المجموع : 15
سُمِّيتَ سَيفا وَفي عَينَيكَ سَيفانِ
سُمِّيتَ سَيفا وَفي عَينَيكَ سَيفانِ / هَذا لِقَتليَ مَسلولٌ وَهَذانِ
أَما كَفَت قَتلَةٌ بِالسَيف واحِدَةٌ / حَتّى أُتيحَ مِنَ الأَجفانِ ثِنتانِ
أَسَرتُهُ وَثَناني غُنجُ مُقلَتِهِ / أَسيرَهُ فَكلانا آسرٌ عانِ
يا سَيفُ أَمسِك بِمَعروفٍ أَسيرَ هَوى / لا يَبتَغي مِنكَ تَسريحا بِاحسان
يا كَريمَ المَحَلِّ في كُلِّ معنى
يا كَريمَ المَحَلِّ في كُلِّ معنى / وَالكَريمُ المحلُّ لَيسَ يُعَنّى
هَذِهِ الخَمرُ تَبتَغيكَ فَخُذها / أَو فَدَعها أَو كَيفَما شئتَ كُنّا
دُرّا بَعثتَ مُفصّلاً بِجُمانِ
دُرّا بَعثتَ مُفصّلاً بِجُمانِ / أَو رَوضَةً مِسكيَّةَ الريحانِ
لا بَل عُروسا قَد زَفَفتَ تولّدت / ما بَينَ فكرٍ ناقِدٍ وَبَنانِ
سَمعا لأمرك إِذ دعوتَ إِلى الَّتي / تَدَعُ القُلوبَ قَليلَة الأَحزانِ
أَمّا الكُؤوس فَقَد جَرَت ما بَينَنا / بَيدَي غَزالٍ ساحِرِ الأَجفانِ
خَنِثٍ يَسقيني المُدام بطُرفه / وَبِكَفِّهِ وَمَتى أَشأ غَنّاني
فِعلاً لعمرُك لم أَكُن لأضَيعهُ / لا تَحسَبنّا مِن بَني سَهوانِ
أَيا ماجِداً لَم يَرُم شامِخا
أَيا ماجِداً لَم يَرُم شامِخا / مِنَ المَجدِ فاحتَلَّ غَيرَ القُنَنْ
سَألتُكَ صَفراء ِبكراً فَجُدْ / عَليَّ بِها شافِعا لِلمَنَنْ
تَرُدّ السِنان إِذا أَمَّها / شَبا حَدِّهِ عَن قَويم السَنَنْ
وَإِن كُنتَ مِن معشرٍ في الوَغى / أَقاموا القُلوبَ مَقامَ الجُنَنْ
لِلَّهِ دَرّ أَبي السنان
لِلَّهِ دَرّ أَبي السنان / مِن فارِس شهم الجَنانْ
تَخشاهُ آسادُ الرِجا / لِ كَما تَهيمُ بِهِ القيانْ
فَبِبَأسِهِ يُشقي العِدى / وَبِحُسنِهِ يُصبي الحيانْ
هَذي جِبال دَرَن
هَذي جِبال دَرَن / قَلبي بِها ذو دَرَنِ
يا لَيتَني لَم أَرَها / وَلَيتَها لَم تَرَني
كَأَنَّها تُخبِرَني / بِأَنَّها تُقبِرِني
يا غَيمُ عَيني أَقوى مِنك تَهتانا
يا غَيمُ عَيني أَقوى مِنك تَهتانا / أَبكي لِحُزني وَما حُمّلتَ أَحزانا
وَنارُ بَرقِكَ تَخبو إِثرَ وَقدِتها / وَنارُ قَلبي تَبقى الدَهرَ بُركانا
نارٌ وَماءٌ صَميمُ القَلبِ أَصلُهُما / مَتى حَوى القَلبُ نيرانا وَطوفانا
ضدّان أَلَّفَ صَرفُ الدَهرِ بَينَهُما / لَقَد تَلَوّن في الدهرِ أَلوانا
بَكيتُ فَتحاً فَإِذ رُمتُ سَلوَتهُ / ثَوى يَزيدُ فَزادَ القَلبَ نيرانا
يا فلذتَي كبِدِي يأبى تقطُّعها / مِن وَجدِها بِكُما ما عِشتُ سُلوانا
لَقَد هَوى بِكُما نِجمانِ ما رَميا / إِلّا مِن العُلوِّ بِالأَلحاظِ كيوانا
مُخَفَّفٌ عَن فُؤادي أَنَّ ثُكلَكُما / مُثَقِّلٌ ليَ يَومَ الحَشرِ ميزانا
يا فَتحُ قَد فتحَت تِلكَ الشهادَةُ لي / بابَ الطَماعَة في لُقياكَ جُذلانا
وَيا زَيدُ لَقَد زادَ الرَجا بِكُما / أَن يَشفَعَ اللَهُ بِالاحسان إِحسانا
لمَّا شفعتَ أَخاكَ الفَتحَ تَتبعُهُ / لقاكُما اللَهُ غُفراناً وَرِضوانا
مِنّي السَلامُ ومن أمٍّ مُفجَّعةٍ / عَلَيكُما أَبَداً مَثنى وَوحدانا
أَبكي وَنَبكي وَنُبكي غَيرنا أَسَفا / لدى التَذَكُّرِ نِسوانا وَوُلدانا
كذا يهلِك السَيفُ في جِفنِه
كذا يهلِك السَيفُ في جِفنِه / إِذا هَزَّ كَفّي طَويلُ الحَنينِ
كذا يَعطِش الرُمح لَم أَعتَقِلهُ / وَلَم تَروه مِن نَجيعٍ يَميني
كذا يَمنَع الطَرف عَلَّك الشَكي / مَ مُرتَقِيا غِرّةً في كَمينِ
كأنَّ الفَوارِسَ فيهِ ليوثٌ / تُراعي فَرائِسَها في عَرينِ
ولا شرفٌ يَرحَمُ المُشرفيّ / مِمّا بِهِ مِن شَمات الوَتينِ
أَلا كَرَمٌ يُنعِشُ السمهريّ / وَيُشفيه مِن كُلّ داءِ دَفينِ
أَلا حَنَّةٌ لابن مَحنيَّة / شَديد الحَنين ضَعيف الأَنينِ
يُؤَمِّلُ مِن صَدرها ضَمَّةً / تُبَوِّئُهُ صَدر كُفء مُعينِ
غَنتكَ أَغماتية الأَلحان
غَنتكَ أَغماتية الأَلحان / ثقَلَت عَلى الأَرواحِ وَالأَبدانِ
قَد كانَ كالثُعبان رُمحُكَ في الوَغى / فَغَدا عَلَيكَ القَيدُ كالثُعبانِ
مُتَمَدّداً يَحميكَ كُلّ تعدّدٍ / مُتَعَطِّفاً لا رَحمَةً لِلعاني
قَلبي إِلى الرَحمانِ يَشكو بَثَّهُ / ما خابَ مَن يَشكو إِلى الرَحمانِ
يا سائِلاً عَن شأنهِ وَمَكانهِ / ما كانَ أَغنى شأنَهُ عَن شاني
هاتيكَ قَينَتهُ وَذَلِكَ قصرُهُ / مِن بَعد أَيّ مَقاصرٍ وَقيّانِ
مِن بعدِ كُلِّ عَزيزةٍ روميَّةٍ / تَحكي الحَمائِم في ذرى الأَغصانِ
قالَت لَقَد هُنّا هُنا
قالَت لَقَد هُنّا هُنا / مَولايَ أَينَ جاهُنا
قُلتُ لَها إِلى هُنا / صَيَّرَنا إِلَهُنا
سَلَّت عَلَيَّ يَدُ الخُطوب سُيوفَها
سَلَّت عَلَيَّ يَدُ الخُطوب سُيوفَها / فَجذَذنَ مِن جِلَدي الخَطيفَ الأمتَنا
ضَرَبَت بِها أَيدي الخُطوبِ وَإِنَّما / ضَرَبَت رِقابَ الآمِلينَ بِها المُنى
يا آمَلي العادات مِن نَفَحاتِنا / كُفّوا فَإِنَّ الدَهرَ كَفّ أَكُفّنا
اِقنَع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا
اِقنَع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا / وَعَزِّ نَفسِكَ إِن فارَقت أَوطانا
في اللَه مِن كُلِّ مَفقودٍ مَضى عِوَضٌ / فأشَعر القَلبَ سُلوانا وَإِيمانا
أَكُلَّما سنحت ذِكرى طَربتَ لَها / مَجَّت دُموعكَ في خدّيكَ طوفانا
أَما سَمِعتَ بِسُلطانِ شبيهكَ قَد / بَزَّتهُ سودُ خُطوب الدَهر سُلطانا
وَطِّن عَلى الكُرهِ وَاِرقُب إِثرَهُ فَرجاً / وَاِستَغفِر اللَهَ تَغنَم مِنهُ غُفرانا
يا دُرَّةً قَلبي بِها مَفتونُ
يا دُرَّةً قَلبي بِها مَفتونُ / يَسخو وَإِن سُئِلَ السَلوَ ضَنينُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنَّ قَلبيَ مُغرَمٌ / مَن كانَ ذا صَبرٍ فَلَيسَ يَكونُ
أَو أَنَّ مَن يَشري رِضاكَ بِفَوزِهِ / بِالخُلدِ قُلنا إِنَّهُ المَغبونُ
أُريَّة أَنتِ فائِدَةُ الزمانِ
أُريَّة أَنتِ فائِدَةُ الزمانِ / فَقَد فُقتِ المَمالِكَ في مَعانِ
وَقَد رُمناكِ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ / فَأَدناكِ الإِلَهُ بِلا تَوانِ
بَذَلنا جُهدَنا عَزما وَحَزماً / وَوَطَّنّا الكُماةَ عَلى الطِعانِ
وَأَجهَدنا العَزائِمَ وَالمَساعي / وَأَعملَنا الحُسامَ مَعَ السِنانِ
لِيُهَنيء أَهلَ مالِقَةَ اِنتِصاري / وَإِعزازي لَهُم بَعدَ الهَوانِ
سَيُنقِذُهُم وَيُنميهِم جَميعاً / رِضاعُ الخَيرِ إِن دَرَّت لِباني
وَأُرقيهِم ذُرى دَرَجِ المَعالي / كَما أُجنيهِمُ ثَمرَ الأَماني
وَأَضعافُ الَّذي يُبدي لِساني / إِلَيهِم ما يَجِنُّ لَهُم جِناني
فَحُقَّ عَلَيهِمُ شُكرُ اِمتِعاضي / وَما خلقي اِمتِنانٌ بِامتِنانِ
وَلَكِنَّ الحَقائِقَ مُخبِراتٌ / وَكَم خَبَرٍ يَنوبُ عَنِ العيانِ
أَلَم أُعتِقهُمُ مِن ذُلِّ كُفرٍ / جَرى في ضيمِهِم مِلءَ العِنانِ
وَتوراةٌ مُحَرَّقَةٌ أَعَزَّت / فَطالَت ذُلَّةُ السَبعِ المَثاني
إِلى أَن ثارَ بي عَزمٌ يَمانٍ / فَأَدرَكَ سُؤلهُ العَضبُ اليَماني
وَأُنضيَتِ الصَوارِمُ خاطِياتٍ / فَكانَ قَضاؤها سِحرُ البَيانِ
فَعادَ البِرُّ مَعمورَ المَغاني / وَآضَ الفسقُ مَهدومَ المَباني
وَقامَ إِمامُ جامِعِهِم يُصَلّي / وَآنسَتِ المَسامِعُ بِالآذانِ
وَكانَ ذَوو الهُدى ما بَينَ ثاوٍ / قَتيلٍ أَو فَقيدِ العَقلِ فانِ
مُذِ اِقتَرَنَت بِبَرِّهِمُ يَهودٌ / أَباحَ حُسامُهُم حُسنَ القِرانِ
عَتادي أجرُ ما أولَيتُ فيهِم / مِنَ الفَتَكاتِ بِكرٍ أَو عَوانِ
وَحَسبي في سَبيلِ اللَه مَوتٌ / يَكونُ ثَوابُهُ خُلدَ الجِنانِ
أَتَتكَ أُمُّ الحَسَن
أَتَتكَ أُمُّ الحَسَن / تَشدو بِصَوت حَسنِ
تَمُدُّ في أَلحانِها / مَدَّ الغناءِ المَدَني
تَقومنّي سَلسلا / كَأَنَّني في رسنِ
أَوراقُها أَستارُها / إِذا شدت في فَنَنِ