المجموع : 12
أَمُفسِدَةٌ سُعادُ عَلَيَّ ديني
أَمُفسِدَةٌ سُعادُ عَلَيَّ ديني / وَلائِمَتي عَلى طولِ الحَنينِ
وَما تَدري سُعادُ إِذا تَخَلَّت / مِنَ الأَشجانِ كَيفَ أَخو الشُجونِ
تَنامُ وَلا أَنامُ لِطولِ حُزني / وَأَينَ أَخو السُرورِ مِنَ الحَزينِ
لَقَد راعَتكَ عِندَ قَطينِ سُعدى / رَواحِلَ غادِياتٍ بِالقطينِ
كَأَنَّ دُموعَ عَيني يَومَ بانوا / جَداوِلَ مِن ذُرى وَشلٍ مَعينِ
لَقَد هَزَّت سِنانَ القَولِ مِنّي / رِجالُ وَقيعَةٍ لَم يَعرِفوني
هُم جازوا حِجابَكَ يا اِبنَ يَحيى / فَقالوا بالَّذي يَهوونَ دوني
أَطافوا بي لَدَيكَ وَغِبتُ عَنهُم / وَلَو أَدنَيتَني لَتَجَنَّبوني
وَقَد شَهِدَت عُيونُهُم فَقالَت / عَلى وَغيبت عَنهُم عُيوني
وَلَمّا أَن كَتَبتُ بِما أَرادوا / تَدرَّع كُلُّ ذي غَمرٍ دَفينِ
كَفَفتُ عَنِ المقاتِلِ بادِياتٍ / وَقَد هَيَّأت صَخرَةَ مَنجَنونِ
وَلَو أَرسَلتها دَمَغَت رِجالاً / وَصالَت في الأَحِشَّةِ وَالشُؤونِ
وَكُنتُ إِذا هَزَزت حُسام قَولٍ / قَطَعَت بَحجة عَلق الوَتينِ
لَعَلَّ الدَهرَ يُطلِقُ مِن لِساني / لَهُم يَوماً وَيَبسُطُ مِن يَميني
فَأَقضي دَينَهم بِوَفاءِ قَولٍ / وَأثقلهُم لِصِدقي بِالدُيونِ
وَقَد عَلِموا جَميعاً أَنَّ قَولي / قَريبٌ حينَ أَدعوهُ يَجيني
وَكُنتُ إِذا هَجَوتُ رَئيسَ قَومٍ / وَسَمتُ عَلى الذؤابَةِ وَالجَبينِ
بِخَطٍّ مِثلَ حَرقِ النارِ باقٍ / يَلوحُ عَلى الحَواجِبِ وَالعُيونِ
أَمائِلَةٌ بِوُدِّكَ يا اِبنَ يَحيى / رِجالاتٌ ذَوو ضَغنٍ كَمينِ
يَشيمونَ السُيوفَ إِذا رَأَوني / وَإِن وَلَّيتُ سُلَّتُ مِن جُفونِ
وَلَو كُشِفَت سَرائِرُنا جَميعاً / عَلِمتُ مِنَ البَريءُ مِنَ الظَنينِ
عَلامَ وَأَنتَ تَعرِفُ نُصحَ حُبّي / وَأَخذي مِنكَ بِالسَبَبِ المَتينِ
وَعَسفي كُلَّ مهمَهَةٍ خلاءٍ / إِلَيكَ بِكُلِّ يَعملَةٍ أَمونِ
وَإِحيائي الدُجى لَكَ بِالقَوافي / أُقيمُ صُدورَهُنَّ عَلى المُتونِ
وَإِيصالي إِلى أَقصى صلاتي / بِمَكَّةَ بَينَ زَمزَمِ وَالحجونِ
تُقرِّبُ مِنكَ أَعدائي وَأَنأَى / وَتُجلِسُ مَجلِسي مَن لا يَليني
وَلَو عايَنتَ نَفسَكَ في مَكاني / إِذَن لَنَزَلتُ عِندَكَ بِاليَمينِ
وَلكِنَّ الشُكوكَ نَأَينَ عَنّي / بِوُدِّكَ وَالمَصيرُ إِلى اليَقينِ
وَإِن أَنصَفتَني أَحرَقتُ مِنهُم / بِنُضجِ الكَيِّ أَثباجَ البُطونِ
بِأَكنافِ الحِجازِ هَوىً دَفينُ
بِأَكنافِ الحِجازِ هَوىً دَفينُ / يُؤَرِّقُني إِذا هَدَتِ العُيونُ
أَحنُّ إِلى الحِجازِ حَنينَ إِلفٍ / قَرينِ الحُبِّ فارَقَهُ القَرينُ
وَأَبكي حينَ تَرقُدُ كُلُّ عَينٍ / بُكاءً بَينَ زَفرَتِهِ أَنينُ
أَمَرَّ عَلى طَبيبِ العيسِ نَأيٌ / خَلوج بِالهَوى الأَدنى شَطونُ
فَإِن بَعُدَ الهَوى وَبَعدتُ عَنهُ / وَفي بُعدِ الهَوى تَبدو الشُجونُ
فأعذَرُ مِن رَأَيتُ عَلى بُكاءٍ / غَريبٌ عَن أَحِبَّتِهِ حَزينُ
يَموتُ الصَبُّ وَالكِتمانُ عَنهُ / إِذا حَسُنَ التَذَكُّرُ وَالحَنينُ
وَظاعِنَة بِقَلبِكَ يَومَ وَلَّت / لَها بِشَر يَلينُ وَلا تَلينُ
إِذا قَطَعَت مِنَ الصَمانِ سهباً / تَمَطّى بَعدَهُ سَهبٌ بَطينُ
أُجاذِبُها النَجاءَ بِكُلِّ حَرفٍ / أَمونٍ في تَسَرُّعِها جنونُ
وَما نَشَرَ البِلاد وَلا طَواها / كَرعبلَةٍ يَضيقُ بِها الوَتينُ
فَقُل لِلعَبدِ يَعصي جانِبَيهِ / إِذا أَعطَتكَ طاعَتها الأَمونُ
إِلَيكَ خَبَطنَ أَرضَ الدوّ عِشقاً / وَأَنتَ لِكُلِّ خابِطَةٍ ضَمينُ
وَما بَعُدَت بِلادٌ أَنتَ فيها / وَلا كَذَبَت مُؤمِّلكَ الظُنونُ
وَما نالَ الغِنى مَن لَم تَنُلهُ / شمالٌ مِن عَطائِكَ أَو يَمينُ
إِذا غابَ اِبنُ يَحيى عَن بِلادٍ / فَلَيسَ عَلى الزَمانِ بِها مُعينُ
يَقيهِ لَدى الحُروبِ حُسامُ حَتفٍ / أَعارَتهُ جَسارَتَها المَنونُ
أَنيسٌ حينَ يغمِدُهُ وَوَحشٌ / إِذا لاقَت مَضارِبَها الشُؤونُ
حِياضُ البَرمَكيّ عذابُ وردٍ / تَفيضُ لَها بِنائِلِهِ عُيونُ
إِذا ما جاءَها وَفدٌ خَميصٌ / تَرَوَّحَ وَهوَ مُمتَلئٌ بَطينُ
يُهينُ المالَ أَقوامٌ كِرامٌ / وَمالُ الباخِلينَ لَهُم مُهينُ
وَما يُفني الكَريمَ فَناءُ مالٍ / وَلا يَبقى لِما يُبقي الضَنينُ
لَئِنَ جَرَحَت شكاتُكَ كُلَّ قَلبٍ
لَئِنَ جَرَحَت شكاتُكَ كُلَّ قَلبٍ / لَقَد قَرَّت بِصِحَّتِكَ العُيونُ
يَبيتُ مِنَ الحِذارِ بَنو سُليمٍ / عَلَيكَ وَكُلُّهُم وَجِلٌ حَزينُ
وَحُقَّ لَها بِأَن تَخشى المَنايا / عَلَيكَ وَأَنتَ مَنكِبُها اليَمينُ
فَأَنتَ لَها إِذا خانَت مُلوكٌ / وَفِيٌّ بِالزَمانِ لَها أَمينُ
وَسَيفُكَ فيهِ يَختَرِقُ المَنايا / وَبَحرُ نداكَ مَورودٌ مَعينُ
وَلَو فَقَدَتكَ قيسٌ يا فَتاها / إِذاً لَتَضَعضَعَت مِنها المُتونُ
وَلَو أَنَّ المَنونَ بَدَت لِقيسٍ / لَما نالَتكَ أَو تَفنى المَنونُ
رَأَيتُكَ لا تَستَلِذ المَطالَ
رَأَيتُكَ لا تَستَلِذ المَطالَ / وَتوفي إِذا غَدَرَ الخائِنُ
فَماذا تُؤَخِّرُ مِن حاجَتي / وَأَنتَ لِتَعجيلِها ضامِنُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اِحتِباسِ النَوالِ / لِمَعروفِ صاحِبِهِ شائِنُ
رُوَيدَكَ إِنَّ عِزَّ الفَقرِ أَدنى
رُوَيدَكَ إِنَّ عِزَّ الفَقرِ أَدنى / إِلَيَّ مِنَ الثَراءِ مَعَ الهَوانِ
وَماذا تَبلُغُ الأَيّامُ مِنّي / بِرَيبِ صُروفِها وَمَعي لِساني
كَفاني صروفَ الدَهرِ يَحيى بنُ خالِد
كَفاني صروفَ الدَهرِ يَحيى بنُ خالِد / فَأَصبَحت لا أَرتاعُ لِلحدثانِ
كَفاني كَفاهُ اللَهُ كُلَّ مُلمَّةٍ / طِلابُ فُلانٍ مَرَّةً وَفُلانُ
فَأَصبَحَت في رَفعٍ مِنَ العَيشِ واسِع / أقلِّبُ فيهِ ناظِري وَلِساني
قَد غابَ يَحيى فَما تَرى أَحَداً
قَد غابَ يَحيى فَما تَرى أَحَداً / يَأنَسُ إِلّا بِذِكرِهِ الحَسَنِ
أوحِشَت الأَرضِ حينَ فارَقَها / مِنَ الأَيادي العِظامِ وَالمِنَنِ
لَولا رَجاءُ الإِيابِ لَاِنصَدَعَت / قُلوبُنا بَعدَهُ مِنَ الحَزَنِ
عيدانُ لا زالا يَعودانِ
عيدانُ لا زالا يَعودانِ / عَلَيكَ بِالسَعدِ يَدورانِ
في صِحَّةٍ مِنكَ وَفي نِعمَةٍ / تَدورُ ما دارَ الجَديدانِ
لَو خُيِّرَت قَيسٌ بَني آدَمٍ / كُنتُ الرِضا مِن أَلفِ إِنسانِ
يا اِبنَ يَزيد بنَ أُسيد بِكُم / تَعاظَمَت قيسُ بن عيلانِ
أَنتُم لِمُلكِ العِزِّ مِن هاشِمٍ / أَركانُ عِزٍّ أَيُّ أَركانِ
أَلا لَيتَ حَيّاً بِالعِراقِ عَهِدتَهُم
أَلا لَيتَ حَيّاً بِالعِراقِ عَهِدتَهُم / ذَوي غِبطَةٍ في عَيشِهِم وَليانِ
يَرونَ دُموعي حينَ يَشتَمِلُ الدُجى / عَلَيَّ وَما أَلقى مِنَ الحَدَثانِ
إِذَن لَرَأوا جِسماً أَضَرَّ بِهِ الهَوى / وَعَينَ مُعَنّىً جَمَّة الهملانِ
أَمِن بِئرٍ مَيمونٍ يَحِنُّ صَبابَةً / إِلى أَهلِ بَغدادَ وتِلكَ أَماني
بَعدت وَبَيت اللَهِ مِمَّن تُحِبُّهُ / هَواكَ عِراقِيٌّ وَأَنتَ يَماني
إِذا ذُكِرَت بَغدادُ لي فَكَأَنَّما / تَحَرَّكَ في قَلبي شَباةُ سِنانِ
إِنّ خَراسان وَقَد أَصبَحَت
إِنّ خَراسان وَقَد أَصبَحَت / تَرفَعُ مِن ذي الهِمَّةِ الشانا
لَم يَحبُ هارونُ بِها جَعفَراً / وَإِنَّما حابى خُراسانا
داءٌ قَديمٌ في بَني آدَمٍ
داءٌ قَديمٌ في بَني آدَمٍ / صَبوَة إِنسانٍ بِإِنسانِ
كَم تَغَضَّبتَ بِالجَهالَةِ مِنّي
كَم تَغَضَّبتَ بِالجَهالَةِ مِنّي / بَعد مُلك الرِضا عَلى عُثمانِ
فَاِمتَحَنتُ الأَيّامُ جَهديَ حَتّى / رَدَّني صاغِراً إِلَيهِ اِمتِحاني