المجموع : 9
هلْ بَعدَ موقِفِنا عَلى يَبْرينِ
هلْ بَعدَ موقِفِنا عَلى يَبْرينِ / أَحيا بِطَرفٍ بالدموعِ ضَنينِ
وادٍ إذا عاينتُ بَينَ طُلولِهِ / أَجْريتُ عَيني للحِسانِ العِينِ
فَتخالُ موسى في انْبْجاسِ مَحاجِري / مُستَسْقِياً للقومِ ماءَ جُفوني
طَلَلٌ نَظرتُ نُؤِيَّهُ مَحجوبةً / نَظَرَ الأهلةِ في السحابِ الجُونِ
تَحني على سُفْعِ الخُدودِ كَأَنَّها / سُودُ الإِماءِ حُمِلْنَ فَوقَ سَفينِ
لم تَخْبُ نارُ قَطينِهِ حتّى ذَكَتْ / نارُ الفِراقِ بقلبيَ المَحزونِ
الدَّهرُ أَقْرَضَهُ العِمارةَ بُرهةً / ثُمَّ انتحاهُ بِخِلْسَةِ المديونِ
وابْتاعَ جِدَّتَهُ الزَّمانُ بمُخْلِقٍ / ورَمى حِماهُ بصفقَةِ المَغْبونِ
قالَ الحُداةُ وقدْ حَبَسْتُ مَطِيَّهم / مِن بعدِ ما أَطلقْتُ ماءَ شُؤوني
ماذا وُقوفُكَ في مَلاعِبِ خُرَّدٍ / جَدَّ العَفاءُ برَبْعِها المَسكونِ
وَقَفوا مَعي حتى إِذا ما استَيْأَسوا / خَلَصوا نَجياً بعدما تَركوني
فكأَنَّ يوسُفَ في الدِّيارِ مُحَكَّمٌ / وكأَنّني بِصُواعِهِ اتَّهموني
وَيْلاهُ مِن قومٍ أَساءوا صُحْبَتي / مِن بعدِ إِحْساني لِكُلِّ قَرينِ
قَدْ كِدْتُ لَوْلا الحِلْمُ مِنْ جَزَعي لِما / أَلْقاهُ أَصْفِقُ بالشِّمالِ يَميني
لكِنَّما وَالدَّهرُ يَعلَمُ أَنّني / أَلْقى حَوادِثَهُ بِحلمِ رَزينِ
قَلبي يُقِلُّ مِنَ الهُموم جِبَالَها / وَتَسيخُ عَنْ حَمْلِ الرِّداءِ مُتوني
وَأَنا الذي لَمْ أَجْزَعَنْ لرَزِيَّةٍ / لَوْلا رَزاياكُمْ بَني ياسينِ
تلكَ الرَّازايا الباعثاتُ لمُهْجَتي / ما ليسَ يَبْعَثُهُ لَظى سِجّينِ
كيْفَ العَزاءُ لَها وَكُلَّ عَشِيَّةٍ / دَمَكمْ بِحُمْرَتِها السَّماءُ تُريني
وَالبَرقُ يُذْكِرُني وَميضَ صَوارمٍ / أَرْدَتْكُمُ في كَفِّ كلِّ لَعينِ
وَالرَّعدُ يُعرِبُ عَنْ حَنينِ نِسائِكُمْ / في كُلِّ لحَنٍ للشُّجونِ مُبينِ
يَندُبْنَ قَوْماً ما هَتَفْنَ بِذِكْرِهِم / إلّا تَضَعْضَعَ كُلُّ لَيْثِ عَرينِ
السالبينَ النَّفْسَ أَوَّلَ ضَرْبَةٍ / والمُلْبِسينَ المَوتَ كُلَّ طَعينِ
لو كل طعنةٍ فارِسٍ بِأَكُفِّهِمْ / لمْ يُخْلَقِ المِسْبارُ للمَطْعونِ
لا عَيْبَ فِيهم غَيرَ قَبْضِهِمُ اللِّوا / عِندَ اشْتِباكِ السُّمرِ قَبْضَ ضَنينِ
سلكوا بحاراً من دماء أمية / بظهور خيل لا بطون سفين
ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا / نصباً بيوم بالردى مقرون
حتى إذا التقمتهم حوت القضا / وهي الأماني دون خير أمين
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها / كالنون ينبذ بالعرى ذا النون
فتخال كلاً ثم يونس فوقه / شجر القنا بدلاً من اليقطين
خذ في ثنائهم الجميل مقرضاً / فالقوم قد جلوا عن التأبين
هم أفضل الشهداء والقتلى الألى / مدحوا بوحي في الكتاب مبين
ليْتَ المَواكِبَ وَالوَصِيُّ زَعيمُها / وَقَفوا كَمَوْقِفِهِم عَلى صِفّينِ
بالطَّفِّ كَيْ يَرَوُا الأُلى فَوقَ القَنا / رَفَعَتْ مَصاحِفَها اتِّقاءَ مَنونِ
جَعَلَتْ رُؤوسَ بَني النَّبِيِّ مَكانَها / وَشَفَتْ قَديمَ لَواعِجٍ وَضُغونِ
وتَتَبَّعَتْ أَشْقى ثَمودَ وَتُبَّعٍ / وَبَنَتْ عَلى تَأْسيسِ كُلِّ لَعينِ
الواثبينَ لظلم آل محمد / ومحمد ملقى بلا تكفين
والقائلين لفاطم آذيتنا / في طول نوح دائم وحنين
والقاطعين أراكة كيما تقيل / بظل أوراق لها وغصون
ومجمعي حطب على البيت الذي / لم يجتمع لولاه شمل الدين
والقائدين أمامهم بنجاده / والطهر تدعو خلفه برنين
خلو ابن عمي أو لأكشف للدُّعا / رأسي وأشكو للإله شُجوني
ما كان ناقة صالح وفصليها / بالفضل عند اللهِ إلا دوني
ورنت إلى القبر الشريف بمقلةٍ / عبرى وقلب مكمد محزون
قالت وأظفار المصاب بقلبها / غوثاه قلَّ عَلى العُداةِ مُعيني
أبتاه هذا السامري وصحبه / تبعاً ومال الناس عن هارونِ
أي الرزايا أتقي بتجلدٍ / هو في النوائب مذ حَيِيتُ قَريني
فَقْدي أَبي أم غَصبُ بَعْلي حقَّه / أم كسرُ ضِلْعي أم سقوطُ جَنيني
أم أخذهم إرثي وفاضلَ نِحْلَتي / أم جهلهم حقي وقد عَرَفوني
قهروا يتيميك الحسينَ وصِنْوَه / وسألتهم حقي وقد نهروني
باعوا بضائع مكرهم وبزعمهم / ربحوا وما بالقوم غير غبين
ولربما فرح الفتى في نيله / إرباً خلعن عليه ثوب حزين
وإذا أضل اللَه قوماً أبصروا / طرق الهداية ضلة في الدين
بكى جزعاً مما به من زمانه
بكى جزعاً مما به من زمانه / فما لكما فوق الأسى تعذلانه
توهمتما أنه هاجه ذكر أهيف / يميل بأكناف الحمى ميل بانه
أو أن الصبا من أرض كاظمة سرى / عليلاً له فاعتل من سريانه
نعم كان في عهد الصبا وأوانه / يرقه ذكر الحمى وحسانه
وقد كان يصبي قلبه البرق لامعاً / فيحي الدجى شوقاً إلى لمعانه
ويبهجه الروض الأنيق بذي الغضا / فتصلي الغضا أحشاه من أقحوانه
فأصبح يليه عن اللهو همه / ويشغل شانيه الدموع لشانه
دعاه وما يلقى من الضر والجوى / إذا لم تكونا ويكما تنفعانه
لعل ابن خير المرسلين يغيثه / فيقذه من كربه وامتحانه
أقول لنفسي هوني الخطب واصبري / يهن أو يزل بالصبر صرف هوانه
ولا تجزعي من جور دهر وإن غدا / يروعك ما يأتي به ملوانه
فعندي مولى ضامن ما أخافه / وعندي يقين كافل لضمانه
وكيف تخافين الزمان ومفزعي / إلى القائم المهدي من حدثانه
لئن خوفتني النائبات فإنني / لجأت لسامي عزه وأمانه
وإن ضقت ذرعاً بالحياة لفاقة / فلي سعة من فضله وامتنانه
حتام أمكث أمراً بين أمرين
حتام أمكث أمراً بين أمرين / لا راحة القرب تدنيني ولا البين
أعلل العين في رؤياكم سحراً / فيضحك الصبح من كذبي على عيني
إن المنى مثل دين عند طالبه / لأشعبٍ ليس ذا يأسٍ من الدين
محمد أني كلما كظني الجوى
محمد أني كلما كظني الجوى / أتيتك أشكو ما أجن من الحزن
فما لك لم تسعد ومالك لم تعن / وما لك لم تنجد وما لك لم تغن
تجلى والفؤاد له كليم
تجلى والفؤاد له كليم / فأصعقني وحلمي طور سينا
بوجه كلما عاينت فيه / يزيدك في محاسنه يقينا
يكلم بالفهاهة لا لعي / ولكن كي نزيد به جنونا
صحبناه زماناً ما عرفنا / له من سائر الأديان دينا
وآخر مثله وأشد منه / علينا قسوةٌ أما شجينا
يمر فيشرئب كشبه ضبي / رأى حول الورود القانصينا
كأن بقلبه شيئاً علينا / يكتمه حذار الشامتينا
قنعنا بالسلام وقبل كنا / بما فوق الأماني طامعينا
وأنى نرتضي منه ملالاً / وكنا من دلال ساخطينا
جعلت له شفيعاً من ثقاتي / فما أغنى كلام الشافعينا
أنا من أساء وأنتم من أحسنا
أنا من أساء وأنتم من أحسنا / أفيؤخذ العبد المسيء بما جنى
إن لم ينل ممن يحب مراده / أيروح للأعداء يطلب المنى
قالوا الكرام فقلت ساداتي هوم / قالوا اللئام فقلت عبدهم أنا
كشفت محيا كنت قبل سترته
كشفت محيا كنت قبل سترته / كأنك للتقبيل سراً دعوتني
فقلت مذ استحييت صحبي ندامةً / هممت ولم أفعل وكدت وليتني
هو شطبٌ أم رمح عنتر كانا
هو شطبٌ أم رمح عنتر كانا / وعجاجاً نرى به أم دخانا
كسروا رأسه فكان كيومٍ / كسر المرتضى به الأوثانا
من يعزي يزيد شر البرايا / قد كسرنا قضيبه الخيزرانا
وقع السيف فوق جرح السنان
وقع السيف فوق جرح السنان / خبراني لأي جرحٍ أعاني