القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 32
يا عينُ جودي بدمعٍ من دم هتن
يا عينُ جودي بدمعٍ من دم هتن / للقاسم اِبن الإمام المجتبى الحسنِ
أتى إِلى عمّه في حين شدّتهِ / وقد أحاطَت به عبّادة الوثنِ
والصحبُ من حولِهِ صرعى جسومهمُ / أضحّت مجزّرة في الترب كالبدنِ
فجاءَ يطلب منه رخصةً وله / قلبٌ توقّد بالأحزان والشجنِ
فمُذ رآهُ حسين فاض مدمعهُ / وقلبهُ ذابَ من وجدٍ ومن حزنِ
وقال يا نور عيني للمخيّم عُد / فأنتَ لي اليوم مثل الروح في البدنِ
فعادَ نحوَ بنات المُصطفى أسفاً / إذ لم يكُن عمّه يعطيهِ من إذنِ
بالهمّ والغمّ والأحزان مشتملٌ / وَبالكآبة والأشجان والمحنِ
هناكَ فكّر في عهدٍ أبوه به / أوصاه مرّ عليه سالف الزمنِ
فحلّ مِن كتفهِ ما شدّ والده / مِن عوذة ولذاك العهد لم يخنِ
أتى إلى عمّه فيها ليخبرهُ / بعهدِ والده ذي الفضل والمننِ
فحينَ شاهدهُ سبط النبيّ بكى / وسالَ مدمعهُ المنهلّ كالمزنِ
وضمّ مُعتنقاً حبّا لشبل أخٍ / لفرط حبّ له في القلب مكتمنِ
تعانقا وجرَت حزناً دموعهما / وقد أصابَ بها وهن على وهنِ
ومُذ أفاقَ أبو السجّاد ألبسه / ملابساً فصّلت للحرب كالكفنِ
وقال بادِر إلى توديع أمّك مع / كلّ النساء فهذا آخر الزمنِ
فَعادَ يدعو النسا هذا الوداع ألا / هل مَن يُبادر نحوي كي يودّعني
جاءَت إليهِ النسا حتّى تودّعه / وأمّه ثاكل تدعوه في شجنِ
تقول يا نور عيني كيف تتركني / وكيف مِن بعد هذا الوصل تقطعني
فقال يا أمّ عمّي اليوم منفرد / يدعو أهَل ناصر ذا اليوم ينصُرني
فكيفَ يبقى وحيداً لا معين له / وَالسيف طوع يميني لا يفارِقُني
قالت له يا بنيّ اِذهب لنصرتهِ / حتّى تحلّل ما قد ذُقتَ مِن لبني
فعادَ يَسطو على الأعداءِ مُرتجزاً / يدعو أنا اِبن الإمام السيّد الحسنِ
سبط النبيّ أبي أزكى الورى نسباً / على الهُدى خير مأمون ومؤتمنِ
يا قوم عمّي هذا عاد بينكمُ / فرداً بلا ناصر في زيّ مرتهنِ
فَلا رَأيتم مدى الأيّام من رغدٍ / وَلا سَقاكُم بيوم الصيّب المزنِ
حتّى إذا كضّه حرّ الظماء أتى / يريدُ ماءً بقلبٍ لاهب سخنِ
فردّهُ السبط ريّانا فعادَ إلى / حربِ الطغاة كليث ضيغم شثنِ
وبعد أن جدّل الأعدا بصارمهِ / وصالَ فيهم بذاك المقول اللسنِ
أتاهُ أشقى الوَرى والسيف في يدهِ / فشقَّ مفرقَهُ إذ خرّ للذقنِ
فصاحَ يا عمّ عجّل كي أراك فقد / جاءَت ليَ القوم بالأسياف تضربني
فجاءهُ السبط يبكيهِ ويندبه / بنيّ هان عليك اليوم تتركني
بُنيّ خلّفتني فرداً ولا أحد / يحمي حمايَ فيَرعاني ويسعدني
عليّ عزّ بأن تبقى رهين ثرى / موزّع الجسم شلو عافر البدنِ
بُشرى العراق بندبٍ من بني مضر
بُشرى العراق بندبٍ من بني مضر / في العلمِ أصبح مثل الروح للبدنِ
لهُ على صفَحات المُرشد اِنتَشرت / آيات فضلٍ من الأحكام والسننِ
على بني العلم من إيقاد فكرته / سحائبٌ هطَلَت كالعارض الهتنِ
قد قامَ يبذل للإسلامِ همّتهُ / يذبُّ عنهُ بعزمٍ قطّ لم يهنِ
فَكَم بهِ الدين قد شيدت قواعدهُ / وكَم رواق عليه للعلوم بني
فالعلم حطَّ بمغناهُ ركائبَهُ / وهو المحيطُ به في السرِّ والعلنِ
يَبغي الحياةَ إلى شعبِ العراق ومن / فيه ويرعى حقوقَ الشعب والوطنِ
مجلّة المرشد الغرّاء فيه زهَت / وطيبُها فاحَ في الأمصارِ والمدنِ
نَهضاً بني العلم إنّ العلم مرجعهُ / إليهِ وهو عليه خير مُؤتَمنِ
جلّ العلومِ بطيِّ المُرشدِ اِندَرَجت / فهوَ الجليل ولو غاليت بالثمنِ
فرد العلى هبة الدين الّذي رَسَخَت / في العلمِ أقدامهُ من سالف الزمنِ
وَالشعب لا زال يُبدي الشكرَ متّصلاً / لصالحٍ صاحب الإحسان والمننِ
عَن رُشدِها الناس ظلّت برهة فغَدَت / بالمرشد اليوم تُسقى خالصَ اللبنِ
إن طابَ عَيشي أو تقرّ عيوني
إن طابَ عَيشي أو تقرّ عيوني / فلَقد بدا لي نور بدر الدينِ
إن كُنتُ لم أحضى بيوم زفافهِ / فَلَقد حظوت به بهذا الحينِ
قَمَراً أراه طالعاً بسما العلى / يجلو الظلامَ بغُرّة وجبينِ
ولهُ منَ الشرفِ الأصيل مفاخرٌ / ومناقب جلّت عن التبيينِ
هو مِن أناسٍ قد زَكَت أعراقهم / تنميهِ للعليا بنو ياسينِ
من جدّه الهادي النبيّ وحيدر / مَن كان في الهيجاءِ ليث عرينِ
هو فرع دوحتهِ الّتي قد أشرَقت / فَغَدت علاً تُسقى بماء معينِ
وأبوه من عمَّ البريّةَ بالندا / والجود يهمي كالسحاب الجونِ
هو في الشدائدِ مُنجدٌ للمُرتجي / وبهِ ملاذُ البائس المسكينِ
مولىً إلى العبّاس أصبح سادناً / ومِنَ المُهيمن خُصَّ بالتعيينِ
وأراه مَحموداً بكلِّ فِعالهِ / قد جلّ عن شبهٍ له وقرينِ
إنّي أهنّيهِ وأهتفُ بالثنا / لفتىً على العلياء خير أمينِ
هو ذا ضياءُ الدين خير معظّم / بشمالهِ ملك العلى ويمينِ
وأقدّم الترحيبَ للأمجاد مَن / وَفَدوا فزادوا الربع بالتزيينِ
فهمُ الأكابر والملوك ومجدُهم / لا زالَ مَحفوظاً بطول سنينِ
هُم آل قاجار الكرام رجاؤهم / وبنوهمُ في العزّ خير بنينِ
إنّي أُهنّئهم بصهرهمُ الّذي / بِفخارهِ بُشرى بكلّ ثمينِ
فهوَ اِبن بجدتها وسيّدها ومن / يُدعى بحقّ طاهر الأبوينِ
مَلأ العراقَ برنّةٍ وحنين
مَلأ العراقَ برنّةٍ وحنين / ناعٍ نَعى علم الهدى والدينِ
وَبِكلِّ شعبٍ منه صات بنعيهِ / أدمى جُفوناً من بنى ياسينِ
فُجِعَت شريعةُ أحمد بمعظّم / هو للشريعة كان خير أمينِ
وَالعلم ينعاهُ ويندبه أسىً / وَلِفقدهِ يرثي بصوت حزينِ
ما بلدة إلّا وفيها مأتمٌ / ولهُ تحنّ بعولة ورنينِ
اللّه كيفَ قضى الهمامُ المقتدى / مأوى العفاف وملجأ المسكينِ
السيّد الحسن الزكيّ ومَن زَكَت / أعراقهُ من عالم التكوينِ
كهف الأنام وغوثها مَن لَم يَزل / بالفضلِ والمعروف غير ضنينِ
كانَت بنو الآمال تقصد نيلهُ / عذباً فيوردها بماء معينِ
العالمُ الحبر الّذي ظَهَرت له / آياتُ فضلٍ في الأنام مبينِ
مِن سادةٍ عُرِفَ الكتاب بهم وهم / حُجَجُ الإله بواضح التبيينِ
أهل الفضائلِ والحِجى آباؤهُ / وَبنوهُ بين الناس خير بنينِ
ما ماتَ مَن أبقى محمّد بعده / شهم يُديرُ رحى العلى بيمينِ
الباسل المقدام في يوم اللقا / إن شدَّ يُرهِبُ كلّ ليث عرينِ
شهم قدِ اِتّخذ العلاء له أخاً / والمجد أكرم صاحبٍ وخدينِ
وهوَ الرئيسُ على البلاد ولا نرى / أحَداً سِواه لمجدنا بهمينِ
وكذا أبو الهادي عليّ صنوه / قد جلّ عن شبهٍ له وقرينِ
بدر بأفقِ سَما المعالي مُذ بدا / فاقَ البدورَ بغرّةٍ وجبينِ
لا زالَ آل الصدر يُحيي ذكرهم / وفخارهم باق بطول سنينِ
هذي بنو عمرو العلى والسادة ال / أمجادِ قد حضروا لدى التأبينِ
وتجدّد الذكرى له إذ أنّه / بينَ الورى يُدعى زعيم الدينِ
العلمُ أصبحَ يبكي على مُصابِ الحُسين
العلمُ أصبحَ يبكي على مُصابِ الحُسين / والدمعُ حُزناً عليه قد سالَ مِن كلّ عين
قد مرّ عامٌ وعنّا غابَ الإمام العظيم / فالعلمُ صفّق شجواً لرزئهِ باليَدين
لهُ المدارس حفّت وأعولت وعليه / جادَت بدمعٍ غزيرٍ ينهلُّ مثلَ اللُجين
كانَ الحُسين إماماً والشريعة حضاً / في النُسكِ والزهدِ يحكي عبادةَ الثقلين
مَن بعده اليوم يُرجى للشرعِ كهفاً ومأوى / قد صانهُ العلم تقوى مِن كلّ نقصٍ وشين
مهديّنا قطب علم عليه دارَت رَحاها / لهُ فخارٌ وفضل سما على الفرقَدَين
أضحى العُلى ينعي بصوتٍ حزين
أضحى العُلى ينعي بصوتٍ حزين / مُذ غابَ بدرُ بني ضياء الدينِ
والمجدُ أصبَحَ ثاكلاً متفجّعاً / يَبكي عليه بحسرةٍ وحنينِ
يَدعو ألا غابَ الهمامُ المرتضى / مَن كانَ في العليا عديم قرينِ
وَلَكم حَوى شَرَفاً وحازَ مَفاخراً / جلّت عنِ التعدادِ والتبيينِ
ستّينَ عاماً في السدانةِ قد قضى / عُمراً بخالص نيّة ويقينِ
وَسَعى لخدمة روضة اِبن المُرتضى / إذ كانَ للمفتاح خير أمينِ
قَد جدّدَ الأبوابَ مُحتفظاً بها / مِن فضّة لتفوق بالتزيينِ
وَلَقد كَسى الإيوانَ تِبراً بعدما / بالسعيِ جاد له بكلّ ثمينِ
وَالماء إن يسقي الورى منه فمن / أفضالهِ تُسقى بماءٍ معينِ
اللّه يعلمُ أنّ غاية قصدهِ / منه رواء البائس المسكينِ
كيفَ المنيّة فاجأتهُ وإنّه / يَخشاهُ بأساً كلّ ليث عرينِ
وَهوَ الّذي إن جلّ خطبٌ أو عرى / يلقى مصاعبه بحلم رصينِ
أعمالُه الحُسنى تدلُّ بأنّه / خيرُ الأطائبِ مِن بني ياسينِ
خطَّ الإلهُ لهُ بأكرمِ بقعةٍ / مثوى علا مِن عالم التكوينِ
مثوىً به تهوي الملائكُ سجّداً / ولهُ الملوك تحطّ كلّ جبينِ
في الخُلدِ حلّ وقَد حظي بنعيمها / واللّه ملّكه بحور عينِ
قد كانَ بينَ الناس أكرمَ سيّدٍ / حاوٍ لفضل في الأنام مبينِ
وَبِشبلهِ منه المفاخرُ قد أتت / هو للعُلى والفخر خير خدينِ
وَرِثَ المكارم مِن أبيهِ وإنّما / ما تذخر الآبا لخير بنينِ
ماذا أقول بوصفِ مَن عمّ الورى / بشمالهِ بالجود دون يمينِ
هو ذا محمّد العليّ أخو الوفا / والصدق يُدعى من بني القزويني
شهمٌ هزبر باسل آباؤهُ / بالعلمِ قد رَفَعوا لواء الدينِ
أبني ضياء الدين جلّ فقيدكم / عن أن يكونَ لموتهِ تأبيني
لَكم التعزّي باِبنه الحسن الذي / هو خير ركنٍ في الزمان حصينِ
أمحمّد الحسن الرفيع مقامه / صَبراً فإنّ اللّه خير معينِ
لكن يحقّ لنا البكاءُ على الذي / أمسى بلا غسلٍ ولا تكفينِ
سبط النبي ومَن بقي في كربلا / في الشمسِ منه الجسم غير دفينِ
وَبنو أبيهِ وصحبه فوق الثرى / ما بينَ منحورٍ وبين طعينِ
بِكَ قَد زَهَت أرضُ الطفوفِ زمانا
بِكَ قَد زَهَت أرضُ الطفوفِ زمانا / وَضيا جبينك ربعَها قد زانا
وَرَحلتَ عنها لابساً بردَ الثنا / فوقَ المجرّةِ ساحباً أردانا
عزَّ الفراق على محبّيك الأُلى / كَم شاهدوا منكَ الجميل عيانا
وَشَملتَها بالعطفِ منك تكرّماً / وَحَبوتَها الإنعامَ والإحسانا
قَد كُنتَ بدراً زاهراً بِسَما العلى / وَعلى الكواكبِ قد ترفّع شانا
وَلَقد جَمَعتَ مَناقباً وفضائلا / طاوَلتَ فيها بالعلى كيوانا
وَبِعزمكَ الماضي وسعيك طالما / شيّدتَ فيها محكماً أركانا
وَبِفَضلك السامي شرعتَ مناهجاً / وأقمتَ فيها للعلا بُنيانا
لَم تتّخِذ غير المكارمِ منهجاً / فُقتَ الأنامَ بها يداً ولِسانا
يا راحلاً عنّا رحلتَ مسدّداً / وَلقيتَ دوماً صحّة وأمانا
يا جعفر الشهم الهمام ومَن له / في الناسِ فضل واضح قد بانا
ما كنتَ إلّا واحداً في كربلا / أضحى لأعيُنِ أهلها إنسانا
فَأَتتكَ للتوديعِ تظهر ودّها / وتريكَ إخلاصاً لها وحنانا
ماذا أعدّد من معاليك الّتي / أخرست عنها مَن أرادَ بَيانا
يا اِبنَ الكرامِ الطيّبين ومن لهم / ربّ البريّة أنزلَ الفُرقانا
وَلهُم فضائل جمّة معروفة / وَبِها غَدَت تتلو الورى قرآنا
مِن هاشمٍ أصلاً وفرعاً قد زكى / نَسَباً قضى بفخارهِ عدنانا
هذا أبو بدريّ قام بحفلة / وإليكَ أعرب ودّهُ وأبانا
هو سادن العبّاس شبل المرتضى / مَن خصّنا بنوالهِ وحَبانا
وَالسادة الأمجاد أبنا يعرب / تَخِذوا على هام السماكِ مَكانا
هُم معشر شيباً تراهُم للعلا / يَتَسابقونُ بهمّة شبّانا
مدّوا إليكَ يدَ الوداع وكلّهم / لكَ بالسعادةِ تسأل الرَحمانا
يا زينة الخصلات يا بدر الهدى / مَن بالفضائلِ ساطعاً برهانا
عِش في حِمى المولى بأهنأ عيشةٍ / لا تلق طارقة ولا حدثانا
لَبِسَت قبّة الحُسين سواداً
لَبِسَت قبّة الحُسين سواداً / لمصابٍ قد أحزنَ الثقلينِ
واِستَنارَت بالكهرباءِ ولكن / ذَهبيّا قد صارَ لون اللُجَينِ
أَفَتدري مِن أين حمرة هذا / هذهِ حمرة دِماءِ الحُسينِ
وَالسواد الّذي تراه عليها / ذا مذاب السوادِ مِن كلّ عَينِ
هنّئ أبا قيس فإنّي له
هنّئ أبا قيس فإنّي له / أخلصتُ ودّي من قديم الزمانِ
إلى متى أبقى على خمسةٍ / دوماً وما زاد عليها اِثنتان
وقد تعوّدتُ على حبِّه / لأنّه يعزّني بالحنان
يا أيّها الأستاذ يا مَن له / مفاخر يعجزُ عنها اللِسان
زِدني مِن فضلكَ كيما به / تكسب منّي الشكرَ والاِمتنان
أنا الخطيبُ وعبد اللّه مُعتمدي
أنا الخطيبُ وعبد اللّه مُعتمدي / أخلصتُ ودّي لهُ في السرّ والعلنِ
لا زلتُ أدعو لهُ دوماً وأشكره / لما أفاضَ على مولاه من مننِ
مَرِضتُ فَعادَني حتّى الأعادي
مَرِضتُ فَعادَني حتّى الأعادي / وَفي تركِ العيادة لم يضرني
يَزُرني كلّ ذي حسبٍ وصدق / ولكنَّ اِبن آوى لم يَزُرني
مِن آل وهّابٍ مضى سيّدٌ
مِن آل وهّابٍ مضى سيّدٌ / بِمَجدهِ سَما على الفرقدينِ
بَكَت لهُ مِن هاشم أعينٌ / فحقّ أَن تبكي له كلّ عينِ
وأصبَحَت بنو العلى بعده / مِن أسفٍ صافقةً باليدينِ
تمّ السرورُ برؤية الحسن
تمّ السرورُ برؤية الحسن / وبهِ أضاءَت غرّة الزمنِ
هنّي أبا بدريّ فيه فقد / أضحى بهِ عيشُ المحبّ هني
مِن طوس جاءَ ونال مكرمةً / بزيارة المَولى أبي الحسنِ
ما زلتَ في الدُنيا أخا كرم / يهدي الثنا في السرّ والعلنِ
وَبهِ أهنّي الصيد أسرته / مَن مَجدُهم فوقَ السِماك بُني
وَبهاشم قرّت نَواظرنا / وَتألّقت بالحلمِ والفطنِ
طلعة المُصطفى النبيّ الأمين
طلعة المُصطفى النبيّ الأمين / قد أضاءت مُنيرةً للعيونِ
سيّد الأنبياءِ والرسلِ طهَ / مدحهُ جاءَ في الكتاب المبينِ
قد أضاءَت أمّ القرى واِستنارَت / مُذ تَجلّى بها ضيا ياسينِ
هُدّت بموتِ أبي الرضا الأركانُ
هُدّت بموتِ أبي الرضا الأركانُ / فَبكى له التوحيدُ والإيمانُ
وَهَوت منَ الإسلام أيّ دعامة / لمّا هَوى وتضعضع البنيانُ
كانَ التقيّ وكان في أيّامه / لبني الهداية معقل وأمانُ
وَعلى البريّة كان ينثر حكمةً / وَمواعظاً فيها هدى وبيانُ
وَمُؤسّساً للعربِ نهضَتها الّتي / صارَت بها كلّ الحقوق تصانُ
كَي يرفَعوا العلم الّذي في ظلّه / تُحمى الثغورُ وتحفظ الأوطانُ
وَيُطالِبوا بحقوقهم مِن خَصمهم / وَلهُم تجدّد عزّة وكيانُ
اللّه كم مِن موقفٍ لأبي الرضا / أضحت بهِ تتحدّث الركبانُ
ما زالَ عَن دين النبيّ مُدافعاً / وَعلى الأعادي صارم وسنانُ
بيراعهِ ردّ العدى مقهورةً / ما سالَمتهُ يدٌ له ولسانُ
قَد كانَ تأبى نفسه أن يَغتدي / في الشعبِ يحكمُ جائرٌ خوّانُ
وَالأجنبيّ يحطّ فيها رحلَهُ / ولهُ يمهّد منزلٌ ومكانُ
قَد رامَ تحريرَ البلاد بجهدهِ / لتعزّ في أوطانِها السكّانُ
وَتفكّ قيدَ اللاعبين بشعبها / كَي تستريحَ من الأذى الأبدانُ
لو أنّه ذا اليوم يبصر قومه / أضحى لهم بين البريّة شانُ
وَيَرى الرجالَ المُخلصين كأنّهم / شهب بِهم أرض العراق تُزانُ
وَمَليكها الغازي على العرشِ اِستوى / بطلٌ تهابُ لقاءَه الفرسانُ
ما في الشبابِ سِوى اِبن فيصل سيّد / ينميهِ مِن أبنائهِ عدنانُ
يا مرجع الإسلام يا علم الهدى / يا مَن فضائلهُ لنا برهانُ
يا مَن لأهلِ العِلم كان أباً ومن / للناسِ فاضَت رأفة وحنانُ
في كلِّ عامٍ يوم موتك بيننا / ذكرٌ له تَدمى به الأجفانُ
الورقُ قَد غنّت على الأغصانِ
الورقُ قَد غنّت على الأغصانِ / مسرورة طرباً بخيرِ قرانِ
فَزفافُ ذي المجد المؤثّل صاحب / زين الشباب وصنوه نعمانِ
والروض أبدى زهرهُ متبسّماً / مُتكلّلاً بالوردِ والريحانِ
صنوان من فرعٍ زكيٍّ طيّب / وهُما إِذا ذُكرَ الورى إخواني
وأبوهُما عبد المجيد وهمّة / يَسمو بها كرماً على كيوانِ
للّه مِن عرسٍ بهِ تمّ الهنا / واِستبشَرَت فيه بنو قحطانِ
تَجلو الدياجرُ غرّة الحسن
تَجلو الدياجرُ غرّة الحسن / مُذ أشرَقَت في جبهة الزمنِ
لمّا بَدَت أنوارُ طلعتهِ / سَجَدت له العليا على الذقنِ
فالطفُّ أصبحَ فيه مبتهجاً / إذ عادَ مَنصوراً إلى الوطنِ
وَتَباشَرَت فيه أحبّتهُ / وبهِ غَدى عيش المحبّ هني
وَالروض أزهارهُ قدِ اِبتَسَمَت / وَالطهرُ بِشراً غنّى على فننِ
أهلُ العلى سرّت بمقدمهِ / بالنصرِ والإقبال والمننِ
وَبنو الفخارِ بهِ قد اِحتَفَلت / وَسَعت لرؤية وجهه الحسنِ
قَد ألبستهُ العلياءُ بردَ علا
قَد ألبستهُ العلياءُ بردَ علا / مطهّراً سالماً من الدرنِ
وَقَد تربّى في حِجرها كرماً / وأرضَعته مِن خالص اللبنِ
يا اِبنَ الكرام الّذين حبّهم / على الوَرى سنّة من السننِ
لولاكمُ الكائنات ما خُلِقَت / وكلّ شيءٍ في الدهر لم يكنِ
فعِش وأبناؤك الأماجد في / رغيد عيشٍ بالسعد مقترنِ
إليكَ منّي خُذها منظّمة / بكراً عروساً زفّت بلا ثمنِ
يَسعى لنيل الفخار مُجتهداً / لا يَشتكي عزمُه من الوهنِ
قَد عادَ قرّت بهِ نواظرُنا
قَد عادَ قرّت بهِ نواظرُنا / وعادَ للعين طيّب الوسنِ
هو الزعيمُ الكريمُ سادَ على / أهلِ العلا فهو خيرة السدنِ
ألقى إليهِ العلياء مقودها / فاِقتادهُ طائعاً بلا رسنِ
سَل عنهُ إيران إنّها شَكرت / له أيادٍ في السرّ والعلنِ
وَكَم عليها أفاضَ مِن نعمٍ / وعمّ كلّ البلاد والمدنِ
وَفي الرِضا فازَ بالرضا وحظي / بِاللطفِ منه والفضل والمننِ
يجودُ يومَ الندا بنائلهِ / على البَرايا كالوابلِ الهتنِ
عَلى العطا كفّه السمحاء دائبة / لمَن أتاهُ تنهل كالمزنِ
بيت أبي الفضل بيت رفعته / فهو على هامة الفخار بُني
عزيز هذي البلاد زينتها / حليف فخر كالروح للبدنِ
يا صاحِ قُم هنّي فيه أسرته / مَن كم أشادوا للمجد من مزنِ
آل ضياء الدين الأُلى طلعوا / بدور تمّ في الحالك الدجنِ
هذا أبو بدريّ خير فتى / شهم همام وفاضل فطنِ
فأحمد فازَ كلّ مكرمةٍ / وهو على المجد خير مؤتمنِ
ينمى إِلى الدوحة الّتي كرمت / وإنّه فرع ذلك الغصنِ
جَرى الدمعُ مِن عيني كالأحمر القاني
جَرى الدمعُ مِن عيني كالأحمر القاني / لرزءِ أخي العلياءِ والفخر علوانِ
بكاهُ العلى والمجد والجود والندى / بدمعٍ جَرى كالمزن من فيض أجفانِ
وأهل المعالي اليوم تندبه أسىً / وقد لَبِسَت من أهله ثوب أحزانِ
مَضى الماجدُ الشهم الهمام أخو العلا / وأسكنهُ الرحمن جنّة رضوانِ
وَجاوَرَ صنو المُصطفى سيّد الورى / إمام البرايا سيّد الإنس والجانِ
فَطوبى لهُ إذ حلَّ في خير بقعةٍ / فَفاضَ بروح من نعيم وريحانِ
لَقَد كان لَيثاً في الحروبِ مجرّباً / إذا صالَ يَخشى بأسهُ كلّ شجعانِ
وإن حشد النادي تراهُ محنّكاً / يسدّد جلّ الأمر في حسن تبيانِ
لهُ موقفٌ كلّ الورى اِعترَفت به / بأنّ لهُ في الباس شأن من الشانِ
قدِ اِكتَسَبت فيهِ العروبة مَفخراً / وطالَت بهِ عزّاً على هام كيوانِ
فعزّي بهِ يا صاحِ أكرم ماجدٍ / ومَن قد تحلّى بالمحاسن عمرانِ
زعيم العلا للعربِ أضحى رئيسها / لقد شادَ للعلياء أرفع بنيانِ
وأشباله الأمجاد خير أكارمٍ / بمجدهم فاقوا على كلّ إنسانِ
بني العربِ صبراً في المصائب كلّها / فأنتُم عنِ الماضي لنا خير سلوانِ
لقد رُزِءَ العلياء في خير والدٍ / بنى لهم للعزّ أحسن عنوانِ
تراهُم بأفقِ المجد كلّا فراقداً / وجوههم قد أشرقت فوقَ أوطانِ
لهُم هِممٌ نالوا بها كلّ مفخرٍ / فهُم منبع الإحسانِ من آل قحطانِ
أخاه الّذي قد حلّ في خير منصبٍ / رفيع سما بالمكرُمات أُولي الشانِ
وأهدي على روحِ الفقيد تحيّة / أرتّلها في طيّ آيات قرآنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025