المجموع : 3
جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها
جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها / بِدارَةِ مَوضوعٍ عُقوقاً وَمَأثَما
بَني عَمِّنا الأَدنَينَ مِنهُم وَرَهطَنا / فَزارَةَ إِذ رامَت بِنا الحَربُ مُعظَما
مَوالي مَوالينا الوِلادَةُ مِنهُمُ / وَمَولى اليَمينِ حابِساً مُتَقَسَّما
وَلَمّا رَأَيتُ الوُدَّ لَيسَ بِنافِعي / وَإِن كان يَوماً ذا كَواكِبَ مُظلِما
صَبَرنا وَكانَ الصَبرُ فينا سَجِيَّةً / بِأَسيافِنا يَقطَعنَ كَفّاً وَمِعصَما
يُفلِقنَ هاماً مِن رِجالٍ أَعِزَّةٍ / عَلَينا وَهُم كانوا أَعَقَّ وَأَظلَما
وُجوهُ عَدُوٍّ وَالصُدورُ حَديثَةٌ / بِوُدٍّ فَأَودى كُلُّ وُدٍّ فَأَنعَما
فَلَيتَ أَبا شِبلٍ رَأى كَرَّ خَيلِنا / وَخَيلُهُمُ بَينَ السِتارِ فَأَظلَما
نُطارِدُهُم نَستَنقِذُ الجُردَ كَالقَنا / وَيَستَنقِذونَ السَمهَرِيَّ المُقَوَّما
فَلَسنا عَلى الأَعقابِ تَدمى كُلومُنا / وَلَكِن عَلى أَقدامِنا تَقطُرُ الدِما
عَشِيَّةَ لا تُغني الرِماحُ مَكانَها / وَلا النَبلُ إِلّا المَشرَفِيُّ المُصَمَّما
لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ ما تَرى / مِنَ الخَيلِ إِلّا خارِجِيّاً مُسَوَّما
وَأَجرَدَ كَالسَرحانِ يَضرِبُهُ النَدى / وَمَحبوكَةً كَالسيدِ شَقّاءَ صِلدِما
يَطَأنَ مِنَ القَتلى وَمِن قِصَدِ القَنا / خَباراً يَجرينَ إِلّا تَجَشُّما
عَلَيهِنَّ فِتيانٌ كَساهُم مُحَرِّقٌ / وَكانَ إِذا يَكسو أَجادَ وَأَكرَما
صَفائِحَ بُصرى أَخلَصَتها قُيونُها / وَمُطَّرِداً مِن نَسجِ داوودَ مُبهَما
يَهُزّونَ سُمراً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ / إِذا حُرِّكَت بَضَّت عَوامِلُها دَما
أَثَعلَبُ لَو كُنتُم مَوالِيَ مِثلِها / إِذاً لَمَنَعنا حَوضَكُم أَن يُهَدَّما
وَلَولا رِجالٌ مِن رِزامِ بنِ مالِكٍ / وَآلِ سُبَيعٍ أَو أَسوءَكَ عَلقَما
لَأَقسَمتُ لا تَنفَكُّ مِنّى مُحارِبٌ / عَلى آلَةٍ حَدباءَ حَتّى تَنَدَّما
وَحَتّى يَرَوا قَوماً تَضِبُّ لِثاتُهُم / يَهُزّونَ أَرماحاً وَجَيشاً عَرَمرَما
وَلا غَروَ إِلّا الخُضرُ خُضرُ مُحارِبٍ / يُمَشّونَ حَولي حاسِراً وَمُلَأَّما
وَجاءَت جَحاشٌ قَضُّها بِقَضيضِها / أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما
وَهارِبَةُ البَقعاءِ أَصبَحَ جَمعُها / أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما
بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا / صَبَرنا لَهُ قَد بَلَّ أَفراسَنا دَما
وَقُلتُ لَهُم يا آلَ ذُبيانَ ما لَكُم / تَفاقَدتُمُ لا تُقدِمونَ مُقَدَّما
أَما تَعلَمونَ اليَومَ حِلفَ عُرَينَةٍ / وَحِلفاً بِصَحراءِ الشَطونِ وَمُقسَما
وَأَبلِغ أُنَيساً سَيِّدَ الحَيِّ أَنَّهُ / يَسوسُ أُموراً غَيرَها كانَ أَحزَما
فَإِنَّكَ لَو فارَقتَنا قَبلَ هَذِهِ / إِذاً لَبَعَثنا فَوقَ قَبرِكَ مَأتَما
وَأَبلِغ تَليداً إِن عَرَضتَ اِبنَ مالِكٍ / وَهَل يَنفَعَنَّ العِلمُ إِلّا المُعَلَّما
فَإِن كُنتَ عَن أَخلاقِ قَومِكَ راغِباً / فَعُذ بِضُبَيعٍ أَو بِعَوفِ بنِ أَصرَما
أَقيمي إِلَيكِ عَبدَ عَمرٍو وَشايِعي / عَلى كُلِّ ماءٍ وَسطَ ذُبيانَ خَيَّما
وَعوذي بِأَفناءِ العَشيرَةِ إِنَّما / يَعوذُ الذَليلُ بِالعَزيزِ لِيُعصَما
جَزى اللَهُ عَنّا عَبدَ عَمرٍو مَلامَةً / وَعَدوانَ سَهمٍ ما أَدَقَّ وَأَلاما
وَحَيَّ مَنافٍ قَد رَأَينا مَكانَهُم / وَقُرّانَ إِذ أَجرى إِلَينا وَأَلجَما
وَآلَ لَقيطٍ إِنَّني لَن أَسوأَهُم / إِذاً لَكَسَوتُ العَمَّ بُرداً مُسَهَّما
وَقالوا تَبَيَّن هَل تَرى بَينَ ضارِجٍ / وَنَهيِ أَكُفٍّ صارِخاً غَيرَ أَعجَما
فَأَلحَقنَ أَقواماً لِئاماً بِأَصلِهِم / وَشَيَّدنَ أَحساباً وَفاجَأنَ مَغنَما
وَأَنجَينَ مَن أَبقَينَ مِنّا بِخُطَّةٍ / مِنَ العُذرِ لَم يَدنَس وَإِن كانَ مُؤلَما
أَبى لِاِبنِ سَلمى أَنَّهُ غَيرُ خالِدٍ / مُلاقي المَنايا أَيَّ صَرفٍ تَيَمَّما
لَعَمرُكَ ما لامَ اِمرَءاً مِثلُ نَفسِهِ / كَفى لِاِمرِئٍ إِن زَلَّ بِالنَفسِ لائِما
تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد / لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما
فَلَستُ بِمُبتاعِ الحَياةِ بِسُبَّةٍ / وَلا مُبتَغٍ مِن رَهبَةِ المَوتِ سُلَّما
وَلَكِن خُذوني أَيَّ يَومٍ قَدَرتُمُ / عَلَيَّ فَحُزّوا الرَأسَ أَن أَتَكَلَّما
بِآيَةِ أَنّي قَد فَجَعتُ بِفارِسٍ / إِذا عَرَّدَ الأَقوامُ أَقدَمَ مُعلِما
أَلا أَبلِغ لَدَيكَ أَبا حُمَيسٍ
أَلا أَبلِغ لَدَيكَ أَبا حُمَيسٍ / وَعاقِبَةُ المَلامَةِ لِلمُليمِ
فَهَل لَكُمُ إِلى مَولىً نَصورٍ / وَخَطبَكُمُ مِنَ اللَهِ العَظيمِ
فَإِنَّ دِيارَكُم بِجَنوبِ بُسٍّ / إِلى ثَقفٍ إِلى ذاتِ العُظومِ
غَذَتكُم في غَداةِ الناسِ حِجا / غِذاءَ الجائِعِ الجَدعِ اللَئيمِ
فَسيروا في البِلادِ وَوَدِّعونا / بِقَحطِ الغَيثِ وَالكَلَإِ الوَخيمِ
بُرجٌ يُؤَثِّمُني وَيَكفُرُ نِعمَتي
بُرجٌ يُؤَثِّمُني وَيَكفُرُ نِعمَتي / صَمّي لِما قالَ الكَفيلُ صَمامِ
مَهلاً أَبا زَيدٍ فَإِنَّكَ إِن تَشَأ / أورِدكَ عُرضَ مَناهِلٍ أَسدامِ
أورِدكَ أَقلِبَةً إِذا حافَلتَها / خَوضَ القَعودِ خَبيئَةَ الأَخصامِ
أَقبَلتُ مِن أَرضِ الحِجازِ بِذِمَّةٍ / عُطُلاً أُسَوِّقُها بِغَيرِ خِطامِ
في إِثرِ إِخوانٍ لَنا مِن طَيِّءٍ / لَيسوا بِأَكفاءٍ وَلا بِكِرامِ
لا تَحسَبَنَّ أَخا العَفاطَةِ أَنَّني / رَجُلٌ بِخُبرِكَ لَيسَ بِالعَلّامِ
فَاِستَنزَلوكَ وَقَد بَلَلتَ نِطاقَها / عَن بِنتِ أُمِّكِ وَالذُيولُ دَوامي