودُ المَكانِ
يُقَيِّدُ في مَنَائِحِهِ جُفونِي / وأُطْلِقُ في مَدائحِهِ عِنَانِي
أقَامَ وَصِيتُهُ غَرْباً وَشَرْقاً / يَجُوبُ الأرْضَ لا يَثْنِيهِ ثَانِي
لَهُ لَهَجٌ بِمُخْتَرعِ المَعَالي / كَمَادِحِهِ بِمُخْتَرعِ المَعَانِي
ويَرْسُو للْفَوَادِحِ طَوْدَ حِلْمٍ / ويَهْفُو للْمَدَائِحِ غُصْنَ بانِ
مُعِينٌ كُلَّ آوِنَةٍ مُعَانٌ / فَيَا لَك مِنْ مُعِينٍ أَو مُعانِ
إذَا قَسَتِ اللَّيالِي فاعْتَمِدْه / تَجِدْ عَطْفاً عَمِيماً في حَنانِ
نَأَى ودَنَا مَكاناً وامْتِنَاناً / فَيَهْنِي المَجْدَ نَاءٍ مِنْهُ دانِ
لقَد قَبُحَتْ سَجايا الدّهْرِ حَتَّى / حَباها مِنْ سَجَاياه الحِسَانِ
فَأَصْبَحَ مِنْ أَذاه النَّاسُ طُرّاً / بِسِيرَتِهِ الكَريمَةِ في ضَمَانِ
وَإلا كَيْفَ كَفَّ عَنِ اهْتِضَامِي / وَإلا كَيْفَ عَفَّ عَنِ امْتِهانِي
أَبا الأمْجَادِ وَافَاكُمْ نِدائِي / يَهُزُّكَ هِزَّة العَضْبِ اليَمانِي
دَعَوْتُكَ والكَريمُ النَّدْبُ يُدْعَى / لِبِكْرٍ مِنْ خُطُوب أَوْ عَوَانِ
وَجِئْتُكَ سُؤْرَ أيَّام لِئَامٍ / أُعَانِي مِنْ أذَاهَا مَا أُعَانِي
وحُبُّ عَلائِكُم مِلْءُ الجَنَانِ / وشُكْرُ حَبَائِكُم مِلْءُ اللِّسَانِ
فَزَادَ على الذي أخْبَرْتُ نَفْسي / بِه مِنْ رَعْيِكَ الوَافي عِيَانِي
ومِثْلُكَ رَقَّ سُؤْدَدُهُ لِمِثْلِي / فَأجْنَى راحَتي شُمَّ الأَمانِي
وَراشَ جَنَاحِيَ المَقْصُوصَ ظُلْماً / وَأنْسَانِي الأحِبَّةَ والمَغَانِي
فَدُمْتَ أبَا الحُسَيْنِ لَنَا مَلاذاً / يُجِيرُ عَلَى الأَقَاصِي والأَدانِي
وَدُمْتَ أَبَا الحُسَيْنِ لَنَا رَبِيعاً / نَصيفُ بِهِ ونَشْتُو في أمَانِ
كأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأَصائِل في
كأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأَصائِل في / شَحْذِ القَرَائِحِ بالآدابِ والْفِطَنِ
ولَمْ نَبِتْ وَذُبَالاتُ الشموعِ كَمَا / تَوَقَّدَت شَفَرَاتٌ في فَتىً كَدِنِ
نَرَى الثُّرَيَّا كَشَنْفٍ صِيغَ مِنْ وَرقٍ / مُعَلَّقٍ مِنْ هِلالِ الأُفْقِ في أُذُنِ
حَتَّى سَمَا الصُّبْحُ لِلظَّلْماءِ يَصْدَعُها / كالسَّيْلِ فَاضَ عَلَى مُخْضَرَّةِ الدِّمَنِ
نَظَرْتُ إلَى البَدْرِ عندَ الخُسوفِ
نَظَرْتُ إلَى البَدْرِ عندَ الخُسوفِ / وقَدْ شِينَ مَنْظَرُهُ الأَزْيَنُ
كَمَا سَفَرَتْ صَفْحَةٌ لِلْحَبِيبِ / فَحَجَّبها بُرْقُعٌ أدْكَنُ
الجُودُ يَنْفَعُ في الوُجودِ وَلَنْ تَرَى
الجُودُ يَنْفَعُ في الوُجودِ وَلَنْ تَرَى / مَنْ يَكْفُرُ النّعْمَى سِوَى الإنْسَانِ
فإِذا رَأَيْتَ مِن الأَكارِمِ مُحْسِناً / فَاحرزْ علَيهِ آفَةَ الإِحْسانِ