المجموع : 9
أَمن تذكر أَهل البان والبان
أَمن تذكر أَهل البان والبان / أَم من تبدل جيران بجيران
جعلت دمعك وَقفا في محاجره / يقبض في الخد هتانا بهتان
حالى كَمالك أَشتاق النَسيم فَلَو / هب النَسيم لحياني واحياني
اني اذا غرد القمرى في سحر / بذى الاراكة أَسهاني وَأَلهاني
وَكلما لاح برق الغور مُبتَسِما / في الفَور حرك أَشجاني وَأَشجاني
وَقفت في الحي بعد الظاعنين فان / أَرى سوى الوحش أَو آثار غزلان
يا دمنة حلها البَلوى فعوّضها / عصما وَعفرا بقضبان وَكُثبان
وَطالَما كنت مصطافى وَمرتبعى / وَحيث مألف اخواني وَخلاني
فَكَم احن حنين الثاكلات عَلى / نجد وَتنجي بالدمع أَكفاني
لا وَالَّذي نصب الاجبال راسية / فرد البقاء وكل غيره فاني
ما طالَ لَيلى وَلَيلى في الغوير وَلا / أَو هي فؤادي هوى نعم وَنعمان
الاشغفت بخير الخلق من مضر / مولى القَريقين قحطان وَعَدنان
هداية اللَه في الدنيا وَخيرته / من خلفه فَهوَ هادى كل حَيران
وَاللَه ما حملت أُنثى وَلا وَضَعَت / كَمِثلِ أَحمَد من قاص وَلا دانى
مهذب شرف اللَه الوجود به / وَخصه بدلالات وَبُرهان
في أُمة كان هاديها وَليسَ لَها / الا عبادة أَصنام وَأَوثان
سر السرارة لب اللب من مضر / مُستغرق الفضل فرد ماله ثانى
حامى الحمى سيد السادات أَشجَع مِن / في اللَه جاهد في سر واعلان
لَم يَبقَ لِلشرك عونا يطمئن به / وَلا نَصير الَّذي بَغى وَعدوان
واصبحت ملة الاسلام ظاهرة / بالحق فالناس في أَمن وايمان
وَبدل الغي رشداً وَالضلال هدى / في الارض وَالدين فردا بعد اديان
آياته الغرفى التَوراة بينة / وَفي زبور وانجيل وَفُرقان
كَم أخبر تنابه من قبل مبعثه / فينا بَشائر أَحبار وَرُهبان
مَتى تجلت لَنا أَنوار مولده / مِن الحِجاز إِلى بصرى وَكنعان
تَتابعَت منه آيات الظهور فَما / خمود نار وَماشق بايوان
وَمعجزات بعد الرمل لَو كتبت / لَم يحصها ماء سيحان وَجيحان
يا صاح ان خفت في الأَيام نائبة / من ظالم قاهِر أَو جور سلطان
وَلَم تَجِد في الوَرى حرا له كَرَم / يرجى نداه وَلا صفح عَن الجاني
فلذ بمن سبح الحصباء في يده / واقصد كَريم السَجايا مطلق العانى
محمد سيد الكونين وَالثقلي / نِ وَالفَريقين من عجم وَعربان
وَقل بفضل ضجعه فأنهما / أَلسيدان المَجيدان الرَفيعان
وَثق بحبل شهيد الدار تلوهما / شيخ الكَرامة عثمان بن عَفان
ثم أبلغ الغاية القصوى أَبوحَسَن / وابتاه أَيضا وَعماه الكَريمان
أَئمة زين اللَه الوجود بهم / غر مهذبة أَبناء غران
لا غرو ان جَعَلوني من تفضلهم / سلمان بينهم من بعد سلمان
أَو شرفوا قدر مَدحي وَهو شيمتهم / أَو بشروني بالحسنى كحسان
الحَمد لِلَّه هم ركنى وهم عضدى / وَهم نجاتي وَهم روحى وَريحاني
يا سَيدي يا رَسول اللَه يا أَمَلي / يا موئلي يا مَلاذي يوم يَلقاني
هبنى بجاهك ما قدمت من زال / جودا وَرجح بفضل منك ميزاني
واسمع دُعائي واكشف ما يساورني / من الخطوب وَنفس كل أَحزاني
فأَنتَ أَقرَب من تَرجى عواطفه / عِندي وان بعدت داري وَأَوطاني
وَفيك يا ابن خَليل اللَه يوم غَدا / أَلوذ من سوء زلاتي وَعصياني
نَوالك الجم يَطويني وَينشرنى / بالمكرمات وَعين اللطف ترعاني
وَجاهَ وجهك يَحميني وَيمنعني
وَجاهَ وجهك يَحميني وَيمنعني / مِن بَغي ذي حسد أَو شامت شاني
اني دَعَوتك مِن نيابَتي برع / وَأَنتَ أَسمع من يَدعوه ذو شان
وَاستَعينك يا فردا الجَلال عَلى / دهر يُحاول بعد الربح خسراني
فاِعطف حَنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه في الناس من صحب واخوان
وامنع حَماى واكرمني وَصل نسبي / برحمة وَكَرامات وَغُفران
لا تعد عَيناك عَني بالرعاية في / نَفسي وَسرى ومن في اللَه والاني
وَبعد صلى عَلَيك اللَه ما اِعتَنَقت / ريح الصبا عذبات الاثل والبان
وَعمّ صحبك والآل الكِرام سنا / تَحيَّة منه تهدي كل رضوان
وَجاد أَرضا حوتك الغَيث منسَجِما / يا منتهى صفتي حسن واحسان
سمعت سويجع الاثلاث غنى
سمعت سويجع الاثلاث غنى / عَلى مَطلولة العذبات غنا
أَجابته مغردة بنجد / وَثنت بالاجابة حين ثنى
وَبرق الابرقين أطار نَومي / واحرمني طروق الطيف وَهنا
وَذكرني الصبا النجدي عيشا / بذات البان ما أَمرا واهنا
ذكرت احبتي وَديار أنسي / وَراجعت الزَمان بهم فضنا
وَكادَ القَلب أَن يَسلو فَلما / تذكر أبرق الحنان حنا
ترفق بي فديتك يا رَفيقي / فَما عين سويهرة كوسنا
وَقف بي في الطلول وَفي المَغاني / لا ندب يا فَتى طللا وَمغنى
لعل النوح يطفىء نار قلب / يقلبه الجوى ظَهرا وَبطنا
أَعيذك ما بليت به فاني / عَلى أثر الفَريق شج معنى
أشارك في الصبابة كل صب / اذا ما اللَيل جن عليه جنا
وَلَو بسط الهَوى العذرى عذري / لما قاسيت سنة قيس لبنى
ولعت بجيرة الشعب اليَماني / وَلَو عازادني كمدا وَحزنا
أَكاتبهم وَقَد بعدوا بدمع / فَرادى في محاجره وَمثني
فَلا أَدري أهم ملكوا فؤادي / بعقد البيع أَم قبضوء رهنا
ثملت بهم وَما خامرت خمرا / معتقة وَلا ذانيت دنا
تأن وَلا تضق بالامر ذرعا / فَكَم بالنجح يظفر من تأني
وَلا تمدد يدا بسؤال ذل / الى غير الَّذي أغنى واقني
فبالاقدار يرزق غير عان / بِلا سعي وَيحرم من تعنى
وَلَم يفت الغَني بالعجز حظ / وَلا بالحزم يدرك ما تمنى
فان تر ما تَرى مني فاني / لهجت بمنصب الحسن المثنى
لسان يَنتَقي زبد المَعاني / فتودعهن شمس الكون ضمنا
وَمدح محمد غرضي وَغيري / اذا غنى حَكى الرشأ الاغنا
رَعى اللَه الحِجاز وَساكنييه / وامطره العَريض المرجحنا
وأخصب روضة ملئت وَفاء / وَمرحمة واحسانا وَحسنا
وَقبرا فيه من ملأ النَواحي / هدى وَندى وايمانا وَيمنا
امام المرسلين وَمتقاهم / وأكثر غيمهم طلا وَمزنا
واسرعهم عَلى المَلهوف عطفا / واسمعهم لداعي الخير أذزا
وَخير مغارس الاكوان أَصلا / وأَطيب منشأ وأتم غصنا
نمته دوحة قرشية من / فواتحها ثمار الخير تجنى
أَتى وَالجاهلية في ظلال / وَكفر تعبد الحجر الاصنا
وَتأكل ميتة وَدما وَتَسطو / عَلى موؤدة الاطفال دفنا
فَجاء بملة الاسلام يَتلو / مثانى في الصَلاة الخمس تثنى
وَبدلهم بجور الشرك عدلا / وَبالخَوف الَّذي يجدون أمنا
لَقَد خصرت بفرقته قريش / وَكان لهم لو اِعتَمَدوه ركنا
دَعاهم واعظام فعموا وَصَموا / فاِعقب وعظهم ضربا وَطَعنا
وأَمضى الحكم في القَتلى برازا / وَفي الاسرى مَفاداة وَمنا
وأنزل باغضيه من الصياصي / وَلَم يترك له في الارض قرنا
غدا متقلدا سيفا صَقيلا / وَمعتقلا أصم الكعب لدنا
وَصابحهم وَرواحهم بأسد / عَلى جرد طحن الارض طحنا
فَكَم رفعت لهم همم العَوالي / مَراتب في عراص النجم تبنى
وَكَم لِلهاشمي محمد من / فَضائِل عمت الاقصى والادنى
وَلَو وزنت به عرب وَعجَم / جعلت فداه ما بلغوه وزنا
مني ذكر الحَبيب فذ احبيب / عليه اللَه في التَوراة أَثنى
وَبشرنا المَسيح به رَسولا / وَحقق وَصفه وَسما وكنى
وان ذكر وانجىّ الطور فاذكر / نجيّ العرش مفتَقرا لتغنى
فان اللَه كلم ذاك وَحيا / وَكلم ذا مشافهة وأدنى
وَموسى خر مغشيا عليه / وَأَحمَد لَم يكن ليَضيق ذهنا
وَلَو قابلت لفظة لن تَراني / بما كذب الفؤاد فهمت معنى
وان بك خاطب الاموات عيسى / فاز الجذع حن لذا وأَنا
وَسلمت الجماد عليه نطقا / فاني يَستَوي الفتيان أَنى
وان وَصَفوا سليمان بملك / فَذاكره الكنوز وَقَد عرضنا
وَطحا مكة ذهبا أَباها / ببيد الملك وَاللذات تفنى
وَقَد دروع داود لبواس / تَكون من التباس البأس حصنا
وَدرع محمد القرآن لما / تَلا وَاللَه يعصمك اطمأنا
واهلك قومه في الارض نوح / بدعوة لا تذر أَحَدا فافني
وَدعوة أحمد رَبِ اِهدي قَومي / فهم لا يَعلَمون كما علمنا
وَقَد كانَ ابن آمنة نَبيا / وآدم لَم يكن حمأ مسنا
وَتحت لوائه للرسل ظل / غدا يوم الجبال تَكون عهنا
وَكل المرسلين يَقول نَفسي / وَأَحمَد أَمتى انسا وَجنا
شَفيع المذنبين تول نَصري / اذا ما الدهر لي قَلب المجنا
وَصل بالانس حبل رجاء جاف / بَعيد الدار يطلب منك اذنا
فعجل بافتقادك لي فاني / ضعفت جوار حار وَكبرت سنا
حججت وَلَم أَزرك فَلَيتَ شعري / مَتى بمزارك الجافي يهنا
وَثم صويحب يَرجوك مِثلي / بعادك عنه أَمرضه وأضنى
يَكادَ يَذوب ان ذكروك شوقا / اليك فَهَل بجاهك منك يدنى
عَسى عطف عسى فرج قَريب / فَقَد وصل الاحبة واِنقطعنا
فشرفنا بوطء تراب أَرض / بزورتها يحط الوزر عنا
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يوم الخلود يحل عدنا
وَيَوم العرض ان سألوك عَني / فقل عدوه منا فَهو منا
وَقم بِجَميع اخواني وَصحبي / وَعم أَبا من الانساب وابنا
فَما خسر أمرؤ يَرجوك نجما / لمطلبه وَيحسن فيك ظنا
وكل الانبياء بدور هدى / وَأَنتَ الشَمس أَشرقهم وأسنى
وَهم شخص الكمال وأَنتَ روح / وَهم يسرى يديك وَأَنتَ يمنى
عَليك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو غصن تثنى
رِد بالمطي موارد الغزلان
رِد بالمطي موارد الغزلان / وانشد فؤادا بين أَهل البان
واعكف عَلى الدمن الَّتي بمحجر / وَدع الحنين لا برق الحنان
واندب زَمان اللَهو في عرصاتها / وَمواقف القينات وَالفتيان
أَيام لَيلى العامرية جارَتي / وَخباؤه المَضروب قيد عناني
وَالربع مَحروس الجناب من النَوى / والناس ناسي وَالزَمان زَماني
يا لَيتَ شعري وَالزمان مفرق / أَيَعود لي زَمَني بشعب رمان
وأبيت في سمرات رامة سامرا / واظل تحت ظلالها المتداني
هَيهات ذاكَ زمان أنس عز أن / أَنساه أَو أَلقاه أَو يَلقاني
قالوا تعز عَن الهَوى فأجبتهم / ما أَبعد الذكرى من النسيان
أَم كَيفَ نسلو في الغوير وَربعنا / شام وَربع النجدين يماني
وَحَياتهم وَسماتهم ما لذلي / زَمن الصبا الاوهم جيراني
طرق النَسيم الحاجري لحاجري / سحر افعانق ناعم الاغصان
وَسَقى الحيا روض الربا فَتَبَسمَت / عن ابيض يقق وأحمر قاني
وَتَطارَحَت ورق الحَمائم بالحمى / طرف السجوع بعليب الالحان
وَبَكيت أَوطاني وَربع هواي في / زَمَن الصبا حييت من أَوطان
وَبَغيت غيثا مُستَعيرا جوده / من جود عَبد اللَه ذي الاحسان
أَعنى الوليّ اين الوليّ المنتقى / صافى السَريرَة صفوة الرَحمن
سيف الصَلاح يد السماح فَتى أَبي / بكر حمى الفرباء وَالضيفان
بحر يموج غني لملتمس الغَني / وَحيا يَصوب كَصَيب العقيان
الحامل الاثقال وَالحامي حمى ال / اسلام وَالداعي الى الايمان
وَالصائِم الوقدات وَالمتهجد ال / محي دجى الظلمات بالقرآن
أَضحى عَفيف الدين فرد جَلالة / يَعلو وَيَسمو أن يقاس بِثاني
لما سمعت به سمعت بواحد / وَرأيته فاذا هو الثقلان
فوجدت كل الصيد في جوف الفرا / وَلَقيت كل الناس في انسان
وَالشمس تخجل من بهاء جَبينه / وَالبحر يغرق بين خمس بنان
نعمت بساحته الوفود فَما دَروا / أَديار ترغم أَم رياض جنان
وَثووا عكوفا حوله كعكوفهم / في الحج حول البيت وَالاركان
يا سائلي عنه اعتمده فانه / سر الوجود وَبهجة الازمان
ينميه بين خؤلة وَعمومة / جدان في التَفضيل مستويان
بدران مبتدران في افق العلى / جبَلان مرتفعان ممتنعان
وَضعا نَعيم وابن عبد اللَه في / أَسراره نور الهدى الرباني
فَحوى فَخارهما وَطالَ هداهما / شرفا فنعم النجم وَالقمران
لِلَّه من فاق الكِرام مكانه / فَعلا عَلى النظراء والاقران
بجَلالة الآباء وَالأَجداد ال / اعمام وَالأَخوال والاخوان
بركاتها في المسلمين عميمة / كالغَيث يشمل سائر البلدان
وَله كرمات يؤلف بعضهما / باللطف بين الماء وَالنيران
وَلَقَد يشير إِلى السماء بطرفه / فيجاب قبل تصافح الاجفان
وَيَرى بنور اللَه منه فراسة / ما لا تَراه بنورها العَينان
وَهُوَ الَّذي تَقوى الاله شعاره / وَدثاره في السر والاعلان
خرم يَصول عَلى الخطوب ببأسه / وَيرود روض الخير كل أَوان
وأغر يُستَسقى الغمام بوجهه / وَبه يعم الخير كل مَكان
وَبحبه تَحيا النفوس لكونه / فيها مَكان الروح في الابدان
نَهدى مدائحنا اليه فتَكتَسي / منه مَعاني الشعر حسن مَعاني
وَيلذ للشعراء طيب ثَنائه / فَكانهم يَتلون سبع مَثاني
ما زلت اشكره نداه وَكلما / طالَت يَداه عليّ طال لِساني
مَولاي جئتك وَالخطوب عَوابس / وَالدَهر يصرف نابه لهواني
زمن يعاندني وَدين أَدنى / كصفا المشرق أدمن ثهلان
وَعلاج فقر لا يفارق منزلي / ما لي بسطوته علي يدان
فتولني وأقل بجودك عثرَتي / وأقل نوب نوائب الحدثان
وانظر إِلى بعين لطفك نظرة / أحيى بها أَملي وأصلح شاني
وامدني بنداك وامسح بالغنى / فَقري وارغم انف من يشناني
فَعَساك ان أَكرَمتني أَحييتني / وأمت رب فلانة وَفلان
وَبقيت جاهى في الرمان وَوجهتي / وَبدى وَسَيفي في العدا وَسناني
اسلم وَدم جبلا نَلوذ بظله / وَغياث قاص في الانام وَداقي
في حيث مثوى الضيف مختلف القرى / كَرما وَجار الجنب غير مهان
يا جيرة الحي في ذا الاثل وَالبان
يا جيرة الحي في ذا الاثل وَالبان / فَكَيفَ حال الاحباب الأولى بانوا
وَهَل مررتم بنعمان الاراك عَلى / نعم فأحلى الهوى نعم وَنعمان
عَهدي بهم وَديار الحي آنسة / بالمنجدين وَهم فيالحي جيران
وَالعَيش أَخضر وَالدنيا مساعدة / وَقاتل الحب وَالمَقتول اخوان
وَالشيح متشح بالظل مبتهج / وَالورد مبتَسم وَالزهر الوان
وَالمسك تذريه أَرواح النَسيم وَفي / خَمائل الشعب تَغريد وألحان
وَفي الخدور يَدور في ملاحظها / سحر وَفي حسنها ماء وَنيران
وَبنت عشر سَقاها الحسن خمر صبا / فالقَلب منها بغير السكر سَكران
نعس مكحلة لعس معسلة / فيهن حسن وَما فيهن احسان
تريك في الرمل حقف الرمل فوقهما / ليل وَشمس وَرمان وَمران
أَتلك لؤلؤة غر محاسنها / أَم فضة شابها ورس وَعقبان
أَم تلك حورية نورية خلقت / من درة حليها در ومرجان
فاقت ببهجتها كل الحسان كَما / فاق الكِرام عَفيف الدين عثمان
فرد الجَلالَة خرق لا نظير له / أَمواله لصنوف المجد أَثمان
غيث بفيض بمرفض الندى أَبَدا / كل إِلى صوب ذاك الغيث ظمآن
بحر من الجود ملآن يموج غنى / فالناس تغرف منه وَهو ملآن
رحب المَنازِل ما عبت منازله / وَفد ووفد وَضَيفان وَضَيفان
أَبوه سيد عدنان فبورك من / فرع منيف نماه الاصل عدنان
وَجده الاهدل المَشهور سيرته / مبارك كله يمن وايمان
لا يغلق الباب عَن راحي النَوال وَلا / يقابل الوفد الا وهو جذلان
ان ابن أَحمد شمس في جَلالَته / وَلَيسَ كالشَمس بهران وَكيوان
رتعن آمالنا في ريف رأفته / فنحن بنت رجاء وَهو هتان
له بِفاطِمة الزَهرا وَحيدرة / وَأَحمد شرف يَسمو وَبنيان
قوم حوا عَن حَواشيهم وَطالَ بهم / فوق الكَواكِب عمار وَسلمان
فان طَغى الدهر أَو نابَت نوائبه / فالاهدليون حصن أَينما كانوا
حالي بهم مستقر بعد تفرته / عني وَربعي لخيل الخير ميدان
يا سَيدي يا عَفيف الدين جئتك في / حَوائج أَغفلت وَالدهر يقظان
فرش جناحي ببذل المكرمات وصل / حبلي فاني الى نعماك غرثان
ان لم تقم بي وَتمدد بالنوال يدي / فالحظ متقص وَالريح خسران
فاِسمح بعارفة بيضاء تنعشني / فَما يساميك بالاحسان انسان
واكس الاديب من البر النَفيس وَلا / تردد لبيد القَوافي وَهو عريان
بقيت للدين وَالدنيا وأَهلهما / نورا عَلى كل نور منه عنوان
ما حن رعد وَما غنت مطوّقة / وَما تعانق أَغصان وَأَغصان
أَعد الوداع فَما أَراكَ تَراني
أَعد الوداع فَما أَراكَ تَراني / وأطل بكاك لبين أَهل البان
فغدا يفارقك الفَريق فتَنثَني / متحسرا لنفرق الحلان
وأَراك تنكر حب زينب بعدما / شهدت عليك مدامع الاجفان
وَلَم اختدعت فبعت قَلبك يوم ذي / سلم بلا ثمن فهل لك ثاني
لَولا النَسيم الحاجري وَروحه / ما بت تندب روضة الريحان
وَبأبرق الحنان منزل زينَب / أَفَلا تحن لأبرق الحنان
نَزَلوا عَلى الريان من سفح اللوى / فأذابَني ظمأ الى الريان
واهالهم من حيرة ما طابَ لي / زَمن الصبا الاوهم جيراني
وأَنا الفِداء لهاجر معتب / نسخ الوصال بمعكم الهجران
أَكرَمته فأهانني وَحفظته / فأَضاعَني وأطعنه فَعَصاني
ليت الَّذي كتب الفراق بعيد لي / زمَني وَحيراني بشعب زَماني
وَيهب روح الانس من قبل الحمى / وارى خييمات الحمى وَتَراني
والى الجناب الاهدلي رمت بنا / نجب خلطن السهل بالاحزان
وَنزلن من كنفي سهام بساحمة ال / قمر المنير سنا سما الايمان
سيف الهداية احمد بن محمد / علم العناية فارىء القرآن
هو في المراوعة الخصيبة آية / بشرية شهدت به الثقلان
وَدَلائل الخيرات فيه فانه / كالشمس لا تخفى بكل مكان
لا تقصدن سواه فهو خَليفة / الرحمن وابن خَلائف الرحمن
وانزل عليه فما نزلت بسوحه / الا نزلت على ابي الضيفان
أَأَبا محمد انت غاية مَطلَبي / في النائبات وَصارمى وَسناني
وَبنور وجهك رفعَتي وَكَرامَتي / وأمان خوف بعد خوف اماني
صوّرت من حسب ومن نشب ومن / ادب ومن يمن ومن ايمان
وَخلقت من شرف ومن كرم ومن / ملك ومن قمر ومن انسان
مزجت طباعك بالسَماحة وَالوفا / فحوت جميع الحسن والاحسان
شرف اناف الى مناف واِنتَهى / كرما فَما داناه عبد مدان
من دوحة نبوية علوية / في اصلها الزَهراء وَالحسنان
والاهدليون الكِرام فروعها / وَثمار ذاكَ المنصب الصنوان
لَولا عَلى الاهدل السامي الذرا / ما افتر نور جواهر الاكوان
من أَينَ يدرك مدحه هَيهات لا / وَاللَه ما قاص اليه وَدانى
وَهُو المصفى من ذؤابة هاشم / فرد الزَمان وفرد كل زَمان
وابوه حيدرة واحمد جده / واخوه عبد القادر الجيلاني
اضحى مزارا في سهام بتربة / مزحت بسر البيت ذي الاركان
شهدت مشاهد واشرق نورها / وَعلت مراتبها عَلى كيوان
فبه الامام ابن الأئمة انه / في الناس مثل الزهر في البستان
سلف ابو خلف غدت آثارهم / في الجود مثل شَرائع الاعيان
ملأ بنو ملأ بحور نوافل / وَبدور أندية وَحلو مَجاني
ماذا تعامل يا شهاب الدين من / بالرغم باع الربح بالخسران
فقر وافلاس وَدهر خائن / وَهموم عائلة وَضيق مكان
وَعَظيم دين لا يَقوم بحمله / رضوى وَلا الصخرات من ثهلان
وَحواسد وَشوامت قد قطعوا / نسبي وَباعوني بسوق هوان
هَل منك لي يا ابن الاهيدل عطفة / تغني بها فقري وَتصلح شاني
وَتقبلني من عثرَتي وَتريحني / بالجود من همي ومن احزاني
فوحق من تعنو الوجوه لوجهه / ذي العزة الباقي وَكل فاني
مالي الى احد سواك علاقة / ترجى وَلا سبب يقود عناني
وَسمعت من ام العيال تَواعدا / وَتهدد اما كان في حسباني
رجب وَشعبان قطعت مداهما / صبرا وعز الصبر في رَمَضان
فبحق حقك برنى وامدني / بعوارف وَعَواطف وَحَنان
فَلَقَد قصدتك ما دحالك لائذا / بك مستجير امن عناد زَماني
فقني بجاهك من هموم الفقر في / الدنيا وَفي الاخرى من النيران
وَبقيت يا قمر الكمال مكرما / وَمنعما بالروح وَالريحان
ما هب نجدى النَسيم وَما شدت / ورقاء ساجعة عَلى الاغصان
وَتَقول يا سبوح يا قدوس يا / رباه يا غوثاة يا مناني
ما ضر وجد الهَوى العذرى لوهانا
ما ضر وجد الهَوى العذرى لوهانا / عَن قلب صب اطاع اللهو وَلهانا
ما تأتلى نسمات الغور تنشقه / مسكا فيمسي إِلى الحنان حنانا
يسقى خَمائل نجد من مدامع / ان لم يجدها عَريض المزن هتانا
باللَه باللَه يا ذاك النَسيم أعد / علما عَن العلم الغَربي أَحيانا
هَل باكرته الغوادي وَهي مثقلة / بالري تسقى الاراك الغض البانا
وَهَل بنجد وَسفح البان من اضم / ما يذهب القلب عَن نعم وَنعمانا
كَم غلطة من نوار بالحمى بدرت / لَنا وَعين الهَوى العذرى تَرعانا
زاغَت بنا فرصة بالليل ممكنة / فايقظتنا وَبات اللَيل وَسنانا
وافَت فبت واياها تعللني / من راح لهو الهوى سكرى وَسكرانا
لما تشعشع افق المشرقين عَلى / رغمي وَكاد يبين الفجر أَو بانا
وَفارَقتَني وَفارَقت السلو فهل / بعد التفرق نَلقاها وَتَلقانا
لا شيء اصعب من هجر تقدمه / وصل فليت الهوى العذرى ما كانا
يا ظامىء القصد دع ورد الثماد ورد / بحر الشهاب ابن فخر الدين معدانا
زرأَحمد بن أَبي بكر واي فَتى / اذا دَعَوناه للمعروف لبانا
زر بحر علم غدا كل العلوم به / وَطود حلم يحاكى طود ثهلانا
تَلقاه ان فاضَ جودا حاتِما كرما / حمى وان قال أَما بعد سجانا
ذاكَ المعد لحل المشكلات حوى / علم المذاهب تبريزا وايقانا
العالم العامل الفرد الَّذي امتلأت / من صيته الارض اجبالا واحزانا
كنز المَعارف عدل الدين لا برحت / آثاره للهدى نورا وَبرهانا
امين مكنون اسرار الملوك اذا / ما أودع السر أَغشى السر كتمانا
من لو وزنت جَميع الاكرمين به / في الفضل والفخر خفوا عنه ميزانا
مهذب العرض فرد الجود ان وكفت / كفاه انساك سيحانا جيحانا
لا تطلبن به في عصره بدلا / أَتبدل الشمس بهراما وَكيوانا
يا أَيُّها الوالد البر الشَفيق احب / عَن كل من زاده التذكير نسيانا
تاجرت بالشعر بغي الريح فاِنعكست / حالي عَلى فعاد الريح خسرانا
وَخانَني من اسيحابي وَغيرهم / من لَم يَكن قبل صفر الكف خوانا
قالوا أَتَشكو من الاخوان قلت وَما / افاد كون بَني يعقوب اخوانا
أَلقوا أَخاهم عَلى قرب الرحامة في / غيابة الجب باكي العين حيرانا
وَبعد باعوه عبدا آبقا ورموا / به عَلى غير جرم ذئب كنوانا
وَكَم رجال كَثير كنت آملهم / وَلَم يَزل لابس الآمال عريانا
لا يورق العود من رعد بلا مطر / اذا يَروي سراب القاع ظمآنا
وانتَ مالي وَمأمولي وَمعتمدي / ما زالَ حوضك لي بالجود ملآنا
حاشا جَلالك بل حاشا نوالك أن / أَكون في بحرك الفياض عطشانا
دع المَقادير تطويني وَتنشرني / حَتّى تبلغني مَعروفك الآنا
فَما نزلت عَلى مولى سواك وَلا / أَرجو وَراءَك بعد اللَه انسانا
يا منصب الحسن والاحسان خذ بيدي / فذاك مَن لم يكن حسنا واحسانا
وَجد عَلى ببذل المكرمات وصل / حَبلي فَلست ببذل الجود منانا
وانظر إِلى بعين منك مشفقة / وانعش بعزمك لي اهلا وَحيرانا
وَدم منيع الحمى من كل نائبة / في رتبة ملثت يمنا وايمانا
وَجد تحرك في قَلبي فَما سكنا
وَجد تحرك في قَلبي فَما سكنا / فَقَدا لمن بنواحي مكة سكنا
أحبة هم مني قَلبي وهم أَملي / وَهم علاقة نَفسي اذنأوا وطنا
علقت في الركب آمالي غداة غدوا / كأن في الركب روحا فارق البدنا
أَجرى دموعي فرادى بعدهم وَثنى / وماثنى العذل عطف الصبر حين ثَنى
أودّ طيف خيال لَو يَزور وَهَل / يَستَعطف الطيف طرف حارب الوسنا
كَم قلت واخرنا للقلب بعدهم / وَلَيسَ يَنفَعني أَن قلت واخرنا
أَحباب قَلبي عَسى من نحوكم خبر / لِهائم يندب الاطلال وَالدمنا
وَهَل يعيد عَلى الدهر قربكم / بعد النَوى فنوا كَم زادَني شجنا
غني غني عَن جَميع الكون غيركم / وَلَيسَ لي عَنكم يا مالكي غني
قلوب اِمتزجت بالود ما بلغت / وان بعدتم فَمَعنى سركم مَعنا
أَنتم أَنا وأَنا أَنتم وَلا عجب / أن كنتم أَنتم وأَنتم في الوجود أَنا
روحي هنا بعد أَرواح هناك وأَر / واح هناك هي الروح المُقيم هنا
أحبكم وأحب الدار آنسة / منكم واسأل عنكم من نأى ودنا
فَلَيتَ شعري هَل في الدار متسع / حَتّى تَعود اللَيالي الذاهبات لنا
أَم تَرحَمون أَحبابي جوى كبد / كادَت تَذوب اليكم لوعة وضنى
فَو الَّذي حجت الركبان كعبته / وَما حواه المصلى وَالنقا ومني
ما حلت في الحب عَن حال الوداد لكم / وَلا خلعت لماضي حبكم رسنا
باخائضا غمرات الشوق متخذا / حسن التوكل زادا وَالرضا سفنا
دَع المَقادير تَجري وارض ما فعلت / واكتم هواك وَلا تستعتب الزمنا
ان الفَضائل في الاخطار مودعة / فاِبغ الفَضائل واجعل روحك الثمنا
وان أَراد الهَوى منك الهوان فقل / حكم المَنيَّة في حب الحَبيب منى
وَالراح يَستَلب الارواح عندهم / حيث الحضور مغيب وَالبَقاء فنا
فاحفظ هَواهم وَمت في حبهم كمدا / ان كنت حرا عَلى الاسرار مؤتمنا
فالكَون مسترق منهم محاسنه / وَالدين يَلبس منهم بهجة وَسنا
أَرائح الشام بلغ سيدي عمرا / تحية من محب يسكن اليمنا
والثم يَمين امام ماجد علم / أَحيا الهدى وَالنَدى وَالفرض وَالسننا
مبارك الوجه نَستَكفي الخطوب به / وَنَستقي بدعاه العارض الهتنا
مَولاي أَنتَ مُرادي حيث كنت وَكَم / وَشي الوشاة وَقالوا عابد وَثنا
لا أَشكر الدهر يَهدي ظل أَنعمه / إِليّ مالم يريني وَجهك الحسنا
فاذكر أَبا القاسم الخاظى عبيدك في / تلك المَساكن كم من خائف أمنا
وَصل بمرحمة عَبد الرَحيم ورش / منه الجناح فَكَم أَولَيته مننا
مني عليك سَلام اللَه ما سجعت / وَرق الحمى وَثني روح الصبا غصنا
رياض نجد بكم جنان
رياض نجد بكم جنان / فضية نورها حسان
وَترب واديكم بنجد / مسك وَحصباؤه جمان
وَالروح من شعبكم عَبير / وَالزهر ورد وَزَعفران
وَالجار في ربعكم عزيز / وَالحر في أَرضكم يصان
فكم سفكتم دمي وَدمعي / أَما عَلى القاتل الضمان
كَم حن قَلبي الى لقاكم / وَدوننا الغور وَالرعان
وَكدت أَخفي الهوى وَدَمعي / من شدة الوجد ترجمان
يا لائمين اقصر واملامي / رفقا بمن قلبه ملان
لا تذكروا الظاعنين عندي / فَلي وَللظاعنين شان
قالوا هو أَهم علي حتم / قلت عهود الهوى رزات
قالوا فكم تكتب المَعاني / قلت المعنى بهم معان
قالوا فدعهم فقلت كلا / لعل دهرا قسا فَلانوا
قالوا فقد فارقوك ربعا / قلت هم الناس حيث كانوا
ليت الصبا الحاجري ينبي / عَن جيرة البان يوم باتوا
هَل عهدهم عهدهم بنجد / باق أَم استؤمنوا فَخانوا
يا محسنا بالزَمان ظنا / لم تدر ما يفعل الزَمان
لا تتبع النفس في هَواها / ان اتباع الهوى هوان
واخجلتي من عتاب ربي / ان قالَ اسرفت يا فلان
الى مَتى أَنتَ في المَعاصي / تسير مرخى لك العنان
لَم ينهك الشيب عَن حدودي / وَلا رَسولي وَلا القران
لَو خوفتك الجحيم بطشي / لشوقت قلبك الجنان
أَنتَ شجاع عَلى المَعاصي / وَأَنتَ عَن طاعَتي جبان
عندي لك الصلح وَهو يرى / وَعندك السيف وَالسنان
تَرضى بأن تنقضي الليالي / وَما اِنقضت حربك العوان
فاِستَحي من كاتب كَريم / يحصى به الفعل وَاللسان
واستَحي من شيبة تَراها / في لنار مسجونة تهان
أيّ أوان تتوب فيه / هَل بعد قطع الرجا أَوان
آثرت غيري عليّ لكن / كَما يدين الفتى يدان
يا سَيدي هذه عيوبي / وانت في الخطب مستعان
يا من له في العصاة شأن / وَشأنه العطف وَالحنان
يا من ملابره النواحي / لَم يخل من بره مكان
عفوا فاني رهين ذنب / حاشاك أَن يغلق الرهان
فاغفر لعبد الرَحيم وَالطف / بخائف ماله أَمان
وَسامح الكل في ذنوب / غدا بها تشهد البنان
وَصل يا ذا العلا وَسلم / عَلى من اخلاقه حسان
محمد من عليه أنزل / طه وَطس وَالدخان