المجموع : 4
وَكَاتِبٍ ألفاظُهُ وَكُتبُهُ
وَكَاتِبٍ ألفاظُهُ وَكُتبُهُ / بَغِيضَةٌ إن خَطَّ أو تَكَلَّمَا
تَرَى أُنَاساً يَتَمَنَّونَ العَمَى / وَآخَرِينَ يَحمَدُون الصَّمَمَا
أَشَارَ إلَيكَ بتَسلِيمَةٍ
أَشَارَ إلَيكَ بتَسلِيمَةٍ / وَمِن قَبلُ مَرَّ وَمَا سَلَّمَا
فَهذِي بِتلكَ وَذَا سُُكَّرُ / يُحَلِّي بِهِ ذلكَ العَلقَما
يَا خَيلَ مُحيي مِلّة الإِسلاَمِ
يَا خَيلَ مُحيي مِلّة الإِسلاَمِ / فُوزي بِكُلِّ غَنِيمَةٍ وَسَلامَ
وَطَإِي بلادَ الشِّركِ مُدرِكَةَ المُنَى / مَنصورةً مَنشُورَةَ الأعلامِ
وَاستَنجِزِي فِيهَا الوُعُودَ بِفَتحِهَا / فَلَعَلَّهَا ادُّخِرَت لِهَذا العَامِ
لِلَّهِ جَيشُ خَلِيفَةً رَايَاتُهُ / مَحفُوفَةٌ بالنُّجحِ فِي الإقدَامِ
مَشحوذَةٌ عَزَمَاتُهُ مَعصومَةٌ / آراؤُهُ فِي النَّقضِ والإِبرامِ
تَغزو مِلاءِكَةُ السَّمَاءِ إِذَا غَزا / مَأمُومَةً مِنهُ بِخَيرِ إِمَامِ
مَحجوبة الأعيانِ وَقعُ سلاحِهَا / بِالرُّوحِ لَيسَ بِظَاهِرِ الأجسَامِ
فَلأجل ذَاكَ يُرَى القَتِيلُ ولا يُرَى / أَثَرٌ بِهِ مِن ذَابِلٍ وحُسَامِ
قَتلَى المَلائِكِ لا كِلى مَفرِيّة / بالسَّمهَرِيِّ ولا قَذالٌ هَامِ
وَمِنَ العَجَائِبِ أن تَكُونَ جِرَاحُهُم / لا في جُسُومِهِمُ ولا فِي الهَامِ
تَرَكَ الهُوَينا واستَقَلَّ بِهِمّةِ / نَشَأَت عن الإِجلالِ والإِعظامِ
وَرَأى الجِهَادَ بِنَفسِهِ وبمالِهِ / أزكى الحُظوظِ وَأَوفَرَ الأقسَامِ
فَسَرى بِمِلءِ الأُفقِ يَحشُو أرضَهُ / بِسَنابِكٍ وَسَماءَهُ بِقَتامِ
يَغشى بِهِ الأَهوالَ لا يعتَاقُهُ / خَرقٌ سَحِيقٌ أو عُبابٌ طَامِ
يجتابُ ذا بالخَيلِ مُعلَمَةً وَذَا / بِالمُنشآتِ عَلَيهِ كالأَعلامِ
مِن كُلِّ مِصلِيتٍ تَقَلَّدَ سَيفَهُ / فَرَأيت صَمصاماً على صَمصامِ
أُسدٌ فَرائِسُها العِدا ألِفَت لَهَا / ظِلَّ القَنا بَدَلاً من الآجامِ
فأني رِباط الفَتح مَرجُواً لَهُ / مِنهُ افتتاحُ عِراقِها والشّام
ألقى بِأَندلسٍ كَلاكِلَ عَزمِهِ / طَلقَ الجَبين مُبارَكَ الإلمَام
فحمى حِمَى الدين الحنِيفِّي الَّذي / ما زال يَدفَعُ دونَهُ ويُحامِي
حَتَّى أَدامَ عَلَى الزَّمَانِ وَأهلِهِ / نِعَماً تَبَزُّ حوادث الأيَّامِ
وَحَبَا فأَغنَاهُم فَأصبَحَ أمنُهُم / أمنَينِ مِن عُدمٍ بِهِ وَحِمامِ
فَجَزَى الإِلَهُ مُعِزَّ دِينِ نَبِيِّه / جَنّاتِ رضوانٍ وَدَارَ مُقَامِ
وَقَضَى لَهُ بالنَّصرِ فِي أعدَائِهِ / وَأنَالَهُ بالسَّعدِ كُلَّ مَرَامِ
يَا ابنَ الأَئِمّةِ مِن مُضَرَ الأُلَى / نَصَبُوا مَنَازَ الحلِّ وَالإحرَامِ
مِن قَيسِ عَيلانَ الذِينَ بِهَديِهِم / شُدَّت عَلَى التَّقوَى عُرَى الإِسلامِ
المُخمِدونَ بجدّهِم وَحَديدِهِم / في الحَرب جَمرَة عُبّدِ الأصنَامِ
والمُطعِمونَ إِذِ السِّنونَ تَتابَعَت / والمُحسِنونَ كَفَالة الأَيتامِ
طابُوا وَطِبتًَ فَقَلَّودك لِعِلمِهم / أمرَ الأنامِ ملامةُ اللَّوَّامِ
وَرَعَيتَ ما استَرعَوكَ مُجتَهِداً وَلَم / تَأخُذكَ فيهِ مَلامَةُ اللَّوامِ
لَمّا قَفلتَ منَ الجِهَادِ وَبَشّرَت / بإِيابِ جَيشِكَ ألسُنُ الأَقلامِ
بَعَثَت بَلَنِسيةٌ إلَيكَ بِوَفدِهَا / عَن كُلِّ مُحتَنِك بِهَا وَغلامِ
مُستَنزِلينَ الرُّحمَ مِنكَ لأهلِهَا / مُستَمطرِينَ سَحَائِبَ الإِنعَامِ
رَفَعُوا ضَراعَتَهُم إِلَيكَ وَبَلّغُوا / عَنهُم أبَرَّ تَحِيّةٍ وَسلام
مستنجزين مواعِد النَّصرِ الَّتِي / وُعِدوا بِهَا مِن نَيلِ كُلِّ مَرَامِ
وَمُعَأوِدينَ اللّثمَ في يَدِكَ الَّتِي / تشفى مُقبِّلها مِنَ الإِعدَامِ
فَأهنأ أمِيرَ المُؤمنِينَ بِغزوَةٍ / خَصّت أنوفَ عِداك بالأرغامِ
تَرَكَت بلادَ الكُفرِ مُظلمَةً بِما / أَجلَت عَنِ الإِيمَانِ مِن أظلامِ
وَأسلَم أمينَ اللهِ تَصدَعُ بِالهُدى / وَتَلِي بِحَدِّ السَّيفِ كُلّ عُرامِ
وَإِذَا ابتدأت بِسَعد جدّك مَطلَباً / كَفَلَت لَكَ الأَقدَارُ بِالإتمَامِ
واخلُد لِحِفظِ الِّينِ وَالدُّنيَا مَعاً / في غِبطَةٍ مَوصولَةٍ بِدَوَامِ
سلامٌ مِن لَدُن رَوضِ السلام
سلامٌ مِن لَدُن رَوضِ السلام / يَخُصُّ ذَراكَ يا نَجلَ الإِمَامِ
يَهُبُّ مَعَ النَّوَاسِمِ كُلّ صُبحٍ / وَيَسرِي بِالعَشِيِّ مَعَ الغَمامِ
إذَا اعتَكَرَ الظلامُ عَلَيهِ أَورَى / زِنَادَ البَرقِ في غَسَقِ الظّلامِ
لِيُخبِرَ عَن فُؤَادٍ فيكَ صَبٍّ / عَمِيدٍ مُنذُ بَينِك مُستَهامِ
وعَن عَهدٍ نَأى مَولاهُ عَنهُ / فلاحَ القَلبُ مِنهُ فِي غَرَامِ
تَمرُّ لَهُ المَطاعِمُ وَهيَ شَهدٌ / وَيضنَى بالشّرابِ وبالطّعامِ
تَهَيّأ كَي يَطيرَ هَوىً وَشَوقاً / إِلَيكَ فَعَأقَهُ سُوقُ الحَمَامِ
وَلِي زُغبٌ كَزُغب الطَّيرِ فُلّت / بِهِنّ شَباةُ حَدِّي واعتِزَامِي
فإِن أَقصِر فمن عَدَم المُوَالي / وإن السَّهم بِالرِّيش اللُّؤامِ
وَمَن رَامَ النُّهوضَ بلا جَنَاحٍ / كَمَن رَكِبَ الجَموحَ بلا لِجَامِ
وَإنِّي لا غِنًى لِي مِن مَسيرٍ / يَبُذُّ إلَيكُمُ رَتكَ النّعامِ
فَعِزِّي في الوُفودِ على ذَراكُم / وذلّي في الإِقامَةِ فِي مُقَامِي
ذَوَى لِبِعَادِكُم نَورُ القَوَافِي / وَجَفّ لِبَنِكُم مَاءُ الكلامِ
فَمَا تَحكِي لَنَا الألفَاظُ مَعنَى / ولا يَجرِي القَرِيضُ عَلَى نِظامِ
لَقينَا الدَّهرَ بَعدَك أيَّ دَهرٍ / وَهَذَا العَامُ بَعدكَ أيُّ عَام
بَعِيدٌ نَفعُهُ دانٍ أذَاهُ / ظَهيرٌ لِلّئامِ عَلَى الكِرَامِ
أخَاف حِمَى بَلَنسِيَةٍ وَكَانَت / تَطِيرُ بِهَا البُزاة عَلَى الحَمَامِ
وجالَت حَولَها خَيلُ النَّصَارَى / وَكَانَت قَد حَماهَا مِنكَ حَامِ
وَمَرّوا آمِنينَ بِجَنبَتَيهَا / وَكَانُوا يَرهبونَكَ فِي المَنَامِ
وَمَا يُخشَى العَرِينُ بِغَيرِ لَيثٍ / وهَل يُخشَى القُرَابُ بلا حُسَامِ
وَكَانَت لا يُخَافُ الهَرجُ فِيهَا / كَأَن المَرء فِي البَلَدِ الحَرَامِ
فَأضحَت لا حَيَاةَ لِسَاكِنِيهَا / بِهَا إلا حياة كالحِمام
أسَيِّدَنا أبَا زَيدٍ رَضَعنَا / ثُدِي البِرِّ وَالنِّعَمِ الجِسَامِ
فَصِرنَا بَعدَ رِحلَتِهِ كُهولاً / أُعِيدَ عَلَيهِمُ مُرُّ الفِطَامُ
سَمَا وَحَمى الثّغورَ عَلَى الأعَادِي / رَعَاهُ اللهُ مِن سَامٍ وَحَامِ
فَيَا ابنَ خليفَةِ اللهِ المُصَفَّى / وَصِنوَ إِمَامِنَا خَيرِ الأنَامِ
لَكُم عُرِفَ اقتِنَاءُ المَجدِ قِدماً / وَتَكشِيفُ المُلِمَّاتِ العِظَامِ
وَرَفعُ المَعلُومَاتِ عَلَى رَوَاسٍ / مُؤطّدَةٍ وَإيضاحُ المَعَامِي
وَمَا مَن قَيسُ عَيلانٍ أبُوهُ / بنابٍ فِي الأُمُورِ وَلا كَهام
لَعَلَّ العَبدَ يَغلَطُ فِيهِ وَقتٌ / فَيُسعِفُهُ بِإدرَاكِ المَرَامش
وَيُنجِدُهُ عَلَى غَولِ الفَيَافِي / بِصهوَةِ وَاخِدٍ سَلِسِ الزَّمَام
لِيُبلِغَنِي استلامَ بَنانِ مَلكٍ / تُقِرُّ بِفَضلِ نِعمَتِهِ عِظَامِي
وَألثُمُ تُربَ نَعلَيه فأَقضِي / بِلَثمِ تُرَابِهَا بَعضَ الذِّمَامِ