القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 4
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا / وسام أقمارها خسفاً ونقصانا
ومن أزال لوياً عن مراتبها / من بعدما طاولت في الشأو كيوانا
من سام أُم القرى ضيماً وزعزعها / من هَّدى للدين والإيمان أركانا
ومن أصاب قريشاً بابن بجدتها / وشيبة الحمد من أقذاه أجفانا
من ذا أفاضت به الدنيا غوائلها / وحكمت في قضايا الناس أوثانا
ضلت ضلالاً بعيداً عن هدايتها / واستبدلت سفهاً بالربح خسرانا
أقصت قصياً ونحن هاشماً وأبت / إلا الضلال وأدنت من له دانا
وحاربت أحمد المختار خيرتها / وستأصلت فرعه شيباً وشبانا
وأضمرت لعليٍ حيث طلقها / حقداً وللبضعة الزهراء أضغانا
وجرعت حسناً من صابها غصصاً / غصت به لهوات الدهر أشجانا
وجهزت لحسين جندها وعدت / عليه حتى قضى بالطف ظمآنا
وفرقت آله من بعده فرقاً / في كل ناحية مثنىً ووحدانا
نوازحاً فكأن البين وكلها / بأن تجوب الفلا سهلاً وأحزانا
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة / تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أعينها / كالمعصرات تصوب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا / يا والدي حكمت فينا رعايانا
إن عسعس الليل وأرى بذل أوجهنا / وإن تنفس وجه الصبح أبدانا
ندعو فلا أحدٌ يصبو لدعوتنا / وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا
قم يا علي فما هذا القعود وما / عهدي تغض على الأفذاء أجفانا
عجل لعلك من أسر أضربنا / تفكنا وتولى دفن قتلانا
وتنثني تارة تدعو عشيرتها / من شيبة الحمد أشياخاً وفتيانا
قوموا غضابا من الأجداث وانتدبوا / واستنقذوا من يد البلوى بقايانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا / ومن ترى سامها خسفاً ونقصانا
من استفر نزاراً واستخف بها / وابتزها عزها من شأن من زانا
من أسبل الدمع من عين الكمال ومن / قد كف للجود بعد السبط إيمانا
من زلزل الأرض من هدا الجبال ومن / دحا إلى الفلك الدوار نيرانا
يا غيرة الله جار الدهر وانقلبت / أيامنا البيض سوداً مثل ممسانا
الناس توسعهم أعيادهم فرحاً / ونحن توسعنا الأعياد أحزانا
الله أكبر ما للدهر أسلمنا / للنائبات وما للعيد عادانا
فلتقض ما شاءت الأيام بعد فتىً / قد أوسع الدهر معروفاً وعرفانا
تعرضت حرماً للدين محترماً / متوجاً من حلي العلم تيجانا
أجيل إنسان عيني لا أرى أحداً / سواه يملأ عين الدهر إنسانا
يا كعبةً حولها طاف الهدى فغدا / طوافنا حول مغناها ومسعانا
إن غبت لا غبت آناً عن نواظرنا / فعن ضمائرنا لا لم تغب آنا
يا واعظاً طبق الأصقاع موعظةً / وعالماً أوقر الأسماع تبيانا
كفى بيانا بما افصحت من نباءِ / لمن وعى وبما أوضحت برهانا
قد كنت في تركك الدنيا وزينتها / سلمان مبنىً وفي المعنى سليمانا
لله رزؤك لم يترك لنا أبداً / ولو تعاقبت الأزمان سلوانا
رزءٌ تذوب قلوب الواجدين له / حزناً فتقذفها الآماق عقيانا
كأن نعشك والأملاك تحمله / فيه سكينة تابوت ابن عمرانا
نعشٌ حوى من رسول الله مهجته / ومن عليٍ ولي الله عنوانا
تطاولت نحوه الأيدي ليمنحها / من حيث عودها طولاً واحسانا
عجبت للترب كيف أنهال فوق ذرى / صدرٍ حوى كل جزٍ منه قرآنا
والقبر كيف حوى ذاتاً مقدسةً / وحاز حياً بروح العلم أحيانا
أخفى سناء فتىً جلت مكارمه / أن تستطيع لها الأيام كتمانا
ندب الروح الأمين
ندب الروح الأمين / فاستفز العالمين
قم من القبر حزين / يا أمير المؤمنين
ودعا في الحرمين / يا كرام الثقلين
يا لثارات الحسين / وبنيه الطاهرين
ذبحوا حول الفرات / عطشاً بالمرهفات
فانهضوا يال الثبات / بدماهم طالبين
أنا لا أنسى الطفوف / حين حفت بالحتوف
وبني حربٍ الوف / بابن طاها محدقين
وتجلت كالصباح / أوجه البيض الصفاح
فاستعدوا للكفاح / وتنادوا مصبحين
فدعاهم معلنا / يال حرب اللعنا
إنسبوني من أنا / إن تكونوا مسلمين
ودعوا يابن الرسول / أحمدٍ وابن البتول
لا نرى إِلا القبول / بيزيدٍ واليمين
فأبى وهو الأبي / شأن جدٍ وأب
وسطا في المقنب / هكذا ليث العرين
دأبه يوم النزال / نهب أرواح الرجال
كم له فوق الرمال / من قتيلٍ وطعين
فتهادى طربا / غصناً بين الصبا
للقاء بيض الظبى / وقراع الدارعين
مذ طغى بحر الحتوف / بالعوالي والسيوف
غار فاستقصى الصفوف / فتولوا مدبرين
خائضاً تلك الغمار / فوق مأمون العثار
في يديه ذو الفقار / وهو بالنصر قمين
فدعاه ذو الجلال / لازدلافٍ ووصال
فرمى السيف شمال / وهوى فوق اليمين
أنا لا أنس الحسين / وهو دامي الودجين
فاحصاً بالقدمين / وهو متلول الجبين
لست أنسى زينبا / وهي في ذل السبا
أبرزت بعد الخبا / لعيون الناظرين
والبهاليل الصباح / وذوي الوحي المبين
ابن كمونة لا / زال صباً معولا
لزرايا كربلا / خاضع القلب حزين
فارحموه بالحبور / واحضروه في الحضور
واندبوه في الظهور / فهو بالنصر قمين
أحي الزمان تصابينا فأحيانا
أحي الزمان تصابينا فأحيانا / بروحه حين بالأفراح حيانا
فاجنح إلى اللهوان الصحب قد جنحوا / له وبادر إلى الصهباء جذلانا
راح من الروح لكن زانها قدم / تريك من عالم الأرواح عنوانا
بها يطوف كما شاء الهوى رشأٌ / مهفهف إن تثنى أخجل البانا
بتنا وراح رحيق الريق من فمه / فملت حتى تقوم الروح نشوانا
في روض أنس به الأطيار من طربٍ / غنت لنا فوق خوط البان الحانا
وللصبا نسمات ما سرت سجراً / إلا وأهدت لنا روحاً وريحانا
كأن طيب شذاها إذ يمر بنا / ريا أريج علي القدر مولانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025