المجموع : 22
ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ
ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ / يَقَقاً مَلَلنَ وِصالَهُ وَشَنَينَهُ
وَإِذا عِذارُ المَرءُ قَلَّ قَتيرُهُ / لاحَظنَهُ بِبَشاشَةٍ وَهَوينَهُ
صَدَفَت خُناسُكَ عَنكَ بَعدَ مَوَدَّةٍ / وَرَأَت شَبابَكَ بالِياً وَغُضونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ خَيرُ مَن وَطِىءَ الحَصا / لِلَّهِ يَمحَصُ دينَهُ وَيَقينَهُ
سارَت حُكومَتُهُ بِأَعدَلَ سيرَةٍ / قُصوى البِلاد وَفي الذينَ يَلونَهُ
فَالحَقُّ أَوضَح مُبصِر آياتُهُ / وَالجورُ يَطمِسُ شَخصَهُ وَعُيونَهُ
وَرَأى البَرِيَّةُ عَفوَهُ وَعَفافَهُ / فَالنَّاسُ حَذو طَريقه يَحذونَهُ
طَلَبوا رِضاهُ بِنِيَّةٍ وَتَيَقَّنوا / أَن لَيسَ يَرضى اللَّهُ أَو يُرضونَهُ
يَخشَونَ صَولَتَهُ فَهُم في طاعَةٍ / وَكَمِثلِ ما يَخشَونَهُ يَرجونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ رَحمَةٌ مِن رَبِّنا / وَبِهِ أَنارَ لَنا وَأَوضَحَ دينَهُ
وَعَلى أَبي إِسحاقَ طاعَةُ رَبِّهِ / حَقّاً لِيَنصُرَهُ بِها وَيُعينَهُ
ملكٌ بأَرضِ الرومِ أَنزَلَ نِقمَةً / وَأَبادَ مالاً أَهلُها يُحصُونَهُ
وَأَبادَ مالِكها وَفَلَّ جُنودَهُ / طَعناً وَزَلزَلَ مُلكَهُ وَحُصُونَهُ
وَالزَّطُّ أَيُّ خَليفَة دانوا لَهُ / أَو كانَ قَبلَكَ طاعَةً يُعطونَهُ
حَتّى مَلَكتَ وَظَلَّ سَيفُكَ مِنهُمُ / تَكسو الدِّماءُ شِفارَهُ وَمُتونَهُ
فَأَتوا لِحُكمِكَ وَالَّذي كانوا بِهِ / يَعصونَ جَدَّعَتِ الظُّبى عِرنينَهُ
فَعَفَوتَ إِنَّكَ لَم تَزَل ذا رَأفَةٍ / حَسَنَ الفَعالِ مُباركاً مَيمونَهُ
وَسَقَيتَ بابَكَ كَأسَ حَتف مُرَّةً / بِفَوارِس سَحَبوا القنا يَتلونَهُ
فَتَجالَدَ الزَّحفانِ يَوماً كامِلاً / وَالقَوسُ يُخضَبُ بِالَّذي يَبرونَهُ
حَتّى رَأَيتَ الخُرَّمِيَّةَ رَيضَةً / وَالبَذَّ أَنكَرَتِ الفِجاجُ رَنينَهُ
يَبكي الَّذينَ تُخرِّموا مِن أَهلِهِ / وَنِساءُ بابِكَ حُسَّراً يَبكينَهُ
وَإِلى عموريةٍ سَمَا في جَحفَلٍ / مَلَأَ الفجاج سُهولَهُ وَحُزونَهُ
فَأَبادَ ساكِنَها وَحَجَّلَ باطِساً / حلقاً أَذَلَّ اللَّهُ مَن يحوينَهُ
قَتلى يُنَضِّدهُم بِكُلِّ طَريقَةٍ / نَضَداً تَخالُ مَراقِباً موضونَهُ
فَهُمُ بوادي الجونِ قَتلى فِرقَة / وَقَبائِلٌ فِرَقٌ مَلَأنَ سُجونَهُ
وَأَبانَ بِالصَّفصافِ خالِصَة لَهُ / كَيد العَدُوِّ وَسوءَ ما يَطوونَهُ
فَهَوى اللَّعينُ وَنَجمُهُ وَاللَّهُ لا / يرضَى الضَّلالَ وَلا يُعِزُّ قَرينَهُ
وَالمُنفِسونَ قَصَدتَ خَيلَكَ قَصدَهُ / فَوَطئنه وَفَتَكتَ حينَ لَقَينَهُ
وَقَطَعت دابِرَهُ فَجاءَكَ خاضِعاً / حَذر الرَّدى وَجِلَ الفُؤادِ مَهينَهُ
وَالمازِيارُ وَقَد تَقَلَّدَ غَدرَةً / قَطَعَت نِياطَ فُؤادِهِ وَوَتينَهُ
مِن بَعدِ ما جَعَلَ الشَّواهِقَ عِصمَةً / وَصَياصِياً بِضَلالِهِ يُغرينَهُ
ظَنّاً بِأَنَّ الغَدرَ يَمنَعُ أَهلَهُ / كَذِباً فَكَذَّبَتِ الحُتوفُ ظُنونَهُ
فَأَفضتهُ لِلنَّكثِ يَشرَحُ صَدرَهُ / لِيُذِلَّهُ رَبّي بِهِ وَيُهينَهُ
وَشَحَنتَ بِالأُسدِ الخَوادِر بِالقنا / وَالمُرهفاتِ شِعابَهُ وَرعونَهُ
أَنِسَت جِيادُكَ صَعبَ مَرقى حصنَهُ / وَجِبالَها فَرقَينَها وَرَقَينَهُ
كَلَباً عَلَيهِ فما برحنِ عراصَهُ / وَقَلالُهُ بِكُمانه يُشجينَهُ
حَتّى إِذا رزى النِّساءُ نِساءَهُ / لَمّا اُستبيحَ حَريمُهُ وَرَزينَهُ
ثُمَّ اِستَكانَ وَأَسلَمتَهُ حُماتُهُ / وَرَأى شَتاتاً بِالصَّغار عَرينَهُ
وَغَدَت جِيادُكَ حينَ أَسلَمَ عُنوَةً / تَحتازُ ظاهِرَ مالِهِ وَدَفينِهِ
ضُمَّت يَداهُ إِلى التَّليلِ مُكَبَّلاً / تَدمى وَساوَرَتِ الدُّموعُ جُفونَهُ
حَتّى إِذا اِختَلَجَت سِياطُكَ نَفسَهُ / وَتَخَرَّمَت حَرَكاتهُ وَسُكونَهُ
نيطَت عَوامِلُهُ بِرَأسِ عُذافِر / جَعل الشَّريطُ عِرانهُ وَبُرينَهُ
من بَعد ما بِالكُفرِ بكَّت حَيدَراً / وَأَبانَ يوضِحُ مُفصحاً مَكنونَهُ
وَجَمَعتَ كُلَّ مُعَدَّلٍ وَسَأَلتَهُ / نصّاً لِيوضِحَ كُفرَهُ وَيُبينَهُ
فَأَقَرَّ بِالكُفرِ المُبينِ وَلَم تُرِد / إِلَّا الإِلهُ وَلَم تُرِد تَهجينَهُ
أَنّى وَقَد أَنطَقتَ كُلَّ مُفَوَّهٍ / في مدحَةٍ طَلَبا بِها تَزيينَهُ
لِتشيعَ مدحَتهُ وَتشهرَ ذِكرَهُ / بِحِبالِ شاعِرِكَ الرَّصينِ رَصينَهُ
وَجَزَيتَ مادِحَهُ فَأَبصَرَ شعرَهُ / وَأَحَبَّ كُلُّ مُدَوِّن تَدوينَهُ
وَرَفَعتهُ فَوقَ النُّجومِ وَلَم تَدَع / في المُلكِ مُصطَفِياً لَهُ تمكينَهُ
وَعَصبتهُ بِالتَّاجِ عَصبَ جَلالَةٍ / وَجَعَلتَ خَلقَ اللَّهِ يَستَرعونَهُ
أَقولُ إِذ غَيَّبوكَ وَاِصطَفَقَت
أَقولُ إِذ غَيَّبوكَ وَاِصطَفَقَت / عَلَيكَ أَيدٍ بِاللَّبنِ وَالطِّينِ
اِذهَب فَنِعمَ الحَفيظِ كُنتَ عَلى الد / دُنيا وَنِعمَ الظَّهيرُ لِلدِّينِ
لَن يُجبِرَ اللَّهُ أمةً فَقَدَت / مِثلَكَ إلَّا بِمِثلِ هارونِ
مَن يَلقَهُ مِمَّن تَرى فَلِقاؤُهُ
مَن يَلقَهُ مِمَّن تَرى فَلِقاؤُهُ / إِيّاهُ بِالتَّعظيمِ وَالسُّلطانِ
وَلَنا عَلَيهِم رُتبَةً إِنَّا لَهُ / دونَ الجَماعَةِ كُلِّها أَخَوانِ
فَلِقاؤُنا إِيَّاهُ عِندَ عَدُوِّهِ / أَو دونَ ذاكَ كِلاهُما سِيّانِ
إِنَّ الموَدَّةَ لا تَكونُ مَوَدَّةً / حَتَّى تَكونَ مَنيعَةَ الأَركانِ
حَتَّى تَكونُ إِذا أَسَأتَ كَأَنَّما / تابَعتَ عِندَ أَخيكَ بِالإِحسانِ
ثِقَةً وَإِدلالاً وَإِنَّ ضَميرَهُ / لَكَ قايِمٌ بِالعُذرِ وَالبُرهانِ
فَاِسلَم سَلامَة من حَنَت مِن فَوقِهِ / وَتَكَنَّفَتهُ حِياطَةُ الرَّحمنِ
سَيفُ الخِلافَةِ وَالمُقَدَّم دونه / وَنَصيحه في السِرِّ وَالإِعلانِ
وَالحَمدُ لِلَّهِ المُقَرِّب بَيننا / مَنَّاً مِنَ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ
جَمَعَ القُلوبَ عَلى الرِّضى فَتَعاوَنَت / بِالنُّصحِ وَاِتَّفَقَت عَلى الإيمانِ
سَيفٌ يُهَزُّ وَحاكِمٌ قامَت بِهِ / سُنَنُ الكِتابِ وَحُجَّةُ الفُرقانِ
وَأَخو مُحافَظَةٍ يَنوءُ إِذا غَدا / بِالثِّقلِ بَينَ يَدي وَبَينَ لِساني
أَبلِغ دَعِيَّ إِيادٍ إِن مَرَرتَ بِهِ
أَبلِغ دَعِيَّ إِيادٍ إِن مَرَرتَ بِهِ / قَولَ اِمرِئٍ ناصِح لِلَّهِ وَالدِّينِ
لَن تَصلُحَ الأَرضُ ما أُسكِنتَ ظاهَرَها / وَلا تَرى العَدلَ أَو تَلحَقَ بِأَفشَينِ
ما زِلتَ تحضر لِلخذلانِ عن دَغَلٍ / في القَلبِ مِنكَ لِهذا الدِّينِ مَكنونِ
وَكُنتَ في ذاكَ لَنا لَمّا أَن قَصَدتُ لَهُ / كَالعَنزِ إِن بَحَثتَ عَن حَدِّ سِكّينِ
نَحنُ الَّذينَ إِذا عُدَّ العَفافُ يُرى / فينا العَفافُ وَمَأوى كُلِّ مِسكينِ
ما غَيَّرَ الرَّبعَ وَالمَغاني
ما غَيَّرَ الرَّبعَ وَالمَغاني / إِلا صُروفٌ مِن الزَّمانِ
يا صاحِبَيَّ وَأَنتما لي / كَمَوضِعِ الكَفِّ مِن بَناني
قِفا عَلَيَّ فَمَتِّعاني / أَو لا فَسيرا وَوَدّعاني
لا تُعجِلاني فَتُغرِياني / شَأنكُما اليَوم غَيرُ شاني
يا ظَبيُ أَحبالُهُ بقاع / إِنِّي وَإِيّاكَ موثِقانِ
يُحزِنُني أَن أَراكَ تَعطو / إِلَيَّ مِنها وَأَنتَ عاني
إِنَّ الغَواني وَكُلُّ شَيءٍ / يُقالُ فَاِقبَلهُ في الغَواني
يَنَلنَ حاجاتِهِنَّ عِندي / بِلَمحَةِ الأَعيُنِ الحِسانِ
يا بايَخست أَلَست الأَمَ مَن بَرى
يا بايَخست أَلَست الأَمَ مَن بَرى / ذو العَرشِ مِن إِنسٍ وَمِن جانِ
أَطعَمتَنا كشلِيَّةً حَولِيَّةً / وَجَرادِقاً مُسوَدَّة الأَلوانِ
ذُخِرت وَلكِن في ختانِ بَناتِهِ / فَتُورِّثَت مِن فَضلَةِ الختّانِ
حَتّى إِذا عَرِي الخِوانُ وَلَم يَكُن / يَعرَى وَإِن قَلَّ الطَّعامُ خِواني
لكِن كَفَّكَ في الخِوانِ وَقَد رمت / فيهِ بِآلامِ راحَةٍ وَبَنانِ
رُخٌّ يَحُشُّ بَنادِقا مَبثوثَةً / بَعُدَت عَنِ الفَرَسَينِ وَالفرزانِ
وَإِذا كَسَرتَ لبايَخست قُلَّةً / جاءَت كعوبُ بِكَفِّها عَصَوانِ
نَزَلَت بِالخائِنينَ سَنَه
نَزَلَت بِالخائِنينَ سَنَه / سَنَةٌ لِلنَّاسِ مُمتَحِنَهْ
خَولَت ذا النُّصحِ نِعمَتَه / وَأَزَلَّت نِعمَةَ الخَوَنَهْ
فَتَرى أَهلَ العَفافِ بِها / وَهُمُ في حالَةٍ حَسَنَهْ
وَتَرى مَن خانَ هِمَّتُه / أَن يُؤَدِّي كُلَّ ما اِحتَجنَهْ
حَلفَةٌ ما حلفت لا تَعبُرُ
حَلفَةٌ ما حلفت لا تَعبُرُ / اللِّئام مَبرورَةً مِنَ الأَيمانِ
رُبَّ حَنثٍ فيهِ النَّجاةُ وبر / قَد أَحَلَّ الفَتى بِدارِ هَوانِ
قُل لِلإِمامِ المُرتَضى إِنَّهُ
قُل لِلإِمامِ المُرتَضى إِنَّهُ / مَلاذُ ذي الدُّنيا وَذي الدِّينِ
هَنّاكَ اللَّهُ وَلا زِلتَ في / حرزٍ وَفي عِزٍّ وَتَمكينِ
خِلافَةٌ حَصَّنت أَرواقَها / مِن كُلِّ غادي الجِدِّ مَفتونِ
يَوم البَدنَدونِ كَما أَنَّها / جاءَتكَ في يَومِ البَدنَدونِ
أَسَلُ الَّذي صَرَفَ الهَوى
أَسَلُ الَّذي صَرَفَ الهَوى / مِنّي إِلَيكَ وَمِنكَ عَنّي
أَن يَبتَليكَ بِما اِبتَلَو / ني مِنكَ يا إِنسانَ عَيني
فَتَكونُ مِثلي في الهَوى / مِثلُ الَّذي بِكَ كانَ ظَنّي
وَإِذا رَأَيتُ بِكَ الَّذي / بي قُلتُ يا نَفسُ اِطمَئِنّي
مَجلِسُ صَبَّينِ مُحِبَّينِ
مَجلِسُ صَبَّينِ مُحِبَّينِ / لَيسا مِنَ الحُبِّ بِخَلوَينِ
قَد صَيَّرا روحَيهِما واحِداً / فَاِقتَسَماهُ بَينَ جِسمَينِ
تَنازَعا كَأساً عَلى لذَّةٍ / قَد مازَجاها بَينَ دَمعَينِ
وَالكَأسُ لا تَحسُنُ إِلَّا إِذا / أَدَرتَها بَينَ مُحِبَّينِ
ذَهَبَ الحَزمُ وَاِستَمالَ بي اللَّهْ
ذَهَبَ الحَزمُ وَاِستَمالَ بي اللَّهْ / وُ وَأَخنى عَلَيَّ رَيبُ الزَّمانِ
صِرتُ مُستَرفِداً وَكُنتُ أَراني / سَوفَ يَحيا بِرَفدي الثَّقلانِ
شَغَلَتني الشَّكاةُ عَن طَلَبِ الحي / لَةِ وَاِستَحوَذَت عَلَيَّ الأَماني
فَكَأَنِّي أَرى الغِنَى بِضَميري / غَيرَ أَنِّي مُنِعتُهُ في العِيانِ
سِمَةُ العَجْزِ أَقعَدَتني عَنِ العَز / مِ وَقادَت بَعدَ الشِّماسِ عناني
وَقنوعي بِالدونِ أَلبَسَني الذُّل / لَ وَأَلقى عَلَيَّ ثَوبَ الهَوانِ
فَلَعمري لَئِن هلكتُ لبِالحَس / رَةِ مِنِّي تَقَطَّعَت أَقراني
راجِع الحَزمَ وَاِستَعِذ مِن خِصا / لِ العَجزِ يَوماً إِن زَلَّت القَدَمانِ
لَم يُسىء في الصّموتِ مِن ذِكرِ الذْ / ذِلَّةِ في القَولِ عِندَ نُطقِ اللِسانِ
لا يَكُن حِصنَكَ التَّمَسُّكُ بِالهَمْ / مِ إِذا خِفتَ صَولَةَ الحَدَثانِ
واسعَ في الحيلَةِ الَّتي تَتَلافا / كَ وَشَمِّر تَشميرَ غَير الواني
وَتَجَنَّب مِنَ التَّصَبُّرِ ما يَلقى / إِلى النَّاسِ وَاِخشَ غِبَّ التَّواني
رُبَّ مَن طالبَ الزَّمانَ بِإِلحا / حٍ شَديدٍ فَآبَ بِالحِرمانِ
سَيُعيدُ الزَّمانُ ذلِكَ عِلماً / وَكَفى واعِظاً لَهُ العَصرانِ
شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ
شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ / وَأَرَّقَني بُكاءُ الباكِيينِ
وَناحَ الطّائِرانِ فَهَيَّجاني / وَشَوَّقَني بُكاءُ الطايِرينِ
بَكَيتُ فَأَسعَداني حينَ ناحا / فَلَم أَرَ مِثلَ ذَينكَ مُسعِدَينِ
كَأَنَّهُما أَرادا أَن يهيجا / هَوايَ فَأَبكَيا قَلبي وَعَيني
أَطَلتَ مَلامَتي يا صاحِ جَهلاً / وَبَعضُ اللَّومِ شَينٌ غَيرُ زَينِ
وَلَو كُنتَ العَليم بِما أَلاقي / عَطِفتَ عَلَيَّ عَطفَ الوالِدَينِ
حُرِمتُ نَوالَها مِن غَيرِ ذَنب / سِوى كَذِبٍ رُميتُ بِهِ وَمَينِ
إِذا سُمِعَت مَقالاتُ الأَعادي / فَذاكَ فَسادُ بَينَ العاشِقينِ
عَلَيكَ مواعِدٌ أَقسَمتُ إِلَّا / وَفَيتَ بِهِنَّ لي وَقَضَيتَ دَيني
يا داني الدَّار في الأَماني
يا داني الدَّار في الأَماني / وَنازِعَ الدَّار في العِيانِ
ذِكراكَ دانِ وَأَنتَ نائي / فَأَنتَ نائي وَأَنتَ داني
نَفسُكَ موصولَةٌ بِنَفسي / وَأَنتَ كَالنَّجمِ مِن مَكاني
لي فِكَرٌ فيكَ مُعجباتٌ / في اللَّفظِ صفرٌ مِنَ المَعاني
تَجري ضُروبٌ مِنَ التَّمَنِّي / في كُلِّ يَومٍ عَلى لِساني
أَقولُ حَتّى كَأَنَّ عَيني / تَراكَ مِن حَيثُ لا تَراني
إِذا رَكِبتَ الذُّنوب مِنِّي / رَدَدتُ لَومي عَلى الزَّمانِ
اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن
اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن / وَإِذا عَزَّكَ مَن تَهوى فَهُن
فَلَعَلَّ الوَصلَ يَأتي مَرَّةً / فَكَأَنَّ الهَجرَ شَيءٌ لَم يَكُن
أَنا لا وَاللَّهِ ما حِلتُ وَلا / كانَ مِنِّي في الهَوى إِلَّا الحَسَن
وَلَقَد تَزعُمُ أَنِّي خُنتُها / وَنَقَضتُ العَهدَ لا كُنتُ إِذَن
أَباحَ الدَّمع سِرّاً لَم أَبُحهُ
أَباحَ الدَّمع سِرّاً لَم أَبُحهُ / فَدَمعي آفَتي لا تَظلِميني
فَما ذَنبي إِذا كانَت دُموعي / تُعينُ عَلَيَّ أَسبابَ المنونِ
إِذا ظَنَّ الجَليسُ بِبَعضِ ما بي / نَصَبنَ لِعَينِهِ وَجهَ اليَقينِ
وَنُرمى بِالظُّنونِ إِذا اِلتَقَينا / فَتَكشِفُ لمحَتي لُبسَ الظُّنونِ
لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن
لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن / إِنَّما يَحدُثُ شَيءٌ لَم يَكُنْ
لَستَ بِالمُذنِبِ فيما بَينَنا / إِنَّما باعَدَنا رَيبُ الزَّمَنْ
نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني
نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني / وَخَلِّ عَنّي وَما أَلقى مِنَ الوَسَنِ
لا تَحبِسِ الرِّيحَ عَنّي حينَ تَنفُح لي / بِالوَصلِ مِنكَ وَلا تَنهى عَنِ الحَزَنِ
إِن كُنتَ تَكرَهُ ما يُغوى الفُؤادُ بِهِ / فَقُل لعَينِكَ لا تَنفيهِ بِالأَمَنِ
أَهوى هَواكَ يُكَلِّي لا أَخُصُّ بِهِ / بَعضي وَلَو نِمتُ مِن حُبّيكَ في الكَفَنِ
يا مَعدِنَ الحُسن في الدُّنيا وَغايَتهِ / وَيا أَميراً بِعَينَيهِ عَلى الفِتَنِ
صَلَّى الإِلهُ عَلى وَجهٍ خُصِصتَ بِهِ / وَبارَكَ اللَّهُ فيما فيهِ مِن حُسنِ
هَب ما أُكاتِمُ قَد عَلَن
هَب ما أُكاتِمُ قَد عَلَن / وَبَدا فَشاعَ كَما اِستَكَن
هَل بَين ذاكَ وَبَين ذا / إِلَّا المَماتُ أَوِ الحَزَن
لا تُضجِرَنَّكَ صَبوَتي / وَاِرفِق فديتُك بي وَلَن
فَلَقَد مَنَحتُكَ خُطَّةً / في القَلبِ لَيسَ لَها ثَمَن
أَمّا عَلَيَّ فَأَن أَمو / تَ وَلا أَهونُ فَلا تَهُن
جازَت هَواكَ جَوانِحي / فَنَطَقنَ فيكَ بِما أُجَن
يا مَن مَحاسِنُ وَجهِهِ / تعدى وَيَحسدُهُ الحَسَن
إِلَّا تَراني ناطِقاً / بِكَ في الهَوى أُخرى الزَّمَن
فَأجِر فَديتُكَ مِن هَوىً / دونَ الجَوانِحِ قَد كَمَن
باتَ لِلهَمِّ رَقيبٌ
باتَ لِلهَمِّ رَقيبٌ / يَمنَعُ الغَمضَ الجُفونا
باتَ يَستَدعي لِي الهَم / مَ وَيَستَوفي الأَنينا
فَكَأَنِّي لَم أَكُن كُنْ / تُ لمن سَرَّ خَدَّينا
وَكَأَنّي لَم أَكُن لِلنَّو / مِ مُذ كُنتُ قَرينا
وَأَميري قَد بَرى جِس / مِي حذاراً أَن يَخونا
قَلبهُ مِن حَجَرٍ صَل / دٍ فَمَن لي أَن يَلينا
ثَوَّرَ الأَحزانَ في القَل / بِ وَقَد كُنَّ سُكونا
فَتَناهَينَ عَنِ الصَّب / رِ وَحالَفنَ الجُنونا
وَإِذا ما قُلتُ صِلني / قالَ ماذا أَن يَكونا
فَإِلَيهِ مَفزَعي مِن / هُ وَإِن كانَ ضَنينا