القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الدَّهّان المَوصِلي الكل
المجموع : 6
وَعَد الخَيالُ بأنّا جيرةُ العامِ
وَعَد الخَيالُ بأنّا جيرةُ العامِ / حَقٌّ كَما قالَ أَم أَضغاث أَحلامِ
سَرى يُصانِعُ جَرَساً مِن خَلاخِلهِ / إِذا مَشى وَيُداري عَرفَ أَكمامِ
وَالشَذا جِنحُ الظَلام بِهِ / تَصريحُ واشٍ وَتَعريضاتُ نَمّامِ
نَفَسي العالي وَدلَّههُ / عِن مَضجعي فَرطُ اعلالي واِسقامي
وَلَم يَعُدنيَ من بَعد النَوى فَيَرى / سِوى هُيامي الَّذي خَلّا وَتهيامي
تَبقى الليالي الَّتي كانَ السُهادُ بِها / أَحلا مِن الغَمض في أَجفانِ نَوّامِ
بِتنا وَذَيلُ الدُجى مُرخىً عَلى كَرَمِ / في خُلوة خُلوةَ الأَرجاء مِن ذامِ
وَبَينَنا طيبُ عتب لَو تَسَمَّعَهُ / قُلتُ العِتابُ حَياةٌ بَينَ أَقوامِ
وَفاتِر الطَرفِ لَو إِنّي أَبوحُ بِهِ / إِذاً لأَوضحتُ عذري عند لُوّامي
يَرمي وَأُغضي وَقَد أَصمى فَقُلتُ لَهُ / أَعِد عَدلاً عَدِمتَ السَهم وَالرامي
أَخافُه حينَ أَخلو أَن أُكاشِفَهُ / وَجدي فأَستُر أَوجاعي وَآلآمي
وَأَخدَعُ الناسَ عَن حُبّي وَاكتُمُهم / جِراحَ قَلبيَ لَولا جفنيَ الدامي
وآهاً لَو أَنَّ الَّذي خَلَّفتُ مِن زَمَني / خَلفي أُصادِفُ شَيئاً مِنهُ قُدّامي
عَهدي بَليلي قَصيراً بالعِراقِ فَما / بالي أَبيتُ طَويلَ اللَيلِ بالشامِ
أَعاذَكَ اللَهُ مِن عَصر غَضارَتُهُ / وِزرٌ وَردَّكَ مِن أَيامِ أَيامِ
عَلَّ النَوى عَن قَريبٍ تَنقَضي وَعَسى / جُودُ ابنِ رُزِّيكَ يأتي بَعد اعدام
لَو لَم يُغَيبنيَ المَعروفُ ما عَلِمت / غُرُّ السَحائِب أَنّي نَحوَها ظامي
يا أَكرَم الخَلقِ من بدو وَمِن حَضَر / وَأَشجَعَ الناسِ مِن عُربٍ وَأَعجام
وَقائِماً بِشراءِ المَجدِ مُجتَهِداً / وَقَد تَقاعَد عنه كُلُّ قَوّامِ
أَغَرّ أَبلج مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / سَهل الخَليقَةِ سامي الطَرفِ بَسّامِ
مُعطي الرَعيَّة أَيامَ النَدى كَرَماً / حامي الحَقيقةِ في يَومِ الوَغى الحامي
يَظَلُّ معتَنِقَ الأَبطالَ ضارِبَها / تَرَفُّعاً أَن يُقالَ الطاعِم الرامي
وَالبيضُ تقطر فَوقَ البيضِ لامِعَةً / كَأَنَّها عارِضٌ هامٍ عَلى الهامِ
بِباتِرٍ ناشِرٍ أَغنَت مَضارِبُه / عَن عاسِلِ المتنِ يَومَ الرَوع نَظّام
خلال مَجدٍ فَريدٍ ما تقبَّلَهُ / مِن البَريَّةِ إِلّا مجد الاسلامِ
في سَرجه البَدرُ وَالغَيثُ الغَمامُ لَهُ / جِسمٌ مِنَ الماءِ فيهِ قَلبُ ضِرغامِ
وَربَّ جَرداءَ فيها الأُسدُ مخدرَةٌ / تَحتَ الوَشيجِ عَلى
ما إشن تَكادَ صَرَّت وَلا نَظَرَت / إِلى السَماءِ بعين
مَدَّت قَنا الخَطِّ أَظفاراً إِلى ظَفَرٍ / بُرجاً فَقلَّم مِنها خَطُّ أَقلامِ
أَمنت صرفَ زَماني إِن يُفَوِّقَ لي / سِهامَ صَرف فأَنتَ الذائِدُ الحامي
وان أَمَدّ الى الأَوشال مِن ظَمأٍ / كفّي وَبَحرُ نَداكَ الفائِض الطامي
وَما اِفترشتُ حَيّاً عِندي لَهُ غُدُرٌ / مَلآى المَذائِب فيها شربُ أَعوامِ
وَقَد تقدمتَ بالنَعى الَّتي غَمَرَت / قِدماً وَأَعدَمَت قَبلِ اليومِ اِعدامي
لَكِنَّ اِنعامَكَ الوافي بَنوهُ بالقَد / رِ الَّذي ضاعَ دَهراً بين اِنعامِ
وَرُبَّ أَربابِ احسانٍ تَجاوَزَهُم / مَدحي إِلى أَهلِ أَحسابٍ وأفهامِ
وَلَيسَ مَن قالَ بالانعامِ مرحمتي / مثل الَّذي رامَ بالانعامِ اكرامي
طَوى دارَها طيَّ الكِتابِ المُنَمنَمِ
طَوى دارَها طيَّ الكِتابِ المُنَمنَمِ / وَمَرَّ عَلى الأَطلالِ غَيرَ مُسَلِّمِ
يُخادِعُ امّا عَن جَوى مِن تَذَكَّر / بِها الرَكب أَو عَن عبرة مَن توسِّم
وَكَم وَقفَةٍ فيها أَقَلَّ مُساعِدي / عَلى الدَمعِ اسعادي وَأَكثَر لومّي
إِذا ما بَلَوتُ العَيشَ قالَت عِراصُها / لِدَمعيَ لَيسَ الفَضلُ لِلمُتَقَدِّم
وَسارٍ أَتاني العَرفُ عَنهُ مُبَشِّراً / فَقُمتُ إِلَيهِ أَهتَدي بِالتَنَسُّمِ
أَتى بعد وَهَنٍ عاطِلاً مُتَلَثِّماً / مَخافَةَ حَليٍ أَو مَخافَةَ مَيسَمِ
وَناوَلَني كأساً أَراكَ فِدامَها / وَرَدَّ فَمي عَن لَثمِ كأس مُفدَّمِ
فَلَيتَكَ إِذ حَلأتني عَن مُحَلّل / مِن الخَمرِ ما عَلّلتَني بِمُحَرَّمِ
أَيا لَذَّةَ الدُنيا ومنه بَلاؤُها / وَيا جَنَّةً فيها عَذابُ جَهَنَّمِ
وَكُنّا اِغتَنَمنا لَذَّةَ العَيشِ ليتَها / لَذّاتُها لَم تصرَّم
تُلامُ وَنُدعى الأَشقياءَ خَلاعَةً / وَمَن من يودي ابتِداء التَنَعُّمِ
فَقَد عادَ أَيقاظاً عَلَينا صُروفُهُ / فَما نَلتَقي أَحبابنا غَيرَ نُوَّمِ
أَيا مَلِكاً ما مَدَّ كَفّاً لِعِلَّتي / وَما زلَ مَخضوبَ الأَنامِل مِن دَمي
وَكانَ قَديماً طائِشاتٍ سِهامُهُ / فَأَصبح يَرمينا بأنفذ أَسهُم
وَأَرهفَ حَدّيهِ لحزّي كَأَنَّما / تَوَهَّم انعامَ ابنِ رزِّيكَ مُسلِمي
هُوَ المَلجأُ المأمولُ وَالوَزَرُ الَّذي / أَجازَ عَلى أَحداثِهِ كُلَّ مُعدَمِ
سَليمُ نَواحي العِرضِ لَم يُعطَ خَشيَةً / وَلَم يُخفِ عيباً تَحتَ ذَيل التَكَرُّمِ
تَوضَّح في الدَهرِ البَهيم كَأَنَّه / سَنا غُرَّةٍ سالَت عَلى وَجه أَدهَم
وَأَعطى وَلا مُعطٍ وَأَضحى مُمدَّحاً / وَما فَوقَ وَجهِ الأَرضِ غَيرُ مُذمَّم
إِذا لَقَحَ الراياتِ رأياً تَمَخَّضَت / بِنَصر عَلى الأَيامِ فَذّ وَتَوأمِ
لَهُ كُلَّ يَومٍ مغنَمٌ مِن عَدوِّهِ / يَرى بَذلَهُ لِلمجتدي نَيلَ مَغنَم
ثَقيلٌ عَلَيهِ حَملُ أَيسَر مِنَّة / خَفيفٌ عليهِ حَملُ أَعظَمِ مَغرم
أَعَدَّ لِنَصرِ الحَقِّ كُلَّ مطهَّرٍ / يَغُذُّ إِلى الأَعداءِ فَوقَ مُطَهَّم
لَهُ شَرَفٌ الاقدامِ في الحَربِ شِيمَةٌ / َما يَبتَغي غَيرَ الكميِّ المُقَدَّمِ
وَولهى من التَوديع لَم تَرَ مُنجِداً / مِن الدَمع يُعديها عَلى بَينِ مُشأمِ
فَقالَت وَقَد أَجرَت سَوابِقَ عَبرة / أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ بِالبُعدِ مُؤلِمي
أَتَجمَعُ لي فَقراً وَبيناً وَكِبرَةً / لَكَ اللَهُ ما تُثنيكَ خيفَةُ مأثمِ
فَقُلتُ لَها هَذا فِراقٌ يَردُّنا / جَميعاً وَيُعدينا عَلى الدَهر فاِعلَمي
أَعدّي العيابَ وَالمَرابطَ واخطبي / كَريمةَ قَومٍ وارقبي نجح مقدمي
سَأجهدُ نَفسي في اِبتِكارِ قَصيدَةٍ / فَتونِ المَعاني لَذَّةِ المُتَرَنِّمِ
تَقول إِذا أَبصَرتِ حسنَ بَديعها / لَكَم تَرَكَ الماضونَ مِن مُتَرَدَّمِ
وَأَبعَثُها غَرّاءَ بِكراً عَقيلَةً / لِكفؤٍ بأَبكارِ المَعالي مُتَيَّمِ
مُعشَّقةً زَفَّ التميميُّ دونَها / إِلى دون مَولاكُم بأَلفِ
سَيَبلُغ بَغداداً فَيهجم قائِلٌ / أَقِم يا حُسامي في صَوائِل واهجم
أَيا بَحر إِنّي لَم أَسَل غيركَ النَدى / وَلَم أَرَ أَهلَ الأَرض أَهلاً لمكرمِ
هُم الحَمأُ المَسنون لا ماءَ عِندَهُم / وَلَيسوا صَعيداً طَيِّباً لِلتَيَمُمِ
عبرتُ أُلاقي خَيرَهُم خَيرَ مادِح / لَهُ وَأَراهُ دَهره غَيرَ مُنعَمِ
غَنيّاً بِما تُوليهِ غَيرَ مُكلَّفٍ / طَلاقَة بِشرِ الوَجهِ أَو مُتَجَهِّمِ
دَعَوتُكَ بعد الجود أُخرى وَلَم يَزَل / أَخو المحل يَدعو السُحب
وَصلتَ المَعالي فَوقَ وَصلِ مُتَيّم / أَخاهُ فَلا ذاقَت فِراقَ مُتَيَّمِ
كَم بَينَ أَجفانِك مِن صارِم
كَم بَينَ أَجفانِك مِن صارِم / يسُلُّه اللَحظُ عَلى الهائِمِ
يا ظالِماً حَكَّمتُه فاِعتَدى / اليكَ أَشكو مِنكَ يا ظالِمي
ما أَبعَدَ المَظلومَ مِن حَقِّهِ / إِن كانتِ الدَعوى عَلى الحاكِمِ
لَم أَدرِ مِن أَينَ دَهاني الهَوى / وَجار بي عَن خَطِّهِ السالمِ
مِن طَرفِكَ الأَكحَلِ أَم ثغ / ركَ الباسِم أَمِ مِن شعرك الفاحمِ
حكمتَ في العشاقِ فاِحكم كَما / مُحَمَّدٌ حُكَّم في العالِم
لَو حَثَّ غيثاً عَلى اِسعادِهِ قَسَمُ
لَو حَثَّ غيثاً عَلى اِسعادِهِ قَسَمُ / لَواصَلت مَنزِلاً بالموصل الديَم
لَهفي عَلى طيب عَيش كلّه عَجَبٌ / وَلّى وَأَعقَبَ ذِكراً كلّه نَدَمُ
عَيشٌ لَبِسناهُ لَم تَسلِب سَوابِغُهُ / نُهىً وَلا قَصَّرت أَذياله التُهَمُ
لا أَرتَجي عَودَهُ في يَقَظَة أَبَداً / فَلَيتَهُ زادَني إِن كانَ لي حُلُمُ
وَنازِحي الدارَ صَبري عَنهُمُ طَبع / وَالصَبرُ عَن بَعضِ ما فارقتُهُ كَرَمُ
قَد شَفَّني السَقمُ وَالأَشواقُ بَعدهم / وَصحَّهُ الودُّ حَيث الشَوقُ وَالسَقَم
ما لِلزَمان يُغاديني وَيطرُقني / بالخطب يعرقُني ظُلماً وَيهتضِم
اليكِ عَنّي صُروفَ الدَهرِ صاغِرَةً / انّي بجود جَمالِ الدين مُعتَصِمُ
هُوَ الَّذي مَلأَ الدُنيا بِنائِلِهِ / حَتّى اِرتَوَت مِن نَداهُ العُرب وَالعَجَم
مَن حاتِمٌ حينَ تَهوي بِالنَدى يَدُهُ / مَن ابنُ مامةَ مَن كَعب وَمَن هرِم
لا تُخدَعَنَّ بِما تَحكي فَلا صَعب / مِن جودِد جود مَخلوقٍ وَلا
إِذ نَبا السَيفُ أَوكَلَّت مَضارِبُهُ /
يُسِرُ مَعروفَه عَمداً لِيُخفيه / هَيهاتَ لِلعُرفِ عرب
وَمُستَقِل عَطاياهُ وَان كَثُرَت / مَستقرِب
إِذا ما أَزمَة كَلَحَت / أَنيابُها وَهوَ طَلق الوَجهِ مُبتَسِمُ
لا تَتركنّي بَعيدَ الدارِ مُغتَرِباً / أَظمى وَفي وَطَني مِن جُودِكَ الدِيَمُ
انظر إِليَّ بِعَين مِنكَ راحمةٍ / ففيَّ أَجرٌ لِباغي الأَجرِ مُغتَنِمُ
مُضَيَّع الفَضلِ وَالآداب في نَعَم / لا يَنفُقُ الفَضلُ وَالآدابُ عِندَهُم
أَيدٍ شحاحٌ عَن الخَيراتِ مُقفَلَةٌ / وَأَوجهٌ بِرِداء اللُؤمِ تَلتَثِمُ
مِن كُلِّ ذي أُذُنٍ لِلفُحشِ واعيَةٍ / بِها عَن المُبتَغى مَعروفها صَمَمُ
يَرى السَماحَةَ عَيباً لَيسَ يُشبِهُ / عَيبٌ وَيَحسَبُ أَنَّ البخل لا يَصِم
إِن يَعدُ دَهري بِلا جُرمٍ عَلى أَدَبي / فَجودُ كَفِّكَ فيما بَينَنا حَكَمُ
حلفت أُسعِدُ وَلهى ما تَذكّرني / إِلّا وَدمعَتُها في الخَدِّ تَنسَجِمُ
كَريمة هَدَّها فَقدي وَأَتلَفَها / بُعدي وَأَوهى قِواها الفَقرُ وَالهَرَمُ
أَشتاقُها وَعَوادي الدَهرِ قاطِعَةٌ / عَساكَ تَعدى عَلى دَهري فَنلتَئِمُ
ما أَنهَضَتني إِلَيها صَبوَةٌ وَهَوىً / إِلّا وَأَقعَدَني الاقتارُ وَالعَدَمُ
يُضحي يُجانبني مُجانَبَةَ العِدى
يُضحي يُجانبني مُجانَبَةَ العِدى / وَيَبيتُ وَهوَ إِلى الصَباح نَديمُ
وَيمرّ بي يَخشى الرَقيبَ وَلفظُهُ / شَتمٌ وَغنجُ لحاظِه تَسليمُ
وَفستقة شبهتُها إِذ رأَيتُها
وَفستقة شبهتُها إِذ رأَيتُها / وَقَد عايَنتَها مُقلَتي بِنَعيمِ
زبرجدة خَضراء وَسط حَريرة / بحقّة عاجٍ في غلاف أَديم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025