القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يوسُف النَّبْهاني الكل
المجموع : 6
كُلَّما قُلتُ سُرَّ قَلبي الحَزينُ
كُلَّما قُلتُ سُرَّ قَلبي الحَزينُ / ثارَ مِن عَسكَرِ الهُمومِ كَمينُ
فَكَأَنَّ السُرورَ في وَسطِ حِصنٍ / حَولَهُ مِن صُروفِ دَهري حُصونُ
أَيُّها النَفسُ بِالمُشَفَّعِ لوذي / فَسَيَأتيكِ مِنهُ فَتحٌ مُبينُ
أَحمَدُ المُصطَفى مُحَمَّدٌ المُخ / تارُ هادي الوَرى النَبِيُّ الأَمينُ
خَيرُ عَبدٍ لِلّهِ سادَ جَميعَ ال / خَلقِ فَضلاً مَن كانَ أَو مَن يَكونُ
إِنَّ ظَنّي فيهِ جَميلٌ وَهَذا الظ / ظنُّ لَفظٌ مَعناهُ عِلمٌ يَقينُ
سَيّدي يا أَبا البَتولِ دَهَتني / أَيُّ حَربٍ مِن الخُطوبِ زَبونُ
وَذُنوبي قَد أَثقَلتني وَديني / بِحقوقٍ لَم أقضِهِنَّ رَهينُ
هَذِهِ حالَتي وَما لي لَدى اللَ / هِ تَعالى سِواكَ رُكنٌ مَتينُ
فَاِرضَ عَنّي وَكُن شَفيعي إِلَيهِ / كُلُّ صَعبٍ إِذا رَضيتَ يَهونُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ / ثارَ مِن عسكرِ الهموم كمينُ
فَكأنَّ السرورَ في وسط حصنٍ / حولهُ مِن صروف دَهري حصونُ
أيُّها النفسُ بالمشفّع لوذي / فَسَيأتيكِ منه فتحٌ مبينُ
أَحمدُ المُصطفى محمّدٌ المخ / تار هادي الورى النبيّ الأمينُ
خيرُ عبدٍ للَّه سادَ جميع ال / خلقِ فضلاً من كان أو من يكونُ
إنّ ظنّي فيه جميلٌ وهذا الظ / ظنُّ لفظٌ معناه علمٌ يقينُ
سيّدي يا أبا البتولِ دَهتني / أيُّ حَربٍ من الخطوب زبونُ
وذُنوبي قد أثقَلَتني وديني / بحقوقٍ لم أقضهنّ رهينُ
هذهِ حالَتي وما لي لدى اللَ / هِ تعالى سواك ركنٌ متينُ
فاِرضَ عنّي وكُن شَفيعي إليهِ / كلّ صَعبٍ إذا رضيت يهونُ
ولمّا رأيتُ الدهرَ قَد حاربَ الورى
ولمّا رأيتُ الدهرَ قَد حاربَ الورى / جعلتُ لنفسي نعل سيّده حِصنا
تحصّنتُ منهُ في بديع مثالها / بسورٍ منيعٍ نلت في ظلّه الأمنا
باِسم الإلهِ وبهِ بدينا
باِسم الإلهِ وبهِ بدينا / وَلَو عَبدنا غيره شَقينا
يا حبّذا ربّاً وحبَّ دينا / وحبَّذا محمّدٌ هادينا
لولاهُ ما كنّا ولا بقينا /
اللهمّ لولا أنتَ ما اِهتدينا / وَلا تصدّقنا ولا صلّينا
فَأَنزلن سَكينةً علينا / وَثبّت الأقدامَ إن لاقَينا
نحنُ الأُلى جاؤوكَ مُسلِمينا /
وَالمُشركونَ قَد بَغوا علينا / إِذا أرادوا فِتنةً أَبينا
وَقَد تَداعى جَمعُهم عَلينا / طبقَ الأحاديثِ الّتي رَوَينا
فَاِردُدهم اللهمّ خاسِرينا /
اللَّه يا رحمنُ يا رحيمُ / اللَّه يا حيّ ويا قيّومُ
اللَّه يا قويّ يا قديمُ / اللَّه يا عليُّ يا عظيمُ
لا يَنبَغي لِلقوم أَن يَعلونا /
اللَّه يا لطيفُ يا عليمُ / اللَّه يا رؤوفُ يا حكيمُ
اللّه يا توّابُ يا حليمُ / اللَّه يا وهّابُ يا كريمُ
هَبنا العُلا واِجعل عِدانا الدونا /
اللَّه يا مالكُ يا منيرُ / اللَّه يا مليكُ يا قديرُ
اللَّه يا مولى ويا نصيرُ / اللَّه أنتَ الملكُ الكبيرُ
ليسَ عِدانا لك مُعجزينا /
اللَّه يا شاكرُ يا شكورُ / اللَّه يا عفوُّ يا غفورُ
اللَّه يا عالمُ يا خبيرُ / اللَّه يا فتّاح يا بصيرُ
لا تَحرمنّا فتحكَ المُبينا /
اللَّه يا ظاهرُ يا جليلُ / اللَّه يا باطنُ يا وكيلُ
اللَّه يا صادقُ يا جميلُ / اللَّه يا حافظُ يا كفيلُ
كُن حافظاً لنا وكُن مُعينا /
اللَّهُ يا غنيُّ يا حميدُ / اللَّه يا مُغني ويا رشيدُ
اللَّه يا مُبدئُ يا معيدُ / اللَّه يا عزيز يا مجيدُ
لعزّك التوحيدُ يَشكو الهونا /
اللَّه يا قادرُ يا مقتدرُ / اللَّه يا قاهرُ يا مؤخّرُ
اللَّه يا فاطرُ يا مصوّرُ / اللَّه يا مُحصي ويا مدبّرُ
دبّر لنا ودمّرِ العادينا /
اللَّه يا دائمُ لا يموتُ / اللَّه يا قائمُ لا يفوتُ
اللَّه يا محيي ويا مميتُ / اللَّه يا مغيثُ يا مقيتُ
كُن غوثَنا وحِصنَنا الحصينا /
اللَّهُ يا باسطُ أنت الواسعُ / اللَّه يا قابضُ أنت المانعُ
اللَّه يا خالقُ أنت الجامعُ / اللَّه يا خافضُ أنت الرافعُ
اِرفع مَعالينا لعلّيّينا /
اللَّه ذو المعارجِ الرفيعُ / اللَّه يا وافي ويا سريعُ
اللَّه يا كافي ويا سميعُ / يا نورُ يا هادي ويا بديعُ
أدّبتنا بِما جَرى يَكفينا /
اللَّهُ ذو الجلالِ والإكرامِ / اللَّه ذو الطَولِ على الدوامِ
اللَّه يا ذا الفضلِ والإنعامِ / وَالسيّد المطلق للأنامِ
اِرحَم عَبيداً لك عابدينا /
اللّه يا أوّل أنت الواحدُ / اللَّه يا آخر أنت الراشدُ
يا وترُ يا متكبّر يا واجدُ / يا برُّ يا متفضّلٌ يا ماجدُ
بِفضلك اِقبَلنا على ما فينا /
اللَّه يا مبينُ يا ودودُ / اللَّه يا محيطُ يا شهيدُ
اللَّه يا متينُ يا شديدُ / يا مَن هو الفعّال ما يريدُ
إنّا ضِعافٌ لك قد لَجينا /
اللَّه يا معزُّ يا مقدّمُ / اللَّه يا مُذلُّ يا منتقمُ
البادئُ الباقي فلا ينعدمُ / المُحسنُ الوالي الحفيظ الأكرمُ
ليسَ لنا سواكَ مَن يَحمينا /
اللَّه يا وارثُ أنت الأبدُ / اللَّه يا باعثُ أنت الأحدُ
يا مالكَ الملكِ الإله الصمدُ / لا كفؤٌ لا والدٌ لا ولدُ
كفَّ العِدا عنّا فقد أوذينا /
اللَّه يا غالبُ يا قهّارُ / اللَّه يا نافعُ أنت الضارُّ
اللَّه يا بارئُ يا غفّارُ / يا ربّ يا ذا القوّة الجبّارُ
قَوّم لَنا الدنيا وقوّ الدينا /
اللَّه ربّ العزّة السلامُ / المؤمنُ المهيمنُ العلّامُ
ذو الرحمةِ الأعلى الأعزّ الثام / مَن دينهُ الحقُّ هو الإسلامُ
قيّض لَهُ اللهمّ ناصرينا /
اللَّه أنتَ المُتعالي الحكمُ / الفردُ ذو العرش الوليّ الأحكمُ
الغافرُ المُعطي الجواد المنعمُ / العادلُ العدلُ الصبور الأرحمُ
مكّن لنا في أرضِنا تَمكينا /
اللَّه يا قدّوس يا برهانُ / يا بارُّ يا حنّان يا منّانُ
يا حقُّ يا مقسطُ يا ديّانُ / تبارَكت أسماؤك الحسانُ
بِها قَرعنا بابكَ المصونا /
اللَّه يا خلّاق يا منيبُ / اللَّه يا رزّاق يا حسيبُ
اللَّه يا قريب يا رقيبُ / المُستعانُ السامع المجيبُ
إنّا دَعوناكَ اِستَجِب آمينا /
لَستُ أَنسى زَمناً قَد سَلفا
لَستُ أَنسى زَمناً قَد سَلفا / فيكِ يا مكّة بالعيشِ الهني
إِذ منَ المَروةِ أَسعى للصفا / وَبذاتِ الخالِ وَجدي عمّني
حينَ أَغدو طائِفاً من حولِها / أَتَهادى مثلَ صبٍّ ثملِ
أَبتَغي عارِفةً من نولِها / وهيَ تَرعانيَ تحتَ الحللِ
وَمَتى تمّت مَساعي طَولها / بَلَّغتني مِن رِضاها أمَلي
أَدخَلَتني في مقامٍ شَرُفا / كلُّ مَن يَدخلهُ في مأمنِ
واصَلتني ولَكم قبلُ هفا / نَحوَها قَلبي وزادَت شَجني
أَجلَسَتني كَرماً في حجرها / بعدَ تَقبيلِ فَمي مِنها اليمني
وَلَقد منّت بِأوفى برّها / إِذ دَعَتني أدخلُ البيتَ الأمين
فَلِساني عاجزٌ عن شُكرها / وَإِليها لم يزل منّي حَنين
قرّبتني بعدَما طالَ الجفا / وَبَدَت تَزهو بوجهٍ حسنِ
فَمَضى همّي وَصافاني الصفا / وَأَتى أُنسي وولّى حَزَني
أَشربُ الخمرةَ شربَ النهمِ / دونَ إِثمٍ غيرَ سكران ملوم
إنّما أَعني سُلافَ زمزم / صانَها الرحمنُ لا بنت الكروم
فَأَراني كالمليكِ الأعظمِ / مِن سُروري وتُجافيني الهموم
قَد أَزالَت وهيَ طعمٌ وشفا / سَقَمي عنّي وَزادت سِمَني
مَن رَمى الدُنيا وَمِنها رشفا / مرّةً في عمرهِ لم يُغبَنِ
وَالمُنى تمّت لدَينا في مِنى / حينَ نَرمي مِن هَوانا الجمَرات
وَاِجتَمعنا بِسرورٍ وهنا / عندَ جمعٍ وعرَفنا عرَفات
ذاكَ يَومٌ كلّ ما الدهرُ جنى / قَد مَحاه بالأيادي الطائلات
غَيرَ أنّي لَم أزَل مُلتهفا / لِنوى مَن حبُّها تيّمني
حيِّ يا برقُ أثيلاتِ العقيق / وَرُبوعاً في النَقا وَالمُنحنى
وَاِسق سَلعاً وَقُباً خيرَ رحيق / مِن سُلافِ الغيثِ موصول الهنا
آهِ مَن لي ثمَّ سكرٌ لا أفيق / منهُ بالعذراءِ لا يُبقي عنا
فَمَتى فيها أَرى لي مَوقفا / تنعمُ العين به كالأذنِ
وَمَتى أُمنحُ فيها زلفا / وأَراها دونَ أَرضي وطني
هيَ واللَّه مُنى قلبي الحزين / إِن تكُن تقربُ أَو تَنأى الديار
يا تُرى أَحظى ولَو مِن بعد حين / بحِماها وأَرى فيها القَرار
ثاوِياً ثمّة في الحرزِ الأمين / في جوارِ المُصطفى أكرمِ جار
خيرة الأخيارِ أَوفى مَن وفى / الكريم ابن الكرام المحسنِ
كلُّ خَلقٍ مِن نداهُ اِغتَرفا / وَهوَ باللَّه وهم خير الجدود
وَجميعُ الرسلِ عيسى والكليم / وَسِواهم وَمَشاهيرُ الوجود
فازَ منهُ الكلُّ بالحظِّ العظيم / وَحَباهم كلّ فضلٍ وسعود
وَبهِ جبريلُ نالَ الشرَفا / إِذ سرَى نحوَ العلا لا ينثني
وَبِخفضِ القدرِ عنهُ اِعترفا / حينَما قالَ لهُ لا تنسَني
شاهدَ اللَّهَ بلا كيفٍ وأين / بِقوىً أعطى له المولى العلي
قَد رآهُ بفؤادٍ وبعين / مِنحةٌ خُصَّ بها في الأزلِ
قِس بهِ صعقةَ موسى دونَ مين / للتجلّي حينَ دَكِّ الجبلِ
تجدِ المُختارَ منه أشرفا / وَأحبَّ الخلق للَّه الغني
لَو حَباهم مِن عُلاه طرَفا / أغرقَ الكلّ ببحر المننِ
نالَ قدراً مِن رضى المولى الكريم / جُزء جزءٍ منه ما نال الكرام
وَسُقي بَحراً من اللَّه العليم / لَو سُقي القطرةَ منهُ الكونُ هام
ثمَّ في الليلِ اِنثَنى نحوَ الحطيم / فَأتاهُ قبلَ إسفارِ الظلام
بِعروجِ العرشِ فاقَ المُصطفى / كلّ عبدٍ كانَ لو لم يكنِ
عَرفَ الحقَّ لهُ مَن عرَفا / وَسِواهم في ضلالٍ بيّنِ
إنّما ذلكَ مِن فعلِ القدير / مَن برا كلّ الورى عزّ وجل
يَستوي كلُّ صغيرٍ وكبير / عندهُ في الخلقِ ما شاءَ فعَل
فَلديهِ العرشُ كالنملِ الصغير / عِندَنا وَالأمرُ أعلى وأجل
وَهوَ مِن كلِّ البريّاتِ اِصطَفى / عبدَهُ الهادي لأَسنى سننِ
أحمدَ المُختار طهَ ذا الوفا / خيرَ مَبعوثٍ له مؤتمنِ
ما لهُ بينَ البَرايا مِن مثيل / كلُّهم لَولاه ما نالوا الوجود
وَلِما أَعطاهمُ المَولى الجليل / قسمةٌ منهُ على قدرِ الجدود
شرَّفَ الأشرافَ جيلاً بعد جيل / وَبهِ الأعقابُ تسمو والجدود
خَصَّهُ اللَّه بما قد لطفا / علمهُ عَن دركِ أهل الفطنِ
كلُّ مَن نظّم أَو قَد صنّفا / لَم يفُز منه بسرٍّ صيّنِ
لَيسَ يَدري كنههُ غير الإله / واِستوى في جهلهِ كلّ الورى
وَعَلت فوقَ عُلا الخلقِ علاه / شَرَفاً أينَ الثريّا والثرى
زانَتِ الكونَ وأهليهِ حُلاه / وَبِكلّ نورهُ الساري سرى
جاءَ وَالكونُ مريضٌ فَشفى / بِهُداه كلَّ عبدٍ مؤمنِ
وَلقَد أسمعَ لمّا هتَفا / مَن مَضى أَو مَن أتى في الزمنِ
كَم لهُ مِن مُعجزاتٍ باهرات / ما لَها بينَ البرايا من نظير
دامَ مِنها حكمهُ بعد الممات / وإِلى الحشرِ الكتابُ المُستنير
كلُّه آيات حقٍّ بيّنات / دلّتِ الناسَ على صدقِ البشير
أَعجَزَتهم سَلفاً والخلفا / فاِستَوى الفدمُ وأذكى لسنِ
وَهَدَتهم غيرَ قلبٍ أغلفا / وَالعَمى في القلب لا في الأعينِ
بحرُ علمٍ ما لهُ من ساحل / جاءَ تَفسيراً له قول الرسول
وَأَتى عن كلّ حبرٍ فاضل / لَهُما شرحٌ من العلمِ يَطول
رُبَّ مجنونٍ بدعوى عاقل / لا يَرى فضلَ الأئمّةِ الفحول
دَعهُ لا تحفَل بهِ مَهما جفا / وَغدا في القولِ أذكى فطنِ
كانَ هادينا عَلينا أخوفا / مِن سَفيهٍ حاز علم اللسَنِ
فَعَليه اللَّه صلّى من شفيق / حذّر الأمّةَ أسبابَ الضلال
لَم يَدع في الدينِ وَالدُنيا طريق / لهُدانا ما له فيها مقال
أيُّها المفتونُ كَم لا تستفيق / وَتَرى ما أنتَ فيهِ مِن وبال
اِتّبع واِسلُك سبيلَ الحُنَفا / مَن سَعى في نَهجهم لم يفتنِ
هُم بِقولِ اللَّه كانوا أعرَفا / مِن سِواهم وَمعاني السننِ
خلِّ هذا فبهِ القولُ فضول / عندَ مَن سُقتُ لهم هذا الكلام
لَم تؤثِّر فيهمُ بيضُ النقول / أَتُرى يَردَعُهم منّي الملام
خَلِّهم واِرجِع إِلى مدحِ الرَسول / صَفوةِ الرَحمنِ من كلِّ الأنام
دُم عَلى المدحِ لهُ مُعتَكفا / وَاِتّخذه لكَ أَقوى جوشنِ
وَتَقلّدهُ حُساماً مُرهفا / قاطِعاً أَعناقَ كلِّ المحنِ
هوَ سُلطانُ النبيّينَ الكرام / وَعَليهم أخذَ اللَّه العهود
فَهمُ نوّابهُ بينَ الأنام / نُشِرت فيهِم لعلياه البنود
إنَّما الدهرُ لهُ مثل الغلام / كَم له عبدٌ على الناس يسود
هَكذا اللَّه بهِ قَد شرَّفا / خَلقهُ مَن دانَ أو لم يدنِ
وَعَفا عن آدمٍ لمّا هفا / وَسِواه مِن ذوي القدرِ السني
وَبيومِ الحشرِ ترضاه العباد / شافِعاً إِذ يُحجمُ الرسلُ الكرام
رَبُّه يُعطيه فيهِ ما أراد / فَيَرى التفريجَ عَن كلِّ الأنام
ثمَّ في الأمَّةِ يُرضيه الجَواد / وَينالُ الخلدُ في أعلى مقام
سَوفَ يُعطيهِ علاً لن توصفا / تعجزُ الأفكارَ عجزَ الألسنِ
يَسكنُ الفِردوسَ يُعطى غُرفا / تحتَها للرسلِ أعلى موطنِ
سيِّدي يا أيُّها المولى الملاذ / يا حبيبَ اللَّه يا خير رسول
كلُّ جاهٍ في البَرايا ذي نفاذ / فَعليهِ جاهكَ الضافي يطول
لَيسَ لي غيركَ في الخلقِ معاذ / وَلِحالي سيّدي شَرحٌ يَطول
أَدرك اِدركني فصَبري قد عفا / وَغَدا ربعُ الصَفا كالدمنِ
عَبدُكَ الدهرُ بحقّي أجحفا / وَنَفى عنِّي لذيذ الوسنِ
وَلَكم مِن حاجةٍ في خلدي / أَنتَ تَدريها وما عنكَ اِستِتار
أَنا في الدارينِ أَبغي رَشَدي / منكَ في الدُنيا وفي دارِ القرار
لا تُخَصّصني بخيرٍ سيّدي / عُمَّ أَهلي واِحبُنا منكَ الجوار
وَأَبِحنا مِن حِماكُم كَنَفا / واقِياً مِن شرِّ كلِّ الفتنِ
حَسبُنا اللَّه إِلهاً وكفى / بِكَ لِلمَحسوب أَقوى ركنِ
يا نَسيماً سرى إلى قاسيونا
يا نَسيماً سرى إلى قاسيونا / حيِّ حَبراً بسفحهِ مَدفونا
حيِّ عنّي بالصالحيّةِ بحراً / مَلأ الكونَ لؤلؤاً مكنونا
حيِّ عنّي شَمساً هنالك صينت / طبّقَ الشامَ نورُها والصينا
هيَ تحتَ الثَرى بجلّق غابت / وَعلا نورُها لِعِلّيّينا
ذلكَ الحاتميّ مولايَ محيي الد / دين أكرم به إماماً أمينا
فازَ مِن فتح ربّه بعلومٍ / عرّفتهُ الأكوانَ والتكوينا
كَم حَكى من علوم غيبٍ بكشفٍ / عَن شُهودٍ لَم يَحكِها تَخمينا
كانَ فيها اليقينُ ظنّاً فلمّا / جاءَها صيّر الظنونَ يقينا
رُبّ قَومٍ لم يَعرفوهُ فَعاشوا / عَن سَنا فضلهِ المُنيرِ عمينا
مثل ناموسةٍ تريدُ لنور الش / شمسِ سِتراً عن أعينِ الناظرينا
كلُّ فردٍ مِن كتبه خيرُ كنزٍ / بَين أهليهِ لا يزالُ مَصونا
في فتوحاتهِ الفتوحُ فَمنها / كَم وليٍّ نال فَتحاً مُبينا
غَير أنَّ الأبوابَ فيها اِنغلاقٌ / وَمَفاتيحُها همُ العارِفونا
إِن تَكُن عارفاً فبادِر إليها / تَلقَ فيها ما شئتَ دُنيا وَدينا
وَإِذا جئتَها بغيرِ دليلٍ / عُدتَ في شرّ صفقةٍ مغبونا
أَلفُ فنٍّ في كلّ سطرٍ وزد ما / شِئتَ عدّاً فلستَ تُحصي الفُنونا
هيَ لَيست تأليفَ فكرٍ ولكن / وارداتٌ للمتّقينَ حُبينا
أَوَ ما جاء واِتّقوا اللَّه نصّاً / فَاِتّقوهُ يا أيّها المنكرونا
هَكذا كذّبوا بما لَم يُحيطوا / مِن قديمٍ بعلمهِ الجاهلونا
أَحمدُ اللَّه أن حبانيَ حبّاً / وَاِعتقاداً بسادَتي العارفينا
رَضيَ اللَّه والنبيّ وأهل ال / حقّ عنهم ومن بهم يَقتدونا
فَاِعتِراضٌ من بعد هذا عليهم / لَيسَ يَرضى بفعلهِ المُؤمنونا
فَاِقصِدوهم ولو بشدِّ رحالٍ / وَاِرتِحالٍ يا أيّها الزائرونا
وَاِستَغيثوا بِهم إلى اللَّه واِدعوا / وَدَعوا الفاسقينَ والمارقينا
فَهُم خيرُ معشرٍ عرفوا اللَ / هَ وكانوا لخلقهِ مرشدينا
وَعَليكُم بقصدِ تُربةِ محيي الد / دينِ تُلفوا المُنى وتكفوا المنونا
كانَ خَتماً للأولياءِ تَبيعاً / بِهُداهُ لخاتمِ المرسلينا
سيّدُ الخلقِ صفوةُ الحقّ مِن كل / لِ البَرايا ورحمة العالمينا
أَفضلُ الأنبياء والرسل والأم / لاك طرّاً ممدّهم أجمعينا
مَن رِضاه فيهِ رضا اللَّه والسخ / ط لسخط الإله دام قرينا
فعليهِ يا ربِّ صلّ وسلّم / وَاِعفُ عنّا واِغفر لَنا آمينا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025