القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَبْد رَبِّه الكل
المجموع : 20
ما لليلى تبدَّلتْ
ما لليلى تبدَّلتْ / بعدَنا ودَّ غيرنا
أرهَقَتْنا ملامةً / بعدَ إيضاحِ عُذْرِنا
فسلوْنَا عن ذكرِها / وتسلَّتْ عن ذكرِنا
لم نقُلْ إذ تحرَّمتْ / واسْتهلَّتْ بهجرِنا
ليتَ شِعري ماذا تَرى / أمُّ عمرٍو في أَمرنا
لا بَيتَ يُسْكنُ إلا فَارَقَ السَّكَنا
لا بَيتَ يُسْكنُ إلا فَارَقَ السَّكَنا / ولا امْتَلا فَرحاً إلا امْتَلا حَزَنا
لهْفاً على ميِّتٍ ماتَ السرورُ بهِ / لو كان حَياً لأَحْيا الدِّينَ والسُّنَنا
واهاً عليك أَبا بكرٍ مُردَّدةً / لو سكَّنَتْ وَلَهاً أو فتَّرتْ شَجَنا
إذا ذكرتُكَ يوماً قلت واحَزَنا / وما يَرُدُّ عليكَ القولُ واحَزَنا
يا سَيِّدي ومراحَ الرُّوحِ في بَدَني / هَلا دَنا الموتُ منّي حيثُ مِنكَ دنا
حتى يعودَ بنا قَعرِ مُظلمةٍ / لحْدٌ ويُلبسَنا في واحدٍ كَفَنا
يا أطيبَ الناسِ رُوحاً ضمَّهُ بَدَنٌ / أَستودعُ اللَّهَ ذاك الروحَ والبَدَنا
لو كنتُ أُعطَى به الدُنيا مُعاوَضَةً / منهُ لما كانتِ الدُّنيا له ثَمَنا
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تَسكنُ ظِلَّهُ
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تَسكنُ ظِلَّهُ / فانظُرْ لنفسِكَ أيَّ ظِلٍّ تسكُنُ
ونَهَى المَشيبُ عن الصِّبا لو أنَّهُ / يُدْلي بحُجَّتهِ إلى مَن يَلْقَنُ
ومَعشرٍ تَنطِقُ أَقلامُهُمْ
ومَعشرٍ تَنطِقُ أَقلامُهُمْ / بحكمةٍ تَلقَنُها الأَعينُ
تلفِظُها في الصكِّ أَقلامُهُمْ / كأَنَّما أَقلامُهُمْ أَلسُنُ
عجبتُ للفظٍ منكَ ذابَ نحافةً
عجبتُ للفظٍ منكَ ذابَ نحافةً / ومعناهُ ضخمٌ ما أَردتُ سمينُ
وأعجبُ من هذين أن بيانَهُ / حياةٌ لأرباب الهوى ومنونُ
زَحمْتَ به غُنجها مُقَلَ الدُّمى / وَعلَّمتَ سُمْرَ النَّفْثِ كيف يكونُ
ومُغبرِّ السماءِ إذا تَجلَّى
ومُغبرِّ السماءِ إذا تَجلَّى / يغادرُ أرضَه كالأرجوانِ
سَمَوتُ لهُ سموَّ النقعِ فيهِ / بكل مُذَلَّقٍ سَلبِ السِّنَانِ
وكُلَّ مُشَطَّبِ المَتْنينِ صافٍ / كلَونِ الملحِ مُنْصَلتٍ يماني
كأنَّ نهارَهُ ظلماءُ ليلٍ / كواكبُهُ منَ السُّمْرِ اللِّدانِ
أَما والَّذي سَوَّى السَّماءَ مكانَها
أَما والَّذي سَوَّى السَّماءَ مكانَها / ومَن مَرجَ البحرينِ يَلتقيانِ
ومَن قامَ في الأَوْهامِ مِن غيرِ رُؤيةٍ / بأثبتَ مِن إدراكِ كُلِّ عِيانِ
لمَا خُلقتْ كفّاكَ إلّا لأَربعٍ / عَقائلَ لم يُخْلقْ لهنَّ يَدانِ
لِتَقبيلِ أَفواهٍ وإِعطاءِ نائلٍ / وتَقليبِ هِنديٍّ وحَبسِ عِنانِ
بَكَرتْ عليَّ عَواذلي يَلْحيْنَني
بَكَرتْ عليَّ عَواذلي يَلْحيْنَني / وعَلى الذي لم يَعْدُ بي أَعْدَيْنَني
إِيهاً عليكَ فقد كبرتَ عن الصِّبا / ونَهى المشيبُ عنِ الذي يَنْهَيْنَني
أَنَّى وكيفَ وقد رأينَ تغيُّري / عن عهدِهِنَّ إِذا العيونُ رأيْنَني
وعلى مُفارَقَةِ الشَّبابِ شَمتْنَ بي / وعلى مُعاداةِ الصِّبا عادَينَني
أدْنَيْنَني حتّى إذا التَهبَ الجَّوى / أقْصَيْنَني أضعافَ ما أدْنَينَني
وفَتَنَّني بِلواحظٍ تَشكو الضَّنى / دائي بِهنَّ وربَّما داوَيْنَني
يُذْكينَ في قَلبي وبَيْنَ جَوانحي / حُرَقاً بنارِ جَحيمِها أصْلَيْنني
يا ابْنَ الخَلائفِ إِنَّ أيّامَ الغِنى / أيَّامُكَ الغُرُّ التي أَغْنَيْنَني
بِنوالِها وسجالِها وثِمالِها / أسْقَيْنني حتّى لقد أرْوَيْنني
قد صرَّحَ الأَعداءُ بالبَينِ
قد صرَّحَ الأَعداءُ بالبَينِ / وأشرقَ الصُّبحُ لذي العَينِ
وعادَ مَن أَهواهُ بعدَ القِلَى
وعادَ مَن أَهواهُ بعدَ القِلَى / شَقيقَ روحٍ بينَ جسمينِ
وأصبحَ الداخِلُ في بَينِنا / كساقطٍ بينَ فراشينِ
قد أُلبسَ البغضةَ هذا وذا / لا يَصْلُحُ الغِمدُ لسيْفينِ
ما بالُ مَن ليسَتْ لهُ حاجَةٌ / يكونُ أنْفاً بينَ عَينينِ
قالوا شبابُكَ قد ولَّى فقلتُ لهُمْ
قالوا شبابُكَ قد ولَّى فقلتُ لهُمْ / هل من جَديدٍ على كرِّ الجَديدينِ
صِلْ من هَوَيتَ وإنْ أبدى مُعاتَبةً / فأَطيبُ العيشِ وصْلٌ بينَ إِلفينِ
وأقْطَعْ حَبَائلَ خلٍّ لا تُلائمُهُ / فربَّما ضاقَتِ الدُّنيا على اثْنينِ
فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ
فكَّرتُ فيكَ أَبحرٌ أنتَ أم قمرٌ / فقد تَحيَّرَ فِكْري بينَ هَذينِ
إنْ قلتُ بحرٌ وجدتُ البحرَ مُنْحَسراً / وبحرُ جودِكَ ممتدُّ العُبابَينِ
أَو قلتُ بدراً رأيتُ البدرَ مُنْتقصاً / فقلتُ شَتَّانَ ما بينَ البُدَيرينِ
كِلاني لِما بي عاذِليَّ كَفاني
كِلاني لِما بي عاذِليَّ كَفاني / طَويتُ زماني برهةً وطواني
بَليتُ وأَبلتْني الليالي وَكرُّها / وصَرفانِ للأيامِ مُعْتَوِرانِ
وما ليَ لا أبلى لسبعينَ حجَّةَ / وعشرٍ أَتتْ مِن بَعدِها سَنَتانِ
فلا تسألاني عن تباريحِ علَّتي / ودونَكُما منّي الَّذي تَريَانِ
وإِنّي بحمد اللَّهِ راجٍ لفضلهِ / ولي من ضمانِ اللَّه خَيرُ ضمانِ
ولستُ أُبالي عن تباريحِ علَّتي / إذا كان عقلي باقياً ولساني
هُما ما هما في كُلِّ حالٍ تُلمُّ بي / فذا صارِمي فيها وذاكَ سِناني
سَلبتَ الرُّوح مِنْ بَدني
سَلبتَ الرُّوح مِنْ بَدني / ورُعتَ القلبَ بالحَزَنِ
فلي بَدَنٌ بلا رُوحٍ / ولي رُوحٌ بلا بَدَنِ
قَرنتَ معَ الرَّدى نَفْسي / فَنفْسي وهْوَ في قَرَنِ
فليتَ السِّحرَ مِنْ عيني / كَ لم أَرَهُ ولم يَرني
تُعلِّلُنا أُمامةُ بالأَماني
تُعلِّلُنا أُمامةُ بالأَماني / ولجَّ بنا البِعادُ منَ التَّداني
إذا ما قلتُ أينَ الوَصلُ قالتْ / طَلبتَ العِزَّ في دارِ الهَوانِ
ولو شئتُ راهنتُ الصَّبابَةَ والهَوى
ولو شئتُ راهنتُ الصَّبابَةَ والهَوى / وأَجريتُ في اللَّذَّاتِ مِن مِئتينِ
وأسبلتُ من ثوبِ الشَّباب وللصَّبا / عليَّ رداءٌ مُعْلمُ الطَّرفينِ
صَحا القلبُ إلا خَطرةً تَبعثُ الأَسى
صَحا القلبُ إلا خَطرةً تَبعثُ الأَسى / لها زَفرةٌ مَوصولةٌ بحَنينِ
بلى ربَّما حَلَّتْ عُرى عَزَماتهِ / سَوالفُ آرامٍ وأعينُ عِينِ
لَواقطُ حبَّاتِ القُلوبِ إذا رنَتْ / بسحرِ عُيونٍ وانْكِسارِ جُفونِ
ورَيطٌ متينِ الوَشيِ أَينعَ تحتَهُ / ثِمارُ صُدورٍ لا ثِمارُ غُصونِ
بُرودٌ كأنوارِ الربيع لبسْنَها / ثيابُ تَصابٍ لا ثيابُ مُجنونِ
فَرَينَ أَديمَ الليلِ عن نُورِ أَوجهٍ / تُجَنُّ بها الأَلبابُ أيَّ جنونِ
وجوهٌ جرى فيها النَّعيمُ فكُلِّلتْ / بورْدِ خُدودٍ يُجْتنَى بعُيونِ
سألبسُ للأحزانِ ثَوبَ تَصبُّرٍ / وإِنْ لم يكُنْ عندَ اللّقا بحَصينِ
فكيفَ ولي قلبٌ إِذا هبَّتِ الصَّبا / أَهابَ بشوقٍ في الفؤادِ كمينِ
ويهتاجُ منه كُلُّ ما كانَ ساكناً / دعاءُ حمامٍ لم يبِتْ بوُكونِ
وإِنَّ ارْتياحي من بكاءِ حمامةٍ / كذي شجنٍ داويتُهُ بشُجونِ
كأَنَّ حَمامَ الأيكِ حينَ تَجاوبَتْ / حزينٌ بكى من رحمةٍ لحزينِ
أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ
أَيُّ تُفَّاحٍ ورمَّانِ / يُجتنَى من خُوطِ رَيْحانِ
أَيُّ وردٍ فوقَ خدٍّ بدا / مُستنيراً بينَ سُوسانِ
وثنٌ يُعبدُ في رَوضةٍ / صِيغَ مِن دُرّ مَرْجانِ
مَن رأَى الذَّلفاءَ في خَلوةٍ / لم يرَ الحدَّ على الزَّاني
إِنَّما الذَّلفاءُ ياقوتةٌ / أُخرِجَتْ من كيسِ دِهقانِ
أهْدتْ إليكَ حُمَيّاها بكاسَينِ
أهْدتْ إليكَ حُمَيّاها بكاسَينِ / شمسٌ تَدبَّرَتْها بالكفِّ والعينِ
يسعى بتلك وهذي شادنٌ غَنِجٌ / كأنَّه قمرٌ يسعَى بنجمينِ
كأنَّه حين يمشي في تأوُّدهِ / قضيبُ بانٍ تَثنَّى بينَ ريحينِ
رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ
رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ / ما يرى سَلكهُ سوَى الآذانِ
تَنفثُ السِّحرَ بالبيانِ من القو / لِ ولا سحرَ مثلُ سحرِ البيانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025