القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الرَّصافي البَلَنْسي الكل
المجموع : 3
مَن عانَدَ الحَقَّ لَم يَعضُدهُ بُرهانُ
مَن عانَدَ الحَقَّ لَم يَعضُدهُ بُرهانُ / وَلِلهُدى حُجَّةٌ تَعلو وَسُلطانُ
ما يُظهِرُ اللَه مِن آياتِهِ فَعَلى / أَتَمِّ حالٍ وَصُنعُ اللَهِ إِتقانُ
مَن لَم يَرَ الشَمسَ لَم يَحصُل لِناظِرِهِ / بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ فُرقانُ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمدَ العارِفينَ بِهِ / قَد نَوَّرَ القَلبَ إِسلامٌ وَإيمانُ
عَقلٌ وَثابِتُ حُسنٍ يَقضِيانِ مَعاً / لِلأَمرِ أَنَّ سِراجَ الأَمرِ عُثمانُ
السَيِّدُ المُتَعالي كُنهُ سُؤددهِ / عَمّا تَأَوَّلُ أَلبابٌ وَأَذهانُ
مَن راءَ حَضرَتَهُ العُليا رَأى عَجَباً / المُلكُ في الأَرضِ وَالإيوانُ كيوانُ
مَرأىً عَلَيهِ اِجتِماعٌ لِلنُّفوسِ كَما / تَشَبَّثَت بِلَذيذِ العَيشِ أَجفانُ
لِلعَينِ وَالقَلبِ في إِقبالِهِ أَمَلٌ / كَأَنَّهُ لِلشَّبابِ الغَضِّ رَيعانُ
كُنّا إِلى المَلَأِ الأَعلى بِنِسبَتِهِ / لَو ناسَبَ المَلَأ العُلوِيَّ إِنسانُ
كَأَنَّما يَتَعاطى فضلَ مَنطِقِهِ / عِندَ التَكَلُّمِ لُقمانٌ وَسَحبانُ
يُغضي عَنِ الذَنبِ عَفواً وَهوَ مُقتَدِرٌ / وَيَترُكُ البَطشَ حِلماً وَهوَ غَضبانُ
بِفِطنَةٍ مِن وَراءِ الغَيبِ صادِقَةٍ / مِنها عَلى فَضلِها في الحُكمِ عُنوانُ
مَزِيَّةٌ ما أراها قَبلَهُ حَصَلَت / لِواحِدٍ مِن مُلوكِ الأَرضِ مُذ كانوا
أَستَغفِرُ اللَهَ إِلا قصةً سَلَفَت / قَد كانَ فُهِّمها يَوماً سُلَيمانُ
سارٍ مِنَ النَقعِ في ظَلماءَ فاحِمَةٍ / وَالشُهبُ في أُفُقِ المرانِ خَرصانُ
وَمُغتَدٍ وَمِنَ الخَطِيِّ في يَدِهِ / عَصا تَلَقَّفَ مِنها الجَيشَ ثُعبانُ
غَرناطَةٌ شُغِفَت حُبّاً وَمِنكَ لَها / بِالحَلِّ وَصلٌ وَبِالتِرحالِ هِجرانُ
مَولايَ ماذا عَلَيها مُذ حَلَلَت بِها / أَن لا يُعاوِنُها ناسٌ وَبُلدانُ
إِذا تَذَكَّرتَ أَوطاناً سَكَنتَ بِها / فَلا يَكُن مِنكَ لِلأَضلاعِ نِسيانُ
مِمَّن لَهُ حَدُّ سَيفٍ أَو شَبا قَلَمٍ / شَرارُهُ في الوَغى وَالفَهمِ نيرانُ
يَسلُّ مِقوَلَهُ إِن شامَ مُنصُلَهُ / وَلِلخِطابِ كَما لِلحَربِ أَوطانُ
قَد يَسكُتُ السَيفُ وَالأَقلامُ ناطِقَةٌ / وَالسَيفُ في لُغَةِ الأَقلامِ لَحّانُ
عَدلاً مَلَأتَ بِهِ الدُنيا فَأَنتَ بِها / بَينَ العِبادِ وَبَينَ اللَهِ مِيزانُ
أَبياتُ مَعلُوَةٍ في كُلِّها لَكُمُ / أُسٌّ كَريمٌ عَلى التَقوى وَبُنيانُ
فَلَو لَحِقتُم زَمانَ الوَحيِ نُزِّلَ في / تِلكَ الصِفاتِ مَكانَ الشِعرِ قُرآنُ
مَن لَم يُصِخ نَحوَها وَالسَيفُ مُلتَحِفٌ / فَسَوفَ يَقرَؤُها وَالسَيفُ عُريانُ
مَوتُ العِدا بِالظُبا دَينٌ وَإِن مَطَلَت / بِهِ سُيوفُكَ فَالأَيّامُ ضُمّانُ
فَكُن مِن الظَفَرِ الأَعلى عَلى ثِقَةٍ / مِنكَ الظُبا وَمِنَ الأَعناقِ إِذعانُ
لا زالَ كُلُّ عَدُوٍّ في مَقاتِلِهِ / دَمٌ إِلى سَيفِكَ الريّانِ ظَمآنُ
يا راكِباً وَاللِوى شَمالٌ
يا راكِباً وَاللِوى شَمالٌ / عَن قَصدِهِ وَالغَضا يَمينُ
نَجداً عَلى أَنَّهُ طَريقٌ / تَقطَعُهُ لِلصِّبا عُيونُ
وَحَيِّ عَنّي إِن جُزتَ حَيّاً / أَمضى مَواضيهُمُ الجُفونُ
وَقِل عَلى أَيكَةٍ بِوادٍ / لِلوُرقِ في قُضبِها حَنينُ
يا أَيكُ لا يَدَّعي حَمامٌ / ما يَجِدُ الشَيِّقُ الحَزينُ
لَو أَنَّ بِالوُرقِ ما بِقَلبي / لَاِحتَرَقَت تَحتَها الغُصونُ
يا صاحِبيَّ عَلى النَوى وَلَأَنتُما
يا صاحِبيَّ عَلى النَوى وَلَأَنتُما / أَخَوا هَوايَ وَحَبَّذا الأَخَوانِ
خوضا إِلى الوَطَنِ البَعيدِ جَوانِحي / إِنَّ القُلوبَ مَواطِنُ الأَوطانِ
وَلَبِثتُما عِندِي طَليقَي غُربَةٍ / وَلَفَظتُما عُلَقَ المَشُوقِ العاني
أَمُوَدِّعَينِ وَلَم أُحَمِّل قُبلَةً / نَعلَيكُما تُهدى لِجِسرِ مَعانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025