المجموع : 47
بادر الأفراح في أدواح حان
بادر الأفراح في أدواح حان / إن شرب الراح في الأقداح حان
مع بدر يحتسون الشمس في / أنجم الكاسات من برج الدنان
في رياض وغياض أرضها / كسماء بمصابيح تزان
بنت كرم لو تراها تنجلي / بين ولدان لدى حور حسان
ودواعي البسط مدت بسطها / والأغاني من غموان في مغان
هاتها تبراً مذاباً يكتسي / الكأس منها لون ثوب أرجوان
يا لها بكر عجوز عانس / راح يجلوها ابن ست أو ثمان
بشر خمر وسحر طرفه / عنه في بابل يروي الملكان
غصن بان خصره خنصره / ظبي أنس ملتقاه أسدان
ما سواه إن بدا مبتسماً / قمر في ثغره عقد جمان
مفرد قد جمع الظرف إذا / ما تثنى ما له في اللطف ثان
تستحي شمس الضحى من وجهه / ومن الفرق يغار الفرقدان
أيها الملسوع من أصداغه / آه لو منه شفتك الشفتان
أنا راضٍ من حيبيب حبه / وهواه هو ياءٌ في الهوان
وفتاة كاعبٌ كم ناسكٌ / فتنته في الهوى أي افتنان
غداة من قدها الزاهي ومن / طرفها الوسنان رمح وسنان
خدها الورد على غصن نقا / تحت داج ليل شعر مشرقان
جل من في ثغرها أجرى الطلا / وبه للدر في المرجان صان
بحر حسن غرقت منه النهى / في بديع ومعان وبيان
درة في صدف الخدر غدا / دونها خوض دجى بحر عوان
تطمع العشاق بالقرب على / أنها بالوصل عنقاء الزمان
باللَّه يا باهي الشيم
باللَّه يا باهي الشيم / رفقاً بولهان
ما شاقه ذكر العلم / لولاك والبان
أظهرت سري المكتتم / ما بين دمعي والسقم
في لوحة خط القلم / إن الهوى حكم حكم
بدر منير أم ملك / أم أنت إنسان
ما خاب راج أملك / بالقرب إحسان
كم من جهول أم لك / نال الشقا مع من هلك
سبحان من قد كملك / في كل حسن تم لك
أهوى الجمال المطلقا / أيان ما كان
إذ مذهبي أن أعشقا / حوراً وولدان
أدهشني عند اللقا / يا بدر حسن مشرقا
يدري بذا من حققا / إن الغنا عين البقا
وا لوعتي من علما / غزلان نعمان
عن حبهم منع اللما / ظلماً وعدوان
يا تاركين المغرما / في حبهم يبكي دما
سكران من حر الظما / يبغي السراب الأوهما
سكري لدى محو الأثر / للدن أدنان
حيث المعاني والصور / راح وريحان
كالشمس في روض القمر / تجري لأبهى مستقر
طور على طور انجبر / من لن تراني قد ظهر
روح صب ولهان
روح صب ولهان / حور بين الولدان
والشادي يدعو الساقي / يا سلطان الندمان
لاحت من خلف الأستار / شمس تزري بالأقمار
لو حلت شهب الأزرار / عن صدرها النوراني
ما هند لكن حسني / ذات الأوصاف الحسنى
ما أسنى منها الحسنا / مقروناً بالإحسان
قلت رفقاً بالمهجات / قالت عن عجب هيهات
كم من جنات الوجنات / أكباد في النيران
من لي بالظبي الأغيد / ذي القد الزاهي الأملد
ما أحلاه بعد الصد / إذ حياني أحياني
وحد مولى قد ولاه / قلباً لم يبرح يهواه
بدر عوذت مجلاه / بسم اللَه الرحمن
هيج الأشواق والشجنا
هيج الأشواق والشجنا / منشد غنى فأطربنا
تسلب الألباب نغمته / كم سبى صبا وكم فتنا
يا سقاة الراح خمرتكم / حلق الأذكار موردنا
إن طوتنا عنكم غير / فشراب الراح ينعشنا
روق خمر العرفان
روق خمر العرفان / في حان ابن الجيلاني
فهو ابن الباز الأشهب / محمد عالي الشاني
حيته من بغداد / مواهب الأمداد
وفاز بالأسعاد / من جده الدناني
حيت أخت الشموس / من حضرة القدوس
واجعل بدء الكؤوس / بسم اللَه الرحمن
شمس الحسن
شمس الحسن / تجلى لي فوق الغصن
راحت تثني / جيد الحال كالغزلان واي
من صدغيها / والجعدي أم برديها
أم خديها / عطر الورد والسوسان واي
يا محبوبي / قم واشرب من مشروبي
صافي الكوب / عذب المشروب
روض الأنس / يغشاه روح القدس
نجم الكأس / قد حياه بالألحان واي
باز اللَه / يحميني سامي الجاه
هي محيي الدين / هي جيلاني هي
في بغداد للحق / بادي نعم الهادي
أهل الصدق / هي جيلاني هي
أعن دلال جفتني ربة الخدر
أعن دلال جفتني ربة الخدر / نور العين
ما سبب اللوم يا كل المنى /
أم عن ملال وصد أظهرت هجري / يوم البين
ذا عجيب اليوم زرتم حينا /
يا طلعة البدر يا شمس بلا فلك / أنت سؤلي
فلم حجبي يا ذات العجب /
مهما سألت على رغم العدا فلك / فمتى وصلي
فظما قلبي عن شوقي ينبي /
يا يوسف الحسن باللَه العلي آمن وارحم / واعلم بهواك
أني يعقوب الحزن /
حماك قلبي ومن حل بالحمى آمن وارضى / واحلم فرضاك
يدني عيني للأمن /
أنا ان تخلت عني الخلان
أنا ان تخلت عني الخلان / وعلي جارت في اللوى الجيران
والمسعفون إذا باسعافي مشوا / عسفا وخانت عهدي الإخوان
وإذا بمقراض الإساءة والأذى / قصت جناح نجاحي الأزمان
والدهر غادرني لاسهم غدره / هدفا يعانيها وليس يعان
فالصبر أوفق ما يرافق والرضى / ثوب به يتحمل الإنسان
لاسيما والالتجاء لراحم / رحمان من أسمائه المنان
مولا عليه الاعتماد وكيف لا / وعلى سواه يقبح التكلان
شرفي الخضوع له وإني لائذ / بابن الذي شرفت به عدنان
حيث الفتوة في فتى قد جمعت / معها الوفا والصدق والإحسان
حيث الصيانة والأمانة والمنى / والجود والمعروف والعرفان
آل الرسول بني البتول وحبذا / مجد رفيع دونه كيوان
روحي الفداء لنسبة نبوية / راحي بها والروح والريحان
قوم سنا أنوارهم قامت بهم / فهم الكواكب أينما قد كانوا
أقمار أفلاك العلا أقطابها / أبداً تدور عليهم الأكوان
من كل وضاح عليه مشرف / للبشر فوق جبينه عنوان
وحياتهم وحياتهم إني بهم / ليحق لي الإقسام والإيمان
أنا من أناس حب ال محمد / اسلامهم والدين والإيمان
لم لا أهيم بحب أشرف عترة / سر النبي بهم له سريان
قل ما تشاء بهم فأنت مصدق / إذ في الكتاب غدا لك البرهان
شرقت دمشق الشام إذ نزلوا بها / سكنا أعز جوازه السكان
دار هي البلد الأمين لأنها / في آل طه للنزيه أمان
هي جنة للَه في الأرضين لا / ضيم يسوء بها ولا أحزان
وهي الكنانة غير ان سهامها / كالشهب فيها يرجم الشيطان
يا صاحبي بادر بدور سمائها / يسمو بحرمتهم لقدرك شان
وانزل حمى أشبال حمزة منشداً / حاشا نزيل بني البتول يهان
فهناك محمود المقام البحر من / غرقت بكنه صفاته الأذهان
مفتي الشام أبو حنيفة عصره / غيث العلوم الهاطل الهتان
كنز الدقائق نور إيضاح به / تتنور الأبصار والأعيان
علم تراه بكل علم مفرداً / إذ ليس يحصى فضله ديوان
ما غيره روض أريض عرفه / عرفانه وفنونه الأفنان
إن جال في بحث فما الرازي وإن / هو قال أما بعد ما سحبان
ماذا أقول بمن لطائر صيته / صوت به تتشنف الآذان
لولا التقى لاجبت عنه سائلي / تاللَه ليس كمثله إنسان
واذكر أخاه أسعد السعداء كي / يروى الروي وتسعد الأوزان
السيد الشهم المجيب إذا دعا / ه لدي الخطوب الواله اللهفان
ذو همة علوية بنيت على / هام السهى لسموها أركان
أعظم به من كعبة لا غرو إن / حجت إلى تعظيمها الركبان
وإلى مكارمها سعى العافي ومن / ميزاب رحمتها استقى الظمآن
كل الكرام إذا لبيب عدهم / كانوا الجنود وأسعد السلطان
جل الذي من محض جود صاغه / بشرا غوادي السحب منه بنان
للَه حمزاوي مجد بيته / لذرى المجرة دونه جريان
شرف على شرف لقد حلاهما / خلق عظيم رقة وبيان
زان المكارم بالمراحم مثلما / الحسناء بالعقد الثمين تزان
فاقت شمائله الشمول فها أنا / سكران في مدحي له نشوان
يا آل حمزة يا سراة الحي يا / أجواد يا آساد يا فرسان
جلت عن الإحصا فضائلكم فلا / يقوى عليها بالثناء لسان
هيهات منى أن أقوم به فما / كعب أنا كلا ولا حسان
لكنني عبد محب في بني / سبطي رسول الله لي هيمان
عبد هديته على مقداره / وقبولها منكم له إحسان
سمعا لداع في دمشق الشام قد / أخنى عليه زمانه الخوان
في بلدة هي في الحبور لأهلها / نعم نعيم دائم وجان
هي جنة غناء لولا أنها / نار على من لم يجد ودخان
يا ابن النسيب أما من نظرة / لشج كوته بنارها الأشجان
لرحاب جلق ساقه التقدير من / وادي حماة وللقضا أرسان
وحبال حسن الظن قادتني عسى / بعد الظلام لي الصباح يبان
كي ارتقي أوج الكمال والتقي / بجمال حالي من لشأني شانوا
وبمدح آل محمد لي فكرة / وسجية عربية ولسان
ذراية الزهراء من بجنابهم / ينجو الغريق ويهتدي الحيران
هم عمدتي هم عدتي في شدتي / هم باطني والسر والإعلان
أشبال حمزة حسبكم حسب علي / ه لم يقم لوضوحه برهان
أنتم فروع خلاصة الأصل الذي / خضعت إلى عدنانه قحطان
وأنا الهلال ولي المطالع مدحكم / أني يشوب زيادتي نقصان
قد أمرضتني في دمشق مواعد / كان الشفا مني لها النسيان
مالي وللأسي الطبيب إذا أتى / بتكلف ولو أنه لقمان
ما حيلتي ولقد ألم بساحتي / شهر به قد أنزل القرآن
شهر عوائده التعطف والوفا / والبر والمعروف والإحسان
ولأنتم الأولي بها يا سادة / يؤتم في أقوالهم ويدان
لا زلتم من صومه في صحة / تقوى بها الأديان والأبدان
صوم السوى حسن لهم وصيامكم / أرخت فيه قد زها رمضان
وعلى رحيم القلب طه جدكم / صلى وسلم ربنا الرحمن
والآل والأصحاب والاتباع ما / عبد محا أوزاره غفران
أو ما الهلالي راح يشدو قائلا / أنا إن تخلت عني الخلان
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا / لذوي الصبابة والهيام عن الغنا
وإلى مراح الروح والريحان رح / في جنة للمجتني منها الجنا
مع كل خل لابس خلع الوفا / بالعهد متخذ الخلاعة ديدنا
متغزل بلواحظ الغزلان لا / يعنيه الا بالحسان الاعتنا
بالحور والولدان مفتون له / في حضرة الإطلاق في الباقي الغنا
صب أرق من الصبا لا زال في / روح التصابي يستميل الأغصنا
لاسيما ومسامري ومساهري / رشأ له تعنو الأسود إذا رنا
ساق شمائله الشمول كأنما / لصفا حميانا محياه أنا
يسعى بلطف رشاقة متأود / والخصر من أردانه يشكو الضنا
ملك بأشرف صورة بشرية / للجن والإنس استبان فافتنا
خلق كان الله قد ناداه كن / من رقة ولطافة فتكونا
كتب الجمال على جلالة خده / سبحان من صنع الجمال واتقنا
ما مال بين البان جذع قوامه / إلا ليغزو من ضلوعي المنحنا
من لي به عربي لفظ معرب ال / حركات عن معنى لمن قد امعنا
بني الفؤاد على السكون بوصله / وعلى السكون محقق أصل ابنا
وحياته لم يثنني عن حبه / إلا علا ابن نبينا حسن الثنا
السيد ابن السيد الغازي الذي / عن جده ورث العلوم ومنعنا
شمس الحقيقة في سماء معارف / بالله أكمل من أشار وبينا
مولاي عبد القادر الثاني إذا / ناديتهُ يا غيثنا يا غوثنا
روحي الفداء لنسبة حسنية / ذو العرش انبتها نباتا احسنا
والفرع معتبر به حسن الأصو / ل لأنه منها وأن عنها وانثنى
ماذا أقول بآل بيت نوبة / بمديحهم نطق الكتاب وأعلنا
والله شرفهم وطهرهم بأن / قد اذهب الإرجاس عنهم والعنا
قوم يلذ بخاطري لي مدحهم / وأود أن لو كنت كلي السنا
أمراؤنا الامار بالمعروف والأ / حسان والناهون عن سوء الخنا
في الغرب كانوا للجزائر جيرة / بحماهم الإسلام كان محصنا
واليوم في الشرق ازدهرت بسنائهم / سورية فسمت وطابت مسكنا
من كل من بالمكرمات إذا اكتنى / يدعو أنا ابن جلا وطلاع الثنا
فيهم دمشق جنة الله التي / في الأرض فاخرت الممالك موطنا
بشرى لنا أهل الشئام بمعشر / بجوارهم فزنا بغايات المنا
ببني ابن محي الدين أقمار العلى / المبعدين المحل عنا ان دنا
والكافلين الجار بعد اللَه من / غدر الزمان به ومن جرر الدنا
والمقرنين ببرهم اعذارهم / والمقتنين الشكر أطيب مقتنا
والبازلين على النفيس نفوسهم / والصارفين عن الخسيس الأعينا
درر فرائد كلهم فصغيرهم / اللَه أكبر ما أجل واثمنا
شكرا لسلطان الورى لقيامه / بمقام حق بني بتول نبينا
حيث اجتنى منهم لأجمل رتبة / مولاي محي الدين وضاح السنا
مولى ولكن لم تزل تسمو به / شمس العلاء مكانة وتمكنا
يا فوز رتبة مير ميران بمن / بجمال سؤدده لها قد زينا
ليس الهناء له بهابل ارخوا / لسني رتبته به دام الهنا
ذرية الزهراء يا امناء يا / نعم المنادي باسمهم نعم المنا
أنتم كنوز الحسن والإحسان لا / زلتم لا بريز المحاسن معدنا
ما غيركم للنعمة الأدراح إذ / منكم ثمار الفضل حقا تجتني
لكم النباهة فالدواء بكم لمن / أودى به داء الخمول وأزمنا
إني لحسان الزمان بمدحكم / أنا غرسكم بين الأنام أنا أنا
عندي جوى شوق إليكم بعضه / يذر الفصيح أخا البلاغة الكنا
والاختصار به البلاغة فاقبلوا / عذري فهذا ما بوسعي امكنا
ومع الصلاة سلام مولانا على / من بالمعارج قد سرى حتى دنا
وعلى الكرام الآل والأصحاب ما / ختم الدعا داع واخر امنا
كوكب البشر برشد الحق بان
كوكب البشر برشد الحق بان / حيث داعي الأمن نادي بالبهتان
ونواحي الشام بالتعطير قد / عمها الإقبال في خير زمان
ربوة بالحسن والبسط ذهت / إذ لها طيبا أوان العيش آن
وبه للأمر أجرى ذو الوزا / رة داعى العدل في أبهى قران
الوزير العادل الواقي الذي / اتحف الشام حلا نور الأمان
در أسلاك المعالي المرتقى / رتبا للعدل في أرقى مكان
بارع الهمة بدر مفرد / ما له في فلك العرفان ثان
منن عمت وباليمين نمت / نسمت بالنصر والعز المصان
يا لائمي من الملام دعاني
يا لائمي من الملام دعاني / فالحب داعيه إليه دعاني
لا انتهي لا أرعوي من بعد ما / عقل الهوى عقلي وجن جناني
شتان بين شجي الفؤاد وبين خا / ليه وأني يستوي الفتيان
شرفي وعزي للملاح تذللي / وتغزلي بلواجظ الغزلان
وحياتهم ماجنة الدنيا سوى / وجنات تلك الحور والولدان
كلا ولا نعم الصفا بخدورهم / إلا نعيم الروح والريحان
روحي الفداء لهم وإن هم ابرموا / إن لا يشيبوا الحسن بالإحسان
من كل مياس المعاطف خصره / يشكو الظما من ردفه الريان
خصر اللمى حاميه من الحاظه / وقوامه بالسيف والمران
ملك على عرش الجمال كأنه / ملك بدا في المظهر الإنساني
قمرنا هي بالبهاء ولم يكن / بلغ الكمال لستة وثماني
طفل لعوب بالرجال جفونه / تدع الأسود فرائس الغزلان
للَه جوهر جسمه المائي كم / أشكو قساوة قلبه الصواني
لم أنسه إذ زارني ليلا وقد / ضرب الظلام سرادق الكتمان
والحي من رجس الرقيب مطهر / تطهير أهل البيت في القرآن
ودنى تدلى فاندهشت مهابة / وانحل حيلي بعد عقد لساني
ونسيت ما أعددنه لعتابه / شغلا بعالي شأنه عن شأني
ولدى تدليه اعترتني هزة / مع غيبة تركت وجودي فإني
ونظرت في وجناته فأشار لي / هذا جنى جناتها لك داني
وغدا يقول ارفق بلثمك لي ودع / رشف اللمى من در ثغري الحاني
كي لا يرى أثر بخدي أو يش / م شذاي منك فيظهر الأمران
عاتقته فكأنني وكأنه / ألف ولام ثم معتنقان
وكأننا بالضم شخص واحد / ما بيننا غير التعفف ثاني
وكأننا والبسط مد بساطه / نجمان في بحر الدجى غرقان
حق إذا اكتهل الظلام وراعه / وخط المشيب وعنون الفجران
وعلى غدير الغرب رنق نسره / وغرابه قد هم بالطيران
عزم الحبيب على الرحيل مودعا / لكن وداع الروح للجسمان
فطفقت أرجوه المقام إلى غد / طمعا واخدعه بسحر بياني
فأجابني بلطافة أغراك ما / أغراك مني يا أبا اليقظان
وسرى وسار معطرا ببرأة / من ريبة الفحشاء والبهتان
ومضى بقلبي واصطباري تاركا / جسمي رهين الشوق والأشجان
فإليك عني آمري بسلوه / هيهات ذاك ولو هواه سلاني
لا كان لا كان التسلي بالسوى / إلا بمدحة قرة الأعيان
ذاك الذي أوصافه الشادي إذا / غني بها أغنت عن الألحان
المنتمي لمهايني سلالة / ولنسبة وضاحة البرهان
أصل أرانا حسنه فرع كما / حسن الكتاب يرى من العنوان
وسريرة الآباء في أبنائهم / بين الأنام شهيرة السريان
أعظم به بدرا لقد بلغ العلا / بكماله وسما على كيوان
شهم تسنم صهوة المجد الذي / فوق السماك له أجل مكان
أعني الحسين وما سواه في الورى / أعنيه بالحسنى وبالإحسان
كلا ومن يرجى ليوم معطش / إلا سحاب نواله الهتان
المنقذ الداعي له والمغرق ال / عافين من كفيه بالطوفان
والصارم المشهور من غمد العلا / في الشام والحامي حمى الميدان
والصادق الأقوال والموفي بها / والصارع الأعدا ذوي العدوان
ما بين لامنه وقولته نعم / سر القضاء المبرم الرباني
ذو همة هام الثريا دونها / فعلوها فيه من الإيمان
من معشر بيض الوجوه كأنهم / سود الغمام إذا التقي الجمعان
الكاظمين الغيظ والعافين عن / من جاء معتذراً وكان الجاني
قوم اعيذ سناهم المشهور من / ما يحذرون بسورة الرحمن
من كل أنفس بالوقار موشح / عف المأزر طيب الأردان
ومهذب شيما مذل ماله / كرما عزيز الحي والجبران
سمح به افتخر الزمان ولم يزل / بجميله يتجمل الملوان
بادي الندى والفضل صيت صيته / ملاء الملا بصوادح الإعلان
سل عاشقيه على السماع وقد يكو / ن العشق قبل العين في الآذان
يا قبله المعروف والأمن الذي / جحت لكعبته أولو العرفان
سمعا لمن لم يحص مدحك بل أتي / بالعذر عما ليس في الإمكان
هيهات ان اعلو على الأفلاك لو / إني أصيد نجومها بباني
من لي بما هو فوق وسعى فاقتنع / برويه منى وبالأوزان
بقصيدة حموية لحماك قد / قصدت لتحظى منك بالرضوان
لا زال بيت عظيم مجدك ساميا / فوق السماك مشيد الأركان
وبقيت شمسا في سماء سعادة / بك تستنير كواكب الإخوان
وصلاة ربي باتصال سلامه / تهدى لسر مظاهر الأكوان
والآل والأصحاب والاتباع ما / صبح أنار وأشرق القمران
بادر الأفراح في أدواح حان
بادر الأفراح في أدواح حان / إن شرب الراح في الأفداح حان
مع بدور يحتسون الشمس في / أنجم الكاسات من برج الدنان
في رياض وغياض أرضها / كسماء بمصابيح تزان
بنت كرم لو تراها تنجلي / بين ولدان لدى حور حسان
ودواعي البسط مدت بسطها / والأغاني من غوان في مغان
هاتها تبرا مذابا يكتسي ال / كاس منها لون ثوب الأرجوان
يا لها بكرا عجوزاً عانساً / راح يجلوها ابن ست وثمان
بشر خمر وسحر طرفه / عنه في بابل يروي الملكان
غصن بأن خصره خنصره / ظبي انس مقلتاه أسدان
ما سواه ان بدا مبتسما / قمر في ثغره عقد جمان
مفرد قد جمع الظرف إذا / ما تثنى ماله باللطف ثان
تستحي شمس الضحى من وجهه / ومن الفرق يغار الفرقدان
أيها الملسوع من أصداغه / أهم لو منه شفتك الشفتان
أنا راض من حبيب حبه / وهواه هو يابي في الهوان
وفتاة كاعب كم ناسك / فتنته في الهوى أي افتتان
غادة من قدها الزاعي ومن / طرفها الوسنان رمح وسنان
خدها الورد على غصن نقى / بانة في صدرها رمانتان
جيدها والوجه فجر وضحى / تحت داجي ليل شعر مشرقان
جل من في ثغرها أجرى الطلا / وبه للدر في المرجان صان
بحر حسن غرقت منه النهى / في بديع ومعين وبيان
درة في صاف الخدر غدا / دونها خوض دجا حرب عوان
تطمع العشاق بالقرب على / أنها بالوصل عنقاء الزمان
لست انسى أنس وقت زانها / فيه والإمكان لي بالحظ كان
تحت ظلماء على دهماء في / هول ليل يترك القرم جبان
راكبا صهوة ريح ان جرت / لا يصدن لها الأين عنان
لابسا فيها غديرا مشهرا / جدولا معتقلا في أفعوان
جائرا بل جائلا في مهمه / ما لغير الجن فيه جولان
ورفيقي من جناني مؤنس / لا يخاف الدهر إن أخنى وخان
وصديقي محض صدق ووفا / لم يشبه قط مين وامتنان
وطلابي الغاية القصوى التي / جئتها أسري وسيري طيران
وإذا الحلة كنز حيث أر / صادها بيض وسمر وطعان
وعليه طلسم معناه قف / واتئد يا داخلا هذا المكان
وأرصد النجم اليماني وانتسب / قائلا إني فلان بن فلان
إن تكنه فلك البشرى بما / تبتغيه من تلاق وتدان
نعم العشق أنا بل وابنه / والهوى ورثنيه الأبوان
بينما ادعو وأبدي نسبي / فإذا بعد الخفا النجم استبان
خرجت من خدرها قائلة / يا جميل الستر من عين تران
ودنت مني وقالت مرحبا / وتصافحنا بنانا في بنان
يا لشمس للهلالي كلمت / بلسان عربي أي لسان
ذات صدر عن سناه صادر / ساطع الألماس فوق البهرمان
وغدت باسمة عن بارق / يخطف الأبصار منه اللمعان
وقديم الراح يجرى بيننا / بحديث لا ببلور القنان
نقلنا رشف لمى ريحاننا / ورد خد طيبنا من عطرشان
بيننا ذكر أمين مؤنس / وأمان من طروق الحدثان
وانبرت تسال من هذا الذي / وصفه ذاك كيف لو بالذات كان
قلت هل يجهل معروف له / صوت صيت فيه غنى الثقلان
الأمين اسما واخلاقا على / شيم الصدق لسانا وجنان
قوله الحق فلا يثنيه عن / منهج الأنصاف والإسعاف ثان
يا له شهما عزيزا مكرما / إذ يهان المرء عند الامتحان
وفتى محض وفا تأبى فتو / وته المين إذا ما لدهر مان
ذو شباب ووقار قط ما / شابه زهو ولا شأن بشان
صادق الوعد إذا قال نعم / فهو أمضى من حسام هندوان
مرهف عوذته باللَه من / أسهم ترشق عن قوس أضغان
عن أبيه الطيب الزاكي لقد / ورث الحلم وللحزم أبان
وحفيد وسمي للذي / فوق كيوان له اسمى مكان
للذي قد كانت الفتوى به / هي والتقوى معا مقترنان
كوكب من أوج فضل غاب لو / كان يفدى لفداه القمران
علم العلم توارى ومضى / من بني الجندي إلى أعلى الجنان
من عليه جلق لا برحت / في حداد لانتهاء الدوران
سلف ابقى لنا من بعده / خلفا للسر فيه سريان
خلف القوم الأولى ما برحوا / أعين الأعيان في كل أوان
فرع أصل ليس يخفى ككتا / ب من العنوان ما فيه بيان
من ميامين مصابيح سموا / في سماء العز عن سوم المهان
والخسيس الدون في الناس له / من نفيس النفس لا تدنو يدان
من أناس كاظمين الغيظ عا / فين عن معتذر يرجو الأمان
قد نموا في غابة جندية / جارهم في حرز عز وضمان
نسبة أوضح من شمس الضحى / في سماء المجد تبدو للعيان
سادة مدحي لهم سراد بهم / وسما قدرا على شعر ابن هان
واكتسى رونق روض زهره ال / نجم الزهر ازدهاء وبيان
ولا طيار المنى في ظله / صدح تبريك وتغريد تهان
وسرور بزفاف يومه / فاق في النوروز عيد المهرجان
عرس قد عطر الكون شذا / مذ بمجلاه استنار الملوان
ولشمس السعد فيه أصبحت / هالة البدر مقرا واكتنان
وبه للطيبين الطيبا / ت تلا الداعي ونعم الأطيبان
إذ لاسعاد الأمين الممجتبي / طالع الإقبال واليمن استبان
في زفاف راح يشدو أرخوا / حبذا سعد به كان القران
عبد الحميد أميرنا قد نجا من
عبد الحميد أميرنا قد نجا من / احسانه للملك بالتحسين
حيث اجتبى من تونس صدر أخوى / تقوى جنان ضاء فوق جبين
مذعن معاليه الصدارة أعييت / بنيت قواعدها على التمكين
ولصيته صوت به الدنيا زهت / من غربها حتى بلاد الصين
حتى منادي العدل والانصاف / بتاريخ نادي الصدر خير الدين
زهت المشارق والمغارب مذبدا
زهت المشارق والمغارب مذبدا / للكون بدر كامل التكوين
وتباهت الدنيا سرورا واكتست / حلل ابتهاج ملابس التزيين
لا سيما ومواسم الأفراح قد / حانت مغانمها بابرك حين
لظهور أشرف كوكب بسماء سا / طنة ملوكانية التمكين
قمر بطلعته الممالك أشرقت / والأرض قالت للسما هنيني
جل الذي قد صاغه من جوهر / محض بعقد لا يسام ثمين
نور مبين خالص فكأنه / لامن صفا ماء ولا من طين
ودت لمولده تكون من القوا / بل أحسن الحور الحسان العين
ملك كريم جاء من ملك على / أمنا جيوش المؤمنين أمين
مولود خادم حرمة الحرمين من / أم القرى والمهبط الجبريني
خير الملوك حماية لمن احتمى / منه بحصن بالأمان حصين
عبد الحميد عميد أعظم دولة / بنيت على التوطيد والتوطين
يا حافظ احفظه وابد ملكه / بقوي حرز من قواك منين
وجنوده اللهم جندهم من الأ / ملاك في آلاف ألف مئين
واعنهم بالنصر منك على العدا / إذ أنت يا اللَه خير معين
واحرس وأيد ظل أرضك واجزه / بقريب فتح من هداك مبين
وادم مراحم عدله الماحي دجى / ظلم المظالم في منار يقين
شمس جلا الخلاق منة فرقدا / زان العلا بالحسن والتحسين
من آل عثمان الأولى بوليدهم / تزهو الدنا حتى أقاصي الصين
الوارثين الأرض ميراثا به / نطق الكتاب بمحكم التبيين
بشرى لنا إذ من خلاصة سرهم / أرخ أضا للملك نور الدين
بحياتكم قسمي فكيف أمين
بحياتكم قسمي فكيف أمين / ما دمت حيا والحبيب أمين
يا من أصييت جمالكم وجميلكم / في الكون صوت صاح منه أذين
ولاذن قبل العين تعشق حسبما / منها طريق للقلوب مبين
لي عندكم روح بكم مرتاحة / ولكم كان في الفؤاد مكين
لا تحرقوا قلبا به من حسنكم / قد حلت الحور الحسان العين
عوذت بارحمن صبح وجوهكم / من كل شيطان يرى ويشين
أنتم ظباء في دمشق ويالها / من بلدة هي للأسود عرين
بلد الكماة كنانة بهامها / يرمي الإله عداته ويهين
هي جنة اللَه التي في الأرض قد / رقت بها الدنيا وقر الدين
أرض صفا التسنيم كوثر ملئها / والمسك ترب والزباد الطين
ازهارها زهر زهت ولنهرها / نهر المجرة في السماء قرين
كم صح مضنى في عليل نسميها / وبانس ربوتهها صحا محزون
بلد أمين لا يزال بربعها / للحرمة التوطيد والتوطين
تاللَه ما بالتين أقسم ربنا / إلا ومنها التين والزيتون
واها الأيام بها سلفت ولي / كاسي جليس والنديم خدين
والسعد بالحظ العظيم مساعد / والدهر سمح والشباب متين
إذ ملثمي الحصبا وفي ميدانها / سعي ومرأى ناظري قيسون
فارقتها حيث الزمان قضى بذا / إن الزمان بذى الوفا لخؤون
ما كان لي ظن بهذا إنما / لاولي النباهة قد تخيب ظنون
حسبي الرجاء بأن أعود عسى عسى / ما كان من صفو الشؤن يكون
وأشيم في الشام الشريفة كوكبا / إن قسته بالشمس فهي الدون
مجلى جمال مشرق بسمائه / قمر له الصبح المنير جبين
فهو المسمى بالأمين وحبذا / مولى على كنز الوقار أمين
الطيب ابن الطيبين وكيف لا / وأبوه وضاح السنا ياسين
وابن النجيب على أبيه بالنجا / بة فائق وابن الهجين هجين
روحى الفداء لنسبة ترزية / بالحسن زان طرازها التحسين
دار السلام دمشق حيث أمينها / أبداً مليك الحسن لا المأمون
خبر الكرام الكانبين ومن له / خط بوافر حظه مقرون
إن شاء إنشاء فما هاروت إذ / سحر اللبيب النطق والتدوين
أقلامه ما جرها الأجرت / فوق الصحيفة كاف كن والنون
بأنامل من مزنها يهمي الندا / أبداً وتنبع للحياة عيون
منن بلا من ولكن كم لها / مثلى رهين إشارة ممنون
لا زال محفوظ المعالي حوله / حصن من اللَه الحفيظ حصين
وأدامه وشقيقه رب الورى / لأبيهما بهما له التمكين
ما بدء فاتحة ببسملة جرى / وأتم حسن ختامها تاءمين
طهور قد أضاء به الزمان
طهور قد أضاء به الزمان / وإن لصاحب النذر الأوان
سرور موجب فرض التهاني / بسنة من به شهد الأذان
ختان كان فيه القطع وصلا / وبعض القطع شان لا يشان
فلولا للقط لم يكتب يراع / ولم يشرف بشمعته المكان
هنيئا لابن باكير وبشرى / ينوب بها عن القلب اللسان
لان القلب مشغول دعاه / ومبتهل إلى اللَه البنان
نعم وأنا الشكور لمنعم ما / لنعمته على العبد امتنان
وفي جل عن من ومين / إذا الموفون والكرماء مانوا
دع الاخبار ونشهد عين شمس / عن البرهان قام به العيان
سمي محمد ذات تسامت / معانيها البديعة والبيان
أبو الدر الذين زهوا بعقد / به جيد العلى أبدا يزان
لأن الابن سر أبيه منه / غداة الامتحان غدا يبان
فتى من معشر أعوان صدق / بهم بعد الإله للمستعان
من الغرر الذين اللَه نادى / بهم كونوا مصابيحا فكانوا
إذا ركبوا الجياد ترى عليها / سروجا فوقها السرج الحسان
برازيون ما عبس لديهم / إذا يوم البراز جرى الطعان
صواعق من بوارقها المواضي / وليل النقع في الببدا دخان
ومن مطر الرصاص الجويهمي / وفي الأرض الدماء لها اوهان
وطاحون المنون على مسيل ال / جيوش يديرها الحرب العوان
على نهر جرى وله سيوف / لحيتان الحتوف به اكتتان
ومن رمح الفتى للدرع يسري / إلى حدق الجراد الافعوان
بوقت تبسم الابطال فيه / لعبس الخيل إذ يبكي الجبان
وفوق العاديات لسود حرب / كواسر لا يصد لهم عنان
سهام ن قضاء اللَه خلق / لهم خلق المهند والسنان
حماة في حماة الشام خوف / على العادي وللداعي أمان
فهم من كل حائز كل سبق / ندى وعلا إذا انعقد الرهان
يجول الاعرجي به ومن ذا / رأىحصنا يطير به حصان
سميع حيث للأصوات همس / وللحرم النداء بيا فلان
بروحي من له في القلب حب / كما للناظرين به افتتان
جمال جميله أبدا تعيد / به أفراحنا والمهرجان
تبارك من براه بدر مجد / له بمطالع السعد اقتران
فكم من سائل من للمعالي / وبنت القين تجلوها القيان
بلى لعرائس الهيجاء أهل / نثارهم الجماجم لا الحمان
على أصواتهم حمر المنايا / رواقص حيث لا لحن وحان
فخار ما لداعيه مجيب / سوى بطل له قدر وشأن
تغنيه الغواني يا حمانا / وهل الا حماك لنا أمان
وهل غير ابن باكير غيور / وقور لا يراع له جنان
برازي التجارب يوم حرب / كابريز له النار امتحان
مجوسي الحسام إذا اصطلاها / فوارس في الوغى لا موبذان
همام دون همته الثريا / مكين في القلوب له مكان
على الفصحاء للأكرام فضل / به والفضل فعل لا لسان
طروب حين نسأله كصب / له الإحسان يطرب لا الإحسان
مصون الجار إذ تبدو الخفايا / وأيدي المحل تبذل ما يصان
ختان بنيه عقباه زفاف / به لمحمد سيفي الزمان
بأوفى دعوة اضحى إليها / لاخوان الوفا يدعون الخوان
مرايد من سماء الجود مدت / على أرض رواسيها الجفان
عوابد للأحباء زدها / وللأعداء هون وامتهان
شراب مسرة في كأس انس / لنا بطهوره دنت الدنان
جلاه طهور أقمار صباح / وفي التاريخ قد حق الحنان
جاء نصر اللَه والفتح المبين
جاء نصر اللَه والفتح المبين / وانتفى الشك بإثبات اليقين
يا حميد احفظ وللملك آدم / عبدك الغازي أمير المؤمنين
ملك لا زال يمحو عدله / ظلم الظلم بكبت الظالمين
فهو حامي الحرمين المجتبي / دام في الدنيا على الدين أمين
كاشف الأسواء عن ام القرى / صارف عنها اعتداء المعتدين
فلها البشرى بأن عادلها / كوكب الإشراق وضاح الجبين
ولسان الشكر يدعو بالهنا / رجع الدر إلى العقد الثمين
إنه عون الرفيق المنتمي / لرسول اللَه خير المرسلين
لو ترى البطحاء مذ عنها ناي / ودنا من طيبة ابن الطيبين
كاد بيت اللَه في مكة لو / كان ذا أجنحة يوما تعين
كي يداني يثربا شوقا إلى / من على فرقته الركن حزين
الشريف ابن الشريف ابن السرا / ة بني صفوة رب العالمين
والصفا اشفى على التكدير لو / لا الشفا وافاه بالماء المعين
بإياب البدر للهالة وال / ليث ممن بعد بعاد للعرين
صلح الحال بعين العون حي / ث تلاشى غين غي المفسدين
هاتها يا صاح فالجو صحا / راح انس بين ولدان وعين
زالت الاتراح عنا وانجلى / بصباح الحق ليل المبطلين
رنم الشادي وورقاء الحمى / غردت بعد أنين أو حنين
كيف لا وابن رسول اللَه قد / شرف الأوطان في ابرك حين
جادعا أنف عداه باترا / شانئا كان له قدما يشين
قالعا من باغضيه أعينا / حشوها عين وميم ثم شين
مانعا ما هم عليه اجمعوا / قاطعا من ضده عرق الوتين
هل يبالي ابن أجل الأنبيا / بمناواة الهجين ابن الهجين
خاب قرنان أتى حتى ينا / طح رضوى بقرون من عجين
ذل من ساء النبي المصطفى / بذراريه دراريه البنين
ومسيء كل من اخنى على ال / حسنيين الحسان المحسين
آل طه الطاهرين الردن من / دنس الفحشاء والرجس المهين
قبل هذا الكون كانوا النور إذ / لم يكن آدم من ماء وطين
يا بني الزهراء يا زهر العلا / يا نجوم الاهتدا للمهتدين
أنتم الصيد الكماة الأوصيا / ما سواكم في الحمى الحصن الحصين
بكم الظمئان يستسقي إذا / بندا القطر الحيا أضحى ضنين
حسبكم فخراً عظيماً قولكم / جدنا خير البرايا أجمعين
لو تزيا المجد إنسانا لكن / تم له الإنسان في العين اليمين
لا رعى مولى الموالي راعيا / كان لا يرعى لكم حق اليمين
رام كيداً فثناه عجزه / فاثنى والظلم في الصدر كمين
ليت شعري هل بعينيه عمى / عن سناكم يا شموس المسلمين
صفوة الرحمن أنتم في الورى / رحمة عظمى على المسرتحين
خصم من خاصمكم أو صدكم / جدكم واللَه ذو البطش المتين
ما رق مستحلف عدوانكم / هو للشيطان خدن وقرين
سادتي لا برح البيت بكم / خير بيت لطواف الطائفين
وبكم مكة لا زالت مدى ال / دهر في الدنيا حمى للمحتمين
وبروحي منكم السامي الذرى / والمسمى سيدي عون الخدين
أسد اللَه على من جعلوا / سور القرآن والاي عضين
نعمة عظمى على أهل التقى / كافل من أمه كاف ضمين
هاشمي هشم المولى به / مارن القوم الطغاة المجرمين
حبذا فرع زكا أصلا بما / أنه الأكرم وابن الأكرمين
خير شهم من خيار بيتهم / حرم للوافدين المحرمين
زاده اللَه وقاراً ووقى / عزه من شر كيد الحاسدين
وكفى رب البرايا نجله / شرة الأعدا وضغن المبغضين
ولد أم القرى تاقت له / وهو عند الجد في حرز مكين
بشروا الركن اليماني به / وعدوا الوار فيها والقطين
بقدوم ابن أجل الشرفا / سره المقدام ذي العقل الرزين
يا له شبلا وجيها أروعا / انجبا من نجباء منجبين
من نبي آل نبي مرسل / من رحيم رحمة للعالمين
قل بهم ما شئت مدحا فق / يل بهم حسن امتداح المكثرين
يا وجيه الجاه والوجه الذي / نور صبح السعد منه مستبين
أنت شمس الشرف السامي فكن / للهلالي بالعنايات معين
قطرة من فيضك الطامي عسى / من لوامي غيثك الهامي يقين
سيد البطحاء جد سمعا لدا / ع محب لك في الشام رهين
جد باكسيرك كي عني يزو / ل نحاس النحس والدهر يلين
دمت في لحظ عظيم حاسما / بسيوف النصر كيد الملحدين
رافعا صدر العلى ناصبها / خافضا جازم رأس المرجفين
وصلاتي مع تسليم على / مهبط الوحي بجبريل الأمين
جدك الهادي أمام الأنبيا / صفوة اللَه ختام المرسلين
وعلى الآل السراة الأوصيا / سيما الصحب العباد المخلصين
ما أتى صبح وما ليل مضى / عدد الأيام طراً والسنين
يوم لقياه عندي العيدان
يوم لقياه عندي العيدان / والأغاني على صدى العيدان
وبمجلى جمال طلعته ني / ل المنى والمرام بعد الأماني
قمر بالنجوم وهي كؤوس / يحتسي الشمس من بروج الدنان
بدر تم كأنه وهو يسعى / فلك دائر على الندمان
بمصابيح ما سواها بجوم / لشياطين لوعة الأحزان
ذو جمال محجب بجلال / لمحياه يسجد القمران
جل من صاغه وفي فيه أجرى / ماء عين الحياة بين الجمان
ثم سواه فتنة للبرايا / بشرا في جفونه الملكان
مصر قلبي ملكته يا عزيزاً / قد أذل الأسود للغزلان
يا بديعا في حسنه وبعيدا / عن شمول المحب بالإحسان
جرا واعدل ومر فمن ذا يباري / أو يضاهي أوامر السلطان
سيدي إنني سألتك جهرا / بالذي شاء في هواك هواني
والذي تحت ليل شعرك أبدى / شفق الصبح فوق غصن بان
والذي من صفا اللجين طلى جو / هر بلور جيدك البهرمان
والذي أوحى من جفونك ما أو / حى إلى قلب عبدك الولهان
آه من نظرة على غرة قد / تركت ألف حسرة في جناني
سكرة لا سبيل للصحو منها / لا ولا حين يرجع القارظان
هذه علتي ومالي طبيب / غير مدحي لسيد الأكوان
وثنائي على السراة بنيه / مفزع العاني ملجأ اللهفان
آل بيت ماذا أقول بهم مد / حالهم بعد المديح في القرآن
بأبي ثم بي ذراري علي / وبني بنت صفوة الرحمن
وبروحي الأماجد الحسنيو / ن رياحين الأنس والرضوان
صاح بادر ولذ بهم أنهم لا / شك كهف أون فاو حصن الأمان
مستمدا من فيض أبناء عبد ال / قادر الغازي العالم الرباني
ولمحي الدين الفتى شبله كن / عبد رق ترقى على كيوان
دوحة الجود والندى جنة من / ها قطوف النوال والفضل داني
كوكب في سماء سودده فو / ق الثريا له أجل مكان
شرفي إن أرى لديه هلالا / مستنيرا بشمس هذا الزمان
محض لطف بشهد ظرف مشوب / مفعم اللفظ من رحيق المعاني
وهمام علو همنه صا / درة عن تمكن الإيمان
جل عن أن يقاس بالدهر لولا / أنه غير غادر خوان
بل ولولا التقى لناديته يا / واحدا في الوجود من دون ثاني
بطل تبطل الشجاعة في الكو / ن لديه إذا التقى الجمعان
عن أبيه سل الجزائر تدري / أنه شبل ليث حرب عوان
ذو إياد عن السحائب تروي / ولسان ينوب عن سحبان
كم له حكمة من الشعر ممزو / ج طلاها الحالي بسحر البيان
واليراعات في أنامله تبدي ال / براعات طرسها للعيان
لو تراه يفرق الليل من فو / ق نهار القرطاس بالثعبان
معجزات أتت من ابن نبي / عجزت عن تبيانه الثقلان
صادقات لو ادعاها سواه / كذبته شواهد الامتحان
يا رفيعا عن امتداحي له هي / هات مني ما ليس بالإمكان
إذ محال تناولي للثريا / أين نجم السهى وأين بناني
غير أني داع محب مقر / بقصور الروي والأوزان
ولانت الأولى بأن تقبل الأع / ذار حتى من المنيب الجاني
فزاذا ما انقضى الصيام وأبشر / ببقاء الثواب من رمضان
وليالي العيد الشريف تنادى / طب بظل النعيم والرضوان
وابق واسلم مدى الزمان إلى عا / داتك الغر الطيبات الحسان
ما الهلالي دعا وارخ عيدا / دم لامثاله باهنى التهاني
وصلاتي مع السلام على جد / ك طه المبعوث من عدنان
وعلى آله وأصحابه ما / فض ساقي الهنا ختام القناني
حبذا الدولة عثمانية
حبذا الدولة عثمانية / في علاها الدين في الدنيا يصان
إنها سر سرير الخلفا / من بهم لا زال يحمى الحرمان
سيما عبد الحميد المجتبي / صاحب الشوكة سلطان الزمان
ملك عم البرايا فضله / وحبانا عدله ظل الأمان
أيد اللَه سنا الملك به / في الدنا حتى انتهاء الدوران
فهوم من إحسانه اختص الفتى / كوكب العلياء في رفعة شان
السعيد النير البنا على / هامة الجوزاء للمجد مكان
رتبة ممتازة ثانية / عطفها عن غير كفؤ للحسان
أقبلت سابقة بشرى بلا / حقة أولى يحليها نشان
فهنيئا لهمام حازها / نعمة عن شكرها كل اللسان
شرف وافى وفي تاريخه / لسعيد كل بشرى مع تهان
شكرا لوالينا على الإحسان
شكرا لوالينا على الإحسان / أمضى وزير اصفي الشان
هو في سماء سنا الوزارة كوكب / ضاءت دمشق به على البلدان
هو أحمد المدعو حمدي حبذا / ذات بمعناها تسامى أسمان
وآل على كل الولاة مقدم / تقديم بسم اللَه في القرآن
أعظم به من حاكم قد أحكمت / سورية منه بسور أمان
خلق أرق من الصبا خلقا له / قلب غدا من رحمة الرحمن
بالحق لم تأخذه لومة لائم / كلا ولا يثنيه عنه ثاني
ذو همة فوق السماك لقد علت / فعلوها حقا من الأيمان
لطف وأنس روض حسنهما امرء / دين ودنيا فيه مجتمعان
عين العدالة شمسها الماحي دجى / ظلم المظالم ما حق البهتان
ندب تسربل بالصيانة والتقى / عف المأزر طاهر الأردان
للَه فاروقي حزم أدبرت / منه وفرت عصبة الشيطان
وافى دمشق وجد في تجديدها / منها وهي وهوى من الأركان
هي جنة لم تقضه شكراً ولو / سجدت لمولانا على النيران
هذا هوالفضل العظيم وهكذا ال / وزراء للخلفا بني عثمان
قل ما تشاء به فأنت مصدق / فالصبح لم يحتج إلى برهان
كيف انشاء على وزير كل عن / حصر الثناء عليه كل لسان
عنا جزاه اللَه ما هو أهله / وأدام دولته مدى الأزمان
فلقد حبا الحسناء من إحسانه / عقدا واهدى الدر للتيجان
ولمجلس البلدية الزاهي اجتبى / إنسان عين أفضل الأعيان
لم لم يكن في الشام أول مجلس / وأبو السعود به الرئيس الثاني
فرع الحسيب المنتمي أصلا إلى / طه النبي السيد العدنان
الطيب الزاكي النجار فكيف لا / ومن المغارس لفحمة الأفنان
من آل بيت هم أولو الشرف الذي / لا زال حتى آخر الدوران
من معشر سيماهم بالوجه من / أثر السجد لحضرة الديان
قوم بهم بيت النبوة دوحة / غناء ذات الروح والريحان
نجب روى عنهم لنا منهم شذا / عرف الندا واللطف والعرفان
لهم الفخار بكونهم ذرية ال / زهراء بضعة أفخر الأكوان
شرف ومجد دون عرش علاهما / للنيرات تصاعد وتداني
قربى بها انحصر السؤال مودة / وكفى بذلك شاهد فرقاني
روحي الفداء لعترة نبوية / فرض علي بحبهم هيماني
أشبال قالع باب خيبر حيدر / مردي الجموع الشوس من غطفان
آل الشهيدين الذين عليهما / حتى السماء بكت نجيعا قاني
اسفا على ريحانة في الأرض من / دمه الشريف تخلق الشفقان
تبت يدا المحتز ملثم مرسل / للعالمين يا قوم الأديان
لعن الآله القاتلين لسيد / قتل الحصور وقتله سيان
ذنب لديه الكفر ذنب أصغر / لم يجنه بعد ابن ملجم جاني
بأبي وبي ابناء بنت محمد / أمناء سر اللَه في السريان
من ذا تعجبت الملائك حينما / قالوا أتجعل والسؤال بياني
الأوصياء الأتقياء ذوو الصفا / والاصطفا في روضة الرضوان
أرحام ذي القلب الرحيم الطاهرو / ن الأطهرون بموجب التبيان
من كل مستكف عن التعريف في / مجلى جمال جبينه النواراني
ووجيه وجه مسفر عن طلعة / ملكية في صورة الإنسان
ومورث عن صون غيرة جده / عز الحمى والأهل والجيران
بوجوده الزاهي البهي وجوده / جلى الآله الحسن بالإحسان
تبدي أسرته سريرته وما / في الكتب قد يبدو من العنوان
فاق السراة بهمة علوية / فوق السماك لها أجل مكان
وسيادة وسعادة نجما هما / متجانسان وفيه مقترنان
حتى السعود ابت سواه لها أبا / ليكون حسن نجارها الحسنان
غيث المراحم والمكارم والوفا / بالعهد غوث المستغيث العاني
مصباح مشكاة الكمال الكوكب ال / دري ريحان الصفا الروحاني
أغضى الورى عينا واسمحهم يداً / واحنهم قلباً على اللهفان
نائي الفعال عن الرياء فكلها / محض نفايس لا هوى نفساني
نعم النعيم لمنعم متحدث / أبدا بنعمة ريه المنان
جذبت محبته القلوب ومن له ال / مولى أحب أحبه الثقلان
والعاملون لمثل ذا فليعملوا / إذ بالسباق تفاضل الفرسان
يا بحر فيض فضائل كم مغرق / ببديع وصفك في بيان معاني
بحياة جدك سيدي عذراً فما / أنا مثل حسان ولا سحبان
علما بأني قاصر بالمدح عن / لمسي السموات العلى ببناني
من لي بأن أحصي الثناء عليك إذ / أحصاءه ما ليس بالإمكان
وافت حماك خريدة حموية / بمديحك استعلت على كيوان
فعسى بإقبال القبول تسومها / لتقول كفؤي ابن الرمول كفاني
غراه مهديها الهلالي الذي / قد غار منه بمدحك القمران
لا زال في الآفاق ذكرك مونسا / تحدو الحداة به مع الركبان
ودمشق لا برحت بظلك جنة / منها قطوف ثمار فضلك داني
وبقيت في ديوانها البلدي يا / أبهى البرية بهجة الديوان
حيث الوزير أغاثه بأبي السعو / د وبالسعيد السيد الكيلاني
ديوان أحكام وأحكام غدا / بابن الحسيب له علو الشأن
وزهى وعيد النحر وافى فالورى / منه ومنك لهم دعا عيدان
يا حبذا إشراق تاريخ به / للمجلس البشرى وعبد تهان