المجموع : 6
على وإلا ما بكاء الغمائم
على وإلا ما بكاء الغمائم / وفي والا ما نياح الحمائم
وعني أنار الرعد صرخة طالب / لثأر وهز البرق صفحة صارم
وما لبست زهر النجوم حدادها / لغيري ولا قامت له في مآتم
وهل شققت هوج الرياح جيوبها / لغيري او حنت حنين الروائم
خذوا بي إن لم تهدأوا كل سابح / لريح الصبا في إثره أنف راغم
من العابسات الدهم إلا التفاتة / إلى غرة أهدت له ثغر باسم
طوى بي عرض البيد فوق قوائم / توهمتني منهن فوق قوادم
وخاض بي الظلماء حتى حسبته / له مربط بين النجوم العواتم
الا قاتل اللَه الجياد فانها / نأت بي عن أرض العلى والمكارم
أشلب ولا تنساب عبرة مشفق / وحمص ولا تعتاد زفرة نادم
كساها الحيا برد الشباب فانها / بلاد بها عق الشباب تمائمي
ذكرت بها عهد الصبا فكأنما / قدحت بنار الشوق بين الحيازم
ليالي لا ألوى على رشد لائم / عناني ولا أثنيه عن غي هائم
أنال سهادي عن عيون نواعس / وأجني عذابي من غصون نواعم
وليل لنا بالسد بن معاطف / من النهر ينساب انسياب الأراقم
بحيث اتخذنا الروض جاراً تزورناذ / هداياه في أيدي الرياح النواسم
تبلغنا أنفاسه فنردها / باعطر أنفاس وأذكى مناسم
تسر إلينا ثم عنا كأنها / حواسد تمشي بيننا بالنمائم
سقتنا به الشمس النجوم ومن بدت / له الشمس في جنح من اليل فاحم
وبتنا ولا واش يحس كأنما / حللنا مكان السر من صدر كاتم
هو العيش لا ما اشتكيه من السر / الي كل ثغر آهل مثل طاسم
وصحبه قوم لم يهذب طباعهم / لقاء أديب أو نوادر عالم
صعاليك هاموا بالفلا فتدرعوا / جلود الافاعي تحت بيض النعائم
ندامى ولا غير السيوف أزاهرى / لديهم ولا غير الغمود كما نمى
ومال حال من ربته أرض أعاريب / وألقت به الاقدار بين الأعاجم
يقمح لي قوم مقامي بينهم / وقد رسفت رجل السرى في الأداهم
يقولون لي دع أيدي العيس إنها / تؤدي إلى أيدي الملوك الخضارم
فديتهم لم يبعثوا حرص عاجز / ولا نهوا إذ نبهوا طرف نائم
ولكنها الأيام غير حوافل / بأرب أريب أو حزامة حازم
وإني لأدعوا لو دعوت لسامع / واني لاشكو لو شكوت لراحم
أريد حياة البين والبين قاتلي / وأرجو انتصار الدهر والدهر ظالمي
ونبئت اخوان الصفاء تغيروا / وذموا الرضى من عهدي المتقادم
لقد سخطوا ظلماً على غير ساخط / عليهم ولاموا ضلة غير لائم
ولو أن عفواً من هنالك زارني / لزرت وما عدو الزمان بدائم
أجر ذيول الليل سابغة الدجى / واركب ظهر العزم صعب الشكائم
فاورد ودي صافياً كل شارب / وألبس حمدي ضافياً كل شائم
وأغضي لمن يلقي وجه مكاره / حياء فانقاه بوجه مكارم
وما هو الا لثم كف محمد / وتمكين كفي من نواصي المظالم
إن اتفقت لي فالعدو موافقي / على كل حال والزمان مسالمي
على لنفسي من مناها ألية / تهز رحال اليعملات الرواسم
إلى الحاجب الاعلى الى العضد الذي / تطول بيمناه قصار الصوارم
فتى ثقف ما بين الحمائل مقدم / اذا كر كر الموت ضربة لازم
يضيء سرير الملك منه اذا استوى / عليه ببدر محتب بعمائم
ويهفو للهواء الورد منه إذا غزا / على أسد دامي البراثن حاطم
صقيل رداء العرض من غدر خلة / وطاهر ماء الوجه من رد عادم
له هزة في الجود معتضدية / تهز إلى تشتيت شمل الدراهم
واي حياء طيه أي سورة / كما كمنت في الروض دهم الاراقم
سما بأبيه ذروة الشرف الذي / اباطحه سهل الندى والمكارم
بمعتضد بالله يمناه مرتع / مريع لآمال النفوس السوائم
إذا نشرت لخم بذكراء فخرها / طوت طيء من خجلة ذكر حاتم
مليك سنى الحالتين متيم / ببيض الأيادي أو بحمر الملاحم
أبي أن براه الله غير مقلد / حملة سيف او حمالة غارم
يعين على حمد العفاة فينثني / براحة مغنوم ولذة غانم
ويبني بهدم المال شامخة العلا / لقد ساس ما باني العلا غير هادم
مهيب التفات الطرف سام موقر / عظيم إذا لاحت وجوه العظائم
يذيب بعينيه العدى غير ناظر / ويسبي بكفيه السها غير قائم
اذا نظرت فيه الملوك تساقطت / له نكس الابصار مثل العمائم
يغادر من لثم المباسم في ثرى / مواكبه أمثال ثلم المناسم
له الخير ما أعطى الى كل صارم / يميناً وما أسطى بكل ضبارم
اذا جر أذيال الجيوش إلى العدى / أطاعته أو جرت ذيول الهزائم
ومن مثل عباد ومن مثل قومه / ليوث حروب او بدور مواسم
ملوك مناخ العز في عرصاتهم / ومثوى المعالي بين تلك المعالم
هم البيت ما غير الهدى لبنائه / بأس وما غير القنا بدعائم
إذا قصر الروع الخطى نهضت بهم / طوال العوالي في طوال المعاصم
وأيد أبت من أن تؤوب ولم تفز / يجز النواصي او بحز الغلاصم
ندامي الوغى يجرون بالموت كأسها / إذا رجعت أسيافهم في الجماجم
هناك القنا مجرورة من حفائظ / وثم الظبا مهزوزة من عزائم
ألكني منهم بالسلام الى فتى / تهادى به جرد العتاق الصلادم
إلى الحاجب السامي إلى المجد ناشئاً / وإن لم تثبت فاعتبر بالمياسم
اذا ركبوا فانظره أول طاعن / وإن تركوا فارصده آخر طاعم
أغر مكين في القلوب محبب / اليها عظيم في نفوس الأعاظم
تبوأ من لخم وناهيت مقعداً / مكان رسول الله من آل هاشم
رقيق حواشي الطبع يجلو بيانه / وجوه المعاني واضحات المباسم
وبارع حسن الخط حتى كأنما / يصرف في القرطاس راحة راسم
يهز من الأقلام أمثلة الفنا / لها من لطوخ المسك مثل اللهاذم
اذا نثرت جاءت ببدعة ناثر / وإن نظمت جادت بحكمة ناظم
أبا القاسم اقبلها اليك فانما / ثناؤك مسكي والقوافي لطائمي
محملة عذراً فانك جملة / من الفضل لم أستوفها بتراجم
فديتك ما حبل الرجاء على النوى / بواء ولا ربع الوفاء بقاتم
أنا العبد في ثوب الخضوع لوأنني / أرى البدر تاجي والنجوم خواتمي
وماعز في الدنيا طلاب لماجد / ولا اعتاص في الأيام ورد لحائم
ولكن ذاك الظل أندى غضارة / لضاح وذاك البرق أوفى لشائم
وإني اذا أنصفت بعدك خادم / لدهري وكان الدهر عندك خادمي
تراك تنسمت الدي قد أذعته / فارضاك أم عابت لديك مقادمي
لعمري لقد أفحمت كل مفاخر / بما فيك من تلك السجايا الكرائم
أنازعه فيك الثناء فينثني / كأني نازعت الكؤوس منادمي
ولا غرو أن حيتك بالطيب روضة / سمحت لها بالعارض المتراكم
وثقت بحظي منك لم أخس نبوة / عليه وأرم بالظنون الرواجم
ولو نهضت بي قدرة كل ساعة / لأديت من تقبيل كفك لازمي
لعل الذي أقذى بترحة راحل / عيونا سيجلوها بفرحة قادم
فترجع أيام مضت وكأنها / اذا امتثلتها النفس لذة حالم
وإن غالني من دونهن منيتي / فأقدار رب بالمنيه حاكم
توالي عليك السعد ألزم صاحب / وكان لك الرحم أكلأ عاصم
كل قصر بعد الدمشق يذم
كل قصر بعد الدمشق يذم / فيا طاب الجنى وفاح المشم
منظر رائق وماء بمير / وثرى عاطر وقصر أشم
بت فيه والليل والفجر عندي / عنبر أشهب ومسك أحم
أهلا بقربك لو يطول مقام
أهلا بقربك لو يطول مقام / وكفى بطيفك لو يزور منام
آذنت بالعهد الجديد إنما / قرب المدى دون اللقاء هيام
وكتبت توهن للنوى أميالها / هيهات أميال النوى أعوام
لولا الصحيفة ما سلوت فانها / قد قام منها ما علمت مقام
وصلت إلى مع الأصيل وإنما / وصلت إلي حديقة ومدام
برد من الكافور نمنم درجه / مسكاً وزر عليه منه ختام
من قطعة هي قطعة الديباج أو / هي قطعة البستان وهي كلام
وكأن أسطرها غصون اراكة / ومن القوافي فوقهن حمام
نادمتها والراح يلهب كأسها / عذب اللمى هاجي الجفون غلام
وتشاكلا حسناً فعانق قده / ألف وعارض عارضيه لام
إيه أبا الحسن اختبرت فقل لنا / ماذا تقول اذا استشق عصام
هل حاد بي من مذهب عن واجب / أو لم يقدني للجميل ذمام
أو هل تلجلج منطقي في حجة / لو كان تحت يد الفضاء خصام
والسعي مشكور وفيات الغنى / مرجوة والي الضياء ظلام
ولقد جريت الى التي قلدتها / جرياً تباعد عنه فيه ملام
فوردت لم تلحق بغيبك ريبة / وصدرت لم يعلق بسعيك ذام
وعلى مسفرك السلام تحية / ولقد تقل تحية وسلام
خذوها مثلما استهديتموها
خذوها مثلما استهديتموها / عروساً لا تزف الى اللئام
ودونكم بها ثديي فتاة / أضفت اليهما خدي غلام
تناهيتم في برنا لو سمحتم
تناهيتم في برنا لو سمحتم / بوجه صديق في اللقاء وسيم
وسلسلتم راح البشاشة بيننا / فما ضر لو ساعدتم بنديم
ضننتم بأعلاق الرجال على النوى / فلم تصلونا منهم بزعيم
سألتمس العذر الجميل عن العلا / وأحتال للفضل احتيال كريم
وأثنى على روض الطلاقة بالحيا / وإن لم أفز من نشره بنسيم
ولكن سأستعدي الوفاء وأقتضي / سماحك بالأنس اقتضاء غريم
تراءى بعيني إن أردت مبرتي
تراءى بعيني إن أردت مبرتي / وسبب إلى الحسنى ولو بقسيم
فما شم عرف المسك دون تنشق / ولا اهتز عطف الغصن دون نسيم