المجموع : 44
مُحيّاً ما أَرَى أَم بَدرُ دَجنِ
مُحيّاً ما أَرَى أَم بَدرُ دَجنِ / وَبارِقُ مَبسمٍ أَم بَرقُ مُزنِ
وثَغرٌ أَم لآلٍ أَم أَقاحٍ / وَريقٌ أَم رِحيقٌ بِنتُ دَنِّ
وَلَحظٌ أَم سِنانٌ ركَّبُوهُ / بأَسمَرَ مِن نَباتِ الخَطِّ لَدنِ
وأَينَ مِنَ الظِّبا أَلحاظُ ظَبيٍ / ثَنانِي عن سُلُوِّي بالتّثَنِّي
إِذا جاءَ الملالُ لَهُ بِجُرمٍ / مَحاهُ وَجهُهُ بِشَفيعِ حُسنِ
فيا مَن مِنهُ قَلبي في سَعيرٍ / وَعَيني مِنهُ فِي جنّاتِ عَدنِ
حَباكَ هَوايَ منِّي مَحضَ وُدٍّ / تَنَزَّهَ عن مُداجَاةٍ وضِغنِ
وقَبْلَكَ ما تَملَّكَهُ حَبيبٌ / وَلا سَمَحَتْ بهِ نَفْسِي لِخِدْنِ
أَحينَ خَلَبتَني ومَلَكتَ قلبي / قَلبتَ لخُلَّتي ظَهرَ المِجَنِّ
فَهَلاّ قَبلَ يَعلَقُ في فُؤادي / هَواكَ وقبلَ يَغلَقُ فيكَ رَهْنِي
تُساوِرُني هُمومِي بعدَ وَهْنٍ / فَترمِي كلَّ جَارِحَةٍ بَوَهْنِ
أَلَم يكْفِ العواذلَ مِنكَ هجري / وقلبَكَ ما يُجنُّ مِنَ التّجنّي
إِذا فكَّرتُ في إِنفاقِ عُمري / ضَياعاً في هَواكَ قَرعتُ سِنّي
وآسَفُ كيفَ أَخْلَقَ عَهدُ وُدِّي / وآسَى كَيفَ أَخلفَ فيكَ ظَنّي
وأَوجَعُ ما لَقيتُ مِنَ الليالِي / وأَيُّ فِعالِها بي لم يَسُؤني
تَقلُّبُ قَلبِ مَن مَثواهُ قَلبِي / وَجفوةُ مَن طَبَقْتُ عَليهِ جَفْنِي
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني / واليأسُ منكَ إلى السّلوانِ أَلْجانِي
كم ذا التّجنّي وَما ذَنبي إليكَ سِوى / حُبّي فَصَفحاً عَنِ المُستَغْفِرِ الجَاني
هَواكَ أَخطَأَني قَصدِي وكُنتُ أَرى / أَنَّ الهَوى مِنكَ يُدنِيني فأَقْصاني
أَغراكَ ظَنُّكَ أَنّي لا يُطاوِعُنِي / قَلبي إِذا سُمْتُهُ صَبراً بِهجْرانِي
وَلَستُ أُنكرُ مِنهُ فَرطَ صبوتِهِ / لَكِنَّهُ عَن هَوىً بالهُونِ يَنْهانِي
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ / عَلَيَّ قَد لَجَّ في صَدّي وَهجرانِي
لَيِّنْ قَساوَتَه لِي أَو فَيَسِّرْ لي / صَبراً لأَحظى بِوَصْلٍ أَو بِسُلوانِ
أَو فَاِطْفِ جَمرةَ خَدَّيهِ وأَيقِظْ جَفْ / نَيْهِ اللّذينِ أَراقَا ماءَ أَجفاني
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني / إِليهِ وَفاءٌ بالإخاءِ ضَنِينُ
كأَنّيَ أَمّ البَوّ تُنْكرُ شَخْصَهُ / وَيعطِفُها وَجدٌ بِهِ وَحَنينُ
بِاللهِ يا مُغرَىً بِهجرانِي
بِاللهِ يا مُغرَىً بِهجرانِي / وَيا مُبيحَ الدَّمعِ أَجْفاني
هَلْ في القضَايا أَنَ مَن مَا جَنَى / يَخضعُ بالعُذرِ إِلى الجَاني
إِلى كَم أُرَجِّمُ فيكَ الظّنونَا
إِلى كَم أُرَجِّمُ فيكَ الظّنونَا / وَأَدفَعُ بالشَّكِّ عَنكَ اليَقينا
وَآمُلُ عَطفَكَ بعدَ الجفاءِ / وَ قَسوةَ قَلبِكَ لي أَن تَلِينا
وَأَصبِرُ للهَجرِ صبرَ الأَسيرِ / عَلى قِدِّه صاغِراً مُستكِينا
وآبَى وَقَد خُنتَ عَهدَ الهَوى / وَلَم تَرْعَ ذِمّتَهُ أَن أَخُونا
زِدْني جَوىً يا حُبَّهُم وَأَضِلَّني
زِدْني جَوىً يا حُبَّهُم وَأَضِلَّني / يا مُرشِدي عَن مَنْهَجِ السُّلوانِ
لا تَنْهَنِي عَنهمْ فإِنَّ صَبابَتي / لا تَستَطيعُ تُطيعُ مَن يَنْهانِي
أَحْببتُهُم أَزمانَ غُصنِيَ ناضِرٌ / حَتّى عَسَا وَعَصَى بَنَانَ الحانِي
فَاِرجعْ بِيَأسِكَ لَستَ أَوَّلَ آمِرٍ / شَقَّ الغَرَامُ عصَاهُ بالعصيانِ
أَيَا هاجراً كُلَّما زِدتُ في
أَيَا هاجراً كُلَّما زِدتُ في / خُضوعِي لَهُ زَادَ هِجرانُهُ
تَرفَّقْ بقلبٍ إذا ما ذُكرْتَ / بَدا للمُحَدِّثِ كِتمانُهُ
مَحلَّكَ مِنهُ مَحَلَّ السَّوادِ / مِن ناظِرٍ أَنتَ إِنسانُهُ
يا مُعرِضاً راضياً وغَضبانَا
يا مُعرِضاً راضياً وغَضبانَا / وهاجِرِي هاجعاً ويقْظانَا
صَددتَ إمّا لِهفوةٍ فَرَطَتْ / مِنّي وإِمّا ظُلماً وعُدوانَا
طيفُكَ ما بالُهُ يُهاجرني / مَنْ أعلمَ الطيفَ بالّذي كَانَا
يا فِتنةً عرَضَتْ لي بعد ما عَزَفَت
يا فِتنةً عرَضَتْ لي بعد ما عَزَفَت / نَفْسِي عن اللّهوِ واقتَادَ الهَوى رَسَنِي
هلاّ ولَيلِيَ غِرْبيبٌ وأَنجُمه / غَوارِبٌ وَشبابي ناضِرُ الغُصُنِ
أَحببتُها في عُنفوانِ الصِّبَا
أَحببتُها في عُنفوانِ الصِّبَا / وقلتُ إنَّ الشيبَ يُسلِيني
فزادني شَيْبي جُنوناً بها / حتّى كأَنَّ الشيبَ يُغْرِيِني
وكالشبابِ الشَّيبُ لا مِيزةٌ / بينهُما عندَ المجَانِينِ
ما يُريد الشّوقُ من قلبِ مُغنّى
ما يُريد الشّوقُ من قلبِ مُغنّى / ذكرَ الأُلاّفَ والوَصلَ فحنّا
حَسبُه ما عندَه من شَوقِه / وكَفاهُ من جَواهُ ما أجَنّا
كلَّما شاهَد شملاً جَامِعاً / طارَ شوقاً وهفَا وجْداً وأنّا
عَاضَهُ الدّهرُ من القُربِ نَوىً / ومن الغِبطةِ بالأحبابِ حُزْنَا
فَرثَي من رَحْمَةٍ عاذلُهُ / ورأى الحاسِدُ فيه ما تَمنّى
ويحَهُ من زَفرةٍ تَعتادُهُ / وهُمومٍ جمّةٍ تَطرقُ وَهْنَا
يا زَمانَ القُربِ سُقياً لَك مِن / زَمنٍ لو كان قُربُ الدّارِ أغْنَى
لم تكُن إلاّ كَظِلٍّ زَائلٍ / والمسَّراتُ تَلاشَى ثُمّ تَفْنى
ساءَنا ما سرَّنا من عيِشِنَا / بعدَ ما رَاق لنا مرأىً ومَجْنَى
فافْتَرقْنا بَعد مَا كُنّا صَدىً / إنْ دَعَوْنَا وكَفَانَا قولُ كُنّا
وكذَا الأيّامُ من عَاداتِها / أنّها تُعقِبُ سَهلَ العيشِ حَزْنَا
خُلُقٌ للدّهرِ ما أولَى امرأً / نعمةً منهُ فملاّهُ وَهَنّا
وكذَا البَاخِلُ ما أسدَى يَداً / قَطُّ إلاّ كَدَّرَ المنَّ ومَنّا
قُل لأحَبابٍ نَأتْ دَارُهُمُ / وعَلى قُربِهمُ أقْرعُ سِنّا
سَاءَ ظَنّي باصْطِبَارِي بعدَكُم / ولقد كنتُ به أُحسِنُ ظَنّا
لأُبِيحَنَّ الجوَى من كَبِدِي / مَوضِعاً لم يُبتذَلْ عِزّا وضَنّا
وأُذِيلَنّ دُموعاً لو رأتْ / فَيضَهُنَّ المزنُ خَالَتْهُنَّ مُزْنَا
أسَفاً لا بل حياءً أنّنِي / بعدَكُم باقٍ وإن أصبحتُ مُضنَى
لا صَفَا لي العيشُ من بَعدِكُمُ / ما تَمادَتْ مُدّةُ البينِ وعِشْنَا
وعَجيبٌ والتّنائِي دُونَكُمُ / أنَّكُم مِنّي إلى قَلبيَ أدْنَى
حيثُ كُنتمْ ففُؤادِي دَارُكُم / وعلى أشباحِكُم أُغمِض جَفْنَا
يا نَاقُ شطّتْ دَارُهُمْ فَحِنِّي
يا نَاقُ شطّتْ دَارُهُمْ فَحِنِّي / وأعْلنِي الوجْدَ الّذي تُجِنّي
ما أرزَمَتْ وَهْناً لفقد إلْفِها / إلاّ رَمتْ جَوارِحي بِوَهْنِ
تذكّرتْ ألاّفَها فَهَيَّجَتْ / لاَعِجَ شَوقي وذَكَرْتُ خِدْني
أبكِي اشتياقاً وتَحِنُّ وحْشةً / فَقد شَجانِي حُزنُها وحُزني
حَسْبُكِ قَد طالَ الحنينُ والأسَى / وما أرى طُولَ الحنينِ يُغْنِي
ولا تَمَلّي مِنْ مَسِيرٍ وَسُرىً / في مَهْمَهٍ سَهلٍ وَوَعْرٍ حَزِنِ
حتّى تُناخِي تحتَ بَاناتِ الحِمَى / سَقَى الحِمَى والبانَ صوبُ المُزنِ
أهْوَى الحِمى وأهلَه وبانَه / وإنْ نأيتُ وتنَاءَوْا عَنّي
شَطّوا وشطّتْ بيَ دَارِي عنهُمُ / وهُمْ إلى قَلبيَ أدنَى مِنّي
لم يُذكَروا لي قَطّ إلا امتلأتْ / بالدّمعِ أجفانِي وقَالتْ قَطْني
وهُم أعزُّ إن نأوْا وإنْ دَنَوْا / مما حَوى خِلْبي وضَمّ جَفْنِي
نَفسي فِداءُ من أُوَرِّي بالحِمَى / والبَانِ عن أسْمَائِهمْ وأَكْنِي
هُمُ إذا قُلتُ سقَى أرضَ الحِمَى / وبَانَه صوبُ الحيَا مَن أعْنِي
ضَنّا بِهم عن أَنْ يطورَ ذكْرُهُم / بمَسْمَعٍ وَهُمْ مكانُ الضّنّ
أحبَبْتُهُم من قَبلِ يَنْجابُ دُجَى / فَودِي عن الصّبحِ ويَذوِي غُصْنِي
حُبّاً جَرَى مَجرى الحياةِ من دَمِي / أصَمَّ عن كلِّ نصيحٍ أُذنِي
فلو تَعوّضتُ بهم عَصْرَ الصِّبَا / لَبانَ في صَفقَةِ بَيْعِي غَبْنِي
فَارقتُهم أشْغَفَ ما كنتُ بِهِم / وعُدتُ قد أدمَتْ بَنَانِي سِنّي
أُلْزِمُ كفَّيَّ فُؤاداً مَالَهُ / من بَعدهم رَوْحٌ سِوَى التّمنِّي
لكنّني أدعُو لجمعِ شَمْلِنا / مُسيِّرَ الشُّهْبِ ومُجري السّفْنِ
أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أجفانُه
أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أجفانُه / سحَّتْ فباحَتْ بالهوَى أشجانُهُ
نمَّتْ على حَسَراتِه زفَراتُهُ / وكذَا ينمُّ على الضِرَام دُخَانُهُ
وأخُو الهوَى مثلُ الكتابِ دليلُ ذا / كَ عِيانُهُ ودليلُ ذَا عُنوانُهُ
تَحكِي البروقُ فؤادَه فَضِرَامُها / أشواقُهُ وخُفوقُها خَفقَانُهُ
ضَمِنَ الهَوى ألاّ يَزالَ أخَا ضَنىً / وضَمانَةٍ فَوَفَى بذَاك ضَمانُهُ
يا مُدَّعِي السُّلوانِ عن أحبابِهِ / أينَ السُّلُوُّ وأينَ منكَ أوانُهُ
شطًّتْ دِيارُك عنهُمُ وهفَا بِكَ الشْ / شَوقُ المبرِّحُ والتَظَتْ نِيرانُهُ
وأبانَ بينهُمُ هَواكَ فما عَسى / بكَ فاعلٌ هذَا الهَوى وبيانُهُ
كاتَمتَ واشِيَكَ الهَوى قبلَ النّوى / فَبَدا له من بَعدِها كِتمانُهُ
وعَصَاكَ دمعُكَ عند خَطرةِ ذِكْرِهم / وبِقَدْرِ طَاعَتِك الهَوَى عِصيانُهُ
فإذا تَبادرَ من جُفونِك خِلْتَهُ / عِقداً وَهَي مَرجانُهُ وجُمَانُهُ
لو أيقَنَ الحَنِقُ الحسودُ عليهِمُ / حَظّي لَحالَتْ رحمةً أضغَانُهُ
بين المُحبِّ وبينَهُم من هَجرِهم / بينٌ طويلٌ بَرحُهُ وزَمانُهُ
أبْدَوا لَه مَلَلَ القَريبِ مع النَّوى / وتَنَاسِيَ النّائِي وهُم جِيرَانُهُ
وتَخَلّقَ الطّيفُ الطّروقُ بِخُلْقِهم / فَإذَا ألَمَّ يَرُوعني هِجرانُهُ
وَهُم الصّبَا أيامُه محبوبَةٌ / وإنِ اعتدَى في غَيِّهِ شَيطانُهُ
وجَمالُهُم كَفَّارةٌ لِمَلالِهِم / والهجرُ ذنبٌ يُرتَجَى غُفرانُهُ
لو يعلَمُونَ مكانَهُم ما أضْرَموا / قَلبِي بِهَجرِهِمُ وهُم سُكّانُهُ
ولجَهلِهمْ طَرَفوا بطُول صدُودِهم / وَملاَلِهم طَرفْي وهُم إنْسَانُهُ
أهكَذا أنَا بَاقِي العمرِ مُغترِبٌ
أهكَذا أنَا بَاقِي العمرِ مُغترِبٌ / نَاءٍ عن الأهلِ والأوطانِ والسّكَنِ
لا تَستقرُّ جِيَادِي في مُعَرَّسِها / حتّى أُرَوِّعَها بالشّدّ والظّعَنِ
أينَ السّرورُ من المُروَّعِ بالنّوى
أينَ السّرورُ من المُروَّعِ بالنّوى / أبداً فَلا وَطنٌ ولا خُلاّنُ
عِيدُ البَرِيَّةِ مَوسِمٌ لِعَويلهِ / وسُرورُهُمْ فيه لَهُ أحزانُ
وإذَا رأى الشّملَ الجميعَ تَزاحمتْ / في قَلبه الأمواهُ والنّيرانُ
قَسمَ الهَوَى دَهْرَ المروَّعِ بالنّوى
قَسمَ الهَوَى دَهْرَ المروَّعِ بالنّوى / شَطرْين بين شُؤُونِه وشُجُونِهِ
هُو في الدُّجَى كالشَمعِ يَقْطُرُ دمعُهُ / نَاراً فتحرقُه مياهُ جُفُونِهِ
فإذَا بدا وَضَحُ الصّباحِ رأيتَهِ / مثلَ الحَمامِ ينُوحُ فوقَ غُصونِهِ
منصورُ دارُكَ أضْحَتْ منكَ مُوحِشَةً
منصورُ دارُكَ أضْحَتْ منكَ مُوحِشَةً / قد أقْفرتْ بعد سُكّانٍ وجِيرانِ
أضحَى الّذي كان منها أمسِ أضْحَكَني / وسرّني هاجَ أشْجانِي وأبكاني
عهدْتُها نادِياً للّهوِ مجتَمَعاً / للأُنْسِ مَلْعَبَ أترابٍ وَوِلدانِ
فأصبحَتْ ما بِها مما عهِدتُ بِهَا / سِوَى صدىً كُلّما ناديتُ لبّانِي
هَذَا كتابُ فتىً أَحَلَّتهُ النَّوَى
هَذَا كتابُ فتىً أَحَلَّتهُ النَّوَى / أَوطَانَهَا ونَبَتْ بهِ أوطَانُهُ
شَطَّتْ به عمّن يُحبُّ دِيارُهُ / وتفرّقتْ أيدِي سَبَا إِخوانُهُ
مُتَتَابعِ الزّفَرات بَين ضُلوعِه / قَلبٌ يبوحُ بسرِّهِ خَفقَانُهُ
تأوِي إليه معَ الظّلامِ همُومُه / وتَذودُهُ عن نَومهِ أَشجَانُهُ
ألِفَتْ مُقَارَعَةَ الكُمَاةِ جِيادُهُ / وسُرى الهَواجِرِ لا يَنِي ذَمَلاَنُهُ
يومَانِ أجمَعُ دهرِهِ إِمّا سُرىً / أو يَومُ حَربٍ تَلتَظي نِيرانُهُ
لكنَّه لا يستكينُ لحَادِثٍِ / خَوفَ الحِمَامِ ولا يُرَاعُ جَنَانُهُ