المجموع : 10
أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً
أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً / خطبٌ وجدناك فيه يشبه العدما
افراد عقد المنى منّا قد انتثرت / وعقد عروتنا الوثقى قد انفصما
شكاتنا فيك يا فخر العلى عظمت / والرزء يعظم فيمن قدره عظما
طوقت من نائبات الدهر مخنقة / ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما
وعاد كونك في دكان قارعة / من بعد ما كنت في قصر حكى ارما
صرفت في آلة الصواغ أنملة / لم تدر الا الندى والسيف والقلما
يَدُ عهدتك للتقبيل تبسطها / فتستقلّ الثريا أن تكون فما
يا صائغاً كانت العليا تصاغ له / حلياً وكان عليه الحلي منتظما
للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى / هول رأيناك فيه تنفخ الفَحَمَا
وددت اذ نظرت عيني اليك به / لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى
ما حطَك الدهر لما حطّ من شرف / ولا تحيف من أخلاقك الكرما
لُح في العلى كوكباً ان لم تلُح قمراً / وقم بها ربوة ان لم تقم علماً
واصبر فربتما أحمدت عاقبة / من يلزم الصبر يحمد غبّ ما لزما
واللَه لو أنصفتك الشهب لانكسفت / ولو وفي لك دمع المزن لانسجما
بكى حديثك حتى الدر حين غدا / يحكيك رهطاً والفاظا ومبتسما
وروضة الحسن من ازهارها عريت / حزناً عليك لأن اشبهتها شيما
بعد النعيم ذوى الريحان حين رأى / ريحانك الغضّ يذوى بعد ما نعما
لم يرحم الدهر فضلاً أنت حامله / من ليس يرحم ذاك الفضل لارحما
شقيقك الصبح ان أضحى بشارقةٍ / وأنت في ظلمة فالصبح قد ظلما
تنشق رياحين السلام فانما
تنشق رياحين السلام فانما / أفض بها مسكاً عليك مختما
وقل لي مجازا ان عدمت حقيقة / لعلك في نعمى فكم كنت منعما
أفكر في عصر مضى لك مشرقاً / فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة اذ رأى / كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما
لئن عظمت فيك الرزية اننا / وجدناك منها في المزية أعظما
قناة سعت للطعن حتى تقصّدت / وسيف أطال الضرب حتى تثلما
وطود غريب في الشواهق أمره / بنى كلَّة من فوقها وتهدما
منأبته زادت على النبع بالجنى / فإذ عريت عادت مع النبع أسهما
بكى آل عباد ولا كمحمد / وأولاده صوب الغمامة اذ همى
حبيب الى قلبي حبيب لقوله / عسى وطن يدنو بهم ولعلما
صباحهم كنا به نحمد السرى / فلما عدمناهم سرينا على عمى
وكنا رعينا العز حول حماهم / فقد اجدب المرعى وقد أقفر الحمى
وقد ألبست أيدي الليالي قلوبهم / مناسج سدى الغيث فيها وألحما
قصور خلت من ساكنيها فما بها / سوى الأدم تمشي حول واقفة الدمى
يُجيبُ بها الهامَ الصدى ولطالما / أجاب القيانُ الطائر المترنما
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى / بها الوفد جمعاً والخميس عرمرما
ولا حلت الآمال فيك ثباثبا / فقامت اليها المكرمات لما لما
ولا اخضر وض في رباها فخلته / توشح منهم لا من النور أنعُما
ولا انعطفت فيه الغصون فعانقت / وشيجاً بأيدي الدارعين مقوما
ولا حسبت بيضُ الظبى من فرندها / سوالف بات الدرّ فيها منظما
ولم تخفق الرايات فيه فاشبهت / قوادم طير في ذرى الجو حُوَّما
ولا جرّ فيها صعدة الرمح خلفه / فتاها فقلت الصلّ أتبع ضيغما
ولم يصدع النقع المثار سنانه / كما صدع الظلماء برق تضرّ ما
ولا صورت في جسمه الدرع شكلها / فأشبه مما صوَّرت فيه أرقما
جرى القدر الجاري الى نقض أمره / فعاد سحيلا منه ما كان مبرما
مؤيد لخم هل تؤمل رجعة / فكم أمل أضحى الى النجم سلما
حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً / ومن ولهي أحكى عليك مُتمما
مصاب هوى بالنيرات من العلى / ولم يبق في ارض المكارم معلما
تضيق عليَّ الارض حتى كأنما / خُلقت واياها سواراً ومعصما
ندبتك حتى لم يُخل لي الأسى / دموعاً بها أبكي عليك ولا دما
واني على رسمي مقيم فان أمُت / سأترك للباكين رسمي موسما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها / عليك وناح الرعد باسمك معلما
ومزق ثوب البرق واكتست الدجى / حداداً وقامت أنجم الليل مأتما
وحار ابنك الاصباح وجدا فما اهتدى / وغار اخوك البحر غيظاً فما طما
وما حلّ بدر التم بعدك داره / ولا أظهرت شمس الظهيرة مبسما
قضى اللَه أن حطوك عن ظهر أشقرٍ / أشمَّ وأن أمطوك أشام أدهما
قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت / قيودك منهم بالمكارم ارحما
عَجِبتُ لأن لان الحديدُ وان قسوا / لقد كان منهم بالسريرة أعلما
سينجيك من نجّى من الجب يوسفا / ويأويك من آوى المسيح بن مريما
يا ذا الذي هز أمداحي بحليته
يا ذا الذي هز أمداحي بحليته / وعزه أن يهزّ المجد والكرما
واديك لازرع فيه اليوم تبذلُه / فخذ عليه لأيام المنى سَلما
رضى المتوكل فارقُته
رضى المتوكل فارقُته / فلم يرضني بعده العالم
وكانت بطليوس لي جنةً / فجئت بما جاءه آدم
يجري النهار إلى رضاك وليله
يجري النهار إلى رضاك وليله / وكلاهما متعاقب لا يسأم
فكأنما الاصباح تحتك أشقرُ / وكأنما الاظلام تحتك أدهم
وكأن خاطفة البروق قد التظت / صفحات سيفك قد علاهَن الدمُ
تهوى قناك الطير فهي وراءها / تهوى لتبصر حين تطعن تطعم
والخيل كانت تستريح من السُّرى / لو لم يكن فوق البسيطة مجرم
ومنها نفر إلى ماء السماء نماهم / نسب على اوج النجوم مخيم
بالبيض والبيضات والخلق اكتسوا / فتوشحوا وتتوجوا وتعمموا
بلغت الى السمع الأصم صفاتهم / وأبان فيهن اللسان الاعجم
وسعودهم تثنى الأعنة عنهم / ان السعود كتائبٌ لا تهزم
وداعٌ ولكني أقول سلام
وداعٌ ولكني أقول سلام / وللنفس في ذكر الوداع حِمام
أخادع نفساً ان تحققتِ النوى / فليس لها بين الضلوع مقام
قد ائتلفت أهواؤها بك جملة / كما ائتلفت في وكرهن حمامُ
وشقت على النصح المبين جيوبها / كما شققت عن زهركن كمام
أكرر لحظي في محياك انه / لنور الهدى فيه عليك قسام
وأحمد من تقبيل كفيك سؤدداً / على عاتق الجوزاء منه حسام
أملبسي النعمى قديما ومثلها / حديثاً وأحداث الزمان عظام
لأجلستني حتى اتكأت ولم تزل / تدل على المولى الكريم
عسى عند حمل العيس رحلي في غد / يهيأ عن زادي لديك طعام
وميلي الى الطاهي وطيب ارادةٍ / ليثبت لي في وصف ذاك كلام
وكيف أزيد المجد صحب محاسن / سهرت لها والعالمون نيام
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس / يكون به بردٌ له وسلام
لبستُ سواداً والجميع مبيض / كأني غرابُ والانام حمام
الا يا بن معنٍ ما لمجدك غايةُ / ولا لمكان أنت فيه مرام
قد اتفقت فيك المكارم كلّها / فلم يبق في شرع الكرام كلام
يوم كحاشية الرداء المعلم
يوم كحاشية الرداء المعلم / أوفى بسر مسرةٍ لم تكتم
شاهدتهُ وكأنه من روضةٍ / وكأنني من طائرٍ مترنم
إن تكن تبتغي القتال فدعني
إن تكن تبتغي القتال فدعني / عنك في حومة القتال أحامي
خذ جناني عن جنة ولساني / عن سنانٍ وخاطري عن حسام
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي / على نظرة كانت بغير توهم
حموا نظري ما في الخدود من الجنى / وقد أخذوا ما في الترائب من دمي
فردوا علي الأرض حلقة خاتم / باعراضهم ودارة درهم
وعهدي بهم الكثيب وخدرهم / يشير بعَناب اليَ وعندم
يا قطني درَّ الحديث وذوبه / عقيق مذاب في الدماء من الدم
وفود يقودون العراب وتحتهم / كرائم من رهطي جديل وشذقم
يغير على زرق المياه وقد رنت / اليها عيون الزرق من كل لهذم
وترعى ربيعا للصوارم حوله / رياض بما فيها من الدهر تحتمي
وفي سدرة الوادي من الحي شادن / ربيب ولكن في عرينة ضيغم
يدير علي الراح من لحظ ناضر / ويمنعنيها من ثنيّة مبسم
مشى في موشىً عبقريّ كأنه / طراز الصبا منه بخّدٍ منعّم
ومال على كافورة من بنانه / لها منبت بين الوشيج المقدم
حبيب لو انّ الحسن شِعرٌ لما غدا / مديح حبيب أو تغزل مسلم
فيه انتما من صبابتي / ومن رميه نحوى لمقلة مرتمي
رماني بعينيه وثنى بسهمه / فأثبت في قلبي ثلاثة أسهم
وما أنس لا أنس الخيال الذي سرى / سرى البرق في داج من الليل مظلم
أتى بهدياتٍ فما مدّ راحةً / وادى رسالاتٍ ولم يتكلم
لثمت الثرى حيث استقلت بي الخُطى / فلافحني عن ردع مسك مختم
وأملت تسليما عليه فقيل لي / على الشمس عن إذن الكواكب سلّم
ومَن لم يسلم في الديانة والدُّنا / الى ناصر الأنصار ليس بمسلم
همام تبيت المأثرات همومه / فيصبح منها بين مغنىً ومغنم
بعيد حدود الفضل لاصفةً له / سوى انه من جوهر متجسّم
صفا فلوان الشمس تُعطي شعاعه / لما احتجبت في ليل أريد أقتم
ورقّ فلولا ان فيه جزالة / من الباس لاستنشقته في التنسم
كأنّ سجاياه ربيع مفوّق / تفتح عن زهر نضير منعم
كأنّ تخاطيط الحياة بخدّه / حواشي رداء مذهب النسج معلم
كأنّ سنا مرآه في جود كفّه / سنا الشمس في حِبَا الغيث ينهمي
كأنّ الذي في نوره من تلألؤٌ / شقيق الذي في ناره من تضرم
كأنّ تواقيع الرضا بعد سخطه / مواقع مزنٍ في عواقب صيلم
كأنّ مذاقيه ليانا وشدة / حلاوة شهد في مرارة علقم
كأنّ لدى هيباته وهِباته / جنى جنةٍ محفوفةٍ بجهنم
كأنّ ثبوت الراسيات ثبوته / اذا خفّ من خوف الردى كل محجم
كأنّ أديم الأرض راحة كفّه / وفي بسطها قبض على كل مجرم
اذا ضلّ أملاك الزمان فانه / الى رشده اهدى من اليدِ للفمِ
يزف الى الأعداء من حومة الوغى / عروس خمار عطرها عطر منشم
ويركب في أوحالها ظهر شيظم / فيحملهم منهم على ظهر شيهم
فيرجوه حتى الطير مما تعودت / بلحم عداه مطعما بعد مطعم
نفى العدم حتى ردّ كل مكانةٍ / واغرب من عنقائها شخص معدم
لك المنشآت الجاريات كأنها / ضواري شواهين على الماء حوم
فظلّت بها بين النواظر والكرى / فمن محرم يسري الخيال لمحرم
حمدنا لها فضل التأخر انه / يقال يكون الفضل للمتقدم
أقامت عذاري بالعذارى حواملاً / ولم تر الا أن تجيء بتوأم
هي الغيد وافت منك في الصدِّ عيدها / فمن موسم في موسم طيّ موسم
محاسن اثار لو تمثلت / بمثل شجي كان عدة أرهم