المجموع : 4
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا / وسام أقمارها خسفاً ونقصانا
ومن أزال لوياً عن مراتبها / من بعدما طاولت في الشأو كيوانا
من سام أُم القرى ضيماً وزعزعها / من هَّدى للدين والإيمان أركانا
ومن أصاب قريشاً بابن بجدتها / وشيبة الحمد من أقذاه أجفانا
من ذا أفاضت به الدنيا غوائلها / وحكمت في قضايا الناس أوثانا
ضلت ضلالاً بعيداً عن هدايتها / واستبدلت سفهاً بالربح خسرانا
أقصت قصياً ونحن هاشماً وأبت / إلا الضلال وأدنت من له دانا
وحاربت أحمد المختار خيرتها / وستأصلت فرعه شيباً وشبانا
وأضمرت لعليٍ حيث طلقها / حقداً وللبضعة الزهراء أضغانا
وجرعت حسناً من صابها غصصاً / غصت به لهوات الدهر أشجانا
وجهزت لحسين جندها وعدت / عليه حتى قضى بالطف ظمآنا
وفرقت آله من بعده فرقاً / في كل ناحية مثنىً ووحدانا
نوازحاً فكأن البين وكلها / بأن تجوب الفلا سهلاً وأحزانا
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة / تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أعينها / كالمعصرات تصوب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا / يا والدي حكمت فينا رعايانا
إن عسعس الليل وأرى بذل أوجهنا / وإن تنفس وجه الصبح أبدانا
ندعو فلا أحدٌ يصبو لدعوتنا / وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا
قم يا علي فما هذا القعود وما / عهدي تغض على الأفذاء أجفانا
عجل لعلك من أسر أضربنا / تفكنا وتولى دفن قتلانا
وتنثني تارة تدعو عشيرتها / من شيبة الحمد أشياخاً وفتيانا
قوموا غضابا من الأجداث وانتدبوا / واستنقذوا من يد البلوى بقايانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا / ومن ترى سامها خسفاً ونقصانا
من استفر نزاراً واستخف بها / وابتزها عزها من شأن من زانا
من أسبل الدمع من عين الكمال ومن / قد كف للجود بعد السبط إيمانا
من زلزل الأرض من هدا الجبال ومن / دحا إلى الفلك الدوار نيرانا
يا غيرة الله جار الدهر وانقلبت / أيامنا البيض سوداً مثل ممسانا
الناس توسعهم أعيادهم فرحاً / ونحن توسعنا الأعياد أحزانا
الله أكبر ما للدهر أسلمنا / للنائبات وما للعيد عادانا
فلتقض ما شاءت الأيام بعد فتىً / قد أوسع الدهر معروفاً وعرفانا
تعرضت حرماً للدين محترماً / متوجاً من حلي العلم تيجانا
أجيل إنسان عيني لا أرى أحداً / سواه يملأ عين الدهر إنسانا
يا كعبةً حولها طاف الهدى فغدا / طوافنا حول مغناها ومسعانا
إن غبت لا غبت آناً عن نواظرنا / فعن ضمائرنا لا لم تغب آنا
يا واعظاً طبق الأصقاع موعظةً / وعالماً أوقر الأسماع تبيانا
كفى بيانا بما افصحت من نباءِ / لمن وعى وبما أوضحت برهانا
قد كنت في تركك الدنيا وزينتها / سلمان مبنىً وفي المعنى سليمانا
لله رزؤك لم يترك لنا أبداً / ولو تعاقبت الأزمان سلوانا
رزءٌ تذوب قلوب الواجدين له / حزناً فتقذفها الآماق عقيانا
كأن نعشك والأملاك تحمله / فيه سكينة تابوت ابن عمرانا
نعشٌ حوى من رسول الله مهجته / ومن عليٍ ولي الله عنوانا
تطاولت نحوه الأيدي ليمنحها / من حيث عودها طولاً واحسانا
عجبت للترب كيف أنهال فوق ذرى / صدرٍ حوى كل جزٍ منه قرآنا
والقبر كيف حوى ذاتاً مقدسةً / وحاز حياً بروح العلم أحيانا
أخفى سناء فتىً جلت مكارمه / أن تستطيع لها الأيام كتمانا
ندب الروح الأمين
ندب الروح الأمين / فاستفز العالمين
قم من القبر حزين / يا أمير المؤمنين
ودعا في الحرمين / يا كرام الثقلين
يا لثارات الحسين / وبنيه الطاهرين
ذبحوا حول الفرات / عطشاً بالمرهفات
فانهضوا يال الثبات / بدماهم طالبين
أنا لا أنسى الطفوف / حين حفت بالحتوف
وبني حربٍ الوف / بابن طاها محدقين
وتجلت كالصباح / أوجه البيض الصفاح
فاستعدوا للكفاح / وتنادوا مصبحين
فدعاهم معلنا / يال حرب اللعنا
إنسبوني من أنا / إن تكونوا مسلمين
ودعوا يابن الرسول / أحمدٍ وابن البتول
لا نرى إِلا القبول / بيزيدٍ واليمين
فأبى وهو الأبي / شأن جدٍ وأب
وسطا في المقنب / هكذا ليث العرين
دأبه يوم النزال / نهب أرواح الرجال
كم له فوق الرمال / من قتيلٍ وطعين
فتهادى طربا / غصناً بين الصبا
للقاء بيض الظبى / وقراع الدارعين
مذ طغى بحر الحتوف / بالعوالي والسيوف
غار فاستقصى الصفوف / فتولوا مدبرين
خائضاً تلك الغمار / فوق مأمون العثار
في يديه ذو الفقار / وهو بالنصر قمين
فدعاه ذو الجلال / لازدلافٍ ووصال
فرمى السيف شمال / وهوى فوق اليمين
أنا لا أنس الحسين / وهو دامي الودجين
فاحصاً بالقدمين / وهو متلول الجبين
لست أنسى زينبا / وهي في ذل السبا
أبرزت بعد الخبا / لعيون الناظرين
والبهاليل الصباح / وذوي الوحي المبين
ابن كمونة لا / زال صباً معولا
لزرايا كربلا / خاضع القلب حزين
فارحموه بالحبور / واحضروه في الحضور
واندبوه في الظهور / فهو بالنصر قمين
أحي الزمان تصابينا فأحيانا
أحي الزمان تصابينا فأحيانا / بروحه حين بالأفراح حيانا
فاجنح إلى اللهوان الصحب قد جنحوا / له وبادر إلى الصهباء جذلانا
راح من الروح لكن زانها قدم / تريك من عالم الأرواح عنوانا
بها يطوف كما شاء الهوى رشأٌ / مهفهف إن تثنى أخجل البانا
بتنا وراح رحيق الريق من فمه / فملت حتى تقوم الروح نشوانا
في روض أنس به الأطيار من طربٍ / غنت لنا فوق خوط البان الحانا
وللصبا نسمات ما سرت سجراً / إلا وأهدت لنا روحاً وريحانا
كأن طيب شذاها إذ يمر بنا / ريا أريج علي القدر مولانا