القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 28
قل لضياء الدين أنت امرؤ
قل لضياء الدين أنت امرؤ / أشكره سرا وإعلانا
قم وادخل الساعة مستعجلا / إلى علاء الدين مولانا
وقل له عني يا ماجد ا / لم أره بالعرف منانا
لو حزت بغداد بأعمالها / وصرت في الملك سليانا
ظننت أن الدهر قد خانني / ما لم أفز بالكوثر الخانا
فلست بالمقصر حتى أرى / ساحبها ذيلا واردانا
فالرأى أن يصنع في حق من / يحسن فيه المدح إحسانا
دعني أكابد لوعتي وأعاني
دعني أكابد لوعتي وأعاني / أين الطليق من الأسير العاني
آليت لا أدع الملام يغرني / من بعد ما أخذ الغرام عناني
أولي تروض العاذلات وقد رأت / روضات حسن في خدود حسان
ولدى يلتمس السلو ولم أزل / حي الصبابة ميت السلوان
يا برق إن تجف الصقيل فطالما / أغنته عناء سحائب الأجفان
هيهات إن إنسي رباك ووقفة / فيها أغرت بها علم الغيران
ومهفهف ساجي اللحاظ حفظته / فأضاعني وأطعته فعصاني
يسمي قلوب العاشقين بمقلة / طرف السنان وطرفها سبيان
خنث الدلال بشعره وبثغره / يوم الوداع أضلني وهداني
ما قام معتدلا يهز قوامه / إلا وبانت خبطة في البان
يا أهل نعمان إلى وجناتكم / تعزى الشقائق لا إلى النعمان
ما يفعل المران في يد قلب / في القلب فعل مرارة الهجران
ويح اللئام لقد رأوا أعراضهم / عرضا فباعوها بأثمان
يا حاسدي إن كان فضلي ضائعا / فيهم فقد عرف الزمان مكاني
أتيهم بالمدح وهو منخل / فأعود جين أعود بالحرمانِ
وأقول أعواني فإن أملتهم / لندى رأيت الحرب جدعوان
الفقر أمرضني وإن قناعتي / عن أن أطب بجودهم تنهاني
مازلت في بحرانه واليوم لي / بيديك يا ابن محم بحرانِ
إن رمت سقيا الحظ عندك رويا / ظمأى وإن رمت الشفا شفياني
لله من يحي يد نفاعة / نفاحة يحي بها الثقلان
معروفة بالعارفات فدهرها / في بسط مكرمة وقبض عنانِ
ملك مردى بالفخار معدل / رطب الغرار مردد الإحسان
وهاب ما ملكت يداه من اللهى / شباب نار الحرب والضيفان
يعفو عن الجاني ويدني بالندى / أبدا قطوف سماحه للجاني
آل الوحيد من العفاة وغيره / آل يلوح لمائه الظمانِ
أسد إذا ما سار في أجم القنا / لم يلف مفترسا سوى الفرسانِ
وإذا عصى باغٍ عليه رأيته / يمصي بلماع الفرند يمانِ
العفو شيمته وتحت عقابه / خيل تريك كواسر العتبانِ
يهب الجزيل لوفده متهللاً / يوم الندى ويهاب يوم طعانِ
ما روضة وشى الربيع ربوعها / ووشى بها عرف من الريحانِ
مطلولة الأرجاء يضحك زهرها / عن أبيض يقق وأحمر قانِ
كلا ولاسيل بمنعرج اللوى / زجل تغعر به لهي القيعانِ
يوما بأعبق من ثرى إبن هبيرة / طيبا وأغدق منه صوب بنانِ
وأبيد يا تاج الملوك وأنت من / يضح السيوف مواضع التيجانِ
صني فلست أبيع شعرى بعدها / في سوته همج وسوف هوانِ
أضحوا وما للشعر وزن عندهم / إني وقد عرفوه بالأوزان
فاصلح بجود يديك شأني علني / أحظي لديه بما يغيظ الشاني
وانظر إليَّ بعين جودك نظرة / علي أرى شخص الغنى ويراني
واسمح فما للسيل مثل مواهب / تسدى ولا للسيف مثل لساني
ما لي وللشعراء لا يقرون ما / أفرى ولا يجرون في ميداني
فغيبهم سفها يعجز مصقعا / وهجيتهم يبغي لحاق هجانِ
يا ابن حوانويه ما المشتري
يا ابن حوانويه ما المشتري / مدحي من الناس بمغبونِ
سميت بالبائع لا بائع ال / بّر ولكن بائع الدينِ
يا شاهداً تشهد أفعاله / بأنّه نسل الملاعينِ
جدك في خيبر كان الذي / سن الهجا في آل ياسينِ
قد قدم الحجاج هيا إلى / بطّك هيا للممايينِ
أخرج لهم في شكلب واتّزن / منهم وطفف في الموازينِ
لو قيل في الصين فتىً أيِّرٌ / رجعت في الحال إِلى الصنينِ
أوقام أيري لك بين المَلا / قيام شعري كنت تغنيني
والله ما جئتك مسترفدا / ولا إذا جئتك تعطيني
وإنما بنتك مذ لم تزل / قبل توفيها توافيني
قد شربت في بيتنا وحده / ماء بدينار وخمسينِ
لها يد عندى ورجل معا / والرجل دون البد تكفيني
وإن تكن قد درجت هذه / فاختها الحيّة تحبيني
حسنية الوقت ولكنها / أقبح أنثى بعد تحسينِ
قرنك إن أعطيتني حبَّة / ولو تشبهت بقارونِ
قل للسعيد إذا مررت ببابه
قل للسعيد إذا مررت ببابه / وأزعف ليسمع سائر الجيران
إن كنت تمنعني هديّة واسط / حقدا وتوسعني من الحرمان
فَلَكَم حظيت بحرة من بيتكم / أحلى من الآزافه والسيلانِ
وظفرتُ ليلةَ زرتُها بظفائرٍ / زورٍ على حُجرٍ من الكتَّانِ
قل للنجيب ابن سديد الدين
قل للنجيب ابن سديد الدين / أعن ولا تقبل من المعينِ
السفلة النذل القليل الدين / الفاجر الزوجة واليمينِ
متسم بصفتي هجين / عرض هزيل وقفا سينِ
يغزو التجار غزو جوسلين / معاقل الشام وقنسرينِ
كم حازبين البيع والتثمينٍِ / مال يتيم أبله مسكينِ
خلاه بالنرد وبالتدخينِ / أعرى من الكروم في تشرينِ
ولو تمكنت المكينِ / أخيك والعفو من المهينِ
فولت كفيه بكندبرينِ /
علاك من النوائب في أمان
علاك من النوائب في أمان / وجارك والكواكب في مكان
وأنت أحن من مدت إليه / يسار السؤل أو يمنى الأماني
يعودك عاد عود الجود غضا / وأصعبت المنى بعد الحرانِ
وأضحى الشعر غالي السعر جدا / وكان يباع في سوى الهوان
سمعنا بالندى خيراً فلما / سمحت بدا لنا نظر العيان
إذا ادخر الهجين لهاه لؤما / بذلت سجيه الحرق الهجان
عليما أن كنز الحمد باق / عليك وأن ما تحويه فانِ
أنأ مل أيديا خلقت جعادا / وفينا راحتك السبطتان
حلفت بأن نون الدين معنى / بأسر محامد وفكاك عاني
فزاريّ المناسب حاتمي الس / سماح العدّ قسيّ البيان
يرجى حين تسأله ويخشى / ويصرف بأسه صرف الرمان
كريم الخيم محمود السجايا / شجاع القلب واليد واللسانِ
وقور الجأ عن أن طاشت حلوم / أبان من الرزانة عن إبانِ
إذا اسودَّ الفضا أبصرت منه / مضىء العزم مضَّاء الجانِ
شديد البأس ذا رأي سديد / يعان به على الحرب العوانِ
يحامي والأسنة داميات / ويحمي العرض بالعرض المهانِ
فيوما جوده والحرب يلفى / سنيّ الوفد مخضوب السنانِ
أعد لكل داهية ناد / ويوم ذي خطوب أرونانِ
أسود وغى على سيدان قفر / لها غاب من السمر اللّدانِ
فأشقره من الهبوات جون / وأبيضه من الخهجات قانِ
أغر ممر حبل الودّ حلو / لخاطب رفده مر الطّعانِ
عفا كرما عن الجاني وأدنى / قطوف ن نداه من يد كل جانِ
فما سيل نسخَّطه الموامي / وتحمده النقائع والمجاني
تسنم فارعا فرأيت موجا / كأسنمة المخرَّمةِ الهجانِ
بأندى من أخلاقا ووجها / لمستجد وحاشيتي بنان
فعن وزنهن عشر العيد وأسلم / جديرا بالمدائع والتهاني
يا ناصر الدين ويا ماجدا
يا ناصر الدين ويا ماجدا / ليس له في جوده ثانِ
يا فارسا أبيضه لم يزل / من دم أبطال الوغى قانِ
يا من نظمت المدح في مجده / حسنا ولا زهرة بسنانِ
قد طوَّف الشام وأعمالها / وسار في أقصى خراسانِ
قد دخل الناس فما لي أنا / أخرج من ذا الطهر براني
حاشاك أن تنسي مارمته / يا مسلف الجود وتنساني
عاش لك أبناك فحقاهما / في فلك العلياء نجمانِ
يا من يداه ونداه لمن / يؤمه ينبوع إحسانِ
بقيت لي حتى أنال المني / ودمت ماكر الجديدانِ
ألا قل للغمام المرجحن
ألا قل للغمام المرجحن / بكيت النار إن لم تبك عني
فما خلفت للأطلال دمعا / يعيد البين في أخلاف جفني
وأنت سرقت يابانات سلع / من الحسناء لي ذاك التئني
إذا نظرت إليَّ علي اتقاءِ / أرتني صحة في الطرف تضني
فكم أعصى الملام على هواها / ولم أجني الغرام من التجني
إذا بسمت أرتك نظام در / وإن خطرت أرتك قوام غصنِ
كأني ما قصرت اللهو منها / ببدر دجنة وشمس دجنِ
ولم أعرف الروس الحسن فضلا / على مستغرب من روس حزنِ
ولا أن المقرب في سماح / وبأس فوق عنترة ومعنِ
فتى مستحصد الآراء يسدي / لسائله مواهبه ويسني
ربحت غداة بعت الخلق طرّاً / بوجد أني له وعدمت غيني
إذا عفت المشارب فهو وردى / وإن خفت النوائب فهو أمني
له بشر يبشر سائليه / بمن لا يكدره بمنِ
فزعت إلى نه الغمر لنا / قرعت وقد قصدت سواه سني
إلى بدر يلوذ الضيف منه / ببحر قد تعود نحر بُدنِ
إذا ما اسود ليل النقع حامي / باسمر من رماح الخط لدنِ
فيا مولاي بكتمر المرجّى / إلى غير ارتياحِك لا تكلني
فكم كذّبت فيّ مقال واش / وكم صدقت بالإحسان ظني
لأني منك في نسب قريب / فدع نسب القريض وأنت مني
أخلف المجد إِنك نعم خلف / وخدن الجود إنك خير خدنِ
إذا نقصت حظوظي من زماني / فزدني من سماحك ثم زدني
فلست بواجد مثلي مذيعا / مديحك في البلاد فلا تضعني
ولا أنا من إذا ما قال شعرا / أتى فيه بقافية ووزنِ
ولم يدخل إلى معنى غريب / فيخرجه إلى فن فغنِ
وكم أغنيت بالمعروف عما / سواي ويعثر هذا القول يغني
بقيت مديد شوط العمر فينا / بعيد مدى العلى تغني وتقني
قل للعميد خذ الضرير ولا تكن
قل للعميد خذ الضرير ولا تكن / ممن يضيّع دخله مجانا
علقه إن جحد الصحيح بكعبه / واكتب عليه من مع الضمان ضمانا
فبفيه مدبغه إذا ضمَّنتها / فضلت قِحاباًُ عنده ودِنانا
قولوا لزين الدين عِش
قولوا لزين الدين عِش / ت لخائف يرجوك أمنا
وبقيت كهفا للعفا / ة وموئلا لهم وحصنا
يلقون من يسراك مي / سرة ومن يمناك يمنا
لا زلت مسرورا ولا / عرفت الأحزان مغنى
خجلت بالإحسان حا / تم طيء وفضلت معنا
وسلكت طرى المكرما / ت وجبتها سهلا وحزنا
يا من بمن بوفره / كرما ويكره أن يمنا
يا خير من أسنى الندى / فينا والمعروف سنا
يفديك من يعطي ويق / رع إثر ما يعطيه سنا
أقمت يا مولاي يو / نريا لذي أغني وأقنى
لنداك أهنا ما أرى / والعذر بعد نداك أهنا
دعني من المثري المجم / مع ماله عدّاً ووزنا
إن الغني لنئى النفو / ص وأن نفس منك أغنى
مالي ومن في دارنا / شغل وحقك غير أنّا
نثني عليك ونسأل الر / رحمن يَعمر دور مَثنى
من يد عون الدين صدر الزمان
من يد عون الدين صدر الزمان / يحيي المرجّى تخجل المرزمان
رب سيوف الهند مشحوذه / والخيل قبا والرماح اللدان
وكل جيل لجب أرعن / كأنه السيل يطول الرعان
تتبعه الطير خماصا فلا / ترجع من مغزاه الأبطانُ
الورع الأروع والحازم الا / أصمع والجرف الأعر الهجان
وصاحب العرض الذيب صانه / بالعرض النهب الذي يصان
دانت ملوك الأرض طوعا له / وعم جودا كل قار ودان
ذو همّة قاضية بالعلى / وعزمة ماضية كالسنان
تلقاه في يومي ندى أو ردى / حلو مجاني الرفد مر الطَّعان
مجرب تشرف آراؤه / في كل يوم أيومٍ أرونان
أغلى عذارى الشعر من بعدما / بيعت على جهالها بالهوان
ما لروض مطلول بكى شجوه / فيه الحيا وابتسم الأقحوان
كأنما عبرن أنفاسه / عن نفحة العنبر والزعفران
يوما بأذكى أرجا لا ولا / أحسن من أخلاق يحيى الحمان
سحاب جود غدى باللهى / سحاب ذيل الدرع يوم الرهان
مبتسم إن كلحت أزمة / جعد الثرى سبق حواشي البنان
أثبت خلف الله جأشا إذا / طاش من الرعب جنان الجبان
وأصبح البر دما مائرا / بأنه بحر من الأرجوان
ذلّل صرف الدهر لي جوده / حتى لقد أصحب بعد الحران
قسا على الأعداء عنفا بهم / ثمّت لطفا للموالين لأن
ما مال عن منهج حق ولا / شاب لنا منته بامتنان
إذا سمعنا خبرا للندى / عن جوده زادج عليه العيان
ثبت إذا خفَّت حلوم الورى / أبان عن حلم كركني أبان
لله كم عندي له من يد / مالي بحمل البعض منها يدان
قد بان للد وله أن قد غدا / معزها الحامي لها خير بان
يذب عنها تاره بالظبي / وتارةة ينصرها باللسان
مامان من أفرط في مدحه / فعا من صرف الردى في أمان
إن زارنا طيفك أحيانا
إن زارنا طيفك أحيانا / على تنائي الدار أحيانا
لا تأخذي بالهجر قلبا أبي / في الحب أن يأخذ سلوانا
رفقا فما قاسيت بعض الذي / قاسه ولا عانبت أهلنا
لولا الهوى ما وصلت خلتي / جاف ولا استأمنت خوّانا
ولا تذكرت على حالة / ملي ومن لمياء إنسانا
سمراء لولا هيف بأن في / أعطافها لم أعرف البانا
كأنما حركن أنفاسها / في أخريات الليل ريحانا
تزيد في الأعين حسنا كما / يزيد زين الدين إحسانا
تلقاه طلق الوجه بادي الحيا / مظفر الآراء غيرانا
عمر الندى إن أنت خاشنته / قاوان لا ينته لانا
تلقاه مطعاما إذا ما اعترف ال / جدب ويوم الحرب مطعانا
معتدل الشيمة ما مال عن / قضيّة الحق ولا مانا
لا يقرب الفحشاء منه ولا / تراه بالمعروف منانا
غناه بالنفس ومن أجل ذا / يرى غنيّا كيف ما كانا
يمد بذل المال ربحا إذا / ما عّه الباخل خسرانا
بنت له الأنصار مجدا سما / يعانق النسر وكيوانا
قوم أقاموا الدين من بعدما / وهي وشادوا منه أركانا
هم أعدوا للقاء العدا / ضوامرا تحسب عقبانا
وكل عسّال وفضفاضه / ومطلق الحدَّين عريانا
ما روضة ثراها الحيا / مجلجل الدّيمة هتّانا
نصافح الأنداء من زهرها / وردا وخيرياً وحواذانا
إذا تغنت طربا ورقها / مال قضيب البان نشوانا
يوما بأندى لك من يونس / يدا وأذكى منه أردانا
يا محيي الأنصار مهلا فقد / أنطقت بالإحسان حسانا
قل لزين الدين عن شاعره
قل لزين الدين عن شاعره / عثر لإسداء الأيَّادى والمنن
يا جوادا لم يزل ملتزما / بفروض الجود جمعا والسنن
في حياتي أشتهي الحنطة لا / في مماتي لحنوطي والكفن
فابعث اليوم بها عاجلةً / أو فنفذ لي في الحال الثمنُ
وابق يا خدن المعالي والعلى / ما شدت ورقاء في أعلى فنن
لولا صدود أظهرت لبنى
لولا صدود أظهرت لبنى / لم يحك جسمي خصرها المضنى
لبيت فيها الشوق حين دعا / وسألت مغناها فما أغنى
نثرت عليه السحب أدمعها / وتنفست فيه الصبا وهنا
فلطال ما عانيت فيه هوى / فأجاب منقادا وما عنّى
أيام أصحب كل ساحبة / للحسن ذيلا والصبا ردنا
يا ريم سلعٍ هل يعود لنا / عود الوصال برامة لدنا
وأبيت أجني وردَ سالِفةٍ / ما خلته باللحظ أن يجني
يجلو عليَّ شمول ريقتِهِ / خنث الشمائل رائق المعنى
يرنو وما في طرفه سِنَةٌ / فتخال أنَّ جفونَهُ وَسنى
هز الصَّبا أعطافه مرحا / فكأنما هزَّ الصَّبا فصنا
بالحسن يعرف مثل ما عرفت / كفا بهاء الدين بالحسنى
ثق بالعطاء الجم منه ولا / تك في نداه مرجما ظنا
زرناه من ضيقٍ فأَوسعنا / كرما فيا لله إذ عُجنا
تثني حقائبنا على مَلك / بالعذل عن جدواه لا يثنى
متواضع مع نبل سؤددِهِ / لولا وجود نواله ضعنا
مسدي العوارف ليس يتبعها / مطلا يكدِّرها ولا منَّا
اليسر في يسراه مدخر / لعفاته واليُمن في اليمنى
أهنا غطاء ما يجود به / والعذر بعد عطائِه أهنا
كم صائل أفنى وكم حسن / أسنى وكم من عائلٍ أقنى
الغافر الهفوات مقتدرا / والعاقر البدرات لا البُدنا
يعطي فيجزل حين تسأله / ويعود مبتدِئا وما عدنا
يعني بجود سائر مثلا / في الناس ينسي ذكره معنا
شِمنا بوارقَ بِشرِه فهمي / وحيا البوارقِ دون ما شُمنا
في كفه قلم يكف به / عنا مخوف الخطب إن عنّا
قلم أعز من الرماح به / فل الصفاح وحطم اللّدنا
حر تصير حرنا يده / بنوالها عبدا له قُنّا
من معسر نال العفاة بهم / أقصى المنى واستوطنوا الأمنا
شاد الرفيل لهم بناء على / تسمو فزاد شوامخا تُبنى
جاروا على أموالهم وجروا / في فخرهم صرحاء لا هجنا
أعطوا فلا منا ولا بخلا / وسطوا فلا خورا ولا جبنا
إيها أبا الفضل الذي فضلت / يده بأدنى سحها المزنا
يا فارعا قلل العلاء فما / جاراه إلا قارعا سِنَّا
إن حاز مكرمة أخو كرم / فلك اقتفي وبجودك أستنَّا
يا ثيّب المعروف دونكها / بِكرا تريك الحسن مفتنّا
معقولة بنداكَ شاردةً / سهلُ عليها قطعها الحَزنا
كالروضة الغناء غب ندى / يطري ويطرب من بها غنى
لله ما أسنى نداك فعش / أبدا ومن عاداك لا أسنى
وتمل صومك وابق في نعم / عمر الليالي عامر المغني
أصبحت عضد الهدى والدين
أصبحت عضد الهدى والدين / مال الفقير وموئل المسكينِ
يا من إذا ما الخطب أظلم أشرقت / لك غرتا رأي به وجبينِ
يا من له بشر معين ماؤه / بالنجح راح مبشري ومعيني
سبحان من سواك وحدك من ندى / ويرى البرية كلها من طينِ
فبشاشة في نجده وسماحة / في عفة وشراسة في لينِ
قد قلت للمنضي الطلاح مشمرا / يطوي سهول مهامه وحزونِ
في كل يوم أنت واصل نية / قذف تبين بها وقاطع بينِ
انزل بربع ابن المظفر تسترح / وترح نياقك من سرى وبرين
سحَّاب أذيالِ الدروع محاربا / وسحاب جود في الجدوب هتونِ
شفع السماحة متبعا أبكارها / بمكارم ملء الحقائب عونِ
بأبي أبي الفرج المفرج بالندى / والجود منا هم كل حزينِ
بعت الأنام ولم أك والذي / يبقيه لي في ذاك بالمغبونِ
الواهب الجرد السلاهب والظبي / والبيض أمثال الظباء العينِ
ملك يرى في كل عام أشهب / خضل المرابع ذا أثاف جونِ
ما منه بمكدر كلا ولا / إحسانه بمقدر ممنونِ
ويمين بر ما السحائب ثرة / يوما باندى منه صوب يمينِ
ثبت إذا هزت زعازع نكبة / محذورة أعطاف كل رزينِ
فبثوب كلِ نزاهة متجلب / وبثدى كل نباهة ملبونِ
ينميه من آل الرفيل مساعر / بيض أعادوا البيض حمر متونِ
أطواد أحلام بدور أسرة / أنواء عارفةٍ ليوث عرين
يا ابن المظفر والذي ظفرت يدي / منه بطود على أشم كين
يا قائد الخيل العناقِ ضوامرا / شما هواديهن قب بطونِ
تجري به جري الرياح سوابقا / في كل شهباء السلاح زبونِ
يا دوحة الكرم التي قد فرغت / هم القلوب وفرعت بصغونِ
صدقت جوداً ظن كل مؤمل / وارحته من مدح كل ضنينِ
وجعلت شكي في نوال معاشر / لما رجوت نداك جد يقينِ
فحماك ممنوع ومالك مهمل / هذا يصان وذاك غر مصونِ
وظباك يا ابن أبي الفتوح معاقل / لمن التجا ومفاتح لحصونِ
فاسعد بعيد عائد بسعادة / مقرونة بالعز والتمكينِ
بين سر الوجد والعلن
بين سر الوجد والعلن / ضاع صبري في الهوى وفني
أنست عيني بدمعتها / أنس عين الحب بالوسنِ
نام عن ليلي وفارقني / بعد إيناس فارقني
ما وهنى وجدي وقد بعدت / داره عني وكيف يني
وبغير الوصل لا سكنت / زفرة ترقى على سكنِ
وبنفسي من أودعه / وهو للأشواق يودعني
ولذاك الطرف في كبدي / وقع أطراف القنا اللدنِ
جاء يثني التيه قامته / فتوارت قامة الغصنِ
وأدار الكأس يسكرها / لحظ عينيه ويسكرني
ثم أدنى خده خجلا / فحنيت الورد وهو جني
خلت لما أن خلوت به / والصبا مسكية الردنِ
إن ريا موهنا خطرت / لي أو ريا أبي الحسن
رب كف ثرة خلقت / ضرة للعارض الهتنِ
وسماح ما تطبعه / بل أتى طبعا مع اللبنِ
ماجد بعت الكرام به / لم أخف من صفقة الغبنِ
ضيق الأعذار مبتسم / للمرجى واسع العطنِ
فهو عاري العرض منصلت / من لباس العار والدرن
ما انطوى طي الرداء على / نشر أحقاد ولا إحَنِ
مر في سبق الكرام على / سابق من جوده أرنِ
معنقا في أثر ماثره / تسم الأعناق بالمننِ
تارك حد السنان لقى / متغان عنه باللسنِ
يا عبيدالله دمت كذا / ذا ثراء غير مختزنِ
شائدا بنيان كل على / في ذرى عادية القننِ
قعد العافي وقمت له / بفروض الجود والسننِ
قسما بالسابحات ضحى / في بحار الال كالسفنِ
قطعت أقرانها وأتت / طلقا والريح في قرنِ
لقد استعبدتني بندى / ذادني والريح في قرنِ
من يرى من حب درهمه / عاكفا منه على وثنِ
فاستمعها اليوم سائرة / مثل سير الخضر في المدنِ
هي في بغداد ثم غدا / هي في مصر وفي عدنِ
سهلة الألفاظ والجة / لا بإذن فرضة الأذنِ
دمت مارق النسيم ضحى / ودعت ورقاء في فننِ
تبسم ضاحكا عن أقحوان
تبسم ضاحكا عن أقحوان / وماس تثنيا كقضيب بان
وطاف بخمرتي لحظ وريق / سواء والرحيق الخسرواني
ومناني الوصال خلال عتب / الذ إلى المحب من الأماني
وصادف طرفه الوسنان قلبي / فقلبه على مثل السنانِ
له خدا يري الورد غضا / جنيّاً لودنا من كف جاني
وألحاظ تبارك من براها / سهاما للقلوب بها براني
يقول لي العذول تسلّ عنه / وما عانى عذولي ما أعاني
نأى عن ناظري فالصبر فان / غداة فراقه والدمع قاني
على أني سكنت ولا سكون / إلى فيض الجفون وقد جفاني
لئن لم يحل لي تعذيب قلبي / ويغلبني هواه على هواني
فقلت بأن للإحسان مول / سوى المولى أبي الفضل الهجانِ
فتى البيض المؤلّلة المواضي / وجرد الخيل والسمر اللدانِ
فتى يمتد ظل العفو منه / لهاف مذنب منا وجاني
جواد ما له في الفضل ثان / يعد ولا عن الأفضال ثاني
أخو المنن الجسيما اللواتي / حلت وخلت لديه من إمتنانِ
حري بالمكارم والعطايا / جريٌ القلب واليد واللسانِ
طليق الوجه محمود السجايا / طويل الباع فياح المغاني
كريم العود بسام المحيا / غزير الجود هطّال البنانِ
يضيء جبينه في كل خطب / مضبّ الجود كالعضب اليماني
يعم النازحين ندى يديه / ويعلي المادحين بلا تواني
فأسرع حين يكرم من سحاب / وأثبت حين يحلم من إبانِ
ورب وغى ورى في جانبيها / زناد من ضراب أو طعانِ
دلفت إلى فوارسها ببيض / أعدت لجينها كالأرجوانِ
لقد حاز العلى باب كريم / أقام بعد له ميل الزمانِ
شأى الوزراء حزما واضطلاعا / وصدق أمانة وعلو شانِ
كمال الدين يا ملكاً نداه / لعاف نازع منا ودانِ
تهزك نغمة المدّاح حتّى / كانّ ثناهم نغم المثاني
فما روض أريض النبت غض / يغاديه سقيط كالجمانٍِ
ينم على سرائره نسيم / ضعيف فاتر الحركات وإني
بأطيب منك يوما نشر عرض / وأحسن من خلائقك الحسانِ
فدم يا أكرم الكرماء واسلم / لكبت ملعاند ولخفض شانِ
ولا هدمت صروف الدهر يوما / من الأيام مجدا أنت باني
غدرت والغدر بي من شأنها
غدرت والغدر بي من شأنها / وأَسالت عبرتي من شانها
غادة مذ ملكت قَادرة / حكمت بالجور في سلطانها
نقضت عهدي عنادا ووفت / بالذي أعهد من هجرانها
ما عليها ربحها لو اتبعت / حسنها بالنزر من إحسانها
لا والحاظ لها ساحرة / صيرت عيني من أعوانها
ما أرى أسقم من جسمي ولا / خصرها النضو سوي أجفانها
أيها اللائم لي في لوعة / لا سبيل لي إلى كتمانها
إن من كلَّف كلف نفسي سلوة / طالب ما ليس في إمكانِها
لا ترع بالعذل مني مغرما / شاب والصّبوة في ريعانها
ليس تطفي ما به من حرق / ادمع يغرق في طوفانِها
وبجرعاء الحمى باخلة / أصبح السوق قرى ضيفانِها
أضحت السمر عليها والظبي / رقبة أغير من غيرانِها
جاورت من وجرةّ دار هوى / غزلي وقف على غزلانِها
أرَّق الجفن تغنّي ورقها / وثنى الصبر تثنّي بانِها
أَزعج القلب إليها فصبا / سَكَن أصبح من سكّانِها
فسقى ما مال من قضبانها / ريّه وانهال من كثبانِها
فخزاماها إلى جثجاثها / وأقاحهيها إلى حوذانِها
مستهلّ مهم منهمر / كيد الصّاحب في تهتانِها
ملك الدنيا ومن أحلامه / وقر أرزَن من ثهلانِها
أسد الحرب الذي سطوتُه / تفرس الدارع من فرسانهِها
والمبيد الذمر في هبوتها / باللعان المر من مرّانِها
إن شهباء سلاح لم يكن / في ظلام النقع من شهبانِها
وبلاغات مقال ما غدا / ساحبا ذيلا على سَحبانِها
لم تضق أربعه الفيح على / معدم أَترب في أعطانها
نجل من ساد والبرايا وجنوا / ثمرات العز من أغصانِها
ناهبي أرواح أملاك الورى / في وغاها وأهبي تيجانِها
زينت الدولة من مجد الهدى / بأَمين غير ما خوَّانِها
شد من أزرعاها وغدا / معليا ما شاد من بنيانِها
فالرعايا شاكروا حسانه / الكهول الشيب مع شبّانِها
واصفوا عدل به قد أمنت / أدم القيعان من ذُوبانها
خيمت منه المعالي وثوت / في محل الأنس من أو لأنها
ما ترى أرض عِدا ما راضها / مسهلا بالخيل من أحزانها
وسماء للمعالي ما سما / مجده العالي على كيوانها
يا أبا الفضل فداء لك من / نوب الدّنيا ومن عدوانها
منعشر قد علقوا من حبّهم / للهى جهلا على أوثانها
أنت بذال لها يا ذا الندى / وهم للبخل من خزّانِها
عش لاسداء الأياد واستمع / أحصن الأشعار من حسّانِها
كل غراء المعاني تجتلي / في رداء زان من أوزانها
تحسب الزوراء نجد كلما / فاح عرف الشيح من أردانها
وابق جم الرفد تغلي بالندى / ما غدا يرخص من أثمانيا
في نعيم يحمل الحاسد من / غصة النفس على أشجانها
مذ صدَّ عنّي وتجافاني
مذ صدَّ عنّي وتجافاني / واصلت العبرة أَجفاني
ريم إذا رمَت سلوا له / طاوعني الشوق وعاصاني
بدر دجى تحسب في مرطه / إذا انثنى خوطا من البان
بالأرحِ لفائح من نشره / يعرف عرف المسك والبان
لهفي على فيه العقيق الذي / فيه من اللؤلؤ سمطان
كم أكتم الوجد عليه وكم / يذيعه شأني إلى الشاني
ومغرب في الحسن ما ضره / لو شفع الحسن بإحسانِ
في خده روضة حزن إذا / نظرتها تزداد أحزاني
شوك الفتى يمنع أن نجتني / يا للحظ يوما وردها القاني
يا عاذلي إن كنت لي ناصحاً / فخلني خلاً لأشجاني
أبكي من الهجر إلى ضاحك / وأسهر الليل لو سنان
فليس لي في الوجد ثان ولا / لابن علي عن ندى ثاني
ذي السؤدد النائي على المبتغي / مناله والكرم الداني
ذاك الذي أشكره دائما / في حالتي سري وإعلاني
شكر رياض الحزن معهودة / لمرجحن الردق حنّانِ
قلت لمنضي العيسى من بازل / عود ومن هوجاء مذعان
يفلي ا لفلا وخدا عسى أن يرى / إنسانه صورة إنسانِ
لا تعد مجد الدين فهو امرؤ / رحيب أوطان وأعطانِ
مرحب بالوفد مستبشر / منا بزوار وضيفانِ
ليس عن المعروف المنتهي / ولا عن الإحسان بالواني
له ثمار دانيات الجنى / جودا وعفو يسع الجاني
خرق يرى ذا منن جمّة / ولا يرى يوما بمنانِ
حساب من يعلم إن الثنا / باق وما يذخره فانِ
فيا أبا الفضل الذي لم يزل / يعني بفك الموثق العاني
خففت أثقالي بجدوى يد / سماعها ثقل ميزاني
فدمت في سلم وحرب معا / تدعى بمطعام ومطعانِ
يا بدر جود كفه مزنة / وخلقه زهرة بستانِ
وواحدا في المجد مسعاته / ثالثة النسر وكيوانِ
نداك والغيث سواء كما / عزمك والمنصل سيّانِ
يا فرحة العائد والمجتدي / وترحة الحاسد والشاني
أصبحت حسانك حقا لما / توليه من بر وإحسانِ
فدمت في إخلاق عمر المدى / والدهر ماكر الجديدانِ
هيهات عذلك ليس يسليني
هيهات عذلك ليس يسليني / علق الفؤاد بأعين العينِ
سلب الجفون لذيذ رقدتها / قمر أُواصله ويجفوني
أصبحت أسأل مانعا أبدا / منه وآمن غير مأمونِ
مذ صار يحكم في قضيَّتهِ / حكم العزيزِ رضيت بالهونِ
يمشي كغصن رنَّحته صباً / وونت بتحريك وتسكينِ
أَهونِ بعذ لك مع خشونته / في حسن ذاك العطب واللينِ
رشأ يكاد لدقة وضنى / في الخصر يخفى في الخفاتينِ
عذب لماه بعرف مبسمه / عرف الأقاح ومسك دارينِ
يزداد حسنا كلما بصرت / عين به من غير تحسينِ
يا ليلة فيها خلوت به / والراح يشربها ويبقيني
ويورد وجنته وما صنعت / كف الحياء بها يحيى
وشمولنا تحكي شمائل من / بالبر يشملني ويعنيني
المستقل بكل مكرمة / مجد الهدى والملك والدينِ
ملك لهف ي وصف كل وغى / إقدام حيدر يوم صفّينِ
بعت الكرام به على ثقة / علما بأني غير مغبونِ
وركنت منه إلى ربيب سدى / وندى بشدى الجود ملبونِ
مال العفاة ومؤئل خصب / سكنته آمال المساكينِ
لله منه صنائع شفعت / أبكارها بمكارم عونِ
وخلائق كالراح تمزجها / بالطيب أنفاس الرياحينِ
ما زال يخزن عرضه كرما / عرض لديه غير مخزونِ
يا صاحبي سلا بربكما / هل غيره عز السلاطينِ
لحق العدا في كل معركة / بلواحق مثل السراحينِ
من كل نهد في الفلاة يرى / سيدا وفي الأمواه كالنونِ
ذي غرة كالنجم تحسبها / إن شد رجما للشياطينِ
فغدوا طرائد كل مطرد / قاض وماضي الحد مسنونِ
أيها أبا الفضل استمع مدحا / زهرا ولا زهر البساتينِ
كالبرد ضم والعقود زهت / والورد ضرج بين نسرينِ
يا منعما ما زال يكنفني / بغزير جدواه ويكفيني
آتيه ممتدحا فيسعفني / وأجم نائله فيبدوني
كم آخر الإفلاس لي أملا / ونداك أقرنني بقارونِ
فبقيت يشرق وجه بشرك لي / ويضيء في أرماتي الجونِ
ولقيت عيدك عائدا أبدا / في دولتي عز وتمكينِ
فلقد براك الله من كرم / ويرى كرام الناس من طينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025