المجموع : 16
مِنّا بِمَكَّةَ يَومَ فَتحِ مَحَمَّدٍ
مِنّا بِمَكَّةَ يَومَ فَتحِ مَحَمَّدٍ / أَلفٌ تَسيلُ بِهِ البِطاحُ مُسَوَّمُ
نَصَروا الرَسولَ وَشاهَدوا أَيّامَهُ / وَشِعارُهُم يَومَ اللِقاءِ مُقَدَّمُ
في مَنزِلٍ ثَبَتَت بِهِ أَقدامُهُم / ضَنكٍ كَأَنَّ الهامَ فيهِ الحَنتَمُ
جَرَّت سَنابِكَها بِنَجدٍ قَبلَها / حَتّى اِستَقادَ لَها الحِجازُ الأَدهَمُ
اللَهُ مَكَّنَهُ لَهُ وَأَذَلَّهُ / حُكمُ السُيوفِ لَنا وَجَدٌّ مِزحَمُ
عَودُ الرياسَةِ شامِخٌ عِرنينُهُ / مُتَطَلِّعٌ ثُغَرَ المَكارِمِ خِضرِمُ
يا لَهفَتا مِن بَعدِ بَجلَةَ أصبَحوا
يا لَهفَتا مِن بَعدِ بَجلَةَ أصبَحوا / مَوالِيَ عِزٍّ لَيسَ فيهِم مُرَغَّمُ
مَن مُبلِغُ الأَقوامَ أَنَّ مُحَمَّداً
مَن مُبلِغُ الأَقوامَ أَنَّ مُحَمَّداً / رَسولَ الإِلَهِ راشِدٌ حَيثُ يَمَّما
دَعا رَبَّهُ وَاِستَنصَر اللَهَ وَحدَهُ / فَأَصبَحَ قَد وَفىّ إِلَيهِ وَأَنعَما
سَرَينا وَواعَدنا قُدَيداً مُحَمَّداً / يَؤُمُّ بِنا أَمراً مِنَ اللَهِ مُحكَما
تَمارَوا بِنا في الفَجرِ حَتّى تَبَيَّنوا / مَعَ الفَجرِ فِتياناً وَغاباً مُقَوَّما
عَلى الخَيلِ مَشدُوداً عَلَينا دُروعُنا / وَرَجلاً كَدُفّاعِ الأَتِيِّ عَرَمرَما
فَإِنَّ سَراةَ الحَيِّ إِن كُنتَ سائِلاً / سُلَيمٌ وَفيهِم مِنهُم مَن تَسَلَّما
وَجُندٌ مِنَ الأَنصارِ لا يَخذُلونَهُ / أَطاعوا فَما يَعصونَهُ ما تَكَلَّما
فَإِن تَكُ قَد أَمَّرتَ في القَومِ خالِداً / وَقَدَّمتَهُ فَإِنَّهُ قَد تَقَدَّما
بِجُندٍ هَداهُ اللَهُ أَنتَ أَميرُهُ / تُصيبُ بِهِ في الحَقِّ مَن كانَ أَظلَما
حَلَفتُ يَميناً بَرَّةً لِمُحَمَّدٍ / فَأَكمَلتُها أَلفاً مِنَ الخَيلِ مُلجَما
وَقالَ نَبِيُّ المُؤمِنينَ تَقَدَّموا / وَحُبَّ إِلَينا أَن نَكونَ المُقَدَّما
وَبِتنا بِنَهيِ المُستَديرِ وَلَم يَكُن / بِنا الخَوفُ إِلاّ رَغبَةً وَتَحَزُّما
أَطَعناكَ حَتّى أَسلَمَ الناسُ كُلُّهُم / وَحَتّى صَبَحنا الجَمعَ أَهلَ يَلَملَما
يَضِلُّ الحِصانُ الأَبلَقُ الوَردُ وَسطَهُ / وَلا يَطمَئِنُّ الشَيخُ حَتّى يُسَوَّما
سَمَونا لَهُم وِردَ القَطا زَفَّهُ ضُحىً / وَكُلٌّ نَراهُ عَن أَخيهِ قَد أَحجَما
لَدُن غُدوَةً حَتّى تَرَكنا عَشِيَّةً / حُنَيناً وَقَد سالَت مَدامِعُهُ دَما
إِذا شِئتَ مِن كُلٍّ رَأَيتَ طِمرَّةً / وَفارِسَها يِهوي وَرُمحاً مُحَطَّما
وَقَد أَحرَزَت مِنّا هَوازِنُ سَربَها / وَحُبَّ إِلَيها أَن نَخيبَ وَنُحرَما
أَصَبنا قُرَيشاً غَثَّها وَسَمينَها / وَأَنعَمَ حِفظاً بِالَهَمِ فَتَكَلَّما
فَما كانَ مِنها كانَ أَمراً شَهِدتُهُ / وَساعَدتُ فيهِ بِالَّذي كانَ أَحزَما
وَيَومٍ إِلى موسى تَلاقَت جِيادُنا / قَبائِلَ مِن نَصرٍ وَرَهطِ اِبنِ أَسلَما
فَما أَدرَكَ الأَوتارَ إِلا سُيوفُنا / وَإِلا رِماحاً نَستَدِرُّ بِها الدِّما
فَإِن يُقتَل بَنو عُثمانَ فيها
فَإِن يُقتَل بَنو عُثمانَ فيها / فَهُم قَتَلوا المَوالي وَالصَميما
وَهُم قَتَلوا بَني الصَبّاحِ حَتّى / كَأَنَّ عَجوزَهُم كانَت عَقيما
وَأَبقَت هَذِهِ الأَيّامُ مِنّا / وَلَم تَرضَ لَنا إِلا كَريما
فَوارِسَ يَطعَنونَ الخَيلَ شَزراً / لَدى الهَيجا وَيَروونَ النَديما
رَأَيتُكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها
رَأَيتُكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها / نَشَرتَ كِتاباً جاءَ بِالحَقِّ مُعلِما
وَنَوَّرتَ بِالبُرهانِ أَمراً مُدَمَّساً / وَأَطفَأتَ بِالبُرهانِ ناراً مُضَرَّما
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي النَبيَّ مُحَمَّداً / وَكُلُّ اِمريءٍ يُجزى بِما قَد تَكَلَّما
تَعالى عُلُوّاً فَوقَ عَرشِ إِلَهِنا / وَكانَ مَكانُ اللَهِ أَعلى وَأَعظَما
يَأبى فَوارِسُ لا تَعرى صَواهِلُها
يَأبى فَوارِسُ لا تَعرى صَواهِلُها / أَن يَقبَلوا الحُسنَ مِن مَلكٍ وَإِن عَظُما
لا وَالسُيوفُ بِأَيدينا مُجَرَّدَةً / لا كانَ مِنّا غَداةَ الرَوعِ مُنهَزِما
في كُلِّ عامٍ لَنا وَفدٌ نُجَهِّزُهُم
في كُلِّ عامٍ لَنا وَفدٌ نُجَهِّزُهُم / نَختارُهُم حَسَباً مِنّا وَأَحلاما
كانوا كَوَفدِ بَني عادٍ أَضَلَّهُمُ / قَيلٌ فَأَتبَعَ عاماً مِنهُمُ عاما
عادوا فَلَم يَجِدوا في دارِ قَومِهِمُ / إِلاّ مَغانِيَهُم قَفراً وَأرماما
جَمَعتُ إِلَيهِ نَثرَتي وَنَجيبَتي
جَمَعتُ إِلَيهِ نَثرَتي وَنَجيبَتي / وَرُمحي وَمَشقُوقَ الخَشيبَةِ صارِما
وَما رَوضَةٌ مِن رَوضِ حَقلٍ تَمَتَّعَت
وَما رَوضَةٌ مِن رَوضِ حَقلٍ تَمَتَّعَت / عَراراً وَطُبّاقاً وَبَقلاً تَوَائِما
وَلا زائِلٌ أُزجي الجِيادَ عَلى الوَجى
وَلا زائِلٌ أُزجي الجِيادَ عَلى الوَجى / وِراداً سِراةً وَكُمتاً عَنادِما
وَدُهماً وَحُوَّاً لِلغُرابِ تَخالُها / إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ طَيراً عَلاجِما
أَزِرَّةُ خَيرٌ أَم ثَلاثونَ مِنكُمُ
أَزِرَّةُ خَيرٌ أَم ثَلاثونَ مِنكُمُ / طَليقَاً رَدَدناهُ إِليكُم مُسَلَّما
أَبى قَومُنا إِلاّ الفِرارَ وَمَن تَكُن
أَبى قَومُنا إِلاّ الفِرارَ وَمَن تَكُن / هَوَازِنُ مَولاهُ مِنَ الناسِ يُظلَمِ
أَغارَ عَلَينا جَمعُهُم بَينَ ظالِمٍ / وَبَينَ ابنِ عَمٍّ كاذِبِ الودِّ أَيهَمِ
كِلابٌ وَما تَفعَل كِلابٌ فَإِنَّها / وَكَعبٌ سَراةَ البَيتِ ما لَم تَهَدِّمِ
فَإِن كانَ هذا صُنعُكُم فَتَجَرَّدوا / لَأَلفَينِ مِنّا حاسِرٍ وَمُلأَمِ
وَحَربٍ إِذا المَرءُ السَمينُ تَمَرَّسَت / بِأَعطافِهِ بِالسَيفِ لَم يَتَرَمرَمِ
وَلَم أَحتَسِب سُفيانَ حَتّى لَقيتُهُ / عَلى مَأقِطٍ إِذ بَينَنا عِطرُ مَنشِمِ
فَقُلتُ وَقَد صاحَ النِساءُ خِلالَهُم / لِخَيلِيَ شُدِّي إِنَّهُم قَومُ لَهذَمِ
فَما كانَ تَهليلٌ لَدُن أَن رَمَيتُهُم / بِزِرَّةَ رَكضاً حاسِراً غَيرَ مُلجَمِ
إِذا هِيَ صَدَّت نَحرَها عَن سَبيلِها / أُقَدِّمُها حَتّى تَنَعَّلَ بِالدَمِ
وَما زالَ مِنهُم رائِغٌ عَن سَبيلِها / وَآخَرُ يَهوي لِليَدَينِ وَلِلفَمِ
لَدُن غُدوةً حَتّى اُستُبيحوا عَشِيَّةً / وَذَلُّوا فَكانوا لُحمَةَ المُتَلَحِّمِ
فَآبوا بِها عُرفاً وَأَلقَيتُ كَلكَلي / عَلى بَطَلٍ شاكي السِلاحِ مُكَلَّمِ
وَلَن يَمنَعَ الأَقوامَ إِلاّ مُشايِحٌ / يُطارِدُ في الأَرضِ الفَضاءِ وَيَرتَمي
إِنَّكَ لَم تَكُ كَاِبنِ الشَريدِ
إِنَّكَ لَم تَكُ كَاِبنِ الشَريدِ / وَلَكِن أَبوكَ أَبو سالِمِ
حَمَلتَ المِئينَ وَأَثقالَها / عَلى أُذُنَي قُنفُذٍ رازِمِ
وَأَشبَهتَ جَدَّكَ شَرَّ الجُدو / دِ وَالعِرقُ يَسري إِلى النائِمِ
أَلا أَيُّها المُهدي لِيَ الشَتمَ ظالِماً
أَلا أَيُّها المُهدي لِيَ الشَتمَ ظالِماً / تَبَّين إِذا رامَيتَ هَضبَةَ مَن تَرمي
أَبى الذَمَّ عِرضي إِنَّ عِرضِيَ طاهِرٌ / وَإِنّي أَبِيٌّ مِن أُباةِ ذَوي غَشمِ
وَإنّي مِن القَومِ الَّذينَ دِماؤُهُم / شِفاءٌ لِطُلابِ التِّراتِ مِنَ الوَغمِ
لِمَ تَأخُذونَ سِلاحَهُ لِقِتالِهِ
لِمَ تَأخُذونَ سِلاحَهُ لِقِتالِهِ / وَلَكُم بِهِ عِندَ الإِلَهِ أَثامُ
شَهِدنَ مَعَ النَبيِّ مُسَوَّماتٍ
شَهِدنَ مَعَ النَبيِّ مُسَوَّماتٍ / حُنَيناً وَهيَ دامِيَةُ الحَوامي
وَوَقعَةَ خالِدٍ شَهِدَت وَحَكَّت / سَنابِكَها عَلى البَلَدِ الحَرامِ
نُعَرِّضُ لِلسُيوفِ بِكُلِّ ثَغرٍ / خُدوداً ما تُعَرَّضُ لِلِّطامِ
وَلَستُ بِخالِعٍ عَنّي ثِيابي / إِذا هَرَّ الكُماةُ وَلا أُرامي
وَلَكِنّي يَجولُ المُهرُ تَحتي / إِلى الغاراتِ بِالعَضبِ الحُسامِ