المجموع : 11
أزال لقياكَ ما ألقى من الحزنِ
أزال لقياكَ ما ألقى من الحزنِ / فاليوم لا أشتكي من حادث الزمن
ولا أرى لليالي في تقلبّها / من بعد قربك غير الفضل والمنن
غادرتني بعد ما قد كنت في دعةٍ / من عيشتي راكبا في المركب الخشن
إذ أنت في حلب روح وكيف ترى ال / حياة بعد فراق الروح للبدن
يا ابن النبيّ وأحسان الزمان بكم / شيء تعلمه من فعلك الحسن
يا مشمحرة العلا إن حلّ غيركمُ ال / وهاد لم نزلوا إلا على القنَنِ
إني استنترت بظل من جناحكمُ / فناظر الخطب في الحالات لم يرني
لولاكم مما انجلى الليل الفواية عن / أبصارنا ولعمّت ظلمة الفتَنِ
حملت في حبكم عب الملام فما / كلت ولا ضعفت عن حمله منني
أنتم ألو الله والبيت الحرام وأر / بابُ الهدى وكتاب الله والسنَنِ
كم ليّ في حبكم لاح يلوم و / من ناصبيّ غدا فيكم يعنفّني
فما أصخت لتلحاء ومعتبة / لكنما سنني جربا على السنن
أبا عليّ ولي في مجدكم مدح / في الأفق تجري وقرن الشمس قرن
ما زال وعدك لي بالجود أرقبهُ / دهراً طويلا وطول الوعد يوعدني
أروم للعين حظّا حين تبصره / كمثل ما خطيبت قد ما به أذني
ها أنت والدهر والأيام مقبلةٌ / وها أنا بينكم في صفقة الغبنِ
لئن تأخر عني فيض جودكم / إلى مدى فيما أعتاض عن وطني
قد كان علمي عن التطلاب بأنف لي / وإنما زمني الأملاق الزمني
وأنتم خير من يلوى الرجاء به / وللنجاة غدوتم أعصم السفن
لا حلتُ عن حبّكم ما امتدّ لي أجلي / وسوف يطوي إذا ما متّ في كفني
دمتم مطاعين لا ارتدّت رماحكمُ / يوما مطاعين في الآفاق والمدنِ
إن كان أضمر قلبي عنك سلوانا
إن كان أضمر قلبي عنك سلوانا / لا كنت من مغرم صبّ ولا كانا
إلام توعدني هجرا وتوسعني / هجرا وتوعدلي مطلا وليّانا
إن كان أغراك حسّادي فلا عجب / لطالما اختلقوا زورا وبهتانا
صددتني ناسيا ودي ولي كيد / فرحي وقلب غدا بالوجد حرّانا
وقلت ذاك سلا يا صاحبَيّ سلا / هل كنت أضمرت يوم البين سلوانا
تجفو وتزعم أني قد جفوتُ قلى / لا متّعت بالكرى أجفان أجفانا
وقد توهّمتُ أنّي قد نسيتكُمُ / رمى القذى والأذى إنسان إنسانا
لو ذاق جفني الكرى حتى بعثت كنا / فيه خيالك أحيانا لأحيانا
إن رمت تجديد عهدي يوم كاظمة / فخذ فديتك أيمانا وأيمانا
واعلم بأنك إن تجنح إلى مللٍ / في الحب أورثت قلبي الدهر أحزانا
يا راقداً عن محبّ لا يذوق كرىً / إرحم فديتك صبابات سهرانا
فالصد منك وإن أصبحت ذا صدد / جمر الفضى بفنا الأوطان أوطانا
لو واخذ اللّه أهل الحب إذ عشقوا / أو أن يعذّب أهوانا لهوانا
أيا مضيع الذي ما زلت أحفظهُ / في حبّه صل محبّا قط ما خانا
أذاب فيك الهوى للناس أفئدةً / وفيك ذوّب ابدانا وأبدانا
يا مسعد الدهر في ظلمي أما عجب / إن جت عدلا وجئت اليوم عدوانا
سألزم الصبر قلبي إذ لجأت إلى ال / ملك العزيز عماد الدين عثمانا
ولذت من كل ما أخشى بعقوته / فلست أنطرُ من قاصى ومن وانا
أصبحت في كنف من فيض نعمته / قد أطرق الدهر عنّي اليوم حيرانا
ملك إذا برقت بشرا أسرته / تهلّل الجود من كفّيه تهتانا
إن جئته تلق من بشر ومن لطفٍ / فضلا ينيلك إحسانا وحسّانا
جود تحل به الروض الأريض وإن / أردت خلقا تجد روضا وغدرانا
كنّا نؤمّل أن نلقى الكرام فلم / نجد ونبصر أعيانا فأعيانا
وقد رأينا منيل الأرض فانكشفت / غياهب النحل عنا إذ تفشانا
أعطى فاكسبنا بالجود محمدةً / وجاد سرا وإعلانا فأعلانا
سمت إلى باذخات المجد همتهُ / فعمّ بالعرفِ أولانا وأولانا
لطاقة أعجزت فكري ويكنفها / بأسٌ يروع به ذهلا وشيبانا
كم موقف لك والخطّيُّ مشتجر / والبيض تكسي نجيع الهام أجفانا
يرضى به الله والإسلام مبتهج / منه وعاد نبيّ اللّه جذلانا
للمشركين على الأيام مكمدة / كما حطمتَ أناجيلا وصلبانا
شرعت للسيف شرعا في رقابهمِ / كما لأكبادهم أشرعت خرصانا
إنّي وأياك والأمثالُ أضربُها / ذكرا كما قال ربّ العرش تبيانا
تصر وفتح قريب باجتماعهما / تبغي من الله رضواناً وغُفرانا
قِف إنّ شاني بهم أن يسفح الشان
قِف إنّ شاني بهم أن يسفح الشان / دما إذا جار بالتفريق جيران
وأبك النازل بعد الظاعنين فقد / زمّت لوشك النوى والين أظعان
كن مسعدي إن حالي قد غدا عجبا / في الجفن ماء وفي الأحشاء نيران
ضدذان لم تجتمع قبلي وأعجب ما / حدثت أن جمع الضدين إنسان
سقى الحيا منزلا بالشام آلفهُ / ولا عداه سحوح الودقِ هتّانُ
حيث المها بفتا الشهباء كانسة / والشمل جمع وغصن الوصل فينان
وإن جفته غوادي المزن باخلةً / سقتهُ ما روّضت للبين أجفان
يا حبّذا الريح تهدي من ديارهم / نشرا يفوق الذي أهدته نعمانُ
وحبّذا مرمع كانت تغازلني / به من الخفرات البيض غزلان
أيام أسحب ذيل الملهى من طرب / والخطب في غفلة والدهر وسنان
ولمّتي من بياض الوصل حالكة / سوداء إذ للشباب النضر ريعان
نبتم فلا العيش عيش بقد بعدكم / مما ألاقي ولا الأوطان أوطان
والقلب منذ تناءيتم حليف ضنى / لما غدرتم ودمع العين عذران
أين المخير عن قلبي فإنّ له / جوى يهجهُ شوق وأحزان
يا أيها العاذل المولي نصيحتهُ / سل عن فؤاديَ هل يعروه سلوان
لا حلت عن ودّهم في الحبّ إذلهم / عندي من الحب ميثاق وأيمان
إن كان روّى جفوني الدمع بعدكم / فإن قلبي من التفريق صديان
ان خانني الدهر فيمن كنت آلفهُ / فالدهر بالبين للإخوان خوان
أو رام نقصيَ لم يظفر ببغيتهِ / والشمس لا يعتريها الدهر نقصان
ما راق إنسان عيني في الدنا سببُ / يسمو به للورى إنسٌ ولا جانُ
ولا غدوتُ بآمالي إلى أحد / له من المال شبع وهو غرثان
أذود باليأس عن احواضهم أملا / يروى بريّ الأماني وهو عطشان
حتى انتهيت إلى جود المعمر من / عمّ الورى منه إفضالُ وإحسان
فأيقنت همي أن قد بلغت منى / وعاد لازم فقري وهو خزيان
وقد رقيتُ من العليا برؤيته / مرقى يقصّر عن أدناه كيوان
ورحت في جنّةٍ من فضل نائله / لكنّ منبتها در ومرجان
له من الجود ما لو أن أيسره / للغيث إذ جاد عم الناس طوفان
فلم نلاق أمرا في عصره أبدا / يقول لازمني فقر وحرمان
اضحى العفاة وثوقاً من فواضله / في رقدة إذ ندى كفّيه يقظان
لو أنّ قصّادهُ شمس الضحى اقصدوا / لقطّبت وهو طلق الوجه جذلان
أو كان في الخلق طرّا من تحلّمه / بعض لما احتربت عيس وذبيان
أو كان نظم عبيد مثل نظمك ما / أرواه في يوم بؤس منه نعمان
يا ذا البلاغة لا قسّ تعمّصها / قدما ولا سحب الأذيال سحبانُ
وذا القطانة إذ لم تسبح إبلا / من بعض ما علمت ذهل وشيبان
يا ابن النبي إلى ما تنتهي مدحي / فيكم وليس الحصر الوصف إمكان
يكفيكم ما تلت مدحا لسوددكم / توراهُ موسى وانجيل وفرقان
قفوت إثر رسول الله جدّكُم / في فعله واقتفى ما قلت حسان
نجيتم آدما إذ كان أوبقه / لولاكم عند رب العرش عصيان
ونوع كنتم له في الفلك عصمته / مما عراه ولم يدركه طوفان
ومنكم رجعت نار الخليل له / بردا وعاد إلى ملك سليمان
من رام مرتبة في العز غيركمُ / تبّا له ولما يرجوهُ خسران
ما كلّ ماء بدا للعين عن كثبٍ / صدى ولا كل مرعى طاب سعدان
إيها أبا طالب إني محضتكم / ودّي فمين لكم سر وإعلان
ما خلت روض ودادي عندكم هملا / حتى يقابل ودي منك هجران
وأن يفوز بكم غيري لجدته / كم من جديد له الأسرار خلقان
اشكو إليك فعال السكري معي / فإنّه من قبيح الفعل ملآن
قد غلّني ملبسي حقا ولا عجب / ود الخطيب وإن أصفاه خطبان
تهنّ بالشهر شهر الله إذ لكم / فيه وفي العام تسبيح وقرآن
ودم لتشييد ركن المكرمات فلا / عدا ربوع المعالي منك عمران
وداعاً أيّها القلبُ الحزينُ
وداعاً أيّها القلبُ الحزينُ / وصبراً كل مقضيّ يكون
ولا تجزع إذا فارقت إلفا / نأى وأبانه الزمن الخؤون
سيبدلك اجتماعا بعد بي / فعقبى كل تحريك سكون
جمال الدين إن تبعد فنومي / حكاك فليس تعرفه الجفون
فنار البين تضرم في فؤادي / ودمعي تستهلّ به الشؤون
وددت فراق روحي عن فراقي / لشخصك كان إذ روحي تهون
خلوت وقد رحلت من العطايا / فدهري ليس لي منه مُعين
واضحت أربع الجدباء قفرا / من العلياء فالأيام جون
ومن لم يبك بعدك لاسقاه / من النعماء مدراء هتون
ولو إني استطعت صحبت سعيا / ركابك إنّني بكم قمين
عمرت بجود كفّك في فؤادي / وداداً لا تغيّرهُ الشؤون
وأرغمت الأعادي بالعطايا / فشكري عند جودكم رهين
فما أرجو سواك ومن أرجي / وكل فتى بما يحوي ضنين
ورأفيك في ملمات الرزايا / إذا ما أعضلت رأيٌ رصين
فما لك مشبه والخلق كلّ / لكلّ منهم أبدا قرينُ
ومن يأتي بأجدادٍ كرامٍ / وجدّك أحمد الثقة الأمين
هدى للحقّ هذا الخلق طرّا / نبيّ اللّه والسر المصون
وحيدر والبتول الطهر حقّا / هما أبواك والنبأ المبين
نجوت بهم ففي الأولى ملاذ / وفي الأخرى همُ السبب المتين
ومن يفخر بفوة في البرايا / فخرت وعند همّتك الفنونُ
ولم تسمع بمثلكم البرايا / ولم تنظر شبيهكمُ العيونُ
ومن ذا يستطيع لكم مديحا / إذا ذكرته ياسينُ دنونُ
جمال الدين إن حاولت شيئاً / من الأشياء فاطلبه يكون
وأنّى أمّ عزمكم مكانا / فسهل الأرض دونك والحزون
كأنّ لكم على الأقدار حكما / مطاعا أو لكم منها يمين
أقام نداك سوقا للمعالي / وأنباء الزمان له زبون
ولولا جود كفّك لم تصدّق / من العافين في الدنيا ظنون
أودعكم وأودعكم فؤاداً / لودّك لا يضيع ولا يخون
وقال الله حادثة الليالي / ولا برحت لك الدنيا تعين
فلم يأت الزمان لكم بمثلٍ / ولا يأتي به من بعد حينُ
قد أعرب الدمع عن وجدي وكتماني
قد أعرب الدمع عن وجدي وكتماني / وأعجم القلب في صبري وسلواني
وقابلت أدمُعي فبمن كفت به / يوم التفرّق والتوديع نيراني
اشكو الهوى وفؤادي يستلذّ به / وغير شاني الذي أبدى لكم شاني
بنتم فما زلت مع وجد أكابده / مستوحشا لكم سرّي وإعلاني
والبعد في النار أكفاني وموقدها / من بعد وشك نواكم دمعي القاني
لا كان سهم نوى أصمى فؤادي من / عوجا وتين بمرنان ومذعان
لو زارني الطيف سلّيت الهموم به / ولو تغشى رقادي كان يغشاني
لم يطرق النوم أجفاني ولا عجب / من بعد فرقتكم أنى تجافاني
ما صحّ كتمان سرّي إذ جفيت وقد / أصبحت ما بين أحشاء وأجفان
فدمع عيني طليق بعد بعدكم / لكن فوادي المعنّى فيكم دعان
ما استعذبت عذبات الرند بعدكم / روحي ولا بان منّى رغبة البان
تحمّلت منكم ريح الصبا أرجا / أزرى على نشر يبرين ونعمان
ما خلت أني وإن ساء الزمان بنا / فعلا أفارق أحبابي وخلان
ولا علمت بأن الدهر يبدلني / من بعد تشتيت إخواني بخوّان
يا ظاعنين وقلبي نحوهم أبداً / يحدى من الشوق فيما بين أظعان
بنتم فما لذّ لي عيش لبعدكم / ولا فرحت بأوطارى وأوطاني
أورثتموني شبحا باق تردّدهُ / لبعدكم ي سويد القلب أشجاني
أنّى ذكرتكم فالشوق من وله / جمر الفضا بفنا الأوطان أوطاني
إن خانني زمني فيكم فليس له / بدع إذا ما رمى حرّا بحرمان
أو كان بغيته خفضى فقد رفعت / يد الفضائل بين الناس بنياني
جلّيت عند فتاء السن من أدبي / أوفى شيوخ بني الدنيا وشبّان
وطلت هذا الورى بالفضل أجمعهم / لكنما الرزق لم يحرز بإمكان
حتى ظفرت بزيد الجود جللني / فواضلا أذهبت همي وأحزاني
فرحت إذ راح حوضى عنده ترَعاً / أوفى البرايا بإحسان وحسّان
وصرت من شرف مستوطئا قدمي / هام الثريا وبهرام وكيوان
ولم تكن جنّتي من نيله طمثت / وجود كفّيه من إنس ولا جان
لو رامت الثقلان الجود من يده / تحكيه لم ينفذوا فيه بسلطان
ولو يكون لنوح مثل سيبكم / لم ينفع الفلك بل أردي بطوفان
أغنى ذوي الفقر والبأسا وقد رقدت / آمالهم بنوال منه يقظان
إن كان ذا الدهر عناني بحادثه / فقرا فجور ضياء الدين أغناني
يا ابن النبيّ وأنتم منتهى أبلى / إذ النهى عن تمنّي الغير ينهاني
أنّى تقاس بقسّ إذ سحبت علا / ذيل الفخار على قسن وسحبان
فخرتم الناس طرا والملائك إذ / جمعتم بين أحساب وإحسان
فحيدر والبتول الطهر فاطمة / بالنصّ في سورة الرحمن بحران
لا يبغيان ولكن من قرارهما / يستخرج البر من درّ ومرجان
إن رمت مدحكم جاءت فواضله / في هل أتى وتلته آل عمران
أحرزتم المدح طرّا والفضائل من / توراة موسى وإنجيل وفرقان
من قال إنّ لكم شبها فلا عجب / أن قال إن الدجى والصبح سيان
غدوت ثاني زين العابدين تقى / وماله أبدا بين الورى ثان
صبوتَ نحو كتاب الله مكتملا / إذ كنت أجللتهُ حفظ صبيان
وقمت للّه والأجفان قد رقدت / تقضى الدياجي بتسبيح وقرآن
اشبهت جدّك في سر وفي علن / لكن فخرت على كعب وحسان
لما مدحت بما أملت صفاتكم / ذلت صعاب القوافي بعد طغيان
ورمت مدح سواكم قال لي حسبي / يا ويك قصر أكفر بعد إيماني
فنعت فيكم بإخلاصي بحبّكم / وقد كفاني إذا ألبست أكفاني
صب قتيلُ المقلتين
صب قتيلُ المقلتين / وصريعُ قدّ كالرديني
وسهام جفن أطلقو / ها عن قسيّ الحاجبين
ظعن الفؤاد وصبرهُ / فبكى البعد الظاعنين
يا ويك قلبي بين هج / ر قد وقعت وبين بين
عيني بكت فحسبت دم / عي إذ همى من فيض عين
خفق الفؤاد بذكرهم / من بعد ضيق الخافقين
دين الحبيب لشوقتي / في الحبّ أن يلوي بديني
دهري أرجّي وصلهُ / أو جود كفّ أبي الحسين
جود واصل طاهر / والفخر في الدنيا بذين
وعزيمة أدنى مكا / نتها محلّ الفرقدين
وندى بتجسّس باللهى / فرزى بنوء الشعريين
وكفاه من شرفٍ بأن / يدعى شريف الوالدين
من عصبةٍ لهم الفخا / ر على جميع العالمين
آل النبي ورهطهُ ال / أطهار أبناء الحسين
كاسون من حلل الثنا / عارون من عيب وشين
مولاي قد قال العدى / قولين من كذب ومين
إنّي سأحرمُ جودكم / وأعود صغر الراحتين
فأرغمهم كيلا اعو / د ومكبيي خفّي حُنين
واغنم ثنائي في الدنا / حتى ألاقي يوم حيني
صلت بالهجر فبالرحمن صلني
صلت بالهجر فبالرحمن صلني / وارض عني بالتداني يا معني
فالجوى لم يبق من بعد النى / فضلة يلحظها الناظر مني
سنّني في الحب من بعدكم / إنني أقرع للتفريق سني
بأن عني الصبر لما بنتم / وجفا النوم فما يطرق جفني
قد جنى قلبي وقد ألزم طرفي / فدموعي في رياض الخد أجني
يا مذيب الجسم جدلي بالكرى / وابعث الطيف بعد إن لم تعدني
فكني من قبضة الحزن فقد / شفّ جسمي وبراه فرط حزني
مات قلبي كلما عذبته / بالجفا إذ كان يحيا بالتجنّي
منّني القرب فما أرجو اللقا / إنّني اقنع منكم بالتمني
لك مني السهل في الحب وما / زال مني للبرايا كل حزن
فاغتفر ذنبا وإن لم أجنه / في الهوى أو عثرة الحب أقلني
إن يكن حسنك يحوي كل فنّ / فجنوني في الهوى من كل فن
أيها العاذل إن لم تكن / عاذري في منتهى سؤلي فدعني
إن تكن تجهل ما الحب وما / يفعل البين بذي الحب فسلني
إنني طب بأمراض الهوى / حاذق لكن دواء ليس يفني
لذ لي عذلك إذ تذكر لي / فيه حتى كلما لمت فزدني
با عليا صرت من / بعدما كنت قديم الدهر
لا تمتني في التنائي بالأسى / فحياة القلب أن تدنو وتدني
قد يرى قلبيَ جفنُ ما يرى / فأمانا في الهوى منه أجرني
كلما بأن لغص البان معنى / من معانيك ثناه في التثني
فبحق الود إن كنت ضنينا / باللقا أو زورة الطيف فعدني
لست أبغي في الدنا غيرك شيئا / أو رضى المالك سيف الدين عني
ماجد ما شمت برقا منه إلا / صابني من جوده صيّب مزن
وإذا لذت به من حادث / شادر غما للعدى بالجود ركني
فهو لي غاية آمالي التي / أتمنّاها وسيقي ومجني
ما رأت عيني له مثلا ولا / سمعت شبها له في الناس أذني
ختم الجود لنا منه فلا / حاتم أغنى ولا ايمعان معن
فمتى جئت فناه قاصداً / كنت قد عجلتها جنة عدن
جبر العلياء من جود يديه / بعدما كانت تشكّى طول وهنِ
وإذا لاقيته في صومة / في قتام الحرب تلقى شمس دجن
تتحامى بأسه الأقران حتّى / كلّ ألف عند لقياه بقرن
باسه يوم الوغى بل عزمهُ / نائباه عن شبا سيف ولدن
غذ ترى الأبطال صرعى خوفة / فرميل لا بضرب وبطعن
يا ابن عبد الله من جودكم / كيد الأعداء والحساد أضنى
اينما يمّمت ألقى حسدي / خرّفا تلحظني شزرا بضغن
وبكم يشتد أزري في الورى / لا بعم وأخ برّ وإين
أين من شأوي أناس إن علوا / لم ينالوا بعض ما في المجد أبني
ليت شعري أبخرقٍ طلبوا / رتبتي من جهلهم أو فرط غبني
أم يرومون مساواتي ولا / يتساوى في الورى تبر بتبن
ما انتفاع الناس بالعقل إذا / ما ثلوا من فاخر الدرّ بعهن
أنتم يا آل عبد الله لي / جنّة من كلّ شيطانٍ وجنّي
ما ثنى عزمي إلى غيركم / بالثنا إلا عليكم كنت أثني
لا ولا حبّرت مدحا لفتى / غيركم إلا كم قد كنت أعني
لك يومان بسلم وبحرب / للعدى تفني وللأموال تقني
خذ عروسا يشهد الضد لها / ببديع اللفظ في أحسن وزن
وإذا ما أنشدت في مجلس / قالت الحيطان للحيطان جني
فابق ما أسفر صبح عن دجىً / أو تغنّى ساجع من فوق غصن
وكنا عملنا للمظفّر دعوة
وكنا عملنا للمظفّر دعوة / ليحضر فيها عندنا يوم الاثنين
فجاء ولكني رأيت عجيبة / أتى أنفه من قبل ذاك بيومين
يا رب غفرانك لا تخله
يا رب غفرانك لا تخله / يزيد كي تدخله الجنّه
فإنه أفنى لنا معشرا / قد جعلوا أكبرهم الجنه
وإنما أبقى أبا جعفر / كي يعذروه الإنس والجنه
لي صديق من أبر الن
لي صديق من أبر الن / ناس بي في الخلوان
ودّه أنّى خلونا / أبدا سهل مواتي
وإذا نحن التقينا / ظاهرا في الجلوان
كلّح الوجه وأبدى / لي سوء الفعلان
ليته دام على هج / ري ما مدّت حياتي
ناحت صباح على الغصون حمامة
ناحت صباح على الغصون حمامة / فتحّدرت عبرات كل حزين
فالفضل نقض إن شدت ولم أبكها / بدم ترقرقه شؤون جفوني