القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّيَات الكل
المجموع : 22
ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ
ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ / يَقَقاً مَلَلنَ وِصالَهُ وَشَنَينَهُ
وَإِذا عِذارُ المَرءُ قَلَّ قَتيرُهُ / لاحَظنَهُ بِبَشاشَةٍ وَهَوينَهُ
صَدَفَت خُناسُكَ عَنكَ بَعدَ مَوَدَّةٍ / وَرَأَت شَبابَكَ بالِياً وَغُضونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ خَيرُ مَن وَطِىءَ الحَصا / لِلَّهِ يَمحَصُ دينَهُ وَيَقينَهُ
سارَت حُكومَتُهُ بِأَعدَلَ سيرَةٍ / قُصوى البِلاد وَفي الذينَ يَلونَهُ
فَالحَقُّ أَوضَح مُبصِر آياتُهُ / وَالجورُ يَطمِسُ شَخصَهُ وَعُيونَهُ
وَرَأى البَرِيَّةُ عَفوَهُ وَعَفافَهُ / فَالنَّاسُ حَذو طَريقه يَحذونَهُ
طَلَبوا رِضاهُ بِنِيَّةٍ وَتَيَقَّنوا / أَن لَيسَ يَرضى اللَّهُ أَو يُرضونَهُ
يَخشَونَ صَولَتَهُ فَهُم في طاعَةٍ / وَكَمِثلِ ما يَخشَونَهُ يَرجونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ رَحمَةٌ مِن رَبِّنا / وَبِهِ أَنارَ لَنا وَأَوضَحَ دينَهُ
وَعَلى أَبي إِسحاقَ طاعَةُ رَبِّهِ / حَقّاً لِيَنصُرَهُ بِها وَيُعينَهُ
ملكٌ بأَرضِ الرومِ أَنزَلَ نِقمَةً / وَأَبادَ مالاً أَهلُها يُحصُونَهُ
وَأَبادَ مالِكها وَفَلَّ جُنودَهُ / طَعناً وَزَلزَلَ مُلكَهُ وَحُصُونَهُ
وَالزَّطُّ أَيُّ خَليفَة دانوا لَهُ / أَو كانَ قَبلَكَ طاعَةً يُعطونَهُ
حَتّى مَلَكتَ وَظَلَّ سَيفُكَ مِنهُمُ / تَكسو الدِّماءُ شِفارَهُ وَمُتونَهُ
فَأَتوا لِحُكمِكَ وَالَّذي كانوا بِهِ / يَعصونَ جَدَّعَتِ الظُّبى عِرنينَهُ
فَعَفَوتَ إِنَّكَ لَم تَزَل ذا رَأفَةٍ / حَسَنَ الفَعالِ مُباركاً مَيمونَهُ
وَسَقَيتَ بابَكَ كَأسَ حَتف مُرَّةً / بِفَوارِس سَحَبوا القنا يَتلونَهُ
فَتَجالَدَ الزَّحفانِ يَوماً كامِلاً / وَالقَوسُ يُخضَبُ بِالَّذي يَبرونَهُ
حَتّى رَأَيتَ الخُرَّمِيَّةَ رَيضَةً / وَالبَذَّ أَنكَرَتِ الفِجاجُ رَنينَهُ
يَبكي الَّذينَ تُخرِّموا مِن أَهلِهِ / وَنِساءُ بابِكَ حُسَّراً يَبكينَهُ
وَإِلى عموريةٍ سَمَا في جَحفَلٍ / مَلَأَ الفجاج سُهولَهُ وَحُزونَهُ
فَأَبادَ ساكِنَها وَحَجَّلَ باطِساً / حلقاً أَذَلَّ اللَّهُ مَن يحوينَهُ
قَتلى يُنَضِّدهُم بِكُلِّ طَريقَةٍ / نَضَداً تَخالُ مَراقِباً موضونَهُ
فَهُمُ بوادي الجونِ قَتلى فِرقَة / وَقَبائِلٌ فِرَقٌ مَلَأنَ سُجونَهُ
وَأَبانَ بِالصَّفصافِ خالِصَة لَهُ / كَيد العَدُوِّ وَسوءَ ما يَطوونَهُ
فَهَوى اللَّعينُ وَنَجمُهُ وَاللَّهُ لا / يرضَى الضَّلالَ وَلا يُعِزُّ قَرينَهُ
وَالمُنفِسونَ قَصَدتَ خَيلَكَ قَصدَهُ / فَوَطئنه وَفَتَكتَ حينَ لَقَينَهُ
وَقَطَعت دابِرَهُ فَجاءَكَ خاضِعاً / حَذر الرَّدى وَجِلَ الفُؤادِ مَهينَهُ
وَالمازِيارُ وَقَد تَقَلَّدَ غَدرَةً / قَطَعَت نِياطَ فُؤادِهِ وَوَتينَهُ
مِن بَعدِ ما جَعَلَ الشَّواهِقَ عِصمَةً / وَصَياصِياً بِضَلالِهِ يُغرينَهُ
ظَنّاً بِأَنَّ الغَدرَ يَمنَعُ أَهلَهُ / كَذِباً فَكَذَّبَتِ الحُتوفُ ظُنونَهُ
فَأَفضتهُ لِلنَّكثِ يَشرَحُ صَدرَهُ / لِيُذِلَّهُ رَبّي بِهِ وَيُهينَهُ
وَشَحَنتَ بِالأُسدِ الخَوادِر بِالقنا / وَالمُرهفاتِ شِعابَهُ وَرعونَهُ
أَنِسَت جِيادُكَ صَعبَ مَرقى حصنَهُ / وَجِبالَها فَرقَينَها وَرَقَينَهُ
كَلَباً عَلَيهِ فما برحنِ عراصَهُ / وَقَلالُهُ بِكُمانه يُشجينَهُ
حَتّى إِذا رزى النِّساءُ نِساءَهُ / لَمّا اُستبيحَ حَريمُهُ وَرَزينَهُ
ثُمَّ اِستَكانَ وَأَسلَمتَهُ حُماتُهُ / وَرَأى شَتاتاً بِالصَّغار عَرينَهُ
وَغَدَت جِيادُكَ حينَ أَسلَمَ عُنوَةً / تَحتازُ ظاهِرَ مالِهِ وَدَفينِهِ
ضُمَّت يَداهُ إِلى التَّليلِ مُكَبَّلاً / تَدمى وَساوَرَتِ الدُّموعُ جُفونَهُ
حَتّى إِذا اِختَلَجَت سِياطُكَ نَفسَهُ / وَتَخَرَّمَت حَرَكاتهُ وَسُكونَهُ
نيطَت عَوامِلُهُ بِرَأسِ عُذافِر / جَعل الشَّريطُ عِرانهُ وَبُرينَهُ
من بَعد ما بِالكُفرِ بكَّت حَيدَراً / وَأَبانَ يوضِحُ مُفصحاً مَكنونَهُ
وَجَمَعتَ كُلَّ مُعَدَّلٍ وَسَأَلتَهُ / نصّاً لِيوضِحَ كُفرَهُ وَيُبينَهُ
فَأَقَرَّ بِالكُفرِ المُبينِ وَلَم تُرِد / إِلَّا الإِلهُ وَلَم تُرِد تَهجينَهُ
أَنّى وَقَد أَنطَقتَ كُلَّ مُفَوَّهٍ / في مدحَةٍ طَلَبا بِها تَزيينَهُ
لِتشيعَ مدحَتهُ وَتشهرَ ذِكرَهُ / بِحِبالِ شاعِرِكَ الرَّصينِ رَصينَهُ
وَجَزَيتَ مادِحَهُ فَأَبصَرَ شعرَهُ / وَأَحَبَّ كُلُّ مُدَوِّن تَدوينَهُ
وَرَفَعتهُ فَوقَ النُّجومِ وَلَم تَدَع / في المُلكِ مُصطَفِياً لَهُ تمكينَهُ
وَعَصبتهُ بِالتَّاجِ عَصبَ جَلالَةٍ / وَجَعَلتَ خَلقَ اللَّهِ يَستَرعونَهُ
أَقولُ إِذ غَيَّبوكَ وَاِصطَفَقَت
أَقولُ إِذ غَيَّبوكَ وَاِصطَفَقَت / عَلَيكَ أَيدٍ بِاللَّبنِ وَالطِّينِ
اِذهَب فَنِعمَ الحَفيظِ كُنتَ عَلى الد / دُنيا وَنِعمَ الظَّهيرُ لِلدِّينِ
لَن يُجبِرَ اللَّهُ أمةً فَقَدَت / مِثلَكَ إلَّا بِمِثلِ هارونِ
مَن يَلقَهُ مِمَّن تَرى فَلِقاؤُهُ
مَن يَلقَهُ مِمَّن تَرى فَلِقاؤُهُ / إِيّاهُ بِالتَّعظيمِ وَالسُّلطانِ
وَلَنا عَلَيهِم رُتبَةً إِنَّا لَهُ / دونَ الجَماعَةِ كُلِّها أَخَوانِ
فَلِقاؤُنا إِيَّاهُ عِندَ عَدُوِّهِ / أَو دونَ ذاكَ كِلاهُما سِيّانِ
إِنَّ الموَدَّةَ لا تَكونُ مَوَدَّةً / حَتَّى تَكونَ مَنيعَةَ الأَركانِ
حَتَّى تَكونُ إِذا أَسَأتَ كَأَنَّما / تابَعتَ عِندَ أَخيكَ بِالإِحسانِ
ثِقَةً وَإِدلالاً وَإِنَّ ضَميرَهُ / لَكَ قايِمٌ بِالعُذرِ وَالبُرهانِ
فَاِسلَم سَلامَة من حَنَت مِن فَوقِهِ / وَتَكَنَّفَتهُ حِياطَةُ الرَّحمنِ
سَيفُ الخِلافَةِ وَالمُقَدَّم دونه / وَنَصيحه في السِرِّ وَالإِعلانِ
وَالحَمدُ لِلَّهِ المُقَرِّب بَيننا / مَنَّاً مِنَ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ
جَمَعَ القُلوبَ عَلى الرِّضى فَتَعاوَنَت / بِالنُّصحِ وَاِتَّفَقَت عَلى الإيمانِ
سَيفٌ يُهَزُّ وَحاكِمٌ قامَت بِهِ / سُنَنُ الكِتابِ وَحُجَّةُ الفُرقانِ
وَأَخو مُحافَظَةٍ يَنوءُ إِذا غَدا / بِالثِّقلِ بَينَ يَدي وَبَينَ لِساني
أَبلِغ دَعِيَّ إِيادٍ إِن مَرَرتَ بِهِ
أَبلِغ دَعِيَّ إِيادٍ إِن مَرَرتَ بِهِ / قَولَ اِمرِئٍ ناصِح لِلَّهِ وَالدِّينِ
لَن تَصلُحَ الأَرضُ ما أُسكِنتَ ظاهَرَها / وَلا تَرى العَدلَ أَو تَلحَقَ بِأَفشَينِ
ما زِلتَ تحضر لِلخذلانِ عن دَغَلٍ / في القَلبِ مِنكَ لِهذا الدِّينِ مَكنونِ
وَكُنتَ في ذاكَ لَنا لَمّا أَن قَصَدتُ لَهُ / كَالعَنزِ إِن بَحَثتَ عَن حَدِّ سِكّينِ
نَحنُ الَّذينَ إِذا عُدَّ العَفافُ يُرى / فينا العَفافُ وَمَأوى كُلِّ مِسكينِ
ما غَيَّرَ الرَّبعَ وَالمَغاني
ما غَيَّرَ الرَّبعَ وَالمَغاني / إِلا صُروفٌ مِن الزَّمانِ
يا صاحِبَيَّ وَأَنتما لي / كَمَوضِعِ الكَفِّ مِن بَناني
قِفا عَلَيَّ فَمَتِّعاني / أَو لا فَسيرا وَوَدّعاني
لا تُعجِلاني فَتُغرِياني / شَأنكُما اليَوم غَيرُ شاني
يا ظَبيُ أَحبالُهُ بقاع / إِنِّي وَإِيّاكَ موثِقانِ
يُحزِنُني أَن أَراكَ تَعطو / إِلَيَّ مِنها وَأَنتَ عاني
إِنَّ الغَواني وَكُلُّ شَيءٍ / يُقالُ فَاِقبَلهُ في الغَواني
يَنَلنَ حاجاتِهِنَّ عِندي / بِلَمحَةِ الأَعيُنِ الحِسانِ
يا بايَخست أَلَست الأَمَ مَن بَرى
يا بايَخست أَلَست الأَمَ مَن بَرى / ذو العَرشِ مِن إِنسٍ وَمِن جانِ
أَطعَمتَنا كشلِيَّةً حَولِيَّةً / وَجَرادِقاً مُسوَدَّة الأَلوانِ
ذُخِرت وَلكِن في ختانِ بَناتِهِ / فَتُورِّثَت مِن فَضلَةِ الختّانِ
حَتّى إِذا عَرِي الخِوانُ وَلَم يَكُن / يَعرَى وَإِن قَلَّ الطَّعامُ خِواني
لكِن كَفَّكَ في الخِوانِ وَقَد رمت / فيهِ بِآلامِ راحَةٍ وَبَنانِ
رُخٌّ يَحُشُّ بَنادِقا مَبثوثَةً / بَعُدَت عَنِ الفَرَسَينِ وَالفرزانِ
وَإِذا كَسَرتَ لبايَخست قُلَّةً / جاءَت كعوبُ بِكَفِّها عَصَوانِ
نَزَلَت بِالخائِنينَ سَنَه
نَزَلَت بِالخائِنينَ سَنَه / سَنَةٌ لِلنَّاسِ مُمتَحِنَهْ
خَولَت ذا النُّصحِ نِعمَتَه / وَأَزَلَّت نِعمَةَ الخَوَنَهْ
فَتَرى أَهلَ العَفافِ بِها / وَهُمُ في حالَةٍ حَسَنَهْ
وَتَرى مَن خانَ هِمَّتُه / أَن يُؤَدِّي كُلَّ ما اِحتَجنَهْ
حَلفَةٌ ما حلفت لا تَعبُرُ
حَلفَةٌ ما حلفت لا تَعبُرُ / اللِّئام مَبرورَةً مِنَ الأَيمانِ
رُبَّ حَنثٍ فيهِ النَّجاةُ وبر / قَد أَحَلَّ الفَتى بِدارِ هَوانِ
قُل لِلإِمامِ المُرتَضى إِنَّهُ
قُل لِلإِمامِ المُرتَضى إِنَّهُ / مَلاذُ ذي الدُّنيا وَذي الدِّينِ
هَنّاكَ اللَّهُ وَلا زِلتَ في / حرزٍ وَفي عِزٍّ وَتَمكينِ
خِلافَةٌ حَصَّنت أَرواقَها / مِن كُلِّ غادي الجِدِّ مَفتونِ
يَوم البَدنَدونِ كَما أَنَّها / جاءَتكَ في يَومِ البَدنَدونِ
أَسَلُ الَّذي صَرَفَ الهَوى
أَسَلُ الَّذي صَرَفَ الهَوى / مِنّي إِلَيكَ وَمِنكَ عَنّي
أَن يَبتَليكَ بِما اِبتَلَو / ني مِنكَ يا إِنسانَ عَيني
فَتَكونُ مِثلي في الهَوى / مِثلُ الَّذي بِكَ كانَ ظَنّي
وَإِذا رَأَيتُ بِكَ الَّذي / بي قُلتُ يا نَفسُ اِطمَئِنّي
مَجلِسُ صَبَّينِ مُحِبَّينِ
مَجلِسُ صَبَّينِ مُحِبَّينِ / لَيسا مِنَ الحُبِّ بِخَلوَينِ
قَد صَيَّرا روحَيهِما واحِداً / فَاِقتَسَماهُ بَينَ جِسمَينِ
تَنازَعا كَأساً عَلى لذَّةٍ / قَد مازَجاها بَينَ دَمعَينِ
وَالكَأسُ لا تَحسُنُ إِلَّا إِذا / أَدَرتَها بَينَ مُحِبَّينِ
ذَهَبَ الحَزمُ وَاِستَمالَ بي اللَّهْ
ذَهَبَ الحَزمُ وَاِستَمالَ بي اللَّهْ / وُ وَأَخنى عَلَيَّ رَيبُ الزَّمانِ
صِرتُ مُستَرفِداً وَكُنتُ أَراني / سَوفَ يَحيا بِرَفدي الثَّقلانِ
شَغَلَتني الشَّكاةُ عَن طَلَبِ الحي / لَةِ وَاِستَحوَذَت عَلَيَّ الأَماني
فَكَأَنِّي أَرى الغِنَى بِضَميري / غَيرَ أَنِّي مُنِعتُهُ في العِيانِ
سِمَةُ العَجْزِ أَقعَدَتني عَنِ العَز / مِ وَقادَت بَعدَ الشِّماسِ عناني
وَقنوعي بِالدونِ أَلبَسَني الذُّل / لَ وَأَلقى عَلَيَّ ثَوبَ الهَوانِ
فَلَعمري لَئِن هلكتُ لبِالحَس / رَةِ مِنِّي تَقَطَّعَت أَقراني
راجِع الحَزمَ وَاِستَعِذ مِن خِصا / لِ العَجزِ يَوماً إِن زَلَّت القَدَمانِ
لَم يُسىء في الصّموتِ مِن ذِكرِ الذْ / ذِلَّةِ في القَولِ عِندَ نُطقِ اللِسانِ
لا يَكُن حِصنَكَ التَّمَسُّكُ بِالهَمْ / مِ إِذا خِفتَ صَولَةَ الحَدَثانِ
واسعَ في الحيلَةِ الَّتي تَتَلافا / كَ وَشَمِّر تَشميرَ غَير الواني
وَتَجَنَّب مِنَ التَّصَبُّرِ ما يَلقى / إِلى النَّاسِ وَاِخشَ غِبَّ التَّواني
رُبَّ مَن طالبَ الزَّمانَ بِإِلحا / حٍ شَديدٍ فَآبَ بِالحِرمانِ
سَيُعيدُ الزَّمانُ ذلِكَ عِلماً / وَكَفى واعِظاً لَهُ العَصرانِ
شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ
شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ / وَأَرَّقَني بُكاءُ الباكِيينِ
وَناحَ الطّائِرانِ فَهَيَّجاني / وَشَوَّقَني بُكاءُ الطايِرينِ
بَكَيتُ فَأَسعَداني حينَ ناحا / فَلَم أَرَ مِثلَ ذَينكَ مُسعِدَينِ
كَأَنَّهُما أَرادا أَن يهيجا / هَوايَ فَأَبكَيا قَلبي وَعَيني
أَطَلتَ مَلامَتي يا صاحِ جَهلاً / وَبَعضُ اللَّومِ شَينٌ غَيرُ زَينِ
وَلَو كُنتَ العَليم بِما أَلاقي / عَطِفتَ عَلَيَّ عَطفَ الوالِدَينِ
حُرِمتُ نَوالَها مِن غَيرِ ذَنب / سِوى كَذِبٍ رُميتُ بِهِ وَمَينِ
إِذا سُمِعَت مَقالاتُ الأَعادي / فَذاكَ فَسادُ بَينَ العاشِقينِ
عَلَيكَ مواعِدٌ أَقسَمتُ إِلَّا / وَفَيتَ بِهِنَّ لي وَقَضَيتَ دَيني
يا داني الدَّار في الأَماني
يا داني الدَّار في الأَماني / وَنازِعَ الدَّار في العِيانِ
ذِكراكَ دانِ وَأَنتَ نائي / فَأَنتَ نائي وَأَنتَ داني
نَفسُكَ موصولَةٌ بِنَفسي / وَأَنتَ كَالنَّجمِ مِن مَكاني
لي فِكَرٌ فيكَ مُعجباتٌ / في اللَّفظِ صفرٌ مِنَ المَعاني
تَجري ضُروبٌ مِنَ التَّمَنِّي / في كُلِّ يَومٍ عَلى لِساني
أَقولُ حَتّى كَأَنَّ عَيني / تَراكَ مِن حَيثُ لا تَراني
إِذا رَكِبتَ الذُّنوب مِنِّي / رَدَدتُ لَومي عَلى الزَّمانِ
اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن
اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن / وَإِذا عَزَّكَ مَن تَهوى فَهُن
فَلَعَلَّ الوَصلَ يَأتي مَرَّةً / فَكَأَنَّ الهَجرَ شَيءٌ لَم يَكُن
أَنا لا وَاللَّهِ ما حِلتُ وَلا / كانَ مِنِّي في الهَوى إِلَّا الحَسَن
وَلَقَد تَزعُمُ أَنِّي خُنتُها / وَنَقَضتُ العَهدَ لا كُنتُ إِذَن
أَباحَ الدَّمع سِرّاً لَم أَبُحهُ
أَباحَ الدَّمع سِرّاً لَم أَبُحهُ / فَدَمعي آفَتي لا تَظلِميني
فَما ذَنبي إِذا كانَت دُموعي / تُعينُ عَلَيَّ أَسبابَ المنونِ
إِذا ظَنَّ الجَليسُ بِبَعضِ ما بي / نَصَبنَ لِعَينِهِ وَجهَ اليَقينِ
وَنُرمى بِالظُّنونِ إِذا اِلتَقَينا / فَتَكشِفُ لمحَتي لُبسَ الظُّنونِ
لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن
لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن / إِنَّما يَحدُثُ شَيءٌ لَم يَكُنْ
لَستَ بِالمُذنِبِ فيما بَينَنا / إِنَّما باعَدَنا رَيبُ الزَّمَنْ
نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني
نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني / وَخَلِّ عَنّي وَما أَلقى مِنَ الوَسَنِ
لا تَحبِسِ الرِّيحَ عَنّي حينَ تَنفُح لي / بِالوَصلِ مِنكَ وَلا تَنهى عَنِ الحَزَنِ
إِن كُنتَ تَكرَهُ ما يُغوى الفُؤادُ بِهِ / فَقُل لعَينِكَ لا تَنفيهِ بِالأَمَنِ
أَهوى هَواكَ يُكَلِّي لا أَخُصُّ بِهِ / بَعضي وَلَو نِمتُ مِن حُبّيكَ في الكَفَنِ
يا مَعدِنَ الحُسن في الدُّنيا وَغايَتهِ / وَيا أَميراً بِعَينَيهِ عَلى الفِتَنِ
صَلَّى الإِلهُ عَلى وَجهٍ خُصِصتَ بِهِ / وَبارَكَ اللَّهُ فيما فيهِ مِن حُسنِ
هَب ما أُكاتِمُ قَد عَلَن
هَب ما أُكاتِمُ قَد عَلَن / وَبَدا فَشاعَ كَما اِستَكَن
هَل بَين ذاكَ وَبَين ذا / إِلَّا المَماتُ أَوِ الحَزَن
لا تُضجِرَنَّكَ صَبوَتي / وَاِرفِق فديتُك بي وَلَن
فَلَقَد مَنَحتُكَ خُطَّةً / في القَلبِ لَيسَ لَها ثَمَن
أَمّا عَلَيَّ فَأَن أَمو / تَ وَلا أَهونُ فَلا تَهُن
جازَت هَواكَ جَوانِحي / فَنَطَقنَ فيكَ بِما أُجَن
يا مَن مَحاسِنُ وَجهِهِ / تعدى وَيَحسدُهُ الحَسَن
إِلَّا تَراني ناطِقاً / بِكَ في الهَوى أُخرى الزَّمَن
فَأجِر فَديتُكَ مِن هَوىً / دونَ الجَوانِحِ قَد كَمَن
باتَ لِلهَمِّ رَقيبٌ
باتَ لِلهَمِّ رَقيبٌ / يَمنَعُ الغَمضَ الجُفونا
باتَ يَستَدعي لِي الهَم / مَ وَيَستَوفي الأَنينا
فَكَأَنِّي لَم أَكُن كُنْ / تُ لمن سَرَّ خَدَّينا
وَكَأَنّي لَم أَكُن لِلنَّو / مِ مُذ كُنتُ قَرينا
وَأَميري قَد بَرى جِس / مِي حذاراً أَن يَخونا
قَلبهُ مِن حَجَرٍ صَل / دٍ فَمَن لي أَن يَلينا
ثَوَّرَ الأَحزانَ في القَل / بِ وَقَد كُنَّ سُكونا
فَتَناهَينَ عَنِ الصَّب / رِ وَحالَفنَ الجُنونا
وَإِذا ما قُلتُ صِلني / قالَ ماذا أَن يَكونا
فَإِلَيهِ مَفزَعي مِن / هُ وَإِن كانَ ضَنينا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025