المجموع : 21
أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا
أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا / نَحنُ روحانِ حَلَنا بَدَنا
نَحنُ مُذكُنّا عَلى عَهدِ الهَوى / تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ بِنا
فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ / وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا
أَيُّها السائِلُ عَن قِصَّتِنا / لَو تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا
روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ / مَن رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا
عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي
عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي / يا مُنيَةَ المُتَمَنّي
أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى / ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني
وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى / أَفنَيتَني بِكَ عَنّي
يا نِعمَتي في حَياتي / وَراحَتي بَعدَ دَفني
ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ / إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني
يا مَن رِياضُ مَعاني / هِ قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ
وَإِن تَمَنَّتُ شَيئاً / فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي
لَم يَبقَ بَيني وَبَينَ الحَقِّ تِبياني
لَم يَبقَ بَيني وَبَينَ الحَقِّ تِبياني / وَلا دَليلٌ بِآياتٍ وَبُرهانِ
هَذا تَجلي طُلوعِ الحَقِّ نائِرَةٌ / قَد أَزهَرَت في تَلاليها بِسُلطانِ
لا يَعرِفُ الحَقَّ إِلّا مَن يَعرِّفُهُ / لا يَرِفُ القِدَمِيَّ المُحدَثُ الفاني
لا يُستَدَلُّ عَلى الباري بِصَنعَتِهِ / رَأَيتُم حَدَثاً يَنبي عَن أَزمانِ
كانَ الدَليلُ لَهُ مِنهُ إِلَيهِ بِهِ / من شاهد الحَقّ في تَنزيلِ فُرقانِ
كانَ الدَليلُ لَهُ مِنهُ إِلَيهِ لَهُ / حَقّاً وَجَدناهُ بِل عِلماً بِتِبيانِ
هَذا وُجودي وَتَصريحي وَمُعتَقَدي / هَذا تَوَحُّدُ تَوحيدي وَإيماني
هَذى عِبارَةُ أَهلِ الأَنفِرادِ بِهِ / ذَوي المَعارِفِ في سِرٍّ وَإِعلانِ
هَذا وُجودُ وُجودِ الواجِدينَ لَهُ / بَني التَجانُسِ أَصحابي وَخُلّاني
أَنتَ بَينَ الشَغافِ وَالقَلبِ تَجري
أَنتَ بَينَ الشَغافِ وَالقَلبِ تَجري / مِثلَ جَريِ الدُموعِ مِن أَجفاني
وَتُحِلُّ الضَميرَ جَوفُ فُؤادي / كَحُلولِ الأَرواحِ في الأَبدانِ
لَيسَ مِن ساكِنٍ تَحَرَّكَ إِلّا / أَنتَ حَركتهُ خَفِيَّ المَكانِ
يا هِلالاً بِدا لِأَربَع عَشرٍ / فَثَمانٍ وَأَربَعٌ وَاِثنَتانِ
يا غافِلاً لِجَهالَةٍ عَن شاني
يا غافِلاً لِجَهالَةٍ عَن شاني / هَلا عَرَفتَ حَقيقَتي وَبَياني
فَعِبادَتي لِلَّهِ سِتَّةُ أَحرُفٍ / مِن بَينِها حَرفانِ مَعجومانِ
حَرفانِ أَصلِيٌّ وَآخَرُ شَكلُهُ / في العُجمِ مَنسوبٌ إِلى إيماني
فَإِذا بَدا رَأَسُ الحُروفِ أَمامَها / حَرفٌ يَقومُ مَقامَ حَرفٍ ثانِ
أَبصَرَتني بِمَكانِ موسى قائِماً / في النورِ فَوقَ الطورِ حينَ تَراني
أَنا أَنتَ بِلا شَكٍّ
أَنا أَنتَ بِلا شَكٍّ / فَسُبحانُكَ سُبحاني
وَتَوحيدُكَ تَوحيدي / وَعِصيانُكَ عِصياني
وَإِسخاطُكَ إِسخاطي / وَغُفرانُكَ غُفراني
وَلَم أُجلَد يا رَبِّ / إِذا قيلَ هُوَ الزاني
أَرسَلتَ تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما
أَرسَلتَ تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما / لَقيتُ بَعدكَ مِن هَمٍّ وَمِن حَزَنِ
لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ كُنتُ وَلا / لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ لَم أَكُنِ
قَد تَحَقَّقت في سِر
قَد تَحَقَّقت في سِر / ري فَناجاكَ لِساني
فَاِجتَمَعنا لِمَعانٍ / وَاِفتَرَقنا لَمَعانِ
إِن يَكُن غَيَّبَكَ التَع / ظيمُ عَن لَحظِ عِياني
فَلَقَد صَيَّرَكَ الوَج / دُ مِنَ الأَحشاءِ داني
أَأَنتَ أَم أَنا هَذا في إِلَهَينِ
أَأَنتَ أَم أَنا هَذا في إِلَهَينِ / حاشاكَ حاشاكَ مِن إِثباتِ اِثنَينِ
هُوِيَّةٌ لَكَ في لائِيَّتي أَبَداً / كُلّي عَلى الكُلِّ تَلبيسُ بِوَجهَينِ
فَأَينَ ذاتُكَ عَنّي حَيثُ كُنتُ أرى / فَقَد تَبَيَّنَ ذاتي حَيثُ لا أَيني
فَأَينَ وَجهُكَ مَقصوداً بِناظِرَتي / في باطِنِ القَلبِ أَم في ناظِرِ العَينِ
بَيني وَبَينَكَ إِنِيٌّ يُنازِعُني / فَاِرفَع بِلُطفِكَ إِنِيِّ مِنَ البَينِ
حَمّلتُمُ القَلبَ ما لا يَحمِل البَدَنُ
حَمّلتُمُ القَلبَ ما لا يَحمِل البَدَنُ / وَالقَلبُ يَحمِلُ ما لا تَحمِلُ البُدُنُ
يا لَيتَني كُنتُ أَدنى مَن يَلوذُ بِكُم / عَيناً لِأَنظُرَكُم أَو لَيتَني أُذُنُ
رَقيبانِ مِنّي شاهِدانِ لِحُبِّهِ
رَقيبانِ مِنّي شاهِدانِ لِحُبِّهِ / وِاِثنانِ مِنّي شاهِدانِ تَراني
فَما جالَ في سِرّي لَغَيرِكَ خاطِرٌ / وَلا قالَ إِلّا في هَواكَ لِساني
فَإِن رُمتُ شَرقاً أَنتَ في الشَرقِ شَرقُهُ / وَإِن رُمتُ غَرباً أَنتَ نُصبُ عِياني
وَإِن رُمتُ فَوقاً أَنتَ في الفَوقِ فَوقُهُ / وَإِن رُمتُ تَحتاً أَنتَ كُلُّ مَكانِ
وَأَنتَ مَحَلُّ الكُلِّ بَل لا مَحَلُّهُ / وَأَنتَ بِكُلِّ الكُلِّ لَيسَ بِفانِ
بِقَلبي وَروحي وَالضَميرِ وَخاطِري / وَتَردادِ أَنفاسي وَعَقدِ لِساني
بَيانُ بَيانِ الحَقِّ أَنتَ بَيانُهُ
بَيانُ بَيانِ الحَقِّ أَنتَ بَيانُهُ / وَكُلُّ بَيانٍ أَنتَ فيهِ لِسانُهُ
أَشَرتُ إِلى حَقٍّ بِحَقٍّ وَكُلُّ مَن / أَشارَ إِلى حَقٍّ فأَنتَ أَمانُهُ
تُشيرُ بِحَقِّ الحَقِّ وَالحَقُّ ناطِقٌ / وَكُلُّ لِسانٍ قَد أَتاكَ أَوانُهُ
إِذا كانَ نَعتُ الحَقِّ لِلحَقِّ بَيِّناً / فَما بالُهُ في الناسِ يَخفى مَكانُهُ
خاطَبَني الحَقُّ مِن جَناني
خاطَبَني الحَقُّ مِن جَناني / فَكانَ عِلمي عَلى لِساني
قَرَّبَني مِنهُ بَعدَ بُعدٍ / وَخَصَّني اللَهُ وَاِصطَفاني
أَلا أُبلِغ أَحِبّائي بَأَنّي
أَلا أُبلِغ أَحِبّائي بَأَنّي / رَكِبتُ البَحرَ وَاِنكَسَر السَفينَه
عَلى دينِ الصَليبِ يَكونُ مَوتي / وَلا البَطحا أُريدُ وَلا المَدينَه
رَماني بِالصُدورِ كَما تَراني
رَماني بِالصُدورِ كَما تَراني / وَأَلبَسَني الغَرامَ وَقَد بَراني
وَوَقتي كُلُّهُ حُلوٌ لَذيذٌ / إِذا ما كانَ مَولائي يَراني
رَضيتُ بِصُنعِهِ في كُلِّ حالِ / وَلَستُ بِكارِهٍ ما قَد رَماني
فيما مَن لَيسَ يَشهَدُ ما أَراهُ / لَقَد غُيِّبتَ عَن عَينٍ تَراني
إِنّي لَأَكتُم مِن عِلمي جَواهِرَهُ
إِنّي لَأَكتُم مِن عِلمي جَواهِرَهُ / كي لا يَرى العِلمُ ذي جَهلٍ فَيَفتَتِنا
وَقَد تَقَدَّمَ في هَذا أَبو حَسَنٍ / إِلى الحُسَينِ وَوَصّى قَلبَهُ الحَسنا
يا رُبَّ جَوهَرِ عِلمٍ لَو أَبوحُ بِهِ / لِقيلَ لي أَنتَ مِمَّن يَعبدُ الوَثَنا
وَلَاِسَتَحَلَّ رِجالٌ مُسلِمونَ دَمي / يَرَونَ أَقبَحَ ما يَأتونَهُ حَسَنا
قُل لِمَن يَبكي عَلَينا حَزَناً
قُل لِمَن يَبكي عَلَينا حَزَناً / إِفرَحوا لي قَد بَلَغنا الوَطَنا
إِنَّ مَوتي هُوَ حَياتي إِنَّني / أَنظُرُ اللَهَ جهاراً عَلَنا
مَن بَنى لي دارا في دُنيا البَقا / لَيسَ يَبني دارا في دُنيا الفَنا
إِنَمّا المَوتُ عَلَيكُم راصِدٌ / سَوفَ يَنقُلكُم جَميعاً مِن هُنا
أَنا عُصفورٌ وَهَذا قَفَصي / كانَ سِجني وَقَميصي كَفَنا
فَاِشكُروا اللَهَ الَّذي خَلَّصَنا / وَبَنى لي في المَعالي مَسكَنا
فَاِفهَموا قَولي فَفيهِ نَبَأٌ / أَيَّ مَعنى تَحتَ قَولي كَمنا
وَقَميصي قَطّعوهُ قطَعاً / وَدَعوا الكُلَّ دَفين زَمَنا
لا أَرى روحِيَ إلا أَنتُمُ / وَاِعتِقادي أَنَّكُم أَنتُم أَنا
قُلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ
قُلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ / تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونا
وَأَلسِنَةٌ بِأَسرارٍ تُناجي / تَغيبُ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا
وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ / إِلى مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا
وَتَرتَعُ في رِياضِ القُدسِ طَوراً / وَتَشرَبُ مِن بِحارِ العارِفينا
فَأَورَثَنا الشَرابُ عُلومَ غَيبٍ / تَشِفُّ عَلى عُلومِ الأَقدَمينا
شَواهِدُها عَلَيها ناطِقاتٌ / تُبَطِّلُ كُلَّ دَعوى المُدَّعينا
عِبادٌ أَخلَصوا في السِرِّ حَتّى / دَنَوا مِنهُ وَصاروا واصِلينا
كُن لي كَما كُنتَ لي
كُن لي كَما كُنتَ لي / في حينِ لَم أَكُنِ
يا مَن بِهِ صِرتُ بَي / نَ الرُزءِ وَالحَزَنِ