المجموع : 4
وَجَوٍّ جَباً ناءٍ تَقَطَّعُ دونَهُ
وَجَوٍّ جَباً ناءٍ تَقَطَّعُ دونَهُ / عِتاقُ القَطا وَالحِميَرِيُّ الرَواسِمُ
يُخالِجنَ أَشطانَ الهَوى كُلَّ وِجهَةٍ
يُخالِجنَ أَشطانَ الهَوى كُلَّ وِجهَةٍ / بِذي السِدرِ حَتّى خِفتُ أَن لَن تَرَيَّما
غَرائِزُ لَم يَترُكنَ لِلنَفسِ إِذ عَلَوا / عَلى الصُهبِ تَحدي السيرَ روحاً وَأَعظُما
سَراةَ الضُحى ثُمَّ اِستَمَرَّ حُداتُهُم / عَلى كُلِّ مَوّارِ المِلاطَينِ أَخزَما
عَلى كُلِّ حُرِّ اللَونِ صافٍ نِجادُهُ / يُواهِقُ جَوناً ذا عَثانينِ مُكرَما
إِذا اِجتَهَدَ الرُكبانُ ذَمَّت وَسامَحَت / وَإِن قَصَّروا عاجوا سَماماً مُخَزَّما
كَأَنَّ ظِباءَ السِيِّ أَو عينَ عالِجٍ / عَلى العيرِ أَو أَبهى بَهاءً وَأَفخَما
كَأَنَّ غَمامَ الصَيفِ تَحتَ خُدورِها / جَلا البَرقَ عَن أَعطافِهِ فَتَبَسَّما
تَهادَينَ يَومَ البَينِ كُلَّ تَحِيَّةٍ / وَكَيفَ التَهادي بِالوِدادَةِ بَعدَما
تَفَرَّقنَ عَن أَهوالِ أَرضٍ مَريضَةٍ / تَرى لَونَها مِنَ المَخافَةِ أَقتَما
فَأَصبَحَ جَمعُ القَومِ شَتّى وَلَم يَكُن / يُفَرِّقُ إِلّا ذا زُهاءٍ عَرَمرَما
كَأَنَّ بِواديهِم هِلالَ بنَ عامِرٍ / وَإِن لَم يَكُن إِلّا حَميماً أَو اِبنَ ما
كَما اِنشَقَّ وادٍ شُعبَتَينِ كِلاهُما / يُعارِضُ عَرنيناً مِنَ الرَملِ أَحزَما
تَبيتُ بِها الوَجناءُ مِن رَهبَةِ الرَدى / بِأَقتابِها وَالسابِحُ الطِرفُ مُلجَما
رَذايا بَغايا مُقشَعِرّاً جُنوبُها / يَغُضّونَ مِن أَجراسِها أَن تَزَغَّما
يَغُضّونَ صَوتَ العيسِ إِلّا صَريفَها / وَصَوتَ الصَريحِيّاتِ إِلّا تَحَمحُما
بَني قَطَنٍ إِنّي عَبَدتُ بُيوتَكُم / بِرَهوَةَ داراً أَو أَعزَّ وأَكرَما
فَلا تَنزِلوا مِن رَأسِ رَهوةَ دارِكُم / إِلى خِرَبٍ لا تُمسِكُ السَيلَ أَثلَما
أُناسٌ إِذا حَلَّت بِوادٍ بُيوتُهُم / نَفى الطَيرَ حَتّى لا تَرى الطَيرُ مَجثَما
تُظَلِّلُ مِن شَمسٍ النَهارِ رِماحُهُم / إِذا رَكَزَ القَومُ الوَشيحَ المُقَوَّما
تَرى كُلَّ لَونِ الخَيلِ وَسطَ بُيوتِهِم / أَبابيلَ تَعدو بِالمِتانِ وَهُيَّما
وَذي عِزَّةٍ أَنذَرنَهُ مِن أَمامِهِ / فَلَمّا عَصاني في المَضاءِ تَنَدَّما
فَوَدَّ بِضاحي جِلدِهِ لَو أَطاعَني / إِذا زَلَّ وَاِعرَورى بِهِ الأَمرُ مُعظَما
وَفَرَّقَ بَينَ الحَيِّ بَعدَ اِجتِماعِهِم / مَشائيمُ دَقُّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِما
غُواةٌ كَنيرانِ الحَريقِ تَسوقُهُ / شآمِيَّةٌ في حائِلِ العِربِ أَصحَما
إِذا لَهَبٌ مِن جانِبٍ باخَ شَرُّهُ / ذَكا لَهَبٌ مِن جانِبٍ فَتَضَرَّما
وَفي الناسِ أَذرابٌ إِذا ما نَهَيتَهُم / عَن الشَرِّ كَالنُشّابِ يُنزَعُ مُقدِما
جَزى اللَهُ قَومي مِن شَفيعٍ وَطالبٍ / عَنِ الأَصلِ وَالجاني رَبيعاً وَأَنعُما
وَلَو أَنَّ قَومي يُقبَلُ المالُ مِنهُمُ / لَمَدّوا النَدى سَيلاً إِلى المَجدِ مُفعَما
لَما عَدِموا مِن نَهشَلٍ ذا حَفيظَةٍ / بَصيراً بِأَخلاقِ اِمرِىءِ الصِدقِ خِضرِما
حَمولاً لأَثقالِ العَشيرَةِ بَينَها / إِذا أَجشَموهُ باعَ مَجدٍ تَجَشَّما
وَلَكِن أَبى قَومٌ أُصيبَ أَخوهُمُ / رُقى الناسِ وَاِختاروا عَلى اللَبَنِ الدَما
أَرى قَومَنا يَبكونَ شَجوَ نُفوسِهِم / وَقَد بَعَثوا مِنّا كَذلِكَ مَأتَما
عَلى فاجِعٍ هَدَّ العَشيرَةَ فَقدُهُ / كَرورٍ إِذا ما فارِسُ الشَدِّ أَحجَما
فَإِذا جَلَّتِ الأَحداثُ وَاِنشَقَّتِ العَصا / فَوَلّى الإِلَهُ اللَومَ مَن كانَ أَلوَما
تَطاوَلَ هَذا اللَيلُ ما كادَ يَنجَلي
تَطاوَلَ هَذا اللَيلُ ما كادَ يَنجَلي / كَلَيلِ التِمامِ ما يُريدُ اِنصراما
فَبِتُّ لِذِكرى مالِكٍ بِكآبَةٍ / أُأَرِّقُ مِن بَعدِ العِشاءِ نِياما
أَبى جَزعي في مالِكٍ غَيرَ ذِكرِهِ / فَلا تَعذِليني أَن جَزِعتُ أُماما
سَأَبكي أَخي ما دامَ صَوتُ حَمامَةٍ / يُؤَرِّقُ مِن وادي البِطاحِ حَماما
وَأَبعَثُ أَنواحاً عَليهِ بِسُحرَةٍ / وَتَذرِفُ عَينايَ الدُموعَ سِجاما
وَأَدعو سَراةَ الحَيِّ يَبكونَ مالِكاً / وَأَبعَثُ نَوحاً يَلتَدِمنَ قِياما
يُقِلنَ ثَرى رَبِّ السَماحَةِ وَالنَدى / وَذو عِزَّةٍ يَأبى بِها أَن يُضاما
وَفارِسُ خَيلٍ لا تُسايَرُ خَيلُهُ / إِذا اِضطَرَمَت نارُ العَدُوِّ ضِراما
وَأَحيا عَن الفَحشاءِ مِن ذاتِ كِلَّةٍ / يَرى ما يَهابُ الصالِحونَ حَراما
وَأَجرَأُ مِن لَيثٍ بِخَفَّانَ مُخدِرٍ / وَأَمضى إِذا رامَ الرِجالُ صِداما
فَلا تَرجُوَن ذا إِمَّةٍ بَعدَ مالِكٍ / وَلا جازِراً لِلمُنشِئاتِ غُلاما
وَقُل لَهُمُ لا يَرحَلوا الأُدمَ بَعدَهُ / وَلا يَرفَعوا نَحوَ الجِيادِ لِجاما
فَلَو كانَ لي نَفَسانِ كُنتُ مُقاتِلاً
فَلَو كانَ لي نَفَسانِ كُنتُ مُقاتِلاً / بِإِحداهُما حَتّى تَموتَ وَأَسلَما