القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 182
أيا فَضلاً غدا فضلاً
أيا فَضلاً غدا فضلاً / عن الخلق وفي الزَّمْنَى
أَمَا والعَرَجِ المحض ال / لذي أنت به تُكنَى
لئن صُغِّرَ ما تُدعى / به ما كُبِّر المعنَى
بَلَونا منك كوفياً / لئيم الأصل والمَجنْى
وأهل الكوفة الرذل / ة أدنى الأرذل الأدنى
أُناس كلُّهم فَرْدٌ / وسوآتُهُمُ مَثْنَى
فلا دانيهمُ يُجنَى / ولا نائيهمُ يُدنى
فأضلاع بني الدنيا / على بغضهمُ تُحْنَى
مَجاهيلُ مَعازيل / إلى اليسرى عن اليمنى
مخاذيلُ مَمَاييل / إلى السَّوْأَى عن الحسنى
على غير تقى اللَّه / غدْت أَبياتُهم تُبنَى
ويُقرى ضيفُهم فيها / مَلاطاً بعده مَزْنَى
فَسَمْنَاهُمْ كعَجْفاهم / وأنَّى لهمُ السَّمنى
محلُّ الشيمة الهَجْنى / وأهل اللغة اللَّكنى
إذا قلنا لهم نحن / فمن قولهمُ نِحْنَى
وكم من مورِق فيهم / لآل اللَّه ما أجنى
وكم من ناصرٍ فيهم / لآل اللَّه ما أغنى
وكم من خاذل فيهم / لآل اللَّه قد أخنى
تأملناهُمُ قِدْماً / بعينٍ لم تكن وَسْنى
فلم يَقْصُر لهم قرن / ولا طال لهم مَبْنَى
إذا عُدَّت مخازيهم / فما تُحْصَى ولا تَفْنَى
فلا عافاهُمُ اللَّه / ولا أَغْنى ولا أَقْنَى
يدُ اللَّهِ على المسكَ / نِ والساكنِ والسُّكنى
وكلٌّ فَلَهُ هَمٌّ / من السوء به يُعْنَى
وهمُّ الأعرج الوغدِ / مِنيٌّ في استه يُمْنَى
صحيحٌ عُلْوهُ جَلْد / عليلٌ سُفْله مُضْنى
إذا ما فَيْشةً لاحت / صَبا قيسٌ إلى لبنى
أيا غُرَّة العلْيَا ويا عينَها اليمنى
أيا غُرَّة العلْيَا ويا عينَها اليمنى / ويا صفوة الدنيا ويا حاصل المَعْنَى
أأحييتَني بالأمس ثم تُميتني / برفضي وإقصائي وحقِّيَ أن أُدْنَى
ولو أنني أحييت ميتاً عشقتُه / لحسن الذي أثّرتُ فيه من الحسنى
ألا يعشق المِفضالُ ميتاً أعاشهُ / وأجناه من معروفه الحلوِ ما أَجْنى
أقول لقوم أوعدوا منك نَبْوةً / وما خِلتُني أُبلى بذاك ولا أُمْنَى
أأبقى على عهدي وينكث قاسم / وتفنى أياديه وشكريَ لا يفنى
كذبتم ومُعْطيه العلا إنَّ عزمه / على العدل والإحسان لَلْعزمُ لا يُثْنَى
أقاسمُ لو نوفيك ما أنت أهله / لأصبحتَ لا تُسمى لدنيا ولا تُكْنى
ولم تُدْعَ إلا ماجداً وابن ماجدٍ / وحُقَّ لك الأَسْنى من الوصف فالأسنى
وإن كنتَ مأمولاً تناسى حفاظُه / نصيبي وقد أغنى سواي وقد أقنى
وأبعدني إبعادَ جاني عظيمةٍ / وقد كنت أُستدعَى زماناً وأُسْتدنَى
أيحجبُ عني عِشرةً قد ومِقْتُها / فشوقي إليها شوق قيس إلى لُبْنى
نعم أنا ممنوعُ الذي لست كفؤَه / أتمنعني قُوتي من العَرَضِ الأدنى
نشدتكُمُ أن تظلموني وتُسكِنوا / جوى الحقد أضلاعاً على حبِّكم تُحْنَى
أَذو آلةٍ فاستخدِموني لآلتي / بقُوتيَ أوْ لا فارزُقوني مع الزَّمْنى
وإني لأرجو الفَوْزتين ولم تزل / أياديكُمُ تَتْرى على المجتدِي مَثنى
فلا برحتْ سبَّابةٌ تستغيثكم / ولا خِنْصَرٌ من شاكرٍ بكُمُ تُثْنى
ولا زلتُمُ يأوي إلى حُجُراتكم / أخو حادثٍ أنحَى وذو زمن أخْنَى
ألا يا عبادَ اللَّهِ ما بال حالة / أعالجها تَدْوَى بأدوية المضنى
أأشقى بمن لو قلت يا خيرَ من مشى / على الأرض ما استثنى ضميريَ مُسْتَثْنَى
أعيذكُمُ من جَوْر من جارَ حكمُه / فطائفةً أشْكَى وطائفةً أَغنى
هَبوني امرأً لا حظَّ فيه لمجتَنٍ / أمَا في اصطناع العُرْف مكرُمةٌ تبنى
عَفاءٌ على الدنيا إذا ساء رأيكم / فما هي بالدار الدَّميثة للسُّكنى
بكت شجوها الدنيا فلما تبيَّنتْ
بكت شجوها الدنيا فلما تبيَّنتْ / مكانَك منها استبشرت وتَغَنَّتِ
لتَسْتَمْتِعِ الدنيا بوجهك دهرَها / فقد طالما اشتاقت إليك وحَنَّتِ
يا بانِيَ الحصنِ أرْساهُ وشيَّده
يا بانِيَ الحصنِ أرْساهُ وشيَّده / حِرزاً لشلوٍ من الآفاتِ مشحونِ
انظر إلى الدهرِ هل فاتَتْهُ بُغْيَتُه / في مطمح النَّسرِ أو في مَسْبح النون
ومن تحصن منخوباً على وَجَلٍ / فإنما حِصنهُ سجنٌ لمسجونِ
اشكو إلى الله جهلاً قد أضرَّ بنا / بل ليس جهلاً ولكن علمُ مفتون
إني لأُغْضي عن الزلّاتِ أثبتُها
إني لأُغْضي عن الزلّاتِ أثبتُها / ذكراً إذا كانَ بعضُ القول نسيانا
أمضَّ ما كنتُ من أقذاءِ مَعْتَبٍة / أغضَّ ما كنتُ للإخوان أجفانا
أُغضي الجفونَ عن السُّوءَى مراقبةً / لما يكونُ من الحُسنى وما كانا
أجزي الأخِلّاء صفحاً عن إساءتهم / إذا أساءوا وبالإحسان إحسانا
أذكِّرُ النَّفس مَثْنىً من محاسنهم / إذا ذكرت ذنوب القوم أُحدانا
وليس ذاك لآبائي ومجدِهمُ / لكن لأنِّي اتخذتُ العدلَ مِيزانا
يا شاعراً أمسَى يَحُوكُ مديحَهُ
يا شاعراً أمسَى يَحُوكُ مديحَهُ / في شَرِّ جيل شرِّ أهل زمانِ
ما تستحق ثوابَ من كابرْتَه / ورميتَه بالإفكِ والعدوان
قومٌ تذكِّرُهم فضائلَ غَيرِهم / فيرون ما فيهم من النُّقصان
فإذا مدحتَهم فتحتَ عليهِمُ / باباً من الحسرات والأحزان
ظلَمَ امرؤٌ أهدَى المديح إليهمُ / ثم استتاب مثوبةَ الإحسان
أيُمينُهُمْ أسفاً ويطلب رِفْدَهُمْ / لقد اغتدى في الظُّلْم والعُدُوان
أيا ابنَ رجاءٍ وابنَهُ الخيرَ لا يزلْ
أيا ابنَ رجاءٍ وابنَهُ الخيرَ لا يزلْ / رجاءٌ نحيفٌ يَغْتَدي بكَ بادنا
مَنَحْتُكَ من وُدِّي مُقيماً مكانَهُ / يُبارِي ثَناءً لم يزلْ فيكَ ظاعنا
أَعُدُّكَ في الزُّهْر التي هي سبعةٌ / بديئاً ويأبَى الحقُّ عَدِّيكَ ثامنا
وإنْ كان فيها المشتري وهو سعدُها / وشمسُ الضُّحى والبدرُ غُرَّاً أَيامِنا
ولا بدَّ مِن صِدْقيكَ والصِّدقُ واجبٌ / لكل صديقٍ يَسْتصِحُّ البطائنا
بشعرِكَ عَيْبٌ فاحشٌ غيرَ أَنَّهُ / إذا عُدَّ زَيْن لم يزل لك زائنا
أُبوَّة آباء إذا قِيسَ مجدُهُمْ / بشعرِكَ عفَّى منه تلك المحاسنا
وإن كان شعراً للضمير ملائماً / حلالاً ولطفاً للنظيرِ مُبائنا
أُدِقَّتْ معانيهِ وفُخِّمَ لفظُه / فغادر أشتاتَ القلوبِ قرائنا
غدا غيرَ ملحون غُدوَّ مُلَحَّنٍ / وراح بأسرارِ البلاغة لاحنا
فألهَى امْرَأً تسكينُهُ متحركاً / وأبكى امرَأً تحريكهُ منه ساكنا
فَمُلِّئْتَهُ لا باذلاً حُرَّ وَجههِ / ومُلِّئتُما فَضلاً من الله صائنا
ذهبَ الذين تَهزُّهُمْ مُدَّاحُهُمْ
ذهبَ الذين تَهزُّهُمْ مُدَّاحُهُمْ / هَزَّ الكُماةِ عواليَ المُرّان
كانوا إذا امتُدِحوا رأوْا ما فيهمُ / فالأرْيحِيَّةُ منهمُ بمكان
والمدح يَقْرعُ قلبَ من هُوَ أهلُه / قرْعَ المَواعظِ قلب ذي إيمان
فدعِ اللِّئام فما ثوابُ مديحهِمْ / إلا ثوابُ عبادةِ الأوثان
كم قائل لي منهمُ ومدحْتُه / بمدائح مثل الرِّياضِ حِسان
أحسنتَ ويحك ليس فيَّ وإنما / أستحسن الحسناتِ في ميزاني
أرى المُفَنِّدَ يَنْهانِي ويأْمُرُني
أرى المُفَنِّدَ يَنْهانِي ويأْمُرُني / بقوله استحْيِ إنَّ الشيبَ قد حانا
الآن حين أجَدَّ الشيبُ يَطلبُني / أبادرُ الشَّيبَ باللذَّاتِ عجلانا
إنْ قال لا قالها للآمريهِ بها
إنْ قال لا قالها للآمريهِ بها / ردَّاً لآمرِهِ الغاوِي وعِصيانا
ولم يَقُلْها لمن يَعفُو فواضلَهُ / كالَّافظين بها منعاً وحِرمانا
متى يطاولْ شريفاً يعلُه شرفاً / وإن يوازنْه يسفُل عنه رُجحانا
إذا اشترى الحمدَ أفناءُ الملوك رأى / بين التجارةِ والأفضالِ فُرقانا
يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ
يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ / فما عكفنا على بُدٍّ ولا وَثنِ
ومَن سألناهُ قِدماً كلَّ منفسةٍ / فما سألنا بقايا الآي والدِّمنِ
إن لا تكنْ واسعَ الأملاكِ فاشِيَها / فما عَهِدناكَ إلا واسع العطنِ
ولا شَقِينا بوعدٍ منك يتبعُهُ / مَطلٌ ولا كنتَ إلا صافي المِننِ
أعاذَكَ الله من حالٍ تُماطِلُني / لضيقها بكساءٍ تافِهِ الثَّمنِ
ومن بصيرةِ رأْي غيرِ مُبْصِرةٍ / إنَّ اطراحَكَ حَمْدي أغبنُ الغَبنِ
انظر إلى الدنيا وزينتِها / ترَى الكارمَ فيها زِينةَ الزِّيَنِ
فالبَسْ وألبِسْ فإنَّ الثوبَ تلبِسُهُ / زَيْنٌ على النفسِ لا ثِقلٌ على البدنِ
وفي ادِّراعِكَ ثوباً منظرٌ حسنٌ / ولم يُحَسِّنْكَ مثلُ المَسْمَع الحَسَنِ
إن تكسُني يكسُك المعروفُ من كثَبٍ / ثوباً جميلاً تراه أعينُ الفَطِنِ
فاكسُ ابنَ شكرِك ما يَبْلَى على ثِقةٍ / أنْ سوفَ يكسوكَ ما يبقَى على الزمنِ
حاربَ أجفانَه الرقادُ فما
حاربَ أجفانَه الرقادُ فما / يسكنُ من ليلهِ إلى سكَنِ
لا تَنفُسا عبرة أجودُ بها / فلستُ أبكي بها على الدِّمنِ
لم يُخْلق الدمعُ لامرئٍ عبثاً / اللَّهُ أدرَى بلوعةِ الحزنِ
أساء بي ما أتيتَ من حَسَنٍ / إليَّ فيما مضَى من الزَّمَنِ
منعْتني بعدكَ العزاء به / يا ليتَ ما كان منك لم يَكُنِ
مَرادُ عينك منه بينَ شمسِ ضُحىً
مَرادُ عينك منه بينَ شمسِ ضُحىً / وناعمٍ من غصون البانِ ريَّانِ
خَفَّتْ أعاليه والتفت أسافِلُهُ / كأَنَّما صاغَ نِصْفَيْهِ لُبانانِ
يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ
يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ / والمستجارُ به من نَوْبِة الزمنِ
وابنَ الذين بَنَوْا آساس دولتهم / على النبوةِ والقرآنِ والسُّننِ
أشدُّ ما بيَ مِنْ شَكْوٍ ومن ألمٍ / فَقْدي جَنَى مقلتِي من وجهِكَ الحَسَنِ
وفوتُ ما كنتَ تُلقيه إلى أُذني / من فَضْلِ علم يُجَلَّى عنه باللَّسنِ
ومن بدائع ظَرفٍ ذاتِ أَوْشيةٍ / تَدُقُّ عن أن تراها أعينُ الفطنِ
كتبتَ طولاً بأبياتٍ وجَدْتُ بها / خِفَّاً وقد كنتُ في ثِقْلٍ مِنَ المِحَنِ
وكيف أشكُر لُطْفاً ساقَ عافيةً / هيهاتَ ليس لذاك اللُّطْفِ من ثمنِ
وقبل ذلك بِرٌّ منكَ آنسني / حتى سلوْتُ عن الخُلان والوطنِ
أعجِبْ بِبرٍّ تعلمتُ العقوقَ به / فما أحِنُّ إلى إلفٍ ولا سكنِ
يا زينةَ الدين والدنيا إذا احتفلا / وأظهرا ما أعدَّاهُ مِنَ الزِّيَنِ
يا مَنْ يرى حاسدوُه أنَّ تَرْكَهُمُ / حسنَ الثناءِ عليه أعظم الغبنِ
نُعْماك عنديَ في مثواه مُعتَقَدٌ / والشكرُ عندك في مثواه مُرتهن
أجريتَ حُبِّيك مني بالذي اصطنَعَتْ / يداك عنديَ مجرى الرُّوح في البدنِ
أطال عمرَك في النعماءِ واهبُها / مقرونةً لك والعلياءُ في قَرنِ
مُسَلَّمَ النفسِ والأحبابِ من مِحنٍ / تكدِّرُ العيشَ أحياناً ومن فِتنِ
رقعةٌ من مُعاتبٍ لك ظَلَّتْ
رقعةٌ من مُعاتبٍ لك ظَلَّتْ / ولها في ذَراك مثوىً مُهانُ
جالتِ الريحُ في الزوايا بها يو / ماً كما جال في الرباط الحصانُ
غيرَ مستورةٍ عن الناس لكن / مجتلاةٌ وإنَّها لحَصَانُ
ورأيتُ الأكُفَّ قد لعبتْ في / ها فأمست وظهرُها مَيْدانُ
سطَّر العابثون فيها أساطي / رَ عَفَت مَتْنَها فما يُستبانُ
خطَّ ولدانُكم أفانينَ فيها / أو رجالٌ كأنَّهُمْ وِلدانُ
حين لم يحلِفوا بحرمة ما في / ها وفي بطنها معانٍ حِسانُ
كحليفِ العمى تَغَوَّطَ في الإي / وان جهلاً بأنه الإيوانُ
وكثيراً يُمْنَى بأمثالها البس / تان ما لم يُحصَّنِ البستانُ
يَخرأُ الخارئون فيه وفيه / طيِّباتُ الثمارِ والريحانُ
وقبيحٌ يجوزُ كلَّ قبيحٍ / رُقعةٌ من مُعاتبٍ لا تُصانُ
شَدَّ ما هان عندك الخطُب فيها / لا يكنْ للَّتي أهنْتَ الهَوانُ
تَوْبةً بعد حَوْبةٍ من عتابي / ك فهل أنتَ قابلٌ يا فلانُ
عيدان أضحى ومهرجانُ
عيدان أضحى ومهرجانُ / ما ضم مثلَيْهِما أوانُ
أعيدُ نُسْكٍ وعيدُ لهوٍ / تجاورا أبدَعَ الزمانُ
ألَّف شكلَيْهما إمامٌ / أفعالُهُ فيهما حِسان
فاللَّهُ يُبْقي الإمامَ حتى / يُرى لمثلَيْهما اقتران
مُعتمدٌ لم يزلْ عميداً / ينطقُ عن فضله البيان
في كل أَرٍض وكلِّ قوم / يُثْنِي بآلائه لسان
أشرقَ للناسِ منه بَدْرٌ / لم يَخْلُ مِنْ نوره مكان
ما زانه الملك إذْ حواه / بل كُل شيء به يُزان
جَرَى ففات المُلوكَ سبْقاً / فليس قُدَّامه عنان
ولم يزل للإمام سَعْيٌ / بمثله تُحْرَز الرهان
نالت يداهُ ذُرَى مَعالٍ / يعجز عن نيلها العيان
مُكَرَّمٌ عِرْضُه مُعَزٌّ / والمال من دونه مُهان
ليس لأموالهِ لديه / حَقٌّ ولا حُرْمةٌ تُصان
لِكُلِّ عَيْنٍ رأتْهُ يوماً / من رَيْبِ أزمانها الأمان
بذاك في وجهه ضَمِينٌ / يُقْبَلُ من مِثله الضمان
حياته ما أقام فينا / فضْلٌ من اللَّهِ وامتنان
نهارنا الدهرَ منه طَلْقٌ / وليلنا منه إضْحِيان
فلا يزل في نَعِيم عيْشٍ / مِزاجُه الخفضُ واللّيان
حتى يرى فيه كل سؤلٍ / ومُنْيةٍ عبدُه بُنان
إمَّا تَرَيْني قالباً مجنّي
إمَّا تَرَيْني قالباً مجنّي / مُرَدِّداً سيفي على مِسَنِّي
لصاحب السوء بُعيدَ ضنِّي / به ومَنِّي صافياً مِنْ مَنِّي
كم مدْخلٍ كذَّبت عنه ظني / وقلتُ إنِّي ظالِمٌ وإنِّي
آخذُ لوْمِيه عن التجني / بلوتُهُ فصدَّقَ التَّظَنِّي
في أمره وكذَّب التَّمنِّي / فما قرعْتُ من ندامٍ سني
ولا وجدتُ الظلمَ كان مني / ولن يغيب غائبٌ عن جني
جَرَى الأضحى رَسِيل المِهرجانِ
جَرَى الأضحى رَسِيل المِهرجانِ / كأنهما مَعاً فرسا رِهانِ
فجاءا ليس بينهما انتظارٌ / جوادا حلبةٍ متتابعان
ولم يتتابعِ العيدانِ إلا / تنافُسَ رؤيةِ الملكِ الهجان
عُبَيْدِ الله قَرْمِ بني زُرَيْقٍ / وما أدراك ما يتنافسان
سلوا الكُبراءَ عن عيدَيْن شتَّى / متى كانا كذا يتجاوران
أعيدُ النُسكِ جاور عيدَ لَهْوٍ / لأمرٍ أُلِّفَ المتنافرانِ
بِبِرِّ أميرِنا في كل عيدٍ / تواصَلَ منهما المتقاطعان
فلا عدِماه حتى يَسْتديرا / فيقترنا كهذا الاقتران
غدا معروفُهُ نسباً قريباً / يُؤَلِّفُ بينَ أشتاتِ الزَّمان
فقولا للأميرِ وقتهُ نَفْسِي / صروفَ الحادثاتِ وإن جفاني
تفيَّأْنا السعادةَ إذْ نظرْنا / إلى الأضحى أمام المهرجان
تقدَّمَ في المُقَدَّمِ منك نُسْكٌ / وبرٌّ بالأباعِدِ والأداني
وأعقبَ في أخيرِهما نعيمٌ / ولَهوٌ منك بالنِّعم الحسان
فدلّانا على عملٍ ذكيٍّ / بعقباهُ نعيمك في الجنان
وذاك إذا قطعت مدى اللَّيالي / ونلتَ وحُزتَ غاياتِ الأماني
حليفَ سلامةٍ وصحاح جِسْم / وشرخٍ من شبابٍ غير فاني
تُبَشِّرُني الظنون بصوْت غيثٍ / مُغيثٍ منك في هذا الأوان
وقد حان الوليُّ فلا تَجُزْني / كوسْمِيٍّ عداني ما عداني
أتحرمُني وقد أُعطيتَ كُلّاً / عطا مُفْضِل خَضِل البنان
عطايا لا يجمجمها كفور / ولا للشاكرين بها يدان
عطايا بين بِشْرٍ واعتذارٍ / وليست بين عبس وامتنان
يا أَيها السيِّدُ الذي وهَنَتْ
يا أَيها السيِّدُ الذي وهَنَتْ / أنصارُ أموالِهِ ولم يَهِنِ
فأصبحتْ في يدِ الضعيفِ وذي ال / قُوَّةِ والباقليِّ واللَّسنِ
غَيْرِي على أنني مُؤمِّلُكَ ال / أقدُم سائلْ بذاك وامتحنِ
مادحُ عشرين حجةً كَمَلاً / محرومُها منك غيرَ مضطغِن
فضلُك أو عدلك الذي ائتمن ال / له علينا أجلَّ مؤتَمن
إن كنتَ في الشعر ناقداً فَطِناً / فليعطني الحقُّ حصةَ الفَطِنِ
وإن أكن فيه ساقطاً زَمِناً / فليعطني الحقُّ حصةَ الزَمِنِ
سِمْ بيَ ديوانك الذي عدلت / جدواه بين الصحيح والضَّمِن
كَثِّرْ بشخصي مَنِ اصطنَعْتَ من ال / ناس وإن لم أَزِنْكَ لم أشِن
ما حقُّ مَنْ لان صدرُهُ لك بال / ودِّ لقاءٌ بجانبٍ خَشِن
أرى الشعراء حَظُوا عندكُمْ
أرى الشعراء حَظُوا عندكُمْ / جميعاً عَيِيُّهُمُ واللَّسِنْ
سِوايَ فإني أراني امرأً / هَزُلتُ وكُّلُهُمُ قد سَمِنْ
فإن كُنْتُ منهمْ أخا فطنةٍ / فلا تبخسونيَ حقَّ الفَطِن
وإن كنتُ من بعض زَمناهُمُ / فلا تبخسونيَ حقَّ الزَّمِنْ
سِموا بيَ ديوان زَمناكُمُ / وإن كنتُ في مدحِكُمْ لم أَهُن
إلى اللَّهِ شكوايَ من غَبْنِكُمْ / ولستُ بأوّلِ حُرٍّ غُبِن
إذا جئتكم شاعراً قلتُمُ / مُبِينُ الزَّمانةِ والمُمْتحَن
وإن جئتكُمْ زَمِناً قلتُمُ / أتاكُمْ أبو الليثِ صولر تكِن
يناقضُ حكمُكُمُ نفسَهُ / ويقرِنُ ما ليس بالمُقْترِن
فلا أنا رزقَ أصحّائكُمْ / ولا رِزْقَ زَمناكُمُ أتَّزن
سأرفعُ عُدْوَى إلى خالِقي / فلا يأمنُ اللَّهَ من قد أمِن
أحاطت بكُمْ حُجَّتِي دُرَّراً / ومن ذا يُبِينُ إذا لم أُبِن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025