القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 5
وَما أَلانَ قَناتِي غَمْزُ حادِثةٍ
وَما أَلانَ قَناتِي غَمْزُ حادِثةٍ / ولا اسْتَخَفَّ بحِلْمِي قَطُّ إِنْسَانُ
أَمْضِي على الهوْل قدْما لا ينهنِهني / وأَنثنِي لسفِيهي وهْو حرْدانُ
ولا أُقارِض جُهالا بِجهلِهِم / والأَمْر أَمْرِي والأَيام أَعْوانُ
أُهِيب بالصبْرِ والشحْناءُ ثائِرة / وأَكظِم الغيْظ والأَحْقاد نيرانُ
وَما لِسانِيَ عِند القوْمِ ذو ملقٍ / ولا مقالِي إِذا ما قلت إِدْهانُ
ولا أَفوه بغيْرِ الحق خوْف أخِي / وإِنْ تأَخر عني وهْوَ غضبانُ
ولا أَمِيل على خِلي فآكله / إِذا غرِثت وبعْض الناسِ ذؤبانُ
وَدَّ الفتى منهم لو متَّ مِن يدِهِ / وأَنه منك ضخم الجوْفِ مَلآنُ
إِن الفتوة فاعْلمْ حَدُّ مطلبِها / عِرْض نَقِيٌّ ونطق فيه تِبْيانُ
بالعِلمِ يفخر يوْم الحفلِ حامِلُه / وبالعفافِ غداة الجمْعِ يزدانُ
إِن الكرِيمَ إِذا نالته مَخْمَصَةٌ / أَبْدى إِلى الناسِ شِبْعاً وَهْوَ طَيَّانُ
يحْنِي الضلوعَ على مِثلِ اللظى حُرَقاً / والوجْه غَمْرٌ بماءِ البِشْرِ ملآنُ
أَقلُّ كُلِّ قَلِيلٍ خِلُّ ذِي أَدَب / بَيْنَ الوَرَى وأَقلُّ النَّاس إِخْوَانُ
وَما وَجَدْتُ أَخاً في الدَّهْرِ يَذكُرُنِي / إِذا سَمَا وعلا يَوْماً به الشَّانُ
ولمّا رأَيْتُ اللَّيْلَ عَسْكَرَ قرّهُ
ولمّا رأَيْتُ اللَّيْلَ عَسْكَرَ قرّهُ / وهَبَّتْ له رِيحانِ تَلْتَطِمَانِ
وعَمَّمَ صُلْعَ الهُضْبِ مِن قَطْرِ ثَلْجِهِ / يَدانِ مِن الصِّنَّبْرِ تَبتَدِرانِ
رَفَعْتُ لِسَارِي اللَّيْلِ ناريْنِ فارْتأَى / شُعَاعَيْنِ تَحْتَ النَّجْمِ يَلْتَقِيَانِ
فأَقْبَلَ مَقْرُورَ الْحَشَا لم تَكُنْ له / بدَفْعِ صُرُوفِ النَّائِباتِ يدانِ
فقُلْتُ إِلى ذاتِ الدُّخانِ فقالَ لِي / وهل عُرفَتْ نارٌ بَغْيرِ دُخَانِ
فمِلْتُ به أَجْتَرُّهُ نَحْوَ جَمْرَةٍ / لها بارِقٌ للضَّيْفِ غَيْرُ يَمانِ
إِذا ما حَسَا أَلْقَمْتُهُ كُلَّ فِلْذَةٍ / لفَرْخةِ طَيْرٍ أَوْ لسَخْلةِ ضانِ
فَما زالَ في أَكلٍ وشُرْبٍ مُدارَكٍ / إِلى أَنْ تَشَهَّى التَّرْكَ شَهْوَةَ وانِي
فأَلْحَفْتُهُ فامتَدَّ فَوْقَ مِهَادِهِ / وخَدّاهُ بالصَّهْبَاءِ تَتَّقِدانِ
وَما انْفَكَّ مَعْشُوقَ الثَّواءِ نَمُدُّهُ / ببشْر وتَرْحِيب وبَسْطِ لسانِ
تُغَنِّيهِ أَطْيَارُ القِيانِ إِذا انْتَشَى / بصنْجٍ وكَيْثَارٍ وعُودِ كِرانِ
وَيَسْمُو دُخَانُ المَنْدَلِ الرَّطْبِ فَوْقَهُ / كَما احْتَمَلَتْ رِيحٌ مُتُون عُثَانِ
إِلى أَنْ تَشهى البَيْنَ مِن ذاتِ نَفْسِهِ / وحَنَّ إِلى الأَهْلِينَ حَنَّةَ حانِي
فأَتْبَعْتُهُ ما سَدَّ خَلَّةَ حالِهِ / وأَتْبَعَنِي ذِكْراً بكُلِّ مَكَانِ
هَلا سَتَرْتَ الشَّيْنَ بالزَّيْنِ
هَلا سَتَرْتَ الشَّيْنَ بالزَّيْنِ / مِن قَبْلِ إِحْضَارِ الوَزِيرَيْنِ
قد عَلِمَا أَنَّهُمَا أُحْضِرا / لخَلْوةٍ أَثْقَلَ مِن دَينِ
لمّا تَدَانَتْ قابَ قَوْسَيْنِ / أَصابَهَا الحاسِدُ بالعَيْنِ
فانْصَرفا مِثْلَ انْصِرافِ الفَتَى / أَسْلَمَ إِلْفاً ليَدِ البَينِ
صَدَّهُمَا مِن قِرْدِك المُصْطَفَى / نَطْحَة نَطَّاحٍ برَوْقَينِ
وما رأَى النَّاسُ على ما مَضَى / مِن قَبْلِهِ قِرْداً بقَرْنَينِ
أَرْبَعَةٌ في مَجْلِسٍ جُمِّعُوا / فطارَ هَذَانِ بهَذَينِ
قد لَزِمَا جَنْبَيْكَ لم يَبْرَحَا / لَهْفِي على ضَيْعةِ جَنْبَينِ
فأَنْتَ ما بَيْنَهُمَا جالِسٌ / جُلُوسَ أَيْرٍ بَيْنَ خُصْيَينِ
هاتِيكَ دارُهُمُ فقِفْ بمَغَانِها
هاتِيكَ دارُهُمُ فقِفْ بمَغَانِها / تَجِدِ الدُّمُوعَ تَجِدُّ في هَمَلانِها
عُجْنَا الرِّكابَ بها فَهَيَّجَ وَجْدَنَا / دِمَنٌ ذَعَرْنَ السِّرْبَ مِن إِدْمَانِهَا
دارٌ عَهِدْتُ بها الصّبا لِيَ دَوْحةً / أَتفيَّأُ الفَرَحاتِ مِن أَفْنَانِهَا
أَرْعى على بَقَرِ الأَنِيسِ بجَوِّها / وأُحكِّمُ الصَّبَواتِ في غِزْلانِهَا
وإِذا تَهَادَتْ بالشُّمُوسِ نَوَاعِماً / فيها الغُصُونُ جَنَيْتُ مِن رُمّانِهَا
قَضَتِ النَّوَى بذِيادِ رُجَّحِ عينِهِمْ / ظُلْماً وكانَ الدَّهْرُ مِن أَعْوَانِهَا
زَجَرُوا اغْتِراباً مِن نَعِيبِ غُرابِهِمْ / وقَضَوا ببَيْنٍ مِن مُغرِّدِ بانِهَا
فبَدا لهم وَجْهُ الفِرَاقِ مُوَقَّحاً / آتٍ على خَبَرِ النَّوَى بعِيانِهَا
يَقْذِفْنَ دُرَّ الدَّمْعِ في يَوْمِ النَّوَى / عن جُمّةٍ لَعِبَ الأَسَى بجُمانِهَا
وَدَّعْتُهُمْ وزِنَادُ قَدْحٍ في الحَشَا / دُونَ الضُّلوعِ يَشُبُّ مِن نِيرانِهَا
وأَسَلْتُهَا ذَوْبَ الجُفُونِ كَأَنَّهَا / أَيْدِي بَنِي المَنصْور في سَيَلانِهَا
يا صاحِبَيَّ إِذا وَنَى حادِيكُمَا / فَتَنَشَّقَا النَّفَحَاتِ مِن ظَيَّانِهَا
وخُذَا لِمُرْتَبَع الحِسانِ فرُبَّمَا / شَفَعَ الشَّبَابُ فصْرتُ مِن أَخدانِهَا
عَاوَدتُ ذِكْرَ العَيْشِ فيه وما انْقَضَى / مِن صَبْوتِي وطَوَيْتُ مِن أَزْمانِهَا
فَبَكَيْتُ مِن زَمَنٍ قَطَعْتُ مَراحِلاً / وشَبيبَةٍ أَخْلَقْتُ مِن رَيْعَانِهَا
ورَعَيْتُ مِن وَجْهِ السَّمَاءِ خَمِيلةً / خَضْرَاءَ لاحَ البَدْرُ مِن غُدْرانِهَا
وكأَنَّ نَثْرَ النَّجْمِ ضَأْنٌ وسْطَهَا / وكأَنَّمَا الجَوْزاءُ راعِي ضانِهَا
وكأَنَّما فيه الثُّريّا جوْهرٌ / نَثَرتْ فَرَائِدهُ يدا دبرانِهَا
وكأَنَّما الشِّعْرى عقِيلةُ معْشَرٍ / نَزَلَتْ بأَعْلى النَّسْرِ مِن وِلدانِهَا
وكأَنَّما طُرُقُ الْمَجَرَّةِ منْهَجٌ / للعامِريَّة ضاءَ من فينانِهَا
المُعْجِلِين عِداتَهُمْ بِرماحِهِمْ / والجاعِلِين الْهَام مِن تِيجانِهَا
أَسْرى لهم بالخَيْلِ حتَّى خَيَّلُوا / أَنَّ الجِبال رمتْهُمُ برِعانِهَا
ورَمى العِدى بكَتَائِبٍ مِلءَ الفَضا / أَغْمدْنَ نَصْل الصُّبْحِ في رهَجانِهَا
مِن كُلِّ سلْهَبةٍ تَطِيرُ بأَرْبعٍ / يُنْسِيك مُؤْخَرُهَا الْتِماح لَبانِهَا
نَشَأُوا بزاهِرَِة المُلُوكِ ومائِهَا / وكأَنَّهُمْ نَشَأُوا على غَسَّانِهَا
وأَرتْهُمُ العُرْبُ الكِرامُ مِصاعَها / فَتَعلَّمُوا مِن ضَرْبِهَا وطِعانِهَا
أَنا طَوْدُهَا الرّاسِي إِذا ما زَلْزَلَتْ / أَيْدِي الحوادِثِ مِن فُؤادِ جبانِهَا
وعليَّ للصَّبْرِ الجمِيلِ مُفاضةٌ / زَغْفٌ أَفُلُّ بها شَباةَ سِنانِهَا
وكأَنَّنِي لمّا كَرُمْتُ وقد شَكَتْ / أَرْضِي الحوادِث غِبْتُ مِن حدثانِهَا
والنَّفْسُ نَفْسٌ مِن شُهَيْدٍ سِنْخُها / سِنْخٌ غَذَتْ منه العُلا بلِبانِهَا
ما احْولَّ نَحْوِي لَحْظُ مُقْلَةِ ساخِطٍ / إِلا وضَعْتُ السَّهْم في إِنْسانِهَا
ولَوْ انَّهُ نَطَح النُّجُوم بقَرْنِهِ / كُنْتُ الزَّعِيمَ له بنَحْسِ قِرانِهَا
وقَضَتْ بعِزِّ النَّفْسِ مِنِّي دوْحةٌ / مِن عامِرٍ أَصْبحْتُ مِن أَغْصانِهَا
يا ابْن الأَبالِجِ مِن معافِرَ والَّذِي / أَرْبى يزِيدُ على عُلا بُنْيانِهَا
أَعْلَى كِتَابُك في مُهِمِّي حُرْمتِي / وجلا جوابُك مِن دُجى حِرْمانِهَا
فَلَيطْلُعنَّ إِلَيْك مِن زَهرِ الحِجا / أَبْكَارُ شُكْرٍ لُحْن في إِبّانِهَا
حُرُّ القَوافِي ماجِدٌ في أَهْلِهَا / الشِّعْرُ عبْدٌ في بنِي عُبْدانِهَا
مدح المُلُوكَ وكان أَيْضا منهُمُ / ولقد يُرى والشِّعْرُ مِن ذُؤبانِهَا
أَمْسى الفَرزْدقُ كُفْؤَها في حوْكه / وَجرى القَضَاءُ لها على صَلَتَانِهَا
أحنُّ للبرقِ مِن تلقاءِ أَرضِهِمُ
أحنُّ للبرقِ مِن تلقاءِ أَرضِهِمُ / وَلي فُؤادٌ إِلى الآلافِ حَنّانُ
محلة النفسِ فيهم أَينَما قَطنوا / ومنزِلُ الروحِ فيهم حَيثُما كانوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025