القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 9
أَينَ مِنّي الصَّبْر عَن وَجهكَ أَينْ
أَينَ مِنّي الصَّبْر عَن وَجهكَ أَينْ / بين قلبي وسُلُوِّي عنك بَينْ
واهِنُ العَزْمِ إِذا اِستَنجَدته / فتَّرَتْهُ فتراتُ المُقْلَتَيْنْ
صارَ مِن أَعوانِ عَينَيك كَذا / كلُّ قلْبٍ في الهوى عَوْناً لِعَيْنْ
أيُّها الرَّاقد عندي سَهَرٌ / يُكْمِد الواشي ويُبْكي العاذِلَيْنْ
مِتُّ سُكْراً أَفَمِنْ كأسَيْ طِلا / رَاقَ لي رِيقُكَ أَمْ مِن شَفَتَينْ
أَنا لا أَصبِرُ عَمَّن وَجهُهُ / فَلَقٌ مُبْتَسمٌ في غَسَقَيْنْ
تطْلُعُ الشَّمْسُ لنا من شَفَقٍ / وهو يبدو طالعاً من شَفَقَينْ
قُلت لِلكاهِن حينَ اِختَلَست / عَينُهُ عَيني فَجر الحَين حَينْ
قمرَ العَقربِ خوّفْتَ فَمَنْ / مُنْقِذِي من قمرٍ في عَقْرَبَينْ
عذِّبوني بهَجْرِكُمْ عذّبوني
عذِّبوني بهَجْرِكُمْ عذّبوني / وَاِطْرُدُوا طارِقَ الكَرَى عَن جُفوني
أوهبُوني دَمْعاً لَعَلَّ مَعينَ الدم / عِ يَوماً عَلى هَواكُم مُعِيني
لم يَدع مِنّي الضَّنا غير شَيء / سَترَ الشَّكُّ فيه وَجْهَ اليَقينِ
كَانَ وَجْدِي بِكُم قَضاءً قَديماً / أَفَأمْحُو ما خُطَّ فَوقَ جَبيني
إذا غضب الأنام وأنت راضٍ
إذا غضب الأنام وأنت راضٍ / عليّ فما أبالي مَن جفاني
وكيف أَذُمُّ للأيّام فِعْلاً / وقد وهَبَتْكَ يا كلَّ الأماني
فقُلْ لِلحاسِدينَ ثِقوا بِكَبْتٍ / يَقودُكُم إِلى دَرْكِ التّفاني
صَفا وَرد الصفاءِ وَرَقَّ رو / حُ الوفاء وأينعت ثُمُرُ التَّداني
وواصَلَ مَن أُحِبُّ فبِتُّ منه / أَرُود اللَّحْظَ في رَوْض الجنانِ
ويا عينَ الرَّقيبِ سخِنْتِ عيناً / فَما أَغنى شهادك إِذ رَعاني
وصلت إلى مُنَايَ وأنتِ عَبْرَى / تُضَلِّلُكِ المَدَامِعُ عَن مَكاني
فَمَن لَقِيَ الزَّمانَ بِوَجهِ سُخطٍ / فإنّي قد رَضِيتُ على الزّمانِ
جَنى وتَجَنَّى وَالفُؤادُ يُطِيعُهُ
جَنى وتَجَنَّى وَالفُؤادُ يُطِيعُهُ / فَلا ذَاقَ مَنْ يُجْنَى عليه كما يَجْنِي
فَإِنْ لَم يَكُن عِندي كَعَيني وَمَسمَعي / فَلا نَظَرت عَيني وَلا سَمِعَت أذُني
يا عَفيفَ الدّينِ الَّذي يَدُه صر
يا عَفيفَ الدّينِ الَّذي يَدُه صر / فٌ بِهِ أَسْتَكفُّ صَرْفَ الزَّمانِ
وَالَّذي أَحسَنَ الوَفاءَ بِعَهدي / فَاِتّهمت الوافين مِن خِلّاني
وَالَّذي في هَواهُ أَخلَصتُ دِيني / يوم تُبْلَى سرائرُ الأديانِ
أَنا أَشكو إِلَيك داياً أَداني ال / عَتْبَ فيما مَضى على عِمرانِ
وَهْوَ عِندي موسى بن عِمْران لِلْحَظْ / وةِ فيما أَنُصُّ من ديواني
أَقسَمَ الناسُ ما رَأَوا مُسلِماً قَب / لي حَنَا قلبُهُ على عِبْراني
كَيفَ كَشْخَنْتُهُ ولم يَكُ بِالكَو / شَحِ يا لَيتَ كانَ في اِسْتي لِساني
مِلتُ عَمّن أَسا وَأَفحَشَ في اللَّوْ / مِ إِلى مَن لم يأل في الإِحسانِ
عن عُتَاةٍ تَخَوَّنوا بالأذى دا / ري عُتُوّاً وأَزْعَجُوا جيراني
ضَربوا البوقَ أَنَّني عن أُلوف / متُّ فَكّوا عَنها رُؤوسَ البراني
لَيسَ فيها زَيف ولا عَجميّ / لا ولا ناقص ولا بَرَّاني
فَبِغالي إِذا اِسْبَطَرَّتْ وَغِلما / ني وَما أَثمرَت خِصي غِلماني
حَشْو أمِّ الّذي اِدّعى أنّ لي ما / لاً عَناني عَن جَمعِهِ ما عَناني
أَينَ وَجهُ الكَسْبِ الَّذي أَنا فيهِ / مِن وُجوهُ التُّجَّار والأعيانِ
أَنا ذو المالِ يا بَني البَظْرِ لا خا / لي ولا ضَيعَتي ولا نِسياني
لا ولا رزمتي تحلّ ولا زمْ / تيَ مستبضعاً ولا كناني
اِقتَنوا ما اِقتَنَيت بِالشِّعْر في الشِّعْ / رِ تَذُوقوا مرارةَ الحرمانِ
يا بُعولَ القِحاب غَرَّكُمُ كف / فِيَ كفّي عنكم وَحَبسي لِساني
وَنَظرتُمْ إِلى جِبابي فَمُتُّمْ / قَبلَ مَوتي مِنها وَمِن قُمصاني
وَعَلَيها كانَ البِناءُ فَخِلْتُمْ / تَحتَ هَذي الأَصدافِ دُرَّ الصَّباني
وَرَأى جائِبوكم أنَّ لي ناراً / توارى وَراءَ ذاكَ الدُّخانِ
قَامَ لَمَّا أَنْ قَامَ ناعِيَّ مِنكُم / كلّ تَيْسٍ يقول زِير روانِ
شَامِتاً بي وَلَو يَموت لَما اِفتر / رَ لشَرْمي من موته شفتانِ
سرّ مَوتي كانَ يَومَ اِنتِهابي بَينَ / ذَقنِ الخرا وعين الحصانِ
بَينَ تَيْسَيْن مِن قبيلين قد أل / لَف رأيَيْهما إلى الدّامانِ
وَأَصارَ الضِّدَّين نهْبَ تراثي / في إِناء من خَلِّه يَشْرَبانِ
وهُما يَكذِبانِ لا عَلَوِيٌّ / منهما عاقدٌ ولا عُثْمَاني
يَعلَمُ اللَّهُ أنّه لَيسَ لِلشَي / خَينِ دِينٌ يَرضى بِهِ الشَّيخانِ
قَد عَدوتَ المقدارَ يا شُؤمَ بَختي / وَتَجمَّعتِ يا صُرُوفَ زَماني
غِلْتُماني بِنصفِ أَعمى وَأَلْحى / جَلَبا السَّيِّئَيْنِ مِن ميسانِ
يا أُمنِيتين تهجُمان على المَو / تى تحيي قبسٍ وارد عُمَانِ
ذاب هذا النَّذيل من عرضه الحتْ / م وهذا التميم للرَّعْفَانِ
وإذا عَوَّلا على رَعْفِ شَلٍّ / نُعشَ الهاشميُّ لِلمَرَواني
وَإِذا ما البُخُوتُ خلتُ فشاهي / نا بساقٍ طارتْ إلى التَّحْتَاني
أَحكَما حقَّه العبيدُ وذلَّ الز / زُطُّ علماً وجراه التُركُمانِ
كانَ فيها غراب بَيْني غراب ال / بَيْن والأعورُ الضَّريرُ العواني
جَعَلوني قارونَ وَيْلي على دف / فَين لا كافراً من البُهْتَانِ
أَتُرَاني أكلتُ جزرَ عِيالي / مِثلَ ما كانَ يفعلُ القَيْسَراني
أَم كَنَزتُ الفلوسَ في خالدِ اِبني / عام قادت عليه أمّ سِنانِ
أَم دَهاني قتلُ الشّهيد وَعِندي / حاصِلٌ في مَعَرَّةِ النُّعْمانِ
أَم تَولّيتُ سَرد ما كان يجني / ه ابنُ زيدانَ من خُدور القِيانِ
أم تراني خرجت في ابن النَّصي / بيِّ أكيلُ الصِّحاح بالغفرانِ
أم تعلَّلتُ مثله فليَ اليو / مَ إِذا ما اِقتَصرتُ أَلف فدانِ
أَم أَنا مِن جماعَةٍ غَمّسوا بالد / دينِ حَتّى اِحتَسوا دِماءَ الدِّنانِ
كوّروها جوالقاتٍ بفقهٍ با / ن فيه رياؤهم وقرانِ
أم كسرتُ الجهات كسْرَ بني مح / جوبَ بالبُهْتِ أو بني الزَّعْفَرانِ
أتجانَى مِن بَعدِ ما ألبسَ الد / دَلق وقد فاضَ كالغُذَاةِ صماني
أَي بِأَنّي رَهَنتُ داري وَصَرَّفْ / ت بَقايا الأَسمالِ مِن خُلْقاني
واقفاً بالرّقاع في كلّ فجٍّ / أتَرَجَّى مَرَاحم السُّلطانِ
ومتى صمَّموا على / تثنى من دفاتر الدّيوانِ
حينَ أَغشى بِالبيض دارَ فُلانٍ / وأُحيي بالصُّفْر دون فُلانِ
فَتَرى كُلَّ مَن تولَّى عذابي / بَعدَ رِزقِ الأَعوادِ مِن أَعواني
مَن عَذيري مِن أُمَّةٍ كُنتُ فيهم / قبل موتي قُبَيْل موت هواني
ما سَقوني كفّاً ولا أَطعَموني / لُقمةً مُذ تلاحك الطنبانِ
حَرَموني وَكُنتُ أَشكُرُهم مَطْ / هَرَ عِرقٍ منّي وَطيبَ لُبانِ
فَمَتى أَبْصَرَ الورَى شاعِراً قب / لي تَولّى شُكراً على الحِرْمَانِ
ثُمَّ لَمّا حَصلتُ في الحَرَم المُحْ / رمِ لي مِن مَكانِهِ وَمَكاني
عِندَ أَزكى الملوكِ أَصلاً وَوَصلاً / أَن تَناصوا لِلفَخرِ يَومَ رِهانِ
مَن إِذا قويسَ الوَرى كانَ مِن أَصْ / غرِ غِلمانِهِ بَنو حَمدانِ
هادِماً ما بَنَوا وَدَهرهُم يَعْ / جَزُ أَن يَهدمَ الَّذي هُو باني
مَلكٌ صِرتُ في ذُراه فلا مَسْ / لمةٌ أمسى من بني مروانِ
أَرفَعُ الطَّرْفَ بَينَ بَغْلي وبِرْذَوْ / ني إِلَيهِم وَحُجرَتي وَحِصاني
جادَ حتّى عبد الأمين بخيلاً / ثمّ جوَّدتُ فَاِستهين اِبن هاني
حَسَدوني وَأَينَ مَن شَعّف السم / مَ بطونَ الوهاد والغيطانِ
وَتعانى الناعي فسَنُّوا مُداهُم / وبدا ما أسرَّ من شنآنِ
وَمَشى مِنهُمُ الأجمُّ إلى ال / أقْرنِ حَمداً هناكَ ما قَد هناني
ثُمَّ لَمّا أَصمَّهمْ أتراها / أَنْ نكيراً ومُنْكراً حمد ماني
وَاِستَسلّا مِنّي المُهنَّد ظنّاً / أَن تَكون اللُّحُودُ من أَجفاني
طَيَّرُوا أَنَّني فلحت فَخَرّوا / في خرافالحي على الأذقانِ
يا لَها علّة أَطارَت بِحُسّا / دي أنّي بُعثتُ نوحَ الثاني
ضَمِنَت لي بقاءَهُ ثمَّ زَادت / غَرقُ الشامتين في طوفاني
لَم يَكُن غير ساعةٍ ثمَّ شالَت / ببني البظر كفَّةُ الميزانِ
قيل كانت إرجافةً فَتَوَا / رى في حِرا أُمِّهِ الذي ورّاني
وَمَضَوا تقطِرُ الأَخادِعُ فرصا / داً وتُطْلَى الوجوهُ بالزَّعْفَرَانِ
هَذِهِ كَالشَقيقِ مِن صالِبِ الحم / مَى وهذي كالورْسِ لليرقانِ
وَغَداً نَلتقي وَيَنجَحِرُ السَّرْ / ح إذا شمَّ بنَّة السَّرحانِ
وَتَرى البازَ قَد تَطاوَلَ من سَر / حي فَسالَت جَواعِر الكروانِ
أين منّي بني القناطر والحا / نات إنْ أطلقتْ غروبَ بنانِ
أَو ما هَذِهِ نَتائِجُ مَن نا / جَى الثمانين من وراء ثمانِ
طار خلف المائين نظماً وقد قص / صَتهُ تِسعونَ حجّةً وَاِثنتانِ
أَطرَبَ الناسَ شِعره وهوَ مَيتٌ / مُدْمَجٌ في لفائف الأكفانِ
معجزٌ صَحَّ لي به إن تنَبَّأْ / تُ وما قد أتيتُ بالبرهانِ
أنا شيخ إذا تَوَصَّتْ قوافي / ه أطارت عنافق الشُبَّانِ
جلب ابن الحجّاج تمراً وشِعْري / فيه فَوْحُ التُّفَّاح من لُبْنانِ
فِقَرٌ تحصد الفقار إذا الحس / ساد صنَّتْ منهم على الآذانِ
كنسيم الصّباح جَمَّشَ حدَّ الر / راح فرَّتْ عنهُ ثغورُ القناني
شاعر كلُّ بعرةٍ منه كالدُّر / رَةِ تُشْرَى بأوفر الأثمانِ
لا ثَقيلَ إِذا تَشَدَّقَ يَقسو / ضرسه في مُضَرَّساتِ المعاني
لا ولا طيلسانُه أهْدَلَ الشَّق / قَة من فوق مُقْلَتَيْ شيطانِ
لا ولا رِجْلُهُ إذا وَلَج الدَّا / ر وبالٌ مُرٌّ على السُّكَّانِ
يتلقّى عبوسَ أيّامه طَلْ / قاً خليعَ العِذار رخْوَ العِنَانِ
وإذا سوقةٌ تَلَظَّت نفاقاً / باع عطرَ المُجَّان بالمَجَّانِ
فهنيئاً لِمَن هَجَوْتُ ومَن أمْ / دَحُ إنْ ضُمِّنَ اِسمُهُ ديواني
إنْ عَرَتني جهالةٌ من أبي جَهْ / لٍ وكم لي في الأرض من سَلْمَانِ
يا أَبا سالِم إِذا كُنتَ رِدئي / سالِماً فَالقَضاء مِن أَعواني
وَأَبو الفَضل لي وَحَسْبيْ أَبو الفَضْ / لِ إِذا الفضلُ حطَّ ثقل الحرانِ
وَمَتى يَشتَكي المَفاقِر حالي / عامَ محْلٍ وَأَنتما المرزمانِ
إِن تَعيشا فَالجِسر لي وعزازٌ / حُرُزٌ والأَحصُّ والتقدمانِ
حُجْريَ يقذفُ السّعِيرَ ومُهْري / يتهرّا من كظّه الأيتانِ
حَيِّ الدِّيارَ على علياء جَيْرُونِ
حَيِّ الدِّيارَ على علياء جَيْرُونِ / مَهْوَى الهَوَى ومَغَاني الخُرَّد العِينِ
مرَاد لَهْوِيَ إذْ كفّي مُصَرِّفَةٌ / أَعِنَّةَ اللَّهْوِ في تلك الميادينِ
بالنَّيْرَبَيْنِ فمَقْرَى فَالسريرِ فَجَم / رايا فجَوِّ حواشي جِسْرِ جِسْرينِ
فَالقصرِ فَالمَرْجِ فَالمَيْدانِ فَالشَرفِ ال / أَعلى فَسَطْرا فَجَرْمانا فَقُلبينِ
فَالماطِرونَ فَدَارَيَّا فجارتها / فَآبلٍ فمَغَاني دَيْرِ قانونِ
تِلكَ المَنازلُ لا وادي الأَراكِ ولا / رَملِ المُصَلَّى وَلا أَثلاثِ يبرينِ
واهاً لِطِيبِ غُدَيَّاتِ الرَّبيع بها / وبَرْدِ أنفاسِ آصالِ التَّشَارِينِ
أَشتاقُ بَرزةَ درنا والأَرزَة من / حَربا وَأبلى لِغَزوى في صريفينِ
هَيْهَات شطَّ حميم الشَّطّ عن خَضِرٍ / يشدو ويُسْعِده طَيْرُ البساتينِ
يَؤُمُّ كافورَ حَصْباءِ العيونِ بِهِ / عَن طَلّ عنبرِ أَصداغِ الرَّياحينِ
ويَطَّبِيني لدار الرُّوم ما شهرت / بِدَير مُرَّان أعيادُ الشَّعانينِ
أَبْدَتْ دمشقُ ربيعاً جلَّ صانِعُهُ / يَأتيكَ في كُلِّ حينٍ غَيرِ مَكنونِ
سُودُ الذَّوائِبِ في حُمْر الخُدُودِ عَلى / بِيضِ المباسِمِ في خُضْر الجفانينِ
آياتُ حُسنٍ غَنيّاتٍ بِأَنفسِها / عَنِ الأَدِلَّةِ فيها وَالبَراهينِ
كَأَنَّ أَلطافَها تَجلو لأَعْيُنِنا / آثارَ أَلطافِ فَخرِ الدّينِ بالدّينِ
عَريقُ مَجدٍ يرى ساسان مَنْصِبَه / مِنَ المَوارنِ منها والعَرَانينِ
وَهِمَّةٌ قد سَمَتْ للمُلْك تَكلؤهُ / أجرتهُ في فَلَكَيْ عِزٍّ وتَمكينِ
تَتَوَّجَ المُلْكُ مِن تاجِ الملوكِ سناً / شمسٌ مَحَتْ كلَّ تأثيرٍ وتزيينِ
عَقَلَ الحَقُّ أَلْسُنَ المُدَّعينا
عَقَلَ الحَقُّ أَلْسُنَ المُدَّعينا / أنتَ خَيرُ الملوكِ دُنيا وَدِينا
وأَسَدُّ الأنام قولاً وأَفعا / لاً وَنَفساً وَنِيّةً وَيَقينا
أَنتَ أَسْناهُم أَباً وَإِباء / وَاِمرَءاً حيّاً وَأَمرع حيناً
بَسط الرّزقَ في البَسيطَةِ كَفَّا / كَ فَكِلتا يَدَيك تُلفى يَمينا
فَيَدٌ تحسِمُ النَّوائبَ عنّا / ويدٌ تقسمُ الرَّغائبَ فينا
أَيُّهَا البحرُ لَو تُساجِلُكَ الأب / حُرُ عامَتْ في ساحلَيْكَ سَفينا
وَلَكانَ المُحيطُ منها مُحَاطاً / مثلَ نونِ الهجاء أو خِيلَ نُونا
مُشرعاً مُترعاً ومنّاً مهنّا / وَرباعاً فَيحاً وكفّاً لَبُونا
ومُحَيّاً طلْقاً ومالاً طليقاً / وَاِبتِهاجاً قَصداً وَحَبلاً مَتينا
بَينَ ذَبٍّ يميتُ عادِيَة الشِّر / كِ وَهبٍّ يَحيا بِهِ المُسلِمونا
تَتَبدّى مِنَ الفُتوحِ أُلُوفاً / أَنتَ أَعلى من أنْ تعدّ المِئينا
كُلَّما اِحتَزْتَ ثوبَ نَصرٍ عَزيز / مِن مَرامٍ أَقبَلَت فَتحاً مُبينا
صَرَفَ اللَّه عَنكَ صَرْف زمانٍ / أَنتَ عَلَّمتَ صَرْفَه أنْ يهونا
يا اِبنَ مَن طَبق البَسيطَةَ آثا / راً وَعلّ المنا بذيهِ الأُجونا
وَغَدت حصنهُ عَلى سَرح هَذا الد / دينِ من شكّة الأَعادي حُصونا
كَم تَعالى صَهيلُها في رُبا الشا / مِ فَأَعلى خلفَ الخليجِ الرَّنينا
يا صِنْوَ الرَّشيد أبقاكَ لِلحِك / مَةِ وَالبأسِ بَعدهُ المَأمونا
سَمِعَ اللَّه فيكَ دَعوَة سَكْنٍ / أوطَنُوا مِن حِماكَ حِصناً حَصينا
عَرَقْتَهُم مدى الخُطوب فأَحيي / تَ رُفاتاً مِنَ التُرابِ دَفينا
أُلْبِسُوا عدلكَ المدبَّجَ فاخْتا / لوا بناتٍ في وشيهِ وَبَنينا
سَهِرَت عَينكَ الكَلُوء وَناموا / تَحتَ أَكنافِ رَعيِها آمنينا
بعماد الدّين أضْحَتْ عُرْوَةُ الد
بعماد الدّين أضْحَتْ عُرْوَةُ الد / دينِ مَعصوباً بها الفتحُ المبينْ
وَاِستَزادت بِقَسيمِ الدَّولة ال / قسمُ مِن إدحاضِ كيدِ المارِقينْ
مَلكٌ أسْهَرَ عيناً لم تَزَلْ / هَمُّهَا تشريد هَمّ الرَّاقدين
لا خَلَتْ من كَحَل النّصرِ فقد / فقأت غَيظاً عُيون الحاسدين
كُلُّ يومٍ مَرَّ مِن أيّامِهِ / فَهوَ عيدٌ عائِد لِلمسلمينْ
لو جرى الإنصافُ في أوصافِهِ / كَانَ أَولاها أَمير المُؤمنينْ
ما رَوى الرّاوُونَ بَل ما سَطّروا / مِثلَ ما خَطَّتْ لَه أَيدي السنينْ
إِذ أَناخَ الشِّرْكُ في أَكنافِهِ / بِمئي ألْفٍ ثَناها بمئينْ
وَقْعَةٌ طاحَت بِكَلبِ الرومِ من / قِطعَةِ البَيْن إلى قَطعِ الوَتينْ
إِن حَمت مِصرٌ فَقَد قام لها / واضحُ البرهان أنَّ الصِّينَ صِينْ
دَرَج الدَّهْرُ عليها مُعْصِراً / لَم يُدنَّس بِمرام اللّائِمينْ
والرُّها لو لم تكن إِلّا الرُّها / لكَفَتْ حشْماً لشكّ المُمْتَرينْ
هَمَّ قسطنطينُ أن يَفّرعها / وَمَضى لم يحوِ مِنها قسطَ طينْ
ولَكَمْ من ملِكٍ حاولها / فتحلّى الحَيْنُ وسْماً في الجبينْ
هيَ أُختُ النَّجْم إِلّا أنّها / منه كالنّجم لرأي المُبْصِرينْ
مُنِيَتْ منه بلَيْثٍ قائدٍ / بِعرانِ الذّلّ آسادِ العَرينْ
زَارها يَزأرُ في أُسْدِ وَغىً / تُبدِّلُ الأُسْدَ مِن الزّأْرِ الأَنين
صَولَجوا البيضَ بِضَرب نثر ال / هَامَ في ساحاتِها نَثر الكرين
يا لها هِمَّةُ ثغرٍ أضحكتْ / من بني القُلفِ ثغور الشّامتين
بَرنَسْتَ رأسَ بُرنس ذِلَّةً / بَعدَما جاسَت حَوايا جُوْسِلين
وسَرُوجُ مُذْ وَعَتْ أسراجَهُ / فَرَّقَتْ جُمّاعَها عنها عِضِين
تِلكَ أقفالٌ رَماها اللَّه من / عَزمهِ الماضي بِخَيرِ الفاتِحين
شامَ منهُ الشّام بَرْقاً ودْقُهُ / مُؤمن الخَوفِ مُخيفَ الآمِنين
كم كنيسٍ كَنَسْتَ قد رامَها / منه بعد الرُّوحِ في ظلّ السَّفين
دَنَتِ الآجالُ مِن آجالها / فأَحَلَّتْهَا القَطا بَعدَ القَطين
ومنارٍ يجتلي صُلْبانهُ / بَينَ بِيضٍ تَتبارَى في البرين
قَرعَته البيضُ حتّى بَدّلت / قَرعةَ النّاقوسِ تَثويبَ الأذين
بالقَسِيميّات مقسوماً لها الد / دَهر في عَلْكِ لُجينٍ أَو لجين
سَلْ بها حَرّان كم حرّى سَقَتْ / بَرَداً مِن يَوم رُدَّت ماردين
سَمَطْتَ أَمسَ سُمَيْسَاط بِها / نَظْمَ جَيشٍ مُبْهجٍ لِلنّاظرين
وَغَداً يُلْقَى على القدسِ لَها / كَلْكَلٌ يدرُسُهَا دَرْسَ الدّرين
هِمَّةٌ تُمسي وتضْحى عَزمةً / لَيسَ حِصنٌ إِنْ نَحَتْهُ بحَصِين
قُلْ لقومٍ غَرَّهُم إمهالُهُ / سَتَذوقونَ شَذاهُ بَعدَ حين
إِنّهُ المَوتُ الَّذي يدركُ مَن / فَرَّ منه مُشحاً للغافِلين
وهو يُحْيي مُمْسكي عُرْوَته / إنّها حبلٌ لِمَنْ تابَ مَتين
مَنْ يُطِعْ يَنْجُ وَمَن يَعْصِ يكن / من غداةٍ عبْرَةً للآخَرين
بِكَ يا شَمسَ المعالي رُدَّتِ الر / روحُ في المَيْتَيْن من دُنيا وَدين
أَقسَم الجَدّ بِأَن تَبقى لِكَيْ / تَملِكَ الأَرضَ يَميناً لا يَمين
وتُفيضُ العَدلَ في أَقطارِها / مُنْسِياً مُؤْلِمَ عسفِ الجائرين
لا تَزَلْ دارُكَ كَيفَ اِنتَقَلتْ / كعبةً محفوفةً بالطّائفين
كُلُّ يَومٍ يَتَحلَّى جيدُهَا / مِن نَظيمِ المَدحِ بالدُّرَّ الثّمين
كُلّما أَخلَصَ فيها دَعوَةً / لَكَ قالَت أَلْسُنُ الخَلْقِ آمين
بِجدّكِ أَصحَب الجدّ الحزون
بِجدّكِ أَصحَب الجدّ الحزون / وَأَطلَعَ فَجرَه الفَتحُ المُبينُ
وَفي كَنَفيكَ سولِمَتِ اللّيالي / وَفارَقَ طَبعَهُ الزَّمَنُ الخَؤُونُ
وَمِنكَ تَعلَّمَ القطع المَواضي / وَقَد زَبَنَت بِهِ الحَربُ الزَّبونُ
وَأَنتَ السَّيفُ لَم تَمسَسهُ نار / وَلا شَحَذَت مَضارِبَهُ القيونُ
تَرَقْرَقُ فَوقَ صَفحَتِهِ الأَماني / وَيَقطر مِن غَراريهِ المَنونُ
وَقَبلَكَ ما سَمِعتُ بِذي فَقارٍ / يُبيرُ الفَقرَ كانَ وَلا يَكونُ
وَلا غَيثٌ سَماوَتهُ سَريرٌ / وَلا لَيثٌ وِسادَتُهُ عَرينُ
وَلا قَمَرٌ لَهُ الهَيجاءُ هالٌ / وَلا تاجٌ لَهُ الدّنيا جَبينُ
جُبِلتَ نَدىً وَعَفواً وَاِنتِقاما / وماءٌ كلُّ مجبولٍ وَطينُ
وَمُلْكُكَ عَمَّمَ الأَقطارَ قطْراً / فَأمرعَتِ الأَواعِثُ وَالحزونُ
تَلَألَأ تَحتَهُ غُررُ اللّيالي / إِذا الأَيّامُ عِندَ سِواكَ جونُ
وَأَنتَ أَقَمتَ لِلجَدوى مَناراً / يُبينُ لِشائِميهِ وَلا يَبينُ
وَعِندَكَ مَشرب النّعمى زلالٌ / إِذا عَبقت مَشارِبها الأجونُ
تَحَكَّمَ في عَطائِك كلُّ عاطٍ / وَقَد شِيدَت مِنَ المَنْعِ الحُصونُ
لَقَد أَشعَرتَ دينَ اللَّهِ عِزّاً / تَتيهُ لَهُ المَشاعِرُ وَالجحونُ
وَقامَ بِنَصرِهِ وَالناسُ فَوضى / قويٌّ منك في الجُلَّى أَمينُ
رَجَعتَ مُلوكَهم وهُم خُيوفٌ / أَسيرٌ في صِفادِكَ أَو كَنينُ
فَبَرنَسْتَ البِرِنسَ لِقاعِ خَسْفٍ / وَجَرّعَ مرُّ جَوْسِكَ جوسلينُ
إِذا ما الفِعلُ عُلَّ تَلاهُ حَذْفٌ / يُتاحُ لِمُنْتَهاهُ أَو سكونُ
غَنوا حَتّى غَزوتَهُمُ فَغنّى الص / صَدى في أَرضِهم حفّ القطينُ
وَكَم عَبَرَ الصّليبُ بِهم صَليبا / فَرَدَّته قَناكَ وَفيهِ لينُ
وَما خَطَرَت بِدارِ الشّركِ إِلّا / هَوى النّاقوسُ وَاِرتَفَع الأذينُ
مَلَأتَ عِظامَ ساحِهُمُ عِظاماً / فَكلّ ملاً لقوكَ بِهِ جرينُ
بِإنَّب في القَنا تجري نجيعاً / كَأَنَّ عُيونَ أَكعُبِها عيونُ
وَبَين حرارِ صَرخَد ذُبْنَ حَرّاً / لَهُ في كُلِّ حَبحَبَةٍ كَمينُ
وَفَيْنَ مِنَ العُرَيْمَة في عرامٍ / لَهُ في جونِها الأَقصى وَجونُ
وَكَم حَرمٍ لِحارِمَ غادَرَتهُ / وَدارَته لِمَنسَفِها درينُ
وفي شَعْراء قُورُس صُغْن شِعْراً / تُدارُ عَلى غِرارَيه اللَّجونُ
وَقائِعُ صِرْنَ في صَنعاءَ طَيراً / يوقعُها عَلى عَدْنٍ عدونُ
نَماكَ أَبٌ إِذا عُدَّ اِنتِساباً / تَراقى مصعداً والنّاس دونُ
شمالاً كان أملاكُ البرايا / وَقَد قيسوا بِهِ وهوَ اليَمينُ
قَضى وَقَضاؤُه في الأرضِ حَتْمٌ / وَطاعَةُ أَهلِها لِبَنيهِ دينُ
لِهذا اليومِ تُنْتَخَب القوافي / وَيذخرُ نَفسه الدُّرُّ المَصُونُ
وَنَحنُ أَحقُّ منك بأَن نُهنّا / إذا قرَّت بِرُؤيَتِكَ العيونُ
سَلِمتَ لَنا فَإِنّا كلُّ صعبٍ / نُوازيه بِأَن تبقى يَهونُ
تُرابِطُنا بِعِقوَتِكَ التّهاني / وَيَغبِطُنا بِدَولَتِكَ القرونُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025