المجموع : 9
ومسمع غناؤه
ومسمع غناؤه / يبدل بالفقر الغنى
شهدته في عصبةٍ / رضيتهم لي قرنا
أبصرته فلم تخب / فراستي لما دنا
وقلت من ذا وجهه / كيف يكون محسنا
ورمت أن أروح لل / ظن به ممتحنا
فقلت من بينهم / هات أخي غن لنا
ويوم سلعٍ لم يكن / يومي بسلعٍ هينا
فانشال منه حاجب / وحلجب منه انحنى
وامتلأ المجلس من / فيه نسيماً منتنا
أوقع إذ وقع في الأن / فس أسباب العنا
وقال لما قال من / يسمع في ظل الفنا
وما اكتفى باللحن وال / تخليط حتى لحنا
هذا وكم تكشخن ال / وغد وكم تقرنننا
يوهم زمراً أنه / قطعه ودندنا
وصاح صوتاً نافراً / يخرج عن حد البنا
وما درى محضره / ماذا على القوم جنى
فذا يسد أنفه / وذا يسد الأذنا
ومنهم جماعة / تستر عنه الأعينا
فاغتظت حتى كدت من / غيظٍ أبث الشجنا
وقلت يا قوم اسمعوا / إما المغني أو أنا
أقسمت لا أجلس أو / يخرج هذا من هنا
جروا برجل الكلب إن / السقم هذا والضنا
قالوا لقد رحمتنا / وذدت عنا المحنا
فحزت في إخراجه / راحة نفسي والثنا
وحين ولى شخصه / قرأت فيهم معلنا
الحمد لله الذي / أذهب عنا الحزنا
للهِ مَن زادَنا تَذْكَارُهم وَلَهَاً
للهِ مَن زادَنا تَذْكَارُهم وَلَهَاً / وصَيَّروا زادَنا يَوْمَ الرحيل ضَنا
فقد قلتُ يا قلبُ كُن بَعْدَهم
فقد قلتُ يا قلبُ كُن بَعْدَهم / جَليداً فقال ألا خَلِّ عنّي
إذا أَوْحَشَ الحيُّ من سادتي / فلا أنا منكَ ولا أنت منّي
فَعَتْبي له عَتْبُ البريء وخِيفَتي
فَعَتْبي له عَتْبُ البريء وخِيفَتي / لحِرصي على عُتْباه خِيفَةُ جانِ
فإنْ يكُ لي ذَنبٌ فأينَ وَسائلي / وإن لم يكن ذَنبٌ ففيمَ جَفاني
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ / والفقرُ يُظهِرُ كلَّ عيبٍ باطنِ
فترى مثالبَ ذي اليَسار مَناقِباً / ومَحاسِنَ الصُّعْلوكِ غيرَ مَحاسن
حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا
حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا / أَشْكُو من البَيْن وتشكو البِينا
قد عاثَ في أشخاصِها طُولُ السُّرى / بقَدرِ ما عاثَ الفِراقُ فِينا
فخَلِّها تَمْشِي الهُوَيْنا طالما / أَضْحَتْ تُباري الريح في البُرِينا
فكيف لا نَأْوِي لها وهي التي / بها قَطَعْنا السَّهْل والحُزونا
ها قد وَجَدْنا البَرّ بَحْرَاً زاخِراً / فهل وجدتُم غيرَها سَفِينا
إنْ كُنّ لا يُفصِحْنَ بالشَّكوى لنا / فهُنَّ بالإرزامِ يَشْتَكينا
قد أَقْرَحَتْ بما تَئِنُّ كَبِدي / إنّ الحزين يَرْحَمُ الحزينا
لو عَذُبَتْ لها دموعي لم تَبِتْ / هِيماً عِطاشاً وترى المَعينا
وقد تياسرتَ بهِنّ جائراً / عن الحِمى فاعْدِل بها يَمينا
نُحَيِّ أطلالاً عفا آياتِها / تَعاقُبُ الأيام والسِّنينا
يقولُ صَحْبِي أَتَرَى آثارَهم / نعم ولكن لا أرى القَطينا
لو لم تَجِدْ رُبوعُهم كَوَجْدِنا / للبَيْنِ لم تَبْلَ كما بَلينا
ومن رأى قَبْلَ اللِّحاظِ أَنْصُلاً / أَرْدَتْ وما فارقَتِ الجُفونا
أكُلَّما لاحَ لعَيْني بارِقٌ / بَكَتْ فَأَبْدتْ سِرِّيَ المَصونا
لا تأخذوا قلبي بذَنبِ مُقلَتي / وعاقِبوا الخائنَ لا الأمينا
ما اسْتَتَرتْ بالورَقِ الوَرْقاءُ كي / تَصْدُقَ لمّا علَتِ الغُصونا
كم وَكَلَتْ بكلّ باكٍ شَجْوَهُ / يُعينُه إنْ عَدِمَ المُعينا
هذا بُكاها والقَرينُ حاضرٌ / فكيف مَن قد فارَق القَرينا
أقسمتُ ما الرَّوض إذا ما بَعَثَتْ / أرجاؤُه الخِيرِيَّ والنِّسْرينا
وعَذُبَتْ أنهارُه وأدركتْ / ثِمارُه وأبدَتِ المَكْنونا
أَشْهَى ولا أَبْهَى ولا أَوْفَى ولا / أَحْلَى بعَيْني لينا
مِن قَدِّها ووجهها وثَغرِها / وشَعرِها فاستمِع اليَقينا
يا خائفاً عليَّ أسبابَ الرَّدى
يا خائفاً عليَّ أسبابَ الرَّدى / أما عَرَفْتَ حِصنيَ الحَصينا
إنّي جعلتُ في الخطوبِ مَوْئِلي / محمداً والأنْزَع البَطينا
سُبْل النجاة والمُناجاةِ ومَن / آوى إلى الفُلك وطورِ سِينا
سِجنُكمُ سِجِّين إنْ لم تحفظوا / عَلِيَّنا دَليلَ عِلِّيّينا
تمَلُّها فهي وربّي المُعينْ
تمَلُّها فهي وربّي المُعينْ / أربعةٌ تُوفي على أربعين
تُذْكِرُك السادةَ أَعْنِي الأُلى / عاداهُمُ فيك الشُّيَيْخُ اللعين
جَلّ مَن صوَّر مِن ماءٍ مَهين
جَلّ مَن صوَّر مِن ماءٍ مَهين / صُوَراً تَسْبِي قلوبَ العالَمينْ
وأرانا قُضُباً في كُثُبٍ / تُخجِلُ الأغصانَ في قَدٍّ ولين