المجموع : 17
يا أَيُّها الظالِمُ في فِعلِهِ
يا أَيُّها الظالِمُ في فِعلِهِ / وَالظُلمُ مَردودٌ عَلى مَن ظَلَم
إِلى مَتى أَنتَ وَحَتّى مَتى / تَشكو المُصيبات وَتَنسى النِعَم
بادِر شَبابَكَ أَن تَهرَما
بادِر شَبابَكَ أَن تَهرَما / وَصِحَّةَ جِسمِكَ أَن تَسقَما
وَأَيّامَ عَيشِكَ قَبلَ المَمات / فَما قَصر مَن عاشَ أَن يَسلَما
وَوَقت فَراغِكَ بادِر بِه / لَيالي شُغلِكَ في بَعضِ ما
فَقَدِّر فَكُلُّ اِمرِئٍ قادِمٌ / عَلى عِلمِ ما كانَ قَد قَدَّما
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ / فَكانَ الحِلمُ عَنهُ لَهُ لِجاما
وَظَنَّ بي السَفاهَ فَلَم يَجِدني / أُسافِهُهُ وَقُلتُ لَهُ سَلاما
فَقامَ يَجُرُّ رِجلَيهِ ذَليلاً / وَقَد كَسَبَ المَذَمَّةَ وَالمَلاما
وَفَضلُ الحِلمِ أَبلَغُ في سَفيه / وَأَحرى أَن يَنالَ بِهِ اِنتِقاما
تَلَذَّذتَ في الدُنيا بِكُلِّ طَريفَةٍ
تَلَذَّذتَ في الدُنيا بِكُلِّ طَريفَةٍ / عَلى أَنَّها أَيضاً حَرامٌ مُحَرَّمُ
وَتأملُ جَنّاتِ الخُلودِ لَبِئسَما / تُقَدِّرُ مَن يَقضي بِهَذا وَيَحكُمُ
لَئِن كانَ حُكمُ اللَهِ يَخرُجُ هَكَذا / فَإِنَّكَ مِن يَحيى عَلى اللَهِ أَكرَمُ
إِذا قيلَ مَن يَقضي بِهَذا فَقُل لَهُ / وَمُدَّ لَهُ في الصَوتِ يَحلُمُ يَحلُمُ
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي / بِأَنَّ الحُبَّ مِن شِيَمِ الكِرامِ
اِصبِر عَلى الظُلمِ وَلا تَنتَصِر
اِصبِر عَلى الظُلمِ وَلا تَنتَصِر / فَالظُلمُ مَردودٌ عَلى الظالِمِ
وَكِل إِلى اللَهِ ظَلوماً فَما / رَبّي عَنِ الظالِمِ بِالنائِمِ
تَعَزَّ بِحُسنِ الصَبرِ عَن كُلِّ هالِكٍ
تَعَزَّ بِحُسنِ الصَبرِ عَن كُلِّ هالِكٍ / فَفي الصَبرِ مَسلاةُ الهُمومِ اللَوازِمِ
إِذا أَنتَ لَم تَسلُ اِصطِباراً وَحِسبَةً / سَلَوتَ عَلى الأَيّامِ مِثلَ البَهائِمِ
وَلَيسَ يَذودُ النَفسَ عَن شَهواتِها / مِنَ الناسِ إِلّا كُلُّ ماضي العَزائِمِ
يا أَيُّها الطالِبُ مِن مِثلِهِ
يا أَيُّها الطالِبُ مِن مِثلِهِ / رِزقاً لَهُ جُرتَ عَنِ الحِكمَه
لا تَطلُبِ الرِزقَ إِلى طالِبٍ / مِثلكَ مُحتاج إِلى الرَحَمَه
وَاِرغَب إِلى اللَهِ الَّذي لَم يَزَل / في يَدِهِ النِعمَةُ وَالنقمَه
مُكرِمُ الدُنيا مُهان
مُكرِمُ الدُنيا مُهان / مُستَذِلٌّ في القِيامَه
وَالَّذي هانَت عَلَيهِ / فَلَهُ ثَمَّ كَرامَه
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب / وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَة / شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ / وَألزمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن / مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا / تَفَصَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ
إِنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلمي
إِنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلمي / وَغَفَرتُ ذاكَ لَهُ عَلى عِلمِ
وَرَأَيتُه أَسدى إِلَيَّ يَداً / لَمّا أَبانَ بِجَهلِهِ حِلمي
رَجَعَت إِساءتُهُ عَلَيهِ وَإِح / ساني فَعادَ مُضاعَفَ الجُرمِ
وَغَدَوتُ ذا أَجرٍ وَمَحمَدَة / وَغَدا بِكَسبِ الظُلمِ وَالإِثمِ
فَكَأَنَّما الإِحسانُ كانَ لَهُ / وَأَنا المُسيءُ إِلَيهِ في الحُكمِ
مازالَ يَظلِمُني وَأَرحَمُه / حَتّى بَكَيتُ لَهُ مِنَ الظُلمِ
دَعِ الرِياءَ لِمَن لَجَّ الرِياءُ بِهِ
دَعِ الرِياءَ لِمَن لَجَّ الرِياءُ بِهِ / في الأَمرِ بِالبَذلِ وَاِذكُر ذِلَّةَ العَدَمِ
وَمُت عَلى الدِرهَمِ المَنقوشِ مَوتَ فَتىً / رَأى المَماتَ عَلَيهِ أَكرَمَ الكَرَمِ
وَعَدّ عَن ذا وَعَن هَذا وَقَولِهِمُ / الذِكرُ يَبقى وَتَفنى لذَّةُ النِعَمِ
لَولا غِناكَ لَكُنتَ الكَلبَ عِندَهُمُ / فَإِن أَبَيتَ فَجَرِّب وَاِشقَ بِالنَدَمِ
أَسرَعَ في نَقصِ اِمرِئٍ تَمامُهُ
أَسرَعَ في نَقصِ اِمرِئٍ تَمامُهُ / تُدبِرُ في إِقبالِهِ أَيّامُهُ
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ النعَم
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ النعَم / أَأَنظمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَم
لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ / فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم
فَإِن يَسَّرَ اللَهُ الكَريمُ بِلُطفِهِ / وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم
بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَه / وَإِلّا فَمَخزونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتَم
فَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَه / وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم
خَنازيرُ ناموا عَنِ المَكرُماتِ
خَنازيرُ ناموا عَنِ المَكرُماتِ / فَأَنبَهَهُم قَدَرٌ لَم يَنَم
فَيا قُبحَهُم في الَّذي خُوِّلوا / وَيا حُسنَهُم في زَوالِ النِعَم
اللَيلُ شَيبٌ وَالنَهارُ كِلاهُما
اللَيلُ شَيبٌ وَالنَهارُ كِلاهُما / رَأسي بِكَثرَةِ ما تَدورُ رَحاهُما
فَأَنا النَذيرُ لِذي الشَبيبَةِ مِنهُما / لا يَأمَنَنَّهُما فَإِنَّهُما هُما
يَتَناهَبانِ نُفوسَنا وِدِماءَنا / وَلُحومَنا عَمداً وَنَحنُ نَراهُما
وَالشَيبُ إِحدى الميتَتَينِ تَقَدَّمَت / أولاهُما وَتَأَخَّرَت أُخراهُما
وَكَأَنَّ مَن حَلَّت بِهِ صُغراهُما / يَوماً فَقَد حَلَّت بِهِ كُبراهُما
شَمِّر ثِيابَكَ وَاِستَعِدَّ لِقائِل
شَمِّر ثِيابَكَ وَاِستَعِدَّ لِقائِل / وَاِحكُك جَبينَكَ لِلقَضاءِ بِثومِ
وَعَلَيكَ بِالغَنَوِيِّ فَاِجلِس عِندَه / حَتّى تُصيبَ وَديعَةً لِيَتيمِ