المجموع : 6
وَحَنَّت قُلوصي بَعدَ هُدءِ صَبابَةٍ
وَحَنَّت قُلوصي بَعدَ هُدءِ صَبابَةٍ / فَيا رَوعَةً ما راعَ قَلبي حَنينُها
فَقُلتُ لَها صَبراً فَكُلُّ قَرينَةٍ / مُفارِقُها لا بُدَّ يَوماً قَرينُها
أَرى سَبعَةً يَسعَونَ لِلوَصلِ كُلُّهُم / لَهُ عِندَ لَيلى دَينَةٌ يَستَدينُها
فَأَلقَيتُ سَهمي وَسطَهُم حينَ أَوخَشوا / فَما صارَ لي مِن ذاكَ إِلّا ثَمينُها
وَكُنتُ عَزوفَ النَفسِ أَشنَأَ أَن أَرى / عَلى الشِركِ مِن وَرهاءَ طَوعٌ قَرينُها
فَيَوماً تَراها بِالعُهودِ وَفيَّةً / وَيَوماً عَلى دينِ اِبنِ خاقانَ دينُها
يَداً بِيَدٍ مَن جاءَ بِالعَينِ مِنهُمُ / وَمَن لَم يَجِئ بِالعَينِ حيزَت رُهونُها
حَمراءُ تامِكَةُ السَنامِ كَأَنَّها
حَمراءُ تامِكَةُ السَنامِ كَأَنَّها / جَمَلٌ بِهَودَجِ أَهلِهِ مَظعونُ
جادَت بِها عِندَ الوَداعِ يَمينُهُ / كِلتا يَدَي عُمرِ الغَداةِ يَمينُ
تَاللَهِ أَعطى مِثلَها في مِثلِهِ / إِلّا كَريمِ الخيمِ أَو مَجنونُ
لَو أَنَّني لَم أَنَل مِنكُم مُعاقَبَةً
لَو أَنَّني لَم أَنَل مِنكُم مُعاقَبَةً / إِلّا السِنانَ لَذاقَ المَوتَ مَطعونُ
أَو لا شَتَمتُ فَإِنّي قَد هَمَمتُ بِهِ / بِالسَيفِ إِنَّ خَطيبَ السَيفِ مَجنونُ
بِأَكنافِ الحِجازِ هَوىً دَفينٌ
بِأَكنافِ الحِجازِ هَوىً دَفينٌ / يُؤَرِّقُني إِذا هَدَتِ العُيونُ
فَأَبكي حينَ يَهدَأَ كُلُّ خَلقٍ / بُكاءً بَينَ زَفرَتِهِ أَنينُ
وَما جارانِ مُؤتَلِفانِ إِلّا / سَيَفرِقُ بَينَ جَمعِهِما المَنونُ
أَلا طَرَقَت لَيلى فَأَحزَنَ ذِكرُها
أَلا طَرَقَت لَيلى فَأَحزَنَ ذِكرُها / وَكَم قَد طَرانا طَيفُ لَيلى فَأَحزَنا
وَمَن دونَها مِن قِلَّةِ العَبرِ مُخرَمٌ / يُشَبِّهُهُ الرائي حِصاناً مُوَطَّنا
وَمُعتَرَضٌ فَوقَ القُتودِ تَخالَهُ / مَتاعاً مُعَلّى أَو قَتيلاً مُكَفَّنا
جَلَوتُ الكَرى عَنهُ بِذِكرِكِ بَعدَما / دَنا اللَيلُ وَاِلتَجَّ الظَلامُ فَأَغدَنا
أَلا عَلَّ لَيلى إِن تَشَكَّيتُ عِندَها / تَباريحَ لَوعاتِ الهَوى أَن تَلَيَّنا
عَلى أَنَّها خاسَت بِعَهدي وَحاذَرَت / عُيونَ الأَعادي وَالصَبيَّ المُلَحَّنا
أَعيبُ الَّتي أَهوى وَأُطري جَوارِياً / يَرَينَ لَها فَضلاً عَلَيهُنَّ بَيِّنا
بِرَغمي أُطيلُ الصَدَ عَنها إِذا بَدَت / أُحاذِرُ أَسماعاً عَلَينا وَأَعيُنا
فَقَد غَضِبَت أَن قُلتُ إِذ لَيسَ حاجَتي / إِلَيها وَقالَت لَم يُرِد أَن يُحِبَّنا
وَهَل كُنتُ إِلّا مُعمَداً قانِطَ الهَوى / أَسَرَّ فَلَمّا قادَهُ الشَوقُ أَعلَنا
أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى / فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا
أَعنِّي عَلى صَرفِ النَّوى لَيسَ لي بها
أَعنِّي عَلى صَرفِ النَّوى لَيسَ لي بها / غَداً يا وَليَّ المُؤمِنينَ يَدَانٍ
إذا قَرَّبُوا للبين كُلًّ مُدَيَّثٍ / مُعَاوِدَ حَرِّ الرَّقمِ والخَضَعَان
مُعَنَّى كَرُكنِ الطَّودِ قَد زاحَ نَيَّهُ / زَمَانانِ مَرّا أَعشبا خَصِبانِ