المجموع : 18
لَئِن أَصبَحتُ طَوع يَدَي
لَئِن أَصبَحتُ طَوع يَدَي / هِ أُرضيه وَيُسخِطني
وَأَقرب مِنهُ مجتَهدا / فَيُقصيني وَيُبعِدُني
وَأَهواهُ وَحَظّي مِن / هُ طولُ الهَمّ وَالحَزَنِ
فَذاكَ لِوَجهِه الحسن / وَلَيسَ لِفِعلِه الحسنِ
راحَت بِهِ العِيس عَن أَرض بِها شجن
راحَت بِهِ العِيس عَن أَرض بِها شجن / يَؤُمّ داراً بِه فيها لَه سَكَنُ
حَتى إِذا وَطنٌ ناداهُ عَن وَطَن / وَقَلبه بهما صَبٌّ وَمُرتَهَنُ
أَضحى من الفُرقَةِ الأولى عَلى ثِقَة / وَحالَ عَن سنَن الأُخرى بِه سَنَنُ
فَلا أقام عَلى عَين وَلا أَثَر / وَلا من الوطنَين اختاره وَطنُ
يا نائِماً أَرّقني
يا نائِماً أَرّقني / وَخالِيا مِن حَزَني
أَصاب أَعداءَك ما / أَبصَرتَهُ في بَدَني
أَبصَرتُ في بَدر الدُّجى / مشابِهاً من سَكَني
أعرف مِنها شَبَهاً / في كُلِّ شَيء حسنِ
وَقائِلٍ دَع حُبّها / فَقُلت لا يَتركني
قَلبيَ وَالحُبُّ مَعاً / قَد جُمِعا في قَرَن
أَبتداءً بِالتَّجَنّي
أَبتداءً بِالتَّجَنّي / وَقَضاءً بِالتَّظَنّي
وَاِشتِفاءً بِتَجني / كَ لأَعدائِكَ مِنّي
باتَت تُشَوِّقُني بِرجع حَنينِها
باتَت تُشَوِّقُني بِرجع حَنينِها / وَأزيدُها شَوقا بِرَجع حَنيني
نِضوَين مُغتَرِبَين بينَ مهامهٍ / طويا الضُّلوعَ عَلى هَوىً مَكنونِ
لَو سوئِلتْ عَنا القِلاصُ لأَخبرت / عَن مُستَقَرِّ صَبابَةِ المَحزونِ
بِأَبي قُل لي لِكَي أَع
بِأَبي قُل لي لِكَي أَع / لَمَ لِمَ أَعرضتَ عَنّي
قَد تَمَنّى ذاكَ أَعدا / ئي فَقَد نالوا التَّمَنّي
لَم يَكُن ذا بِأبي أَن / تَ وَأمي بكَ ظَنِّي
لا يَمنَعَنّك خَفضَ العَيش في دَعَة
لا يَمنَعَنّك خَفضَ العَيش في دَعَة / نزوعُ نفس إِلى أَهل وَأَوطانِ
تَلقى بِكُلّ بِلاد أَنت نازِلُها / أهلاً باهلٍ وَجيرانا بِجيرانِ
خُذي خَبَري عَن سائِرين صَحِبتُهُم
خُذي خَبَري عَن سائِرين صَحِبتُهُم / وَعن طارِق أَو لائِذ صَحِباني
خُذي خَبري يَوم القِرى عَن مناحري / وَيَوم الوَغى عَن مُنصُلي وَسناني
مَن يَشتَري مِنّي إِخاءَ مُحَمَّد
مَن يَشتَري مِنّي إِخاءَ مُحَمَّد / أَم من يُريد إِخاءه مَجّانا
أَم من يُخَلِّص من إِخاء محمد / وَله مُناه كائِناً ما كانا
ما لي بِجائَحة أَرى
ما لي بِجائَحة أَرى / دانى الزَّمانُ بِها يَدان
لمّا بَلَغت مَدايَ في / كَ بَلَغتَ فِيَّ مَدى الزَّمان
وَنَصبتَني غَرضاً تُبي / حُ دَمي وَتَحمي من رَماني
هذا جَزاءُ مُقَدّما / تي إِذ أَكون وَلَيسَ ثان
هَبِ الزَّمانَ رَماني
هَبِ الزَّمانَ رَماني / الشَّأنُ في الخُلّان
فيمَن رَمانِيَ لمّا / رَأى الزَّمانَ رَماني
وَمن ذخرتُ لِنَفسي / فَعادَ ذُخرَ الزَّمان
لَو قيلَ لي خُذ أَمانا / من أَعظَمِ الحَدَثان
لما أَخذتُ أَمانا / إِلّا من الإِخوان
وَكُنتَ أَخي بِإِخاء الزَّمانِ
وَكُنتَ أَخي بِإِخاء الزَّمانِ / فَلَمّا نَبا صِرتَ حرباً عَوانا
وَكُنتُ أَذُمّ إِلَيكَ الزَّمان / فَقَد صِرتُ فيك أَذُمّ الزَّمانا
وَكُنتُ أُعِدّك لِلنائِبات / فَها أَنا أَطلُب مِنكَ الأَمانا
اسمَعي مِنّي أُبِثُّكِ شاني
اسمَعي مِنّي أُبِثُّكِ شاني / إِنَّما يُبدي ضَميري لِساني
كَم أَخ لي كانَ مِنّي فَلَمّا / أَن رَأى الدَّهرَ جَفاني جَفاني
لَم يَرُعني مِنهُ إِلّا عَدُوّ / مُوتِرٌ نَحويَ قَوسَ الزَّمانِ
مُستَعِدٌّ لي بِسَهم فَلَمّا / أَن رَأى الدَّهرَ رَماني رَماني
عَيناكَ قَد حَكَتا مَبي
عَيناكَ قَد حَكَتا مَبي / تَك كَيفَ كُنتَ وَكَيف كانا
وَلَرُبّ عَين قَد أَرَت / كَ مَبيتَ صاحِبِها عيانا
أَولى البَرِيّة طُرّا أَن تُواسِيَه
أَولى البَرِيّة طُرّا أَن تُواسِيَه / عِند السرور الذي واساك في الحَزَنِ
إِنَّ الكِرامَ إِذا ما أَسهَلوا ذكروا / من كان يَألَفُهُم في المَنزِل الخَشِنِ
أراك فلا أَرُدّ الطّرفَ كيلا
أراك فلا أَرُدّ الطّرفَ كيلا / يكون حجابَ رؤيتِك الجفون
ولو أني نظرتُ بكلِّ عين / لما استقصت محاسنَك العيون
كم ترى يبقى على ذا بدني
كم ترى يبقى على ذا بدني / قد بَلي من طول همّي وَفَني
أنا في أَسر وأسبابِ رَدىً / وحديدٍ فادح يَكلِمُني
وأبو عمران موسى حَنِقٌ / حاقِدٌ يَطلُبني بالإحَن
ليس يَشفيه سوى سَفكِ دمي / أو يراني مُدرَجاً في كفني
إذا ما الفكرُ وَلّدَ حُسنَ لفظ
إذا ما الفكرُ وَلّدَ حُسنَ لفظ / وأدّاه الضَّميرُ إلى العيان
ووشّاه فَنَمنَمَه مُسَدٍ / فصيحٌ في المقال بلا لسان
رأيتَ حُلى البيان مُنَشَّراتٍ / تَجَلّى بينها صُوَرُ المَعاني