القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 18
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ / يا هلال الدجى على غصن بانِ
يا مريض الجفون أمرضتَ جسمي / مرضاً من تمرُّض الأجفانِ
يا غزالَ الجنان لا تحرمنّي / جنّةَ الوصل يا غزالَ الجنانِ
جَمَعَ اللهُ فيك يا قرَّة العي / ن جميعَ الصفات والإحسَانِ
فكأني من حُسن وجهك أرعى / ناظري في حدائق البستانِ
وكأني من غُنج ألحاظ عَينَي / كَ أناغي لواحظَ الغزلانِ
وكأني من شَكل قدِّك في شك / ل تثنيّ نواعم الأغصانِ
وكأني من ظَرف لفظك في لَف / ظِ نفيسِ الياقوت والمرجانِ
وكأني عند انبساطك نحوي / زلتُ عن مالكٍ إلى رضوانِ
وكأني عند انتشاقي لأنفا / سِكَ أشتَمُّ نكهة الضيمرانِ
وكأني من طيب ريحك في طي / ب نسيم الأزهارِ والريحانِ
وكأني من وجنتيك أُحَيّا / بجَنَاةِ التُّفّاح من لبنانِ
وكأني من نبت خَدَّيك في نب / تِ رياضِ النسيم والزعفرانِ
مَلَكٌ أَنت لا يُشَكُّ فلن تُج / مَعَ هذي الصفاتُ في إنسانِ
سمرةٌ فوق رقّةٍ تحت طِيبٍ / خَلطُ مسكٍ بماءِ وردٍ وبانِ
خُتِمت هذه الصفات بخالٍ / يصرف العينَ عنك عند العيانِ
سيدي أنتَ معدن الحسن ما ضَر / رَكَ لو كنتَ معدنَ الإحسانِ
يا طبيبَ القلوب قلبي عليلٌ / فتلطّف وافطن لبعض المعاني
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً / وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن / في فؤادي ما لا يؤدّي لساني
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن / سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص / لِ فأنجو من سَخطة الهجران
أستودِعُ الرَّحمنَ بَه
أستودِعُ الرَّحمنَ بَه / جَةَ ذل الوجهِ الحَسَنْ
لم أدرِ بعد فراقِهِ / كيف التلذُّذ بالوسَن
يا سالبي ثوبَ السرو / رِ ومُلبسي ثوبَ الحَزَن
خَلَتِ المنازِلُ منكمُ / فخلا من الرُّوحِ البَدَن
أنا الغريب وإن أصبحتُ في وطني
أنا الغريب وإن أصبحتُ في وطني / إذا تغيّبتَ عنّي يا أبا الحَسَنِ
أوحى إليَّ فؤادي حين أخبرني / بأنَّ لي فَرَجاً من ذلك الحَزَنِ
تاللهِ لا سكنت روحي إلى أحَدٍ / حتّى يعود إلى أوطانه سَكَني
هذا وإن تسلك الأجسامُ ثانيةً / على الحقيقة والأرواحُ في قَرَنِ
راح التناسخ عني يومَ ودَّعَني / وراحَ مُحتَمِلاً روحَين في بَدَنِ
لي حبيب قد شفَّني وبراني
لي حبيب قد شفَّني وبراني / هو دانٍ ووصلُه غير دانِ
إنما حسرتي لقلَّة حظي / من حبيب أراه نصب عياني
أنا كالسبط مات وهو يرى الما / ءَ وشيكاً بغلة الظمآنِ
أنا راضٍ بأن أموت كريماً / وأصونَ الهوى عن الإعلانِ
لم أجد في الهوى مُعيناً أميناً / فلذاك استعنتُ بالكتمانِ
وإذا ما الحبيب كان مَصوناً / صنتُ ودي له وصنتُ لساني
بي حذارٌ إذا أردتُ أُسميِّ / ه كأني أفطرتُ في رمضان
قد تجافيتُ عن هواه لإبقا / ئي عليهِ ولو درى ما جفاني
فكأني على صراطٍ من الصَّب / رِ أُرَجّي به حلولَ الجنانِ
كان ظنّي به جميلاً فصَرَّف / تُ ظنوني إلى وجوهٍ حسانِ
سوف أُخلي له فؤادي وعَينَي / يَ فعَلّي أخلو به في مكانِ
أو عسى أن أنال ما أتمنّى / فألاقي مفتاح باب الأماني
قد كتمنا الهوى مكاتمة الخو / ف عسى أن نفوز فوز البيان
فهجرناكمُ وسبحان مَن يَع / لَمُ ما تحت ذلك الهجرانِ
نار شوقٍ بلا دخانٍ تَلَظّى / هل رأيتم ناراً بغير دخانِ
كيف لا أتَّقي الهوى بتوقٍ / والهوى من محفِّزات الهوان
بيَ سكرٌ وقد تغافلتُ عنه / وطريفٌ تغافُل السكرانِ
غالطت عينيَ الرقيبَ عياناً / ومليحٌ مخالطات العيانِ
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً / وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن / في فؤادي ما لا يؤدّي لساني
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن / سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص / لِ فأنجو من سخطة الهجرانِ
لا تُكبِروا من ملاح المرد إنسانا
لا تُكبِروا من ملاح المرد إنسانا / ما الحُسن والطِّيب إلا عبد ظِبيانا
نفديك من كاملٍ حُسناً وإحسانا / تُحيي وتقتل أحياناً فأحيانا
تبارك اللَهُ ماذا فيك من بدعٍ / في الجسم والوجه إسراراً وإعلانا
كأنما عجن الكافورُ طينتَه / بالزعفران فعَلَّى منه كثبانا
وصيغ أعلاه من نورٍ ومن ظُلَمٍ / وجهاً وفرعاً يمجُّ المسك والبانا
فالفرع من سَبَجٍ والخد من ضَرَجٍ / والطَّرف من غنجٍ يلقاك وسنانا
فمن تنزَّه يوماً في محاسنه / فليس مُستحسِناً ما عاش بستانا
ومن تنفس من أنفاسه نَفَساً / لم يرضَ ما عاش أن يشتمَّ ريحانا
كأنما اللَه أوحى إذ براه إلى / خزائن المسك ممّا طاب أو لانا
بأن تُؤلِّف من نَشرٍ جواهرها / وقال كوني على التأليف إنسانا
كأنه قبَّة من فضَّةٍ قسِمت / في ملتقى الخَور أردافاً وأعكانا
كأنه مُحَّةٌ من فرط نَعمته / تكاد تجري من الأثواب أحيانا
تراه كالماء رجراجاً ومَلمسه / كالنار حرّاً فتلقى اللونَ ألوانا
تبدو له حركات من حرارتها / ولينه يستحيل الماء رَيّانا
قد قلتُ إذ حار طرفي في محاسنه / ولم أزل شاخصَ العينين حيرانا
لا شك أنت من الجنّات مسترَقٌ / أو هارب فمتى فارقتَ رضوانا
فاستضحكته على عجبٍ مساءَلتي / وقلتُ لمّا رأيتُ الثغر قد بانا
لم ترضَ إذ جئتَنا من جنةٍ هرباً / حتى سرقتَ لنا في فيك مرجانا
ليس الحبيب الذي يأتيك مؤتزراً / مثلَ الحبيب الذي يأتيك عريانا
سيدي لِم خدعتَني بالتمنّي
سيدي لِم خدعتَني بالتمنّي / لِمَ أعرضتَ إذ تمكَّنتَ منّي
تذنب الذنبَ ثم تغضب من ذن / بك عمداً يا ظالمي بتَجَنِّ
أنت روحي فمن يعيش بلا رو / حٍ أبِن لي إذا تغيَّبتَ عنّي
خنتَ عهدي وقد تبدَّلتَ بعدي / يا حبيبي ما كان ذلك ظنّي
هيَّجني تذكرُ الأظعانِ
هيَّجني تذكرُ الأظعانِ /
والغانيات الخُرَّدِ الحسانِ /
يا صاحبيَّ الآن فاسقياني /
لعلَّ يُشفى ألمُ الهجرانِ /
هذا أوان الشرب والقيانِ /
والمجلس الغضّ من الريحانِ /
أما ترى شقائق النعمانِ /
تضحك في بحبوحة البستانِ /
زماننا من أطيب الزمانِ /
لولا جوى الحرقة والأحزانِ /
لحُبِّ مَن في يده عناني /
مَن لا أراه وهو لا يراني /
أشكو إلى ذي قدرةٍ مكاني /
بَثّي وحر لي ألم القيانِ /
لم يدرِ إسراري ولا إعلاني /
إلا الذي بحبِّه ابتلاني /
عُبَيدُ يا غصنَ بانِ
عُبَيدُ يا غصنَ بانِ / يا نسلَ حورِ الجِنَانِ
عبيدُ يا تاج / صبيحة المهرجانِ
يا زينة العيد حُسناً / يا نزهة البستانِ
يا ليلة العرس طِيباً / ويا غداةَ الخِتانِ
يا برء كلِّ سقامٍ / يا عزَّ كلِّ هوانِ
يا منتهى المتمني / ويا رضا الغضبانِ
يا طلعة الوصل بعد ال / صُدُودِ والهجرانِ
يا فرحة الرزق من بَع / دِ ترحةِ الحِرمانِ
يا ليلة القَدر يا مَن / فيه جميع الأماني
ويا هلال سرورٍ / بالفطر من رمضانِ
جمعتَ كلَّ الملاحا / ت من جميع المغاني
بديع حُسنٍ وخَلقٍ / في شَكل ظَرف القِيانِ
وفي تشنُّع لُوطِي / وفي تفتُّح زانِ
وحسن دلِّ الغواني / وسادةِ الغِلمانِ
أُنموذج الحور مَعهُ / أُنموذج الوِلدانِ
بدائع الحسن كلٌّ / جُمِعنَ في إنسانِ
فالقدُّ للأغصانِ / والرِّدف للكثبانِ
والعين للغِزلانِ / والرِّيح للرَّيحانِ
والخدُّ للعقيانِ / والثَّغر للمَرجانِ
الوجه فيه صفاتٌ / يكلُّ فيها لساني
أراك من حُورِ عدنٍ / سُرِقتَ من رضوانِ
فإن تكن آدَمِيّاً / فليس مثلَكَ ثانِ
لا يُنسِينّي سرورٌ لا ولا حَزَنُ
لا يُنسِينّي سرورٌ لا ولا حَزَنُ / وكيف لا كيف يُنسى وجهُك الحَسَنُ
ولا خلا منك روحي لا ولا بدني / كُلّي بكُلِّك مشغول ومُرتَهَنُ
يا واحد الحسن مالي منك مذ علقت / روحي بروحك إلا الشوق والحزَن
نورٌ تولَّد من شمسٍ ومن قمر / حتى تكامل فيه القدُّ والغُصُنُ
إن يكن في البدور فنٌّ من الحُس
إن يكن في البدور فنٌّ من الحُس / نِ ففيمن أُحبُّه كلُّ فنِّ
يا مليح الدلال حلو التجنّي / غاب عنّي السرورُ مذ غبتَ عني
يا غزال الجنان أهداك رِضوا / نُ إلينا ففيك كلُّ التمنّي
أنت بانُ المِلاح من حور عدنٍ / جنس طيبٍ عليه من كلِّ حُسنِ
ليلُ شَعرٍ من تحته بدرُ وجهٍ / موج ردفٍ من فوقه قدُّ غصنِ
أين للبدر مثل هذا التَّلالي / أين للغصن مثل هذا التثنّي
شهدت خجلةٌ لخدَّيك عني / أنّ عينيك للعيون تُرَنّي
فإذا ما نظرتَ قَلَّبتَ هارو / تَ وماروتَ بين عينٍ وجفنِ
فلو اَنِّي اشتريتُ وصلك يوماً / بحياتي ما كانَ ذاك بغَبنِ
ظُبَيٌّ نفى عن جُفَيني الوَسَنْ
ظُبَيٌّ نفى عن جُفَيني الوَسَنْ / فبتُّ سقيماً أُقاسي الحَزَنْ
مليح الدلال بديع الجما / لِ معتدل القدِّ يحكي الغُصُنْ
أمات فؤادي بلحظاته / وأورَث جسمي سقاماً وَهَنْ
فقلبي سقيم وجسمي نحيلٌ / ودمعي غزيرٌ هطولٌ هَتِنْ
تشاكينا بألحاظ الجفونِ
تشاكينا بألحاظ الجفونِ / لبُقيانا على الودِّ المصونِ
إذا خفنا ظنوناً نتَّقيها / تَجمَّلنا لتكذيب الظنونِ
نعارض بالصدود ظنونَ قومٍ / فتعترض الشكوك على اليقينِ
ولم نأمن سوى اللحظات رُسلاً / حذاراً من حسود أو خؤونِ
ولم نكن اطحر إذا تحاشا / لنأتمن الشمال على اليمين
أكاد لفرط إشفاقي أُوَقيّ / حبيبي من إشارات الظنونِ
أرى حُبِّيكَ فيه ضروب عقلٍ / وحُبُّ الناس ضربٌ من جنونِ
فمن يك بالإذاعة مستغيثاً / فليس على الأحبَّة من أمينِ
أيحسن يا حبيب بأن تراني / أُصافيك الوداد وتجتويني
فيا مَن صِيغ من طيبٍ ونور / وكلُّ الناس من ماءٍ وطينِ
معاذ اللَه ما هذي المعاني / وهذا الحسن من ماءٍ مهينِ
ولكن أنتَ من نورٍ صفيٍّ / وطيبٍ شِيبَ بالماء المَعينِ
فإن تكُ مِثلَنا بشراً سَويّاً / فماذا النور في هذا الجَبينِ
فوجهك مُعلَمٌ بطراز شكلٍ / وجسمك مُرتَدٍ برداء لينِ
كأنَّ تثنيَ الأعطافِ منه / نسيم الريح يلعب بالغصونِ
غزال البَرِّ بزَّ الصبرُ قلبي / لعلي أصطفيك وتصطفيني
فإن كنّا تشاكينا جميعاً / فمما أتَّقيك وتتقيني
إن كان لفظي كريهاً فاصطبر فعلى
إن كان لفظي كريهاً فاصطبر فعلى / كره العلاج يصحُّ اللَهُ أبدانا
لولا العوارضُ ما طاب العتابُ لنا / لولا قصارتنا للثوب ما زانا
إني أُعاتب إخواني وهم ثقتي / طوراً وقد تُصقَل الأسياف أحيانا
هي الذنوب إذا ما كُشِّفَت درسَت / من القلوب وإلا صِرنَ أضغانا
أهديتُ ما لو أنَّ أضعافَه
أهديتُ ما لو أنَّ أضعافَه / مُطَّرحٌ عندك ما بانا
كمثل بلقيس التي لم يَبِن / إهداؤها عند سليمانا
هذا امتحان لك إن تَرضَهُ / بانَ لنا أنك ترضانا
دُرِّيَّة اللون فيه مُشرَبةً
دُرِّيَّة اللون فيه مُشرَبةً / حمرةُ خمرٍ تمازج اللَّبَنا
كاللؤلؤ الرطب لونُ ظاهِرِهِ / وفيه ماء العقيق قد بَطَنا
إني لفي غربةٍ مذ غبتَ يا سكني
إني لفي غربةٍ مذ غبتَ يا سكني / وإن ظللتُ أُرى في الأهل والوطنِ
وكان الصديق يزور الصديقَ
وكان الصديق يزور الصديقَ / لشرب المدام وعزف القيانِ
فصار الصديق يزور الصديقَ / لبثِّ الهموم وشكوى الزمانِ
من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني
من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني / لشقائي فليته ما دعاني
غرَّني منه منظرٌ ولباسٌ / وأثاث ومجلس وأَوَانِ
مجلس كالجنان حسناً ولكن / قبَّح الجوعُ حُسنَ تلك الجنانِ
فلعمري كان الخوانُ ولكن / لم يكن ما يكون فوق الخوانِ
وجفان مثل الجوابي ولكن / ليس فيهنَّ ما يُرى بالعيانِ
وَغضَار الألوان جاءت ولكن / ليس فيها روائح الألوانِ
فإذا ما أدرتُ فيها بناني / لم أجد ما أمسُّه ببناني
إنني ماضغٌ على غير شيءٍ / غير صكِّ الأسنان بالأسنانِ
ترجع الكفُّ وهي أفرغ منها / عند مدّي لها فدأبي وشاني
لو تراني والجوع يضحك منّي / عند غسلي يديَّ بالأشنانِ
زاد في السكر مسرفاً مثلما أس / رَفَ عند الطعام بالنقصانِ
والغضارات فارغات أتَتنا / وسقانا بالمترع الملآنِ
سكرةٌ فوق جوعةٍ تركتني / راحماً كلَّ جائعٍ سكرانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025