المجموع : 14
يا وَزِيرَ العُلا ومَن حازَ مَجداً
يا وَزِيرَ العُلا ومَن حازَ مَجداً / لم يزل مُشرِفاً على كيوانِ
والذي نالَ كلَّ معنى بديعٍ / فالمعالي له معاً والمعاني
لك وَجهٌ كالشمس في ظُلمَة / الخَطب وكفٌّ كالعارض الهَتَّان
وأياد تَستغَرِقُ الشكرَ حتى / كَلَّ عنها في الوَصفِ كُل لسانِ
يا رئيسَ الزمان دعوةَ عَبدٍ / مُستَجيرٍ من صَرفِ هذا الزمان
ضاقَ ذرعا مما يقاسي من الدهر / ومن جَورِهِ ومما يُعاني
وعتابُ الأقدار لا يَنفَعُ المرءَ / ولكن ما الصبرُ في الإمكان
غَيرُ خاف عنك الذي ناله / بالأمس من نَدَا السُّلطَانِ
وتَمَشَّيهِ بالعمامة والثَّوبِ / ومنديلِ الكُمِّ والطَّيلَسَانِ
خِلعَة تَخلَعُ القلوب كما / يَخلَعُ مَرآهُ العَقلَ عند العيان
قلتُ إذ فُصِّلَت عليه أرى / تُتَلى بالنصِّ فوق الدُّخان
حَسِبَ الناسُ أنه صاحبي / المُفرد لما رأوه في ذا الأوان
ليتَ شعري ما العذر لولا / قضاءُ اللَه في رزقهِ وفي حرماني
ولقد كَدت أن أهيم بِحَملِ / الهم لولا تَعَلِلُّي بالأماني
لا تسأَلَن في الحبَّ عن أشجانه
لا تسأَلَن في الحبَّ عن أشجانه / فشأنُهُ مُخَبِّرٌ عن شانه
وإن يكن ما فاهَ بالشكر فقد / أغنى لسانُ الدمع عن لسانهِ
فعزُّهُ الذلُّ الذي أبَيته / في حقه والربحُ في خُسرانهِ
فارقَ من يوم الفراق نفسه / فليتَ لو عادت إلى جُثمانهِ
وأعجبُ الأشياء أنَّ قلبَهُ / سارَ وما حنَّ إلى أوطانهِ
أظنُّهُ لما رأى رَسماً عَفَا / أنكر ما قد كان من عِرفانهِ
صَبَا لعزلان النَّقا وكلُّ من / حَلَّ النَّقا يَصبُو إلى غَزلانهِ
ما إن لهُ من مُشبهٍ في حُسنهِ / ولا لصَدرِ الدينِ في إحسَانِهِ
إذا احتبى في دَسته يَوماً فَمن / كِسرى أنو شروانُ في إيوانِهِ
يُصَرِّفُ الأقدارَ في أحكامه / علماً بأنَّ الدهرَ من غِلمانِهِ
أثنِ عليه وقد تثنَّى البانُ
أثنِ عليه وقد تثنَّى البانُ / وكفاهُ ما شهدت به الأغصانُ
ورنا فقيل هو الغزالُ وأينَ من / لحظاته وفتورها الغزلانُ
رَشأٌ بديعٌ الحسن أما قدُّهُ / عصنٌ وأما وجهه بستانُ
فأقاحُهُ الثغر النظيمُ ووردهُ ال / خدُّ الرقيم وصدغُه الريحانُ
ورُضَابه خمرٌ حَوتهُ جفُونُه / فلأجل ذا يُحمى بها ويُصانُ
فاشرب بكأسِ الثغرِ خمرة ريقهِ / لكن إذا أذنت لك الأجفانُ
لا تَغترِر بفتورِ طرفٍ ناعِسٍ / فالسحرُ من لحظاته يقظانُ
كم قد هممت بقطفِ وردةِ خدّه / لو كانَ لي من مقلتيه أمانُ
وشقائقاً قبَّلتها من خدهِ / حتى رثى لذبُولها نَعمَانُ
أيُّهذا الأميرُ قد أشكَلَ المَعنى
أيُّهذا الأميرُ قد أشكَلَ المَعنى / ومازلتَ عارفا بالمعاني
ظاهر البَستنَدود لم أدرِ ماذا / فيه حَملاً وباطنَ الخُشكنان
أتراني في العيد أجهلُ ذا المعنى / كجهل الحَلواء في رمضان
ما رأت عينيَ الكُنافةَ إلا / عند بَيَّاعها على الدُّكانِ
ولعمري ما عاينت مُقلتي قطراً / سوى دمعها من الحِرمانَ
ولكم ليلةٍ شبعتُ من الجوع / عشاءً إذ جُزتُ بالحلواني
حسراتٌ يسوقها الطرف للقلبَ / فويلٌ للفكر عند العيانِ
كم صدورٍ مُصَفَّفَات وكم من / شَبَكٍ دونها وكم من صَوَاني
وإذا سَحَّرَ المسحِّرُ ليلا / التقى الأمرُ فيه بالعصيان
كلما باتَ وهو يأمر بالأكل / أتى الفَقرُ مُقبلاً يَنهاني
قل لفقري إذا تَفَرعَنَ خَف موسى / فكفَّاه بالنَّدا بَحرانِ
جنى ورد خُدودِ العاتبِ الجاني
جنى ورد خُدودِ العاتبِ الجاني / إلى احتمالِ التجنِّي منه ألجاني
سرُّ القلوب تُذيعهُ الأجفانُ
سرُّ القلوب تُذيعهُ الأجفانُ / هيهاتَ ينفع مُغرَماً كِتمَانُ
طَرفُ المحبِّ فَمٌ يُذاعُ به الجَوى / والدَّمعُ إن صَمَتَ اللِّسَنَ لسانُ
يا سائلي عما تُكابد مُهجَتي / إعراب طرفي بالدموع بيانُ
تبكي الجفونُ على الكَرَا فاعجب لمن / تبكي عليه إذ نَأى الأوطانُ
يا مُسقمي مهلاً على جسدي الذي / لم يَبقَ فيه للسقَّام مكانُ
أتلفتُ روحي في هواك وإنني / راضٍ بذلكَ أيها الغضبانُ
حاشا معانيك التي أنا عَبدُها / ألا يكونَ لحسنها إحسانُ
أو أن يكونَ الوَصلُ منك مُمَنَّعاً / يوماً وحَظذُ محبَّك الهجرانُ
أشكو إليك فأنت أعلمُ بالذي / أشكوه قد ولعت بي الأشجان
يا من يروحُ الرزقَ أو يسعى إلى / تحصيله فيَعُوقُهُ الحرمَانُ
عَوِّل على الرحمن وارض بعَبده / فبعبدهِ رَحِمَ الوَرى الرَّحمنُ
طَلَبتُ من الكَتَّان فَصا فجاد لي ال
طَلَبتُ من الكَتَّان فَصا فجاد لي ال / وجيهُ بوعدٍ عَوَّضَ المَنَّ بالمَينِ
متى جِئتُهُ يدعو عليه لسانُهُ / إذا قلتُ أين الفَصُّ قال على عَيني
بانَ اصطباري والكرا منذ بان
بانَ اصطباري والكرا منذ بان / بَدرُ دُجى يَحمِلُهُ غُصنُ بان
شاهَدَهُ القلبُ وإن كان قد / غُيِّب واستوحش منه العِيَان
لاقيتُ من بعد فِراقي له / وَجداً شجاعاً وسُلُواً جَبَان
ما ضرَّهُ لو كانَ للصبِّ من / خوفٍ تَجَنِّيه عليه أمان
واحرَّ قلباهُ وللعَينِ في / خَدَّيه من حُسنهما جَنَّتَان
في صدغه الآسُ وفي خَدِّه ال / وردُ وفي مَبسمهِ الأُقحُوَان
أسكنتُهُ قلبي وفيه لظىً / والحورُ لا تَسكُنُ إلا الجنان
له من الصَّدر مكانٌ وللصَّدر / من العلياء أعلى مكان
العالمُ العاملُ والفاضل الفاصلُ / حُكماً بوَجيز البَيَان
والناظرُ اليقظانُ أغنتهُ عن / سود جفون اللَّحظ بيض الجفان
والكاملُ الفضلِ السريعُ النَّدَى / والوافرُ العرض البسيطُ البَنَان
وخُلقُهُ يُنبيك بالحسن عن / أسرارِ أخلاقٍ لديه حسان
ذو طَلعةٍ كالبدر في التِّمِّ بل / كالشمس لولا هالةُ الطيلسان
لو جَمَعَ الرحمن شملي به / تَفَرَّقت عني صروف الزمان
إذا كانَ لي مالٌ علامَ أصونُهُ
إذا كانَ لي مالٌ علامَ أصونُهُ / وما سادَ في الدنيا من البُخلُ دينه
ومن كانَ يوماً ذا يسارٍ فإنَّهُ / خليقٌ لعمري أن تجودَ يَمينُهُ
نصحتُكَ فاسمع نصيحةَ عاشقٍ
نصحتُكَ فاسمع نصيحةَ عاشقٍ / وإنِّي على ما قُلته لأمينُ
من الرأي أن لا توقع الحربَ بيننا / فإني جزَّارٌ وأنتَ سَمينُ
عدم الصبرَ فهو يُظهرُ ما يل
عدم الصبرَ فهو يُظهرُ ما يل / قَاهُ بعد الجحود والكتمان
وعنادُ الأقدار لا ينفعُ المر / ء ولكن بالصبرِ في الإمكان
تزوَّجَ الشيخُ أبي زوجةً
تزوَّجَ الشيخُ أبي زوجةً / ليس لها عقلٌ ولا ذهنُ
لو برزت صُورَتها في الدُّجَى / ما جَسُرَت تبصُرها الجنُّ
كأنَّها في فرشها رمَّةٌ / وشعرها من حَولَها قُطنُ
وقاتلٍ قل لي ماسِنُّها / فقلتُ ما في فمها سِنُّ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ / ليتقِنَ قلبي مدحَه ولساني
نعيبي بحمد اللَه منه موفر / وحسبي عزمي بعد طول هوان
ندمت على التقصير إذ كنت قادرا / على أنني أسعى لكسبِ مكانِ
نوائب دهري عوقتني عن المُنى / وما لي لدفعِ الحادِثات يَدان
نمت حُرقُ الأَشواقِ بين أضَالعي / ولبّيتُ داعي الوجد حينَ دَعاني
نسيمَ الصَّبا أهل لي إلى قبرِ أحمدٍ / وصولٌ فإنَّ البُعدَ عنه شَجَاني
نُزوعي إلى ذاكَ الجَناب ولم أقم / إليه كألفاظٍ بغير مَعاني
نَبذتُ من اللذات ما كنتُ حاملا / إليه لأن العجز عنه نهائي
نهاية سؤلي العفو عما جنيتُه / بجهلي وربّ العالمين يَراني
نفى النومَ عن عينيَّ خوفُ عواقبي / فيا ربِّ جُد لي في غدٍ بأمَانِ
ألا هكذا يبني المدارس من بنى
ألا هكذا يبني المدارس من بنى / ومن يتغالى في الثوابِ وفي الثنا
لقد ظهَرَتْ للظاهر الملك همةٌ / بها اليومَ في الدارين قد بلغَ المنا
تجمَّعَ فيها كلُّ حسن مفرقِ / فراقت قلوباً للأنامِ وأعينا
ومذ جاورت قبرَ الشهيدِ فنفسُهُ الن / فيسَةُ منها في سرورٍ وفي هَنَا
وماهي إلاجنةُ الخلد أ زلفَت / له في غدٍ فاختارَ تعجيلها هُنَا