المجموع : 8
أَلَم تَربَع فَتُخبِركَ الرُسومُ
أَلَم تَربَع فَتُخبِركَ الرُسومُ / عَلى فِرتاجَ وَالطَلَلُ القَديمُ
تَحَمَّلَ أَهلُها وَجَرَت عَلَيها / رِياحُ الصَيفِ وَالسَبطُ المُديمُ
وَنَدمانٍ يَزيدُ الكَأسَ طيباً / سَقَيتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُجومُ
رَفَعتُ بِرَأسِهِ فَكَشَفتُ عَنهُ / بِمُعرَقَةٍ مَلامَةَ مَن يَلومُ
وَلَمّا أَن تَنَبَّهَ قامَ خِرقٌ / مِنَ الفِتيانِ مُختَلَقٌ هَضومُ
إِلى وَجناءَ ناجِيَةٍ فَكاسَت / وَهى العُرقوبُ مِنها وَالصَميمُ
فَأَشبَعَ شَربَهُ وَجَرى عَلَيهِم / بِإِبريقَينِ كَأسُهُما رَذومُ
تَراها في الإِناءِ لَها حُمَيّا / كُمَيتاً مِثلَ ما فَقَعَ الأَديمُ
تُرَنِّحُ شَربَها حَتّى تَراهُم / كَأَنَّ القَومَ تَنزِفُهُم كُلومُ
فَبِتنا بَينَ ذاكَ وَبَينَ مِسكٍ / فَيا عَجَبي لِعَيشٍ لَو يَدومُ
نُطَوِّفُ ما نُطَوِّفُ ثُمَّ يَأوي / ذَوو الأَموالِ مِنّا وَالعَديمُ
إِلى حُفَرٍ أَسافِلُهُنَّ جوفٌ / وَأَعلاهُنَّ صُفّاحٌ مُقيمُ
وَقُمنا وَالرِكابُ مُخَيَّساتٌ / إِلى فُتُلٍ مَرافِقُهُنَّ كومُ
كَأَنّا وَالرِحالَ عَلى صِوارٍ / بِرملِ جُرادَ أَسلَمَها الصَريمُ
أَتَعرِفُ مَنزِلاً مِن آلِ لَيلى
أَتَعرِفُ مَنزِلاً مِن آلِ لَيلى / أَبى بِالثَعلَبِيَّةِ أَن يَريما
أَرَبَّ بِها مِنَ الأَرواحِ سافٍ / فَغَيَّرنَ المَنازِلَ وَالرُسوما
فَرُدّا فيه طَرفَكُما تُبينا / لِلَيلى مَنزِلاً أَقوى قَديما
بَواقي أَبصَرٍ وَرمادَ دارٍ / وَسُفعاً في مَناكِبِها جُثوما
وَقَد تُغنى بِها لَيلى زَماناً / عَروباً تونِقُ المَرءَ الحَليما
لَيالِيَ تَستَبيكَ بِجيدِ رِئمٍ / وَعَينَي جُؤذَرٍ يَقرو الصَريما
وَأَنفٍ مِثلِ عِرقِ السامِ حُرٍّ / وَتَسمَعُ مَنطِقاً مِنها رَخيما
بَرَهرَهَةٌ يَحارُ الطَرفُ فيها / وَتُبدي واضِحاً فَخماً وَسيما
وَتَبسِمُ عَن شَتيتِ النَبتِ غُرٍّ / عِذابٍ تُبرِئُ الدَنِفَ السَقيما
تَبُذُّ الغانِياتِ بِكُلِّ أَرضٍ / إِذا أَخَذَت وِشاحاً أَو بَريما
وَتَملَأُ عَينَ مَن يَلهو إِلَيها / وَلَستَ بِواجِدٍ فيها مَذيما
وَإِنّا النازِلونَ بِكُلِّ ثَغرٍ / وَلَو لَم تَلقَهُ إِلّا هَشيما
تَرى فيها الجِيادَ مُسَوَّماتٍ / مَعَ الأَبطالِ يَعلُكنَ الشَكيما
وَجَمعاً مِثلَ سَلمى مُكفَهِرّاً / تُشَبِّهُهُم إِذا اِجتَمَعوا قُروما
بِمِثلِهِمُ تُلاقي يَومَ هيجا / إِذا لاقَيتَ بَأساً أَو خُصوما
نَفَينا وائِلاً عَمّا أَرادَت / وَكانَت لا تُحاوِلُ أَن تَريما
دِيارَ اِبنَةِ السَعدِيِّ هِندٍ تَكَلَّمي
دِيارَ اِبنَةِ السَعدِيِّ هِندٍ تَكَلَّمي / بِدافِقَةِ الحَومانِ وَالسَفحِ مِن رَمَم
لَعَمرُ اِبنَةِ السَعدِيِّ إِنّي لَأَتَّقي / خَلائِقَ تُؤتى في الثَراءِ وَفي العَدَم
وَقَفتُ بِها وَلَم أَكُن قَبلُ أَرتَجي / إِذا الحَبلُ مِن إِحدى حَبايِبِيَ اِنصَرَم
وَإِنّي لَمُزرٍ بِالمَطِيِّ تَنَقُّلي / عَلَيهِ وَإِيقاعُ المُهَنَّدِ بِالعِصَم
وَإِنّي لَأُعطي غَثَّها وَسَمينَها / وَأَسري إِذا ما اللَيلُ ذو الظُلمَةِ اِدلَهَم
إِذا الثَلجُ أَضحى في الدِيارِ كَأَنَّهُ / مَناثِرُ مِلحٍ في السُهولِ وَفي الأَكَم
حِذاراً عَلى ما كانَ قَدَّمَ والِدي / إِذا رَوَّحَتهُم حَرجَفٌ تَطرُدُ الصَرَم
وَأَترُكُ نَدماني يَجُرُّ ثِيابَهُ / وَأَوصالَهُ مِن غَيرِ جُرحٍ وَلا سَقَم
وَلَكِنَّها مِن رِيَّةٍ بَعدَ رِيَّةٍ / مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ راووقُها رَدِم
مِنَ الغالِياتِ مِن مُدامٍ كَأَنَّها / مَذابِحُ غِزلانٍ يَطيبُ بِها النَسَم
وَإِذ إِخوَتي حَولي وَإِذ أَنا شامِخٌ / وَإِذ لا أُطيعُ العاذِلاتِ مِنَ الصَمَم
أَلَم يَأتِها أَنّي صَحَوتُ وَأَنَّني / تَحَلَّمتُ حَتّى ما أُعارِمُ مَن عَرَم
وَأَ طرَقتُ إِطراقَ الشُجاعِ وَلَو يَرى / مَساغاً لِنابَيهِ الشُجاعُ لَقَد أَزَم
أَرادَت عِراراً بِالهَوانِ وَمَن يُرِد / عِراراً لَعَمري بِالهَوانِ فَقَد ظَلَم
فَإِنَّ عِراراً إِن يَكُن غَيرَ واضِحٍ / فَإِنّي أُحِبُّ الجَونَ ذا المَنكِبِ العَمَم
وَإِنَّ عِراراً إِن يَكُن ذا شَكيمَةٍ / تُقاسينَها مِنهُ فَما أَملِكُ الشِيَم
فَإِن كُنتِ مِنّي أَو تُريدينَ صُحبَتي / فَكوني لَهُ كَالسَمنِ رُبَّت لَهُ الأَدَم
وَإِلّا فَسيري مِثلَ ما سارَ راكِبٌ / تَيَمَّمَ خِمساً لَيسَ في سَيرِهِ يَتَم
وَقَد عَلِمَت سَعدٌ بِأَنّي عَميدُها / قَديماً وَأَنّي لَستُ أَهضِمُ مَن هَضَم
خُزَيمَةُ رَدّاني الفَعالَ وَمَعشَرٌ / قَديماً بَنوا لي سورَةَ المَجدِ وَالكَرَم
مَتى يُبلِغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ
مَتى يُبلِغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ / إِذا كُنتَ تَبنيهِ وَآخَرُ يَهدِمُ
أَبَأنا لِقاحَ الحَنظَلِيِّ بِمِثلِها
أَبَأنا لِقاحَ الحَنظَلِيِّ بِمِثلِها / لِقاحاً وَقُلنا دونَكَ اِبنَ مُكَدَّمِ
وَفاءً وَلَم تُشرِف عَلَيهِ نُفوسُنا / حَناجِرُها كَأَنَّها صَوغُ حَنتَمِ
فَوا نَدَمي عَلى الشَبابِ وَوانَدَم
فَوا نَدَمي عَلى الشَبابِ وَوانَدَم / نَدِمتُ وَبانَ اليَومَ مِنّي بِغَيرِ ذَم
وَإِذ إِخوَتي حَولي وَإِذ أَنا شائِخٌ / وَإِذ لا أُجيبُ العاذِلاتِ مِنَ الصَمَم
إِذا ما وَرَدنا الماءَ كانَت حُماتُهُ / بَنو أَسَدٍ يَوماً عَلى رَغمِ مَن رَغَم
أَرادَت عِراراً بِالهَوانِ وَمَن يُرِد / عِراراً لَعَمري بِالهَوانِ فَقَد ظَلَم
وَإِن كُنتِ تَهوَينَ الفِراقَ ظَعينَتي / فَكوني لَهُ كَالذِئبِ ضاعَت لَهُ الغَنَم
وَلَم أَرَ لَيلى بَعدَ يَومٍ تَعَرَّضَت
وَلَم أَرَ لَيلى بَعدَ يَومٍ تَعَرَّضَت / لَهُ دونَ أَبوابِ الطِرافِ مِنَ الأَدَم
تَعَرُّضَ حَوراءِ المَدامِعِ تَرتَعي / تِلاعاً وَغُلّاناً سَوائِلَ مِن ذَمَم
عَشِيَّةَ تَبليغُ المُوَدَّةِ بَينَنا / بِأَعيُنِنا مِن غَيرِ عِيٍّ وَلا بَكَم
عَشِيَّةَ يُجزى طِرفُنا مِن كلامِنا / وَلَم يَغفَلِ الراعي الشَفيقُ وَلَم يَنَم
كِلابِيَّةً وَبرِيَّةً حَنثَرِيَّةً / نَأَتكَ وَخانَت بِالمَواعيدِ وَالذِمَم
وَمِن شَرِّ مَن واثَقتَ عَهداً وَذِمَّةً / أُلاتُ الخِضابِ اللامِحاتُ إِلى اللَمَم
غَدَت في أُناسٍ مُصعِدينَ تَيَمَّموا / مَصابَ الخَريفِ في بِلادِ بَني جُشَم
إِذا اِبتَسَمَت ماحَ النَدى فَوقَ بارِدٍ / مِنَ الظَلمِ بَرّاقِ العَوارِضِ ذي شَبَم
أُناسٌ عِدىً عُلِّقتُ فيهِم وَلَيتَني / طَلَبتُ الهَوى في رَأسِ ذي زَلَقٍ أَشَم
وَعاذِلَةٍ تَخشى الرَدى أَن يُصيبَني
وَعاذِلَةٍ تَخشى الرَدى أَن يُصيبَني / تَروحُ وَتَغدو بِالمَلامَةِ وَالقَسَم
تَقولُ هَلَكنا إِن هَلَكتَ وَإِنَّما / عَلى اللَهِ أَرزاقُ العِبادِ كَما زَعَم