المجموع : 11
خَلفَ المَدائِح بَعدَكَ التَأبينُ
خَلفَ المَدائِح بَعدَكَ التَأبينُ / عَن أَيِّ حادِثَةٍ يُعَزّى الدينُ
ما كانَ في الدُنيا كَيَومِكَ مَشهَدٌ / بَهَرَ العُقولَ وَلا نَراهُ يَكونُ
لَم يَبقَ مَحذوراً فَكُلُّ مُصيبَةٍ / جَلَلٌ لَدَيهِ وَكُلُّ خَطبٍ دونُ
هَب لِلهُدى مِن بَعدِ فَقدِكَ سَلوَة / فَحِراكَهُ مُذ غِبتَ عَنهُ سُكونُ
أَبقى نَعِيُّكَ في القَبائِلِ لَوعَةً / فيها لِمُنسَرِبِ الدُموعِ مَعينُ
أَرَبيعَةَ الفُرسَ اِستَجَدّى نَجدَةً / فَسُهولُ عِزِّكِ بِالمُصابِ حُزُنُ
كُن كَأَنتَ أَسىً وَلكِن بِالحجى / يَتَفاضَلُ المَحزونُ وَالمَحزونُ
وَلى بِسَيفِ الدَولَةِ العِزُّ الَّذي / كانَت عَلَيهِ مِنَ الخُطوبِ تَهونُ
وَعَن كَمَدٍ فَلَّ غَربَ السُلُوِّ
وَعَن كَمَدٍ فَلَّ غَربَ السُلُوِّ / وَشَوق أَعادَ حِراكي سُكونا
وَقَلبٌ يَرى كُلَّ شَيءٍ يَعينُ / قُلوبَ العِبادِ عَلَيهِ مَعينا
وَلَم أَرَ بَعدَكَ شَيئاً يَسُرُّ / فَأَفتَح أَنساً إِلَيهِ الجُفونا
وَجُملَة أَمري أَنّي اِشتَكَيتُ / وَقَد كانَ دَهري لي مُستَلينا
وَجَرَّبتُ مَذ غِبتَ عَنّي الكِرام / فَكانوا الشُكوكَ وَكُنتَ اليَقينا
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ / وَجَرَّبتُ الأُمورَ وَجَرَّبَتني
فَلَم أَرَ مُذ عَرَفتُ مَحَلَّ نَفسي / بُلوغَ غِنى يُساوى حَملَ مَنِّ
وَلَم تَتَضَمَّن الدُنيا لِحَظّي / مَنالُ مُسَّرَةٍ إِلا بِحُزنِ
حَمِلتُ عَلى السَوابِقِ ثِقلَ هَمّي / وَشاهَدتُ العَواقِبَ صَفوَ ذِهني
وَشِمتُ بَوارِقَ الآمالِ دَهراً / فَلَم أَظفَر عَلى ظَمَأ بِمُزنِ
وَلَم أَر كَالجِيادِ أَصَحَّ وُدّاً / إِذا عَدلَ الودودُ إِلى التَضَنّي
نُكَلِّفُها عَزائِمُنا فَتَكفي / وَنَستَدني الحُظوظَ بِها فَتُدني
وَهَبَت لِمِثلِ قَطعِ اللَيلِ مِنها / أَغَرَّ كَمِثلِ ضَوءِ الصُبحِ مِنّي
وَكُنتُ بِحَيثُ ظَنَّ مِن اعتِزامٍ / وَكانَ مِنَ المَضاءِ بِحَيثُ ظَنّي
وَثالِثُنا اِبنُ جَد لا يَرى أَن / يُصاحِبَ في تَصَرُّفِهِ اِبنَ وَهنِ
حَجَبتُ لَجفنه الأَبصارَ عَنهُ / وَمَن لي أَن يَكونَ الجفنُ جفني
سَقيتُ نَدايَ ما أَسنى مَحَلّي / وَأَرفَعُ هِمَّتي وَأَعَزُّ رُكني
رَسا في تُربَةِ العَلياء أَصلي / وَأَينَعَ في بُروجِ العِزِّ غُصني
وَلَيسَ عَلَيَّ غَيرَ الجِدِّ فيما / سَعَيتُ لَهُ لِأَستَغني وَأَغنى
فَإِن أُحرَم فَلَم أُحرَم لِعَجزِ / وَإِن أَبلَغ فَنَفسي بَلَّغَتني
ما الذُلُّ إِلّا تَحَمُّلُ المِنَنِ
ما الذُلُّ إِلّا تَحَمُّلُ المِنَنِ / فَكُن عَزيزاً إِن شِئتَ أَو فَهُنِ
إِذا أَقتَصَرنا عَلى اليَسيرِ فَما ال / عِلَّة في عَتبِنا عَلى الزَمَنِ
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك / مُهَذَّبَةِ الطَبائِعِ وَالكَيانِ
مُغالِبَةٍ وَلَيسَ بِها حَراكٌ / وَباطِشَةٍ وَلَيسَ لَها يَدانِ
لَها في الجارِحِ النَسَبُّ المُعَلّى / وَإِن هِيَ خالَفَتهُ في المَعاني
تَطيرُ مَعَ البُزاةِ بِلا جَناحٍ / فَتَسبِقُها إِلى قَصَبِ الرِهانِ
وَتُدرِكُ ما تَشاءُ بِغَيرِ رِجلٍ / وَلا باعٍ يَطولُ وَلا بَنانِ
وَتَلحَظُ ما يَكِلُّ الطُرفُ عَنهُ / بِلا نَظَرٍ يَصِحُّ وَلا عيانِ
لَها عُضوان مِن عَصَبٍ وَلَحمٍ / وَسائِرُ جِسمِها مِن خَيزُرانِ
يُخاطِبُ في الهَواءِ الطَيرُ مِنها / بِلَفظٍ لَيسَ يَصدُرُ عَن لِسانِ
فَإِن لَم تُصغِ أَردَتها بِطَعنٍ / يَنوبُ الطينُ فيهِ عَنِ السِنانِ
مُقَرطَفَةٌ مُمَنطَقَةٌ خَلوبٌ / مُهَفهَفَةً مُخَفَّفَةً الجِرانِ
مُذَكَّرَةٌ مُؤُنَّثَةٌ تَهادى / مِنَ الأَصباغِ في حُلَلِ القِيانِ
مُعَمِّرَةٌ تَزايَدُ كُلَّ يَومٍ / شَبيبِتُها عَلى مَرِّ الزَمانِ
كَأَنَّ اللَهَ ضَمَنَها فَبانَت / لَنا في الرِّزقِ عَن أَوفى ضَمانِ
أَعَزَّ عَلى العُيونِ مِنَ المَآقى / وَأَحلى في النُفوسِ مِنَ الأَماني
إِذا ما اِستَوطَنَت يَوماً مَكاناً / تَوَلّى الجَدبُ عَن ذاك المَكانِ
وَأعفر المَسكِ تَلقاهُ فَتَحسَبُهُ
وَأعفر المَسكِ تَلقاهُ فَتَحسَبُهُ / مِن أَدكَنِ الحَزِّ مَخبوءٍ بِخَيفانِ
كَأَنَّ أُذنَيهِ في حُسنِ اِنتِصابِهِما / إِذا هُما اِنتَصَبا لِلحِسِّ زُجّانِ
يَسري وَيَتبَعُهُ مِن خَلفِهِ ذَنَبٌ / كَأَنَّهُ حينَ يَبدو ثَعلَبٌ ثاني
فَلا يَشُكُ الَّذي بِالبُعدِ يبصرُهُ / فَرداً بِأَنَّهُما في الخِلقَةِ اِثنانِ
وَمُسمِعٍ لَيسَ بِذي لِسانِ
وَمُسمِعٍ لَيسَ بِذي لِسانِ /
مُحكمٍ في صَمَمِ الآذانِ /
سِرٌّ يُؤَدّيهِ إِلى إعلانِ /
زَمَنُ الوَردِ أَظرَفُ الأَزمانِ
زَمَنُ الوَردِ أَظرَفُ الأَزمانِ / وَأَوانُ الرَبيعِ خَيرُ أَوانِ
أَدرَكَ النَرجِسُ الجَنّي وَفُزنا / مِنهُما بِالخُدودِ وَالأَجفانِ
أَشرَفُ الزَهرِ زارَ في أَشرَفِ الدَه / رِ فَصِل فيهِ أَشرَفَ الإِخوانِ
وَاِجل شَمسَ العُقارِ في يَدِ بَدرِ ال / حُسنِ يَخدِمُكَ مِنهُما النَيِّرانِ
وَأَدِرها عَذراءَ وَاِنتَهِزِ ال / إِمكانَ مِن قبلِ عائِقِ الإِمكانِ
في كُؤوسٍ كَأَنَّها زَهَرُ الخَش / خاشِ فيهِ شَقاشِقُ النُعمانِ
وَاِختَدِعها عِندَ البَزالِ بِأَلفا / ظِ المَثاني وَمُطرِباتِ الأَغاني
فَهِيَ أَولى مِنَ العَرائِسِ إِن زُفْ / فَت بِعَزفِ الناياتِ وَالعيدانِ
فَلَيالي الصِبا أَسَرُّ لَيالٍ
فَلَيالي الصِبا أَسَرُّ لَيالٍ / وَزَمانُ الهَوى أَلَذُّ زَمانِ
وَأَسَرُّ البِلاد ما حَمَدَ السا / كِنُ فيها خَلائِقَ الجيرانِ
مِن سَرَّهُ العيدُ فَما سَرَّني
مِن سَرَّهُ العيدُ فَما سَرَّني / بَل زادَ في هَمّي وَأشجاني
لِأَنَّهُ ذَكَّرَني ما مَضى / مِن عَهدِ أَحبابي وَإِخواني
عَلَّمت طَيفَكَ إسعافي فَما هَجَعَت
عَلَّمت طَيفَكَ إسعافي فَما هَجَعَت / عَيناي إِلّا وَطَيفٌ مِنكَ يَطرُقُني
فَكَيفَ أَشكُرُ مَن إِن نِمتُ واصَلَني / بِالطَيفِ مِنهُ وَإِن لَم أَغفِ قاطَعَني