المجموع : 7
الحمد لله بلغنا المنى
الحمد لله بلغنا المنى / لما رأيناك وزال العنا
وفزت بالأجر وكَبْتِ العدى / وفزتَ بالعز وطيب الثنا
فالحمد لله على ما به / منَّ علينا من ظهور السنا
يا خير من ورث السماحَ عن الألى
يا خير من ورث السماحَ عن الألى / نصروا الألى وتبوّأوا الإيمانا
في كل يوم منك تحفة منعمٍ / وإلى الجميل وأجزل الإحسانا
قد أذكرت دار النعيم عبيدَهُ / وتضمنت من فضله رضوانا
تهدي مواليَّ الذين تفرعوا / عن روح فخرك في العلا أغصانا
لجلالك الأعلى قنيصاً أتعبوا / في صيده الأرواح والأبدانا
فتخصني منه بأوفر قسمة / فَسَحَتْ لعبدك في الرضى ميدانا
لله من مولى كريمٍ بالذي / تُهدي الموالي يُتحف العبدانا
تدعو بنيَّ إلى الغنيِّ بربه / يا ربنا أغنِ الّذي أغنانا
وعليك من قوس الإله تحية / تهديك منه الرَّوْحَ والرَّيْحانا
ما لي بحمل الهوى يدانِ
ما لي بحمل الهوى يدانِ / من بعد ما أَعوز التداني
أصبحتُ أشكوه من زمانِ / ما بتُّ منه على أمانِ
ما بال عينيك تسجمانِ / والدمع يرفضُّ كالجمانِ
ناداك والإلف عنك وانٍ / والبعدُ من بعداه كواني
يا شقة النفي من هوانِ / لَجَّجَ في أبحر الهوانِ
لم يُثْنني عن هواك ثانِ / يا بغية القلب قد كفاني
لعلَّ الصَّبا إنْ صافحت روض نعمانِ
لعلَّ الصَّبا إنْ صافحت روض نعمانِ / تؤدي أمان القلب عن ظبية البانِ
وماذا على الأرواح وهي طليقةٌ / لو احتَّملت أنفاسها حاجة العاني
وما حالُ من يستودع الريح سرَّهُ / ويطلبها وهي النموم بكتمانِ
وكالضيف أستقريه في سنة الكرى / وهل تنقعُ الأحلام غلّةَ ظمآنِ
أسائل عن نجد ومرمى صبابتي / ملاعب غزلانِ الصريم بنَعمانِ
وأبدي إذا ريح الشمال تنفّستْ / شمائل مرتاح المعاطف نشوانِ
عرفتُ بهذا الحب لم أَدْرِ سَلوَةٌ / وأنّى لمسلوبِ الفؤاد بسلوانِ
فيا صاحبَيْ نجوايَ والحب غاية / فمن سابقٍ جلَّي مداه ومن وانِ
وراءكما ما اللوم يَثْني مقادتي / فإنِّيَ عن شأن الملامة في شانِ
وإني وإن كنتُ الأبيَّ قيادُهُ / لَيَأْمُرني حبُّ الحسان وينهاني
وما زلتُ أرعى العهدَ فيمن يضيعه / وأذكر إلفي ما حييت وينساني
فلا تنكرا ما سامني مضض الهوى / فمن قبل ما أودى بقيس وغيلانِ
ليَ الله إِمّا أَومضَ البرق في الدجى / أقلب تحت الليل مقلة وسنانِ
وإنْ سلَّ في غمد الغمام حُسامهُ / بَرَى كهدي الشوقُ الملمُّ وأضناني
تراءى بأعلام الثنيّة باسماً / فأذكرني العهدَ القديم وأبكاني
أسامر نجم الأفق حتى كأننا / وقد سدل الليلُ الرواقَ حليفانِ
مما أناجي الأفق أعْديه بالجوى / فأرعى له سَرْحَ النجوم ويرعاني
ويُرسلُ صوبَ القطر من فيض أدمعي / ويقدحُ زند البرق من نار أشجاني
وضاعف وجدي رسمُ دارٍ عهدتها / مطالعَ شُهبٍ أو مراتع غزلانِ
على حين شربُ الوصل غير مصرّد / وصفو الليالي لم يكدر بهجرانِ
لئن أنكرت عيني الطلولَ فإنها / تمتُّ إلى قلبي بذكر وعرفانِ
ولم أرَ مثل الدمع في عَرَصاتها / سقى تربها حين استهل وأَظماني
ومما شجاني أنْ سرى الركبُ مَوْهناً / تُقاد به هوج الرياح بأرسانِ
غواربُ في بحر السراب تخالها / وقد سبحت فيه مواخرَ غربانِ
على كل نضوٍ مثله فكأنما / رمى منهما صدرَ المفَازة سهمانِ
ومن زاجرٍ كوماءَ مخطفة الحشا / توسَّدَ منها فوق عوجاء مرنانِ
نشاوى غَرامٍ يستميل رؤُوسهم / من النّوم والشوق المبرِّح سُكرانِ
أجابوا نداء البين طوعَ غرامهم / وقد تبلغ الأوطار فرقة أوطانِ
يؤمون من قبر الشفيع مثابةً / تطلَّعُ منها جنّةٌ ذاتُ أفنانِ
إذا نزلوا من طيبةٍ بجواره / فأكرمُ مولى ضم أكرمَ ضيفانِ
بحيث علا الإيمان وامتد ظلُّه / وزان حلى التوحيد تعطيل أوثانِ
مطالع آياتٍ مثابة رحمةٍ / معاهد أملاك مظاهر إيمانِ
هنالك تصفو للقبول مواردٌ / يُسَقَّوْن منها فضل عفو وغفرانِ
هناك تُؤدَّى للسلام أمانةٌ / يُحيِّيهُمُ عنها بِرَوْحٍ ورَيْحانِ
يناجون عن قرب شفيعَهُمُ الّذي / يؤمِّلُه القاصي من الخَلْقِ والداني
لئن بلغوا دوني وخُلَّفْتُ إنه / قضاءٌ جرى من مالك الأرض ديَّانِ
وكم عزمة ملّيت نفسيَ صدقها / وقد عرفت مني مواعد ليّانِ
إلى الله نشكوها نفوساً أبيةً / تحيدُ عن الباقي وتغترُّ بالفاني
ألا ليت شعري هل تساعدني المنى / فأتركَ أهلي في رضاه وجيرانِي
وأقضي لبانات الفؤاد بأن أُرى / أُعفِّرُ خدّي في ثراه وأجفاني
إليكَ رسولَ الله دعوةَ نازح / خفوق الحشا رهن المطالع هيمانِ
غريب بأقصى الغرب قيّد خطوه / شباب تقضى في مَراح وخسرانِ
يجدُّ اشتياقاً للعقيق وبانِهِ / ويصبو غليها ما استجدَّ الجديدان
وإن ومض البرق الحجازيُّ مَوْهنا / يُردِّدُ في الظلماء أنَّة لهفانِ
فيا موليَ الرُّحمى ويا مُذهب العمى / ويا مُنْجيَ الغرقى ويا منقذ العاني
بسطتُ يدَ المحتاج يا خير راحمٍ / وذنبيَ ألجاني إلى موقف الجاني
وسيلتيَ العظمى شفاعتك التي / يلوذ بها عيسى وموسى بن عمرانِ
فأنتَ حبيبُ الله خاتمُ رُسْلِهِ / وأكرمُ مخصوص بزلفى ورضوانِ
وحسبُك أن سمَّاك أسماءه العلى / وذاك كمال لا يشابُ بنقصانِ
وأنت لهذا الكون علَّةُ كونه / ولولاك ما امتاز الوجود بأكوانِ
ولولاك للأفلاك لم تَجلُ نَيّراً / ولا قُلِّدتْ لَبَّاتُهُنَّ بشُهبانِ
خلاصة صفو المجد من آل هاشمٍ / ونكتة سر الفخر من آل عدنانِ
وسيد هذا الخلق من نسل آدم / وأكرم مبعوث إلى الإنس والجانِ
وكم آيةٍ أطلعت في أفق الهوى / يَبينُ صباحُ الرشد منها ليقظانِ
وما الشمس يجلوها النهار لمبصرٍ / بأجلى ظهوراً أو بأوضح برهانِ
وأكرمْ بآيات تحدَّيتَنا بها / ولا مثلُ آياتٍ لمُحْكَمٍ فُرقانِ
وماذا عسى يُثني البليغ وقد أتى / ثناؤك في وحي كريم وقرآنِ
فصلّى عليك الله ما انسكب الحيا / وما سجعت ورقاءُ في غُصُن البانِ
وأيدّ مولانا ابنَ نصر فإنه / لأَشرفُ من يُنمَى لمُلكٍ وسلطانِ
أقام كما يرضيك مولدك الذي / به سَفَرَ الإسلام عن وجه جَذْلانِ
سميُّ رسول الله ناصرُ دينه / معظِّمُهُ في حال سرٍّ وإعلانِ
ووارث سر المجد من آل خزرجٍ / وأكرم من تَنْمي قبائل قحطانِ
ومرسلها ملء الفضاء كتائباً / تدين لها غُلبُ الملوك بإذعَانِ
حدائق خضرٌ والدروع غدائرٌ / وما أَنْبَتتْ إِلاّ ذوابل مُرّانِ
تجَاوبُ فيها الصاهلاتُ وترتمي / جوانبها بالأسد من فوق عقبانِ
فمن كل خوَّار العنان قد ارتمى / به كلّ مِطْعام العشيّات مِطْعانِ
وموردُها ظمأى الكعوب ذوابلاً / ومصدرُها من كل أمْلدَ رَيّانِ
ولله منها والربوع مواحلٌ / غمامُ ندى كَفَّتْ بها المحلَ كيفّانِ
إذا أخلف الناسَ الغمامُ وأمحلوا / فإن نداه والغمامَ لَسِيَّانِ
إمامٌ أعاد الملك بعد ذهابه / إعادة لا نابي الحسام ولا وانِ
فغادر أطلال الضلال دوارساً / وجدّد بالإسلام أرفع بنيانِ
وشيّدها والمجد يشهدُ دولةً / محافلُها تُزهى بيُمنٍ وإيمانِ
وراق من الثغر الغريب ابتسامُه / وهزّ له الإسلام أعطاف مزدانِ
لك الخير ما أسنى شمائلَكَ حاتم / وإقدام عمرٍو في بلاغة سحبانِ
فلا زلْتَ يا غوث البلاد وأهلها / مُبلَّغَ أوطارِ مُمهِّدَ أوطانِ
يا من به رُتب الإمارة تعتلي
يا من به رُتب الإمارة تعتلي / ومعالم الفخر المشيدة تبتني
أُزجُرْ بهذا الثلج فألاّ إنه / ثلج اليقين بنصر مولانا الغني
بسط البياض كرامةً لقدومه / وافترّ ثغراً عن كرامة معتني
فالأرض جوهرة تلوح لمجتلٍ / والدّوح مزهرةٌ تفوحُ لمجتني
سبحان من أعطى الوجودَ وجودَه / ليدل منه على الجواد المحسن
وبدائع الأكوان في إتقانها / أثر يشير إلى البديع المتقن
ما أملح مه فصل الربيع
ما أملح مه فصل الربيع / ذا بدت أمّ الحسن
فخذ قطيعك فالقطيع / فالروض والوجه الحسن
الدنى فإول الشباب / والروض يزهر بالزهر
وقد لبس خضر الثياب / وفرط حسن قد بهر
والنهر درّع بالحباب / وسل سيفو وشهر
فلش يلام عليه خليع / إذا خلع فيه الرسن
وقد سقّاه لحظا رقيع / وقد نفى عنّوا الوسن
إلش يردّه من قبل / إلى الخمر أو للمليح
حين يدم خدّ بالقبل / ويشف فيه قلب القريح
أو للرياض إل احتفل / وللبلابل فيه تصيح
تقل إليه للقطيع / أشرب على وجه الزمن
فنظر في وجها بديع / الدني هي بلا ثمن
شرب بجنّ العريف / على وجوه تسب القمر
عروس هو قصر الشريف / ما يجلها غير الخمر
ومن رقا جبل المنيف / الدني ياخذ بالنظر
تاج السبيك هو الرفيع / لش يرض إل من ومن
اللّه يبقّي للجميع / رب الأيادي والمنن
المستعين نعم الإمام / اللّه يبقي دولت
أكرم هوت من الغمام / عم الملوك بنعمت
وما غرب بدر التمام / إلا خجل من طلعت
الشمس هوو جه البديع / والبدر لو من الجنن
والدهر لو سامع مطيع / يحي الفرائض والسنن
من ريه يقل عن ملك / من الجميل إلى عطيه
وكل موضع ان سلك / السعد قد وجّه إليه
وكل سلطان قد ملك / يتمن هو تقبيل اديه
عطيّة الرب السميع / رحم بها هذا الوطن
بعزّ عاد حصناً منيع / يدروا بذا أهل الفطن
مهرجان هوذا اليوم للإنسان
مهرجان هوذا اليوم للإنسان / ألنزّيه والحسن والإحسان
ما تري شي كف / تصبح الأطيار
في منابر من / اغصان الأشجار
ويغنوا فالعود / بلا أوتار
بهج هيّت قد عمّت الأكوان / ومسرّا تبدوا على ألوان
والخلائق للفحص كاصحاروا /
والزوارق فاللج بحّاروا /
وعقول من نظرهم اسحاروا /
ري هيت عروسة البلدان / عين هيّت تحفّها الأجفان
فلا تنظر سوى وجوه تشرق /
ولا تسمع سوى سلام يخفق /
وترابي من الفرح تشهق /
ويشيروا لمولنا السلطان / هو عصمنا وأمّن الأوطان
بوجودك تزيّن الدنيا /
بقدومك نغاث بالسقيا /
ندع ربّي يمتعك بالبقيا /
ويزيدك / حتّ تفني عبادة الأوثان
كنسجّع لو أن نشجّع /
ما عسى القول للهنى يرجع /
وش فصيل هو / نبيع بالمرجع
إنمي هو دعا إلى الرحمان / في خليفا قد شرف الأزمان