أَلا يا أَسلَما يَأَيُّها الطَللانِ
أَلا يا أَسلَما يَأَيُّها الطَللانِ / وَهَل سالِمٌ باقٍ عَلى الحَدَثانِ
أَبَينا لَنا حُيّيتُما اليَومَ إِنَّنا / مُبينانِ عَن ميلٍ بِما تَسَلانِ
مَتى العَهدُ مِن سَلمى الَّتي بَتَتِ القُوى / وَأَسماءَ إِنَّ العَهدَ مُنذُ زَمانِ
وَلا زالَ يَنهَلُّ الغَمامُ عَلَيكُما / سَبيلَ الرُبى مِن وابِلٍ وَدِجانِ
فَإِن أَنتُما بَيَّنتُما أَو أَجَبتُما / فَلا زِلتُما بِالنَبتِ تَرتَدِيانِ
وَجُرَّ الحَريرُ وَالفِرَندُ عَلَيكُما / بِأَذيالِ رَخصاتِ الأَكُفِّ هِجانِ
نَظَرتُ وَدوني قَيدُ رُمحَينِ نَظرَةً / بِعَينَينِ اِنساناهُما غَرِقانِ
إِلى ظُعُنٍ بِالعاقِرينَ كَأَنَّها / قَرائِنُ مِن دَوحِ الكَثيبِ ثَمانِ
لِسَلمى وَأَسماءَ اللَتَينِ أَكَنَّتا / بِقَلبي كَنينَي لَوعَةٍ وَضَمانِ
عَسى يُعقِبُ الهَجرُ الطَويلُ تَدانِياً / وَيا رُبَّ هَجرَ مُعقِبٌ بِتَداني
خَليلَيَّ قَد أَكثَرتُما اللَومَ فَاِربَعا / كَفانِيَ ما بي لَو تُرِكتُ كَفاني
إِذا لَم تَصِل سَلمى وَأَسماءَ في الصِبا / بِحَبلَيهِما حَبلي فَمَن تَصِلانِ
فَدَع ذا وَلَكِن قَد عَجِبتُ لِنافِعِ / وَمَعواهُ مِن نَجرانَ حَيثُ عَواني
عَوى أَسَداً لا يَزدَهيهِ عُواؤُهُ / مُقيماً بِلَوذَي يَذبُلٍ وَذِقانِ
لَعَمري لَقَد قالَ اِبنُ أَشعَرَ نافِعٌ / مَقالَةُ مَوطوءِ الحَريمِ مُهانِ
أَيَزعَمُ أَنَّ العامِرِيَّ لِفِعلِهِ / بِعاقِبَةٍ يُرمى بِهِ الرَجوانِ
وَيَذكُرُ إِن لا قاهُ زَلَّةَ نَعلِهِ / فَجِئ لِلَّذي لَم يَستَبِن بِبَيانِ
كَذَبتَ وَلِكِن بِاِبنِ عُلبَةَ جَعفَرٍ / فَدَع ما تَمَنّى زَلَّتِ القَدَمانِ
أُصيبَ فَلَم يُعقَل وَطُلَّ فَلَم يُقَد / فَذاكَ الَّذي يَخزى بِهِ الأَبَوانِ
وَحُقَّ لِمَن كانَ اِبنُ أَشعَرَ ثائِراً / بِهِ الطَلُّ حَتّى يُحشَرَ الثَقَلانِ
ذَليلٌ ذَليلُ الرَهطِ أَعمى يَسومُهُ / بَنو عامِرٍ ضَيماً بِكُلِّ مَكانِ
فَلَم يَبقَ إِلّا قَولُهُ بِلِسانِهِ / وَما ضَرَّ قَولٌ كاذِبٌ بِلِسانِ
هَجا نافِعٌ كَعباً لِيُدرِكَ وَترَهُ / وَلَم يَهدُ كَعبٌ نافِعاً لِأَوانِ
وَلَم تَعفُ مِن آثارِ كَعبٍ بِوَجهِهِ / قَوارِعُ مِنها وُضَّحٌ وَقَوانِ
وَقَد خَضَّبوا وَجهَ اِبنَ عُلبَةَ جَعفَرٍ / خِضابَ نَجيعٍ لا خِضابَ دِهانِ
فَلَم يَهجُ كَعباً نافِعٌ بَعدَ ضَربَةٍ / بِسَيفٍ وَلَم يَطعَنهُمُ بِسِنانِ
فَما لَكَ مُهجىً يا اِبنَ أَشعَرَ فَاِكتَعَم / عَلى حَجَرٍ وَاِصبِر لَكُلِّ هَوانِ
إِذا المَرءُ لَم يَنهَض فَيَثأَر بِعَمِّهِ / فَلَيسَ يُجَلّى العارُ بِالهَذَيانِ
أَبي قَيسُ عَيلانٍ وَعَمِّيَ خِندَفٌ / ذَوا البَذخِ عِندَ الفَخرِ وَالخَطَرانِ
إِذا ما تَجَمَّعنا وَسارَت حِذاءَنا / رَبيعَةَ لَم يُعدَل بِنا أَخَوانِ
أَلَيسَ نَبِيُّ اللَهِ مِنّا مُحَمَّدٌ / وَحَمزَةُ وَالعَبّاسُ وَالعُمَرانِ
وَمِنّا اِبنُ عَبّاسٍ وَمِنَا اِبنُ عَمِّهِ / عَلِيٌّ إِمامُ الحَقِّ وَالحَسَنانِ
وَعُثمانُ وَالصِدّيقُ مِنَا وَأَنَّنا / لَنَعلَمُ أَنَّ الحَقَّ ما يَعِدانِ
وَمِنّا بَنو العَبّاسِ فَضلاً فَمَن لَكُم / هَلُمّوهُ أَو لا يَنطِقنَ يَمانِ