المجموع : 7
فَلا يَكونَنَّ مَوعوداً وَأَيتَ بِهِ
فَلا يَكونَنَّ مَوعوداً وَأَيتَ بِهِ / دَيناً يَعودُ إِلى مَطلٍ وَلَيّانِ
وَاِعلَم بِأَنَّ نَجاحَ الوَعدِ مَنزِلَةٌ / جَليلَةُ القَدرِ عِندَ الأُنسِ وَالجانِ
لا أُنهِئُ الأَمرَ إِلّا رَيثَ أُنضِجُهُ / وَلا أُكَلِّفُ عَجزَ الأَمرِ أَعواني
ثُمَّ اِنصَرَفتُ وَظَلَّ الحِلمُ يَعذُلُني / قَد طالَ ما قادَني جَهلي وَعَنّاني
كَأَنَّها ناشِطٌ لاحَ البُروقُ لَهُ / مِن نَحوِ أَرضٍ تَرَبَّتهُ وَأَوطانِ
حَتّى غَدا خَرِصاً طَلّاً فَرائِصُهُ / يَرعى شَقائِقَ مِن عَلقى وَبِركانِ
يَعلو الظَواهِرَ فَرداً لا أَليفَ لَهُ / مَشى البِطَركُ عَلَيهِ رَيطُ كَتّانِ
بَني أُمَيَّةَ إِنَّ اللَهَ مُلحِقُكُم / عَمّا قَليلٍ بِعُثمانَ بنِ عَفّانِ
أَعَندَ اللَهِ لِلبَرقِ اليَماني
أَعَندَ اللَهِ لِلبَرقِ اليَماني / يُضيءُ حَبِيَّ ذي سَقطَينِ داني
تَناهى المُزنُ وَاِستَرخَت عُراهُ / بِبُرقَةِ ماسِلٍ ذاتِ الأَفانِ
أَبَت آياتُ حُبَّى أَن تَبينا
أَبَت آياتُ حُبَّى أَن تَبينا / لَنا خَبَراً فَأَبكَينَ الحَزينا
وَكَيفَ سُؤالُنا عَرَصاتِ رَبعٍ / تُرِكنَ بِقَفرَةٍ حَتّى بَلينا
وَأَحجاراً مِنَ الصَوّانِ سُفعاً / بِهِنَّ بَقِيَّةٌ مِمّا صَلينا
عَرَفناها مَنازِلَ آلِ حُبّى / فَلَم نَملِك مِنَ الطَرَبِ العُيونا
تَراوَحُها رَواعِدُ كُلِّ هَيجٍ / وَأَرواحٌ أَطَلنَ بِها حَنينا
بِدارَةِ مَكمَنٍ ساقَت إِلَيها / رِياحُ الصَيفِ أَرآماً وَعينا
حَفَرنَ عُروقُها حَتّى أَجَنَّت / مَقاتِلَها وَأَضحَينَ القُرونا
كِناسُ تَنوفَةٍ ظَلَّت إِلَيهِ / هِجانُ الوَحشِ حارِنَةً حُرونا
يَقِلنَ بِعاسِمَينِ وَذاتِ رُمحٍ / إِذا حانَ المَقيلُ وَيَرتَعينا
كَأَنَّ بِكُلِّ رابِيَةٍ وَهَجلٍ / مِنَ الكَتّانِ أَبلاقاً بُنينا
وَنارِ وَديقَةٍ في يَومِ هَيجٍ / مِنَ الشِعرى نَصَبتُ لَهُ الجَبينا
إِذا مَعزاءُ هاجِرَةٍ أَرَنَّت / جَنادِبُها وَكانَ العيسُ جونا
وَعارِيَةِ المَحاسِرِ أُمِّ وَحشٍ / تَرى قِطَعَ السَمامِ بِها عِزينا
نَصَبتُ بِها رِوائي فَوقَ شُعثٍ / بِمَوماةٍ يَظِنّونَ الظُنونا
إِلى أَقتادِ راحِلَتي فَظَلَّت / تُنازِعُهُ الأَعاصيرُ الوَضينا
وَنَحنُ لَدى دُفوفِ مُغَوَّراتٍ / نَقيسُ عَلى الحَصى نُطَفاً بَقينا
قَليلاً ثُمَّ طِرنا فَوقَ خوصٍ / يُلاعِبنَ الأَزِمَّةَ وَالبُرينا
مُضَبَّرَةٍ مَرافِقُهُنَّ فُتلٌ / نَواعِبَ بِالرُؤوسِ إِذا حُدينا
إِذا الحاجاتُ كُنَّ وَراءَ خَمسٍ / مِنَ المَوماةِ كُنَّ بِها سَفينا
وَماءٍ تُصبِحُ الفَضَلاتُ مِنهُ / كَخَمرِ بُراقَ قَد فَرَطَ الأُجونا
وَرَدتُ مَدِيُّهُ فَطَرَدتُ عَنهُ / سَواكِنَ قَد تَمَكَّنَّ الحُضونا
بِصَفنَةِ راكِبٍ وَمُوَصَّلاتٍ / جَمَعتُ الرَثَّ مِنها وَالمَتينا
وَمَصنَعَةٍ هُنَيدَ أَعَنتُ فيها / عَلى لَذّاتِها الثَمِلَ المَنينا
وَنازَعَني بِها نَدمانُ صِدقٍ / شِواءَ الطَيرِ وَالعِنَبَ الحَقينا
وَطُنبورٍ أَجَشَّ وَريحِ ضِغثٍ / مِنَ الرَيحانِ يَتَّبِعُ الشُؤونا
وَعَيشٍ صالِحٍ قَد عِشتُ فيهِ / لَوَ اِنَّ عِمادَ ظُلَّتِهِ يَقينا
وَأَظعانٍ طَلَبتُ بِذاتِ لَوثٍ / يَزيدُ رَسيمُها سَرَعاً وَلينا
مِنَ العيدِيِّ تَحمِلُني وَرَحلي / وَتَحمِلُها مَلاطِسُ ما يَقينا
إِذا خَفَقَت مَشافِرُها وَظَلَّت / بِسيرَتِها مُصانِعَةً ذَقونا
عَقيلَةُ أَينُقٍ أَغدو عَلَيها / إِذا حاجاتُ قَومٍ يَعتَرينا
أَلا يا لَيتَ راحِلَتي بَخَبتٍ / مُيَمِّمَةً أَميرَ المُؤمِنينا
وَإِن دَمِيَت مَناسِمُها وَأَلقَت / بِمَوماةٍ عَلى عَجَلٍ جَنينا
تَشُقُّ الطَيرُ ثَوبُ الماءُ عَنهُ / بُعَيدَ حَياتِهِ إِلّا الوَتينا
وَهِزَّةِ نِسوَةٍ مِن حَيِّ صِدقٍ / يُزَجِّجنَ الحَواجِبَ وَالعُيونا
طَلَبتُ وَقَد تَواهَقَتِ المَطايا / بِيَعمَلَةٍ تَبُذُّ السابِقينا
وَحَثَّ الحادِيانِ بِأُمُّ لَهوٍ / ظَعائِنَ في الخَليطِ الرافِعينا
أَنَخنَ جِمالَهُنَّ بِذاتِ غِسلٍ / سَراةَ اليَومِ يَمهَدنَ الكُدونا
بِرَوضٍ عازِبٍ سَرَّحنَ فيهِ / سَواماً وَاِنتَظَرنَ بِهِ الظُعونا
وَما مالَ النَهارُ وَهُنَّ فيها / يُخَدِّرنَ الدِمَقسَ وَيَحتَوينا
فَرُحنَ عَشِيَّةً كَبَناتِ مَخرٍ / عَلى الغُبُطاتِ يَملَأنَ العُيونا
دَعَونَ قُلوبَنا بِأُثَيفِياتٍ / فَأَلحَقنا قَلائِصَ يَغتَلينا
بِغَيطَلَةٍ إِذا اِلتَفَّت عَلَينا / نَشَدناها المَواعِدَ وَالدُيونا
عَطَفنَ لَها السَوالِفَ مِن بَعيدٍ / فَقُلتُ عُيونَ آرامٍ كُسينا
أولَئِكَ نِسوَةٌ في إِرثِ مَجدٍ / كَرائِمُ يَصطَفينَ وَيَصطَفينا
مُدِلّاتٌ يَسِرنَ بِكُلِّ ثَغرٍ / إِذا أُرِّقنَ مِن فَزَعٍ حُمينا
لَهُنَّ فَوارِسٌ لَيسوا بِميلٍ / وَلا كُشُفٍ إِذا قُلنَ اِمنَعونا
ظَعائِنُ مِن كِرامِ بَني نُمَيرٍ / خَلَطنَ بِمَيسَمٍ حَسَباً وَدينا
تَفَرَّعنَ النُصورَ وَحَيَّ مَعنٍ / وَسادَةَ عامِرٍ حَتّى رَضينا
وَسَبقٍ تَعظُمُ الأَخطارُ فيهِ / وَيَحسُرُ جَريُهُ البَطَلُ البَطينا
شَهِدناهُ بِفِتيانٍ كِرامٍ / فَلَم نَبرَح بِهِ حَتّى عُلينا
تَبادَرنا إِساءَتَهُ فَجِئنا / مِنَ الأَفواجِ نَلتَهِمُ المِئينا
وَمُعتَرَكٍ تَشُقُّ البيضَ فيهِ / كَشَقِّ الجارِزِ القَمَعَ السَمينا
لَنا حُبَبٌ وَأَرماحٌ طِوالٌ / بِهِنَّ نُمارِسُ الحَربَ الشَطونا
وَأَفراسٍ إِذا نَلقى عَدُوّاً / بِمَلحَمَةٍ عُرِفنَ إِذا رُبينا
وَرَدنَ المَجدَ قَبلَ بَني نِزارٍ / فَما شَرِبوا بِهِ حَتّى رَوينا
وَجَدنا عامِراً أَشرافَ قَيسٍ / فَكُنّا الصُلبَ مِنها وَالوَتينا
ذُؤابَتُنا ذُؤابَتُها وَكانَت / فَتاةَ لِوائِها المَتبوعِ فينا
وَمَن يَفخَر بِمَكرُمَةٍ فَإِنّا / سَبَقناها لِأَيدي العالَمينا
عَصا كَرَمٍ وَرَثناها أَبانا / وَنورِثُها إِذا مِتنا بَنينا
وَإِن وُزِنَ الحَصى فَوَزَنتُ قَومي / وَجَدتُ حَصى ضَريبَتِهِم رَزينا
وَمَن يَحفِر أَراكَتَنا يَجِدها / أَراكَةَ هَضبَةٍ ثَقَبَت شُؤونا
وَنَحنُ الحابِسونَ إِذا عَزَمنا / وَنَحنُ المُقدِمونَ إِذا لَقينا
وَنَحنُ المانِعونَ إِذا أَرَدنا / وَنَحنُ النازِلونَ بِحَيثُ شينا
إِذا نُدِبَت رَوايا الثِقلِ يَوماً / كَفَينا المُضلِعاتِ لِمَن يَلينا
إِذا ما قيلَ أَينَ حُماةُ ثَغرٍ / فَنَحنُ بِدَعوَةِ الداعي عُنينا
وَتَلقى جارَنا يُثني عَلَينا / إِذا ما حانَ يَومٌ أَن يَبينا
هُمُ فَخَروا بِخَيلِهِمُ فَقُلنا / بِغَيرِ الخَيلِ تَغلِبُ أَو عِدينا
لَنا آثارُهُنَّ عَلى مَعَدٍّ / وَخَيرُ فَوارِسٍ لِلخَيرِ فينا
وَعُلِّمنا سِياسَتَهُنَّ إِنّا / وَرِثنا آلَ أَعوَجَ عَن أَبينا
مُقَرَّبَةً إِذا خَوَتِ الثُرَيّا / جَعَلنا رِزقَهُنَّ مَعَ البَنينا
وَكُنَّ إِذا أَبَرنَ دِيارَ قَومٍ / عَطَفناها لِقَومٍ آخَرينا
كَأَنَّ شَوادِخَ الغُرّاتِ مِنهُم / بَوازي يَصطَفِقنَ وَيَلتَقينا
أَصابَت حَربُنا جُشَمَ بنِ بَكرٍ / فَأَصبَحَ بَيتُ عِزِّهِمُ عِزينا
أَلَم نَترُك نِسائَهُمُ جَميعاً / بِأَقبالِ الهِضابِ مُسَنَّدينا
بَدَأنا ثُمَّ عُدنا فَاِصطَلَمنا / خَراذِمَ مِن أُنوفِكُمُ بَقينا
قَتَلناكُم بِبَلدَةِ كُلِّ أَرضٍ / وَكُنّا في الحُروبِ مُجَرَّبينا
بِأَسيافٍ لَنا مُتَوارَثاتٍ / كَشُهبانٍ بِأَيدي مُصطَلينا
إِذا خالَطنَ هامَةَ تَغلِبِيٍّ / فَلَقنَ الرَأسَ مِنهُ وَالجَبينا
أَلَم نَترُك نِساءَ بَني زُهَيرٍ / عَلى الآسي يُحَلِّقنَ القُرونا
تَمَنَّيتَ المُنى فَكَذَبتَ فيها / وَرَوَّيتَ الرِماحَ وَما رَوينا
وَما تَرَكَت رِماحُ بَني سُلَيمٍ / لِفَحلٍ في حَواصِنِهِم جَنينا
وَإِنَّ بَناتِ حَلّابٍ وَجَدنا / فَوارِسَهُنَّ في الهَيجا قُيونا
وَهُم تَرَكوا عَلى أَكنافِ لُبنى / نِساءَهُمُ لَنا لَمّا لَقونا
إِذا ما حارَبَتكَ بُطونُ قَيسٍ / حَسِبتَ الناسَ حَرباً أَجمَعينا
عَلَيكَ البَحرُ حَيثُ نُفيتَ إِنّا / مَنَعناكَ السُهولَةَ وَالحُزونا
ثَناءٌ تُشرِقُ الأَحسابُ مِنهُ / بِهِ نَتَوَدَّعُ الحَسَبُ المَصونا
فَلَم نَشعُر بِضَوءِ الصُبحِ حَتّى / سَمِعنا في مَساجِدِنا الأَذينا
يَقُدنَ وَلا يُقَدنَ لِكُلِّ غَيثٍ / وَفي رَأسٍ يَسِرنَ وَيَنتَوينا
وَنَحنُ ذَوُو الأَناةِ وَإِن أُصِبنا / بِمَظلَمَةٍ حَسِبتَ بِنا جُنونا
إِنَّ عَلى أَهوى لَأَلأَمَ حاضِرٍ
إِنَّ عَلى أَهوى لَأَلأَمَ حاضِرٍ / حَسَباً وَأَقبَحَ مَجلِسٍ أَلوانا
قَبَحَ الإِلَهُ وَلا أُحاشي غَيرَهُم / أَهلَ السُبَيلَةِ مِن بَني حِمّانا
مُتَوَسِّدونَ عَلى الحِياضِ لُحاهُمُ / يَرمونَ عَن فُضَلائِها فُضلانا
وَبِحَسبِ قَومِكَ إِن شَتَوا مَطلولَةٌ / شَرعَ النَهارِ وَمَذقَةٌ أَحيانا
كَريمٌ يَغُضُّ الطَرفَ فَضلَ حَيائِهِ
كَريمٌ يَغُضُّ الطَرفَ فَضلَ حَيائِهِ / وَيَدنو وَأَطرافُ الرِماحِ دَوانِ
وَكَالسَيفِ إِن لايَنتَهُ لانَ مَسُّهُ / وَحَدّاهُ إِن خاشَنتَهُ خَشِنانِ
وَكَأَنَّ نُمرُقَتي فُوَيقَ مُوَلَّعٍ
وَكَأَنَّ نُمرُقَتي فُوَيقَ مُوَلَّعٍ / يَرعى الدَكادِكَ مِن جَنوبِ قَطانا
تَعودُ ثَعالِبُ الشَرَفَينِ مِنهُ
تَعودُ ثَعالِبُ الشَرَفَينِ مِنهُ /