القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُحْتُري الكل
المجموع : 100
ما تُقَضّى لُبانَةٌ عِندَ لُبنى
ما تُقَضّى لُبانَةٌ عِندَ لُبنى / وَالمُعَنّى بِالغانِياتِ مُعَنّى
هَجَرَتنا يَقظى وَكادَت عَلى عا / داتِها في الصُدودِ تَهجُرُ وَسنى
بعدَ لَأيٍ وَقَد تَعَرَّضَ مِنها / طائِفٌ طافَ بي عَلى الرَكبِ وَهنا
تَتَثَنّى حاجاتُ نَفسي إِتِّباعاً / لِقَضيبٍ في بُردِها يَتَثَنّى
قَدكِ مِنّي فَما جَوى السُقمِ إِلّا / في ضُلوعٍ عَلى جَوى الحُبِّ تُحنى
لَو رَأَت حادِثَ الخِضابِ لَأَنَّت / وَأَرَنَّت مِن إِحمِرارِ اليَرَنّا
خِلتُ جَهلاً أَنَّ الشَبابَ عَلى طو / لِ اللَيالي ذَخيرَةٌ لَيسَ تَفنى
وَأَرى الدَهرَ مُديناً ما تَناءى / لِضِرارٍ وَمُبعِداً ما تَدَنّى
كَلَفُ البيضِ بِالمُغَمَّرِ قَدراً / حينَ يَكلَفنَ وَالمُصَغَّرِ سِنّا
يَتَشافَعنَ بِالغَريرِ المُسَمّى / مِن فَتاءٍ دونَ الجَليلِ المُكَنّى
كُلُّ ماضٍ أَنساهُ غَيرَ لَيالٍ / ماضِياتٍ لَنا بِبارى وَبِنّا
مُغرَمٌ بِالمُدامِ أُترِعُ كَأساً / ساطِعاً ضَوءُها وَأَنزِفُ دَنّا
حَيثُ لا أَرهَبُ الزَمانَ وَلا أُل / قي إِلى العاذِلِ المُكَثِّرِ أُذنا
يَزعُمُ البِرَّ في التَشَدُّدِ وَالأَس / مَحُ أَحجى لِأَن يُبَرَّ وَيُدنى
يَختَشي زَلَّةَ الخِطارِ وَأَرجو / عَودَةً مِن عَوائِدِ اللَهِ تُمنى
لَم تَلُمني أَنّي سَمَحتُ وَلَكِن / لُمتَ أَنّي أَحسَنتُ بِاللَهِ ظَنّا
إِن تُعَنِّف عَلى السَماحِ فَلا تَع / دُ عَلِيّاً مُسَيِّراً أَو مُبِنّا
هُوَ أَجنى بِما يُنَوِّلُ مِن أَن / يَتَعَدّى لاحيهِ أَو يَتَجَنّى
يَهَبُ النائِلَ المُثَنّى وَلا يَس / تَأنِفُ الكَيدَ في العَدُوِّ المُثَنّى
عَمَّ مَعروفُهُ فَأَلحَقَ فينا / بِعُمومِ المَعروفِ مَن لَيسَ مِنّا
عَبَّدَتهُ الحُقوقُ وَالحُرُّ مَن أَص / بَحَ عَبداً في طاعَةِ الجودِ قِنّا
وَتَأَبّى مِن أَن يُقالَ كَريمٌ / لِسِواهُ إِلّا شِحاحاً وَضِنّا
عَزَماتٌ إِذا قَسَطنَ عَلى الدَه / رِ رَآهُ أَو عَدَّهُ الدَهرُ قِرنا
يَتَأَنّى بُغى التَعَجُلِ وَالأَع / جَلُ في بَعضِ شَأنِهِ مَن تَأَنّى
مُدرِكُ بِالظُنونِ ما طَلَبوهُ / بِفُنونِ الأَخبارِ فَنّاً فَفَنّا
لا تُرِد عِندَ مَن تَخَيَّرَ رَأياً / وَإِطلُبِ الرَأيَ عِندَ مَن يَتَظَنّى
وَدَّ قَومٌ لو ساجَلوهُ وَلَو سو / جِلَ قَد خابَ جاهِلٌ وَتَعَنّى
مِن تَمَنّي الحَصيفِ عِندَ التَمَنّي / أَن يَكونَ الخِيارُ فيما تَمَنّى
رَدَّ مُلكَ العِراقِ عَفواً إِلَيها / فَرَساً في رِباعِها وَإِطمَأَنّا
كَم مُعَزّىً عَنهُ وَقَد سارَ عَنها / عادَ في عَودِهِ إِلَيها مُهَنّا
يَرذُلُ البَحرُ في بِحورِ بَني الفَي / ياضِ إِذ جَشنَ بِالنَوالِ فَفَضنا
واسِطوا سُؤدُدٍ فَلَيسَ يُنادو / نَ إِلى المَجدِ مِن هُناكَ وَهَنّا
تَزَلوا رَبوَةَ العِراقِ إِرتِياداً / أَيُّ أَرضٍ أَشَفُّ ذِكراً وَأَسنى
بَينَ دَيرِ العاقولِ مُرتَبَعٌ يُش / رِفُ مُحتَلُّهُ إِلى دَيرِ قُنّى
حَيثُ باتَ الزَيتونُ مِن فَوقِهِ النَخ / لُ عَلَيهِ وُرقُ الحَمامِ تَغَنّى
ما المَساعي إِلّا لمَكارِمُ تُرتا / دُ وَإِلّا مَصانِعُ المَجدِ تُبنى
وَالكَريمُ النامي لِأَصلٍ كَريمٍ / حَسَنٌ في العُيونِ يَزدادُ حُسنا
بِاللَهِ يا رَبعُ لَمّا اِزدَدتَ تِبيانا
بِاللَهِ يا رَبعُ لَمّا اِزدَدتَ تِبيانا / وَقُلتُ في الحَيِّ لَمّا بانَ لِم بانا
لَيلٌ بِذي الطَلحِ لَم تَثقُل أَواخِرُهُ / أَهوى لِقَلبِيَ مِن لَيلٍ بِعُسفانا
أَكانَ بِدعاً مِنَ الأَيّامِ لَو رَجَعَت / عَيشي بِبُرقَةِ أَحواجٍ كَما كانا
إِذ لا هَوىً كَهَوانا يُستَدامُ بِهِ / عَهدُ السُرورِ وَلا دُنيا كَدُنيايا
أَرُدُّ دونَكَ يَقظاناً وَيَأذَنُ لي / عَلَيكِ سُكرُ الكَرى إِن جِئتُ وَسنانا
كَأَنَّما اِستَأثَرَت بِالوَصلِ تَملِكُهُ / أَو سايَرَت حارِساً بِاللَيلِ يَغشانا
يَذوبُ أَطوَعُنا في الحُبِّ مِن كَمَدٍ / بَرحٍ وَيَسلَمُ مِن بَلواهُ أَعصانا
أَخَّرتِ ظالِمَةً حَقَّ المَشوقِ وَما / عايَنتِ مِن حُرَقِ الشَوقِ الَّذي عانى
يَوَدُّ في أَهلِ وَدّانَ الدُنُوَّ وَهَل / يُدني هَوىً وُدُّهُ في أَهلِ وَدّانا
عَجزٌ مِنَ الدَهرِ لا يَأتي بِعارِفَةٍ / إِلّا تَلَبَّثَ دونَ الأَتيِ وَاِستانى
قَد آنَ أَن يوصَلَ الحَبلُ الَّذي صَرَموا / لَو آنَ أَن يُفعَلَ الشَيءُ الَّذي حانا
شَهرانِ لِلوَعدِ كانَ القَولُ فيهِ غَدا / وَما أَلَمَّت بِنُجحٍ أُختُ شَهرانا
شَعبانُ مُستَوسِقٌ قُدّامَهُ رَجَبٌ / لَم يَتَّفِق بِاِجتِماعِ الشَملِ شَعبانا
مَهما تَعَجَّبتَ مِن شَيءٍ فَلَستَ تَرى / شَروى اللَيالي إِذا أَكدَت وَشَروانا
وَالرِزقُ لي دونَ مَن قَد باتَ وَهوَ لَهُ / لَو أَنَّ أَزكاهُ مَقسومٌ لِأَذكانا
وَلَيسَ أَنضَرَ ما اِستَعرَضتَهُ وَرَقاً / بِأَصلَبِ الشَجَرِ المَعجومِ عيدانا
وَجَدتُ أَكثَرَ مَن يُخشى السَوادُ لَهُ / أَقَلَّهُم في رِباعِ المَجدِ بُنيانا
أَكانَ خَطرَفَةً عَمداً صُدودُهُمُ / عَنِ المَكارِمِ أَو وَهماً وَنِسيانا
أَبَعدَ ما أَعلَقَ الأَقوامُ مَيسَمَهُم / بِصَفحَتي وَقَتَلتُ الأَرضَ عِرفانا
يَرجو البَخيلُ اِغتِراري أَو مُخادَعَتي / حَتّى أَسوقَ إِلَيهِ المَدحَ مَجّانا
لَأَكسُوَنَّ بَني الفَيّاضِ مِن مِدَحي / ما باتَ مِنهُ لَئيمُ الناسِ عُريانا
تَسمو إِلى حِلَلِ العَلياءِ أَنفُسُهُم / كَأَنَّ أَنفُسَهُم يَطلُبنَ أَوطانا
لَم يَنكِلوا عَن فِعالِ الخَيرِ أَجمَعُهُ / إِن لَم يُصيبوا عَلى الخَيراتِ أَعوانا
إِن أُربِحَت في اِبتِغاءِ المَجدِ صَفقَتُهُم / لَم يَحسِبوا غَبَناتِ المَجدِ خُسرانا
مُشَيَّعونَ عَلى الأَعداءِ لَم يَهِنوا / عَن حَلبَةِ الشَرِّ أَن يَلقَوهُ وُحدانا
ما يَبرَحُ الشِعرُ يَلقى مِن أَبي حَسَنٍ / خَلائِقاً شَغَلَت قُطرَيهِ إِحسانا
تَتَبَّعَ الشَمسَ يَستَقري تَصَوُّبَها / حَتّى قَضى الغَربَ تَوهيناً وَإِثخانا
لَولا تَأَتّيهِ لِلدُنيا وَنَبوَتِها / ما لانَ مِن جانِبِ العَيشِ الَّذي لانا
قَد كاثَرَت نُوَبَ الأَيّامِ أَنعُمُهُ / حَتّى أَبَذَّت صُروفَ الدَهرِ أَقرانا
واقِع بِهِ الغَمرَةَ المَغرورَ خائِضُها / وَلا تُكَلِّفهُ فيها حينَ مَن حانا
قارِضهُ ما شِئتَ يُثمِنكَ الوَفاءَ بِهِ / وَاِحذَرهُ يَنشُدُ أَوتاراً وَأَضغانا
فَظُّ الخِلالِ عَسيرُ الأَخذِ أَشأَمُهُ / إِذا تَنَمَّرَ دونَ العَفوِ غَضبانا
رَعى الأَمانَةَ لِلسُلطانِ يوضِحُها / حَتّى تَبَيَّنَ عَنها خَونُ مَن خانا
وَما يَزالُ غَريبٌ مِن كِفايَتِهِ / فَذٌّ يَعودُ عَلى العُمّالِ ميزانا
لِلشَيءِ وَقتٌ وَإِبّانٌ وَلَستَ تَني / تَلقى لِمَعروفِهِ وَقتاً وَإِبّانا
إِذا جَعَلنا سَنا إِشراقِهِ عَلَماً / إِلى مَصابٍ نَدى كَفَّيهِ أَدّانا
إِذا أَتَيناهُ وَالأَنبارُ عُمدَتُنا / جِئناهُ رَجلاً وَأُبنا عَنهُ رُكبانا
ما أَقشَعَت سَمَواتٌ مِن نَوافِلِهِ / إِلّا وَأَسخَطُنا لِلدَهرِ أَرضانا
عَوائِدٌ وَبَوادٍ مِن مَواهِبِهِ / يَروحُ أَبعَدُنا مِنها كَأَدنانا
قَلَّما لا تَتَصَبّاني الدِمَن
قَلَّما لا تَتَصَبّاني الدِمَن / وَتُعَنّيني بِذِكرى مِن شَجَن
واجِدٌ غايَةَ صَدرٍ مِن جَوىً / ناشِدٌ بُلغَةَ عَينٍ مِن وَسَن
وَالغَواني يَتَوَرَّدنَ بِنا / قُحَمَ الهُلكِ وَإِن هِمنا بِهِنّ
كُلَّما أَومَضَ بَرقٌ أَو سَرى / نَسمُ ريحٍ أَو ثَنى عَطفاً فَنَن
كَلَّفَتني أَريَحيّاتُ الصِبا / طَلَقاً في الشَوقِ مُمتَدَّ السَنَن
نَقَّلتَني في هَوىً بَعدَ هَوىً / وَابتَغَت لي سَكَناً بَعدَ سَكَن
غَيرَ حُبّي لِسُلَيمى لَم يَزِد / فيهِ إِسعافٌ وَلَم يَنقُصهُ ضَّن
ثَبَتَت تَحتَ الحَشا آخِيَةٌ / مِنهُ لا يَنزِعُها المُهرُ الأَرِنّ
أَتَوَخّى سَترَ حُبٍّ لَم يَزَل / ظاهِرَ الوَجدِ بِهِ حَتّى عَلَن
وَالَّذي غُمَّ عَلى الناسِ فَلَم / يَعلَموا ما هُوَ شَيءٌ لَم يَكُن
وَلَقَد بايَعتُ بِالشَيبِ فَما / قيضَ لِيَ طَيِّبُ نَفسٍ بِغَبَن
وَمِنَ الأَعلاقِ تاوٍ قَدرُهُ / عاجِزُ القيمَةِ عَن كُلِّ ثَمَن
رُفِعَت قَريَةُ حَسّانَ لَنا / وَسِواها عِندَهُ المَرأى الحَسَن
فَكَأَنّا حينَ صَلَّينا إِلى / قُبَّةِ الحَجّاجِ عُبّادُ وَثَن
أَمِقُ الكوفَةَ أَرضاً وَأَرى / نَجَفَ الحيرَةِ أَرضاها وَطَن
حِلَلُ الطائِيِّ أَولى حِلَلٍ / بِمُقامِ الدَهرِ لِلثاوي المُبِنّ
حَيثُ لا يُستَبطَأُ الحَظُّ وَلا / يُتَخَشّى غَولَهُ صَرفُ الزَمَن
حائِزٌ مُلكَ العِراقَينِ إِلى / ما حَوى الشِحرُ فَأَسيافُ عَدَن
تَتَظَنّاهُ عَلى البُعدِ فَلا / تَملِكُ الهَيبَةَ أَقوالُ اليَمَن
توجِفُ الأَذواءُ مِن طاعتِهِ / مِن حِوالٍ أَو رُعَينٍ أَو يَزَن
يَسأَلُ الأَقوامُ عَن رُوّادِهِم / عِندَ أَبوابِ مُرَجّى ذي مِنَن
عُصَبٌ إِن يَحتَجِب لا يَسخَطوا / وَتَفيضُ الأَرضُ خَيراً إِن أَذِن
صَرَّحَت أَخلاقُهُ عَن شيمَةٍ / يَهَبُ السُؤدُدُ فيها ما اختَزَن
لَم تَحُزها صِفَةُ المُطري وَلا / مُنيَةُ الراغِبِ لَو قيلَ تَمَنّ
لَو تَرَقَّبَت لِتَلقى مِثلَهُ / كُنتَ كَالراقِبِ وَقتاً لَم يَحِن
ضَمِنَ البِشرَ فَلَم يَلطِط بِهِ / كَزَعيمِ الدَينِ أَدى ما ضَمِن
ما انتَهى الأَعداءُ حَتّى ناقَلَت / حُصُنُ الخَيلِ بِأَنباءِ الحُصُن
كُلَّما احمَرَّ لَها البَأسُ ثَنَت / وَهِيَ مِمّا وَطِئَت حُمرُ الثُنَن
سَكَّنَت مِن شَغبِ بَغدادَ وَقَد / كانَ جَيّاشَ النَواحي فَسَكَن
وَعَلى داراتِ خَفّانَ وَقَد / أَخلَفَ الهَيصَمُ ما كانَ يُظَنّ
شاهِراتٍ خَلفَهُ مَأثورَةً / مِن سُيوفٍ ما تَقِيَ مِنها الجُنَن
تَرَكَ الريفَ وَعَلّى يَبتَغي / في أَبانَينَ عِياذاً وَقَطَن
يَحسِبُ الأَرطى زُها الجَيشِ وَمَن / تَنهَشِ الحَيَّةُ يُفزِعُهُ الرَسَن
وَلَو استَأنَفَ رُشداً لاطَّبى / عَطفَ مَنّانٍ إِذا استُعطِفَ مَنّ
بِيَمينَينِ تُفيدانِ الغِنى / وَالأَيادي البيضُ لِلأَيدي اليُمُن
أَينَما استَنزَلَهُ الأَقوامُ عَن / وَفرِهِ بِالقَولِ أَلفَوهُ أُذُن
تَتَأَيّا بَغَتاتِ الجودِ مِن / رادِفِ النُعمى مَتى يَبدَأُ يُثَنّ
أَيَّ يَومٍ بَعدَ يَومٍ لَم يُعِد / حَسَناً مِن فِعلِهِ بَعدَ حَسَن
كَم مِن وُقوفٍ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ
كَم مِن وُقوفٍ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ / لَم يَشفِ مِن بُرَحاءِ الشَوقِ ذا شَجَنِ
بَعضَ المَلامَةِ إِنَّ الحُبَّ مَغلَبَةٌ / لِلصَبرِ مَجلَبَةٌ لِلبَثِّ وَالحَزَنِ
وَما يَريبُكَ مِن إِلفٍ يَصُبُّ إِلى / إِلفٍ وَمِن سَكَنٍ يَصبو إِلى سَكَنِ
عَينٌ مُسَهَّدَةُ الأَجفانِ أَرَّقَها / نَأيُ الحَبيبِ وَقَلبٌ ناحِلُ البَدَنِ
أَسقى الغَمامُ بِلادَ الغَورِ مِن بَلَدٍ / هاجَ الهَوى وَزَمانَ الغَورِ مِن زَمَنِ
إِنّي وَجَدتُ بَني الجَرّاحِ أَهلَ نَدىً / غَمرٍ وَأَهلَ تُقىً في السِرِّ وَالعَلَنِ
قَومٌ أَشادَ بِعَلياهُم وَوَرَّثَهُم / كِسرى بنُ هُرمُزَ مَجداً واضِحَ السَنَنِ
تَسمو بَواذِخُ ما يَبنونَ مِن شَرَفٍ / كَما سَما الهَضبُ مِن ثَهلانَ أَو حَضَنِ
وَلَيسَ يَنفَكُّ يُشرى في دِيارِهِمِ / وافي المَحامِدِ بِالوافي مِنَ الثَمَنِ
الفاعِلونَ إِذا لُذنا بِظِلِّهِمِ / ما يَفعَلُ الغَيثُ في شُؤبوبِهِ الهَتِنِ
لِلَّهِ أَنتُم فَأَنتُم أَهلُ مَأثُرَةٍ / في المَجدِ مَعروفَةِ الأَعلامِ وَالسُنَنِ
فَهَل لَكُم في يَدٍ يَنمي الثَناءُ بِها / وَنِعمَةٍ ذِكرُها باقٍ عَلى الزَمَنِ
إِن جِئتُموها فَلَيسَت بِكرَ أَنعُمِكُم / وَلا بَدِئَ أَياديكُم إِلى اليَمَنِ
أَيّامَ جَلّى أَنوشِروانُ جَدُّكُمُ / غَيابَةَ الذُلِّ عَن سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ
إِذ لا تَزالُ لَهُ خَيلٌ مُدافِعَةٌ / بِالطَعنِ وَالضَربِ عَن صَنعاءَ أَو عَدَنِ
أَنتُم بَنو المُنعِمِ المُجدي وَنَحنُ بَنو / مَن فازَ مِنكُم بِعُظمِ الطولِ وَالمِنَنِ
وَقَد وَثِقتُ بِآمالي الَّتي سَلَفَت / وَحُسنِ ظَنِّيَ في الحاجاتِ بِالحَسَنِ
بِبارِعِ الفَضلِ يَأوي مِن شَهامَتِهِ / إِلى عَزائِمَ لَم تَضعُف وَلَم تَهِنِ
ما إِن نَزالُ إِلى وَصفٍ لِأَنعُمِهِ / فينا وَشُكرٍ لِما أَولاهُ مُرتَهَنِ
هُم أُلى رائِحونَ أَم غادونا
هُم أُلى رائِحونَ أَم غادونا / عَن فِراقٍ مُمسونَ أَم مُصبِحونا
فَعَلى العيسِ في البُرى تَتَبارى / عَبرَةٌ أَم عَلى المَها في البُرينا
ما أَرى البَينَ مُخلِياً مِن وَداعٍ / أَنفُسَ العاشِقينَ حَتّى تَبينا
مِن وَراءِ السُجوفِ كُثبانُ رَملٍ / تَتَثَنّى أَفنانُهُنَّ فُنونا
وَبِوُدِّ القُلوبِ يَومَ إِستَقَلَّت / ظُعُنُ الحَيِّ أَن تَكونَ عُيونا
مَنزِلٌ هاجَ لي الصَبابَةَ وَالشَي / بُ قَريني فيها وَساءَ قَرينا
يَومَ كانَ المُقامُ في الدارِ شَكّاً / يَبعَثُ الحُزنَ وَالرَحيلُ يَقينا
إِنَّ تِلكَ الطُلولَ مِن وَهبينا / حَزَّنَت خالِياً وَزادَت حَزينا
فَإِترُكاني فَما أُطيعُ عَذولاً / وَإِخذُلاني فَما أُريدُ مُعينا
شَرَفاً يا رَبيعَةَ إِبنَ نِزارٍ / خَصَّ قَوماً وَعَمَّكُم أَجمَعينا
غَدَرَ الناسُ أَوَّلاً وَأَخيراً / وَكَرُمتُمُ فَكُنتُمُ الوافينا
ما نَقَضتُم عَهداً وَلا خُنتُمُ غَي / باً وَحاشا لِمَجدِكُم أَن يَخونا
نَحنُ في خُلَّةِ الصَفاءِ وَأَنتُم / كَاليَدَينِ إِصطَفَت شِمالٌ يَمينا
ضَمَّنا الحِلفُ فَإِتَّصَلنا دِياراً / في المَقاماتِ وَإِلتَفَفنا غُصونا
لَم تُقَلَّب قُلوبُنا يَومَ هَيجا / ءَ وَلَيسَت أَيدي سَبا أَيدينا
وَأَبيكُم لَقَد نَهَضتُم عَبادي / دَ بِنُعمى مُحمَّدٍ وَثُبينا
وَلَئِن أَحسَنَ إِبنُ يوسُفَ لِل / لَهِ يَراكُم في حُبِّهِ مُحسِنينا
قَد شَكَرتُم نُعماهُ بِالأَمسِ حَتّى / لَعُدِدتُم بِشُكرِهِ مُنعِمينا
وَإِذا ما مَواهِبُ العُرفِ لَم تُق / ضَ بِحُرِّ الثَناءِ كانَت دُيونا
وَأَحَقُّ الإِحسانِ أَن يُصرَفَ الحَم / دُ إِلَيهِ ما لَم يَكُن مَمنونا
أَطفَأَ السَيفَ عَنكُمُ وَهوَ نارٌ / يَتَلظّى حَدّاهُ فيكُم مَنونا
وَأَما لَو يَشاءُ يَومَ إِبنِ عَمرٍو / لَأَبادَ العَمرينَ وَالزَيدينا
سارَ يَستَرشِدُ النُجومَ إِلَيهِم / في سَوادِ الظَلماءِ حَتّى طَفينا
مارِقاً مِن جَوانِحِ اللَيلِ يَبغي / عُصبَةً مِن حُماتِهِم مارِقينا
أَذكَرتُهُم سيماهُ سِيَما عَلِيٍّ / إِذ غَدا أَصلَعاً عَلَيهِم بَطينا
آثَرَ العَفوَ عالِماً أَنَّ لِل / لَهِ تَعالى عَفواً عَنِ العالَمينا
زِدهُمُ يا أَبا سَعيدٍ فَما السُؤ / دُدُ إِلّا زِيادَةُ الشاكِرينا
تِلكَ ساعاتُهُم مَعَ إِبنِ حُمَيدٍ / طالَ مِقدارُها فَعُدَّت سِنينا
عاقَروا المَوتَ في حِفافَي رِكابَي / هِ وَقَد نازَلوا الأُلوفَ مِئينا
يَرجِفُ الحِلفُ في صُدورِ قَناهُم / وَتَحِنُّ الأَرحامُ فيهِم حَنينا
أَوَ لَم تُنبِهِم بِساحَةِ سِنجا / رَ إِلى آمِدٍ إِلى مارِدينا
أَلسُنٌ تَنشُرُ الثَناءَ وَأَكبا / دٌ تَثَنّى عَلَيكَ عَطفاً وَلينا
بَل مَتى العَقدُ مِن لِوائِكَ وَالرَق / قَةُ مَعقودَةٌ بِقِنَّسرينا
نِعمَةٌ إِن يَجُد بِها اللَهُ يَوماً / لا يَجِدنا لِشِكرِها مُقرَنينا
إِن تَسَلنا تُخبَر بِخَيرِ أُناسٍ / غابَ عَنهُم مَحمودُ عَدلِكَ حينا
قَد ذَمَمنا مِن دَهرِنا ما حَمِدنا / وَسَخِطنا مِن عَيشِنا ما رَضينا
نَكرَهُ العاجِزَ الضَعيفَ إِذا جا / ءَ وَكُنتَ القَوِيَّ فينا الأَمينا
ثَبَّتَ اللَهُ وَطأَةً لَكَ أَمسَت / جَبَلاً راسِياً عَلى المُشرِكينا
رُبَّما وَقعَةٍ شَمِلَت بِها الرو / مَ فَباتوا أَذِلَّةً خاضِعينا
قَد أَمِنّا أَن يَأمُنوكَ عَلى حا / لٍ وَلَو صَيَّروا النُجومَ حُصونا
فَزَّعوا بِإِسمِكَ الصَبِيَّ فَعادَت / حَرَكاتُ البُكاءِ مِنهُ سُكونا
وَتَوافَت خَيلاكَ مِن أَرضِ طَرسو / سَ وَقاليقَلا بِأَردَندونا
عابِساتٍ يَحمِلنَ يَوماً عَبوساً / لِأُناسٍ عَن خَطبِهِ غافِلينا
زُرتَ بِالدارِعينَ أَهلَ البُقُلّا / رِ فَأَجلَوا عَن صاغِري صاغِرينا
قَد طَواهُنَّ طَيُّهُنَّ الفَيافي / وَإِكتَسَينَ الوَجيفَ حَتّى عَرينا
كَوُعولِ الهِضابِ رُحنَ وَما يَملِك / نَ إِلّا صُمَّ الرِماحِ قُرونا
جُلنَ في يابِسِ التُرابِ فَما رِم / نَ طِعاناً حَتّى وَطِئنَ الطينا
وَنَفيرٍ إِلى عَقَرقُسَ أَنفَر / تَ فَكُنتَ المُظَفَّرَ المَيمونا
إِذ مَلَأتَ السُيوفَ مِنهُم وَمِنّا / وَغَمَستَ الرِماحَ فيهِم وَفينا
ثُمَّ عَرَّفتَهُم جِباهَ رِجالٍ / صامِتِيّينَ في الوَغى مُصمَتينا
لَم يَكُن قَلبُكَ الرَقيقُ رَقيقاً / لا وَلا وَجهُكَ المَصونُ مَصونا
ما أَطاقوا دَفنَ الَّذي أَظهَروهُ / كَبُرَ الحِقدُ أَن يَكونَ دَفينا
بَعضَ بَغضائِكُم فَلَيسَ مُفيقاً / أَو يَرُدَّ الأَديانَ بِالسَيفِ دينا
هَمُّهُ في غَدٍ بِتَفليقِ هامٍ / في قُرى العازَرونَ وَالمازِرونا
وَلَعَمري ما ماءُ زَمزَمَ أَحلى / عِندَهُ مِن دَمِ بِزارِمّينا
يجعَلُ البيضَ حينَ يَأسِرُ أَغلا / لاً لِأَسراهُ وَالمَنايا سُجونا
غَيرَ وانٍ في طاعَةِ اللَهِ حَتّى / يَطمَئِنَّ الإِسلامُ في طِمّينا
لَجَّ هَذا الحَبيبُ في هِجرانِهِ
لَجَّ هَذا الحَبيبُ في هِجرانِهِ / وَغَدا وَالصُدودُ أَكبَرُ شانِه
وَالَّذي صَيَّرَ المَلاحَةَ في خَد / دَيهِ وَقفاً وَالسِحرَ في أَجفانِه
لا أَطَعتُ الوُشاةَ فيهِ وَلَو / أَسرَفَ في ظُلمِهِ وَفي عُدوانِه
يا خَليلَيَّ باكِرا الراحَ صُبحاً / وَإِسقِياني مِن صِرفِ ما تَمزُجانِه
وَدَعا اللَومَ في التَصابي فَإِنّي / لا أَرى في السُلُوِّ ما تَرَيانِه
قَد تَمادى الوَلِيُّ في هَطَلانِهِ / وَأَتانا الوَسمِيُّ في إِبّانِه
وَأَرى الدَكَّتَينِ بَينَهُما أَف / وافُ رَوضٍ كَالوَشيِ في أَلوانِه
في ضُروبٍ مِن حُسنِ نَرجِسِهِ الغَضِّ / وَمِن آسِهِ وَمِن زَعفَرانِه
ذاكَ قَصرٌ مُبارَكٌ تَقصُرُ الأَع / يُنُ دونَ الرَفيعِ مِن بُنيانِه
فيهِ نالَ الإِمامُ تَكرِمَةَ اللَ / هِ وَفَضلَ العَطاءِ مِن إِحسانِه
نَسأَلُ اللَهَ أَن يُتَمِّمَ فينا / حُسنَ أَيّامِهِ وَطيبَ زَمانِه
يا اِبنَ عَمِّ النَبِيِّ وَاللابِسِ الفَخ / رَينِ مِن نورِهِ وَمِن بُرهانِه
أُضعِفَت بَهجَةُ الخِلافَةِ وَاِرتَد / دَ شَبابُ الدُنيا إِلى عُنفُوانِه
وَرَآكَ العِبادُ مِن نِعَمِ اللَ / هِ عَلَيهِم وَطولِهِ وَاِمتِنانِه
عَلِمَ اللَهُ كَيفَ أَنتَ فَأَعطا / كَ المَحَلَّ الجَليلَ مِن سُلطانِه
جَعَلَ الدينَ في ضَمانِكَ وَالدُن / يا فَعِش سالِماً لَنا في ضَمانِه
طَيفٌ تَأَوَّبَ مِن سُعدى فَحَيّاني
طَيفٌ تَأَوَّبَ مِن سُعدى فَحَيّاني / أَهواهُ وَهوَ بُعَيدَ النَومِ يَهواني
فَيا لَها زَورَةً يُشفى الغَليلُ بِها / لَو أَنَّها جُلِبَت يَقظى لِيَقظانِ
مَهزوزَةٌ إِن مَشَت لَم تُلفَ هِزَّتُها / لِلخَيزُرانِ وَلَم توجَد مَعَ البانِ
يُدني الكَرى شَخصَها مِنّي وَيوقِظُني / وَجدٌ فَيُبعِدُ مِنّي طَيفَها الداني
حَلَفتُ بِالقُربِ بَعدَ البُعدِ مِن سَكَنٍ / وَبِالوِصالِ أَتى في إِثرِ هِجرانِ
أَنَّ اِبنَ مِصقَلَةَ البَكرِيَّ دافَعَ لي / عَن نِعمَتي وَكفاني العُظمَ مِن شاني
مُهَذَّبٌ لَم يَزَل يَسمو إِلى كَرَمٍ / مُجَدَّدٍ لَيسَ يُبليهِ الجَديدانِ
خِرقٌ مَتى خِفتُ مِن دَهرٍ تَصَرُّفُهُ / كانَ المُجيرَ عَلَيهِ دونَ إِخواني
أَغَرُّ كَالقَمَرِ المَسعودِ طَلعَتُهُ / إِذا تَبَلَّجَ عَن طولٍ وَإِحسانِ
يَندى حَياءٍ وَتَندى كَفُّهُ كَرَماً / كَاللَيثِ تَخلِجُهُ في الجَوِّ ريحانِ
إِسلَم أَبا الصَقرِ لِلمَعروفِ تَصنَعُهُ / وَالمَجدِ تَبنيهِ في ذُهلِ بنِ شَيبانِ
قَد أَلقَتِ الغَرَبُ الآمالَ راغِبَةً / إِلَيكَ مِن مُجتَدٍ جَدوى وَمِن جانِ
فَالنَيلُ لِلمُعتَفي يَلقَونَهُ أَبَداً / لَدَيكَ مُقتَبَلاً وَالفَكُّ لِلعاني
تَوَهَّمَ لَيلى وَأَظعانَها
تَوَهَّمَ لَيلى وَأَظعانَها / ظِباءَ الصَريمِ وَغِزلانَها
بَرَزنَ عَشِيّاً فَقُلتُ اِستَعَر / نَ كُثبَ السَراةِ وَقُضبانَها
وَأَسرَينَ لَيلاً فَخِلنا بِهِن / نَ مَثنى النُجومِ وَوُحدانَها
صَوادِفُ جَدَّدنَ بَعدَ الهَوى / مِطالَ الدُيونِ وَلَيّانَها
جَحَدنَ جَديدَ الهَوى بَعدَما / عَرَفنَ الصَبابَةَ عِرفانَها
وَكُنتُ اِمرَأً لَم أَزَل تابِعاً / وِصالَ الغَواني وَهِجرانَها
أُحِبُّ عَلى كُلِّ ما حالَةٍ / إِساءَةَ لَيلى وَإِحسانَها
أَراكِ وَإِن كُنتِ ظَلّامَةً / صَفِيَّةَ نَفسي وَخُلصانَها
وَيُعجِبُني فيكِ أَن أَستَدي / مَ صَباباتِ نَفسي وَأَشجانَها
وَما سَرَّني أَنَّ قَلبي أُعي / رَ عَزاءَ القُلوبِ وَسُلوانَها
سَرى البَرقُ يَلمَعُ في مُزنَةٍ / تَمُدُّ إِلى الأَرضِ أَشطانَها
فَلا تَسأَلَن بِاِستِواءِ الزَما / نِ وَقَد وافَتِ الشَمسُ ميزانَها
شَبيبَةَ لَهوٍ تَلَقَّيتُها / فَسايَرتُ بِالراحِ رَيعانَها
وَلا أَريَحِيَّةَ حَتّى تُرى / طَروبَ العَشِيّاتِ نَشوانَها
وَلَيسَت مُداماً إِذا أَنتَ لَم / تُواصِل مَعَ الشَربِ إِدمانَها
وَكَم بِالجَزيرَةِ مِن رَوضَةٍ / تُضاحِكُ دِجلَةُ ثِغبانَها
تُريكَ اليَواقيتَ مَنثورَةً / وَقَد جَلَّلَ النورُ ظُهرانَها
غَرائِبُ تَخطَفُ لَحظَ العُيونِ / إِذا جَلَتِ الشَمسُ أَلوانَها
إِذا غَرَّدَ الطَيرُ فيها ثَنَت / إِلَيكَ الأَغانِيُّ أَلحانَها
تَسيرُ العِماراتُ أَيسارَها / وَيَعتَرِضُ القَصرُ أَيمانَها
وَتَحمِلُ دِجلَةُ حَملَ الجَموحِ / حَتّى تُناطِحُ أَركانَها
كَأَنَّ العَذارى تَمَشّى بِها / إِذا هَزَّتِ الريحُ أَفنانَها
تعانَقُ لِلقُربِ شَجراؤُها / عِناقَ الأَحِبَّةِ أَسكانَها
فَطَوراً تُقَوِّمُ مِنها الصَبا / وَطَوراً تُمَيِّلُ أَغصانَها
جُنوحٌ تُنَقِّلُ أَفياءَها / كَما جَرَّتِ الخَيلُ أَرسانَها
رِباعُ أَخي كَرَمٍ مُغرَمٍ / بِأَن يَصِلَ الدَهرَ غِشيانَها
أُلوفِ الدِيارِ فَإِن أَجمَعَ ال / تَرَحُّلَ حَرَّمَ إيطانَها
إِذا هَمَّ لَم يَختَلِج عَزمَهُ / مَقاصيرُ يَعتادُ أَكنانَها
مُطِلٌّ عَلى بَغَتاتِ الأُمورِ / عَبا لِلمُلِمّاتِ أَقرانَها
تُعِدُّ المَوالي لَهُ نَصرَها / وَتولي المُعادينَ خِذلانَها
وَتَحتاطُ مِن شَفَقٍ حَولَهُ / كَما حاطَتِ العَينُ إِنسانَها
نَقِيُّ السَرابيلِ قَد أَوضَحَت / طَريقَتُهُ القَصدُ بُرهانَها
تَوَلّى الأُمورَ فَما أَخفَرَ ال / أَمانَةَ فيها وَلا خانَها
يَبيتُ عَلى الفَيءِ مِن عِفَّةٍ / رَهيفَ الجَوانِحِ طَيّانَها
إِذا فُرَصُ المَجدِ عَنَّت لَهُ / تَغَنَّمَ بِالحَزمِ إِمكانَها
وَذي هِمَّةٍ قُلتُ لا تَلتَمِس / عُلاهُ لِتَبلُغَ أَعنانَها
وَخَلِّ الجِبالَ فَلا قُدسَها / أَطَقتَ وَلا اِسطَعتَ ثَهلانَها
مَواريثُ مِن شَرَفٍ لَم يُضِع / بُناها وَلَم يَطَّرِح شانَها
إِذا اِنتَحَلَ القَومُ أَسماءَها / وَجَدناهُ مُلِّكَ أَعيانَها
سَتُثني بِآلائِكَ الصالِحا / تِ مَدائِحُ أَسلَفتَ أَثمانَها
عَلى اليُمنِ يَسَّرتَ لِليَعمَلا / تِ عُراها وَلِلخَيلِ فُرسانَها
أَلا لَيتَ شِعرِيَ هَل أَطرُقَن / نَ قُصورَ البَليخِ وَأَفدانَها
وَهَل أَرَيَنَّ عَلى حاجَةٍ / صَوامِعَ زَكّى وَرُهبانَها
وَهَل أَطلُعَنَّ عَلى الرَقَّتَينِ / بَخيلٍ أُخايِلُ سَرعانَها
مَشوقٌ تَذَكَّرَ أُلّافَهُ / وَنَفسٌ تَتَبَّعُ أَوطانَها
أَقولُ لِعَنسٍ كَالعَلاةِ أَمونِ
أَقولُ لِعَنسٍ كَالعَلاةِ أَمونِ / مُضَبَّرَةٍ في نِسعَةٍ وَوَضينِ
تَقي السَيفَ إِن جاوَزتِ قُلَّةَ ساطِحٍ / وَضَمَّكِ وَالمَعروفَ بَطنُ طَرونِ
وَلا توغِلي في أَرسَناسَ فَتَعثُري / بِمُندَرِسِ الأَحجارِ ثَمَّ دَفينِ
فَغَيرُ عَجيبٍ إِن رَأَيتيهِ أَن تَرى / تَلَهُّبَ ضَربٍ في شَواكِ مُبينِ
حَنيني إِلى ذاكَ القَليبِ وَلَوعَتي / عَلَيهِ وَقَلَّت لَوعَتي وَحَنيني
أَعاذِلَتي ما الدَمعُ مِن فَرطِ صَبوَةٍ / وَلا مِن تَنائي خُلَّةٍ فَذَريني
وَلا تَسأَلي عَمّا بَكَيتُ فَإِنَّهُ / عَلى ماءِ وَجهي جادَ ماءُ جُفوني
خَلا أَمَلي مِن يوسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ / وَأَوحَشَ فِكري بَعدَهُ وَظُنوني
فَوا سوءَتي تَردى وَأَحيا وَلَم أَكُن / عَلى عِذرَةٍ مِن قَبلِها بِظَنينِ
وَكانَ يَدي شُلَّت وَنَفسي تُخُرِّمَت / وَدُنيايَ بانَت يَومَ بانَ وَديني
فَوا أَسَفي أَلّا أَكونَ شَهِدتُهُ / فَخاسَت شِمالي عِندَهُ وَيَميني
وَأَلّا لَقيتُ المَوتَ أَحمَرَ دونَهُ / كَما كانَ يَلقى الدَهرَ أَغبَرَ دوني
وَإِنَّ بَقائي بَعدَهُ لَخِيانَةٌ / وَما كُنتُ يَوماً قَبلَهُ بِخَئونِ
فَلا ثَأرَ حَتّى تَطلُعَ الخَيلُ مُرتَقى / خُوَيتُ بِأُسدٍ في السَنَوَّرِ جونِ
وَحَتّى تُصيبَ المُرهَفاتُ بِساطِحٍ / شِفاءَ النُفوسِ مِن طُلىً وَشُؤونِ
وَحَتّى تُحَشَّ النارُ ما بَينَ أَرزَنٍ / وَأَرضِ جُواخٍ مِن قُرىً وَحُصونِ
وَحَتّى يَنالُ السَيفُ موسى فَيَختَلي / جُزازَةَ عِلجٍ بِالتُخومِ سَمينِ
أَأَللَهَ تَرجونَ البَقاءَ وَقَد جَرَت / دِماءٌ لَنا فيكُم قُضينَ لِحينِ
فَأَينَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّهُ / كَفيلي عَلى ما ساءَكُم وَضَميني
سَتَأتيكُمُ الجُردُ الخَناذيذُ تَقتَري / جُنوبَ سُهولٍ في الفَلا وَحُزونِ
عَوابِسَ تَغشى الرَوعَ في كُلِّ ماقِطٍ / مُناقِلَةً فيهِ بِأُسدِ عَرينِ
طَوالِبَ ثَأرٍ مِن فَتىً غَيرَ واهِنٍ / وَلا وَكَلٍ في النائِباتِ مَهينِ
مَعارِكِ حَربٍ لا يَزالُ مُوَكَّلاً / بِقُطبِ رَحىً لِلدارِعينَ طُحونِ
وَسائِسُ جَيشٍ يَرجَعُ الحَزمَ وَالحِجى / إِلى شِدَّةٍ مِن جانِبَيهِ وَلينِ
رَأى المَوتَ رَأيَ العَينِ لا سِترَ دونَهُ / وَما مَوتُ شَكٍّ مِثلُ مَوتِ يَقينِ
وَقيلَ اُنجُ مِن غَمّائِها فَأَبَت لَهُ / سَجِيَّةُ شَكسٍ في اللِقاءِ حَرونِ
وَلَمّا اِستَخَفّوا لِلنَجاءِ تَوَقَّرَت / جَوانِبُ ثَبتٍ لِلسُيوفِ رَكينِ
وَقى كَتِفَيهِ وَالرِماحُ شَوارِعٌ / بِثُغرَةِ نَحرٍ واضِحٍ وَجَبينِ
أَأَنساكَ أَم أَنسى مُصابَكَ بَعدَما / عَلِقتُ بِحَبلٍ مِن نَداكَ مَتينِ
وَلَو كُنتَ ذا عِلمٍ بِفَرطِ صَبابَتي / وَما عِلمُ ثاوٍ في التُرابِ دَفينِ
تَيَقَّنتَ أَنَّ العَينَ جِدُّ غَزيرَةٍ / عَلَيكَ وَأَنَّ القَلبَ جِدُّ حَزينِ
إِذا أَنا لَم أَشكُركَ نُعماكَ بِالبُكا / فَلَستُ عَلى نُعمى اِمرِئٍ بِأَمينِ
أَذُمُّ إِليكَ تَغليسَ الدُجونِ
أَذُمُّ إِليكَ تَغليسَ الدُجونِ / وَلَمعَ البَرقِ في زَجِلٍ هُتونِ
وَمَيلَهُما بِعَزمِ أَبي عَلِيٍّ / إِلى صَهباءَ تُشرِقُ في العُيونِ
وَكَم مِن حاجَةٍ عيقَت وَنُجحٍ / لَواهُ المَطلُ حيناً بَعدَ حينِ
وَما كانَ السَحابُ عَلى أَذاتي / بِمُتَّهَمِ البُكورِ وَلا ظَنينِ
فَلا تَمزُج بِماءِ المُزنِ كَأسي / وَعَدِّ بِها إِلى الماءِ المَعينِ
نَسعى وَأَيسَرُ هَذا السَعيِ يَكفينا
نَسعى وَأَيسَرُ هَذا السَعيِ يَكفينا / لَولا تَكَلُّفُنا ما لَيسَ يَعنينا
نَروضُ أَنفُسَنا أَقصى رِياضَتِها / عَلى مُواتاةِ دَهرٍ لا يُواتينا
فَلَيتَ مُسلِفَنا الأَعمارَ أَنظَرَنا / مُجامِلاً فَتَأَنّى في تَقاضينا
إِن أَنتَ أَحبَبتَ أَن تَلقى ذَوي أَسَفٍ / عَلى فَقيدِهِمِ فَاِحلُل بِوادينا
رَزِيَّةٌ مِن رَزايا الدَهرِ شاغِلَةٌ / لِناصِرِ الدينِ عَن أَن يَنصُرَ الدينا
لا عَينَ إِلّا وَقَد باتَت مُؤَرَّقَةً / لَهُ وَلا قَلبَ إِلّا باتَ مَحزونا
كانَ الَّذي مَنَعَ الإِخوانَ إِن سُئِلوا / تَركَ المَلامِ عَلى الإِغرامِ ماعونا
لَولا الأَميرُ أَبو العَبّاسِ ما اِنكَشَفَت / لَنا العَواقِبُ عَن أَمرٍ يُعَزّينا
يَجتَمِعُ الدينُ وَالدُنيا لِرائِدِنا / في مُنعِمٍ حَسُنَت آثارُهُ فينا
مُظَفَّرٌ لَم نَزَل نَلقى بِطَلعَتِهِ / كَواكِبَ السَعدِ وَالطَيرِ المَيامينا
تَهدي الفُتوحُ مِنَ الآفاقِ عامِدَةً / مُبارَكاً مِن بَني العَبّاسِ مَيمونا
إِذا أَرَدنا وَرَدنا بَحرَ نائِلِهِ / فَنَوَّلَتنا يَداهُ مِلءَ أَيدينا
وَلَو نَشاءُ شَرَعنا في تَطَوُّلِهِ / شُروعَنا فَأَخَذنا مِنهُ ما شينا
أَموجِهي أَنتَ إيصاءً وَتَقدِمَةً / يَزكو بِها سَبَبي عِندَ اِبنِ طولونا
وَمُطلِقٌ مِن خَراجي ما أَعُدُّ بِهِ / دَيناً عَلى ناصِرِ الإِسلامِ مَضمونا
وَكَم سُئِلتَ فَما أُلفيتَ ذا بَخلٍ / وَلا وَجَدنا عَطاءً مِنكَ مَمنونا
عِلَلُ النُفوسِ قَريبَةٌ أَوطانُها
عِلَلُ النُفوسِ قَريبَةٌ أَوطانُها / وَصَلَت فَمَلَّ وِصالَها جيرانُها
سَهُلَت لِرائِدِها الجِبالُ ثَبيرُها / فَجَليلُها فَشَمامُها فَأَبانُها
فَاُشكُر يَدَ الأَيّامِ في حَسَنٍ فَقَد / عَفّى إِساءَتَها بِهِ إِحسانُها
أَوَ ما تَراهُ تَغَيَّرَت قَمَرِيَّةٌ / في لَونِهِ فَتَغَيَّرَت أَلوانُها
نَفسي فِداؤُكِ أَيُّها النَفسُ الَّتي / لَو خُلِّيَت أَودى بِها خُلّانُها
قَد زِدتَ في مَرَضِ القُلوبِ فَبَرَّحَت / بُرَحاؤُها وَتَضاعَفَت أَشجانُها
ما عِلَّةٌ كَتَمَ التَجَمُّلُ سِرَّها / لَو لَم يُخَبِّرنا بِها إِعلانُها
أُنبِئتُها بِالغَيبِ ثُمَّ رَأَيتُها / تَدنو مَسافَتُها وَيَصغُرُ شانُها
وَسَمِعتُ وَصفَكَها فَقُلتُ لَوَ انَّها / زادَت وَأَكبَرُ بُغيَتي نُقصانُها
لا تَبعَثَنَّ لَها الهُمومَ قَواصِداً / بَعدَ الهُمومِ فَإِنَّها أَعوانُها
أَنّى أَخافُ جِماحَها مِن بَعدِما / ظَهَرَ الدَواءُ وَفي يَدَيهِ عِنانُها
ضَربٌ مِنَ المَكروهِ يَدفَعُ آخَراً / كَالنارِ كُفَّ بِغَرقَدٍ وَقَدانُها
وَالسَيفُ قَد يُنقيهِ مِن كَدَرِ الصَدا / كَدَرُ المَداوِسِ بِكرُها وَعَوانُها
وَالبَدرُ يَكسِفُهُ النَهارُ فَتَبتَدي / ظُلَمُ الدُجى فَتُنيرُهُ أَدجانُها
لاتَعدُمَنكَ عَشيرَةٌ تَسمو إِلى / سَعدِ العَشيرَةِ عَمرُها وَقَنانُها
فَلَأَنتَ يَومَ تَعُدُّ أَحسَنَ مالَها / يَدُها الصَناعُ وَوَجهُها وَلِسانُها
لَيتَ الخَليطَ الَّذي قَد بانَ لَم يَبِنِ
لَيتَ الخَليطَ الَّذي قَد بانَ لَم يَبِنِ / بَل لَيتَ ما كانَ مِن حُبّيكِ لَم يَكُنِ
أَحرى العُيونِ بِأَن تَدمى مَدامِعُها / عَينٌ بَكَت شَجوَها مِن مَنظَرٍ حَسَنِ
ما أَحسَنَ الصَبرَ إِلّا عِندَ فُرقَةِ مَن / بِبَينِهِ صِرتُ بَينَ البَثِّ وَالحَزَنِ
يا فَرحَةً لي مِنَ الشَمسِ الَّتي طَلَعَت / في الرائِحينَ بِسِربِ الرَبرَبِ القَطِنِ
كَثيبُ رَملٍ عَلى عَليائِهِ فَنَنٌ / وَشَمسُ دَجنٍ بِأَعلى ذَلِكَ الفَنَنِ
ما تَقَعُ العَينُ مِنها حينَ تَلحَظُها / إِلّا عَلى فِتنَةٍ مِن أَقتَلِ الفِتَنِ
قامَت تَثَنّى فَلانَت في مَجاسِدِها / حَتّى كَأَنَّ قَضيبَ البانِ لَم يَلِنِ
لي عَن قَليلٍ ضَميرٌ لا يُلِمُّ بِهِ / وَجدٌ عَلَيكِ وَقَلبٌ غَيرُ مُرتَهَنِ
إِنَّ الهُمومَ إِذا أَوطَنَّ في خَلَدٍ / لِلمَرءِ سارَ وَلَم يَربَع عَلى وَطَنِ
إِلَيكَ بَعدَ وِصالِ البيدِ أَوصَلَنا / آذِيُّ دِجلَةَ في عيرٍ مِنَ السُفُنِ
غَرائِبُ الريحِ تَحدوها وَيُجنِبُها / هادٍ مِنَ الماءِ مُنقادٌ بِلا رَسَنِ
جِئناكَ نَحمِلُ أَلفاظاً مُدَبَّجَةً / كَأَنَّما وَشيُها مِن يُمنَةِ اليَمَنِ
كَأَنَّها وَهيَ تَمشي البُحتُرِيَّةَ في / يَدي أَبي الفَضلِ أَو في نائِلِ الحَسَنِ
نُهدي القَريضَ إِلى رَبِّ القَريضِ مَعاً / كَحامِلِ العَصبِ يُهديهِ إِلى عَدَنِ
مِن كُلِّ زَهراءَ كَالنُوّارِ مُشرِقَةٍ / أَبقى عَلى الزَمَنِ الباقي مِنَ الزَمَنِ
شُكرَ اِمرِئٍ ظَلَّ مَشغولاً بِشُكرِكَ عَن / فَرطِ البُكاءِ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ
قَد قُلتُ إِذ بَسَطَت كَفّاكَ مِن أَمَلي / ماشاءَ مِن نائِباتِ الدَهرِ فَليَكُنِ
رَضيتُ مِنكَ بِأَخلاقٍ قَدِ اِمتَزَجَت / بِالمَكرُماتِ اِمتِزاجَ الروحِ بِالبَدَنِ
وَزِدتَني رَغبَةً في عَقدِ وُدِّكَ إِذ / شَفَعتَ ذاكَ النَدى بِالفَهمِ وَالفِطَنِ
تُدني إِلى المَجدِ كَفّاً مِنكَ قَد أَنِسَت / بِالبَذلِ وَالجودِ أُنسَ العَينِ بِالوَسَنِ
مَن يُصبِهِ سَكَنٌ مِمَّن يُحِبُّ وَمَن / يَهوى فَما لَكَ غَيرُ المَجدِ مِن سَكَنِ
قُل لِلوَزيرِ الَّذي وَزارَتُهُ
قُل لِلوَزيرِ الَّذي وَزارَتُهُ / صُنعٌ مِنَ اللَهِ راتِبٌ حَسَنُه
أَنتَ زَعيمُ السُلطانِ في الحُكمِ تُم / ضيهِ وَمُختارُهُ وَمُؤتَمَنُه
وَعِندَكَ العَدلُ بَينَنا أَبَداً / مَنارُهُ واضِحٌ لَنا سَنَنُه
هَل لَكَ في الحَمدِ تَستَبِدُّ بِهِ / أُخرى اللَيالي وَالشُكرِ تَرتَهِنُه
ولَيسَ يَحبوكَ بِاِجتِماعِهِما / إِلّا غُلامي يُرَدُّ أَو ثَمَنُه
أَدمُعٌ قَد غَرينَ بِالهَمَلانِ
أَدمُعٌ قَد غَرينَ بِالهَمَلانِ / وَفُؤادٌ قَد لَجَّ في الخَفَقانِ
إِنَّ يَومَ الكَثيبِ أَفقَدَنا نَض / رَةَ تِلكَ القُضبانِ وَالكُثبانِ
بِاِفتِراقٍ أَلَمَّ بَعدَ إِجتِماعٍ / وَتَناءٍ أَقامَ بَعدَ تَدانِ
إِبكِيا هَذِهِ المَغاني الَّتي أَخ / لَقَها بَعدَ أَهلِها المِرزَمانِ
أَسعِدا الغَيثَ إِذ بَكاها وَإِن كا / نَ خَلِيّاً مِن كُلِّ ما تَجِدانِ
جادَ فيها بِنَفسِهِ فَإِستَجَدَّت / حُلَلاً مِنهُ جَمَّةَ الأَلوانِ
فَهيَ تَهتَزُّ بَينَ إِفرِندِهِ الأَخ / ضَرِ حُسناً وَوَشيهِ الأُرجُواني
في سَماءٍ مِن خُضرَةِ الرَوضِ فيها / أَنجُمٌ مِن شَقائِقِ النُعمانِ
وَإِصفِرارٍ مِن لَونِهِ وَإِبيِضاضٍ / كَاِجتِماعِ اللُجَينِ وَالعِقيانِ
وَتُريكَ الأَحبابَ يَومَ تَلاقٍ / بِاِعتِناقِ الحَوذانِ وَالأُقحُوانِ
صاغَ مِنها الرَبيعُ شَكلاً لِأَخلا / قِ حُسَينٍ ذي الجودِ وَالإِحسانِ
فَكَأَنَّ الأَشجارَ تَعلو رُباها / بِنَثيرِ الياقوتِ وَالمُرجانِ
وَكَأَنَّ الصَبا تَرَدَّدُ فيها / بِنَسيمِ الكافورِ وَالزَعفَرانِ
قَد تَصابَيتُ فَاُعذُري أَو فَلومي / لَيسَ شَيءٌ سِوى الصِبا مِن شاني
وَتَذَكَّرتُ وافِدَ الشَيبِ فَاِستَع / جَلتُ حَظّي في الراحِ وَالرَيحانِ
عِندَ عَدلٍ مِنَ الزَمانِ إِذا إِستَق / بَلَ خَيرٌ مِن إِعتِدالِ الزَمانِ
وَلَقَد أَمزُجُ المُدامَ بِفَترٍ / بَل بِسِحرٍ مِن مُقلَتَي أَرسَلانِ
وَأُعاطي كُؤوسَها المَلِكَ الأَب / لَجَ فِعلَ النَدمانِ بِالنَدمانِ
فَكَأَنّي أُنادِمُ القَمَرَ البَد / رَ عَلَيها في ذَلِكَ الإيوانِ
تَزدَهيهِ مِنَ العُلا كِبرِياءٌ / فيهِ أَن يَزدَهي عَلى الإِخوانِ
وَعَلَيهِ مِنَ النَدى سيمِياءُ / وَصَلَت مَدحَهُ بِكُلِّ لِسانِ
غَمَرَتهُ جَلالَةُ المُلكِ وَاِستَو / لَت عَلَيهِ شَمائِلُ الفِتيانِ
واصِلٌ مَجدَهُ بِعَقدِ الثُرَيّا / وَيَداهُ بِالجودِ مَوصولَتانِ
يا أَبا القاسِمِ المُقَسَّمِ في المَج / دِ لِيَومِ النَدى وَيَومِ الطِعانِ
قَد وَرِثتَ العَلياءَ عَن أَردَشيرٍ / وَقَباذٍ وَعَن أَنوشَروانِ
وَأَرى اللَيلَ وَالنَهارَ سَواءً / حينَ تَبدو بِوَجهِكَ الإِضحِيانِ
يَكادُ عاذِلُنا في الحُبِّ يُغرينا
يَكادُ عاذِلُنا في الحُبِّ يُغرينا / فَما لَجاجُكَ في لَومِ المُحِبّينا
نُلحى عَلى الوَجدِ مِن ظُلمٍ فَدَيدَنُنا / وَجدٌ نُعانيهِ أَو لاحٍ يُعَنّينا
إِذا زَرودُ دَنَت مِنّا صَرائِمُها / فَلا مَحالَةَ مِن زَورٍ يُواقينا
بِتنا جُنوحاً عَلى كُثبِ اللِوى فَأَبى / خَيالُ ظَمياءَ إِلّا أَن يُحَيِّينا
وَفي زَرودَ تَبيعٌ لَيسَ يُمهِلُنا / تَقاضِياً وَغَريمٌ لَيسَ يَقضينا
مَنازِلٌ لَم يُذَمَّم عَهدُ مُغرَمِنا / فيها وَلا ذُمَّ يَوماً عَهدُها فينا
تَجَرَّمَت عِندَهُ أَيّامُنا حِجَجاً / مَعدودَةً وَخَلَت فيها لَيالينا
إِنَّ الغَواني غَداةَ الجِزعِ مِن إِضَمٍ / تَيَّمنَ قَلباً مُعَنّى اللُبِّ مَحزونا
إِذا قَسَت غِلظَةً أَكبادُها جَعَلَت / تَزدادُ أَعطافُها مِن نِعمَةٍ لينا
يَلومُنا في الهَوى مَن لَيسَ يَعذِرُنا / فيهِ وَيُسخِطُنا مَن لَيسَ يُرضينا
وَما ظَنَنتُ هَوى ظَمياءِ مَنزِلُنا / إِلى مُواتاةِ خِلٍّ لا يُواتينا
لَقَد بَعَثتُ عِتاقَ الخَيلِ سارِيَةً / مِثلَ القَطا الجونِ يَتبَعنَ القَطا الجونا
يُكثِرنَ عَن دَيرِ مُرّانَ السُؤالَ وَقَد / عارَضنَ أَبنِيَةً في دَيرِ مارونا
يَنشُدنَ في إِرَمٍ وَالنُجحُ في إِرَمٍ / غِنىً عَلى سَيِّدِ الساداتِ مَضمونا
يُلفى النَدى مِنهُ مَلموساً وَمُدَّرَكاً / وَكانَ يُعهَدُ مَوهوماً وَمَظنونا
بادٍ بِأَنعُمِهِ العافينَ يُزلِفُهُم / عَلى الأَشِقّاءِ فيها وَالقَرابينا
نَيلٌ يُحَكَّمُ فيهِ المُجتَدونَ إِذا / شِئنا أَخَذنا اِحتِكاماً فيهِ ماشينا
وَمُملِقينَ مِنَ الأَحسابِ يَفجَؤُهُم / ساهينَ عَن كَرَمِ الأَفعالِ لاهينا
إِن لَم يَكُن في جَداهُم نَزرُ عارِفَةٍ / تَكُفُّنا كانَ غُزرٌ مِنهُ يَكفينا
وَغابِنٍ إِن شَرى حَمداً بِمَرغَبَةٍ / رَآهُ فيها بَخيلُ القَومِ مَغبونا
مُظَفَّرٌ لَم نَزَل نَلقى بِطَلعَتِهِ / كَواكِبَ السَعدِ وَالطَيرَ المَيامينا
يُمسي قَريباً مِنَ الأَعداءِ لَو وَقَعوا / بِالصينِ في بُعدِها ما اِستَبعَدَ الصينا
تَشميرَ يَقظانَ ما اِنفَكَّت عَزيمَتُهُ / تَزيدُ أَعداءَهُ ذُلّاً وَتَوهينا
إِنّي رَأَيتُ جُيوشَ النَصرِ مُنزَلَةً / عَلى جُيوشِ أَبي الجَيشِ بنِ طولونا
يَومَ الثَنِيَّةِ إِذ يَثني بِكَرَّتِهِ / في الرَوعِ خَمسينَ أَلفاً أَو يَزيدونا
وَالحَربُ مُشعَلَةٌ تَغلي مَراجِلُها / حيناً وَيَضرَمُ ذاكي جَمرِها حينا
يَغدو الوَرى وَهُمُ غاشو سُرادِقِهِ / صِنفَينِ مِن مُضمِري خَوفٍ وَراجينا
وَالناسُ بَينَ أَخي سَبقٍ يَبينُ بِهِ / وَفاتِرينَ مِنَ الغاياتِ وانينا
كَما رَأَيتُ الثَلاثاءاتِ واطِئَةً / مِنَ التَخَلُّفِ أَعقابَ الأَثانينا
عَمَّرَكَ اللَهُ لِلعَلياءِ تَعمُرُها / وَزادَكَ اللَهُ إِعزازاً وَتَمكينا
ما اِنفَكَّتِ الرومُ مِن هَمٍّ يُحَيِّرُها / مُذ جاوَرَت عِندَكَ العَزّاءَ وَاللينا
تَدنو إِذا بَعُدوا عِندَ اِشتِطاطِهُمُ / كَيداً وَتَبعُدُ إِن كانوا قَريبينا
حَتّى تَرَكتَ لَهُم يَوماً نَسَختَ بِهِ / ما يَأثُرُ الناسُ مِن أَخبارِ صِفّينا
مَصارِعٌ كُتِبَت في بَطنِ لُؤلُؤَةٍ / مِن ظَهرِ أَنقَرَةِ القُصوى وَطِمّينا
فَاِسلَم لِتَجهَدَهُم غَزواً وَتُغزِيَهُم / جَيشاً وَتُتبِعَهُ المَأمولَ هارونا
أَمّا الحُسَينُ فَما آلاكَ مُجتَهِداً / وَلَيسَ تَألوهُ تَفخيماً وَتَزيِينا
تَرضى بِهِ حينَ لا يُرضيكَ مُدبِرُهُم / مُبارَكاً صادِقَ الإِقبالِ مَيمونا
أَدّى الأَمانَةَ في مالِ الشَآمِ فَما / تَلقاهُ إِلّا أَمينَ الغَيبِ مَأمونا
تَسمو إِلى الرُتبَةِ العُليا مَحاسِنُهُ / فَما تَرى وَسَطاً مِنها وَلا دونا
عَزَمتُ عَلى المَنازِلِ أَن تُبينا
عَزَمتُ عَلى المَنازِلِ أَن تُبينا / وَإِن دِمَنٌ بَلينَ كَما بَلينا
نُمَتَّعُ مِن تَداني مَن قَلينا / وَنُمنَعُ مِن تَداني مَن هَوينا
فَكَم مِن مُنتَوىً لَهُمُ لَوَ أَنّا / نُعاني مُرَّهُ حيناً فَحينا
جَمَعنا مِن لَياليهِ شُهوراً / وَمِن أَعدادِ أَشهُرِهِ سِنينا
نُليحُ مِنَ الغَرامِ إِذا اِعتَرانا / وَأَبرَحُ مِنهُ أَلّا يَعتَرينا
وَمِن سَقَمٍ مَبيتُ المَرءِ خِلواً / بِلا سَقَمٍ يَبيتُ لَهُ رَهينا
شَرَكنا العيسَ ما نَدَعُ التَصابي / لِواحِدَةٍ وَما تَدَعُ الحَنينا
إِذا بَدَأَت لَنا أُسلوبَ شَوقٍ / رَأَينا في التَصابي ما تُرينا
بِعَمرِكَ كَيفَ نَرضى ما أَبانا / مِنَ الدُنيا وَنَسخَطُ ما يَجينا
عَنانا ما عَساهُ يُزالُ عَنّا / وَأَنصَبَنا تَكَلُّفُ ما كُفينا
يُقَيَّضُ لِلحَريصِ الغَيظُ بَحتاً / وَتَتَّجِهُ الحُظوظُ لِمَن قُضينا
وَما هُوَ كائِنٌ وَإِنِ اِستَطَلنا / إِلَيهِ النَهجَ يوشِكُ أَن يَكونا
فَلا تُغرَر مِنَ الأَيّامِ وَاِنظُر / إِلى أَقسامِها عَمَّن زُوينا
كَفَلتُ بِنُجحِ سارِيَةِ المَطايا / إِذا أَسرَت إِلى أَذكوتِكينا
إِلى خَوفِ العِدى حَتّى يَبيتوا / عَلى ضِغنٍ وَأَمنِ الخائِفينا
فَتى الفِتيانِ عارِفَةً وَبَأساً / وَخَيرُ خِيارِهِم دُنيا وَدينا
أَباحَ حِمى الدَيالِمِ في حُروبٍ / سَقَت هيمَ القَنا حَتّى رَوينا
إِذا طَلَبوا لَها الأَشباهَ كانَت / غَرائِبَ ما سُمِعنَ وَلا رُؤينا
وَأَعهَدُ أَرضَهُم أَعدى سِباعاً / وَآشَبَ دونَ عادِيَةٍ عَرينا
فَتِلكَ جِبالُها عادَت سُهولاً / وَكانَت قَبلَ مَغزاهُ حُزونا
وَكانوا جَمعَ مَملَكَةِ فَآلوا / طَوائِفَ في مَخابيهِم عَزينا
وَلَم يَنجُ اِبنُ جَستانٍ لِشَيءٍ / سِوى الأَقدارِ غالَبَتِ المَنونا
وَكَم مِن وَقعَةٍ قَد رامَ فيها / ظُهورَ الأَرضِ يَجعَلُها بُطونا
يَصُدُّ عَنِ الفَوارِسِ صَدَّ قالٍ / عَنِ العَشَراتِ يَحسِبُها مِئينا
يُلاوِذُ وَالأَسِنَّةُ تَدَّريهِ / شِمالاً حَيثُ وَجَّهَ أَو يَمينا
سَما لِبَوارِهِ خِرقٌ إِذا ما / سَما لِلصَعبِ أَوجَبَ أَن يَهونا
أَبو حَسَنٍ وَما لِلدَهرِ حَليٌ / سِوى آثارِهِ الحَسَناتِ فينا
يَقِلُّ الناسُ أَن يَتَقَيَّلوهُ / وَأَن يَدنوا إِلَيهِ مُشاكِلينا
وَظَنُّكَ بِالضَرائِبِ أَن تَكافا / كَظَنِّكَ بِالأَصابِعِ يَستَوينا
وَلَم أَرَ مِثلَهُ حَشَدَت عَلَيهِ / صُروفُ الدَهرِ أَبكاراً وَعونا
أَقَرَّ عَلى نُزولِ الخَطبِ جَأشاً / وَأَوضَحَ تَحتَ حادِثَةٍ جَبينا
نَسينا ما عَهِدنا غَيرَ أَنّا / يُذَكِّرُنا نَداهُ ما نَسينا
وَلَولا جودُهُ الباقي عَلَينا / لَكانَ الجودُ أَنفَسَ ما رُزينا
أُعينَ عَلى مُكايَدَةِ الأَعادي / مِنِ اِبنِ الشَلمَغانِ بِما أُعينا
بِأَزهَرَ مِن بَني ساسانَ يَلقى / بِهِ اللّاقونَ عِلقَهُمُ الثَمينا
تُقَصِّرُ عَن مِثالِ يَدَيهِ عِلماً / فَقَصرُكَ أَن تَظُنَّ بِهِ الظُنونا
وَما هُوَ غَيرُ خَوضِ الشَكِّ يوما / إِلَيهِ حَيثُ لا تَجِدُ اليَقينا
وَقَد صَلُبَت عَلى ظَنِّ المُناوي / قَناةٌ آيَسَت مِن أَن تَلينا
وَلَمّا كَشَّفَتهُ الحَربُ أَعلى / لَها لَهَباً يَهولُ الموقِدينا
تُريكَ السَيفَ هَيبَتُهُ مُذالاً / وَيَكني عَن حَقيقَتِها مَصونا
مُثَبِّتُ نِعمَةٍ وَمُزيلُ أُخرى / إِذا أَمَرَت عَواذِلَهُ عُصينا
تَتَبَّعَ فائِتاتِ الخَيرِ حَتّى / نُشِرنَ رَواجِعاً عَمّا طُوينا
يَرى دُوَلَ الصَلاحِ بِعَينِ راعٍ / يَكادُ يُعيدُهُنَّ كَما بُدينا
مَتى لَم يَزكُ في العَرَبِ اِرتِيادي / حَطَتُ إِلى رِباعِ الأَعجَمينا
نُوالي مَعشَراً قَرُبوا إِلَينا / وَنُثري مِن تَطَوُّلِ آخَرينا
وَقُربى الأَبعَدينَ بِما أَنالوا / تَخُصُّكَ دونَ قُربى الأَقرَبينا
بَنو أَعمامِنا الدانونَ مِنّا / وَواهِبَةُ النَوالِ بَنو أَبينا
قَد مَرَرنا بِزَحوَلٍ يَومَ دَجنٍ
قَد مَرَرنا بِزَحوَلٍ يَومَ دَجنٍ / فَأَتانا يعَدلِ فَحمٍ تُغَنّى
خُنفَساءٌ أَعمَت مِنَ القُبحِ عَيني / وَأَصَمَّت بِسَيِّئِ القَولِ أُذني
لَستُ أَدري إِذا أَشارَت بِصَوتٍ / أَتُغَنّي جَليسَها أَم تُزَنّي
يا خَليلَيَّ وَأُيورُ أَمانَه
يا خَليلَيَّ وَأُيورُ أَمانَه / وَالبُظورُ المُبَقَّياتُ دِيانَه
لَم تُغِبَّ الخِتانَ أُمُّ مُوَيسٍ / أَنَّها لَم تَجِد كِرا الخَتّانَه
قَد رَأَيناهُ وَهوَ والي خَراجٍ / وَعَهِدناهُ وَهوَ خَمّارُ حانَه
أُثَيلُ العَقيقِ إِلى بانِهِ
أُثَيلُ العَقيقِ إِلى بانِهِ / فَعُفرِ رُباهُ فَقيعانِهِ
مَغانٍ لِوَحشٍ تَصيدُ القُلو / بَ عُيونُ مَهاهُ وَغِزلانِهِ
صَبا بَعدَ إِخلاسِ شَيبِ القَذا / لِ وَبَعدَ اِختِلافاتِ أَلوانِهِ
وَفِقدانِ إِلفٍ جَفَوتُ الكَرى / وَعِفتُ السُرورَ لِفِقدانِهِ
أَطاعَ الوُشاةَ عَلى كُرهِهِ / بِهَجرِ المَشوقِ وَعِصيانِهِ
وَلَو وَكَلوهُ إِلى رَأيِهِ / أَتى وَصلُهُ قَبلَ هِجرانِهِ
كَتَمتُ الهَوى ثُمَّ أَعلَنتُهُ / وَسِرُّ الهَوى قَبلَ إِعلانِهِ
أُخَلّي عَنِ الشَيءِ في فَوتِهِ / وَأَطلُبُهُ عِندَ إِمكانِهِ
وَآمُلُ مِن حَسَنٍ رَجعَةً / بِعَدلِ الوَزيرِ وَإِحسانِهِ
إِذا هَمَّ أَمضى شَبا عَزمِهِ / وَكانَ التَوَرُّدُ مِن شانِهِ
وَلَم يَتَوَقَّف عَلى شَكِّهِ / فَيَمنَعهُ تَنفيذَ إيقانِهِ
صَليبٌ تُكَشِّفُ عَن سَبقِهِ / إِلى الرَأيِ أَحداثُ أَزمانِهِ
وَقَد حاجَزَت عاجِماتِ الخُطو / بِ عَنِ النَبعِ شِدَّةُ عيدانِهِ
تَعَلَّمَ مِن فَضلِهِ المُفضِلو / نَ فَأَجرَوا عَلى نَهجِ مَيدانِهِ
وَيَغدو وَنَجدَتُهُ في الوَغى / تُدَرِّبُ نَجداتِ فُرسانِهِ
يَهولُ العِدى جِدُّهُ في اِدِّخا / رِ قُمصِ الحَديدِ وَأَبدانِهِ
إِذا زادَ في غَيظِهِ بَغيُهُم / وَأَنكَرتَ ظاهِرَ عِرفانِهِ
فَفي السَيفِ إِن لَم يَعُد عَفوُهُ / شِفاءُ مُمِضّاتِ أَضغانِهِ
تَلافى رَعِيَّتَهُ مُنصِفاً / وَوَفّى نَصيحَةَ سُلطانِهِ
وَقامَت كِفايَتُهُ دونَ ما / رَجاهُ الحَسودُ بِشَنآنِهِ
فَما الوَهنُ نَهجاً لِتَدبيرِهِ / وَلا العَجزُ داراً لِإيطانِهِ
إِذا وَعَدَ اِتَّسَعَت كَفُّهُ / لِإِنجاحِهِ دونَ حِرمانِهِ
تُصَدِّقُ آمالَنا عِندَهُ / لَدى سَلِسِ النَيلِ عَجلانِهِ
مَكارِمُ لا يَبتَني مِثلَها / مُشَفِّقُهُم يَومَ بُنيانِهِ
تَسيرُ القَوافي بِأَنبائِها / مَسيرَ المَطِيِّ بِرُكبانِهِ
شَرى بارِعَ المَجدِ مُستَظهِراً / عَلى القَومِ في رَفعِ أَثمانِهِ
إِذا طاوَلوهُ إِلى سُؤدُدٍ / عَلا النَجمَ في بُعدِ إِمعانِهِ
إِذا ما اِستَطَلنا مَدى حاجَةٍ / قَصَرنا مَداها بِفِتيانِهِ
بِزُهرٍ كَأَنَّ السَحابَ اِستَعا / رَ مِن جودِهِم فَيضَ تَهتانِهِ
تَرى الحَمدَ مُجتَمِعاً شَملُهُ / لِأَحمَدِهِ بنِ سُلَيمانِهِ
لِأَبيَضَ يَعلو بِقُربى الوَزي / رِ عُلُوَّ الوَزيرِ بِشَيبانِهِ
يُذَكِرُنا لُبسُ نَعمانِهِ / لِباسِ الشَبابِ وَرَيعانِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025