القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 11
خَلفَ المَدائِح بَعدَكَ التَأبينُ
خَلفَ المَدائِح بَعدَكَ التَأبينُ / عَن أَيِّ حادِثَةٍ يُعَزّى الدينُ
ما كانَ في الدُنيا كَيَومِكَ مَشهَدٌ / بَهَرَ العُقولَ وَلا نَراهُ يَكونُ
لَم يَبقَ مَحذوراً فَكُلُّ مُصيبَةٍ / جَلَلٌ لَدَيهِ وَكُلُّ خَطبٍ دونُ
هَب لِلهُدى مِن بَعدِ فَقدِكَ سَلوَة / فَحِراكَهُ مُذ غِبتَ عَنهُ سُكونُ
أَبقى نَعِيُّكَ في القَبائِلِ لَوعَةً / فيها لِمُنسَرِبِ الدُموعِ مَعينُ
أَرَبيعَةَ الفُرسَ اِستَجَدّى نَجدَةً / فَسُهولُ عِزِّكِ بِالمُصابِ حُزُنُ
كُن كَأَنتَ أَسىً وَلكِن بِالحجى / يَتَفاضَلُ المَحزونُ وَالمَحزونُ
وَلى بِسَيفِ الدَولَةِ العِزُّ الَّذي / كانَت عَلَيهِ مِنَ الخُطوبِ تَهونُ
وَعَن كَمَدٍ فَلَّ غَربَ السُلُوِّ
وَعَن كَمَدٍ فَلَّ غَربَ السُلُوِّ / وَشَوق أَعادَ حِراكي سُكونا
وَقَلبٌ يَرى كُلَّ شَيءٍ يَعينُ / قُلوبَ العِبادِ عَلَيهِ مَعينا
وَلَم أَرَ بَعدَكَ شَيئاً يَسُرُّ / فَأَفتَح أَنساً إِلَيهِ الجُفونا
وَجُملَة أَمري أَنّي اِشتَكَيتُ / وَقَد كانَ دَهري لي مُستَلينا
وَجَرَّبتُ مَذ غِبتَ عَنّي الكِرام / فَكانوا الشُكوكَ وَكُنتَ اليَقينا
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ / وَجَرَّبتُ الأُمورَ وَجَرَّبَتني
فَلَم أَرَ مُذ عَرَفتُ مَحَلَّ نَفسي / بُلوغَ غِنى يُساوى حَملَ مَنِّ
وَلَم تَتَضَمَّن الدُنيا لِحَظّي / مَنالُ مُسَّرَةٍ إِلا بِحُزنِ
حَمِلتُ عَلى السَوابِقِ ثِقلَ هَمّي / وَشاهَدتُ العَواقِبَ صَفوَ ذِهني
وَشِمتُ بَوارِقَ الآمالِ دَهراً / فَلَم أَظفَر عَلى ظَمَأ بِمُزنِ
وَلَم أَر كَالجِيادِ أَصَحَّ وُدّاً / إِذا عَدلَ الودودُ إِلى التَضَنّي
نُكَلِّفُها عَزائِمُنا فَتَكفي / وَنَستَدني الحُظوظَ بِها فَتُدني
وَهَبَت لِمِثلِ قَطعِ اللَيلِ مِنها / أَغَرَّ كَمِثلِ ضَوءِ الصُبحِ مِنّي
وَكُنتُ بِحَيثُ ظَنَّ مِن اعتِزامٍ / وَكانَ مِنَ المَضاءِ بِحَيثُ ظَنّي
وَثالِثُنا اِبنُ جَد لا يَرى أَن / يُصاحِبَ في تَصَرُّفِهِ اِبنَ وَهنِ
حَجَبتُ لَجفنه الأَبصارَ عَنهُ / وَمَن لي أَن يَكونَ الجفنُ جفني
سَقيتُ نَدايَ ما أَسنى مَحَلّي / وَأَرفَعُ هِمَّتي وَأَعَزُّ رُكني
رَسا في تُربَةِ العَلياء أَصلي / وَأَينَعَ في بُروجِ العِزِّ غُصني
وَلَيسَ عَلَيَّ غَيرَ الجِدِّ فيما / سَعَيتُ لَهُ لِأَستَغني وَأَغنى
فَإِن أُحرَم فَلَم أُحرَم لِعَجزِ / وَإِن أَبلَغ فَنَفسي بَلَّغَتني
ما الذُلُّ إِلّا تَحَمُّلُ المِنَنِ
ما الذُلُّ إِلّا تَحَمُّلُ المِنَنِ / فَكُن عَزيزاً إِن شِئتَ أَو فَهُنِ
إِذا أَقتَصَرنا عَلى اليَسيرِ فَما ال / عِلَّة في عَتبِنا عَلى الزَمَنِ
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك / مُهَذَّبَةِ الطَبائِعِ وَالكَيانِ
مُغالِبَةٍ وَلَيسَ بِها حَراكٌ / وَباطِشَةٍ وَلَيسَ لَها يَدانِ
لَها في الجارِحِ النَسَبُّ المُعَلّى / وَإِن هِيَ خالَفَتهُ في المَعاني
تَطيرُ مَعَ البُزاةِ بِلا جَناحٍ / فَتَسبِقُها إِلى قَصَبِ الرِهانِ
وَتُدرِكُ ما تَشاءُ بِغَيرِ رِجلٍ / وَلا باعٍ يَطولُ وَلا بَنانِ
وَتَلحَظُ ما يَكِلُّ الطُرفُ عَنهُ / بِلا نَظَرٍ يَصِحُّ وَلا عيانِ
لَها عُضوان مِن عَصَبٍ وَلَحمٍ / وَسائِرُ جِسمِها مِن خَيزُرانِ
يُخاطِبُ في الهَواءِ الطَيرُ مِنها / بِلَفظٍ لَيسَ يَصدُرُ عَن لِسانِ
فَإِن لَم تُصغِ أَردَتها بِطَعنٍ / يَنوبُ الطينُ فيهِ عَنِ السِنانِ
مُقَرطَفَةٌ مُمَنطَقَةٌ خَلوبٌ / مُهَفهَفَةً مُخَفَّفَةً الجِرانِ
مُذَكَّرَةٌ مُؤُنَّثَةٌ تَهادى / مِنَ الأَصباغِ في حُلَلِ القِيانِ
مُعَمِّرَةٌ تَزايَدُ كُلَّ يَومٍ / شَبيبِتُها عَلى مَرِّ الزَمانِ
كَأَنَّ اللَهَ ضَمَنَها فَبانَت / لَنا في الرِّزقِ عَن أَوفى ضَمانِ
أَعَزَّ عَلى العُيونِ مِنَ المَآقى / وَأَحلى في النُفوسِ مِنَ الأَماني
إِذا ما اِستَوطَنَت يَوماً مَكاناً / تَوَلّى الجَدبُ عَن ذاك المَكانِ
وَأعفر المَسكِ تَلقاهُ فَتَحسَبُهُ
وَأعفر المَسكِ تَلقاهُ فَتَحسَبُهُ / مِن أَدكَنِ الحَزِّ مَخبوءٍ بِخَيفانِ
كَأَنَّ أُذنَيهِ في حُسنِ اِنتِصابِهِما / إِذا هُما اِنتَصَبا لِلحِسِّ زُجّانِ
يَسري وَيَتبَعُهُ مِن خَلفِهِ ذَنَبٌ / كَأَنَّهُ حينَ يَبدو ثَعلَبٌ ثاني
فَلا يَشُكُ الَّذي بِالبُعدِ يبصرُهُ / فَرداً بِأَنَّهُما في الخِلقَةِ اِثنانِ
وَمُسمِعٍ لَيسَ بِذي لِسانِ
وَمُسمِعٍ لَيسَ بِذي لِسانِ /
مُحكمٍ في صَمَمِ الآذانِ /
سِرٌّ يُؤَدّيهِ إِلى إعلانِ /
زَمَنُ الوَردِ أَظرَفُ الأَزمانِ
زَمَنُ الوَردِ أَظرَفُ الأَزمانِ / وَأَوانُ الرَبيعِ خَيرُ أَوانِ
أَدرَكَ النَرجِسُ الجَنّي وَفُزنا / مِنهُما بِالخُدودِ وَالأَجفانِ
أَشرَفُ الزَهرِ زارَ في أَشرَفِ الدَه / رِ فَصِل فيهِ أَشرَفَ الإِخوانِ
وَاِجل شَمسَ العُقارِ في يَدِ بَدرِ ال / حُسنِ يَخدِمُكَ مِنهُما النَيِّرانِ
وَأَدِرها عَذراءَ وَاِنتَهِزِ ال / إِمكانَ مِن قبلِ عائِقِ الإِمكانِ
في كُؤوسٍ كَأَنَّها زَهَرُ الخَش / خاشِ فيهِ شَقاشِقُ النُعمانِ
وَاِختَدِعها عِندَ البَزالِ بِأَلفا / ظِ المَثاني وَمُطرِباتِ الأَغاني
فَهِيَ أَولى مِنَ العَرائِسِ إِن زُفْ / فَت بِعَزفِ الناياتِ وَالعيدانِ
فَلَيالي الصِبا أَسَرُّ لَيالٍ
فَلَيالي الصِبا أَسَرُّ لَيالٍ / وَزَمانُ الهَوى أَلَذُّ زَمانِ
وَأَسَرُّ البِلاد ما حَمَدَ السا / كِنُ فيها خَلائِقَ الجيرانِ
مِن سَرَّهُ العيدُ فَما سَرَّني
مِن سَرَّهُ العيدُ فَما سَرَّني / بَل زادَ في هَمّي وَأشجاني
لِأَنَّهُ ذَكَّرَني ما مَضى / مِن عَهدِ أَحبابي وَإِخواني
عَلَّمت طَيفَكَ إسعافي فَما هَجَعَت
عَلَّمت طَيفَكَ إسعافي فَما هَجَعَت / عَيناي إِلّا وَطَيفٌ مِنكَ يَطرُقُني
فَكَيفَ أَشكُرُ مَن إِن نِمتُ واصَلَني / بِالطَيفِ مِنهُ وَإِن لَم أَغفِ قاطَعَني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025