القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 11
أزال لقياكَ ما ألقى من الحزنِ
أزال لقياكَ ما ألقى من الحزنِ / فاليوم لا أشتكي من حادث الزمن
ولا أرى لليالي في تقلبّها / من بعد قربك غير الفضل والمنن
غادرتني بعد ما قد كنت في دعةٍ / من عيشتي راكبا في المركب الخشن
إذ أنت في حلب روح وكيف ترى ال / حياة بعد فراق الروح للبدن
يا ابن النبيّ وأحسان الزمان بكم / شيء تعلمه من فعلك الحسن
يا مشمحرة العلا إن حلّ غيركمُ ال / وهاد لم نزلوا إلا على القنَنِ
إني استنترت بظل من جناحكمُ / فناظر الخطب في الحالات لم يرني
لولاكم مما انجلى الليل الفواية عن / أبصارنا ولعمّت ظلمة الفتَنِ
حملت في حبكم عب الملام فما / كلت ولا ضعفت عن حمله منني
أنتم ألو الله والبيت الحرام وأر / بابُ الهدى وكتاب الله والسنَنِ
كم ليّ في حبكم لاح يلوم و / من ناصبيّ غدا فيكم يعنفّني
فما أصخت لتلحاء ومعتبة / لكنما سنني جربا على السنن
أبا عليّ ولي في مجدكم مدح / في الأفق تجري وقرن الشمس قرن
ما زال وعدك لي بالجود أرقبهُ / دهراً طويلا وطول الوعد يوعدني
أروم للعين حظّا حين تبصره / كمثل ما خطيبت قد ما به أذني
ها أنت والدهر والأيام مقبلةٌ / وها أنا بينكم في صفقة الغبنِ
لئن تأخر عني فيض جودكم / إلى مدى فيما أعتاض عن وطني
قد كان علمي عن التطلاب بأنف لي / وإنما زمني الأملاق الزمني
وأنتم خير من يلوى الرجاء به / وللنجاة غدوتم أعصم السفن
لا حلتُ عن حبّكم ما امتدّ لي أجلي / وسوف يطوي إذا ما متّ في كفني
دمتم مطاعين لا ارتدّت رماحكمُ / يوما مطاعين في الآفاق والمدنِ
إن كان أضمر قلبي عنك سلوانا
إن كان أضمر قلبي عنك سلوانا / لا كنت من مغرم صبّ ولا كانا
إلام توعدني هجرا وتوسعني / هجرا وتوعدلي مطلا وليّانا
إن كان أغراك حسّادي فلا عجب / لطالما اختلقوا زورا وبهتانا
صددتني ناسيا ودي ولي كيد / فرحي وقلب غدا بالوجد حرّانا
وقلت ذاك سلا يا صاحبَيّ سلا / هل كنت أضمرت يوم البين سلوانا
تجفو وتزعم أني قد جفوتُ قلى / لا متّعت بالكرى أجفان أجفانا
وقد توهّمتُ أنّي قد نسيتكُمُ / رمى القذى والأذى إنسان إنسانا
لو ذاق جفني الكرى حتى بعثت كنا / فيه خيالك أحيانا لأحيانا
إن رمت تجديد عهدي يوم كاظمة / فخذ فديتك أيمانا وأيمانا
واعلم بأنك إن تجنح إلى مللٍ / في الحب أورثت قلبي الدهر أحزانا
يا راقداً عن محبّ لا يذوق كرىً / إرحم فديتك صبابات سهرانا
فالصد منك وإن أصبحت ذا صدد / جمر الفضى بفنا الأوطان أوطانا
لو واخذ اللّه أهل الحب إذ عشقوا / أو أن يعذّب أهوانا لهوانا
أيا مضيع الذي ما زلت أحفظهُ / في حبّه صل محبّا قط ما خانا
أذاب فيك الهوى للناس أفئدةً / وفيك ذوّب ابدانا وأبدانا
يا مسعد الدهر في ظلمي أما عجب / إن جت عدلا وجئت اليوم عدوانا
سألزم الصبر قلبي إذ لجأت إلى ال / ملك العزيز عماد الدين عثمانا
ولذت من كل ما أخشى بعقوته / فلست أنطرُ من قاصى ومن وانا
أصبحت في كنف من فيض نعمته / قد أطرق الدهر عنّي اليوم حيرانا
ملك إذا برقت بشرا أسرته / تهلّل الجود من كفّيه تهتانا
إن جئته تلق من بشر ومن لطفٍ / فضلا ينيلك إحسانا وحسّانا
جود تحل به الروض الأريض وإن / أردت خلقا تجد روضا وغدرانا
كنّا نؤمّل أن نلقى الكرام فلم / نجد ونبصر أعيانا فأعيانا
وقد رأينا منيل الأرض فانكشفت / غياهب النحل عنا إذ تفشانا
أعطى فاكسبنا بالجود محمدةً / وجاد سرا وإعلانا فأعلانا
سمت إلى باذخات المجد همتهُ / فعمّ بالعرفِ أولانا وأولانا
لطاقة أعجزت فكري ويكنفها / بأسٌ يروع به ذهلا وشيبانا
كم موقف لك والخطّيُّ مشتجر / والبيض تكسي نجيع الهام أجفانا
يرضى به الله والإسلام مبتهج / منه وعاد نبيّ اللّه جذلانا
للمشركين على الأيام مكمدة / كما حطمتَ أناجيلا وصلبانا
شرعت للسيف شرعا في رقابهمِ / كما لأكبادهم أشرعت خرصانا
إنّي وأياك والأمثالُ أضربُها / ذكرا كما قال ربّ العرش تبيانا
تصر وفتح قريب باجتماعهما / تبغي من الله رضواناً وغُفرانا
قِف إنّ شاني بهم أن يسفح الشان
قِف إنّ شاني بهم أن يسفح الشان / دما إذا جار بالتفريق جيران
وأبك النازل بعد الظاعنين فقد / زمّت لوشك النوى والين أظعان
كن مسعدي إن حالي قد غدا عجبا / في الجفن ماء وفي الأحشاء نيران
ضدذان لم تجتمع قبلي وأعجب ما / حدثت أن جمع الضدين إنسان
سقى الحيا منزلا بالشام آلفهُ / ولا عداه سحوح الودقِ هتّانُ
حيث المها بفتا الشهباء كانسة / والشمل جمع وغصن الوصل فينان
وإن جفته غوادي المزن باخلةً / سقتهُ ما روّضت للبين أجفان
يا حبّذا الريح تهدي من ديارهم / نشرا يفوق الذي أهدته نعمانُ
وحبّذا مرمع كانت تغازلني / به من الخفرات البيض غزلان
أيام أسحب ذيل الملهى من طرب / والخطب في غفلة والدهر وسنان
ولمّتي من بياض الوصل حالكة / سوداء إذ للشباب النضر ريعان
نبتم فلا العيش عيش بقد بعدكم / مما ألاقي ولا الأوطان أوطان
والقلب منذ تناءيتم حليف ضنى / لما غدرتم ودمع العين عذران
أين المخير عن قلبي فإنّ له / جوى يهجهُ شوق وأحزان
يا أيها العاذل المولي نصيحتهُ / سل عن فؤاديَ هل يعروه سلوان
لا حلت عن ودّهم في الحبّ إذلهم / عندي من الحب ميثاق وأيمان
إن كان روّى جفوني الدمع بعدكم / فإن قلبي من التفريق صديان
ان خانني الدهر فيمن كنت آلفهُ / فالدهر بالبين للإخوان خوان
أو رام نقصيَ لم يظفر ببغيتهِ / والشمس لا يعتريها الدهر نقصان
ما راق إنسان عيني في الدنا سببُ / يسمو به للورى إنسٌ ولا جانُ
ولا غدوتُ بآمالي إلى أحد / له من المال شبع وهو غرثان
أذود باليأس عن احواضهم أملا / يروى بريّ الأماني وهو عطشان
حتى انتهيت إلى جود المعمر من / عمّ الورى منه إفضالُ وإحسان
فأيقنت همي أن قد بلغت منى / وعاد لازم فقري وهو خزيان
وقد رقيتُ من العليا برؤيته / مرقى يقصّر عن أدناه كيوان
ورحت في جنّةٍ من فضل نائله / لكنّ منبتها در ومرجان
له من الجود ما لو أن أيسره / للغيث إذ جاد عم الناس طوفان
فلم نلاق أمرا في عصره أبدا / يقول لازمني فقر وحرمان
اضحى العفاة وثوقاً من فواضله / في رقدة إذ ندى كفّيه يقظان
لو أنّ قصّادهُ شمس الضحى اقصدوا / لقطّبت وهو طلق الوجه جذلان
أو كان في الخلق طرّا من تحلّمه / بعض لما احتربت عيس وذبيان
أو كان نظم عبيد مثل نظمك ما / أرواه في يوم بؤس منه نعمان
يا ذا البلاغة لا قسّ تعمّصها / قدما ولا سحب الأذيال سحبانُ
وذا القطانة إذ لم تسبح إبلا / من بعض ما علمت ذهل وشيبان
يا ابن النبي إلى ما تنتهي مدحي / فيكم وليس الحصر الوصف إمكان
يكفيكم ما تلت مدحا لسوددكم / توراهُ موسى وانجيل وفرقان
قفوت إثر رسول الله جدّكُم / في فعله واقتفى ما قلت حسان
نجيتم آدما إذ كان أوبقه / لولاكم عند رب العرش عصيان
ونوع كنتم له في الفلك عصمته / مما عراه ولم يدركه طوفان
ومنكم رجعت نار الخليل له / بردا وعاد إلى ملك سليمان
من رام مرتبة في العز غيركمُ / تبّا له ولما يرجوهُ خسران
ما كلّ ماء بدا للعين عن كثبٍ / صدى ولا كل مرعى طاب سعدان
إيها أبا طالب إني محضتكم / ودّي فمين لكم سر وإعلان
ما خلت روض ودادي عندكم هملا / حتى يقابل ودي منك هجران
وأن يفوز بكم غيري لجدته / كم من جديد له الأسرار خلقان
اشكو إليك فعال السكري معي / فإنّه من قبيح الفعل ملآن
قد غلّني ملبسي حقا ولا عجب / ود الخطيب وإن أصفاه خطبان
تهنّ بالشهر شهر الله إذ لكم / فيه وفي العام تسبيح وقرآن
ودم لتشييد ركن المكرمات فلا / عدا ربوع المعالي منك عمران
وداعاً أيّها القلبُ الحزينُ
وداعاً أيّها القلبُ الحزينُ / وصبراً كل مقضيّ يكون
ولا تجزع إذا فارقت إلفا / نأى وأبانه الزمن الخؤون
سيبدلك اجتماعا بعد بي / فعقبى كل تحريك سكون
جمال الدين إن تبعد فنومي / حكاك فليس تعرفه الجفون
فنار البين تضرم في فؤادي / ودمعي تستهلّ به الشؤون
وددت فراق روحي عن فراقي / لشخصك كان إذ روحي تهون
خلوت وقد رحلت من العطايا / فدهري ليس لي منه مُعين
واضحت أربع الجدباء قفرا / من العلياء فالأيام جون
ومن لم يبك بعدك لاسقاه / من النعماء مدراء هتون
ولو إني استطعت صحبت سعيا / ركابك إنّني بكم قمين
عمرت بجود كفّك في فؤادي / وداداً لا تغيّرهُ الشؤون
وأرغمت الأعادي بالعطايا / فشكري عند جودكم رهين
فما أرجو سواك ومن أرجي / وكل فتى بما يحوي ضنين
ورأفيك في ملمات الرزايا / إذا ما أعضلت رأيٌ رصين
فما لك مشبه والخلق كلّ / لكلّ منهم أبدا قرينُ
ومن يأتي بأجدادٍ كرامٍ / وجدّك أحمد الثقة الأمين
هدى للحقّ هذا الخلق طرّا / نبيّ اللّه والسر المصون
وحيدر والبتول الطهر حقّا / هما أبواك والنبأ المبين
نجوت بهم ففي الأولى ملاذ / وفي الأخرى همُ السبب المتين
ومن يفخر بفوة في البرايا / فخرت وعند همّتك الفنونُ
ولم تسمع بمثلكم البرايا / ولم تنظر شبيهكمُ العيونُ
ومن ذا يستطيع لكم مديحا / إذا ذكرته ياسينُ دنونُ
جمال الدين إن حاولت شيئاً / من الأشياء فاطلبه يكون
وأنّى أمّ عزمكم مكانا / فسهل الأرض دونك والحزون
كأنّ لكم على الأقدار حكما / مطاعا أو لكم منها يمين
أقام نداك سوقا للمعالي / وأنباء الزمان له زبون
ولولا جود كفّك لم تصدّق / من العافين في الدنيا ظنون
أودعكم وأودعكم فؤاداً / لودّك لا يضيع ولا يخون
وقال الله حادثة الليالي / ولا برحت لك الدنيا تعين
فلم يأت الزمان لكم بمثلٍ / ولا يأتي به من بعد حينُ
قد أعرب الدمع عن وجدي وكتماني
قد أعرب الدمع عن وجدي وكتماني / وأعجم القلب في صبري وسلواني
وقابلت أدمُعي فبمن كفت به / يوم التفرّق والتوديع نيراني
اشكو الهوى وفؤادي يستلذّ به / وغير شاني الذي أبدى لكم شاني
بنتم فما زلت مع وجد أكابده / مستوحشا لكم سرّي وإعلاني
والبعد في النار أكفاني وموقدها / من بعد وشك نواكم دمعي القاني
لا كان سهم نوى أصمى فؤادي من / عوجا وتين بمرنان ومذعان
لو زارني الطيف سلّيت الهموم به / ولو تغشى رقادي كان يغشاني
لم يطرق النوم أجفاني ولا عجب / من بعد فرقتكم أنى تجافاني
ما صحّ كتمان سرّي إذ جفيت وقد / أصبحت ما بين أحشاء وأجفان
فدمع عيني طليق بعد بعدكم / لكن فوادي المعنّى فيكم دعان
ما استعذبت عذبات الرند بعدكم / روحي ولا بان منّى رغبة البان
تحمّلت منكم ريح الصبا أرجا / أزرى على نشر يبرين ونعمان
ما خلت أني وإن ساء الزمان بنا / فعلا أفارق أحبابي وخلان
ولا علمت بأن الدهر يبدلني / من بعد تشتيت إخواني بخوّان
يا ظاعنين وقلبي نحوهم أبداً / يحدى من الشوق فيما بين أظعان
بنتم فما لذّ لي عيش لبعدكم / ولا فرحت بأوطارى وأوطاني
أورثتموني شبحا باق تردّدهُ / لبعدكم ي سويد القلب أشجاني
أنّى ذكرتكم فالشوق من وله / جمر الفضا بفنا الأوطان أوطاني
إن خانني زمني فيكم فليس له / بدع إذا ما رمى حرّا بحرمان
أو كان بغيته خفضى فقد رفعت / يد الفضائل بين الناس بنياني
جلّيت عند فتاء السن من أدبي / أوفى شيوخ بني الدنيا وشبّان
وطلت هذا الورى بالفضل أجمعهم / لكنما الرزق لم يحرز بإمكان
حتى ظفرت بزيد الجود جللني / فواضلا أذهبت همي وأحزاني
فرحت إذ راح حوضى عنده ترَعاً / أوفى البرايا بإحسان وحسّان
وصرت من شرف مستوطئا قدمي / هام الثريا وبهرام وكيوان
ولم تكن جنّتي من نيله طمثت / وجود كفّيه من إنس ولا جان
لو رامت الثقلان الجود من يده / تحكيه لم ينفذوا فيه بسلطان
ولو يكون لنوح مثل سيبكم / لم ينفع الفلك بل أردي بطوفان
أغنى ذوي الفقر والبأسا وقد رقدت / آمالهم بنوال منه يقظان
إن كان ذا الدهر عناني بحادثه / فقرا فجور ضياء الدين أغناني
يا ابن النبيّ وأنتم منتهى أبلى / إذ النهى عن تمنّي الغير ينهاني
أنّى تقاس بقسّ إذ سحبت علا / ذيل الفخار على قسن وسحبان
فخرتم الناس طرا والملائك إذ / جمعتم بين أحساب وإحسان
فحيدر والبتول الطهر فاطمة / بالنصّ في سورة الرحمن بحران
لا يبغيان ولكن من قرارهما / يستخرج البر من درّ ومرجان
إن رمت مدحكم جاءت فواضله / في هل أتى وتلته آل عمران
أحرزتم المدح طرّا والفضائل من / توراة موسى وإنجيل وفرقان
من قال إنّ لكم شبها فلا عجب / أن قال إن الدجى والصبح سيان
غدوت ثاني زين العابدين تقى / وماله أبدا بين الورى ثان
صبوتَ نحو كتاب الله مكتملا / إذ كنت أجللتهُ حفظ صبيان
وقمت للّه والأجفان قد رقدت / تقضى الدياجي بتسبيح وقرآن
اشبهت جدّك في سر وفي علن / لكن فخرت على كعب وحسان
لما مدحت بما أملت صفاتكم / ذلت صعاب القوافي بعد طغيان
ورمت مدح سواكم قال لي حسبي / يا ويك قصر أكفر بعد إيماني
فنعت فيكم بإخلاصي بحبّكم / وقد كفاني إذا ألبست أكفاني
صب قتيلُ المقلتين
صب قتيلُ المقلتين / وصريعُ قدّ كالرديني
وسهام جفن أطلقو / ها عن قسيّ الحاجبين
ظعن الفؤاد وصبرهُ / فبكى البعد الظاعنين
يا ويك قلبي بين هج / ر قد وقعت وبين بين
عيني بكت فحسبت دم / عي إذ همى من فيض عين
خفق الفؤاد بذكرهم / من بعد ضيق الخافقين
دين الحبيب لشوقتي / في الحبّ أن يلوي بديني
دهري أرجّي وصلهُ / أو جود كفّ أبي الحسين
جود واصل طاهر / والفخر في الدنيا بذين
وعزيمة أدنى مكا / نتها محلّ الفرقدين
وندى بتجسّس باللهى / فرزى بنوء الشعريين
وكفاه من شرفٍ بأن / يدعى شريف الوالدين
من عصبةٍ لهم الفخا / ر على جميع العالمين
آل النبي ورهطهُ ال / أطهار أبناء الحسين
كاسون من حلل الثنا / عارون من عيب وشين
مولاي قد قال العدى / قولين من كذب ومين
إنّي سأحرمُ جودكم / وأعود صغر الراحتين
فأرغمهم كيلا اعو / د ومكبيي خفّي حُنين
واغنم ثنائي في الدنا / حتى ألاقي يوم حيني
صلت بالهجر فبالرحمن صلني
صلت بالهجر فبالرحمن صلني / وارض عني بالتداني يا معني
فالجوى لم يبق من بعد النى / فضلة يلحظها الناظر مني
سنّني في الحب من بعدكم / إنني أقرع للتفريق سني
بأن عني الصبر لما بنتم / وجفا النوم فما يطرق جفني
قد جنى قلبي وقد ألزم طرفي / فدموعي في رياض الخد أجني
يا مذيب الجسم جدلي بالكرى / وابعث الطيف بعد إن لم تعدني
فكني من قبضة الحزن فقد / شفّ جسمي وبراه فرط حزني
مات قلبي كلما عذبته / بالجفا إذ كان يحيا بالتجنّي
منّني القرب فما أرجو اللقا / إنّني اقنع منكم بالتمني
لك مني السهل في الحب وما / زال مني للبرايا كل حزن
فاغتفر ذنبا وإن لم أجنه / في الهوى أو عثرة الحب أقلني
إن يكن حسنك يحوي كل فنّ / فجنوني في الهوى من كل فن
أيها العاذل إن لم تكن / عاذري في منتهى سؤلي فدعني
إن تكن تجهل ما الحب وما / يفعل البين بذي الحب فسلني
إنني طب بأمراض الهوى / حاذق لكن دواء ليس يفني
لذ لي عذلك إذ تذكر لي / فيه حتى كلما لمت فزدني
با عليا صرت من / بعدما كنت قديم الدهر
لا تمتني في التنائي بالأسى / فحياة القلب أن تدنو وتدني
قد يرى قلبيَ جفنُ ما يرى / فأمانا في الهوى منه أجرني
كلما بأن لغص البان معنى / من معانيك ثناه في التثني
فبحق الود إن كنت ضنينا / باللقا أو زورة الطيف فعدني
لست أبغي في الدنا غيرك شيئا / أو رضى المالك سيف الدين عني
ماجد ما شمت برقا منه إلا / صابني من جوده صيّب مزن
وإذا لذت به من حادث / شادر غما للعدى بالجود ركني
فهو لي غاية آمالي التي / أتمنّاها وسيقي ومجني
ما رأت عيني له مثلا ولا / سمعت شبها له في الناس أذني
ختم الجود لنا منه فلا / حاتم أغنى ولا ايمعان معن
فمتى جئت فناه قاصداً / كنت قد عجلتها جنة عدن
جبر العلياء من جود يديه / بعدما كانت تشكّى طول وهنِ
وإذا لاقيته في صومة / في قتام الحرب تلقى شمس دجن
تتحامى بأسه الأقران حتّى / كلّ ألف عند لقياه بقرن
باسه يوم الوغى بل عزمهُ / نائباه عن شبا سيف ولدن
غذ ترى الأبطال صرعى خوفة / فرميل لا بضرب وبطعن
يا ابن عبد الله من جودكم / كيد الأعداء والحساد أضنى
اينما يمّمت ألقى حسدي / خرّفا تلحظني شزرا بضغن
وبكم يشتد أزري في الورى / لا بعم وأخ برّ وإين
أين من شأوي أناس إن علوا / لم ينالوا بعض ما في المجد أبني
ليت شعري أبخرقٍ طلبوا / رتبتي من جهلهم أو فرط غبني
أم يرومون مساواتي ولا / يتساوى في الورى تبر بتبن
ما انتفاع الناس بالعقل إذا / ما ثلوا من فاخر الدرّ بعهن
أنتم يا آل عبد الله لي / جنّة من كلّ شيطانٍ وجنّي
ما ثنى عزمي إلى غيركم / بالثنا إلا عليكم كنت أثني
لا ولا حبّرت مدحا لفتى / غيركم إلا كم قد كنت أعني
لك يومان بسلم وبحرب / للعدى تفني وللأموال تقني
خذ عروسا يشهد الضد لها / ببديع اللفظ في أحسن وزن
وإذا ما أنشدت في مجلس / قالت الحيطان للحيطان جني
فابق ما أسفر صبح عن دجىً / أو تغنّى ساجع من فوق غصن
وكنا عملنا للمظفّر دعوة
وكنا عملنا للمظفّر دعوة / ليحضر فيها عندنا يوم الاثنين
فجاء ولكني رأيت عجيبة / أتى أنفه من قبل ذاك بيومين
يا رب غفرانك لا تخله
يا رب غفرانك لا تخله / يزيد كي تدخله الجنّه
فإنه أفنى لنا معشرا / قد جعلوا أكبرهم الجنه
وإنما أبقى أبا جعفر / كي يعذروه الإنس والجنه
لي صديق من أبر الن
لي صديق من أبر الن / ناس بي في الخلوان
ودّه أنّى خلونا / أبدا سهل مواتي
وإذا نحن التقينا / ظاهرا في الجلوان
كلّح الوجه وأبدى / لي سوء الفعلان
ليته دام على هج / ري ما مدّت حياتي
ناحت صباح على الغصون حمامة
ناحت صباح على الغصون حمامة / فتحّدرت عبرات كل حزين
فالفضل نقض إن شدت ولم أبكها / بدم ترقرقه شؤون جفوني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025