المجموع : 7
تمتع من الدنيا فإنك فانِ
تمتع من الدنيا فإنك فانِ / وإِنك في أيدي الحوادث عانِ
ولا تُنْظِرنَّ اليوم لهوًا إلى غدٍ / ومن لغد من حادث بأمان
فإني رأيت الدهر يسرع بالفتى / وينقله حالين يختلفان
فأمّا الذي يمضي فأحلام نائم / وأما الذي يبقى له فأماني
موقف البين مأتم العاشقينا
موقف البين مأتم العاشقينا / لا ترى العين فيه إلا حزينا
إنّ في البين فرحتين فأما / فرحتي بالوداع للظاعنينا
فاعتناق لمن أحب وتقبيـ / ـلٌ ولَمْسٌ بمَحضَرِ الكاشِحينا
ثم لي فرحة إذا قدم النـ / ـاسُ لتسليمهم على القادمينا
لا مُتِّ قَبليَ بلْ أَحيا وأنتِ مَعًا
لا مُتِّ قَبليَ بلْ أَحيا وأنتِ مَعًا / ولا أَعيش إلى يومٍ تَموتِينا
لكن نعيش بما نهوى ونأمله / ويرغم الله فينا أنفَ واشِينا
حتى إذا قدرّ الرحمنُ مِيتَتَنا / وحان من أَمْرِنا ما ليس يعدونا
متنا جميعا كغُصْنَيْ بانةٍ ذَبُلا / من بعد ما نَضِرا واستَوْسَقا حِينا
في مثل طرفة عين لا أذوق شَجًى / من المَماتِ ولا أيْضًا تَذوقينا
ثم السَّلامُ عَلَيْنا في مضاجِعِنا / حتى نعودَ إلى ميزانِ مُنشِينا
قالوا تعزّ وقد بانوا فقلت لهم
قالوا تعزّ وقد بانوا فقلت لهم / إِنّ العزاءَ على آثارِ من بانا
وكيف يملك سلوانا لحبّهم / من لم يطق للهوى سِترا وكِتْمانا
كانت عزائمَ صبري أِستعين بها / صارت علي بحمد الله أعوانا
لا خير في الحب لا تبدو شواكِلُهُ / ولا ترى منه في العينين عُنوانا
سبقت إلى عِدَةٍ بالنَّوالِ
سبقت إلى عِدَةٍ بالنَّوالِ / جعلتَ الوفاءَ بها لي ضَمينا
فلا تَغدُرَنَّ فإن الحَلالَ / يجلك عن خُلُقِ الغادِرينا
تعلمتَ بعديَ طولَ المِطالِ / وعلمتني ذِلَّةَ الصابِرينا
فما أَسمَجَ الغدرَ بعدَ الوفاءِ / وما أقبَحَ البُخلَ بالقادِرينا
أهابك أن أدلّ عليك ظنا
أهابك أن أدلّ عليك ظنا / لأنّ الظنّ مفتاح اليقينِ
كلما أحرزت يداي نفيسًا
كلما أحرزت يداي نفيسًا / أَسرعتْ نحوَه يدُ الحِدْثانِ